19.5 C
Byblos
Tuesday, December 23, 2025
بلوق الصفحة 260

التيار والمردة خارج الحكومة

سُجّل غياب تمثيل التيّار الوطني الحر وتيّار المردة عن التشكيلة الوزاريّة التي أعلنت من قصر بعبدا، وهي المرة الأولى التي يغيب فيها التيّاران عن الحكومة منذ العام ٢٠٠٨.

“القوات” تأسف لإصرار باسيل على مواصلة التحريض ضدّها

صدر عن الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية”، البيان الآتي:

تأسف الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية” أشد الأسف لإصرار النائب جبران باسيل على مواصلة التحريض ضدّ “القوات اللبنانية” ظنًّا منه أنّ هذا الأسلوب ما زال يلقى الآذان الصاغية لدى الناس، فيما لو أجرى أي مراجعة لكان وصل إلى استنتاج أكيد فأسلوبه أصبح خارج الخدمة منذ زمن طويل.

وما يهمّ الدائرة الإعلامية ليس ما يصدر عن النائب باسيل ومن هم ما زالوا إلى جانبه، إنما ما يهمها هو أنّ هذه الحالة أصبحت مكشوفة لدى الرأي العام، ولم يعد لمواقفها أي أثر ولا أي تأثير، وأكثر ما استوقفها هو تقاطع تعليقات الصحافيين على تشخيص حالة النائب باسيل بكلمتين: “فاقد للمصداقية”.

وقد لمست الناس أن ما يقوله عن “القوات اللبنانية” إنّما يقوله عن كل مَن يختلف معه من دون أن يميِّز بين الخلاف السياسي، وهو حقّ، وبين الشيطنة، وهي خطيئة، إلى أن ارتدت الشيطنة عليه، لأن الناس لم تعد تتقبّل ولا تتسامح مع من يصل في مواقفه إلى حد التخوين، ولا يجد مشكلة في مغازلته في اليوم التالي، كما لا تتسامح مع من حاول تضليلها بعناوين وشعارات إلى أن اكتشفت بأنّ همه الوحيد هو الكراسي.

وليس الهدف من هذا البيان الردّ على النائب باسيل، إنما التنويه بالوعي السياسي الذي لمسناه في الردود عليه والتي تمحورت حول ثلاثية: غياب المصداقية، غياب الوضوح السياسي، غياب المبادئ الوطنية.

عاجل-رسمياً…ولادة حكومة العهد الأولى

وقع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مرسوم قبول استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، ومرسوم تكليف الرئيس نواف سلام تشكيل الحكومة، ووقّع مع الرئيس المكلّف مرسوم تشكيل حكومة من ٢٤ وزيرا.

وأعلن الرئيس المكلّف نواف سلام التشكيلة الحكوميّة المُنتظرة من قصر بعبدا، وجاءت على الشكل الآتي:
نائب رئيس الحكومة: طارق متري

وزير الدفاع: ميشال منسى

وزير الخارجية والمغتربين: يوسف رجّي

وزير الاتصالات: شارل الحاج

وزير الطاقة والمياه: جوزيف صدي

وزير الداخلية: أحمد الحجار

وزير العدل: عادل نصار

وزير المالية: ياسين جابر

وزير الصحة العامة: ركان ناصر الدين

وزير الثقافة: غسان سلامة

وزير الصناعة: جو عيسى الخوري

وزير الاقتصاد والتجارة: عامر البساط

وزير الزراعة: نزار هاني

وزير الإعلام: بول مرقص

وزير الشؤون الاجتماعية: حنين السيد

وزير الأشغال العامة والنقل: فايز رسامني

وزير المهجرين: كمال شحادة (وزير دولة لشؤون التكنولوجيا)

وزير العمل: محمد حيدر

وزير الشباب والرياضة: نورا بيرقداريان

وزير السياحة: لورا الخازن لحود

وزير التنمية الإدارية: فادي مكي

وزير التربية والتعليم العالي: ريما كرامي

وزير البيئة: تمارا الزين

‏من جهةٍ ثانية دُعي مجلس الوزراء إلى أول جلسة يوم الثلاثاء ١١ شباط الساعة ١١:٠٠ قبل الظهر في قصر بعبدا، يسبقها التقاط الصورة التذكارية للحكومة الجديدة

 

ما هي الاسماء التي حملها سلام الى بعبدا؟

أفادت معلومات  بأن الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نواف سلام حمل إلى القصر الجمهوري ثلاثة أسماء لاختيار أحدهم للمقعد الشيعي الخامس وهم: فادي مكي، سعد الزين، وكامل مهنا.

