21 C
Byblos
Saturday, December 6, 2025
بلوق الصفحة 4

بالصور-البابا يزور دير الصليب: ما نشهده في هذا المكان عبرة للبشرية جمعاء

استهل البابا لاوون الرابع عشر يومه الثالث والاخير من زيارته للبنان، من مستشفى دير الصليب الذي وصل اليه عند الساعة التاسعة الا ثلثا، حيث تجمع الآلاف من مؤسسات الجمعية التربوية والكشفية والصحية في باحة الدير لاستقبال البابا، واخذ بركته رافعين الأعلام البابوية واللبنانية على وقع الهتافات والاناشيد المرحبة به.

وكانت في استقبال البابا عند مدخل الدير الرئيسة العامة لجمعية راهبات الصليب الام ماري مخلوف والراهبات، لينتقل بعدها على وقع نشيد خصص للمناسبة أنشدته “جوقة ذخائر ابونا يعقوب” المؤلفة من مرضى المستشفى بعنوان “أملنا”، من كلمات الشاعر نزار فرنسيس، ألحان وتوزيع المايسترو إيلي العليا، ميكساج وماسترينغ إيلي فقيه.

وشارك في اللقاء اللبنانية الاولى السيدة نعمت عون وعدد من المرضى والراهبات والطاقم الطبي والاداري في المستشفى.

مخلوف: وألقت الرئيسة العامة لجمعية راهبات الصليب الأم ماري مخلوف، كلمة رحبت فيها بالبابا لاوون الرابع عشروقالت: “أهلا وسهلا بكم، في مستشفى الصليب للأمراض العقلية، والنفسية، المستشفى الذي لا يختار مرضاه، بل يحتضن بحب، من لم يخترهم أحد. هنا، أشخاص منسيون، تؤلمهم وحدتهم. هم وجوه لا تطل عبر وسائل الإعلام، ولا فوق المنابر. وها أنتم، بزيارتكم، تؤكدون لإخوة يسوع الصغار، أفقر الفقراء، وأكثرهم بؤسا، أنهم محبوبون من الله، وأن لهم مكانة عزيزة في قلبه، وفي قلبكم”.

أضافت: “لقد رفعتم للعالم شعارا إنجيليا: “طوبى لفاعلي السلام. “ونحن، اليوم، نقول لكم إن السلام يولد حين تمسك يد الكنيسة بيد إنسان لا يعرف، حتى، كيف ينطق اسمه. فنحن نشكر لكم زيارتكم مستشفانا الذي يشهد للعالم بأن هؤلاء المنسيين ليسوا عبئا على المجتمع، بل هم كنز الكنيسة”.

تابعت: “نشكركم، لأن زيارتكم أثبتت أن العناية الإلهية التي اتكل عليها مؤسسنا الطوباوي أبونا يعقوب، لا تنفك تلازمنا، وتمدنا بالقوة، والإيمان، فرسالتنا معجزة يومية، بشهادة من عايشها، فكيف لمؤسسة فقيرة، لا تملك شيئا، أن تبقى صامدة، برغم أهوال الانفجار، والجوع، والوباء، وانهيار مؤسسات الدولة؟ كيف نستمر، بلا دعم، ومع ذلك نشرع الأبواب أوسع، كلما أغلقت أبواب العالم، في وجه قارعيها؟ العلم لا يملك تفسيرا، ولا اقتصاد الأرض، ولا منطق البشر. وحدها السماء تعرف الجواب. إنها أعجوبة أبونا يعقوب الكبرى. فنحن نعيش من “فلس الأرملة”، من غير أن يعوزنا شيء. وها هو الله يحول ما يرسله إلينا، من خلال المحسنين، إلى فيض من الحب، كما ضاعف المسيح الأرغفة الخمسة، والسمكتين، فتتكرر المعجزة، ويشبع الجياع”.

وتوجهت الى البابا لاوون بالقول: “نصلي معكم، كي تأتي الساعة التي يفرح فيها لبنان، والمؤمنون في العالم، وبنات أبونا يعقوب، بعرس إعلانه قديسا على مذابح الكنيسة، ليكون نموذجا مشرقا في محبة الفقراء، وشفيعا لهم، ووجها أصيلا للعيش المشترك، هو الذي استقبل المتألمين، وأنشأ لأجلهم المؤسسات، فكان، بحق، دولة في رجل، وأيقونة حية لإنسانية الإنسان، حينما قال: “طائفتي لبنان والمتألمون”.

وختمت: “شكرا، يا صاحب القداسة، لأنكم أب للمنسيين، والمتروكين، والمهمشين. كونوا واثقين بأننا، ومرضانا، وتلامذتنا، ومن نعمل معهم، نحملكم في صلاتنا، ونضرع، معكم، إلى مريم، أمنا، قائلين بكلمات قداستكم: علمينا أن نقف معك، عند الصلبان التي لا تحصى، حيث لا يزال ابنك مصلوبا”.

البابا لاوون: ثم ألقى البابا لاوون الرابع عشر كلمة قال فيها: “شكرا على حفاوة استقبالكم، يسعدني ان التقي بكم، كانت هذه رغبتي لان يسوع يسكن هنا فيكم انتم المرضى، وفيكم انتم الذين تعتنون بهم، الراهبات والاطباء وجميع العاملين في مجال الرعاية الصحية والموظفين”.

أضاف: “اود اولا ان احييكم تحية مودة واؤكد لكم انكم في قلبي وصلاتي، واشكركم على النشيد الجميل الذي انشدتموه، شكرا للجوقة وللمؤلفين، انها رسالة امل. هذا المستشفى اسسه الطوباوي ابونا يعقوب، رسول المحبة الذي لم يكل ولم يتعب، ونتذكر قداسة حياته التي تجلت بشكل خاص لمحبته للفقراء والمتألمين وتواصل راهبات الصليب الفرنسيسكينيات اللواتي اسسن عمله ويقمن بخدمة ثمينة. شكرا لكنّ ايتها الاخوات العزيزات على الرسالة التي تحملنها بفرح وتفان”.

تابع: “أود ايضا ان احيي واشكر شكرا جزيلا طاقم المستشفى، ان حضوركم المهني وعنايتكم بالمرضى هي علامة ملموسة على محبة المسيح وحنانه، انتم مثل السامري الرحيم الذي توقف عند الجريح واهتم به، يعينه ويشفيه، احيانا يمكن أن ينتابكم شعور بالتعب والاحباط، خصوصا في ظل الظروف الصعبة التي تعملون فيها، اشجعكم على ألا تفقدوا فرح هذه الرسالة وبالرغم من بعض الصعاب أدعوكم إلى أن تضعوا دائما أمام أعينكم الخير الذي يمكنكم تحقيقه،  انه عمل كبير في عيني الله”.

وأكد أن “ما نشهده في هذا المكان هو عبرة للجميع ولارضكم، لا بل وللبشرية جمعاء، لا يمكن ان ننسى الضعفاء ولا يمكننا أن نتصور مجتمعا يركض بأقصى سرعة وهو متشبث بأوهام الرفاهية الزائدة، متجاهلا حالات كثيرة من الفقر والهشاشة”.

وقال: “نحن المسيحيين كنيسة الرب يسوع مدعوون بصورة خاصة إلى الاهتمام بالفقراء، الانجيل نفسه يطلب منا ذلك، ولا ننسى أن صرخة الفقراء التي نسمع صداها ايضا في الكتاب المقدس تخاطبنا، على وجه الفقراء المتألم نرى مطبوعة آلام الابرياء، ومن صم آلام المسيح نفسه”.

وختم: “وانتم أيها الأخوة والأخوات الاعزاء الذين امتحنكم الله بالمرض، أود فقط انكم في قلب الله ابينا وهو يحملكم بين يديه ويرافقكم بمحبتك ويغمركم بحنانه من خلال ايدي وابتسامات الذين يهتمون بكم، لكل واحد منكم يقول الرب يسوع اليوم انا احبك اريد لك كل الخير انت ابني لا تنسوا ذلك ابدا. شكرا لكم جميعا. الله معكم”.

بعد الكلمة اقام البابا صلاة قصيرة ، بعدها تسلم من الام مخلوف ايقونة مار يعقوب وهدايا تذكارية اخرى، وغادر بعدها مستشفى دير الصليب متوجها الى جناح السيدة حيث  التقى  الأطفال في مبنى “سان دومينيك” بعيدا من الاعلام، ومن هناك توجه الى المرفأ. على وقع النشيد الخاص بالمناسبة .

ومنذ ساعات الصباح الاولى بدأ توافد المؤمنين من مختلف القرى والبلدات المتنية إلى الاوتوستراد الساحلي وصولا الى ساحة جل الديب ومنها صعودا الى بقنايا في انتظار مرور موكب البابا لاوون الرابع لأخذ البركة وهو في طريقه إلى مستشفى دير الصليب للامراض النفسية والعقلية في محطته الاولى من اليوم الثالث والأخير لزيارته الى لبنان، وسط تدابير امنية وقطع الطرق التي سيسلكها الموكب.

وعلى طول الطريق ارتفعت الاعلام اللبنانية والبابوية واللافتات المرحبة بـ”بابا السلام”.

وكان رئيس بلدية جل الديب – بقنايا جورج زرد ابو جودة أعلن إطلاق اسم “جادة لاوون الرابع عشر” على الشارع الممتد من ساحة جل الديب إلى ساحة سان جورج، تخليداً لزيارة البابا إلى المنطقة.

نشيد”أملنا”

أما نشيد “أملنا” الخاص بزيارة البابا لاوون الرابع عشر الى دير الصليب فهو من كلمات الشاعر نزار فرنسيس وألحان وتوزيع المايسترو ايلي العليا وميكساج وماسترينغ ايلي فقيه.

