محليات

جعجع يطلّ الأحد بمواقف عالية السقف

افاد معلومات صحفية  أنّ كلمة رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع في المؤتمر العام للحزب يوم الأحد ستتضمّن مواقف عالية السقف، كما سيحدّد جعجع خريطة طريق للمرحلة المقبلة لن توفّر قضيّة إلا وستتطرّق لها.

واشارت الى أنّ كلمة جعجع ستكون طويلة وشاملة ومدّتها 45 دقيقة، سيتطرّق فيها الى المراحل التي مرّ بها حزب “القوات” منذ تأسيسه وصولاً الى يومنا الحالي.

إشارة الى أنّ المؤتمر العام للحزب سينعقد في معراب تحت شعار “قوّات نحو المستقبل”، في استعادة لشعار الحزب القديم “مؤسّسة نحو المستقبل”.

القصيفي زار مرتينوس: كرامة الصحافة والإعلام من كرامة المحاماة

زار نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزيف القصيفي نقيب المحامين في بيروت عماد مرتينوس في مكتبه، في حضور الصحافي مروان القدوم والمحامي حسين رمضان، وجرى خلال الاجتماع عرض للإشكال الذي حصل بين رمضان وقدوم أثناء ممارسته لعمله في تغطية إنتخابات نقابة المحامين، والناتج عن سوء تقدير أوصل الى سوء تفاهم بين الطرفين.وأكّد مرتينوس “إحترامه الكبير للصحافيين والاعلاميين، ورفض أي تعرض لهم”، مبديًا “حرصه على العلاقة الوثيقة بينهم وبين المحامين، وخصوصًا أنّ أكثر من قاسم مشترك يشدهم بعضًا إلى بعض”، وتمنّى “تجاوز الحادث الذي طاول الصحافي القدوم”، مشدداً على “احترامه الكبير للمحامين وعلى ضرورة التعاون بين قطاعي المحاماة والصحافة كونهما في خندق واحد دفاعا عن حرية الرأي وكرامة الإنسان”، وشكر لقدوم “حضوره إلى مكتب النقيب وتجاوبه مع مسعاه ومسعى النقيب القصيفي لحل الأشكال الذي حصل في السادس عشر من الشهر الفائت”.من جهته، شكر القصيفي لنقيب المحامين “استجابته وتعاونه”، مؤكدًا “رسوخ العلاقة بين النقابتين على مدى عقود طويلة”. وقال: “إنّ كرامة الصحافة والإعلام هي من كرامة المحاماة، ولا يمكن التفريط بها ايا تكن الذرائع، وأن ما تعرض له الزميل مروان قدوم كان مرفوضا”، موضحًا أنّ “هذا الاجتماع وضع النقاط على الحروف وأصبح ما حصل من الماضي، وأن نقابتي المحامين والمحررين سيحافظان على عمق العلاقة التاريخية بينهما وسيعملان على توطيدها بين أعضائهما”.

وزير الداخليّة : الانتخابات في موعدها… وننتظر التعيينات

حتى شجرة الميلاد، على مدخل وزارة الداخليّة والبلديّات، تغيّر موقعها هذه السنة. وهي لن تبقى يتيمةً. أُضيفت اليها شجرةٌ أخرى عند مدخل مكتب الوزير أحمد الحجار، بناءً على رغبته، بألوان شعار الوزارة الفضّي والأزرق. لكنّ التغيير لم يقتصر على الزينة، بل شمل مجالاتٍ أخرى، ويَعِد الحجار بعد بالكثير.لم يكن الحجار غريباً عن الوزارة وشؤونها، هو الآتي من قوى الأمن الداخلي حيث عُرف بمناقبيّته. استغنى، بعد تعيينه، عن معظم المستشارين واختار من يعرفهم جيّداً، سيرةً وسلوكاً. كان التحدّي الأول الذي واجهه هو الانتخابات البلديّة والاختياريّة، فنجح في الاختبار. أمّا اليوم، فيضع في سلّم أولويّاته تحقيق ثلاثة مشاريع أنجزت دراساتها ويُبحث عن تمويلٍ لها، وهي: – الهويّة الالكترونيّة التي ستشكّل نقلةً نوعيّة على صعيد تحديث “الداتا” الخاصّة باللبنانيّين وتوحيدها وتصحيحها. – تفعيل التحكّم المروري الذي بات شبه مشلولٍ حاليّاً، ويشمل تحديث إشارات المرور وتركيب كاميرات مراقبة، مع ما لذلك من نتائج مباشرة على تسهيل حركة السير والمراقبة الأمنيّة. – مكننة عمل هيئة ادارة السير وإصدار رخص قيادة الكترونيّة أسوةً بالدول المتقدّمة. ويركّز الحجار على تطوير عمل عمل هيئة ادارة السير والآليات والمركبات وإزالة الصورة القديمة عن “النافعة”، مشيراً الى أنّ خطوات مهمّة أنجزت حتى الآن، إلا أنّ الأمر يحتاج الى مزيدٍ من الوقت لإزالة تراكمات عمرها عشرات السنوات، معتبراً أنّ العميد نزيه قبرصلي، الذي يتولّى رئاسة المصلحة، يقوم بواجباته ويحظى بثقته. وقد أجرى الحجار ١٢ مقابلة حتى الآن لمرشّحين لمنصبَي -رئيس مجلس إدارة / مدير عام هيئة إدارة السير والآليات والمركبات، وعضو مجلس إدارة لدى الهيئة. كذلك، ينوي الحجار اعادة العمل بالمعاينة الميكانيكيّة، شرط أن تكون على صورةٍ مغايرة عمّا كانت عليه.لكنّ رجل الأمن يولي اهتماماً أيضاً بالشأن الأمني، معتبراً أنّ نسبة الكشف عن الجرائم ومرتكبيها مرتفع في لبنان، لافتاً الى أنّ الأجهزة الأمنيّة تقدّم الأداء الأفضل منذ سنوات، وهي تتعاون في ما بينها ولو أنّه يراهن على المزيد من التعاون. ويشير الحجار الى أنّ بعض من يلتقونه من الأجانب يتعجّبون من أنّ الوضع الأمني في لبنان أفضل بكثير من دولٍ أوروبيّة، حيث يمكن التجوّل ليلاً بأمان. ويشيد وزير الداخليّة بعمل الأجهزة الأمنيّة التي بقيت فعّالة حتى في عزّ الأزمة التي عصفت بلبنان، بينما شُلّ عمل الكثير من الإدارات الرسميّة، فحافظت على هيبة الدولة التي تبدأ، برأيه، من شرطي السير.وبعد، يعترف الحجار بأنّ ما تحقّق، حتى الآن، يحتاج إلى استكمال التعيينات، وخصوصاً المحافظين، رافضاً الخوض في أسباب تأخيرها. أمّا انتخابيّاً، فيؤكّد أنّ وزارة الداخليّة جاهزة لتنظيم الانتخابات، مستبعداً تأجيلها، لافتاً الى أنّ الوزارة تتلقّى تباعاً لوائح المسجّلين في الاغتراب من وزارة الخارجيّة لتنقيحها وفرزها مناطقيّاً وطائفيّاً قبل عرضها أمام الرأي العام أسوةً بقوائم الناخبين.تخرج من وزارة الداخليّة بأكثر من انطباع. تطمئنك رصانة الوزير، ويطمئنك أكثر أنّه لا يطمح الى أكثر ممّا هو فيه اليوم. ليست عينه على السراي، بل على النجاح في الوزارة. التحدّي المقبل، من دون شكّ، الانتخابات النيابيّة.

طقس مُشمس : قبل البرق والرّعد والأمطار…اليكم التفاصيل!

