بين رسالة الاستقلال وزيارة البابا: افرام يحذّر من تكرار وصاية عام 1973

ثمّن رئيس المجلس التنفيذيّ لـمشروع وطنالإنسانالنائب نعمة افرام في تصريح له رسالةالاستقلال التي وجّهها رئيس الجمهورية جوزافعون، والتي أكّد فيها أنّ لبنان يقرأ المتغيّرات ولايعيش في حالة إنكار، خلافًا لبعض الأفرقاء،وهو مستعدّ لمواكبة الزمن الجديد في الشرقالأوسط.

وأضاف قائلاً: “أعتبرُ موقف الرئيس بالغالأهميّة. فهو توجّه إلى المجتمع الدولي ليؤكّد أنّالشرق الأوسط دخل مرحلة مختلفة كليًّا، تتقدّمفيها مفاهيم السلام والانفتاح والتكامل. ومسؤوليّتنا كلبنانيين كبيرة جدًّا، ولبنان جاهزليس فقط لتسلّم النقاط الخمس، بل أيضًا للتأكيدأنّه لا سلاح متبقّي جنوب الليطاني“.

وقال في تصريحه:” أنا من القائلين بضرورة أننبلغ المجتمع الدولي استعدادنا لاستكمال النقاطالمتبقّية، شرط أن يقدّم لنا الدعم والمساندةوذلك مثلًا عبر عقد مؤتمر شرم شيخ جديد خاصبلبنان. فالآلية التي تحدّث عنها الرئيس تحملدلالات عديدة، وقد تمتدّ من الميكانيزم إلى قوّاتدوليّة مساندة للجيش اللبناني.

وتساءل افرام: “هل سنلتقط هذه المبادرة الدوليّةوندخل مسار الحياد الإيجابي للبنان؟ وإلّا نكوننقدّم الذريعة نفسها التي حصلت عام 1973، معفارق أنّ المشهد اليوم يضع إسرائيل من جهةوسوريا من جهة أخرى، ما قد يقود إلى نهايةلبنان الـ1920 وسقوط حدوده. فهل سيلتقطحزب الله هذه الفرصة ويهبط في مطار النجاةكحزب سياسي داخلي مجرد من السلاح، فعّالومنظّم، بعيدًا من المشاريع العابرة للحدود؟

افرام شرح:” ما يجري اليوم يعيدني إلى مشهدعام 1973، يوم تعذّر على هنري كيسنجرالوصول إلى قصر بعبدا بسبب الاحتجاجاتقرب مطار بيروت، فحطّ في رياق ثم زار الرئيسسليمان فرنجية قبل أن يغادر إلى دمشق. يومهابدا وكأنّ القرار الدولي اقتنع بعجز الكياناللبناني عن ضبط أمنه الداخلي، فتمّ تلزيمه إلىحافظ الأسد“.

وشدّد على أنّما نريده هو انتصار حضارةالحياة على الأفكار والمشاريع الأخرى، وأن ندخلبثبات في المرحلة الجديدة التي يشهدها الشرقالأوسط“.

وتابع قائلًا: “لماذا نخجل من عرض فيديوهاتتُظهر سيطرة الجيش على مواقع حزب الله فيالجنوب ومصادرته السلاح؟ ولماذا كل هذا القلقالمبالغ فيه من خطوة من شأنها أن تحميالجميع؟

واعتبر أن “الجيش الأميركي ينظر إلى الجيشاللبناني وكأنه الأخ الأصغر، وهو أنفق أكثر من15 مليار لمساعدته، وما يقوم به اليوم يأتي ضمنإطار المساءلة والمتابعة لما يحصل، ذلك ان المطلوب منه كثير وأن يأخذ قرارات سريعة.

أضاف:” يجب أن ننطلق نحو مرحلة مختلفة قدتُمهّد لوقف النار أو اتفاقات سلام في الشرق،ويجب أن نفعل كل ما فيه مصلحة للبنانواليوم العالم كلو سابقنا. وقال:”إذا تأخّرناأكثر في الانضمام إلى مسار التغيرات فيالمنطقة، فقدنتلزّم لحداوكلام طوم بارّاك أبرزدليل على ذلك. فالحرب إن وقعت هذه المرة، فقدتكون شبيهة بالسيناريو الذي حصل عام 1973، حينما تأكد المجتمع الدولي أن لبنان بحاجة إلىوصاية وهذه الكارثة الكبرى التي ستوصلنا إلىتغيير الكيان. لذلك أتمنّى أن يكون لدى الجميعوعيٌ كاف لحماية الكيان اللبناني، لأنّه مميّزبتنوّعه الطائفي. وأخشى أن تندلع الحرب إن لمنصل إلى مفاوضات، وهذه الأخيرة يجب أنتقودها الدولة اللبنانية بكل معنى الكلمة، لأنيأشعر بالقلق من أن يعمد البعض إلى العرقلةحتى يصبح التفاوض ورقة في يد جهة أخرى.

وأشار افرام في تصريحه إلى أنّاستئنافالصادرات إلى المملكة العربية السعودية سيتمخلال أقلّ من شهر، ما يعكس شعورًا بأنّ الدولةاللبنانية بدأت تستعيد تماسكها، وأنّ المحورالإداري يحقق تقدّمًا بطيئًا ولكن في الاتجاهالصحيح. ومع ذلك، لا يزال أمامنا مسارٌ طويللاستعادة الثقة التي من شأنها أن تعيدالاستثمارات إلى البلاد، بما في ذلك التوصّل إلىاتفاق مع صندوق النقد، ورَدْم الفجوة المالية،وتصحيح الواقع المصرفي“.

