15.1 C
Byblos
Saturday, December 20, 2025
بلوق الصفحة 1885

عودة “الدولار” الى احدى الشاشات اللبنانية

0

مع انطلاق موسم الانتخابات النيابية، علم ان احدى الشاشات اللبنانية التي غالبا ما تنتهج المعارضة والمشاكسة، أبلغت موظفيها انه بداية من الشهر المقبل سينالون جزءا وفيرا من رواتبهم  بالدولار الأميريكي.

وفي المعلومات فان تسعيرة الاطلالة التلفزيونية للمرشحين عبر هواء هذه المحطة بدأت تصل الى الأحزاب والفاعليات اللبنانية، والمبالغ المطلوبة يتم تحديدها بالدولار الأميركي فقط لا غير.

 

انضم الى قناة “Jbeil District” على يوتيوب الان، اضغط هنا

تهديد من أحد الأحزاب إلى القاضي بيطار والأخير يرد “بتمون”

غرد الإعلامي إدمون ساسين على تويتر كاتباً ” ‏حزب الله عبر وفيق صفا بعث برسالة تهديد الى القاضي طارق بيطار مفادها : واصلة معنا منك للمنخار، رح نمشي معك للآخر بالمسار القانوني واذا ما مشي الحال رح نقبعك.
فكانت اجابة بيطار: فداه، بيمون كيف ما كانت التطييرة منو. “

الحواط: “الحزب” راعي التهريب

أسف عضو تكتل الجمهورية القوية النائب زياد الحواط على أن أقصى طموح اللبنانيين بات “تفويل” السيارة بالنزين.

‎ولفت في حديث عبر “الجديد”، إلى أن المحاصصة المدمرة أوصلت البلاد إلى الهلاك.

‎واعتبر أن ما نقوله إلى حزب الله هو أنه لا يستطيع ادخال المازوت من دون الرجوع إلى الدولة ومن دون دفع الرسوم، مشيراً إلى ان هناك راع واحد للتهريب نحو سوريا وهو حزب الله والشيخ نابلسي برر التهريب.

‎وسأل، “من قال لحزب الله إننا نريد العيش في محور الممانعة، ومن قال له أن يربط لبنان بإيران؟

‎ورداً على سؤال، قال الحواط إن “حزب القوات اللبنانية لن يغطي أي مرتكب وتبين أن كل الاتهامات بحق إبراهيم الصقر سقطت، ولو كان مذنباً لكانت الدولة علّقت مشنقته في زحلة”.

تقريب الانتخابات إلى آذار

0

‎علم موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، أن “هناك توجهاً جدياً لدى الحكومة لتقريب موعد الانتخابات النيابية من أيار إلى آذار العام 2022، وذلك بسبب حلول شهر رمضان المبارك في نيسان وصعوبة إجراء التحضيرات والاستعدادات اللوجستية فيه”.

‎لكن المصادر تشير، إلى أنه “يبقى احتمال آخر قيد الدرس، وهو تأجيل الانتخابات إلى حزيران المقبل، بحيث يكون أيار شهر التحضير والاستعداد. علماً أن المرجح، تقريب الموعد لا تأخيره، خشية الاحتجاجات والاعتراضات القوية التي ستواجهها الحكومة من أطراف سياسية عدة ومن الشارع”.

قوى الأمن الداخلي توقف عصابة سرقة في جبل لبنان


صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي شعبة العلاقات العامة البلاغ التالي: حصلت في الآونة الأخيرة عدّة عمليات سرقة، بواسطة الكسر والخلع، من داخل منازل ضمن محافظة جبل لبنان من قبل مجهولين يستقلون دراجات آلية.

بنتيجة الاستقصاءات والتحريّات التي قامت بها القطعات المختصة في شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي، توصلت الى تحديد هوية أفراد العصابة التي تنفذ عمليات السّرقة، وهم:

 ص. ح. (مواليد عام 1998، سوري)

ط. خ. (مواليد عام 1990، سوري)

م. ع. (مواليد عام 1995، سوري)

ح. ر. (مواليد عام 1997، سوري)

   أعطيت الأوامر لدوريات الشعبة للعمل على تحديد مكان تواجدهم وتوقيفهم بما أمكن من السرعة.