وأشارت المعلومات إلى أن الرئيس نبيه بري في طريقه إلى قصر بعبدا للانضمام إلى اللقاء الذي سيجمع رئيس الجمهورية جوزاف عون مع نواف سلام.

افرام: للإسراع في تشكيل حكومة تحمل نفسًا جديدًا

كتب رئيس المجلس التنفيذي لـِ”مشروع وطن الإنسان” النائب نعمة افرام على منصّة “أكس”: “في لقاء مطوّل مع مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان (ATFL)، ناقشنا المرحلة المفصليّة التي يمرّ بها وطننا، وأكّدنا على ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة تحمل نفسًا جديدًا. فبدون ذلك، ستتعثّر عجلة الإصلاح المالي وإعادة الإعمار، وسنفوّت فرصةً ذهبية لتحقيق الإصلاح العميق.”

“إضطرابات موقتة بالخدمات”… إعلان هام من “أوجيرو”

أعلنت هيئة “أوجيرو” في منشور على حسابها عبر منصة “إكس”، أنّ فرقها الفنية تعمل على تنفيذ أعمال استبدال وتحديث لعدد من معدات الاتصالات على الشبكة المحلية، في إطار خطط تطوير البنية التحتية وتحسين جودة الخدمات. وقلت إنّ “هذه العمليات قد تتسبب في اضطرابات موقتة في خدمات الاتصالات والإنترنت في بعض المناطق”، لكنّها أكّدت أنّ “الفرق المختصة تعمل على إعادة تشغيل الخدمات تدريجًا فور انتهاء الأعمال المذكورة”.

وختمت: “نشكر المشتركين على تفهّمهم، ونعمل جاهدين لضمان تقديم خدمات اتصالات متطورة وموثوقة”.

بالفيديو: احذروا الجليد!

بعد انحسار المنخفض الجوي “أسيل” الذي ضرب لبنان لأيّام، وانخفاض دراجات الحراراة، تشكّلت طبقة من الجليد على الطرقات خصوصًا تلك التي يزيد ارتفاعها عن 800 متر خلال الليل وفي ساعات الصباح الأولى.

صورة يظهر بها باسيل لأول مرة

على اللبنانيين والمسيحيين خصوصاً التعوّد على الصورة الجديدة التي يظهر بها رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل. هي صورة الخاسر بعدما كان الرابح لأعوام عدة تخللتها 6 سنوات حكم خلالها الجمهورية بغطاء وإمضاء عمّه الرئيس ميشال عون، كما من خلال “عضلات” حزب الله خلال عهد الرئيس ميشال سليمان.

صورة باسيل الجديدة تعكس بوضوح أن الرجل لم يحسب يوماً “خطة الرجعة”، لا مع الجنرال جوزاف عون ولا مع “القوات اللبنانية” ولا مع الثنائي الشيعي ولا مع النواب السنّة، فتراه اليوم معزولاً لا وزن له في حسابات العهد الجديد والحكومة الجديدة، وما قاله أمس في مؤتمره الصحفي ليس للدفاع عن المسيحيين بل عن نفسه.
أولاً، ليس صحيحاً أن التيار هو كتلة العهد ولو كان كذلك لما طالب باسيل بحصة وزارية منفصلة عن رئيس الجمهورية، وجلّ ما يريده باسيل من كلامه هو مغازلة الرئيس عون “بالحكي” فقط، لأن الفعل يستوجب عدم مزايدة باسيل على رئيس الجمهورية بموضوع الحصص، فإذا ارتضى الرئيس لنفسه حصة من وزارتين لماذا يزايد باسيل على “العهد”؟

ثانياً، إن تكليف القاضي نواف سلام بتشكيل حكومة لم يكن بفضل “التيار الوطني”، فقد أتى قرار باسيل بتسمية نواف سلام بعد إعلان قوى المعارضة والتغييرين وكتلة وليد جنبلاط تأييد سلام، وما كان أمام باسيل سوى ركوب موجة سلام لضمان حصة في السلطة، إضافة إلى أنه كان من الصعب على باسيل السير بالرئيس نجيب ميقاتي بعد الحملة الشرسة التي شنّها عليه واتهامه بشتى أنواع الاتهامات المحقة وغير المحقة.