وختم قائلاً: “إنّ الروح القدس ألهم البابا القيامبزيارةٍ إلى لبنان، فهو اليوم كمن يلتقطالصواعق ويُبعد عنّا الخطر. فزيارة الحبرالأعظم، وهي الأولى له خارج الفاتيكان، تحملدلالات كبرى وأعتبرها زيارة إنقاذية، لأنّ لبنانالـ1920 في خطر جيوسياسي، ولأنّ الوجودالمسيحي في المنطقة، كما التكامل الطائفي بينجميع المكوّنات، هو ثروة لا يمكن التعامل معهاكتفصيل“.

“صيف تشرين” ينتهي الاثنين… استعدّوا للأمطار!

يسيطر طقس خريفي جاف ودافئ نسبياً على لبنان والحوض الشرقي للمتوسّط مع درجات حرارة نهارية فوق معدلاتها الموسمية، حتى مساء يوم الااثنين حيث تتأثر المنطقة بمنخفض جوي متوسط الفعالية مصحوب بكتل هوائية باردة نسبياً متمركز حالياً فوق ايطاليا والذي يتجه باتّجاه المنطقة مما يؤدي الى انخفاض بدرجات الحرارة وطقس متقلب وممطر يستمر حتى ليل الثلاثاء. 

ملاحظة: معدل درجات الحرارة لشهر تشرين الثاني في بيروت بين ١٧ و٢٥، في طرابلس بين ١٤ و٢٣ درجة وفي زحلة بين ٨ و٢٠ درجة.

الطقس المتوقع في لبنان:

السبت: صافٍ إجمالاً من دون تعديل يذكر بدرجات الحرارة وبقاء نسبة الرطوبة منخفضة كما تنشط الرياح أحيانًا لتقارب الـ٥٠ كلم/س في المناطق الجنوبية.

الأحد: صافٍ الى قليل الغيوم مع انخفاض اضافي بدرجات الحرارة وبقاء نسبة الرطوبة منخفضة، يتحول مساء الى غائم جزئياً بسحب مرتفعة كما تنشط الرياح جنوب البلاد.

الإثنين: غائم جزئياً بسحب متوسطة ومرتفعة يتحول مساءً الى غائم مع انخفاض سريع بدرجات الحرارة وارتفاع بنسبة الرطوبة حيث يتكوّن ضباب كثيف على المرتفعات، وتتساقط أمطار متفرقة تكون غزيرة ليل الاثنين / الثلاثاء مترافقة بعواصف رعدية.

الثلاثاء: غائم جزئياً الى غائم أحياناً مع انخفاض ملموس بدرجات الحرارة والتي تصبح دون معدلاتها الموسمية، يتكوّن الضباب بشكل كثيف أحياناً على المرتفعات وتتساقط أمطار متفرقة ومن المتوقع أن تشتدّ أحياناً مع حدوث برق ورعد ورياح ناشطة فترة قبل الظهر كما تتساقط بعض الثلوج على ارتفاع ٢١٠٠ متر وما فوق، تنحسر الأمطار تدريجياً خلال الليل مع أجواء باردة خصوصاً في المناطق الجبلية والداخلية.

الرياح السطحية: شمالية غربية الى شمالية شرقية، سرعتها بين ١٥ و٣٥ كلم/س وقد تصل الى الـ٥٠كلم/ساعة في جنوب البلاد.
الانقشاع: جيّد إجمالًا.
الرطوبة النسبية على الساحل: بين ٣٠ و٤٥%.
حال البحر: متوسط ارتفاع الموج الى مائج أحياناً.
حرارة سطح الماء: ٢٥°م.
الضغط الجوي: ١٠٢١ HPA أي ما يعادل: ٧٦٦ ملم زئبق
ساعة شروق الشمس: ٠٦:١٦
ساعة غروب الشمس: ١٦:٣١.

إمرأة تمارس الدعارة تتعرض للضرب في البترون

تعرضت امرأة تعمل في الدعارة لاعتداء بالضرب أثناء وقوفها إلى جانب الطريق في منطقة البترون باتجاه طرابلس، بعدما أقدم عدد من الشبان على مهاجمتها اعتراضاً على لبسها وطريقة وقوفها على الطريق العام في منطقتهم.

وأسفر الاعتداء عن إصابة المرأة برضوض وكدمات مختلفة، فيما تعهّدت لاحقاً بعدم الوقوف مجدداً على الطريق العام أو محاولة استدراج الزبائن في نطاق البترون.

الرابطة المارونية تثني على كلمة رئيس الجمهورية: برنامج عمل لاستعادةالثقة المحلية والدولية

أكدت الرابطة المارونية برئاسة المهندس مارون الحلو في بيان أن الاستقلال ليس مجرّد ذكرى عابرة أو مناسبة مضت، بل إرادة متجددة كل يوم بتأكيد معانيه وترسيخ السيادة وصون الاستقرار، ومواكبة تطلّعات اللبنانيين الى دولة تحميهم وتتسع لأحلامهم في كل الميادين.

واعتبرت الرابطة أن العيد يعمّ جميع اللبنانيين المقيمين والمنتشرين ويحلّ هذا العام بظل تحدّيات إنما بضوء آمال أيضاً تكرّسها الدولة بقرار حصر السلاح و بسط سلطتها وعلى كامل الأرض، وبخريطة الطريق التي أعلنها فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، للانتقال من اللاإستقرار والتردد والخوف، الى المبادرة والقرار لتأمين الأمن والسلام والاستقرار الى كل لبنان.

وأثنت الرابطة على موقف رئيس الجمهورية ورأت فيه برنامج عمل لاستعادة الثقة المحلية والدولية داعية كل الأفرقاء الى تلقّف مضمونه والتعاون على التنفيذ، لأن البلاد تحتاج الى الاستفادة من المبادرة وعدم إضاعته بالتردد أو المواربة.