   بتاريخ 14-9-2021، وبعد عملية رصد ومراقبة، تمكنت دوريات الشعبة من تنفيذ كمين محكم في محلة النبعة نتج عنه توقيفهم على متن دراجتين آليتين تم ضبطها -تبين انها تستخدم في عمليات السرقة-وبتفتيشهم ضبط بحوزتهم: /6/ هواتف خلويّة، وجهاز”IPAD”، ومبلغ مالي.

 بتفتيش منزل الثاني، الكائن في محلة النبعة، تم ضبط /3/ ساعات يد، وهاتفين خلويين، سلسال لون فضي، وحقيبة ظهر، وحقيبتين نسائيّتين، ومبلغ مالي، إضافةً إلى أدوات وقارص حديدي وملابس، تستخدم جميعها في عمليات السرقة.

     بالتحقيق معهم، اعترفوا بتأليفهم عصابة سرقة بواسطة الكسر والخلع، وأنّهم نفّذوا أكثر من /6/ عمليات سرقة من داخل منازل في عدّة مناطق من محافظة جبل لبنان، وأنهم كانوا يبيعون المسروقات في محلّة برج حمود.

على أثر ذلك، قامت دوريات الشعبة بتحديد أماكن بيع المسروقات في برج حمود، وتم ضبط جهازي محمول وسلسال ذهبي.

 أجري المقتضى القانوني بحقهم، وأودعوا مع المضبوطات المرجع المختص بناء على إشارة القضاء.

قضية “نيترات بدنايل”: “القوات” ستدّعي على مطلقي الشائعات

0

نفت “القوات اللبنانية” اي علاقة لها بنيترات زراعية تكتشف هنا، أو نيترات صناعية تكتشف هناك، وأكدت انها ستدّعي على كل الذين أطلقوا الشائعات والأكاذيب بحقها.

فقد صدر عن الدائرة الإعلامية في حزب “القوات” البيان الآتي:

“عكفت بعض الصفحات التابعة لقياديين معروفين في “التيار الوطني الحر”، وبعض الإعلاميين الذين يعملون ضمن هذا الخط، والنشطاء الذين ينفذون ما يطلب منهم، عكفوا على الخلط قصداً وعمداً بين النيترات التي وجدت في شاحنة السيد سعد الله الصلح، وبين النيترات التي وجدت عند السيد مارون الصقر، والأهم من ذلك كله حاولوا إلباس القصة بأكملها لـ”القوات اللبنانية”.

لا نستغرب أبداً إقدام “التيار الوطني الحر” على نشر أكاذيب من هذا النوع، فهو تيار الكذب بامتياز أولاً، وهو يحاول بالوسائل كلها ثانياً إعادة تعويم نفسه في الوقت الحاضر من القعر الذي يتخبط في وسطه بفعل سياساته وانكشاف أمره أمام الرأي العام.

إن “القوات اللبنانية” تستنكر أشد الاستنكار، وتستهجن أشد الاستهجان، أن يزج باسمها زوراً وبطلاناً في نيترات زراعية تكتشف هنا، أو نيترات صناعية تكتشف هناك، وتلفت نظر الرأي العام بأجمعه الى أن هذه الأمور كلها ممسوكة وتتابع بشكل دقيق وكامل من قبل الأجهزة الأمنية والقضائية المعنية والتي هي معروفة الانتماء، وبالرغم من ذلك كله يتبين من التحقيقات كلها التي أجريت تناقضها الكامل مع الادعاءات الواردة على لسان المسؤولين في “التيار الوطني الحر” من كبيرهم، في المسؤولية، حتى صغيرهم، حيث إن رئيسهم المأزوم والذي يتخبط يميناً ويساراً، ويتنقل من هزيمة إلى أخرى، يعيش هوس الفبركة والتضليل من أجل التعمية على جرائمه بحق الخزينة والدولة والشعب اللبناني.

وتؤكد “القوات اللبنانية” أن لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بالمضبوطات كلها، أكانت نيترات أو غيرها والتي وضعت اليد عليها.