توقّعت دائرة التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية في المديرية العامة للطيران المدني، أن يسيطر طقس خريفي مستقّر على لبنان والحوض الشرقي للمتوسّط مع ارتفاع بدرجات الحرارة حيث تتخطى معدلاتها الموسمية مع أجواء باردة نسبياً خلال الليل في المناطق الجبلية والداخلية، يتقلب الطقس اعتباراً من مساء يوم غد الجمعة ومن المتوقع أن تتأثر المنطقة مساء السبت بمنخفض جوي مصحوب بكتل هوائية باردة مركزه شمال غرب تركيا ما يؤدي الى طقس ممطر مع انخفاض ملموس بدرجات الحرارة. الطقس المتوقع في لبنان: الخميس: غائم جزئياً بسحب مرتفعة مع ارتفاع بدرجات الحرارة والتي تتخطى معدلاتها الموسمية مع نسبة رطوبة منخفضة ورياح ناشطة أحياناً جنوب البلاد.الجمعة: قليل الغيوم مع ارتفاع إضافي بدرجات الحرارة حيث تلامس الـ ٢٦ درجة ساحلاً، يتحول تدريجيا بعد الظهر الى غائم بسحب متوسطة ومرتفعة، تنشط الرياح أحياناً اعتباراً من بعد الظهر لحدود ٦٠ كم/ساعة خصوصا جنوب البلاد يرتفع معها موج البحر وترتفع نسبة الرطوبة وتتساقط أمطار متفرقة خلال الليل خصوصا في المناطق الجنوبية والداخلية.السبت: غائم جزئياً بسحب متوسطة ومرتفعة مع انخفاض تدريجي بدرجات الحرارة، ترتفع نسبة الرطوبة ويتكون الضباب على المرتفعات، تتساقط أمطار متفرقة خلال الفترة الصباحية خصوصا في المناطق الداخلية، تتكاثف الغيوم اعتباراً من المساء وتتساقط أمطار تشتد ليل السبت / الاحد مع حدوث برق ورعد ورياح ناشطة تصل سرعتها لحدود الـ ٦٥ كلم/س يرتفع معها موج البحر.الأحد: غائم اجمالاً مع انخفاض ملموس بدرجات الحرارة (٤ درجات على الاقل) والتي تصبح دون معدلاتها الموسمية، يتكون الضباب بشكل كثيف على المرتفعات تسوء معه الرؤية أحياناً، تتساقط أمطار متفرقة تكون غزيرة أحياناً مع حدوث برق ورعد ورياح ناشطة تصل سرعتها لحدود الـ ٦٠ كلم/ساعة خصوصا فترة قبل الظهر، تتساقط الثلوج على ارتفاع ٢٤٠٠ متر وما دون ذلك شمالاً خصوصا فترة بعد الظهر، تخف حدّة الأمطار اعتباراً من المساء مع حدوث انفراجات محدودة خلال النهار.الرياح السطحية: شمالية الى شمالية شرقية، ناشطة احياناً، سرعتها بين ١٥ و٣٠ كم/س. الانقشاع: جيّد اجمالاً. الرطوبة النسبية على الساحل: بين ٤٠ و٦٠%. حال البحر: متوسط ارتفاع الموج. حرارة سطح الماء: ٢٤°م. الضغط الجوي: ١٠١٩ HPA أي ما يعادل: ٧٦٤ ملم زئبق. ساعة شروق الشمس: ٠٦:٢٧. ساعة غروب الشمس: ١٦:٢٩.

نداء قياميّ: ” لبنان قم وانهض وكن علامة للسلام في المشرق”

كأنّ الزمن في لبنان اختار أن يحبس أنفاسه ثلاثة أيّام، ليشقّ للروح معبرًا إلى نورٍ نازلٍ من علياءِ البياض. الوطن المثقَل بوجع الأيام وتعب السنين تجلّى كأنّه يخلع عن كتفيه سواد الإحباط، ويرتدي ثوبًا من بهاءٍ جديد، يوم لامست ترابه خطوات البابا لاوون الرابع عشر، كراعٍ يعبر فوق الجراح ليوقظ رجاء القيامة.لقد اجتاحت زيارته البلاد كما تجتاح نسمة ملائكيّة معبدًا عتيقًا، فأضاءت ما خَبَا في القلوب من رجاء، وأيقظت ما تسلّل إلى جدرانها من خمول. وبدا كأنّ لبنان نفسه، بجباله المعطّرة بعبق البخور ووديانه المثقلة بدروب القداسة، قد نهض ليقول إنّه ما زال يستحقّ أن يكون وقفًا إلهيًا، وملتقى تتصافح فيه السماوات مع الأرض. وطن، لا يزال يحمل في طيّاته سرّ رسالة لا تموت، وجوهره الرسوليّ لا تقوى عليه أبواب الجحيم. أمّا شعبه، فيعرف كيف ينهض من بين الرماد كما ينهض القدّيسون من عتمة التجربة، ويتدفّق الحبّ في قلبه كينابيع الجبال، ويحمل في صميمه قدرات عجيبة على الفرح واجتراح الأمل رغم جفاف الأيام. وفي المقابل، أعطى البابا اللبنانيين ما كانت أرواحهم تتوق إليه منذ زمن طويل. وهبهم ثقةً تعيد ترتيب نبض القلب، ورجاءً يُنبت سنابل في أرضٍ يابسة، وإيمانًا بأنّ لبنان، مهما انحنى بالمحن، لا ينكسر ولا يموت. وكأنّ اللقاء معهم تحوّل إلى تبادل للأسرار الخفيّة في صلاة متبادلة. هم قدّموا له صدق قلوبهم، وهو أعاد إليهم ملامح الحلم الذي ظنّوا أنّه تلاشى. في حضرة الصمت، الذي يُعلّم أكثر مما تعلّمه الخطب، جثا البابا أمام ضريح القدّيس شربل. كان المشهد أشبه بقداسة تلتقي قداسة، في لحظة اتّحدت فيها سماء الأرض بسماء السماء، حيث أصبح الزمن نفسه شاهدًا على لقاء الروح بالمقدّس. وفي لقاء الشبيبة، وقد قرأ في وجوههم وهن الأجيال وقلق الغد، خاطبهم بلغة الضياء، متيقنًا أنّهم أبناء عالم مجروح، لكن بين أيديهم وزنات إعادة البناء، ليصحّحوا ويُبدعوا ويحلموا. وبنبرة يقين، بشّرهم بأنّ لبنان سيزهر مرّة أخرى، قويًا كشجرة الأرز، ثابتًا بجذور من يشبهون هذه الأرض. وهناك، في الدير المشبَع بالخشوع، حيث تنحني الأحجار لخطى الطوباوي يعقوب، وما زالت تحتفظ بحرارة الفقر الإنجيليّ، مرّ الحبر الأعظم ليذكّر العالم بأنّ القداسة تبقى جسرًا يعبره من يجعل من حياته المتقشّفة والمتواضعة والمحبّة قربانًا للآخرين. من سكون الدير إلى رماد المرفأ، يغوص القلب في وادٍ من الأسى. التحم لاوون بالأفئدة المكسورة التي تتساءل عن معنى الرحيل، وأضاء شمعةً في ليل كثيف الظلام، كأنّه يُعلن أنّ العدالة ولو تأخرت لا تُدفن، وأنّ الحقّ لا يموت، وأنّ بيروت تستطيع أن ترفع جناحيها من الركام لتنهض من جديد. وفي قدّاس الختام على الواجهة البحريّة في بيروت، شُقّت في قلب المدينة المصلوبة نافذة إلى السماء. وفي حضرة الموج والريح والقلوب المتعبة، ارتفع صوت البابا كمن يوقظ الشرق من غفوة طويلة، قائلًا إنه يحتاج إلى مقاربات جديدة تتجاوز الانقسامات السياسيّة والدينيّة، وتفتح صفحة من المصالحة والسلام. وتوجّه إلى لبنان النازف والمشلول، الحامل صليبه منذ أعوام، بنبرة تنبض بنفَس القيامة: “قُم… انهض… وكن علامة للسلام في المشرق”. وخلال مراسم الوداع في المطار، دعا البابا خلال كلمته إلى إشراك الشرق الأوسط بأسره في الالتزام من أجل السلام والأخوّة، بما في ذلك، من يعتبر اليوم عدوًّا. وأضاف: علينا أن نوحّد الجهود كي يستعيد لبنان رونقه. والطريق إلى ذلك واحد: تجريد القلوب من السلاح، إسقاط دروع انغلاقنا العرقيّ والسياسيّ، فتح معتقداتنا الدينيّة على اللقاء المتبادل، وإيقاظ حلم لبنان الموحّد في قلوبنا، حيث ينتصر السلام والعدالة. وقال مودّعًا: أنتم أقوياء مثل أشجار الأرز، أشجار جبالكم الجميلة، وممتلئون بالثمار كالزيتون الذي ينمو في السهول، وفي الجنوب وبالقرب من البحر. أحيّي جميع مناطق لبنان التي لم أتمكن من زيارتها: طرابلس والشمال، والبقاع والجنوب الذي يعيش بصورة خاصة حالة من الصراع وعدم الاستقرار. وختم: “أطلق نداءً من كل قلبي: لتتوقّف الهجمات والأعمال العدائيّة. ولا يظنّ أحد بعد الآن أنّ القتال المسلّح يجلب أي فائدة. فالأسلحة تقتل، أما التفاوض والوساطة والحوار فتبني. لنختَر جميعًا السلام، ولنجعل السلام طريقنا، لا هدفًا فقط.” هو همس سماويّ يذكّر بأنّ لبنان ليس مجرد مساحة على خريطة الشرق، بل فسحة نادرة يلتقي فيها البشر تحت سقف واحد، وواحة حرّية طالما حملها اللبنانيون في أرواحهم قبل دساتيرهم. زيارة تذكّر بأنّ حماية لبنان ليست ترفًا، بل واجبٌ روحيّ وأخلاقيّ وتاريخيّ. زيارة تريد للبنان أن يستعيد صوته الذي اختنق بين ضجيج المحاور، وأن تعود للدولة هيبتها ودورها، وللمواطن حقّه في وطنٍ لا يُدار من خارج حدوده. وفوق أرضٍ تعرّقت بدموع شعبها ودمائه واختزنت في حجارتها بخور صلوات لا تنتهي، رفع البابا راية السلام، كنداء خلاص، وبنفس قياميّ: “لبنان… قُم… انهض… وكن علامة للسلام في المشرق”.