فضيحة جديدة في “الجامعة اللبنانية”

أظهر التحقيق الداخلي الذي أُجريَ في “الجامعة اللبنانية” واقعة غير مسبوقة، فقد اعترفت أستاذة في كلية الحقوق بأنها قامت بتغيير علامة أحد الطلاب من جنسية عربية، ودوّنت أن ذلك تمّ “بناءً على طلب مسؤولين أكاديميين”، وفق ما جاء في أسرار “نداء الوطن”.

الرئيس عون في ذكرى استشهاد الرئيس رينه معوض : كان رجل دولة بامتياز آمن بلبنان السيد الحر المستقل

في الذكرى السادسة والثلاثين لاستشهاد الرئيس رينه معوض التي تصادف اليوم، حيا رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مواقف الرئيس الشهيد والمبادىء التي عمل على تحقيقها قبل أن تغتاله يد الغدر بعد سبعة عشر يوماً فقط من انتخابه رئيساً للجمهورية اللبنانية.

وقال : “لم يُمهل الرئيس معوض الوقت الكافي لتحقيق رؤيته للبنان، لكن إرثه بقي حياً في قلوبنا وفي ذاكرة الوطن. لقد كان رجل دولة بامتياز، آمن بلبنان السيد الحر المستقل، ولم يتردد في تحمل مسؤوليته الوطنية في أحلك الظروف. وقف إلى جانب اتفاق الطائف، معتبراً إياه فرصة لإنهاء الحرب الأهلية وإعادة بناء الدولة على أسس جديدة من العيش المشترك والوحدة الوطنية، وإن استشهاده لم يكن مجرد اغتيال لرئيس، بل كان محاولة لاغتيال مشروع وطني، لإجهاض فرصة السلام والاستقرار. لكن دماءه الزكية لم تذهب سدى، بل سقت شجرة لبنان وساهمت في تعزيز إرادة اللبنانيين للنهوض من تحت الركام.”

واضاف الرئيس عون : ” اليوم، وفي هذه الذكرى الأليمة ، نجدد العهد بأن نواصل المسيرة التي بدأها الرئيس الشهيد  ، مسيرة بناء دولة عادلة، قوية، قادرة على حماية أبنائها وتأمين كرامتهم ومستقبلهم. وإن أفضل تكريم للرئيس معوض هو أن نعمل معاً من أجل لبنان موحد، مستقل، يسوده القانون والعدالة والمساواة بين جميع مواطنيه.”

الرئيس عون في رسالة الاستقلال الى اللبنانيين: لا استقلال حقيقياً إلا بتحرير وتعمير الجنوب وكل لبنان

اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، في رسالة وجهها الى اللبنانيين لمناسبة الذكرى الـ82 للاستقلال، من ارض الجنوب وتحديداً من قيادة قطاع جنوب الليطاني في ثكنة بنوا بركات في صور، ان لا استقلال حقيقياً، إلا بتحرير وتعمير الجنوب، وكل لبنان. ولا مجال لتحقيق أي خطوة على هذه الدرب، إلا عبر الدولة اللبنانية وحدها وحصراً، لا شريك لها في سيادتها ولا وصي.

وكشف الرئيس عون عن استعداد الدولة لأن تتقدم من اللجنة الخماسية فوراً، بجدول زمني واضح محدد، حول جهوزية الجيش اللبناني لتسلم النقاط المحتلة على حدودنا الجنوبية، تدريجياً أو دفعة واحدة، وتكليف اللجنة الخماسية بالتأكد الدائم من سيطرة القوى المسلحة اللبنانية وحدها على تلك النقاط، وتعهّد الدولة بالتلازم مع هذا المسار، بأنها المسؤولة الوحيدة عن أمن الحدود، وعن أمن أراضيها كافة، وجهوزيتها للتفاوض، برعاية أممية أو أميركية أو دولية مشتركة، على أي اتفاق يرسي صيغة لوقف نهائي للاعتداءات عبر الحدود.

وتابع: تتولى الدول الشقيقة والصديقة للبنان رعاية هذا المسار، عبر تحديد مواعيد واضحة ومؤكدة، لآلية دولية لدعم الجيش اللبناني، كما للمساعدة في إعادة إعمار البنى التحتية المدمرة. بما يضمن ويسرّع تحقيق الهدف الوطني النهائي والثابت، باحتواء كل سلاح خارج الدولة، وعلى كامل أراضيها، وتحييده نهائياً.

وأشار الرئيس عون الى وجود انطباع لدى بعض المرتابين من تطورات المنطقة، وكأن شيئاً لم يتغير، وهي مكابرة أو حالة إنكار ليقنع هذا البعض نفسه، بأنه يمكنه الاستمرار بما كان قائماً من تشوهات في مفهوم الدولة وسيادتها على أرضها، كما ان هناك انطباعا مناقضا لدى بعض آخر، بأن الزلزال الذي حصل، قضى على جماعة كاملة في لبنان. وهذه مكابرة أخرى، وحالةُ إنكار مقابلة، لا تقل عن الأولى خطأً وخطراً.

وقال ان المطلوب حصر ولاء اللبناني بوطنه، وحصر انتمائه الدستوري والقانوني إلى دولته، فلم يعد مقبولاً التغوّل على الحق العام، ولا على الملك العام، ولا على المال العام، ولا على الفضاء العام. لم يعد أي من هذا مقبولاً، لا باسم استثناء، ولا بذريعة ماضٍ أو حاضرٍ أو مستقبل، ولا بوهج قوة أو فائضها، ولا برد فعلٍ من جماعة أخرى أو منطقة أخرى، على واقع غير سليم.