أن يخسر فريق سياسي، هو “التيار الوطني الحر”، موقعه لدى الرأي العام، فهذا أمر مفهوم بسبب انكشاف وعوده الزائفة وممارساته التي أظهرته على حقيقته، ولكن بدلاً من أن يعتذر من الشعب اللبناني عن جهنم التي أوصل لبنان والرأي العام إليها، يقوم بعملية هروب الى الأمام في حالة إنكار تامة لأخطائه وخطاياه كلها وفي محاولة يائسة لتلطيخ صورة كل الآخرين معه، وفق قاعدة “إذا مش قادر تخلِّص حالك خلِّص على الكل معك”.

وأخيراً ستقوم “القوات اللبنانية” بالادعاء على كل الذين أطلقوا الشائعات والأكاذيب بحقها”.

وفي هذا المجال أفادت المعلومات أن السيد مارون الصقر حضر طوعاً للإدلاء بمعلوماته أمام محققي شعبة المعلومات لأنه واثق من عدم وجود أي علاقة له أو لأخيه ابراهيم بهذه المواد وتقول المصادر إن هناك محاولة افتراء على الأخوين صقر وعلى القوات اللبنانية وأن هذه المحاولات بدأت مع مداهمة مخازن محروقات الصقر التي ظهر أنها مسألة مفتعلة وهذه القضية الحالية ليست إلا متابعة لهذه المحاولات ولولا كانت هناك شبهات في ملف المحروقات لما كان تم إطلاق سراح مارون الصقر.

لا المدارس في وارد التنازل ولا الأهالي في وارد التضحية

0

عادة ما يستعيد سوق الاثنين نشاطه بعيد إنطلاق موسم المدارس، فهو بالنسبة للتجار كنز إن صح التعبير، نظراً للإقبال الكثيف على شراء الملابس وحاجيات الاولاد، غير أن الموسم هذا العام “ع قد الحال وأقل” نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الناس، فالمدارس هذا العام قصمت ظهرهم وباتوا في حيرة من امرهم، هل يسجلون أولادهم في المدارس او في الباص نظراً لأن الكلفة باتت متقاربة نسبياً، هذا من دون إحتساب أكلاف الكتب والقرطاسية والزي المدرسي وغيرها. كل ذلك جعل من حركة السوق ضعيفة نسبياً، فالاولويات تغيرت مع تغير الظروف الحالية، وبات الهم كيف يتم تأمين رسم التسجيل اكثر من هم شراء الاقلام والدفاتر.

 

الهوة الكبيرة بين الاسعار والمعاشات حالت دون اقدام الاهالي على التبضع للمدارس، والقديم “ما بيشكي من شي” وفق تأكيد كثر ممن فضلوا التريث بالشراء بإنتظار هبوط الأسعار، خاصة وأن فاتورة المدرسة كبيرة جداً حملها صعب على محدودي الدخل ممن كانت معاشاتهم جيدة قبل الازمة وتهاوت بفعلها، ما دفعهم “لشحط فريم” بالمصروف. فالكل احسّ “بالسخن” هذه الايام ، وشعر بحجم الكارثة المحدقة، فذاب ثلج الترف وبان مرج الكارثة، وبينهما العودة للمدارس رهن سيناريوات عدة احلاها مر.

بات في حكم المؤكد أن وضع المدارس هذا العام مذرٍ، والسيناريوات المطروحة تحقيقها صعب، فالاهل يقفون بين النقل والقرطاسية والتعليم الحضوري والـonline. والحضوري يحتاج نقلا، والنقل صعب، سواء عبر الباص أو عبر سيارات الاهل الذين يفضلون نقل اولادهم لتخفيف الأعباء، بعد تحديد عدد من المدارس الخاصة توقيت المدرسة من الثامنة الا ربع صباحا وحتى الثانية عشرة والربع وهو توقيت “ميت” برأي الأهالي سيما من يعملون اذ يجبرهم على، إما للذهاب مرتين للعمل وهو صعب لعدم توفر البنزين، او على نقلهم بالباص وهو ايضا صعب لأن ميزانية الطالب الشهرية توازي الحد الادنى للأجور، وبالتالي يجد الاهل خيارا أوحد، أن تعدل المدارس توقيت المدرسة وتخفض عدد أيام الحضور من 5 أيام الى اربعة، وهو ما يجده ماجد الحل الأمثل.