يعاني باسيل من مشكلة مصداقية كبيرة بسبب تجربته في السلطة التي كانت الأكثر مرارة للبنانيين وللقوى السياسية الأخرى. وإذا كانت ذاكرة باسيل قصيرة، فإن الرأي العام اللبناني والمجتمع السياسي لم ينس بعد كل ارتكاباته.

فعندما يتنفضّ باسيل ضد الإقصاء ويلعب دور الضحية، يتذكّر الجميع كيف أقصى تباعاً كل القوى السياسة الأخرى في عهد عمه ابتداءً من حزب الكتائب، ثم “القوات اللبنانية” وسائر قوى المعارضة، وتوّج سياسة الإقصاء بتهشيل الرئيس سعد الحريري وتيار “المستقبل” من الحياة السياسية.

وعندما يعترض باسيل على وحدة المعايير والأحجام في توزيع الحقائب، يستذكر الجميع تنكّره لإتفاق معراب وسطوته على الوزارات والحقائب إمّا مباشرةً أو مواربةً، تحت حجّة حصة الرئيس التي انضمّت الى طاولة تكتله الخاصة.

وعندما يستحلف باسيل الرئيس المكلّف بأنه لن يسقط الحكومة مع الثنائي، يتذكّر القاصي والداني نشوته عند إسقاط حكومة الرئيس الحريري من الرابية تحديداً قارئاً بيان الإستقالة بنفسه، محاطاً ومحضوناً من الثنائي. وعندما يزايد باسيل في غيرته على قدرة الحكومة الجديدة على القيام بالإصلاحات، يتذكّر اللبنانيون أنه أمضى عهداً بكامله يملك فيه رئاسة الجمهورية وثلثاً معطلاً بمفرده وكتلةً تناهز الثلاثين نائباً ولم يقم بأي إصلاح يذكر. وعندما يغالي باسيل في تأييده لرئيس الجمهورية ويضع كتلته بتصرّف العهد، يعود اللبنانيون بالذاكرة سريعاً إلى التاريخ القريب حيث وجّه باسيل للرئيس جوزف عون افظع الإتهامات والإنتقادات كخيانة الأمانة والفساد وغيرها من الإفتراءات والتشكيك بمؤهلاته. وعندما يتباكى باسيل على الوحدة والتضامن ويستشهد بمشهديات 14 شباط و23 شباط المقبلتين، يتذكّر الجميع التنكيل السياسي الذي عانى منه الرئيس الحريري من جرّائه والجرح الكبير الذي حمله الشهيد السيد حسن نصرالله جرّاء “الطعنة” التي تلقّاها منه.

تكثر الأمثال وتتغيّر الظروف ويحاول باسيل التقلّب معها مع الفارق هذه المرّة أن القاسم المشترك والجامع لدى جميع من يسمعونه ويشاهدونه من اللبنانيين والسياسيين، هو رأيهم الموحّد بمدى مصداقيته.

معجزة الحفيدة زوي في استعادة الحبر والورقة

وقف الجدّ عند العتبة، تحمل عيناه أشهراً من الحنين، قل ما لا يمكن قياسه من التوق والوله، ومن حكاياتٍ مؤجّلة عن العصافير وجمهور القردة والدلافين والفيلة ورفاقها ورفيقاتها من عوالم الغابات وأنهار الحياة.

كان الجدّ من كثرة هزائمه، يتكوّن بعضه كالحبْر وبعضه الآخر كالورقة. يعترف. كلّه سواد لولا بياض بعضه الورقة. وما بينهما بعضه الحبْر وبعضه الورقة، هو قطعاً مغلوبٌ مكسورٌ محطّمٌ. ليسَ لقلَّةِ حجَتّه، بل لأنّه حدثَ أن جفّ الحبر وتشلّعت الورقة، إلى أن أتى الحفيدة برفقة الجدّة، وقد خيّل لهما أنّ الكهف هواء وماء وضوء، فكان أن أعادت الحفيدة غسل روحيْهما بالندى وأن أستعادت له الحبر والورقة.

ليس ارتحالاً غادر الجدّ والجدّة الذين أوصلوا الوطن إلى قعرٍ معيب، خانع راضخ وذليل، لا يتوانى فيه أحد عن إهانته وإنسانه، ولا يقصّر أحد في تمريغ أنفتهما وكبريائهما وسيادتهما.

فهما أصلاً في غربة عن هؤلاء، وفي هجرةٍ من دون سفر.