حَلِّت عِنّا البركة كلّا
وتنرحّب فيك تجمّعنا
رغم المرض بيبقى الله
عايش فينا وحاضر معنا

إيدك عَلّي.. عطينا النعمة
بدنا نصلّي.. ونمحي العتمة
يا بابا.. في عنّا كلمة
وْأمَلنا إنّك تسمعنا..

يا جايي تبارك جَمعتنا
وبصلاتك حب كبير
بوجودك وصلت فرحتنا
للسما المنحبّا كتير

هيكي عَلَّمنا ووَصّانا
بونا يعقوب الرَبّانا
شمعة بالعتمة ضَوّانا
حتى العتمة نور تصير..

أكبر عجيبة بالكون
إنّو بقينا رغم حروب
وإنّو نحنا هلق هون
بْعون الخالق والمصلوب

وبونا يعقوب الوَحَّدنا
تاليوم نقلّك شو بدنا
يا بابا صلّي وساعدنا
يتقدّس بونا يعقوب

 

خاص-منشور للزميل عبدو متى يثير الجدل حول حضور سليم صفير لقاء الشبيبة في بكركي!

أثار الزميل الإعلامي عبدو متى موجة تفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي بعدما طرح، عبر صفحته على فايسبوك، سؤالاً عن مشاركة رئيس جمعية المصارف سليم صفير في لقاء الشبيبة في بكركي.

وكتب متى: سؤال بتمنى حدا يجاوبني عليه بصراحة: سليم صفير ليه كان موجود بلقاء الشبيبة ببكركي ؟الله يطوّل بعمرو بس المنظّمين مش عارفين عمرو؟

ويُنتظر صدور توضيحات رسمية من المعنيين حول طبيعة الدعوات التي وجهت للذين شاركوا غير الشبيبة في هذا الحدث التاريخي .

بالصور-حشود شبابية تملأ ساحات بكركي للقاء البابا

امتلأت ساحات الصرح البطريركي الخارجية في بكركي بالآلاف من الاشخاص من لبنان وعدد من دول العالم ومن فئات عمرية مختلفة طغى عليها الفئة الشبابية التي رفعت الأعلام البابوية واللبنانية استعدادا لاستقبال قداسة البابا المرتقب دخوله أبواب الصرح بعد اقل من نصف ساعة.
شاشات عملاقة توزعت  على الساحات تنقل  التحضيرات والاستعدادات من لوحات ترنيمية وايحائيية خاصة بالمناسبة ودعوات للتعبير لحظة  لقاء قداسته بان الحشد الموجود هو من دعاة السلام.
إشارة إلى ان  عدد المشاركين من الشباب فاق التوقعات وسط نداءات بإفساح المجال امام الذين لا يزالون يدخلون الساحة في هذه الاثناء مع وجود اكثر من ثلاثة آلاف شخص ينتظرون خارج بوابة الصرح .


وكان الصرح البطريركي في بكركي قد استعد  لإستقبال قداسة البابا لاون الرابع عشر، في السادسة إلا ربعا من عصر اليوم الاثنين، ليلتقي شباب لبنان والعالم في باحة الصرح الخارجية، في احتفال نظمه مكتب اللجنة الوطنية لراعوية الشبيبة الخاص بمجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان، بالتعاون مع مكتب راعوية الشبيبة في الدائرة البطريركية في بكركي.

أكثر من 12 الف و800 شخص تسجلوا على منصة اللقاء من مختلف الطوائف والكنائس المارونية والأرثوذكسية والبروتستانية واللاتينية والإنجيلية، إضافة الى ممثلين عن الطوائف الإسلامية ومعهم مجموعات تتعاون مع مكتب راعوية الشبيبة في لقاءات اللجنة المسكونية ولجنة العلاقات مع الأديان الأخرى.

وقد لفت المشرف على مكتب راعوية الشبيبة في بكركي الخوري جورج يرق الى قدوم عدد كبير من أبناء رعايا ابرشيات الإنتشار المارونية الى لبنان للمشاركة في هذا اللقاء ولا سيما من اميركا، أوروبا، كندا، استراليا، افريقيا، سوريا العراق والأردن، مشيرا الى ان اكثر من 1500 متطوع من شبيبة الكنيسة سيكونون للمساعدة والخدمة، بعد نحو ثلاثة اشهر من التحضير والإستعداد لهذا الحدث الكنسي الشبابي.

وأعلن يرق ان الوفد الفاتيكاني شدد على “ان قداسة البابا ينتظر هذا اللقاء الذي سيوجه في خلاله رسالة الى شبيبة العالم اجمع من خلال شبيبة لبنان ومن البطريركية المارونية في بكركي تحديدا لأنها المرجعية الوطنية التاريخية. ولقد خصص البابا لاون مدة تتراوح بين ال15 و20 دقيقة لإلقاء كلمة يتوجه بها الى الشباب.

وحول ما يميز هذا اللقاء عن باقي لقاءات البابوات مع الشبيبة في لبنان هو ان البابا لاون الذي يعول كثيرا على الشبيبة، ضمن كلمته التي سيلقيها اليوم خلاصة ما استنتجه عن وضع الشبيبة ولبنان، بعد قراءته لنحو 100 رسالة وسؤال وجهها الشباب اللبناني الىه قبيل الإعلان عن زيارته الى لبنان،وذلك إصرارا منه على التعمق في وضع هذه الشبيبة.

ورأى الخوري يرق انه قد تتضمن هذه الكلمة مفاجأة للشباب سيقدمها لهم البابا لاون الذي لطالما ردد الوفد الباباوي أهمية الشبيبة بالنسبة لقداسته هو الذي اصر وبطلب خاص منه على الإستماع الى 3 شهادات حياة في خلال اللقاء بدل اثنتين كما قالت عضو مكتب الشبيبة في بكركي الأخت ميشلين منصور، واحدة تتعلق بالمسيحية والثانية بالإسلام والثالثة عن التعايش المشترك.

وسينقل الشباب معاناته وتطلعاته الى قداسة البابا من خلال مشهدية صامتة تعتمد على الحركات الإيمائية. وللمرة الأولى في زيارة الباباوات الى لبنان ستخدم جوقة مسكونية اللقاء مع الشبيبة تتألف من أعضاء من مختلف الكنائس.

البرنامج: وزعت اللجنة المنظمة للقاء قداسة البابا لاوون الرابع عشر مع الشبيبة في ساحة الصرح البطريركي – بكركي برنامج اللقاء .

بالصور-غارسا الزيتونة مع الشيخ والبطريرك.. البابا لاوون من اللقاء المسكوني في ساحة الشهداء: المصالحة والشراكة والسلام امر ممكن

قال البابا لاوون الرابع عشر خلال اللقاء المسكوني في ساحة الشهداء: “بتأثرٍ عميقٍ وامتنانٍ كبير، أقف معكم اليوم هنا، في هذه الأرضِ المبارَكَة، الأرض التي مجَّدَها أنبياء العهدِ القديم، الذين رأوا في أرزها الشامخ رمزًا للنفس البارة التي تُزهِرُ تحت نظرةِ السَّماءِ السَّاهِرَة ، والأرض التي لم يَنطَفِئُ فيها صدَى الكلمة Logos” قط، بل استمرَّ ، جيلا بعد جيل، ينادي كل الراغبينَ لكي يفتحوا قلوبهم للهِ الحَيّ.