سيمون كرم يترأس الوفد اللبناني إلى اجتماعات “الميكانيزم”

أعلنت الناطقة الرسمية باسم رئاسة الجمهورية، نجاة شرف الدين، ما يلي:“التزاماً بقسمه الدستوري، وعملاً بصلاحياته الدستورية، من أجل الدفاع عن سيادة لبنان وسلامة أراضيه ومصالحه العليا، وتجاوباً مع المساعي المشكورة من قبل حكومة الولايات المتحدة الأميركية، التي تتولى رئاسة “اللجنة التقنية العسكرية للبنان”، المنشأة بموجب “إعلان وقف الأعمال العدائية”، تاريخ 27 تشرين الثاني 2024، وبعد الإطلاع من قبل الجانب الأميركي، على موافقة الطرف الاسرائيلي ضمّ عضو غير عسكري إلى وفده المشارك في اللجنة المذكورة، وبعد التنسيق والتشاور مع رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، ورئيس الحكومة الدكتور نواف سلام، قرر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، تكليف السفير السابق المحامي سيمون كرم، ترؤس الوفد اللبناني إلى اجتماعات اللجنة نفسها.كما تم إبلاغ المعنيين بذلك. وعليه يشارك السفير كرم بهذه الصفة، في اجتماع اللجنة المقرر اليوم 3 كانون الأول 2025، في الناقورة”.

قتيل في حادث سير مـروّع على أوتوستراد جبيل

وقع حادث سير مـروّع مساء أمس على المسلك الشرقي لأوتوستراد جُبَيْل مقابل صيدلية الرحباني، حيث اصطدمت درّاجة نارية يقودها المدعو “م.ط” (مواليد 1992) وبرفقته المدعو “ع.ح” (مواليد 2002)، وهما من الجنسية السورية، بأحد المارة ويدعى “ر.ش” (مواليد 1977) من شمال لبنان.

وعلى الفور، عملت فرق الإسعاف على نقل الجـرحى إلى مستشفى سيدة مارتين ومستشفى المعونات الجامعي لتلقي العلاج، إلا أن اللبناني ر.ش ما لبث أن فارق الحياة متأثرًا بجراحه البليغة.

وقد حضرت الأجهزة الأمنية إلى المكان، وفتح التحقيق لمعرفة ملابسات الحادث واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

بالصور-البابا لاوون الرابع عشر يختتم زيارته التاريخية للبنان برسالة سلام ودعوة لوقف الأعمال العدائية

أنهى البابا لاوون الرابع عشر لبنان زيارته التاريخية للبنان استمرت ثلاثة أيام من مطار رفيق الحريري الدولي حيث أقيمت له مراسم وداع رسمية،  في مبنى كبار الزوار، في حضور الرؤساء جوزاف عون ونبيه بري ونواف سلام ووزراء ونواب وقادة عسكريين وروحيين. عوناستهلت المراسم بالنشيدين الوطني والفاتيكان، ثم كانت كلمة وداعية للرئيس عون، قال فيها:“صاحبَ القداسة البابا لاوون الرابع عشر، نلتقي اليوم في ختام زيارة ستبقى محفورة في ذاكرة لبنان وشعبه. فخلال الأيام الماضية، حملتم إلى لبنان كلمات رجاء و أمل، وجلتم بين مناطقه، والتقيتم بشعبه الذي استقبلكم بكافة طوائفه وإنتماءته بمحبةٍ كبيرة تعكس توقه الدائم للسلام والاستقرار”.أضاف: “صاحبَ القداسة، لقد جئتم إلى لبنان حاملين رسالة سلام، وداعين إلى المصالحة، ومؤكّدين أن هذا الوطن الصغير في مساحته، الكبير برسالته، ما زال يشكّل نموذجًا للعيش المشترك وللقيم الإنسانية التي تجمع ولا تفرّق. وفي كلماتكم ، وفي لقاءاتكم مع أبناء هذا البلد، لمسنا عمق محبتكم للبنان وشعبه، وصدق رغبتكم في أن يبقى وطن الرسالة، وطن الحوار، وطن الانفتاح ، وطن الحرية لكل انسان والكرامة لكل انسان”.تابع: “فشكراً لك يا صاحبَ القداسة، لأنك استمعتم إلينا. وشكراً لأنكم استودعتم لبنانَ رسالةَ السلام. وأنا بدوري أقولُ لكم بأننا سمعنا رسالتَكم. وأننا سنستمرُ في تجسيدِها، ومع شكرِنا، تظلُّ لنا أمنيةٌ يا صاحبَ القداسة. وهي أن نكونَ دائمًا في صلواتِكم، وأن تتضمّن عظاتُكم لكلِّ مؤمنٍ ومسؤولٍ في هذا العالم التأكيدَ على أنَّ شعبَنا شعبٌ مؤمنٌ يرفض الموتَ والرحيل، شعبٌ مؤمن قرر الصمودَ بالمحبةِ والسلامِ والحق. شعبٌ مؤمنٌ يستحقُ الحياةَ وتليقُ به”.وختم: “وإذ نودّعكم، لا نودّع ضيفًا كريمًا فحسب، بل نودّع أبًا حمل إلينا طمأنينةً وذكّرنا بأن العالم لم ينسَ لبنان، وأن هناك من يصلّي لأجله ويعمل من أجل السلام. عشتم يا صاحبَ القداسة. عاش السلام. وعاش لبنان”.البابااما البابا لاوون الرابع عشر فقال:”السَّيِّد الرَّئيس، دولة رئيس مجلس الوزراء ودولة رئيس مجلس النواب، أصحاب الغبطة والإخوة الأساقفة، السلطات المدنية والدينية، الإخوة والأخوات جميعًا!المغادرة أصعب من الوصول كنّا معًا، وفي لبنان أن نكونَ معا هو أمرٌ مُعدٍ . وجدتُ هنا شعبًا لا يحبُّ العَزلَةَ بل اللقاء. فإن كانَ الوصولُ يعني الدخول برفق في ثقافتِكم ، فإنَّ مغادرة هذه الأرض تعني أن أحملكم في قلبي. نحن لا نَفتَرِق إذًا، بل بعدما التقينا سنمضي قُدُمًا معًا. ونأمل أن نُشرِكَ في هذا الرّوح من الأخوة والالتزام بالسّلام، كلَّ الشَّرِقِ الأوسط، حتّى الذين يعتبرون أنفسهم اليوم أعداء”.تابع:”لذا أشكرُ لكم الأيَّامَ التي قضَيتُها بينكم، ويسرني أنّني تمكّنتُ من تحقيق رغبة سَلَفِي الحبيب، البابا فرنسيس، الذي كان يتمنَّى كثيرًا أن يكون هنا. إنّه في الحقيقة موجودٌ معنا، ويسيرُ معنا مع شهودٍ آخرين للإنجيل الذين ينتظروننا في عناق الله الأبدي : نحن ورثةٌ لِما آمنوا به، ورثةُ الإيمان والرّجاءِ والمحبّة التي ملأتهم”.واضاف:”رأيتُ الإكرام الكبير الذي يَخُصُّ به شعبُكم سيّدتنا مريم العذراء، العزيزة على المسيحيين والمسلمين معًا . وصلَّيتُ عند ضريح القديس شربل، فأدركتُ الجذور الرّوحيّة العميقة لهذا البلد : الرّحِيقُ الطَّيِّبُ فى تاريخكم يَسنِدُ المسيرة الصعبة نحو المستقبل ! أثَّرَت في زيارتي القصيرة إلى مرفأ بيروت، حيثُ دَمَّرَ الانفجارُ ليس المكانَ فحسب، بل حياة الكثيرين. صلَّيتُ من أجل جميع الضحايا، وأحمل معي الألم والعطش إلى الحقيقة والعدالة للعائلات الكثيرة، ولبَلَدِكم بأكمله”.وقال:”التقيتُ في هذهِ الأيام القليلة وجوهًا كثيرة وصافحت أيدِيًا عديدة، مُستَمِدًّا من هذا الاتصال الجسدي والداخلي طاقة من الرّجاء. أنتم أقوياء مِثل أشجار الأرز، أشجار جبالكم الجميلة، وممتلئون بالثَّمار كالزيتون الذي ينمو في السهول، وفي الجنوب وبالقُرب من البحر . أُحيِي جميع مناطِقِ لبنان التي لم أتمكَّن من زيارتها : طرابلس والشمال، والبقاع والجنوب، الذي يعيش بصورة خاصّةٍ حالة من الصراع وعدم الاستقرار أعانقُ الجميع وأرسل إلى الجميع أماني بالسّلام”.وختم:”وأُطلق أيضًا نداءً من كل قلبي : لِتَتَوَقَّف الهجمات والأعمال العدائية. ولا يظِنَّ أحد بعد الآن أنّ القتال المسلّحَ يَجلِبُ أَيَّةَ فائِدَة. فالأسلحة تقتل، أمّا التفاوض والوساطة والحوارُ فتَبني. لِنَختَر جميعًا السّلامَ وليَكُن السّلامُ طريقنا، لا هدفًا فقط ! لِنَتَذَكَّرُ ما قاله لكم القدّيس البابا يوحنا بولس الثاني : لبنانُ َأكثرُ من بلد إنّه رسالة ! لِنَتَعلَّمْ أن نعمل معا ونرجو معًا لِيَتَحَقَّق ذلك. بارك الله شعب ،لبنان، وجميعكم، والشرق الأوسط، وكلَّ البشريّة ! شكرًا وإلى اللقاء !”.