كلمة الرئيس عون

وفي ما يلي نص الكلمة التي وجهها الرئيس عون الى اللبنانيين:

“أيتها اللبنانيات، أيها اللبنانيون،

أهلي في الوطن والاغتراب … رفاق السلاح والجراح،

كلّ استقلال يبدأ من لحظة مواجهة الحقيقة، ولهذا جئت اليوم إلى الجنوب، إلى هذه الأرض التي تختصر تاريخ لبنان كلّه: صموداً، وغياباً، وعودة. ومن هنا، من حيث تُختبر قيمة الدولة ومعنى السيادة، نبدأ حديث الاستقلال… من جديد.

على هذه الأرض التي أنهكتها الاعتداءات وغياب الدولة عنها، لكنها صمدت، وستنهض مع عودة الدولة إليها، سلطةً ورايةً وقراراً واحداً.
فدرب الاستقلال يبدأ من حضور الدولة، لا غيابها؛ ومن سيادتها، لا ازدواجيتها، ومن تحرير كل شبر من أرض لبنان.

إخوتي وأهلي، تعرفون أنني اعتدت على مصارحتكم،  واليوم تبدو المصارحة أكثر من ضرورية، لأنها أول ذكرى للاستقلال أخاطبكم فيها رئيساً، بعد سنوات من الفراغ تجاوزناها ولن نسمح بتكرارها،
ولأن الظرف دقيق، ولا يحتمل أنصاف الحقائق.

استقلالنا حقيقة حيّة، لا صفحة من الماضي، حقيقة لأن رجالاً ونساءً من هذا الوطن بذلوا دماءهم من أجله فسقطوا شهداء على طريق طويل، وليس 22 تشرين الثاني إلا يوماً واحداً فقط في رزنامة تضحياته، ويؤسفني أننا ننساهم أحياناً.

وأنا اليوم، باسمكم جميعاً، أنحني إجلالاً لدمائهم وشهادتهم. الذين سقطوا في بشامون دفاعاً عن حكومة الاستقلال، وفي ساحة النجمة دفاعاً عن علم الاستقلال، وملائكة طرابلس الأربعة عشر، الذين استشهدوا متظاهرين من أجل الاستقلال.

إنهم شهداء استقلال 22 تشرين الثاني 1943، بما سبقه وتلاه من أحداث. نفتخر بهم ونعتز. ولهم منا كل الوفاء وأعمق التقدير. لكن يجب أيضاً أن نقول الحقيقة الثانية: الاستقلال لم يولد في يوم واحد، ولا وطن يبنى في سنة واحدة.
لبنان هو حصيلة نضال قرون من أجل الحرية. من قبل أفراد وجماعات، حضنتهم هذه الأرض، تحت عنوان واحد: سعيهم إلى الحرية، وسط منطقة كانت، وللأسف ما زالت أحياناً، تتعامل مع الحق بالقوة، ومع الحرية بالقمع.

ولنصارح بعضنا:
لحظة ولادة لبنان لم تكن لحظة إجماع تام، إذ كان البعض يفكر في دولة أصغر من لبنان. بدافع الخوف على خصوصية ذاتية. أو على هوية جماعية، من محيط مختلف. وكان هناك بعض آخر يفكر في دولة أكبر من لبنان، إيماناً بانتماء مغاير للفكرة اللبنانية، أو رفضاً لهيمنة أجنبية أو لفكرة استعمارية.

لكن تطورين اثنين أساسيين حصلا بالتزامن:
أولاً، عاش اللبنانيون مع بعضهم أكثر… فاكتشفوا أنهم يشبهون بعضهم أكثر مما يشبههم أي خارج.
ثانياً، أدركنا أن ثمن العيش معاً أقل بكثير من كلفة ولائنا لأي خارج كان أو التحاقاً بأي وهم كان، شرقياً أو غربياً. وتأكدنا أن ما يعطينا إياه لبنان، كأفراد وكطوائف، أهم وأثمن وأقدس، من كل ما يمكن أن يعطينا إياه أي مشروع آخر.

هكذا، تبلورت أكثرية جديدة، مكونة من المسيحيين والمسلمين وكل اللبنانيين، رافضة لأي انتماء أصغر من لبنان، كما لأي ولاء أكبر من لبنان. هي أكثرية كيانية ميثاقية، مؤمنة بلبنان الكيان والوطن، فبلورت ميثاقه بالعمل وبالعيش الفعليين معاً رغم تعرضها لانتقادات الطرفين لها، ورغم تخوينها من الجهتين المتناقضتين، ورغم وصفها بكل أصناف التجني والاتهامات، حتى أنجزت الاستقلال الذي نحتفل به اليوم …  بعده، أخطأنا في إدارة استقلالنا.

نعم، لقد أخطأنا في إدارة استقلالنا. ولا ننسى أنّ عوامل خارجية انفجرت حولنا، فدفعتنا قبل خمسين عاماً إلى حروب مركّبة خرجنا منها باتفاق الطائف، قبل أن نقع مجدداً تحت وصاية خارجية شوهته لأكثر من عقد. ثم نلنا فرصة استقلال جديد بعد زوال الاحتلال والوصاية، لكننا دخلنا بعدهما مجدداً، في صراعات المحاور الإقليمية، حول من يرث تلك الوصاية علينا. أو من يمسك بورقة لبنان، رصيداً له في حسابات النفوذ الإقليمية.

أقول ذلك لأنّ اليوم يشبه الأمس، فنحن نمرّ بمرحلة مصيرية شبيهة بمرحلتي الاستقلالين الأول والثاني، وسط زلزال من التطورات وانقلاب موازين القوى من حولنا يشبه ما رافق نشأة لبنان دولةً مستقلة. ونحن اليوم أمام تحدي تجديد استقلالنا، فيما نعيش انطباعين متناقضين يبتعدان عن الحقيقة ومنافيين لجوهر الاستقلال.