في الإرشادِ الرّسولي بعد السينودس، “الكنيسة في الشرق الأوسط”، الذي وقعه البابا بندكتس السادس عشر هنا في بيروت سنة 2012 ، شدَّدَ قداسته على أنَّ طبيعة الكنيسة ودعوتها الجامعة تقتَضيان منها أن تفتح الحوار مع أعضاء سائر الديانات. يرتكز هذا الحوارُ في الشَّرقِ الأوسط على الرّوابِطِ الرّوحيّةِ والتّاريخيّةِ التي تَجمَعُ المسيحيين مع اليهود والمسلمين. هذا الحوار لا تمليه أولا اعتبارات براغماتية سياسية أو اجتماعية، بل يستند ، قبل كل شيء، إلى أُسَسٍ لاهوتية مرتبطة بالإيمان (رقم ).19
الأصدقاء الأعزّاء،
إنَّ حضوركم هنا اليوم، في هذا المكان الفريد، حيث تَقِفُ المآذنُ وأجراس الكنائس جنبًا إلى
جنب، مرتفعةً نحو السّماء، يَشْهَدُ على إيمانِ هذه الأرضِ الرّاسخ وعلى إخلاص شعبها المتين للإله الواحد. هنا، في هذه الأرض الحبيبة، لِيَتَّحدُ كلُّ جَرَسٍ يُقرَع، وكلُّ آذان، وكلُّ دعوة إلى الصّلاةِ في نشيدٍ واحدٍ وسام، ليس فقط لتمجيد الخالقِ الرّحيم، خالِقِ السّماءِ ،والأرض، بل أيضًا لِرَفع ابتهال حارّ من أجل عطيّة السّلام الإلهيّة.
منذ سنواتٍ عديدة، ولا سيّما في هذه الأيّام، توجهت أنظارُ العالم إلى الشرق الأوسط، مهد الديانات الإبراهيمية، تَنظُرُ إلى المسيرةِ الشَّاقَةِ والسَعِي الدَائِمِ لعطيّةِ السّلام. أحيانًا تَنظُرُ الإنسانية إلى الشرق الأوسط بقلقٍ وإحباط أمام صراعاتٍ مُعَقَّدَةٍ ومُتَجَذِّرَةٍ عبر الزمن. مع ذلك، وسط هذه التحدّيات، يمكننا أن نَجِدَ معنّى للرّجاءِ والعزاء عندما نُرَكَّزُ على ما يَجمَعُنا: أي على إنسانيتنا المشتركة، وإيماننا بإله المحبّة والرّحمة في زمن يبدو فيه العيش معا حُلُمًا بعيد المنال، يبقى شعبُ لبنان، بدياناته المُختَلِفَة، مذكّرًا بقوة بأنّ الخوف، وانعدام الثقة والأحكام المُسبَقَةِ ليست لها الكلمةُ الأخيرة، وأنّ الوحدة والشركة والمصالحة والسّلامَ أمرٌ مُمكن. إنّها رسالة لم تتغيَّر عبر تاريخ هذه الأرض الحبيبة:
الشهادة للحقيقة الدائمة بأنّ المسيحيين والمسلمين والدّروز وغيرهم كثيرون، يُمكنهم أن يَعِيشُوا معا ويَبنُوا معًا وطنًا يَتَّحدُ بالاحترام والحوار.
قبل ستين سنة، فتح المجمع الفاتيكاني الثَّاني، بإعلانه وثيقة في عصرنا – Nostra aetate“ ، أُفُقًا جديدًا للقاء والاحترام المتبادل بين الكاثوليك وأبناء الديانات المختلفة، وأكَّد أنَّ الحوار الحقيقي والتّعاوُنَ الصَّادِقَ مُتَجَذِرانِ في المحبّة، الأساس الوحيد للسّلام والعدل والمصالحة. هذا الحوار، الذي يَستَمِدُّ إلهامه من المحبّة الإلهيّة، يجب أن يُعانِقَ كلَّ أصحاب النوايا الحسنة، ويرفض التحيّز والتفرقة والاضطهاد، ويُؤكِّد على مساواة كرامة كلّ إنسان.
تمَّت خدمة يسوع العلنية بشكل رئيسي في الجليل واليهوديّة، إلّا أنّ الأناجيل تروي أيضًا أحداث زيارته لمنطقة المدن العشر ، وأيضًا لنواحي صُور وصيدا، حيث التقى المرأة السريانية الفينيقية التي دَفَعَه إيمانُها الرّاسِخُ لِيَشفِيَ ابنتها (راجع مرقس ،7 24-30 ). هنا، صارَت الأرضُ نفسُها أكثر من مجرّدِ مكان لقاء بين يسوع وأمّ تَبْتَهِلُ إليه، بل صارت مكانًا يتخطّى فيه التّواضع والثّقة والمثابرة كلَّ الحواجز، وتلتقي بمحبّةِ اللهِ اللامتناهية التي تُعانِقُ كلَّ قلبٍ بشر. في الواقع، هذا هو “جوهر الحوار بين الأديان: اكتشافُ حضور الله الذي يتجاوز كل الحدود، والدّعوة إلى أن نبحث عنه معًا باحترام وتواضع”.
وإن كانَ لبنان مشهورًا بأرزه الشامخ، فإنَّ شجرة الزيتون أيضًا تُشَكَّل حجرًا أساسيا في تراثه وشجرةُ الزّيتون، لا تُزَيَّنُ فقط المكان الذي نحن مُجتَمِعُونَ فيه اليوم، بل هي مُكَرَّمَةٌ في النّصوص المقدّسة في المسيحية واليهوديّة والإسلام، وتُشكّلُ رمزًا خالدًا للمصالحة والسّلام. عُمرُها الطّويلُ وقُدرَتُها الفريدة على الازدهار، حتّى في أشدّ البيئاتِ قَساوةً، يرمزان إلى البقاء والرّجاء ، ويَعكِسانِ التزامها وصُمودَها لتنمية العيش معًا . من هذه الشَّجرةِ يَتَدَفَّقُ زيتٌ يَشفِي، وهو بَلسَمٌ لجِراحِ الجسدِ والرّوح ، يُظهِرُ رحمة الله اللامحدودة لكل المتألّمين، وزيت يوفّرُ النّور أيضًا، ويُذَكَّرُنا بالدّعوة إلى أن تنير قلبنا بالإيمان والمحبّةِ والتّواضع.
كما تمتد جذورُ الأرز والزّيتونِ عميقًا وتَنتَشِرُ في الأرض، كذلك أيضًا يَنتَشِرُ الشَّعبُ اللبناني في العالم، لكنَّه يَبقَى مُتَّحِدًا بقوَّةِ وطنِهِ الدّائمةِ وتراثه العريق. حضورُكم هنا وفي العالم كلّه يُغنِي الكَوكَبَ بارثِكُم الذي يَرجِعُ إلى آلاف السنين، وهو أيضًا دَعوة. ففي عالمٍ يزدادُ ترابطًا، أنتم مدعُوُونَ إلى أن تكونوا بُناة سلام وأن تواجهوا عدم التسامح، وتَتَغَلَّبُوا على العُنف، وتَرفُضُوا الإقصاء، وتُنِيرُوا الطَّريق نحو العدل والوئام لِلجَمِيع، بشهادَةِ إيمانِكُم.
أيُّها الإخوة والأخواتُ الأعزّاء،
إنّ الخامس والعشرينَ مِن آذار / مارس من كلّ سنة هو عيد وطني تحتفلون به في بلدكم، وتُكَرِمُون معًا ،مريم، سيّدة لبنان، المُكَرَّمَةَ في مزارِها في حريصا ، الذي يُزَيّنُهُ تمثال مهيب للعذراء وذراعاها مَفتُوحَتَانِ لَكَي تُعائنقَ كُلَّ الشَّعبِ اللبناني.
ليَكُن هذا العِناقُ الوالِدِيُّ والمُحِبُّ من مريم العذراء، أم يسوع وملكة السّلام هداية لكلّ واحدٍ منكم، حتّى تفيض في وطنكم، وفي كل الشرق الأوسط، وفي العالم أجمع، عطيّة المصالحة والعيش السلمي “مثل الأنهار التي تَجري مِن لبنان” (راجع نشيد الأناشيد 4 /15)، وتحمل الرّجاءَ والوحدة والشركة للجميع.
وكان  قداسة البابا قد وصل في الرابعة من بعد الظهر الى ساحة الشهداء، حيث شارك اللقاء المسكوني والحواري بين الأديان ولدى وصول البابا تم استقباله من قبل البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي، وبطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ونائب رئيس المجلس  الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب وشيخ العقل لطائقة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى.

هذا وشارك في اللقاء كل من: البطريرك الماروني يشارة بطرس الراعي، بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس  يوحنا العاشر اليازجي، بطريرك إنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية والقدس للروم الكاثوليك مار يوسف الاول العبسي، كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا الكاثوليكوس آرام الأول، بطريرك كيلّيكيا للأرمن الكاثوليك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون مينيسيان، بطريرك السريان الارثوذكس مار اغناطيوس افرام الثاني، بطريرك السريان الكاثوليك الانطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، رئيس الطائفة الكلدانية في لبنان المطران ميشال قصارجي، النائب الرسولي للاتين في لبنان المطران سيزار أسايان، رئيس الطائفة الاشورية المطران مار مليس زيا، رئيس الطائفة القبطية في لبنان وسوريا القمص اندراوس الانطوني، رئيس المجمع الاعلى للطائفة الإنجيلية في لبنان وسوريا القس جوزف قصاب، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب، المفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان،  شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، رئيس المجلس الاسلامي العلوي  راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر، بطريرك الاسكندرية للأقباط الكاثوليك الأنبا إبراهيم إسحق سدراك، بطريرك الكلدان في العراق والعالم الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو، بطريرك القدس للاتين الكاردينال بيير بتيستا بيتسابالا.
كما يحضر المطارنة: شارل مراد، دانيال كورية، يوسف سويف. وأمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، رئيس مجمع تعزيز الوحدة المسيحية الكاردينال كورت كوخ، رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال  كلاوديو غوجيروتي، رئيس مجمع الحوار بين الأديان الكاردينال جورج جاكوب كوفاكاد.

ويشارك ايضا: النائب ملحم خلف، والوزيران السابقان محمد الصفدي وعباس الحلبي، محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود، نقيب المحررين جوزف القصيفي وحشد من الشخصيات الدينية والمدنية والسياسية.
ولدى دخول قداسة البابا علا التصفيق في القاعة واعتلى البابا المنصة  وصافح رؤساء الطوائف الذين سيشاركوم في اللقاء على وقع هتاف ليحيا البابا.

يونان:  وألقى بطريرك الكنيسة السريانية الكاثوليكية إغناطيوس يوسف الثالث يونان كلمة جاء فيها: “كما قال البابا يوحنا بولس الثاني لبنان ليس مجرّد بلد وإنّما رسالة إلى منطقتنا والعالم أجمع”.
أضاف: “الزيارة اليوم من أجل بناء السلام والاستقرار في المنطقة، ولا سيما لبنان الصغير على الخارطة ولكن الكبير برسالته ودوره وفسيفسائه الاسلامي المسيحي”.

تابع: “زيارتكم تتزامن مع محطتين أساسيتين في المسيحية: الذكرى الأولى للمجمّع المسكوني الذي عقد في نيقيا حيث اجتمعتم بطوائف دينية اخرى، كنائسنا تنظّم الاجتماعات المسكونية لتحتفل بالقانون الذي نجتمع تحته جميعنا، اما المحطة الثانية فهي الدعوة إلى الحوار ما بين الأديان هذه الدعوة التي أصدرها المجلس الفاتيكاني”.

بعدها تم تلاوة نص من الانجيل مرنما بحسب الطقس البيزنطي، فتلاوة لآيات من القران الكريم.

يازجي: من جهته، رحب بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس يوحنّا العاشر يازجي في كلمة خلال اللقاء المسكوني في ساحة الشهداء، بالبابا لاوون الرابع عشر، وقال:

“أهلا بكم في الأرض التي انغرس فيها صليب المسيح، أهلا بكم في لبنان هذا البلد الفريد الذي يتنفس في بيئتيه المسيحية والإسلامية، وبلد العيش الواحد والمكونات التي تنصهر لتكوّن لبنان”.

