سياسة
إشكالية تمثيل “التيار” بالحكومة… فما هي مطالبه؟
لماذا يتأخّر تشكيل الحكومة؟
نواف سلام من بعبدا: وزارة المال ليست حكرًا على طائفة أو ممنوعة عنها وعلينا أن نتعلم احترام الدستور
توزيع الحقائب الوزارية : بالأسماء والحقائب والطوائف
ما من عقدٍ كثيرة متبقية أمام التشكيلة الحكوميّة، وما يؤخّر ولادتها هو بعض التوزيعات والحصص التي يمكن تجاوزها، خصوصاً أنّ غالبيّة الكتل النيابيّة لم تضع شروطاً غير قابلة للتحقيق. ويتولّى التفاوض مع سلام، من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، مستشاره علي حمدان، في حين يتولّى التفاوض، باسم رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع، مدير مكتبه ايلي براغيد.
وتشير آخر المعلومات، وهي قابلة للتغيير نتيجة المداولات المستمرّة، سواء بين سلام والكتل النيابيّة أو بينه وبين رئيس الجمهوريّة، الى أنّ وزارة الخارجيّة حُسمت، منذ تكليف سلام، للوزير السابق الكاثوليكي غسان سلامة الذي فاتحه رئيس الحكومة المكلّف برغبته بتولّي هذه الحقيبة، نظراً لعلاقاته الدوليّة. أمّا وزارة الماليّة فستكون من حصّة الطائفة الشيعيّة، وسيتولّاها النائب السابق ياسين جابر، ووزارة الداخليّة للطائفة السنيّة، وقد طُرح لتولّيها المحامي محمد عالم المطروح أيضاً لوزارة العدل، خصوصاً أنّ تعيينه في “الداخليّة” قد يستفزّ تيّار المستقبل، أمّا وزارة الدفاع فيستولّاها ضابطٌ متقاعد من الطائفة المارونيّة، وقد اعتذر مدير المخابرات السابق العميد طوني منصور عن تولّيها، مفضّلاً البقاء الى جانب الرئيس جوزاف عون في قصر بعبدا. ومن الأسماء المتداولة في هذا الإطار العميد المتقاعد جان نهرا.
ومن الحقائب التي حُسمت أيضاً وزارة الاقتصاد والتجارة لصالح عامر بساط الذي يملك سيرة مهنيّة حافلة، من أبرز ما فيها تولّيه منصب العضو المنتدب ورئيس استثمارات الأسواق السياديّة والناشئة في شركة بلاك روك، حيث يقود فريقاً يدير ما يقارب من 20 مليار دولار في السندات الحكوميّة والشركات، وهو وصل أمس الى بيروت بعد أن جرى التواصل معه من قبل سلام.
أمّا حقيبة وزارة السياحة فيُرجّح أن تكون من نصيب نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري طوني الرامي، الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس اتحاد النقابات السياحيّة، وهو سيكون من حصّة القوّات اللبنانيّة التي حدّدت مرشّحيها للحقائب التي تطالب بها.
وتتحدّث المعلومات عن أنّ اللقاء الديمقراطي يطالب بحقيبة خدماتيّة أساسيّة، مفضّلاً التخلّي عن وزارة التربيّة لينال بدلاً منها “الأشغال” أو
“الصحة” التي يطالب بها أيضاً حزب الله والقوّات اللبنانيّة. ولم يقترح اللقاء الديمقراطي أسماء وزرائه بعد، بانتظار تحديد الحقائب.
وبعد أنّ رشّح حزب الكتائب اسماً من الحزبيّين، تراجع عن التسمية بناءً على توجّهات سلام، وهو يبحث عن شخصيّة غير حزبيّة، يُرجّح أن تكون مارونيّة. كذلك يتمّ التداول باسم شخصيّة كاثوليكيّة غير سياسيّة من زحلة لتولّي حقيبة غير خدماتيّة.
بعد عون وسلام… مفاجأة حكومية؟
بورصة أسماء التوزير بدأت تظهر على الشاشة
ولادة الحكومة دخلت أيامها الأخيرة. واليوم، سينطلق الحديث عن الأسماء، ليبدأ خلال ساعات إسقاطها على الحقائب. ومن المنتظر، أن يتواصل الرئيس المكلّف نواف سلام مع مختلف القوى التي ستشارك في الحكومة، من كتل وأحزاب وشخصيات تغييرية أو مستقلة، للحصول منها على الأسماء المقترحة، مصحوبة بالسير الذاتية.
بعدها سيجوجل الرئيس المكلّف ما لديه، ويتواصل مع رئيس الجمهورية، قبل أن يزوره في الساعات المقبلة، لعرض المسودة الأولى لحكومة العهد الجديد، علماً أن الرئيس المكلّف عقد سلسلة لقاءات طالت مختلف المعنيين بالتشكيلة الحكومية في الساعات الماضية، بقيت بعيدة من الإعلام.