البابا يجتمع بالرؤساء الروحيين المسلمين والخطيب يرفع إليه رسالة حول رؤية الطائفة الشيعية

عقد اجتماع مساء أمس في مقر السفارة البابوية في حريصا ضم البابا لاوون الرابع عشر والرؤساء الروحيين المسلمين ، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الإعلى الشيخ علي الخطيب، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، رئيس المجلس الإسلامي العلوي في لبنان الشيخ علي قدور، السفير البابوي في لبنان المونسنيور باولو بورجيا ومسؤولين في الكرسي الرسولي.وعرض المجتمعون الواقع اللبناني والظروف الصعبة التي يمر بها لبنان ، لا سيما في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر، وتمنوا على قداسة البابا المساعدة في المحافل الدولية من أجل المساهمة في تحقيق الاستقرار ، فأكد الحبر الأعظم أنه سيواصل جهوده السياسية والدبلوماسية في هذا المجال.ورفع العلامة الخطيب إلى البابا خلال اللقاء رسالة مطولة يشرح فيها رؤية الطائفة الإسلامية الشيعية للبنان والعلاقة مع المكونات اللبنانية، والظروف التي عاشتها وتعيشها هذه الطائفة ولبنان بشكل عام في ظل العدوان الإسرائيلي، كما قدم للبابا نسخة من كتاب “نهج البلاغة” الذي يتضمن خطب ورسائل الإمام علي بن أبي طالب.نص الرسالةوهذا نص الرسالة التي سلمها العلامة الخطيب لقداسة البابا: “نحييكم بتحية الإسلام الذي يؤمن بالسيد المسيح عليه السلام، رسولا ونبيا ومبشرا وهاديا. تحية طيبة لجنابكم من لبنان الجريح الذي لطالما اعتبره الكرسي الرسولي في الفاتيكان، رسالة وليس بلدا على هامش التاريخ . إننا نرفع اليكم خالص التمنيات بالتوفيق والأمل، بأن تحمل زيارتكم لبلدنا كل فرص النجاح ،وأن تُثمر في تعزيز الوحدة الوطنية المهتزة في هذا البلد المثخن بالجراح، نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر على أهله وأرضه. ولا يسعنا في هذه المناسبة إلا أن نضع بين أيديكم رؤيتنا الصادقة لموقف طائفتنا ،طائفة المسلمين الشيعة ،لمستقبل هذا البلد ،إستنادا إلى ثقافتنا الروحية الثابتة على مدى الأجيال”.وتابع: “إننا نستوحي هذه الثقافة من مواقف الرسول الاكرم محمد بن عبد الله ،ومن خليفة المسلمين أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب ،الذي يسعدنا أن نقدم لكم كتاب “نهج البلاغة” الذي يشكل أهم وأقدس كتاب لدينا بعد القرآن الكريم، والذي نستمد منه هذه المواقف وهذه الثقافة ، وهو يرسم طبيعة العلاقة بين البشر بعبارته الإنسانية البالغة المعنى :”الناس صنفان.. إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق”. ونحن نعتبر أنفسنا أخوة في الايمان ونظراء في الخلق ،لا نفرّق بين أبناء البشر إلا بالتقوى ،كما يقول رسولنا الكريم محمد بن عبد الله، وأن الاختلاف من طبيعة البشر، وأن العلاقة بين المختلفين محكومة بالحوار والتعارف والتعاون على البِر والتقوى، وأن التعايش السلمي بين اتباع الديانات المختلفة هو القاعدة والأساس، وأن ما يحصل من حروب مفتعلة باسم الأديان لا يعبر عن حقيقة الدين الذي يقوم اولا على اساس حرمة الانسان وكرامته، كما ورد في القرآن الكريم قوله تعالى ( ولقد كرمّنا بني آدم )، وثانيا على احترام حرية الاعتقاد ( لكم دينكم ولي دين ) ﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾. على ان المسيحية حظيت في القرآن الكريم بنظرة خاصة واحترام لافت. فالعلاقة معها تقوم على اساس الحوار وب”التي هي أحسن”.واضاف: “يقول الله في القرآن الكريم ( ولتجدن اقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنّا نصارى ). وقال ايضا ( ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتي هي أحسن ). والقرآن الكريم هو المرجع في تقييم نظرة الاسلام الى العلاقة بين اهل الاديان وبين الشعوب والأمم، لا الممارسات التاريخية والعلاقة بين الطرفين، وخصوصا بين المسلمين والمسيحيين، والتي لا تعبرعن حقيقة الاسلام ولا المسيحية، حيث استُغل اسم الدين لاغراض سلطوية غير دينية حُمِّل الدين زورا وزرها.  ان فهمنا لوظيفة الدين كطائفة اسلامية شيعية هي التقريب بين المواطنين وشدّ اللحمة الوطنية بينهم، لا وضع حواجز التعصب والكراهية، وأن ما يجب ان ترتكز حياتهم عليه هو القيم التي تشترك وتدعو اليها كافة الاديان التي من اهمها كرامة الانسان، وتستدعي المساواة بينهم في الحقوق والواجبات، وأن التمايز بينهم ليس على اساس الانتماء الديني والعقائدي، وانما على اساس التقوى. وقد جاء النص القرآني ليقرر هذه الأسس ( يا ايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ). وجاء بيان المقصود من التقوى في قول رسول الاسلام ( الخلق كلهم عيال الله واحبهم اليه انفعهم لعياله )، حيث وُجِّه الخطاب، سواء في النص القراني او في خطاب النبي محمد، الى الناس كافة، وليس الى المسلمين فقط. ولم يجعل المعيار في التفاضل هو الانتماء العقائدي والديني، وانما كيفية التعامل فقال النبي محمد ( الدين المعاملة )، ولم يحدث ان حمّل الاسلام النصرانية كدين وزر المسيحيين، كما تعاطى مع المسلمين تماما، فأدان اخطاءهم ورفض التمييز والتعاطي على اساس عصبي، واعتبر ان لكل اخياره واشراره. فقد سأله بعض المسلمين قائلا ( هل من العصبية يا رسول الله ان يحب المرأ قومه ؟ قال: لا ولكن العصبية ان ترى شرار قومك خير من خيار قوم آخرين).بناء على ما تقدم فإن الطائفة الإسلامية الشيعية ،لم يكن لها على مر التاريخ مشروع سياسي مستقل أو منفصل عن الأمم التي عاشت في كنفها ،بل لطالما نادت على هدي كبارها بالوحدة والتكامل ،وهي في لبنان لم تخرج عن سياق هذا النهج ، وقد دفعت الأثمان الغالية نتيجة تمسكها بوحدة الوطن وانسجام أبنائه بجميع مكوناتهم الدينية والعرقية، ودافعت عن هذه الوحدة بكل ما تملك من إمكانات مادية وبشرية، فحاربت الأفكار التقسيمية ووقفت في وجه المحاولات والرياح الخارجية المسمومة التي هدفت إلى النيل من هذه الوحدة. فعندما أسس الإمام المغيب السيد موسى الصدر المجلس الإسلامي الشيعي الإعلى في أواخر الستينات ،والذي نحمل اليوم شرف قيادته ،كانت شعاراته الوحدوية ناموسا ونبراسا لجميع أبناء الوطن ،وهو الذي دخل الكنائس وأقام فيها الصلوات تعبيرا عن هذا المنهج،ورفع الصوت عاليا في بداية الحرب الأهلية اللبنانية رافضا المَسّ بالأخوة المسيحيين او عزلهم ، وتحمّل الكثير الكثير من المواقف المناهضة لرؤيته ،حتى كان تغييبه في ليبيا عام 1978 ثمنا باهظا لشخصه وللوطن اللبناني. وعلى نهج الإمام الصدر سار خلفاؤه من بعده على رأس هذه الطائفة ،وكذلك المكونات السياسية التي أنشأها،وهي ما زالت تسير على نهجه ،سواء على صعيد الوحدة الوطنية أم على مستوى الدفاع عن الوطن في وجه القوى الخارجية التي تستهدف لبنان ،وفي طليعتها الكيان الإسرائيلي. لقد وعى الإمام الصدر باكرا خطر المشروع الإسرائيلي المحدق بلبنان والمنطقة والعالم ،القائم على الارهاب والاحتلال والتوسع والهيمنة على حساب شعوب المنطقة ودولها، من دون اعتبار للقيم والقوانين والأخلاق ، فكافح بكل السبل السلمية لدفع هذا الخطر ، لكن إسرائيل أمعنت في غيّها تجاه لبنان فاجتاحت أرضه مرة واثنتين وثلاث وأكثر ،وكان على اللبنانيين، وفي طليعتهم أبناء الطائفة الإسلامية الشيعية، نتيجة وجودهم على الحدود مع فلسطين ، مواجهة هذا الاحتلال واستخدام حقهم المشروع في المقاومة ، تماما كما فعلت كل شعوب العالم في مواجهة الإحتلالات، خاصة في غياب دولة قوية تدافع عن حدود الوطن وعن كرامة واستقرار وامن مواطنيه. لقد تحمّلت هذه الطائفة الأعباء الكبرى عن الوطن ،سواء على الحدود وفي مختلف المناطق ،وكانت الحرب الأخيرة والإعتداءات المستمرة عليها، أكبر مثال على ذلك ،على الرغم من اتفاق وقف النار الذي رعته دول كبرى ،فلم تفِ إسرائيل بالتزاماتها ولا وفت الدول الراعية بتعهداتها. إن العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان من شأنه أن يعيد تفجير الأوضاع على نطاق واسع ،لذلك نأمل من حضرتكم إستخدام سلطتكم لدى الدول الفاعلة لكبح جماح هذا العدوان ،والإلتزام باتفاق وقف النار حرصا على السلم في لبنان والمنطقة”.وقال: “إننا طلاب سلم ،لكنه السلم القائم على العدالة والحق وحفظ الكرامة الإنسانية . فعندما ساندت طائفتنا الشعب الفلسطيني في غزة ،إنما استمدت موقفها أولا من هذه الرؤية ومن إيمانها بأن هذا الشعب له الحق بالحياة الكريمة، خارج سياط الاحتلال وقمعه الذي شهدتم في الفترة الأخيرة فصولا مأساوية من حرب الإبادة التي تعرض لها هذا الشعب ، وهو ما دفعكم شخصيا لاتخاذ مواقف مناهضة لهذه الممارسات،هذه المواقف التي نوجه لكم أسمى آيات التحية والتقدير حيالها. وثانيا من موقف مسؤوليها الصريح حول التوسع والاحتلال للبنان والدول المحيطة لانشاء دولة “اسرائيل الكبرى” والتهديدات المستمرة للبنان وشعبه، وهي تمارس اليوم وبشكل مستمر عدوانا مباشرا على لبنان وتغتال المواطنين العزّل وتدمّر بيوتهم ومزارعهم ومصانعهم، وتمنع اعادة الحياة في مناطقهم، وتمنعهم من ترميم بيوتهم المتضررة بفعل العدوان الإسرائيلي، فضلا عن اعادة اعمار القرى التي دُمرت بشكل كامل، على الرغم من ان الامين العام للامم المتحدة وقوات اليونفيل في جنوب لبنان والحكومة اللبنانية، اقروا بأن لبنان التزم موجبات الاتفاق الأممي الذي وقعت عليه اسرائيل ، وبضمانة أمريكية- فرنسية، فتنصلت الولايات المتحدة اخيرا لها، واعطت الضوء الاخضر لإسرائيل لمواصلة اعتداءاتها، اضافة الى فرض حصار مالي مطبق على لبنان لمنع اعادة الاعمار وربطه بنزع السلاح وتدميره، ومنع الجيش اللبناني من الاحتفاظ به واستخدامه للدفاع عن لبنان، واعطاء الحق لإسرائيل في ممارسة العدوان على لبنان لأي ذريعة يدعيها تبيح له ذلك.  نحن كطائفة اكثر تمسكا بالدولة التي تقوم بواجبها في الدفاع عن سيادتها وكرامة شعبها، ولسنا مغرمين بحمل السلاح وتقديم ابنائنا شهداء كبديل عن الدولة، وانما تم دفعنا الى هذا، ولم يكن ذلك خيارا لنا حين تُركنا نواجه العدوان وحدنا، وتخلت الدولة عن مسؤولياتها. واذا كانت الدولة قاصرة عن الدفاع عن ترابها وشعبها، فلماذا يراد سلب اهلنا حق الدفاع عن أنفسهم وهو حق انساني فطري وشرعي وقانوني، اقرته الشرائع الدينية والمدنية.  لذلك فإننا نتقدم منكم بهذه الرسالة آملين من جنابكم وبما لكم من تأثير، الضغط من اجل تطبيق الاتفاق ووقف الخروقات له، والتي زادت عن خمسة الاف، وتمكين المواطنين في المناطق المتضررة من العودة لممارسة حياتهم الطبيعية واعادة اعمار قراهم وبيوتهم المهدمة ومزاولة حياتهم الطبيعية فيها .  إننا نترقب نتائج زيارتكم إلى لبنان بروح الأمل،ونراهن على حكمتكم لفتح ثغرة في جدار الأزمة اللبنانية . كما نتطلع الى تفعيل الحوار بين المسلمين والمسيحين والتعاون الجاد، خصوصا في القضايا التي تمسّ القيم الإنسانية واثرها السلبي على الحياة البشرية وبقائها، من تفكيك الأسرة والمجتمعات الإنسانية، بما يمسّ كرامة الانسان والقيم الدينية المشتركة”.وختم: “نتطلع بأمل الى استمرار التواصل بين القيادات الدينية، تبعا لما بدأه رأس الكنيسة الكاثوليكية السابق مع المرجعية الدينية في النجف الاشرف المتمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني، وفي الامارات العربية المتحدة مع شيخ الازهر سماحة الشيخ احمد الطيب، وذلك لتحقيق العدالة وانصاف الشعبين اللبناني والفلسطيني في استعادة حقوقهما المغتصبة،ولتحقيق الأمن والإستقرار الدوليين”.