فلنتحدث بصراحة. في لبنان اليوم، لدى بعض المرتابين من تطورات المنطقة، انطباعٌ وكأن شيئاً لم يتغير، لا عندنا ولا حولنا ولا في فلسطين ولا في سوريا ولا في العالم.

هي مكابرة أو حالة إنكار ليقنع هذا البعض نفسه، بأنه يمكنه الاستمرار بما كان قائماً من تشوهات في مفهوم الدولة وسيادتها على أرضها، منذ 40 عاماً.

وأنا أقول لكم، إن هذا السلوك مجاف للواقع. وللإرادة اللبنانية أولاً، قبل مناقضته للظروف الإقليمية والدولية.

وفي المقابل قد يكون هناك انطباع مناقض لدى بعض آخر من اللبنانيين، بأن الزلزال الذي حصل، قضى على جماعة كاملة في لبنان، وكأنّ طائفة لبنانية برمّتها قد زالت أو اختفت، أو كأنها لم تعد موجودة في حسابات الوطن والميثاق والدولة.

وأنا أقول لكم، هذه مكابرة أخرى، وحالةُ إنكار مقابلة، لا تقل عن الأولى خطأً وخطراً. فيما نحن كدولة، وأنا شخصياً كرئيس لهذه الدولة، نقف حيث تقتضي مصلحة الوطن وكل الشعب، لا مصلحة طرف أو حزب أو طائفة.

نقف هنا على أرض الجنوب، لنقول لمن يرفض الاعتراف بما حصل، بأن الزمن تغير، وأن الظروف تبدلت، وأن لبنان تعب من اللادولة، وأن اللبنانيين كفروا بمشاريع الدويلات، وأن العالم كاد يتعب منا، ولم نعد قادرين على الحياة في ظل انعدام الدولة.

والمسألة هنا لا تعني فقط حصر السلاح وقرار السلم والحرب، وهذا ضروري جداً وحتمي فعلاً، بل المطلوب أكثر، هو حصر ولاء اللبناني بوطنه، وحصر انتمائه الدستوري والقانوني إلى دولته، لنعيد بعدها ثقافة الدولة، نهج حياة وسلوك في كل تفصيل من حياتنا وعلى كل شبر من أرضنا. فلم يعد مقبولاً التغوّل على الحق العام، ولا على الملك العام، ولا على المال العام، ولا على الفضاء العام.  

لم يعد أي من هذا مقبولاً، لا باسم استثناء، ولا بذريعة ماضٍ أو حاضرٍ أو مستقبل، ولا بوهج قوة أو فائضها، ولا برد فعلٍ من جماعة أخرى أو منطقة أخرى، على واقع غير سليم. كل هذا بات مرفوضاً، من كل لبناني، ولأي مقيم على أرض لبنان. وكما أقول هذا الكلام بصراحة من منطلق المسؤولية الوطنية الكبرى، أقف هنا، لأقول لا مماثلة، لحالة الإنكار الأخرى.  

لا، ليس صحيحاً ولا مقبولاً أن نتصرف وكأن جماعة لبنانية زالت أو اختفت أو هُزمت. فهؤلاء لبنانيون، هم أهلنا أبناء الأرض، هم باقون معنا ونحن باقون معهم، لا نقبل لهم سوى ذلك، ولا هم يقبلون. هؤلاء ضحوا وبذلوا وأعطوا دماً وشهادات. والآن علينا جميعاً أن نعود معهم ومع كل اللبنانيين، إلى حضن الوطن، وتحت سقف الدولة الحصري الذي لا سقف سواه، بلا اجتهادات ولا استثناءات.  

ايتها اللبنانيات، أيها اللبنانيون،

لأننا نقف في هذا الموقع والموقف الوطنيين بامتياز، تطالنا السهام من الطرفين، ونلاقي عدم الفهم والتفهم والتفاهم، من البعضين، بمعزل عن النسب والأسباب.  لكننا لن نتزحزح ولن نتراجع، لأن كل ما يحصل عندنا ومن حولنا، يؤكد صوابية خيارنا وقرارنا. خيار بناء دولة لا دويلة. وقرار استعادة ثقافة الدولة، لا استنساخ تشوهات ومنافع.

فها هو اتفاق غزة وإقراره في مجلس الأمن، يؤكدان حقيقة قراءتنا. وها هي علاقاتنا مع سوريا الجديدة، تتطور في الاتجاه الصحيح، علاقة بين بلدين سيدين نديين. وها هي قوانا المسلحة، التي يوليني الدستور شرف قيادتها العليا، تقوم بمهامها الوطنية في كل لبنان، وخصوصاً في الجنوب، وبشهادة البيانات الرسمية للجنة الخماسية المسؤولة عن تنفيذ اتفاق تشرين الثاني 2024، رغم كل التطاول ورغم بعض الغيوم العابرة.

فإنني لا أنسى أنكم زرعتم على هذه الأرض بالذات، شهداء أبراراً، لتطبيق اتفاق وقف الاعتداءات المذكور، وهو ما التزم لبنان به حرفياً، ومن طرف واحد.

وها هو اقتصادنا يتعافى بدليل الأرقام لا الأوهام، وذلك برعاية حكيمة رشيدة من الجهات الحكومية المختصة، ومن حاكمية مصرف لبنان بالذات، وهذا ما يجعلها هي أيضاً في مرمى تجنّي من لا يريد دولة في لبنان.

وها هم اللبنانيون في لبنان كما في أنحاء العالم، يتطلعون إلينا، يحدوهم أمل كبير، وعزم أكيد. وسترونهم متحدين بعد أيام قليلة، في حدث وطني استثنائي، عند استقبالهم معاً لقداسة البابا لاوون الرابع عشر، تحت عنوان “طوبى لفاعلي السلام”.  