ووفق المعطيات التي أفضت إليها النقاشات حتى اللحظة، فالصيغة الأولى ستشهد توزيع الحقائب الأساسية في حكومة الـ 24 وزيراً على الشكل الآتي: الدفاع لرئيس الجمهورية (يتم التداول باسم عميد متقاعد)، المالية لـ”أمل” (إما حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري، أو النائب السابق ياسين جابر)، الخارجية لاسم يقترحه الرئيس المكلّف (يحكى عن سفيرة سابقة). أما الداخلية فستسند إلى شخصية سنّية (قانونية أو عسكرية سابقة). كما يتم الحديث عن أن “حزب الله” يطالب بوزارة الصحة كحقيبة خدماتية وسيطرح لها أحد الأطباء القريبين منه. وفي حين ارتفع الهمس عن إمكان إسناد حقيبة الطاقة لأحد القريبين من “القوات اللبنانية”، تتكتم مصادر “القوات” حول هذا الموضوع لكنها في المقابل توضح أن لديها رؤية إلى الحقائب التي تريدها، ودخلت في نقاش حولها مع المعنيين.
وبحسب المعطيات، فإن الرئيس المكلّف يفضّل أن تكون حكومته من أصحاب الاختصاص غير الحزبيين، بعدما حسم مبدأ فصل النيابة عن الوزارة، وأن من يشارك في الحكومة لا يترشّح إلى انتخابات العام 2026، علماً أن عدداً من الكتل السياسية يفضّل تطعيم الحكومة من الحزبيين وغير الحزبيين من أصحاب الكفاءات والاختصاص.
وكانت الساعات الماضية شهدت اتصالات ولقاءات غير معلنة على خط التصوّر الحكومي. ووفق معلومات “نداء الوطن”، فالنقاشات داخل “حزب الله” أفضت إلى اتخاذ قرار بالمشاركة في الحكومة. وهو ما ترافق مع دخول النائب محمد رعد على خط التفاوض، بعدما استعرض “الحزب” حسابات المشاركة والمقاطعة، فكان ميزان الدخول إلى حكومة العهد الأولى أكثر رجحاناً على البقاء خارجها، لا سيما أن على جدول أعمال المرحلة المقبلة العديد من الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، التي تتطلّب الحضور إلى طاولة مجلس الوزراء، في الرأي والقرار والرؤية الاستراتيجية.
الحكومة خلال أيّام…
بري يلتقي الرئيس المكلف: اللقاء كان واعداً.. وسلام: لا أحد سيعطل
لا تصوّر حكومياً لدى الرئيس المكلّف في انتظار اتصال وساطات مستمرّة على خط “الثنائي”- سلام لم تردم الهوّة بعد
اليوم أيضاً لن تحضر كتلتا “التنمية والتحرير” و”الوفاء للمقاومة” إلى الاستشارات النيابية. فحتى الآن، هناك ما لم يركب بين “الثنائي” والرئيس المكلّف تشكيل الحكومة نوّاف سلام، بحسب معلومات “نداء الوطن”. ورئيس مجلس النواب نبيه بري على امتعاضه، فيما الاتصالات المستمرة على خط المعالجات قد تحتاج إلى بعض الوقت.
ووفق المعطيات المستقاة من العاملين في كواليس الحلحلة، لا تزال هناك هوّة بين ما يريده الثنائي، ورغبة الرئيس المكلّف في كيفية التشكيل. لذلك، تعمل خطوط التواصل على حلّ وسط لم تكتمل معالمه بعد.
يعوّل “الثنائي” على حدّ قول نوابه على “مدى إيجابية الرئيس المكلّف في العودة إلى التفاهمات السابقة”. والمسألة، من وجهة نظرهم، لا تتعلّق بهم فقط، بل في مقاربة الرئيس المكلّف لكيفية التشكيل. “إذ لا يمكن لمن يريد المشاركة في الحكومة أن لا يكون معنياً بشيء من مسار التأليف”.
لكن الغياب عن الاستشارات لا يعني صدور قرار نهائي بعدم الدخول إلى الحكومة. سينتظر “الثنائي” ما يمكن أن تحمله الأيام المقبلة، ونتائج اللقاء الذي سيجمع سلام مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي في عين التنية، يوم غد الجمعة مبدئياً، ليبنى على الشيء مقتضاه. وقد اتفق على اللقاء بعد “الهبوط المفاجئ” لمعاون بري، النائب علي حسن خليل، لدقائق في ساحة النجمة، قبل أن يغادر من دون أي تعليق.