بالصور-حشود غفيرة تشارك في القداس الختامي.. البابا: اقول للبنان انهض وكن علامة للسلام

اختتم قداسة البابا لاوون الرابع عشر زيارته لبنان والتي امتدّت لثلاثة أيام، بترؤسه القداس إلالهي الذي أقيم صباح اليوم على الواجهة البحرية لبيروت، وسط حضور الآلاف من المؤمنين الذين توافدوا من مختلف المناطق اللبنانية ومن دول الجوار، لرفع الصلاة من أجل السلام والاستقرار. شارك في القداس رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون واللبنانية الأولى نعمت عون، رئيس مجلس النواب نبيه بري وعقيلته رندا، رئيس الحكومة نواف سلام وعقيلته سحر بعاصيري، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وبطاركة ومطارنة، الرئيس ميشال سليمان وعقيلته وفاء، السفير البابوي باولو بورجيا، الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط وعقيلته نورا، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، رئيس تكتل “لبنان القوي” النائب جبران باسيل، النائبة ستريدا جعجع ووزراء ونواب حاليون وسابقون وشخصيات رسمية وروحية ووفد من الكرسي الرسولي وفاعليات دينية وسياسية واجتماعية. وفي ختام القداس، دعا البابا “مسيحيي لبنان إلى أن يضعوا مستقبلهم أمام الله”.وأضاف: “ولكم يا مسيحيي المشرق، أبناء هذه الأرض بكل ما للكلمة من معنى، تحلوا بالشجاعة، فالكنيسة كلها تنظر اليكم بمحبة وإعجاب”.وطلب من “المجتمع الدولي دعم لبنان، اسمعوا صوت الشعب الذي يطالب بالسلام”.وأكد أن “الشرق الأوسط يحتاج إلى مقاربات جديدة لرفض عقلية الانتقام والعنف، وللتغلب على الانقسامات السياسية والاجتماعية والدينية، ولفتح فصول جديدة باسم المصالحة والسلام”.وفي عظته قال البابا لاوون: “نحن مدعوون إلى عدم اليأس وأقول للبنان انهض وكن علامة للسلام في المشرق. اضاف: أصلّي كي تبقى هذه الأرض مضاءة بالإيمان وأصلّي أن يثبت لبنان في نعمة المسيح. وتابع: إنّ هذا الجمال يظلّل بالفقر والمعاناة وبالجراح وبالظرف السياسي الهش وغير المستقر وبالأزمة الاقتصادية وبالعنف والنزاعات”. العظة: وجاء في عظة البابا لاوون: “أيها الإخوة والأخوات الأعزاء،في ختام هذه الأيام الكثيفة التي عشناها معًا بفرح، نحتفل ونشكر الله على صلاحه وعطاياه الكثيرة، وعلى حضوره بيننا، وعلى كلمته التي أفاضها وافرة علينا، وعلى كل ما أعطانا إياه لنكون معًا.يسوع أيضا، كما أصغينا قبل قليل في الإنجيل، شكر الآب، وتوجه إليه وصلى قائلًا: “أحمدُكَ يا أَبَتِ، رَبَّ السَّمَاءِ والأرض” (لوقا 10: 21).في الواقع، الحمد والشكر لا يَجِدُ دائمًا مكانًا في نفوسنا. إننا نرزَح أحيانًا تحت ثقل تعب الحياة، ونهتم ونقلق بسبب المشاكل التي تحيط بنا، ونقف مشلولين بسبب عجزنا وعدم مقدرتنا أمام الشر، إذ تثقلنا أوضاع كثيرة صعبة، فتميل إلى الاستسلام والتشكي وننسى اندهاش القلب والشكر الواجب الله.هذه الدعوة لتنمية مشاعر الحمد وعرفان الجميل أوجهها إليكم أنتم أيها الشعب اللبناني العزيز. أنتم الذين منحكم الله جمالا نادرًا زين به أرضكم، وفي الوقت نفسه أنتم شهود وضحايا لقوى الشر، بأشكاله المتعددة، الذي يُشوّه هذا الجمال والبهاء.من هذا المكان الرحب المطل على البحر، أستطيع أنا أيضا أن أشاهد جمال لبنان الذي تغنى به الكتاب المقدس. فقد غرس الله فيه أرزه الشامخ، وغذاه وأرواه (راجع مزمور 104: 16)، وجعل ثياب عروس نشيد الأناشيد تعبق بعطر هذه الأرض (راجع نشيد الأناشيد 4: 11). وفي أورشليم، المدينة المقدسة المتلألئة بنور مجيء المسيح، أعلن، قال: “مَجدُ لبنانَ يَأْتِي إِلَيكِ السَّرْوُ والسَّنْدِيانُ والبَقْسُ جَمِيعًا، لِزِينَةِ مكان قُدسي، وأُمَجِدُ مَوطِئَ قَدَمَيَّ” (أشعيا 60: 13).وفي الوقت نفسه، هذا الجمال يغشاه فقر وآلام، وجراح أثرت في تاريخكم، فقد كنتُ قبل قليل أصلي في موقع الانفجار في المرفأ، وتغشاه أيضاً مشاكل كثيرة تعانون منها، وسياق سياسي مهلهل وغير مستقر، غالبًا، وأزمة اقتصادية خانقة ترزحون تحت عبئها، وعنف وصراعات أعادت إحياء مخاوف قديمة.في مثل هذا المشهد، يتحول الشكر بسهولة إلى خيبة أمل، ولا يَجِدُ نشيد الحمد مكانًا في قلب كئيب، ويجف ينبوع الرجاء بسبب الشك والارتباك.لكن كلمة الله تدعونا إلى أن نرى الأنوار الصغيرة المضيئة في وسط ليل حالك، لكي نفتح أنفسنا على الشكر، ونتشجع على الالتزام معا من أجل هذه الأرض.أصغينا واستمعنا يسوع يشكر الآب لا لأعمال خارقة، بل لأنه كشف حكمته للصغار والمتواضعين الذين لا يجذبون الانتباه، ويبدو أنهم لا أهمية أو لا قيمة لهم، ولا صوت لهم. في الواقع، ملكوت الله الذي جاء يسوع يبشرنا به له هذه الميزة التي ذكرها النبي أشعيا: إنه غصن، غصن صغير ينبت من جذع راجع أشعيا (11: 1)، ورجاء صغير يعد بولادة جديدة حين يبدو أن كل شيء قد مات. هكذا يُبَشِّرُ بمجيء المسيح. جاءَ مِثلَ غُصْنٍ صغير لا يقدر أن يتعرف عليه إلا الصغار، الذين يعرفون، بلا ادعاءات كبيرة، أن يُدركوا الدقائق الخفية وآثار الله في تاريخ يبدو أنه ضائع.هذه إشارة لنا أيضًا، لنرى بعيوننا الغُصن الصغير الذي يطل وينمو وسط تاريخ أليم. والأنوار الصغيرة المضيئة في الليل، والبراعم الصغيرة التي تنبت، والبذار الصغيرة التي تزرع في بستان هذا الوقت التاريخي القاحل، والتي يمكننا أن نراها نحن أيضا، هنا، اليوم. أفكر في إيمانكم البسيط الأصيل، المتجذر في عائلاتكم والذي تغذيه مدارسكم المسيحية. وأفكر في العمل الدؤوب في الرعايا والرهبانيات والحركات الرسولية لتلبية حاجات الناس وأسئلتهم. وأفكر في الكهنة والرهبان الكثيرين الذين يبذلون أنفسهم في رسالتهم وسط الصعاب المتعددة. وأفكر في العلمانيين الذين يلتزمون في خدمة المحبة ونشر الإنجيل في المجتمع من أجل هذه الأنوار التي تسعى جاهدة لإضاءة ظلمة الليل، ومن أجل هذه البراعم الصغيرة وغير المرئية التي تفتح باب الرجاء للمستقبل، علينا أن نقول اليوم مثل يسوع: “نحمدُكَ يا أَبَتِ!”. ونشكرُكَ لأنك معنا ولا تدعنا نضعفُ فنقع.وفي الوقت نفسه، ينبغي لهذا الشكر ألا يبقى عزاء داخليا ووهما. بل يجب أن يقودنا إلى تحوّل في القلب، وإلى توبة وارتداد في الحياة. يجب أن ندرك أن الله أراد أن تكون حياتنا في ضوء الإيمان، ووعد الرجاء، وفرح المحبة. ولهذا، نحن جميعًا مدعوون إلى أن نُنَمِّي هذه البراعم، وألا نصاب بالإحباط، وألا نرضخ لمنطق العنف ولا لعبادة صنم المال، وألا تستسلم أمام الشر الذي ينتشر.يجب أن يقوم كل واحد بدوره، وعلينا جميعًا أن نوجد جهودنا كي تستعيد هذه الأرض بهاءها. وليس أمامنا إلا طريق واحد لتحقيق ذلك أن ننزع السلاح من قلوبنا، وتسقط دروع انغلاقاتنا العرقية والسياسية، ونفتح انتماءاتنا الدينية على اللقاءات المتبادلة، ونُوقِظ في داخلنا حُلْمَ لبنان الموحد، حيث ينتصر السلام والعدل، ويمكن للجميع فيه أن يعترف بعضُهم ببعض إخوة وأخوات، وحيث يتحقَّقُ أخيرًا ما وصفه النبي أشعيا: “يسكُنُ الذِّئبُ مع الحمل، ويَريضُ النَّمِرُ مع الجدي، ويعلف العجل والشبل معا” (أشعيا 11: 6).