مازن أحد اولياء الطلاب تمنى في كتاب ارسله الى ادارة المدرسة الخاصة تعديل دواماتها كي يتسنى للاهل ارسال اولادهم وعدم اجبارهم على البقاء في المنزل. وفق قوله، فإن ادارة المدرسة “فرضت خيارات صعبة ان لجهة الاقساط او لجهة تعرفة النقل او لجهة الدوام وهو امر استدعى منا كأهل مراجعتها وحثها على التراجع ومراعاة ظروف الناس هذه الايام…”.

على ما يبدو ان امتحان العام الدراسي صعب على الجميع، فلا الاهل في وارد التضحية في ظل الواقع المعيشي والاجتماعي المرير وتدهور معاشاتهم، ولا المدارس في وارد التنازل لهم قليلا للوصول الى نقطة التقاء، والطرفان لا يحسدان على ظروفهما، فالمدارس تحتاج كلفة تشغيلية بالدولار الفريش والاهالي يحتاجون استعادة قيمة اموالهم ليواصلوا تعليم اولادهم، علما أن وضع المدارس الرسمية ليس افضل حالاً، فالكل في مركب يغرق وطوق النجاة يتطلب سياسات اصلاحية سريعة وهي غير متوفرة حالياً.

 

بالمحصلة، العودة للمدارس ثابتة وتحدياتها صعبة للغاية، سيما وأن المدارس الرسمية كما الخاصة غير مجهزة لمثل هذه الظروف، وأصعب التحديات المازوت والقرطاسية والنقل، ثلاثي يتقاطع مع الاضراب العام المستمر للاساتذة. فهل تنقذ وزارة التربية العام الدراسي بخطة انقاذية سريعة، أم سيكون المجهول والتخبط سيّدا المشهد؟

ودّعت والدها: love you Papou… “تاتيانا” اليوم عرسها

0

لم تنم تاتيانا البارحة في البيت. لم تُقبّل والدتها المريضة كارول في جبينها ولم تغرق بين أضلعها وتقول لها: “غنجيني شوي”. ولم تسأل والدها شوقي: “تعشيت يا بيي؟”. آخر ما قالته له في اتصال قبل أقل من ساعة من قتلها برصاصة طاشت وحطت في قلب قلبها: مبسوطة كتير يا بيي… كانت تاتيانا واكيم (24 عاماً) “مبسوطة” وتستحق الحياة… كانت تستحقّ حياة أحلى… حياة لو كانت في غابة لكانت أفضل مئة مرة من الحياة في دولة بلا “حياء” ولا قانون ولا عدالة.

لم تعدّ تاتيانا واكيم البارحة الى بيتها ولن تعود لأنها ضحية أخرى من ضحايا السلاح المتفلت في بلدٍ قتلها ألف مرة قبل أن تقضي عليها رصاصة “أخوت” مجرم غار على زوجته من “مجهول” فأطلق العنان لمسدسه فأتتها رصاصة واحدة في قلب القلب… رصاصة خرقت قلبها وأصابت شظاياها أسرة العنصر في بلدية الجديدة- السد- البوشرية شوقي واكيم. هي شابة مليئة بالأحلام وبالحب. ولدت عام 1997 في سد البوشرية وكانت، الى يوم مماتها، لا تزال فيها. صورة كبيرة لها عُلّقت على حبلٍ سميك بين منزلها ومنزل جارها الشاب أنطوني الذي قتله قبل فترة وباء كورونا. شابٌ وشابة في صورتين كبيرتين علقتا في أقل من شهر واحد في مبنى واحد. شاب وشابة إنتهت أحلامهما ومفاجآتهما وانتهت معهما كل مفاجآت “المرات الأولى” التي لا تزول إلا بانتهاء الحياة.