هو الشوق إلى زوي الطفلة الحفيدة الملاك، حملَهما. إلى البسمة التي، بحرّيةٍ بحرارة بحنوٍّ وببراءة، تسبح في فضاء العجائب، تحبك علاقة من أريج الورود، وتحلّق كهواء، الأصحّ كبساط ريح، في قصص عن ينابيع وحدائق.

هناك، على أريكتها المفضّلة، جلست زوي، أميرة العام والنصف، وقد تعلّمت خلال الأشهر الستّة التي مضت منذ آخر لقاء مع الجدّ والجدّة، كيف تستوي على قدميها، بل كيف تهرول ملاحقة ظلّها، ولا بأس بمنافسة الفراشات والأرانب.

بعينين واسعتين تطلّان على بحرٍ من حيرة مغناج، راحت تراقب جدّها متسائلة: من يكون هذا القادم بوجهه المألوف والغريب في آن؟

يقترب منها ببطء، لا يريد أن يُربك قلبها الصغير، راسماً على شفتيْه ابتسامةً يعرف أنّها لغة العالم الأولى. يمدّ يده بحذر، فتتراجع قليلاً، تقيس المسافة بين الأمان والمجهول، وتشّد على أصابع أمّها بريسيلا، كأنّها تبحث عن يقينٍ صغير. لا يتراجع هو، بل يبقى هناك، منتظراً، رافعاً يديه، كمن يقدّم للريح فرصةً أن تلين، أن تهدأ، أن تتحوّل نسيماً.

عندها، نادته زوي بيدها الصغيرة ملوّحة، ثم ضحكت بعد سماعها أغنيتها المفضّلة التي دندنها. كأنّها وجدت كنزها، كأنّها عرفت أخيراً: هذا جدّي! ولمّا ضمّها بتشجيع من رواد والدها، شعرت أن حضنه ليس غريباً، بل امتداد لما كانت تعرفه دائماً، من روابط عاصية على الفهم والإدراك.

هكذا، كسرا الجليد معاً، كما لو أنّ زمن الفراق لم يكن سوى لحظة انتظار.

ثوانٍ تمضي قبل أن تشير بيدها إليه، واثقةً كأنّها تمسك بخيوط النهار، تقوده نحو وهجه. تدلّ بعينيها قبل أصابعها إلى دميتها الملقاة هناك، إلى المكعّبات التي لم تكتمل أبراجها بعد، إلى الكرة التي تنتظر أن تتدحرج بين كفيْن يليق بهما الفرح. تريده أن يلعب معها، أن يفترش الأرض مثلها، أن يعود طفلاً. فاتها أنّه الطفل الذي لم تفارقه بدايات النقاء، ولن.

مُعْتِمٌ هو البؤس، الرجال والحرب. أولئك يظنّون أنّهم يملكون عرشَ الزمان. خسِئوا. أرض الحبّ لا يحدّها زمن أو مكان، لدى من يملكون قلبَ طفلٍ. فايْقِظي يا زوي ما طابَ لكَ من طيور، وأشْهِري الحرّية لأنّها نبض، ولأنّكِ أنتِ هو العصفور. الطفلُ هو أنا.

ينظر إليها الجدّ مذهولاً كيف لهذه الصغيرة أن تقوده، أن تنتشله من ذاكرته المثقلة بظلام وطنه وآلامه وكان يظنّ أنّ العتمة حقيقة.

التقطت له قطعةً من أحجية، وأرته أين عليه أن يضعها. وحين أحسن الفعل، صفّقت بفرح كأنّها تبارك له انتصاره الصغير. تكافئه بلمسة على خدّه، بغمزة ماكرة، كأنّها تهمس له: “أحسنتَ، جدّي… أنت تتعلّم بسرعة”! وهو يضحك بنشوة أعماق لم يكن يدري أنّها لا تزال تسكنه، فزوي استرجعت له حبْك القصيدة بسرّة الحياة.

وفجأة، على وقع الموسيقى التي تنبعث من لعبةٍ في زاوية الغرفة، تهتزّ قدماها، تلتفّ حول نفسها برقّة، تدور، وكزهرةٍ تكتشف رقصة الريح. ثمّ، في لحظة خاطفة، تتوقّف، تلتفت إليه، تعلي يديها… لا تطلب سوى أن يحملها، أن يجعلها تحلّق في سماء الخيالات والرؤى، أن ترى العالم من علوّ يليق بحلمها الطفوليّ.

يمسكها، يسمو بها عاليّاً، فيشعر كأنّما يحمل العمر كلّه في راحتيْه. ليعود فيقرّبها إلى صدره، فتميل برأسها على كتفه، كأنّها تستقرّ أخيراً إلى حيث طالت لديه آهات الأماني وغايات المشتهى. وكأنّ العالم كلّه كان انتظاراً لهذا العناق.