هذا هو الحلم الموكول إليكم، وهذا ما يضعه إله السلام بين أيديكم يا لبنان، قم وانهض كن بيتًا للعدل والأخوة! كُن نبوءة سلام لكل المشرق أيها الإخوة والأخوات، أود أنا أيضا أن أقول وأريد كلام يسوع: “أحمدُكَ يا أَبَتِ”. أرفع شكري الله لأنّي قَضَيتُ هذه الأيام معكم وأنا أحمل في قلبي الآمكم وآمالكم. أصلي من أجلكم، حتى يُنير الإيمان بيسوع المسيح، شمس العدل والبرّ، أرض المشرق هذه، وحتى تحافظ بقوته تعالى، على الرجاء الذي لا غروب له”.الراعي: وفي ختام القداس، توجه البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي بالقول: “ترافقكم سيدة لبنان وشكرا لما انت عليه ولحبك الأبوي”.أضاف: “نشكر لكم اهتمامكم بشعبنا ومحبتكم تجاهنا وتشجيعكم للشبان”. وبعد انتهاء الراعي من كلمته، قدم له البابا، هدية عبارة عن كأس القربان.البابا: ورد البابا بكلمة، قال فيها: “دعونا ننظر إلى الرب بامل ورجاء وشحاعة ودعوة الجميع للسير معا والتعايش. نحن مواطنٍو السلام وابطال السلام وشهود سلام”وكانت كلمة للبطريرك الراعي.ودعا  “مسيحيي لبنان إلى أن يضعوا مستقبلهم أمام الله”. وأكد أن “الشرق الأوسط يحتاج إلى مقاربات جديدة من أجل تخطي الانقسامات ولفتح صفحات جديدة باسم السلام”.وطلب من “المجتمع الدولي دعم لبنان”، وقال: “اسمعوا صوت الشعب الذي يطالب بالسلام”.اضاف: “ان الشرق الأوسط يحتاج مقاربات جديدة بهدف رفض افكار الانتقام والرفض من أجل تخطي الانقسامات السياسية والدينية ومن أجل فتح صفحة جديدة من المصالحة والسلام.وقال: “مر زمن طويل على  طريق mutual العدائية والتدمير ورعب الحرب .نحن بحاجة الى تغيير المسار. علينا ان نعلم قلبنا طريق السلام. من هنا اصلي من أجل الشرق الأوسط وكل الأشخاص الين عانوا من الحرب، واصلي من أجل حلول سليمة للمشاكل السياسية. ولا انسى الضحايا وعلائلاتهم. واصلي خاصة لأجل لبنان واسال  المجتمع الدولي ألا يوفر اي فرصة من أجل من تعزيز فرص الحوار والمصالحة. اسمعوا لصوت شعبكم الذي يطلب السلام.العبسي: وكان  بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم  الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، القى قبل ترؤس البابا القداس الإلهي ، كلمة ترحيبيّة ، قال فيها :“قداسة البابا لاوون، في هذا اليوم وفي هذه اللحظات أتت إليكم والتفّت من حولكم هذه الجموع الغفيرة التي تشاهدونها قادمةً من لبنان كلّه وحتّى من خارج لبنان لتراكم وتسمعكم وتصلّي معكم وتستقي منكم العزيمة والرجاء والفرح والراحة.هذه الجموع التي تشاهدونها قد أتت من هذا البلد، لبنان، الذي يُعرف ببلد السلام، لتردّ عليكم السلام الذي أطلقْتَموه للعالم أجمع عقب انتخابكم بإعلانكم: “السلام لجميعكم”. أتت هذه الجموع لتقول لكم “ولروحك أيضًا”، و”أهلًا وسهلًا” بقداستك في لبنان، مرحّبة، مفترشة من قلوبها أغصانًا للزينة وصارخة نظير تلك الجماهير في يوم الشعانين “مباركٌ الآتي باسم الربّ”.أضاف :”قداسة البابا، هذه الجموع التي تحيّيكم وتصلّي معكم الآن وهنا هم أبناء الكنائس الشرقيّة العزيزة على قلبكم والتي خصّصتُم لها أوّلى لقاءاتكم وعبّرتم لها فيها عن بالغ تقديركم لها وعن إرادة وواجب المحافظة عليها ودعمها، لأنّها كنز للكنيسة الجامعة، ولأنّ بقاءها بالتالي وحضورها في لبنان والشرق لا غنى عنهما. من روما إلى القسطنطينيّة إلى أنطاكية، مشوارٌ إيمانيّ أردتَم به، يا قداسة البابا، أن تقرنوا القول بالفعل وأن تعبّروا في الوقت عينه عن رغبتنا كلّنا في أن نكون واحدًا ليؤمن العالم”.وتابع 😐 “السيّد المسيح قال لبطرس: “أنت الصخرة عليها أبني كنيستي”، وها هو خليفته في رومة، المترئّس في المحبّة، قد أتى “يثبّت إخوته” في لبنان والشرق الحائر التائه. دعوتنا اليوم لنصلّي معكم وتُسمعونا كلمات الثبات في الإيمان والرجاء والمحبّة.إنّ حضوركم في هذا التوقيت الحرج يحمل في جوهره رسالة رجاء بليغة، تعبّر عن قرب الكرسيّ الرسوليّ الروماني من اللبنانيّين بشكل خاصّ ومن شعوب المنطقة بشكل عامّ. رجاؤنا أن تواصلوا، يا صاحب القداسة، جهودكم الدؤوبة مقرونة بالصلاة على خطى أسلافكم لكي يمنحنا إله السلامِ السلامَ حتّى يبقى أولادنا صامدين في أرضهم وفي رسالتهم، مناراتٍ للعيش المشترك وشهودًا للعالم أنّ الإنسان واحد وأنّ الصداقة والجيرة والمواطنة أقوى وأمتن من التفرقة”.وختم العبسي :”قدومكم إلى لبنان، يا قداسة البابا، ليس للسير في خطى أسلافكم وحسب إنّما يحمل رسالة سامية للذين التقيتم بهم خصوصًا المكرّسين والشباب. وبزيارتكم لمقام القدّيس شربل، وللمرضى في دير الصليب، وللمهجّرين والمجروحين بالقرب من هنا أريتمونا الأولويّة: الصلاة ورعاية الناس المتعبين. سوف نترك هذا المكان ونخرج من هذه الليترجيّا الإلهيّة التي تصنع وحدتنا وفي قلبنا فرح وسلام لن ينزعهما منّا أحد أو شيء لأنّهما وعد السيّد. أيّها الأب الأقدس، إذ نشكر الله الذي أعطانا رئيسَ كهنة مثلَكم، نلتمس بركتكم الرسوليّة، باسمنا كلّنا نحن الذين من حولكم، وباسم غيرنا الكثيرين الذين يرونكم ويسمعونكم من حيث هم، نصافحكم قائلين: “سلام المسيح”، “المسيح فيما بيننا”، “أهلًا وسهلًا”.الحضور: وشارك في القداس رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون واللبنانية الأولى نعمت عون، رئيس مجلس النواب نبيه بري وعقيلته رندا، رئيس الحكومة نواف سلام وعقيلته سحر بعاصيري، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الرئيس ميشال سليمان وعقيلته وفاء، السفير البابوي باولو بورجيا، الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط وعقيلته نورا، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، رئيس تكتل “لبنان القوي” النائب جبران باسيل، النائبة ستريدا جعجع ووزراء ونواب حاليون وسابقون وشخصيات رسمية وروحية ووفد من الكرسي الرسولي وفاعليات دينية وسياسية واجتماعية والآلاف من المؤمنين. وكان لافتًا غياب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وذلك لأسباب أمنية كما اشارت النائب ستريدا جعجع ردًا على سؤال.ومنذ الصباح الباكر، تقاطر المواطنون من مختلف المناطق اللبنانية إلى الواجهة البحرية في بيروت للمشاركة في القداس الإلهي الذي سيُقام عند العاشرة والنصف من صباح اليوم، حيث من المقرّر أن يلقي قداسة البابا لاوون الرابع عشر عظة موجهة إلى الشعب اللبناني في واحدة من أبرز محطات زيارته التاريخية  للبنان.يذكر ان البابا يختتم الزيارة بمراسم الوداع الرسمي في مطار “رفيق الحريري الدولي”، حيث يلقي كلمة قبل مغادرته إلى روما.كلمة الراعي: وفي ما يلي نص الكلمة التي ألقاها البطريرك الراعي باللغة الفرنسية. 