دريان: كما القى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عيد اللطيف دريان كلمة في اللقاء الإسلاميّ المسيحي، بحضور بابا الفاتيكان لاوون الرابع عشر في ساحة الشهداء قال فيها:

” بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ ربِ العالمين ، والصلاةُ والسلامُ على أنبياءِ ورسلِ اللهِ أجمعين، وعلى سيِّدِنا محمدٍ خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين ، وعلى آلهِ وأصحابِه أجمعين.

وبعد : فإنّه لَمِن دواعي سُرورِنا أن نكونَ في استقبالِ بابا الفاتيكان لاوُون الرابعَ عَشَر الذي يزورُ لبنان بلدَ التَّعايُش والتَّعَدُّدِ الطَّائفيّ المتنوُّعُ ، وهو غِنىً وإثراءٌ لإنسانيةِ الإنسان ، واعتبارُ المواطَنةِ أساساً في تحديدِ الحقوقِ والواجبات على حدٍّ سَوَاء ، ومِن دونِ أيِّ تمييز. وفي لبنان نؤكِّدُ دائماً ثوابِتَنَا الوطنيةَ، في قِمَمِنا الرُّوحية ، ونَحتَرِمُ الحُرِّيَّاتِ الدِّينيَّةَ وحقوقَ الإنسان ، كأساسٍ للعيشِ المُشتركِ في مُجتمعِاتِنا المتنوِّعَةِ والمُتَعَدِّدة ، ولا نِتدِخَّلُ في الخصوصِيَّات ، فبلدُنا لبنان يَحمي دُستورُه حقَّ الطَّوائفِ في مُمارسةِ شرائعِها ، مِصداقاً لقولِه تعالى: ﴿لكلٍّ جعَلْنا مِنكُمْ شِرعَةً وَمِنهاجاً﴾.
الإسلامُ هو المَسِيرَةُ الإيمانيَّةُ بِاللهِ الوَاحِد ، مِن آدمَ إلى نوحٍ وإبراهيم ، إلى موسى وعيسى ، وانتهاءً بمحمد ، عليهم جميعاً صلواتُ اللهِ وسلامُه.

وقد قال اللهُ تعالى في مُحكمِ تَنزِيلِه: ﴿شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ، وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ﴾ .

ونستذكر هنا ما أمرَ به رسولُ اللهِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ الذينَ لا يَستطيعون الدِّفاعَ عَنْ أنفُسِهِمْ مِنَ المُؤمنين، بالهِجرةِ إلى الحَبَشَة  ، وقال لهم : (إنَّ فيها مَلِكاً لا يُظلَمُ عِندَهُ أَحَد) . وخَشِيَتْ قُريشٌ أنْ تَنتَشِرَ الدَّعوَةُ بهذهِ الطَّريقةِ خارِجَ مَكّة، فأرسَلتْ رُسُلَهَا إلى النَّجَاشِيِّ مَلِكِ الحَبَشةِ المَسِيحي ، لِيَطرُدَ المُسْلِمينَ مِنْ عِندِه ، وقد زَعَمَ رَسُولا قُريشٍ أنَّ هؤلاءِ اللاجئينَ عِندَه ، والطَّالبينَ حِمَايَتَه ، والعَيشَ مُؤَقَّتاً في جِوَارِه ، هُمْ ضِدُّ دَعوةِ عيسى عليهِ السَّلام ، فقرأَ جَعفرُ بْنُ أبي طَالِب، اِبْنُ عَمِّ النبيِّ على المَلِكِ صَدْرَاً مِنْ سُورةِ مريم ، فتأثَّرَ النَّجَاشِيُّ وقال: (إنَّ هذا ، ومَا أَتَى بِه عيسى ، لَيَخرُجُ مِنْ مِشكاةٍ واحدة) . وأبى أنْ يَطرُدَ الآتِينَ إليهِ ، هَرَبَاً مِنَ الاضْطِهادِ بِسَبَبِ إيمانِهم ، وأصبحَ المسيحيون في أرضِ الحبشةِ، أولَ أصدقاءِ الدَّعوةِ الجَدِيدَة ، وأوَّلَ أصدقاءِ أهلِها.
وإنَّ وَثيقةَ المدينةِ المُنوَّرة ، التي قامَتْ على أَساسِهَا نَوَاةُ الدَّولةِ الأُولى في الإسلام ، نَصَّتْ على أنَّ المؤمنين وغيرهم في المجتمعِ المَديني المتنوع، يُشَكِّلونَ مَعَ المسلمين (أُمَّةً وَاحِدَة)” .

اضاف: “بهذِه الأُسُسٍ الإيمانِيَّة، أُرَحِّبُ بِضَيفِ لبنانَ الكبير، البابا لاوَون الرابعَ عَشَر، مُتمنِّياً له التَّوفِيقَ في قِيَادَةِ السَّفِينَةِ المَسِيحِيَّة، لِمَا فيه خَيرُ الإِنسانِيَّة ، على النَّحوِ الذي تُجَسِّدُهُ وَثِيقَةُ الأُخُوَّةِ الإِنسانِيَّةِ ، بَينَ إِمَامِ الأَزهَرِ الشَّرِيف ، الشيخ أحمد الطيّب ، والبابا الراحل فرنسيس”.

وختم دريان: “إنَّ لبنانَ هو أَرضُ هذِه الرِّسَالة ، وهو رَافِعُ رَايَتِها، وَالعَامِلُ عليها ولها . ولذلك فإنَّنا ، نَعُدُّ أَنْفُسَنا مُؤتَمَنِينَ ، دِينِيّاً وأخلاقِيّاً ووطنِيّاً ، على حَملِ مَشعَلِ هذِه الرِّسَالَة ، حتَّى يَعُمَّ الأمنُ والسَّلامُ في العالَم ، وحتَّى تَسُودَ المَحبَّةُ بينَ جَميعِ الأُمَمِ والشُّعُوب”.

الخطيب: بدوره، رحّب نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، في كلمة خلال اللقاء المسكوني في ساحة الشهداء بالبابا لاوون الرابع عشر، وقال: ”

“نرحب بكم في لبنان، باسم المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى والطائفة الشيعية عامة، مقدرين زيارتكم لبلدنا، مثمنين مواقفكم في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها وطننا.
نحييكم بتحية الإسلام الذي يؤمن بالسيد المسيح عليه السلام، رسولا ونبيا ومبشرا وهاديا.
وتحية طيبة لجنابكم من لبنان الجريح الذي لطالما اعتبره الكرسي الرسولي في الفاتيكان، رسالة وليس بلدا على هامش التاريخ .
ومن هذا المنطلق أملنا كبير جدا، بأن تحمل زيارتكم لبلدنا كل فرص النجاح، وأن تُثمر في تعزيز الوحدة الوطنية المهتزة في هذا البلد المثخن بالجراح، نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر على أهله وأرضه.
إن ثقافتنا الروحية مبنيّة على الأخوة الإنسانية، نستوحيها من مبادئ الإسلام الذي لا يفرق بين البش، حيث يقول رسولنا الكريم محمد بن عبد الله “لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى”. كما نستمد هذه الثقافة من فكر خليفته الإمام علي بن أبي طالب الذي يرسم طبيعة العلاقة بين البشر بعبارته الإنسانية البالغة المعنى :”الناس صنفان.. إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق”.
ونحن نعتبر أنفسنا أخوة في الايمان ونظراء في الخلق، لا نفرّق بين أبناء البشر إلا بالتقوى، وأن الاختلاف من طبيعة البشر، وأن العلاقة بين  المختلفين محكومة بالحوار والتعارف والتعاون على البِر والتقوى، وأن التعايش السلمي بين اتباع الديانات المختلفة هو القاعدة والأساس، وأن ما يحصل من حروب مفتعلة باسم الأديان لا يعبرعن حقيقة الدين الذي يقوم اولا على اساس حرمة الانسان وكرامته.
اننا مؤمنون بضرورة قيام الدولة، لكننا في غيابها اضطررنا للدفاع عن انفسنا في مقاومة الاحتلال الذي غزا ارضنا، ولسنا هواة حمل سلاح وتضحية بأبنائنا.
بناء على ما تقدم نضع قضية لبنان بين أيديكم بما تملكون من إمكانات دولية، لعل العالم يساعد بلدنا على الخلاص من أزماته المتراكمة، وفي طليعتها العدوان الإسرائيلي وما خلفه ويخلفه من تبعات على وطننا وشعبنا .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.”
ويعقد اللقاء في خيمة بنيت خصيصا لهذا الحدث والتي تضم مسرحا صمم بشكل دائري كرمز للعائلة المتحدة.

بعد ذلك سيعرض وثائقي يتضمن شهادات حياة عن العيش المشترك والحوار بين الأديان. ويليه 8 كلمات لرؤساء الطوائف، فكلمة البابا لاوون الرابع عشر، وسيغرس البابا في وسط المكان شجرة زيتون رمزا للسلام.