ضحيّتان في أقلّ من شهر

أشرطة بيضاء على شكل ورود تضعها نسوة الحيّ على درج البيت. هو عرسها اليوم. ووالدُها وعد أن يكون “أحلى عرس”. فهي ابنته الوحيدة التي أتت بعد صبيين إيليو وجورج، وهي كانت نبض ذاك البيت المتواضع، “المعجوقة” دائماً بكل تفاصيله، المليئة بشغف حبّ الحياة، التي لم يقدر أن يفوز عليها كل البؤس الذي يعيشه اللبناني، وكأنها أرادت أن تتمرد على كل الوجع الذي تركه فيها صدى إنفجار المرفأ وانتحار المعاون أول شربل فرح أمام المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وعرق “الختياريي” أمام محطات الوقود وصرخات ويليام نون باسمِ شقيقه جو… كانت صبيّة مليئة بالحبّ لكل الناس تضع صور المتألمين وتصلي لهم… لم تعرف تاتيانا أنها ستكون الحالة التالية التي ستُبكي بدورها الكثيرين. يا لهذه الحياة التي بيد مجرم أن ينهيها ويضع لها نقطة على آخر السطر.

مُطلِق الرصاص وزوجته

قبل ما فلّ…اشتقتلك

أمام البيت، تحت الصورة مباشرة، شاب ينظر إليها حيناً والى السماء أحياناً ويهز رأسه بحركة واحدة، الى فوق وفوق، غير مبالٍ بكل شيء آخر. شابٌ يحمل على منكبيه وفي القلب كل وجع اللحظة. هو سيرج خطيبها الذي غنّت له، ومعه، قبل رحيلها بساعات قليلة: “وحياة عيونك قلتلك… ما فيي فلّ… كيف بدي فلّ… وقبل ما فل اشتقتلك”. الفيديو انتشر لها وهي تغني وهو بقربها. وها هو الآن يعيش صدمة العمر. هي ماتت بين يديه. كانت تغني له وحده. وهو يضحك لها وحدها. كان يرى العمر بعينيها وكانت ترى فيه الحماية والحب والمستقبل. نقترب منه. ماذا نقول له؟ نقدم له التعازي؟ ترتجف الكلمات في الحناجر. لا كلمات تشفي وتعزي. نسأله عنها. نسأله عن آخر لحظات له معها.

فيجيب: كان مطعم “الشير” في بطحا الذي قررنا أن نتناول الطعام فيه مليئاً بالناس، يغص بأكثر من مئة إنسان، وأتت رصاصة، رصاصة واحدة، لتستقرّ في قلبها فسقطت بين ذراعيه. لم يعِ ماذا حصل. لم يرها تتألم، تصرخ، تبكي، بل رآها جثة هامدة بعد أن كانت قبل ثوانٍ تضجّ حياةً. ثمة رصاصة استقرّت في قلبها فأردتها على الفور. ينظر مجدداً الى السماء. ينظر نحو صورتها ويكرر هزّ رأسه بحركة تؤلم الناظر. شبانٌ كثيرون يحيطون به فيأبى أن يتكئ على أحد. “فعمره راح وماذا قد ينفع بعد؟”. حزين، تعب، منهك وغاضب كثيراً ويردد: “إذا بيكون الله أمنت بإسمو سألاحقه ما دام الدم يجري في عروقي. أعدها. أعدك تاتيانا، وعد شرف، وحياة عيونك، ألا أدع من قتلك يرتاح”. هما كانا ينويان الزواج قريباً “surprise” في يوم عيد ميلادها في 18 كانون الأول. هذا ما تعاهدا عليه. وكانا يستعدان له. لكنها رحلت. هي لم تخلّ يوماً بوعدٍ فلماذا رحلت وحيدة الآن؟ يتمتم سيرج بذلك ويقول: رحلت بسلام. لم تتألم. الرصاصة قتلتها فوراً. يا له من مجرم. يا له من إجرام. يا لقدرها. يا لقدري. يا لهذه الحياة، حياة جهنم، التي سأعيشها من بعدها”.

اليوم عرسها

نتركه مع حبيبته. نتركه مع تاتيانا واقفاً على الرصيف. نتركه مع حركته العفوية وهو ينظر الى السماء. يا لحزنِ هذا الشاب.