اليوم الأول للاستشارات
على دفتر صغير أبقاه إلى جانبه دوّن الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة ملاحظاته وما سمعه من نواب الـ 11 كتلة الذين التقاهم في ساحة النجمة أمس. وعلى الطاولة التي كانت أمامه وضع نسختين من الدستور ووثيقة الوفاق الوطني. وخلال العشرين دقيقة التي خصصها لكل كتلة، كان مستمعاً ومقاطعاً ومتحدثاً. لكنه لم يعد بشيء، ولم يحسم شيئاً لسائليه عن شكل الحكومة وعدد أعضائها، على رغم تلميحه إلى أنها لن تكون فضفاضة. وهو قال إن لا تصوّر لديه، بل سيضع المعايير مع رئيس الجمهورية الذي سيلتقيه بعد نهاية الاستشارات، فيبلغ الكتل والنواب به، ليقترحوا عليه الأسماء على هذا الأساس. وقد قال لإحدى الكتل “انتظروا الاتصال”.
لذلك، لم يطلب سلام ممن التقاهم أسماء. علماً أن كتلاً وأحزاباً استبقوا الحضور إلى ساحة النجمة بجوجلة سِيَرٍ ذاتية للمحازبين والمناصرين، لطرحها عندما يطلب منهم ذلك، مع ارتفاع التوجّه إلى حكومة الاختصاصيين.
وتحسّباً لاعتماد التمثيل النيابي معياراً للتمثيل الوزاري، دخل نواب إلى كتل قائمة سابقاً، بعد الحديث عن وزير لكل 4 نواب أو وزير لكل 5 نواب، على غرار انضمام النائب أديب عبد المسيح إلى كتلة الكتائب، وإعادة تشكيل كتلة “لبنان الجديد” مع النوّاب نبيل بدر ونعمت افرام وجميل عبود وعماد الحوت.
هل ستفصل النيابة عن الوزارة؟ لم يؤكد سلام ذلك للنواب، لكنه لم يخف الميل لذلك. بينما أكد أن هدفه الوصول إلى حكومة كفاءات، يأمل أن يكون التمثيل النسائي فيها أفضل من الحكومات السابقة.
اليوم، سيواصل سلام لقاءاته، ويدوّن ملاحظاته. ليبدأ بعدها مخاض تحويل المأمول به إلى الممكن. هنا، يقول أحد المتابعين للحراك الحكومي، إن السباق سيبدأ، بين الرغبة في سرعة التأليف، والقدرة على الهبوط الآمن بالتشكيلة الوزارية، بين حقل من الشروط والمطالب.
عدوان باسم كتلة “الجمهورية القوية”: يجب ان يكون خطاب القسم خطة الحكومة في الجمهورية الثالثة
باسيل باسم تكتل “لبنان القوي”: لحكومة اختصاصيين ممثّلة للقوى البرلمانية ولا مطالب لدينا
بالفيديو- ميقاتي ممازحًا: الفرق بيني وبين الرئيس المكلّف نواف سلام هو “متر طول”
استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي رئيس الحكومة اللبنانية المكلف نواف سلام في دارته بعد ظهر اليوم. وخلال اللقاء، أعرب الرئيس ميقاتي عن سعادته بلقاء الرئيس المكلف، وتناول الاجتماع مجموعة من المواضيع الراهنة والملفات الشائكة، رغم أن اللقاء كان قصيرًا نظرًا للجدول البروتوكولي للرئيس سلام.
وأكد ميقاتي أنه تم الاتفاق على تنظيم اجتماعات لاحقة لمتابعة البحث في كافة الأمور المتعلقة بالمرحلة المقبلة. كما هنأ ميقاتي الرئيس سلام على تكليفه، وتمنى له التوفيق في تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن وأن يتمكن من أداء واجبه الوطني على أكمل وجه.
من جانبه، قال الرئيس سلام إن اللقاء كان مثمرًا، وأشار إلى أنه تم الاتفاق على لقاءات لاحقة لمتابعة ملفات عديدة والاستفادة من خبرات الرئيس ميقاتي في هذا المجال. كما شكر سلام ميقاتي على الجهود التي بذلها في المرحلة السابقة، لا سيما فيما يتعلق بوقف إطلاق النار وبدء تنفيذ الاتفاقات.
وفيما يخص سؤاله عن تكليفه بتشكيل الحكومة، أكد الرئيس ميقاتي أنه يثمن الإجراءات الديمقراطية التي تمت، مشيرًا إلى أن عملية اختيار رئيس الحكومة تمت وفق الألية الدستورية. كما تحدث ميقاتي عن تجربته السابقة في إدارة الحكومة، موضحًا أنه قدم الكثير من المشاريع والاقتراحات التي يجب أن يتم تفاعل مجلس النواب معها لتحقيق الحلول السريعة.
أما عن الفرق بينه وبين الرئيس المكلف نواف سلام في إدارة البلاد، فقد رد ميقاتي بمازحًا أن الفرق هو “متر طول”. وأضاف أنه لا يشعر بالغدر من أي نائب، وأنه يعتبر العملية الديمقراطية طبيعية ويجب على الجميع أن يرضخ لهذه الآلية التي تم تطبيقها في البلاد.