افرام الثاني: وقال بطريرك السريان الأرثوذكس مار اغناطيوس افرام خلال كلمة في اللقاء مع البابا لاوون في ساحة الشهداء: “بفرح روحي وأمل كبير أرحب بزيارة قداستكم إلى أرض القداسة لبنان، قلب الله، مستذكراً قول اشعياء النبي: »مَا أَجْمَلَ عَلَى الْجِبَالِ قَدَمَيِ الْمُبَشِّرِ، الْمُخْبِرِ بِالسَّلاَمِ، الْمُبَشِّرِ بِالْخَيْرِ» (اشعياء 52: 7).
أرحّب بكم باسم كرسي أنطاكية الذي يشترك مع كرسي روما في خدمة بطرس هامة الرسل وبولس رسول الأمم، وباسم جميع مسيحيي المشرق الذين شهدوا ويشهدون للسيد المسيح منذ بدء المسيحية، رغم الضيقات والاضطهادات التي عانوا منها عبر العصور، فقلّ عددهم بشكل فادح، وأصبح وجودهم في أرض آبائهم وأجدادهم مهدّداً. وفي السنين الأخيرة، أصبحت بلادنا، بمسلميها ومسيحيّيها، ضحية حملات تكفيرية إرهابية وحروب دامية، وكذلك عدوّ إسرائيلي شرس، ممّا سرّع في تهجير الكثيرين. وفي الوقت عينه، عززّت هذه التحدّيات الوجودية العمل المشترك بين مختلف كنائس مشرقنا وأدّت إلى ما سمّاه سلفكم الطيب الذكر البابا فرنسيس: “مسكونية الدم”.
صاحب القداسة،
تأتي زيارتكم الرسولية هذه في وقت حسّاس من تاريخ هذه المنطقة حيث نشهد اضطرابات كبيرة وتحولات جذرية، نأمل أن تنتج استقراراً وعدلاً وسلاماً لمنطقتنا لم تعرفه منذ زمن بعيد. فأبناء هذه الأرض توّاقون للسلام المبنيّ على العدالة، الذي يجب أن يؤدّي إلى صون كرامة الإنسان وحريّته، في ظل دولة يسودها حكم القانون وتقوم على المساواة في الحقوق والواجبات.
صاحب القداسة،
يعيش المسيحيون والمسلمون على هذه الأرض الطيبة منذ قرون، يتشاركون الآلام والآمال، ويتوقون إلى الاستمرار في العيش معاً مستفيدين من تجارب آبائهم وأجدادهم. ومع أهمية الحوار الأكاديمي بين ممثلي الأديان، تبقى الخبرة المكتسبة من العيش الواحد العنصر الأهم في تعزيزه. فالمشرق ليس حدوداً تُرسَم على الخرائط، بل هو حياة تُعاش، وذاكرة تُصان، ونسيجُ علاقات إنسانية جمعت عبر القرون بين المسلمين والمسيحيين. وهنا تعلّمنا أن العيش المشترك ليس شعاراً، بل حوار حياة يقوم على اللقاء الصادق والاحترام المتبادل، وعلى مسؤولية يحملها الجميع تجاه الإنسان – كلّ إنسان – لأنه محور رسالتنا وغاية دعوتنا.
وفي هذا البلد الحبيب، لبنان، أدركنا أن الإنسان لا يكتمل إلا بأخيه، وأنّ تلاقي أبناء الأديان قادر أن يبني مجتمعاً متماسكاً يقف في وجه التعصّب والانقسام، ويبعثَ الرجاء في زمن أثقلته الصعاب. وكلما ارتفع صوت الظلم أو تعمّق جرح الانقسام، بقيت الكنيسة في لبنان والمشرق شاهدة للضمير الإنساني، تدعو إلى الحوار الصريح، واحترام الحرية الدينية، وحفظ كرامة كل إنسان خُلق على صورة الله ومثاله.
صاحب القداسة،
نعلم أنكم ستحملون في قلبكم معاناة هذا المشرق المتألم، وستعملون جاهدين على رفعها وضمان حياة حرة وكريمة لكل أبنائه، من خلال صلواتكم وعلاقاتكم وعملكم مع ذوي النوايا الحسنة.
فلنرفع معاً صلاتنا إلى الرب الإله، سائلينه أن يبارك هذا اللقاء، وأن يجعل من زيارة قداستكم إشراقة جديدة في مشرقنا المعذّب؛ إشراقة تبدّد الخوف من القلوب، وتوقظ الرجاء في النفوس، وتعيد إلى شعوب منطقتنا الثقة بوعد الرب القائل: »أتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ، وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ» (يوحنا 10:10).

شيخ العقل: وقال شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الدكتور سامي ابي المنى في كلمة خلال اللقاء المسكوني في ساحة الشهداء: “نصلّي معاً لخلاص لبنان والمنطقة وأن نطوّق الألم في الأمل ونتمسّك بالشراكة الوطنية وهي مظلّة عيشنا الواحد المشترك فلبنان يمكن أن يكون النموذج الأرقى للتنوّع في الوحدة”.

أضاف: “زيارتكم تدعونا للارتقاء إلى ما هو أسمى الى إغلاق التعصب والتطرف ليكون صوت السلام أقوى من الحروب”.

قدور: وقال رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ علي قدور في كلمة خلال كلمة في اللقاء مع البابا لاوون في ساحة الشهداء:

“يشرفنا أن نعبّر بغاية السرور والمحبة عن تقديرنا العميق لقداسة الحبر الأعظم وأن نرفع إلى قداسته أسمى آيات الترحيب والتقدير بمناسبة زيارته الى لبنان، هذا البلد الذي شاءت حكمة الله أن يكون ملتقى الأديان وواحة للحوار وجسرًا بين الشرق والغرب”.

واعتبر أن “زيارة البابا لاوون رسالة رجاء إلى اللبنانيين جميعاً بأن لبنان ما زال قادراً على النهوض واستعادة دوره”.

أضاف: “إن حضور قداستكم ليس حدثًا بروتوكوليًا بل رسالة رجاء إلى اللبنانيين جميعًا ورسالة تأكيد أن لبنان رغم ما يمر به من محن ما زال قادرًا على النهوض برسالته”.

غرس زيتونة: واختتم اللقاء المسكوني في ساحة الشهداء بقيام البابا ، بحيط به البطريرك اليازجي والشيخ ابي المنى ، بغرس غرسة زيتون قدمها له طفلان ،على وقع ترانيم في مساء الورد يا مريم ونشيد المخلوقات، ثم صورة تذكارية بالمناسبة .

هدية: وشهدت خيمة اللقاء المسكوني في ساحة الشهداء تحضير هدايا رمزية وُضعت على المقاعد المخصّصة للمدعوين إلى لقاء البابا لاوون الرابع عشر بعد ظهر اليوم.

وتضمنت الهدايا نسخة من الإنجيل، وأخرى من القرآن الكريم، والعهد الجديد، إضافة إلى كوب تذكاري يحمل علمَي الفاتيكان ولبنان، في رسالة واضحة إلى قيم الوحدة والإيمان المشترك واحترام التنوع الديني.

 

بالصور: عنايا تستقبل البابا لاوون: أنعم الله عليّ بهذه الزيارة للمزار التي طالما تمنيتها

بلهفة الأبناء المترقّبين لقاء أبيهم، استقبلت الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة، ومعها حشود من المؤمنين، قداسة البابا لاون الرابع عشر في زيارة تاريخيّة هي الأولى لحبر أعظم إلى دير مار مارون – عنّايا. ففي اليوم الثاني من الزيارة إلى لبنان، وهي الأولى للأب الأقدس خلال حبريّته، شاء أن يخصّ الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة بلفتة تسلّط الضوء على تعاظم شهرة القدّيس شربل في قلب الكنيسة الجامعة وتؤكّد اهتمام رأس الكنيسة بالمسيحيّين اللبنانيّين خصوصًا، وبلبنان بكافّة طوائفه عمومًا. وقد آثر قداسته أن يشدّد على مكانة لبنان وأبنائه في قلب البابوات والكنيسة، وأن تكون له وقفة صلاة صامتة عند ضريح القدّيس شربل ليسأله نعمة الاقتداء به لعيش “الإيمان كجهاد حسن في صحراء العالم والسير بفرح على خطى يسوع المسيح”.

 

وصول البابا إلى عنّايا

وكان موكب الأب الأقدس قد وصل إلى عنّايا، حيث كان في انتظاره فخامة رئيس الجمهوريّة، العماد جوزاف عون. كذلك، انتظرته على طول الطريق المؤدّي إلى دير مار مارون حشود من المؤمنين تجمّعوا منذ ساعات الصباح الأولى لرؤية قداسته في سيّارة الـPapamobile الخاصّة ولنيل بركته الأبويّة من أقرب مسافة ممكنة.

الاستقبال وزيارة الضريح

وكان في استقبال الحبر الأعظم، جمهور من أبناء الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة، تقدّمهم قدس الأب العام هادي محفوظ، ورئيس دير مار مارون – عنّايا، الأب ميلاد طربيه، فيما انتظره عند الضريح، إلى جانب رئيس الجمهوريّة وعقيلته، البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، رئيس بلدية عنايا وكفربعال مارك عبود وعدد من أصحاب المقامات من مختلف الميادين.

وفور الوصول أمام الضريح على وقع الألحان الروحيّة السريانيّة المارونيّة التقليديّة، جثا قداسة البابا لاون مصلّيًا بصمت خاشع أمام الضريح، قبل أن يضيء شمعة مباركة قدّمها للدير.

كلمة الأب العام محفوظ

بعد هذه اللحظة الروحيّة العابقة بتأثير قدّيس لبنان، “حارس الصمت في حياة الخفاء”، ألقى الرئيس العام للرهبانيّة الأب العام هادي محفوظ كلمة ترحيب مقتضبة، استهلّها باقتباس من مقدّمة إنجيل يوحنّا، حيث قال: “نعمة على نعمة، هذا ما لا ننفكّ نناله بأجمعنا من ملء ربّنا يسوع المسيح… نعمة على نعمة نلنا أوّلًا بمار شربل، قدّيس لبنان، الذي ما زالت شفاعته تضيء النفوس وتنشر في العالم عجائب السماء”.

وأضاف الرئيس العام للرهبانيّة: “وها إنّنا ننال نعمة جديدة بوجود قداستكم بيننا، في صرح الصمت والنور هذا. فقد جئتم تصلّون أمام ضريح هذا الناسك المتواضع والمتحرّق حبًّا، الذي عرف كيف “يبحث عن الله ويسمعه ويحمده ويناجيه في الخفية، ليلًا نهارًا”، في اقتباس لتصريح سابق للحبر الأعظم.