وها هو يتشبّث بمعجزة اسمها الحفيدة. بتعجّب، باندهاش، بانبهار، يخضع صاغراً لسطوة هذا الحبّ الذي يفتح في قلبه نوافذ على الأنس والوجد والانخطاف.

دقائق تمضي حابسة أنفاس المشهد المبهر، قبل أن يرنّ جرس الإنذار معلناً قدوم ضيفٍ منافس. ها هي الجدّة صونيا، بلا عناءٍ يُذكر ولا جهدٍ يُبذل، ودون حاجةٍ لأيّ مناورات، تفتح ذراعيها بما يشبه فتح أبواب الزمن. حضْنها ذاك الذي يلتحف عباءة الحبّ، يحتضن الحفيدة كأنّه يضمّ العمر بأكمله بين ثناياه.

وعلى وقع المفاجأة الصاعقة، يمتلئ الجدّ بالجمود، فالحدث أخذه على حين غفلة. فالحفيدة تستكين بين ذراعي الجدّة كطائر أرهقه البحث عن مأوى، فوجد عشّه الأول…ولا تكتفي. ها هي تعبث بأناملها الصغيرة في طيّات ثوب الجدّة، مستكشفة سرّ الدفء الذي لا يفنى، ثم تتلمّس وجهها برقّة تشبه حفيف أرواق الصفصاف. تلجأ إلى صدرها، ذلك الذي يشبه وسائد الغيم، على رضى بالغ لقصص المودّة التي تُروى بلا كلمات، حيث تُنقل المعاني عبر نبض القلوب.

صبرك أيّها الجدّ ومهلاً. قد تكون خسرت جولة، لكنّك لم تخسر المعركة.

وبغيرةٍ ناعمةٍ لا يعترف بها، يبدأ بإعداد خطّته. يتقدّم. يجري. يركض. يهرول ويفتعل العجائب. يراقص الأرجوحة. يصفّق بيديْه. ينادي دبَّها اللطيف ذاك الذي يسكن وسادتها ويحرس نومها. يلوّح بسمكتها التي تلمع في بحر من الضوء، ويروح يشدو مقلّداً الخراف وسناجيب لا تعرف السكون.

لكن… لا تَجاوُب.

أمِنْ حيل أخرى؟

ماذا عن أغنية قرش من هنا وطفل وعصفور من هناك؟ وما رأيكم بالعجوز مكدونالد ومزرعته؟ عن سعدان يتدلّى وأوزة وبقرة وحصان؟

كان على الجدّة، بكرم زوي تجاهها، أن توقف هذه السرديّة مُشفقة على المتيّم المفتون. اشترطت عليه عدم خوض المعركة مجدّداً، غداً أو بعد غد. فزوي الحفيدة، عطشنا لها لا يرتوي، ولهفتنا لا تعرف الاكتفاء.

وإذ تستعدّ أميرتي لمغامرة النوم، غارقة في السعادة، ترفع وجهها إلى القمر ليضيء ليلها عن قرب. وكمن يقطف نجمة من سماء بعيدة ويخشى أن تضيع منه، أسرَحَ الجدّ يده في شعرها الناعم كالحرير، وبقبلة على رأسها أملاً بغدٍ أروع، وبكثافة من فرح الفؤاد، ودّعته الحفيدة: “تصبح على خير”، بملائكيةٍ من شغفٍ معتّق بمواكب الترانيم، وبمرافقة صلوات قيثارةٍ رفعتها الجدّة بخوراً وبلسماً.

تستسلم زوي لملكة النوم، البريئة ببياض الكلمة، بدم الشاعر الذي، عندما ينشد، يخترع الحبّ من أجل أن تعتمر الحياة لباس العيد، وأن يتحوّل الليل إلى نهار.

بالفيديو-لا توافق….نائب جبيل يدعو الى معركة في إنتخابات مجلس بلديتها!

يرفض النائب زياد الحواط تأليف لائحة توافقية لمجلس بلدية جبيل في الإنتخابات البلدية والإختيارية المقبلة التي يتوقع إجراءها في 31 أيار 2025.

وأكد انه سيختار من يشبهه في الرؤية والخطة والمشروع والموقف.

وشدد على ان تكون اللائحة مقفلة ومختارة مسبقاً برئيسها ونائبه .

 

error: Content is protected !!