اخترنا هذا العنوان لأننا شعب يؤمن بالسلام ويسعى إليه، ولأن منطقتنا تتجه نحو مرحلة من الاستقرار يتوجب علينا أن نستعد لها جيداً.

ونحو إعادة إحياء سلام قائم على الحقوق والعدالة، سلام فلسطين وشعب فلسطين. وهو ما نحن حاضرون للشراكة فيه بكلية وفاعلية، ان عبر توسعة نطاق اتفاقيات سابقة، او عبر أخرى جديدة، كي لا نصير على قارعة الشرق، وكي لا يتحول بلدنا عملة تفاوض، أو بدل تعويض في خارطة المنطقة الجديدة.

نعم، نحن حاضرون وجاهزون بلا أي عقد، وفق قاعدة واضحة:

فمسار الشأن اللبناني، من بيروت حتى حدودنا الدولية، نسيره وحدنا بقرارنا الذاتي المستقل، وبدافع مصلحة لبنان ومصالح شعبه العليا دون سواها، وهذا يعني انسحاباً اسرائيلياً من كل متر مربع من أرضنا، وعودة لاسرانا، وترتيبات حدودية نهائية، تؤمّن استقراراً ثابتاً ونهائياً.

أما أي خطوة أبعد من الحدود، فنسير بالتنسيق والتلازم مع الموقف العربي الجامع. ونرى في القمة الأخيرة في واشنطن بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مؤشرات مشجعة جداً لانطلاق مساره. هذا المسار الذي لن يتخلف عنه لبنان خطوة واحدة.

أكثر من ذلك، لماذا أنا في الجنوب الآن؟

لقد اخترت هذا المكان وهذه اللحظة، لأقول بموجب ضميري الوطني، ومسؤوليتي عن بلد وشعب، ولأعلن لكل العالم، ما يلي:  

أولا: تأكيد جهوزية الجيش اللبناني لتسلم النقاط المحتلة على حدودنا الجنوبية، واستعداد الدولة اللبنانية لأن تتقدم من اللجنة الخماسية فوراً، بجدول زمني واضح محدد للتسلم.

ثانياً: استعداد القوى المسلحة اللبنانية لتسلم النقاط فور وقف الخروقات والاعتداءات كافة، وانسحاب الجيش الاسرائيلي من كل النقاط.

ثالثاً: تكليف اللجنة الخماسية بالتأكد في منطقة جنوب الليطاني من سيطرة القوى المسلحة اللبنانية وحدها وبسط سلطتها بقواها الذاتية.

رابعاً: إن الدولة اللبنانية جاهزة للتفاوض، برعاية أممية أو أميركية أو دولية مشتركة، على أي اتفاق يرسي صيغة لوقف نهائي للاعتداءات عبر الحدود.

خامساً: وبالتزامن، تتولى الدول الشقيقة والصديقة للبنان، رعاية هذا المسار، عبر تحديد مواعيد واضحة ومؤكدة، لآلية دولية لدعم الجيش اللبناني، كما للمساعدة في إعادة إعمار ما هدمته الحرب. بما يضمن ويسرّع تحقيق الهدف الوطني النهائي والثابت، بحصر كل سلاح خارج الدولة، وعلى كامل أراضيها.

هذه المبادرة، هي اليوم برسم كل العالم، برسم كل صديق وحريص وصادق في مساعدة لبنان، وفي استتباب الأمن والاستقرار على حدودنا وفي المنطقة. ونحن جاهزون لها. وملتزمون.

إخوتي اللبنانيات واللبنانيون ،

اليوم، نكتب فصلاً جديداً في تاريخ لبنان… فصل يبدأ من الاستقلال، فصل لا ينتهي إلا بتحقيق السيادة الكاملة، والعيش الكريم لكل اللبنانيين، وبناء دولة تحمي الحق وتكرّس العدالة.

نحن نخوض اليوم معركة الاستقلال الجديد المتجدد، وهي معركتكم جميعاً، وانا متيقين بأننا سننتصر فيها.
من أجل أطفالكم، وأحلام من رحل، وآمال من صمد، سنحمي لبنان ونصون استقلاله وسنطلق نهضته المستقبلية، وطن حوار، وحداثة، وحرية، وسماح وسلام، كي يرفرف علم لبنان عاليًا، ويظل أرزنا شامخًا رمزًا للصمود والوحدة، نتمسك بوطن يجمعنا جميعًا.
فلنقف جميعًا متحدين، مؤمنين بلبنان وبقدرته على أن يكون وطن الجميع بلا استثناء.
عاش الحق، عاش الاستقلال، عاش لبنان.  

نقابة المحررين تدين تعدي محام على الزميل مروان القدوم

اصدر نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي البيان الآتي: “ليلة إعلان نتيجة انتخابات نقابة المحامين الاحد في السادس عشر من تشرين الثاني 2025 اقدم المحامي حسين أكرم رمضان على صفع عضو نقابة المحررين الزميل في إذاعة صوت لبنان مروان القدوم بينما كان يقوم بواجبه المهني، وتناقلت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وقائع الاعتداء صورة وصوتا فور حصوله وتم تعميمه. وقد اتصلت للتو بالزميل القدوم مستنكرا ، وقلت له بالحرف الواحد اني سأصدر بيانا أدين فيه ما حصل، مؤكدا وقوفي إلى جانبه في اي إجراء يرتأي اتخاذه، إلا أنه تمنى علي صرف النظر عن الموضوع معربا عن رغبته في طي الصفحة وعدم إثارة قضية حرصا منه على ألا ينغص هذا الاستحقاق الديموقراطي مظهرا بذلك حسن نيته”.