هذا واعتبر الأب العام أنّ “التاريخ نفسه يتوجّه إلينا اليوم. ففي العام 1925، أي قبل قرن من الزمن بالتّمام، قدّم الرئيس العام لرهبانيّتنا، الأباتي اغناطيوس داغر، لخليفة القدّيس بطرس آنذاك، قداسة البابا بيوس الحادي عشر، في الفاتيكان دعوى تطويب مار شربل وتقديسه. وها إنّ قداستكم، بعد مئة عام بالتّمام، تباركون، كخليفة بطرس، هذا الدير بحضوركم، مقدّسين بذلك هذه الذكرى ومجدّدين النعمة”.

وفي الختام، أكّد الرئيس العام: “إنّ زيارتكم ستدوّن سطورًا لن تمحى في تاريخ هذا الدير وتاريخ رهبانيّتنا”.

كلمة الأب الأقدس وصلاة وتبادل الهدايا

توقّف البابا لاون الرابع عشر في كلمته على ما يمكن أن يعلّمنا إيّاه “هذا الإنسان الذي لم يكتب شيئًا، وعاش مختفيًا عن الأنظار وصامتًا، لكنّ سرعته انتشرت في كلّ العالم”، فلخّص إرثه قائلًا: “الروح القدس صاغه وكوّنه، لكي يعلّم الصلاة لمن كانت حياته بدون الله، ويعلّم الصمت لمن يعيش في الضوضاء، ويعلّم التواضع لمن يسعى للظهور، ويعلّم الفقر لمن يبحث عن الغنى. كلّها مواقف تسير عكس التيّار، ولهذا ننجذب إليها، كما ينجذب السائر في الصحراء إلى الماء العذب النقيّ”.

وأكّد الأب الأقدس: “لم يتوقّف القدّيس شربل قطّ عن التشفّع لنا أمام الآب السماويّ، ينبوع كلّ خير وكلّ نعمة”. وفي نداء قويّ من أجل السلام، قال: “نريد اليوم أن نوكل إلى شفاعة القدّيس شربل كلّ ما تحتاج إليه الكنيسة ولبنان والعالم. من أجل الكنيسة نطلب الشركة والوحدة: بدءًا بالعائلات، الكنائس البيتيّة الصغيرة، ثمّ الجماعات المؤمنة في الرعايا والأبرشيّات، وصولًا إلى الكنيسة الجامعة. شَرِكة ووحدة. أمّا من أجل العالم فلنطلب السلام. نطلب السلام، بصورة خاصّة، من أجل لبنان وكلّ المشرق”.

وختم قداسته بالقول: “أوكل لبنان وشعبه إلى حماية القدّيس شربل، حتّى يسير دائمًا في نور المسيح”، شاكرًا الله “لأنّه أعطانا القدّيس شربل”.

وفي ختام هذه الوقفة الروحيّة، تلا الحبر الأعظم صلاة سأل فيها الله أن يعلّمنا أن نسير بفرح في خطى المسيح وأن يشفع القدّيس شربل لنا على الدوام ليكون لنا نصيب مع القدّيسين في الملكوت السماويّ الذي لا يزول”. ثمّ منح الحاضرين بركته.

بعدها، قدّم الرئيس العامّ للرهبانيّة لقداسته أوّل طبعة من كتاب المزامير نُفّذَت في العام 1610 في دير مار أنطونيوس – قزحيّا. بدوره، قدّم رئيس دير مار مارون – عنّايا لقداسته هديّتَين باسم الدير، الأولى شمعة مسكوبة في مصنع الشمع الخاصّ بالدير، وعليها شعار البابا، فيما الثانية عبارة عن قنديل يرمز إلى القنديل المملوء ماءً الذي أضاءه القدّيس شربل وفيه ذخيرة للقدّيس. ثمّ منح قداسته الحاضرين بركته، قبل أن يخرج من أمام الضريح متوجّهًا إلى متحف الدير في زيارة لمحتوياته، تخلّلها شرح قدّمه الرئيس العام للرهبانيّة.

اللقاء الخارجيّ مع المؤمنين

وخرج رأس الكنيسة الجامعة لملاقاة المؤمنين الآتين لرؤيته والاستماع له والتبرّك من حضوره، مصافحًا بعض الحاضرين على وقع التصفيق وهتافات الترحيب ودموع الفرح، قبل أن يغادر موكبه عنّايا.

القدّيس شربل ولبنان خميرة رجاء

تأتي هذه الزيارة لتجدّد التأكيد على أنّ القدّيس شربل كان ولا يزال علامة نعمة للرهبانيّة المارونيّة ولبنان والعالم. هكذا، غادر قداسة البابا لاون الرابع عشر دير مار مارون – عنّايا، ضريح القدّيس شربل، ليعود إليه صمته، لا تخرقه إلّا صلوات الرهبان وابتهالات المؤمنين وصدى صلاة صامتة حمّلها الحبر الأعظم لمار شربل، طالبًا إليه “السلام من أجل لبنان”.

البابا لاوون للبنانيين: أنتم شعب لا يستسلم.. وبالصورة- رسالة في سجل الشرف في القصر الرئاسي

أكد البابا لاوون الرابع عشر من قصر بعبدا أنّه” لفرح كبير لنا أن نزور هذه الأرض حيث السلام هو أكثر من مجرّد كلمة بل أمنية ودعوة وعطيّة وورشة عمل مشرّعة دائمًا”.
وتوجّه البابا لاوون للبنانيّين قائلاً: “أنتم شعب لا يستسلم بل ينتصر أمام الصعاب ويعرف كيف يولد من جديد وصمودكم علامة مميّزة لا يمكن الإستغناء عنها”.


وشدد على أن “الإلتزام من أجل السلام لا يعرف الخوف أمام الإخفاقات المتكرّرة ولا يسمح للفشل أن يمنعه وطالب السلام يقبل ويعانق الواقع القائم والسلام يتطلّب مثابرة من أجل حماية الحياة لتنبض من جديد”.
وأضاف البابا لاوون للبنانيّين: “أنتم بلد متنوّع وجماعة متآلفة من جماعات تجمعكم لغة لا تقدّر بثمن ولغة رجاء سمحت لكم دائماً بأن تبدأوا من جديد”.
وقال للمواطنين: “عانيتم من أزمات اقتصاديّة ومن تشدّد وقمتم من جديد وباستطاعة لبنان المفاخرة بالمجتمع المدني الغني بالكفاءات”.
من هنا، أعرب البابا لاوون عن أمنيته بأن يتحدث اللبنانيون بلغة الرجاء القادرة على لمّ الشمل التي تجعل من كل المجموعات جماعة متناغمة والمنتشرون اللبنانيّون يحبّون وطنهم ويتضرعون من أجلكم وصانعو السلام يقومون بذلك من خلال سلوك طريق المصالحة.
وشدد البابا لاوون على أن ثقافة المصالحة تحتاج إلى اعتراف السلطات والمؤسسات بتقديم الخير العام، لافتاً إلى أن السلام في الواقع هو أكثر بكثير من التوازن الدائم والمهترئ بين الذين يعيشون منفصلين تحت سقف واحد.
واعتبر أن السلام هو أن نعرف كيف يمكننا العيش معاً جنباً إلى جنب في سبيل مستقبل مشترك وعندها يُحقق السلام تلك البحبوحة التي تدهشنا حينما تتخطى آفاقنا الحواجز والحدود.

وأشار إلى أن فاعلي السلام يجرؤون على البقاء حتى لو كلفهم ذلك بعض التضحية، مؤكداً أن العودة إلى الوطن يتطلب شجاعة وبصيرة على الرغم من الظروف الصعبة.

وفي ما يلي نص الكلمة كاملة:

كلمة قداسة البابا لاوُن الرابع عشر في اللقاء مع السُّلُطات ومم’ثلي المجتمع المدني والسلك الدبلوماسي في القصر الرئاسي – بيروت:

“السّيّد الرّئيس،
السُّلُطات المدنيّة والدّينيّة المحترمين، أعضاء السّلك الدّبلوماسيّ ،
سيداتي وسادتي!
طوبى لفاعلي السّلام!
إنّه لفرحٌ كبير لي أن ألتقي بكم وأزور هذه الأرض حيث ”السّلام“ هو أكثر من مجرَّد كلمة: السّلام هنا هو شَوق وهو مصير، وهو عطيّة وورشة عمل مفتوحة دائمًا. أنتم مكلَّفون بالسُّلطة في هذا البلد، كلٌّ في مجاله الخاصّ وبأدوار محدّدة. ومن منطلق هذه السُّلطة، أودّ أن أوّجه إليكم كلام يسوع، الذي تمّ اختياره ليكون مصدر إلهام أساسيّ لهذه الزّيارة:
“طوبى لفاعلي السّلام” )راجع متّى 5، .(9 بالتّأكيد، هناك ملايين اللبنانيّين، هنا وفي كلّ العالم، يخدمون السّلام بصمت، يومًا بعد يوم. أمّا أنتم، الذين تحملون المسؤوليّات المختلفة في مؤسّسات هذا البلد، فلَكُم تطويبة خاصّة إن استطعتم أن تُقَدِّّموا هدف السّلام على كلّ شيء. أودّ، في لقائنا هذا، أن أفكِّّر معكم قليلًا في معنى أن نكون فاعلي سلام في ظروف بالغة التّعقيد، ومليئة بالصّراعات والاضطراب.

رسالة السجل الذهبي: وترك البابا لاوون الرابع عشر، الأحد، رسالة بسجل الشرف في القصر الرئاسي اللبناني.

وكتب البابا: “في اليوم الأول من زيارتي إلى لبنان، أحد البلدين اللذين أزورهما في هذه الرحلة الرسولية الأولى في حبريّتي، أتمنى بفرحٍ بركات كثيرة لجميع شعب لبنان، مصليا أن يسود السلام”.

