زار امس ، وفد من اسرة واصدقاء مجلة وموقع الروابط ، سماحة العلامة السيد علي فضل الله في مركزه في بيروت في جلسة نقاش وحوار حول الاوضاع العامة في البلد ومستجدات الاحوال بعد انتخابات علت فيها النبرة الطائفية لكسب اصوات ناخبة على حساب التفاهمات الوطنية والصلاة الشعبية ، وضم الوفد السادة : ناشر مجلة الروابط جورج كريم، المرشّح السابق للانتخابات النيابية المحامي فراس ابي يونس، المهندس ساسين القصيفي، الاستاذ الجامعي ايلي خوري، الشاعر جان سمراني، الخبير جورج القدوم، رئيس لجنة تجار جبيل فوزي صليبا، الاستاذ وسيم كريم ، السيد سامر حسين ، الدكتور حسن حيدر ، الاستاذ همدر همدر والاستاذ فادي حيدر ، وشارك في اللقاء مدير مدرسة رسول المحبة في جبيل الاستاذ محمد سليم .
بداية ، تحدث ناشر مجلة وموقع الروابط كريم ، فاشاد بالدور الوطني للعلامة فضل الله، والأعمال الانسانية ، والنهضة التربوية والتعليمية التي تقوم بها مؤسسات العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله على كافة الاراضي اللبنانية ومستعيدا بالذاكرة لقاءات سابقة جمعته مع العلّامة المرجع الراحل السيد حسين فضل الله منذ أكثر من عشرين سنة.
العلامة السيّد علي فضل الله وبعد ترحيبه بوفد بلاد جبيل ، تحدث باسهاب عن الاوضاع العامة في البلد ، شارحا الاسباب ، طارحا الحلول ، داعيا الى الترفع والى وحدة اللبنانيين لإنقاذ بلدهم .
ونوه ب”الروح الوحدوية والإنسانية التي يحملها ويسعى إلى نشرها في المجتمع”، معتبرا أن “مثل هذه اللقاءات ليست غريبة عن البيئة اللبنانية التي لطالما امتازت بهذا التنوع والغنى، فالقيم الأخلاقية والإيمانية والإنسانية تظللنا جميعا ومن الواجب الوطني الحفاظ عليها واستحضارها في واقعنا، لمواجهة كل دعاة الفتنة ومن يسعى إلى بث التفرقة والشرذمة بين أبناء هذا الوطن”.
وقال: “نحن بلد متنوع طائفيا ومذهبيا وسياسيا، ولكن هذا لا يمنع من أن نلتقي جميعا على هذه القيم الأخلاقية والمفاهيم الإنسانية التي جاءت بها الرسالات السماوية. مشكلتنا في هذا البلد أننا حولناه إلى عصبيات طائفية ومذهبية وحزبية، كل منها يسعى إلى إلغاء الآخر تحت عناوين متنوعة. ولو استطعنا ان نجعل هذه القيم هي الحاكمة في واقعنا، لكنا وفرنا الكثير من الأزمات والانهيارات التي وصل إليها البلد ولما استحكم الفساد والرشوة والمحاصصات”.
وشدد على أن “غنى لبنان لا يتوقف على ثرواته المائية والنفطية والغازية فحسب، بل يمتد إلى أبعد من ذلك، إلى إنسانه الرسالي الذي يحمل هذه القيم وعلينا أن نوصلها إلى العالم لأنها تشكل أنموذجا وقدوة في قدرة الأديان والرسالات على التلاقي والتعايش، وعلى ضرورة تضافر الجهود ولا سيما في هذه المرحلة الصعبة والحساسة من تاريخ وطننا، إذ لا خيار لنا إلا الحفاظ عليه موحدا وجامعا لجميع أطيافه، بعيدا من كل الدعوات الغريبة التي تتمظهر تحت عناوين متنوعة وبراقة كالفيديرالية وغيرها من دعوات نخشى ان يكون هدفها تقوقع كل طائفه على نفسها، وهذا يفقد لبنان رسالته ودوره ويمهد لمشاريع حرب في المستقبل”.
ودعا إلى “الحوارات الجادة والشفافة بين مختلف المكونات بعيدا من المجاملات، وتطرح فيها كل القضايا الخلافية، فنحن لا ننكر أن حق أي طائفة ان يكون لديها هواجس معينة ولكن نشدد على أن تكون هواجس حقيقية وغير مصطنعة، وبالحوار البناء والنوايا الصادقة نستطيع ان نزيل الكثير من هذه الحواجز المصطنعة والعقبات ونصل إلى القواسم المشتركة ولا سيما أن الاستحقاق الانتخابي وما رافقه من خطاب موتر ومثير للغرائز، ترك آثارا سلبية على واقعنا، لذلك نحن في حاجة إلى بلسمة الجراح وترميم العلاقات بين اللبنانيين وبناء الوطن على أسس متينة”.
وختم: “لسنا ضد العلاقات الجيدة مع هذه الدولة أو هذا المحور، ولكن نؤكد دوما أن تكون هذه العلاقة لحساب الوطن لا على حسابه، ونرفض ارتهان أي فريق أو جهة لهذا المحور أو ذاك أو أن يكون صدى لمشاريعه”.
وكانت مداخلات واضحة بطرحها، صريحة بمضمونها ومعللة بنقدها لكل من : المحامي فراس ابي يونس ، ساسين القصيفي ، محمد سليم ، د. حسن حيدر ، فوزي صليبا، جان السمراني وفادي حيدر .
وختاما الصور التذكارية .
“دار الروابط”، اسرة تحرير واصدقاء، تتوجه بجزيل الشكر للعلامة السيد علي فضل الله على استقباله وتخصيص الوقت الكافي للنقاش والحوار وتبادل الآراء .