تابع البيان:” تجاوبت مع تمنيه رغم عدم اقتناعي بأن يمر هذا الأمر مرور الكرام. لكنني فوجئت بعزم المحامي رمضان تقديم شكوى أمام النيابة العامة الاستئنافية ضد الزميل القدوم بجرم القدح والذم، فصح معه القول: يرضى القتيل وليس يرضى القاتل. وأضع هذه الواقعة برسم النقيب الصديق عماد مرتينوس لمعالجة هذا الأمر المستهجن من قبل عضو في نقابة المحامين واتخاذ التدابير المسلكية في حقه او الاذن بملاحقة المحامي رمضان ، معلنا تأييدي المطلق لأي إجراء قانوني يتخذه الزميل مروان قدوم في حقه حفاظا على كرامة زميل لم يعتد عليه وليست بينه وبين المعتدي سابق معرفة وعلاقة. ولن أقبل في اي صورة من الصور أن تنقلب الأدوار فيصبح الجاني ضحية والمجنى عليه مذنبا، وخصوصا ان الحادث موثق وشاع بين الرأي العام الذي بات يعرف الحقيقة . واؤكد في الوقت نفسه أن مرجعية مساءلة الصحافي والاعلامي هي محكمة المطبوعات”.

وفاة إعلامية لبنانية بعد صراع مع المرض

افتقد لبنان ومدينة بنت جبيل الاعلامية القديرة الحاجة نلا حسن الزين بعد صراع طويل مع المرض.
عملت الزين لنحو ثلاثة عقود في إذاعة النـ .و ر، وكانت إعلامية متمرسة ومخضرمة وفية لمؤسستها ومهنتها، كما عملت كاتبة في عدد من المجلات الثقافية والاسلامية وقدمت المحاضرات في الجامعات والمؤسسات.
وتأتي وفاة الحاجة نلا بعد 48 ساعة فقط من وفاة شقيقتها الحاجة نوال حسن الزين في ميشيغن حيث سيوارى الجثمانان الثرى في مدينة بنت جبيل فور وصولهما.
برحيلها يخسر لبنان قامة اعلامية وثقافية كان لها اثر واضح في الذاكرة الجماعية، وفي خدمة الناس بالكلمة الحق والصادقة والعمل الهادئ.

بالصّورة – مرّة جديدة.. إنقلاب فان مدرسة وتسجيل إصابات

إنقلب فان مدرسة في غوسطا –  قضاء كسروان، صباح اليوم الخميس، ما أدّى إلى إصابات 4 أشخاص بجروح.

افرام من مؤتمر بيروت 1: لبنان المبدع… وطنٌ يرفض الموت ويُعيد ابتكار ذاته بالصناعة كقلب نابض لاقتصاده

في مداخلة من على منبر مؤتمر بيروت 1، قال النائب نعمة افرام: “لا شكّ أنّ هذا المؤتمر يجعلنا نلامس عالماً نتمنّى على الله ألّا يكون افتراضيًّا، بل عالماً حقيقيًّا نريده ونؤمن به. إنّه عالمُ اللبنانيّ المبدع، الذي يريد مقاومة الموت، والمتمسّك بحضارة الحياة التي هي اقوى بكثير من حضارة الموت”.

أضاف افرام: “كثيرون يروّجون أنّ لبنان غير قابل للحياة. أمّا هذا المؤتمر، وهذه الحكومة، وفخامة الرئيس، وما نشهده اليوم من عملٍ جدّي، فهو كلّه لإطلاق جوابٍ واحد: لا. لبنان قادر على الحياة، بل هو مشروع نجاح. ومن ثمارهم تعرفونهم؛ وهذا المؤتمر هو أحد أوّل الثمار الكبيرة لهذه الحكومة.”

وتابع قائلاً: “أمّا في ما خصّ مجموعة إندفكو، ولمن يجهل خلفيّتها، فهي عمليًّا شركة الإنماء الصناعي. فمنذ 65 سنة وضع مؤسّسها جورج افرام شعاراً جوهريًّا: ما هو خيرٌ للمجتمع هو خيرٌ للشركة. هذا الشعار المبدع سبق بسنوات طويلة مفهوم الـC.S.R المعاصر، وكان المحرّك الذي جعل إندفكو تكبر وتتوسّع، لأنّها كانت تلبي حاجات المجتمع عبر منتجات صناعية مبتكرة. قيمُنا واضحة وثابتة: روح العائلة التي تجمع العاملين، ثمّ مفهوم الرئيس الخادم، لأننا نؤمن بأنّ القائد في خدمة المؤسسة، لا العكس. وهذا ما يخلق التزاماً حقيقيًا، ومن ناحية أخرى قيم الدقة والاجتهاد تحفّز الاحتراف داخل المجموعة.”

وانتقل افرام إلى الملف الصناعي قائلاً: “لبنان بلد صناعي بالأرقام قبل أي شيء. فنحن ننتج ما يقارب عشرة مليارات دولار، ويظهر ذلك في الـTVA وعندما انهار الاقتصاد اللبناني وتضاءل الناتج القومي الى نصف قيمته، لم يتأثر الناتج الصناعي بالحدّ نفسه، وهذا ما جعلنا بلداً صناعياً بامتياز. فالضربة التي تلقّاها الاقتصاد اللبناني لم تصبّ القطاع الصناعي بالعمق نفسه الذي أصاب القطاعات الأخرى. وهذا يثبت ما كنا نقوله دائماً في جمعية الصناعيين: إنّ الصناعة قطاع صامد وقادر على التحمّل مئة ضعف أكثر من غيره. فالصناعي لا يستطيع إقفال أبوابه عند كل حادث أمنيّ أو انفجار أو قصف؛ هو مضطر للاستمرار. ولذلك تشكّل الصناعة الـ flywheel في محرّك الاقتصاد، ومن دونها لا يقوم اقتصاد متين.”