Très Saint-Père, Au terme de cette célébration eucharistique, marquée par l’intensité de la foi et la chaleur des liens qui nous unissent, je suis profondément honoré, au nom de l’Assemblée des Patriarches et Évêques Catholiques au Liban, ainsi que de toutes les familles religieuses de notre pays, dignement représentées ici, de vous exprimer notre vive reconnaissance et l’allégresse spirituelle que suscite votre présence paternelle parmi nous. Votre venue illumine nos esprits et ravive notre determination à œuvrer pour la paix, la fraternité et le dialogue entre tous les fils et filles de notre terre bien-aimée. Très Saint-Père, votre parole, nourrie par l’Esprit Saint, a résonné dans nos âmes comme un appel à demeurer des témoins fidèles du Christ, porteurs de lumière, de justice, d’espérance et de paix. Vous nous rappelez avec force que notre mission, en ces temps difficiles, est de bâtir des ponts, d’encourager l’unité et de servir le bien commun de notre nation et de la région. Nous vous remercions pour votre sollicitude envers nos fidèles, vos encouragements envers les jeunes et les familles, et pour votre présence consolante auprès de ceux qui portent le poids de la souffrance et de l’épreuve. Votre message de fraternité et de communion entre chrétiens et musulmans, et plus largement entre toutes les composantes de notre société libanaise, est un phare qui éclaire notre sortie des épreuves et guide nos cœurs vers la vie retrouvée. Très Saint-Père, nous vous renouvelons l’expression de notre indéfectible attachement filial, ainsi que l’assurance de notre prière fervente pour votre ministère apostolique et pour l’Église universelle. Que le Seigneur soutienne vos pas de Messager de paix, et que la Sainte Vierge, Notre- Dame du Liban, vous entoure de sa tendresse maternelle et veille sur vous dans votre haute mission de Pontife de la fraternité universelle et de la paix perpétuelle. Merci, Très Saint-Père, pour ce que vous êtes, pour votre bénédiction, votre amour et votre proximité paternelle.

بالصور-رسول السلام في موقع انفجار 4 آب.. وصلاة صامتة مع أهالي الضحايا

توقف البابا لاوون الرابع عشر في مرفأ بيروت في محطته الثانية من يومه الثالث، حيث كان ينتظره أهالي ضحايا ٤ آب.وكان رئيس الحكومة نواف سلام في استقبال البابا، واعتبر في مداخلة متلفزة ان “زيارة البابا إلى المرفأ تمثل وقفة للعدالة لأهالي الضحايا وهي عدالة لبيروت ولكل لبنان”.وتلا البابا لاوون الصلاة الصامتة أمام اللوحة التذكارية التي تحمل أسماء 245 شهيدًا وضحية في انفجار مرفأ بيروت في 4 آب، واضعًا إكليلًا من الزهر ومضيئًا شمعة لراحة أنفس الضحايا. ثم قام بمصافحة أهالي الضحايا.كما شاركت وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيّد التي فقدت والدتها في انفجار المرفأ، وقالت السيد لـmtv: “اليوم يوم مهم جداً لي ولجميع أهالي ضحايا انفجار المرفأ لأنّ البابا جاء ليقف معنا ويُقدّس هذا المكان والجميع بانتظار العدالة”.