وحظي البابا باستقبال رسمي في مطار بيروت، شارك فيه رئيس الجمهورية جوزيف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى جانب قائد الجيش العماد رودولف هيكل.

ويتضمن برنامج الزيارة جولات في خمس مدن وبلدات لبنانية حتى الثلاثاء، قبل أن يغادر البابا عائدا إلى روما، في حين لا تشمل الزيارة الجنوب اللبناني بسبب الأوضاع الأمنية.

الرئيس عون في حفل استقبال البابا: أبلغوا العالم أننا باقون هنا ولن نستسلم

توجه الرئيس جوزاف عون خلال الحفل الرسمي لاستقبال قداسة البابا لاون الرابع عشر الى قداسة البابا لاوون الرابع عشر بالقول: “بفرح عظيم، أرحب بكم، رسول سلام في وطن السلام. بشرف عظيم، وباسم الشعب ال​لبنان​ي بكل مكوّناته وطوائفه وانتماءاته، أرحّب بكم في هذا الوطن الصغير بمساحته، الكبير برسالته، لبنان الذي كان وما زال أرضاً تجمع بين الإيمان والحرية، بين الاختلاف والوحدة، وبين الألم والرجاء”.

وفيما يلي نص الكلمة:

قداسة البابا لاوون الرابع عشر،
بفرح عظيم ، أرحب بكم، رسول سلام في وطن السلام.
بشرف عظيم، و باسم الشعب اللبناني بكل مكوّناته وطوائفه وانتماءاته، أرحّب بكم في هذا الوطن الصغير بمساحته، الكبير برسالته، لبنان الذي كان وما زال أرضاً تجمع بين الإيمان والحرية، بين الاختلاف والوحدة، وبين الألم والرجاء
صاحب القداسة،
إنّكم لا تزورون بلداً عادياً، بل أرضاً محفوفة بخطوات التاريخ المقدّس
فقد ذُكِر لبنان في الكتب المقدّسة مراراً، رمزاً للعلو والثبات والقداسة. وقد استعمل نشيد الأناشيد جبال لبنان وغاباته كرموز للجمال والروعة والنقاء،  فغدت هذه الأرض شاهدة على عظمة الخلق ووفاء للتاريخ المقدّس
بفخر عظيم، أرحب بقداستكم، على أرض الكنعانية الراجية شفاء ابنتها. حتى قال لها يسوع: “يَا امْرَأَة، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ”.
وشعبنا اليوم كله يا صاحب القداسة، مثل تلك الكنعانية.
إيماننا عظيم…  ورجاؤنا شفاء النفوس والقلوب والعقول، من الأحقاد والحروب والدمار …
أهلاً وسهلاً بكم، على الأرض المسيّجة بالعذراء،
والمكرسة لإسمها. من أقصى الجنوب حتى أقصى الشمال.
وفي الوسط سيدة المنطرة قرب صيدا، حيث انتظرت العذراء ابنها يسوع.
حتى جعلنا يوم بشارتها، عيداً وطنياً لكل طوائف لبنان ولكل أدياننا الإبراهيمية.
في ظاهرة لم يعرفها أي بلد آخر في العالم.
أهلاً وسهلاً بكم، على الأرض، التي من بعض مائها المتدفق من حاصباني الجنوب، تعمّد يسوع في نهر الأردن …
لبنان ليس مجرد أرض تاريخية، بل موطن القديسين العظام، ومنهم القديس شربل الذي ستزورون مقامه المبارك، كرّمه الله بعطايا ومعجزات امتدت لكل البشر، دون تمييز بين الأديان، مظهراً وحدة الشعب اللبناني وإيمانه العميق
هذا هو لبنان الذي يستقبلكم اليوم يا صاحب القداسة.
لبنان الذي تكوّن بسبب الحرية ومن أجلها.
لا من أجل أي دين أو طائفة أو جماعة.
وطن الحرية لكل إنسان. والكرامة لكل إنسان.
وطن فريد في نظامه، حيث يعيشُ مسيحيون ومسلمون، مختلِفين، لكنْ متساوين.
في نظامٍ دستوري قائم على التساوي بين المسيحيين والمسلمين. وبالانفتاح على كل إنسان وضمير حر.
هذه فرادة لبنان في العالم كله. وهذه دعوته لكل الأرض.
ومن هنا واجبٌ الإنسانية الحية الحفاظِ على لبنان. لأنه إذا سقطَ هذا النموذجُ في الحياة الحرة المتساوية بين أبناء ديانات مختلفة، فما من مكانٍ آخرَ على الأرض، يَصلحُ لها.
وكما قلت في نيويورك، أكرر من بيروت: إذا زالَ المسيحيُ في لبنان، سقطت معادلة الوطن، وسقطت عدالتُها.
وإذا سقطَ المسلمُ في لبنان، اختلت معادلة الوطن، واختلّ اعتدالها.
وإذا تعطل لبنانُ أو تبدل، سيكونُ البديلُ حتماً، خطوطَ تماسٍ  في منطقتِنا والعالم، بين شتى أنواعِ التطرّفِ والعنفِ الفكري والمادي وحتى الدموي.
هذا ما أدركه الكرسي الرسولي دوماً.
ولهذا رفع قداسة بولس السادس صوته باكراً دفاعاً عن وحدة لبنان وسيادته.
كما خلّد القديس يوحنا بولس الثاني لبنان في ذاكرة العالم بقوله التاريخي
“لبنان أكثر من بلد. إنه رسالة في الحرية والتعددية معاً، للشرق كما للغرب”.
قبل أن يكرس سابقة كنسية استثنائية، بتخصيص سينودس عام، خاص للبنان.
وهو من قال عنا قبل 40 عاماً، بأن وجود المسيحية الحرة في لبنان، شرط لاستمرارها وازدهارها في كل منطقتنا.
ونحن نجزم اليوم، بأن بقاء هذا اللبنان، الحاضر كله الآن من حولكم، هو شرط لقيام السلام والأمل والمصالحة بين أبناء ابراهيم كافة.
وصولاً إلى قداسة البابا بنديكتس السادس عشر، زائر المحبة والحكمة، الذي أكّد من بيروت، أن مستقبل الشرق لا يمكن أن يُبنى إلا بالشراكة والتعددية والاحترام المتبادل. وكانت خطوته بالغة الدلالة والرمزية، بأنه لم يعلن الإرشاد الرسولي الخاص بالشرق الأوسط، إلا من لبنان.
وها نحن نستقبلكم يا صاحب القداسة رابعَ خليفةٍ لبطرس يزور وطننا ، في خطوة لا تقل بلاغة في الرسالة والدلالة. إذ أردتم أن يكون لبنان، أرض زيارتكم البابوية الأولى خارج روما. فجئتم إليه مباشرة من نيقيا، من أرض قانون الإيمان، في ذكراه الألف وسبمعمئة.
لتؤكدوا مجدداً إيمانكم بنا. ولنجدد معاً إيماننا بالإنسان.
جئتم إلى أرض الكنائس التي وصفتموها بالشهيدة.
لتزرعوا فينا الرجاء، ولنحولها شاهدة على القيامة.
جئتم إلينا يا صاحب القداسة، لنقرأ في وجهكم المضيء، كلماتكم الرائعة في رسالتكم العامة الأخيرة، “لقد أحببتك”،
بأن لمس جرح مقهور على الأرض، هو كلمس جراح يسوع في التاريخ
وفي أرضنا اليوم، وأرض منطقتنا، الكثير من القهر، والكثير من المتألمين. وجراحهم تنتظر لمستكم المباركة. وتتطلع إلى سماع وإسماع صوتكم العظيم الشجاع.
صاحب القداسة، أبلغوا العالم عنا، بأننا لن نموت ولن نرحل ولن نيأس ولن نستسلم.
بل سنظل هنا، نستنشق الحرية، ونخترع الفرح ونحترف المحبة، ونعشق الابتكار، وننشد الحداثة، ونجترح كل يوم حياة أوفر …
أبلغوا العالم عنا، بأننا باقون مساحة اللقاء الوحيدة، في كل منطقتنا، وأكاد أقول في العالم كله. حيث يمكن لهذا الجمع أن يلتقي حول خليفة بطرس. ممثلين متفقين لكل أبناء ابراهيم، بكل معتقداتهم ومقدساتهم ومشتركاتهم …
فما يجمعه لبنان، لا يسعه أي مكان في الأرض.
وما يوحده لبنان لا يفرقه أحد.
بهذه المعادلة يعيش لبنان في سلام مع منطقته، وفي سلام منطقته مع العالم.
ومن الآن حتى يسمع المعنيون ويقتنعوا، لا خوف علينا صاحب القداسة. فبصلاتكم ودعائكم، وبإيماننا بحقنا ووطننا، باقون هنا، أبناء الرجاء. وأبناء القيامة. باقون هنا. نور الشرق ومنارته وملح أرضه. وباقون هنا، رسل محبة وخير.
فمنذ البداية وحتى النهاية، نحن تلاميذ من أوصانا ألا نخاف. وأن نثق به. لأنه بمحبته وسلامه غلب العالم.
ونحن شهود على ذلك وعاملون لتحقيقه.
عاشت المحبة
عاش السلام
عشتم يا صاحب القداسة
عاش لبنان

تفاصيل تدابير سير الإثنين والثلاثاء مواكبة لزيارة البابا

صــــدر عـــن المديريـّـة العامّــة لقـوى الأمــــن الدّاخلـي ـ شعبـة العلاقــات العامّة ما يـــــــلي:

اليوم الثاني لزيارة قداسة البابا لاون الرابع عشر لبنان بتاريخ 1-12-2025

أوّلًا: سيتمّ قطع الطرقات والتقاطعات والمفارق على طول خطّ برنامج الزيارة في اليوم الثاني، قبيل مرور الموكب البابوي على أن يتمّ فتحها بعد مروره، وذلك على المسالك الآتية:

أ- من السفارة البابوية – حاريصا إلى دير مار مارون عنايا (9.05 إلى الساعة 9.45) ومن دير مار مارون عنايا إلى بازيليك سيّدة حاريصا (10.30 إلى الساعة 11.15) ومن بازيليك سيّدة حاريصا إلى السفارة البابوية حاريصا (10.30 إلى الساعة 11.15) المسلك ذهابًا وإيابًا: مفرق وطريق حاريصا – جسر فؤاد شهاب – أوتوستراد جونيه – مفرق جبيل – طريق عنايا.