وقال: “أرى في لبنان حلقة مترابطة لاستقطاب رؤوس الأموال، تبدأ من الصناعة لتصب في العقار والإعلام وغيرها . فكلّ دولار يدخل إلى القطاع الصناعي يجذب معه ثلاثة دولارات إلى القطاعات الأخرى، لأنّ الصناعة تخلق فرص العمل، وتشغّل ما حولها من مصارف ومطاعم وقطاعات سياحيّة وخدماتيّة”.

ثم توجّه إلى الحضور باللغة الإنكليزية قائلاً: “في مجموعة اندفكو، كان علينا قبل نحو ست سنوات أن نضيف شعاراً جديداً. وقد اخترنا شعار We Listen to Change أنصت للتغيير. لهذا الشعار معنيان: أولهما أننا نصغي إلى التغيّرات التي يشهدها العالم لنفهم ما الذي يحصل من حولنا. أمّا ثانيهما، فهو أننا قبل أن نتغيّر، ننصت. ننصت لنحصل على التقييم الصحيح. وقد ساعدنا هذا كثيراً لنكون سبّاقين ومبادرين. وهذه هي الكلمة السحرية لكل مدير تنفيذي، ولكل رجل أعمال أو رائد أو صناعي ناجح: أن تكون استباقياً proactive فالعالم يتغير بسرعة… وقد أجبرنا أنفسنا على أن نكون استباقيين، وإلا لكنا قد اندثرنا”.

وأضاف: “في لبنان، كما نعلم، علينا أن نكون استباقيين إلى الحدّ الذي يجعلنا نؤدّي ليس فقط دورنا، بل أيضاً دور الحكومة والمجتمع والاقتصاد. ولهذا اضطررنا إلى التفكير في توليد الطاقة بأنفسنا، وفي ضبط كلفة التصنيع، وفي تأميننا الصحي. أكبر المشكلات التي نواجهها اليوم كصناعيين وأرباب عمل لبنانيين هي تعطّل الضمان الاجتماعي منذ سنوات، وغياب فعلي لتعويضات نهاية الخدمة، فيما الرعاية الطبية باتت تتطلّب تأميناً مزدوجاً: تأميناً خاصاً مُكلفاً للحصول على خدمة طبية لائقة، وفي الوقت نفسه مساهمات إلزامية في الضمان الاجتماعي الذي لا نستطيع اختيار الخروج منه”.

وتابع قائلاً: “ولأننا قررنا أن نكون استباقيين في اندفكو، شعرنا بضرورة إنشاء بيت سحري صغير… ومن هنا وُلدت فينيكس (Phoenix) .فينيكس هي مساحة نمتلك فيها القدرة على التصميم والهندسة وتصنيع الآلات، وعلى توظيف التكنولوجيا الميكانيكية والكهربائية بأرقى أشكالها. هكذا تمكّنا من الاستجابة لأكبر أزمة شهدها جيلنا: جائحة كوفيد. ويمكننا أن نقول بكل تواضع إن لبنان كان البلد الوحيد في الشرق الأوسط وحوض المتوسط الذي نجح، بعد شهرين فقط من الانهيار، في إنتاج أجهزة تنفّس اصطناعي خاصة به. زوّدنا المستشفيات بأجهزة عالية الجودة، لأننا امتلكنا الاستباقية والقدرة.”

وختم: “سخّرنا قدرات الـCNC لإنتاج القطع، مدعومة بأتمتة عميقة (deep automation) وهندسة الميكاترونيكس، ما أتاح لنا تصنيع آلاتنا الخاصة. واليوم، على سبيل المثال، يمكن أن نتحدث عن آلة تنتج 1500 فوطة نسائية في الدقيقة، أي أنها تشغّل 80 محركاً متفاعلاً معاً بتناغم كامل. هذه هي القدرات التي اضطررنا إلى تطويرها كي نواصل التقدم في عالم يدخل مرحلة التفرّدية (singularity) الجديدة… وما زال المزيد قادماً”.

إضراب… وتحذير أخير قبل الانفجار

أعلن الاتحاد العمالي العام في بيان دعمه الكامل “للتحرك الذي تقوم به رابطة موظفي الادارة العامة، والذي يأتي استكمالًا لاجتماعات التنسيق مع روابط العاملين في القطاع العام، وروابط الأساتذة والمعلمين”.

وأكد أن “الوضع الذي وصل اليه القطاع العام لم يعد يحتمل أي تأجيل ببتّ الزيادات، والنظر بالرواتب والأجور وملحقاتها، وبتعويضات نهاية الخدمة”.
ورأى “إن السكوت عن هذا الوضع يعدّ مشاركة في جريمة ترتكب في حق القطاع العام للقضاء عليه، علماً أن هذا القطاع لم يألُ جهداً في عمله الدؤوب لقيام الدولة اللبنانية وتحصيل مداخيلها”.
ولفت الاتحاد الى  “أن هذه الصرخة، وهذا التحذير، هو الأخير قبل الانفجار الاجتماعي الكبير الذي يطال كل شرائح القطاع العام من موظفين وعمال ومياومين ومتعاقدين ومتقاعدين، ويمتد إلى بقية أسلاك القطاع العام في موقف قد لا تُحمد عقباه”.
كما أعلن أيضاً أن “المؤسسات العامة والمصالح المستقلة تستعد للمشاركة في أي تحركات مستقبلية من اعتصامات وتحركات ميدانية وصولاً إلى إضرابات، حتى نرى قطاعًا عامًا محكومًا بعدالة اجتماعية واستشفائية وطبية ومعيشية تعود به إلى سابق عهده”.