بالصور-البابا يزور دير الصليب: ما نشهده في هذا المكان عبرة للبشرية جمعاء

استهل البابا لاوون الرابع عشر يومه الثالث والاخير من زيارته للبنان، من مستشفى دير الصليب الذي وصل اليه عند الساعة التاسعة الا ثلثا، حيث تجمع الآلاف من مؤسسات الجمعية التربوية والكشفية والصحية في باحة الدير لاستقبال البابا، واخذ بركته رافعين الأعلام البابوية واللبنانية على وقع الهتافات والاناشيد المرحبة به. وكانت في استقبال البابا عند مدخل الدير الرئيسة العامة لجمعية راهبات الصليب الام ماري مخلوف والراهبات، لينتقل بعدها على وقع نشيد خصص للمناسبة أنشدته “جوقة ذخائر ابونا يعقوب” المؤلفة من مرضى المستشفى بعنوان “أملنا”، من كلمات الشاعر نزار فرنسيس، ألحان وتوزيع المايسترو إيلي العليا، ميكساج وماسترينغ إيلي فقيه.وشارك في اللقاء اللبنانية الاولى السيدة نعمت عون وعدد من المرضى والراهبات والطاقم الطبي والاداري في المستشفى.مخلوف: وألقت الرئيسة العامة لجمعية راهبات الصليب الأم ماري مخلوف، كلمة رحبت فيها بالبابا لاوون الرابع عشروقالت: “أهلا وسهلا بكم، في مستشفى الصليب للأمراض العقلية، والنفسية، المستشفى الذي لا يختار مرضاه، بل يحتضن بحب، من لم يخترهم أحد. هنا، أشخاص منسيون، تؤلمهم وحدتهم. هم وجوه لا تطل عبر وسائل الإعلام، ولا فوق المنابر. وها أنتم، بزيارتكم، تؤكدون لإخوة يسوع الصغار، أفقر الفقراء، وأكثرهم بؤسا، أنهم محبوبون من الله، وأن لهم مكانة عزيزة في قلبه، وفي قلبكم”.أضافت: “لقد رفعتم للعالم شعارا إنجيليا: “طوبى لفاعلي السلام. “ونحن، اليوم، نقول لكم إن السلام يولد حين تمسك يد الكنيسة بيد إنسان لا يعرف، حتى، كيف ينطق اسمه. فنحن نشكر لكم زيارتكم مستشفانا الذي يشهد للعالم بأن هؤلاء المنسيين ليسوا عبئا على المجتمع، بل هم كنز الكنيسة”.تابعت: “نشكركم، لأن زيارتكم أثبتت أن العناية الإلهية التي اتكل عليها مؤسسنا الطوباوي أبونا يعقوب، لا تنفك تلازمنا، وتمدنا بالقوة، والإيمان، فرسالتنا معجزة يومية، بشهادة من عايشها، فكيف لمؤسسة فقيرة، لا تملك شيئا، أن تبقى صامدة، برغم أهوال الانفجار، والجوع، والوباء، وانهيار مؤسسات الدولة؟ كيف نستمر، بلا دعم، ومع ذلك نشرع الأبواب أوسع، كلما أغلقت أبواب العالم، في وجه قارعيها؟ العلم لا يملك تفسيرا، ولا اقتصاد الأرض، ولا منطق البشر. وحدها السماء تعرف الجواب. إنها أعجوبة أبونا يعقوب الكبرى. فنحن نعيش من “فلس الأرملة”، من غير أن يعوزنا شيء. وها هو الله يحول ما يرسله إلينا، من خلال المحسنين، إلى فيض من الحب، كما ضاعف المسيح الأرغفة الخمسة، والسمكتين، فتتكرر المعجزة، ويشبع الجياع”.وتوجهت الى البابا لاوون بالقول: “نصلي معكم، كي تأتي الساعة التي يفرح فيها لبنان، والمؤمنون في العالم، وبنات أبونا يعقوب، بعرس إعلانه قديسا على مذابح الكنيسة، ليكون نموذجا مشرقا في محبة الفقراء، وشفيعا لهم، ووجها أصيلا للعيش المشترك، هو الذي استقبل المتألمين، وأنشأ لأجلهم المؤسسات، فكان، بحق، دولة في رجل، وأيقونة حية لإنسانية الإنسان، حينما قال: “طائفتي لبنان والمتألمون”.وختمت: “شكرا، يا صاحب القداسة، لأنكم أب للمنسيين، والمتروكين، والمهمشين. كونوا واثقين بأننا، ومرضانا، وتلامذتنا، ومن نعمل معهم، نحملكم في صلاتنا، ونضرع، معكم، إلى مريم، أمنا، قائلين بكلمات قداستكم: علمينا أن نقف معك، عند الصلبان التي لا تحصى، حيث لا يزال ابنك مصلوبا”.البابا لاوون: ثم ألقى البابا لاوون الرابع عشر كلمة قال فيها: “شكرا على حفاوة استقبالكم، يسعدني ان التقي بكم، كانت هذه رغبتي لان يسوع يسكن هنا فيكم انتم المرضى، وفيكم انتم الذين تعتنون بهم، الراهبات والاطباء وجميع العاملين في مجال الرعاية الصحية والموظفين”.أضاف: “اود اولا ان احييكم تحية مودة واؤكد لكم انكم في قلبي وصلاتي، واشكركم على النشيد الجميل الذي انشدتموه، شكرا للجوقة وللمؤلفين، انها رسالة امل. هذا المستشفى اسسه الطوباوي ابونا يعقوب، رسول المحبة الذي لم يكل ولم يتعب، ونتذكر قداسة حياته التي تجلت بشكل خاص لمحبته للفقراء والمتألمين وتواصل راهبات الصليب الفرنسيسكينيات اللواتي اسسن عمله ويقمن بخدمة ثمينة. شكرا لكنّ ايتها الاخوات العزيزات على الرسالة التي تحملنها بفرح وتفان”.تابع: “أود ايضا ان احيي واشكر شكرا جزيلا طاقم المستشفى، ان حضوركم المهني وعنايتكم بالمرضى هي علامة ملموسة على محبة المسيح وحنانه، انتم مثل السامري الرحيم الذي توقف عند الجريح واهتم به، يعينه ويشفيه، احيانا يمكن أن ينتابكم شعور بالتعب والاحباط، خصوصا في ظل الظروف الصعبة التي تعملون فيها، اشجعكم على ألا تفقدوا فرح هذه الرسالة وبالرغم من بعض الصعاب أدعوكم إلى أن تضعوا دائما أمام أعينكم الخير الذي يمكنكم تحقيقه،  انه عمل كبير في عيني الله”.وأكد أن “ما نشهده في هذا المكان هو عبرة للجميع ولارضكم، لا بل وللبشرية جمعاء، لا يمكن ان ننسى الضعفاء ولا يمكننا أن نتصور مجتمعا يركض بأقصى سرعة وهو متشبث بأوهام الرفاهية الزائدة، متجاهلا حالات كثيرة من الفقر والهشاشة”.وقال: “نحن المسيحيين كنيسة الرب يسوع مدعوون بصورة خاصة إلى الاهتمام بالفقراء، الانجيل نفسه يطلب منا ذلك، ولا ننسى أن صرخة الفقراء التي نسمع صداها ايضا في الكتاب المقدس تخاطبنا، على وجه الفقراء المتألم نرى مطبوعة آلام الابرياء، ومن صم آلام المسيح نفسه”.وختم: “وانتم أيها الأخوة والأخوات الاعزاء الذين امتحنكم الله بالمرض، أود فقط انكم في قلب الله ابينا وهو يحملكم بين يديه ويرافقكم بمحبتك ويغمركم بحنانه من خلال ايدي وابتسامات الذين يهتمون بكم، لكل واحد منكم يقول الرب يسوع اليوم انا احبك اريد لك كل الخير انت ابني لا تنسوا ذلك ابدا. شكرا لكم جميعا. الله معكم”.بعد الكلمة اقام البابا صلاة قصيرة ، بعدها تسلم من الام مخلوف ايقونة مار يعقوب وهدايا تذكارية اخرى، وغادر بعدها مستشفى دير الصليب متوجها الى جناح السيدة حيث  التقى  الأطفال في مبنى “سان دومينيك” بعيدا من الاعلام، ومن هناك توجه الى المرفأ. على وقع النشيد الخاص بالمناسبة .ومنذ ساعات الصباح الاولى بدأ توافد المؤمنين من مختلف القرى والبلدات المتنية إلى الاوتوستراد الساحلي وصولا الى ساحة جل الديب ومنها صعودا الى بقنايا في انتظار مرور موكب البابا لاوون الرابع لأخذ البركة وهو في طريقه إلى مستشفى دير الصليب للامراض النفسية والعقلية في محطته الاولى من اليوم الثالث والأخير لزيارته الى لبنان، وسط تدابير امنية وقطع الطرق التي سيسلكها الموكب.وعلى طول الطريق ارتفعت الاعلام اللبنانية والبابوية واللافتات المرحبة بـ”بابا السلام”.وكان رئيس بلدية جل الديب – بقنايا جورج زرد ابو جودة أعلن إطلاق اسم “جادة لاوون الرابع عشر” على الشارع الممتد من ساحة جل الديب إلى ساحة سان جورج، تخليداً لزيارة البابا إلى المنطقة.نشيد”أملنا”أما نشيد “أملنا” الخاص بزيارة البابا لاوون الرابع عشر الى دير الصليب فهو من كلمات الشاعر نزار فرنسيس وألحان وتوزيع المايسترو ايلي العليا وميكساج وماسترينغ ايلي فقيه.حَلِّت عِنّا البركة كلّا وتنرحّب فيك تجمّعنا رغم المرض بيبقى الله عايش فينا وحاضر معناإيدك عَلّي.. عطينا النعمة بدنا نصلّي.. ونمحي العتمة يا بابا.. في عنّا كلمة وْأمَلنا إنّك تسمعنا..يا جايي تبارك جَمعتنا وبصلاتك حب كبير بوجودك وصلت فرحتنا للسما المنحبّا كتيرهيكي عَلَّمنا ووَصّانا بونا يعقوب الرَبّانا شمعة بالعتمة ضَوّانا حتى العتمة نور تصير..أكبر عجيبة بالكون إنّو بقينا رغم حروب وإنّو نحنا هلق هون بْعون الخالق والمصلوبوبونا يعقوب الوَحَّدنا تاليوم نقلّك شو بدنا يا بابا صلّي وساعدنا يتقدّس بونا يعقوب