ب- من السفارة البابوية – حاريصا إلى ساحة الشهداء (15.30 إلى الساعة 16.00) ومن ساحة الشهداء إلى الصرح البطريركي (17.00 إلى الساعة 17.30) ومن الصرح البطريركي إلى السفارة البابوية – حاريصا (18.45 إلى الساعة 18.50) المسلك ذهابًا وإيابًا: مفرق وطريق حاريصا – جسر فؤاد شهاب – أوتوستراد جونيه – نفق نهر الكلب – ضبيه (جسر لو رويال) – نهر الموت – الدورة – الكرنتينا – أوتوستراد المرفأ – شارع ويغان – بيت الكتائب – مبنى النهار – ساحة الشهداء- جورج حدّاد – بيت الكتائب باتّجاه الدورة.

ثانيًا: على المواطنين ركن سياراتهم في المواقف المعتمدة في محيط دير مار مارون عنايا الى اقصى يمين الطريق منعاً للازدحام والتسبب بإغلاق الطريق.

ثالثًا: سيتمّ عزل مكان اللقاء في ساحة الشهداء، اعتبارًا من الساعة 10.30 على: تقاطع جريدة النهار باتّجاه جامع الأمين – شارع دمشق وشارع غورو – شارع الأمير بشير وشارع غورو – تقاطع جامع الأمين.

على أن يبقى الطريق سالكًا من جريدة النهار نحو بلدية بيروت ورياض الصلح باتّجاه تقاطع جامع الأمين، حتّى الساعة 15.30.

رابعًا: اعتبارًا من الساعة 150.30 سيتمّ قطع السير في الأماكن التالية: بعد بيت الكتائب بإتجاه وسط بيروت وتحويله بإتجاه جورج حداد – عند البنك العربي وتحويله باتّجاه سليم سلام قرب السراي – من سليم سلام باتّجاه وسط بيروت عند الاسكوا وتحويله يمينًا إلى برج الغزال، ويسارًا إلى برج المرّ والحمراء – من الباشورة باتّجاه وسط بيروت وتحويله باتّجاه برج الغزال – من برج الغزال يمينًا إلى ساحة الشهداء – من بشارة الخوري باتّجاه نزلة صهيون وتحويله نحو برج الغزال وباتّجاه ساحة الشهداء – عند فتحة الموارد قرب ساحة الشهداء بين شارعي دمشق وبشارة الخوري –جريدة النهار باتّجاه بلدية بيروت – ساحة رياض الصلح حتّى تقاطع جامع الأمين.

خامساً: سيتمّ إزالة السيّارات المتوقّفة على المسالك المعتمدة حتّى الساعة 23.00 من تاريخ 30-11-2025، ومنع توقّف السيّارات على جانبي هذه المسالك.

اليوم الثالث لزيارة قداسة البابا لاون الرابع عشر لبنان بتاريخ 2-12-2025

أوّلًا: سيتمّ قطع الطرقات والتقاطعات والمفارق على طول خطّ برنامج الزيارة في اليوم الثالث، قبيل مرور الموكب البابوي على أن يتمّ فتحها بعد مروره، وذلك على المسالك الآتية:

أ- من السفارة البابوية – حاريصا إلى مستشفى دير الصليب – بقنايا (8.10 – 8.30) المسلك: طريق حاريصا نزولًا – أوتوستراد جونيه – مفرق زكريت – نهر الكلب – ضبيه (على المسلك الشرقي) – تقاطع جلّ الديب (بوظة بشير) – مفرق الجامعة اللبنانية – صعودًا إلى بياقوت – مستشفى دير الصليب.
ب- من مستشفى دير الصليب – بقنايا إلى مرفأ بيروت، فالواجهة البحرية (9.15 – 10.30)

المسلك: طريق مستشفى دير الصليب نزولًا للأوتوستراد – من جلّ الديب إلى الكرنتينا (على المسلك الشرقي) حتّى عارضة فوج الإطفاء نحو مرفأ بيروت مع السير – طريق المرفأ – الواجهة البحرية.

ج- من الواجهة البحرية إلى مطار رفيق الحريري الدولي (12.45 – 13.15) المسلك: طريق الواجهة البحرية – جسر سليم سلام – جادّة زياد الرحباني – المطار.

ثانيًا: سيُقفل المسلك الشرقي المتّجه شمالًا من مرفأ بيروت حتّى مجمع فؤاد شهاب بين الساعة 7.30 والساعة 9.30. وسيفتح جزء من المسلك الشرقي اعتبارًا من الساعة 9.00 من جلّ الديب حتّى مجمّع فؤاد شهاب.

ثالثًا: بمناسبة إقامة القدّاس الإلهي في بيروت، واعتبارًا من الساعة 4.00، سيتمّ تحويل وقطع الطرقات التالية:

-قطع المسلك الغربي إبتداءً من نهر الموت وتحويله باتجاه الصالومي والمتن السريع، وعلى الطريق البحرية إبتداءً من غاليري فانيليان وتحويله نحو برج حمود، وقطع جميع المفارق المؤدية إلى المسلك المذكور من الفورم دي بيروت مروراً بتمثال المغترب وطريق القاعدة البحرية ووسط بيروت حتى جامع عبد الناصر – عين المريسة.

-تحويل السير عند جامع عبد الناصر – عين المريسة إلى خطّ العودة باتّجاه الروشة. -قطع السير كلّيًّا من جامع عبد الناصر – عين المريسة باتّجاه فندق فينيسيا.

-قطع السير عند تقاطع برج المرّ باتّجاه فينيسيا. -قطع السير المتّجه من سليم سلام باتّجاه الاسكوا، وتحويله يمينًا باتّجاه برج الغزال، ويسارًا باتّجاه برج المر.

-قطع الطريق المؤدّي من الباشورة باتّجاه وسط بيروت وتحويله باتّجاه برج الغزال. -قطع السير من برج الغزال كلّيًّا باتّجاه جورج حدّاد.

-قطع السير من برج الغزال يمينًا باتّجاه ساحة الشهداء. -قطع السير باتّجاه بشارة الخوري، وباتّجاه نزلة صهيون وتحويله باتّجاه برج الغزال (ونزولًا باتّجاه ساحة الشهداء).

-قطع كلّ المفارق من برج الغزال والممتدّة إلى بيت الكتائب المؤدّية باتّجاه جورج حدّاد.

-قطع كلّ المفارق الممتدّة من بيت الكتائب ومفرق أوتوستراد إميل لحّود الشرقي، ومنع خروج السير إلى الجهة الشرقية من المسلك الممتدّ من وسط بيروت باتّجاه الشمال.

-قطع كلّ الطرقات المؤدّية من الوسط إلى الطريق الممتدّ بين برج المرّ وفينيسيا.

-قطع كلّ الطرقات في شارع باب إدريس الممتدّ من قهوة عزمي باتّجاه بنك عودة باب إدريس.

-قطع السير كلّيًّا عند مدخل مرفأ بيروت من الجهة الشمالية، ومنع السير باتّجاه وسط بيروت.

-قطع السير مقابل وزارة الطاقة على مسلك إميل لحود باتّجاه المرفأ وتحويله باتّجاه الصيّاد.

-قطع السير داخل نفق برج المرّ باتّجاه فينيسيا وتحويله باتّجاه برج المرّ. -قطع السير على تقاطع الدخولية وتحويله يمينًا باتّجاه برج حمود، ويسارًا باتّجاه شارع أرمينيا.

رابعًا: سيتمّ إزالة كلّ السيّارت المتوقّفة على المسالك المذكورة، إضافة إلى موقفي ساحة الشهداء واللعازارية، حتّى الساعة 23.00 من تاريخ 1-12-2025، ومنع توقّف السيّارات على جانبي هذه المسالك.

يرجى من المواطنين التقيّد بتوجيهات عناصر قوى الأمن الداخلي وإرشاداتهم، وباللافتات الموضوعة على طول المسالك المعتمدة، تسهيلًا للمرور ومنعًا للازدحام.

افرام للبابا: لبنان برسالته ودوره يفتح قلبه لقداستكم

كتب النائب نعمة افرام عبر حسابه على منصّة “أكس”: 

“أهلاً بقداسة البابا لاوون الرابع عشر في لبنان. زيارة تحمل رجاءً متجدّدًا لوطننا، وتذكّرنا بأن قوة الإيمان يمكن أن تمنح شعبنا شجاعة العبور إلى زمن أفضل. لبنان، برسالته ودوره، يفتح قلبه لقداستكم”.

مرتينوس يدعو الجبيليين لمواكبة البابا: نعمة سماوية يَشهدها القضاء غداً

وجه رئيس إتحاد بلديات جبيل فادي مرتينوس دعوة من القلب الى كل الجبيليين ساحلًا وجردًا، من أبناء القضاء وبناته وساكنيه، ليكونوا مستعدين قبل ظهر الأثنين الأول من كانون الأول لمواكبة قداسة البابا لاوون الرابع عشر على طريق القديس شربل في عنايا. فزيارة قداسته الى قضاء جبيل هي نعمة سماوية. وهي دعوة لنكون في عنايا حيث ضريح قديس لبنان والعالم حيث ستكون لقداسته صلاة جامعة الساعة التاسعة و٤٥ دقيقة من قبل ظهر غد الأثنين.

error: Content is protected !!