النسوة المتشحات بالأسود والأبيض ما زلن يعلّقن الأشرطة البيضاء. الدار مليء بالمعزين الذين ينظرون بعيونٍ تائهة في كل الإتجاهات ولا يفهمون حتى اللحظة كيف تهدر حياة صبيّة مليئة بالحياة في لحظة. أما الأب المفجوع فيجلس على كرسيه وبيده صورتها. وهو بدوره يقبلها بين حين وآخر ثم يعود وينظر الى السماء علّه يراها ثم يعود وينظر الى درج البيت علّها تنزل منه وتأتي الى أحضانه. شوقي واكيم يعرفه كل الحيّ. هو موظف في البلدية ويلبي احتياجات السكان ويعيش، منذ سكن في المكان، بهدوء. زوجته (شقيقة أرزة الشدياق) مريضة من زمان. وابنتهما الوحيدة “قلب” البيت ورئته ونبضه. هي أبت أن تتركه لحظة يوم دخل المستشفى منذ مدة قصيرة. كانت يده وكتفه وعينه وقلبه وعمره. وقبل وفاتها بساعة اتصلت به وقالت له: I love you papou. إستغرب كيف تركت كل من حولها لتقول له أحبك. وكأنها أرادت أن تودعه. وكأن القلب له حدس يُنبئه بخطر ما داهم. قال لها: أحبك بابي. “انبسطي”. فردت: انا مبسوطة كتير. يُخبر ذلك قبل أن ينفجر غضباً بقوله: قتلولي ياها. قتلولي عمري. نحن ما منعرفو وما بيعرفنا. فلماذا قتلها؟ بنت أول عمرا 24 سنة أخذ روحها وأنا أعده بأن آخذ روحه. هيدي حياة قلبي. هو، يقولون، “زلمة” أحد النافذين. لا أعرف إذا كان ذلك حقيقة. لا أعرف شيئاً بعد”.

خطيبها سيرج يُناجي صورتها المعلّقة

رصاص مجنون

القاتل هو فؤاد صياح، الرجل الذي يظن نفسه “قبضاي”، قيل انه تدخل لفضّ خلاف كان يجري في بهو المطعم فأطلق الرصاص وأرداها عن طريق الخطأ. قد يكون غار على زوجته نادية (كما تردد) فأطلق الرصاص ترهيباً وقد يكون قد أطلق رصاصتين لفضّ مشكل، لكنه في الحالتين مجرم يحمل سلاحاً ويتباهى به. ومثله أمثلة كثيرة. فكم من شخص، صغير وكبير، إمرأة ورجل، قضوا بسلاح متفلت. البارحة، ضجّت بعلبك بالسلاح إحتفاء بقدوم صهاريج المازوت الإيراني. وقبله ماتت الطفلة تايونا في منيارة. وقبل ذلك أردى هذا النوع من السلاح المتفلت بأيدي مجرمين حقيقيين أماً لتسعة أطفال… وقبل حين “لعلع” الرصاص في منطقة الزعيترية الفنار لخلاف بين عائلتين بعد “خطيفة” جرت… ما هذا القتل السهل في دولة متهالكة متهاوية عوراء؟ فهل نصيبنا أن نظلّ نعدّ ضحايا هذا النوع من القتل وتظلّ البيوت تتشح بالسواد لأن مجرماً مجنوناً أراد تفجير “مرضه” المكبوت بسلاح متفلت في الحزن وفي الفرح؟

رقدت تاتيانا البارحة وأول البارحة في المستشفى في جونية. واليوم ستدفن. اليوم ستمرّ جنب البيت وترقص في نعشها الأبيض. وسيرقص خطيبها كما الطير المذبوح. وسيغني لها “اشتقتلك… قبل ما تفلي وبعد ما فليتِ… وسأظلّ طوال العمر أشتقلك”. سيُفتح باب النعش وسيلقي آخر نظرة عليها. وسيمضي العمر بعدها مختلفاً.

الأمل على الأرض انتهى

ليل أول البارحة رآها والدها في مستشفى سيدة لبنان، لكن بلا نبض، كانت باردة جداً. قبّلها في يديها وقدميها ورمشيها. بكى فوق جثتها كثيراً. ركع وصلى وهو ممسك بيدها. ناداها كثيراً ولم تجب. إنها أول مرة لا تجيب فيها. “راحت راحت أخذوها مني”. شقيقها إيليو يذرف هو ايضاً الدمع الغزير: “يا ريت أنا ومش إنتي يا أختي… يمكن كنت احتملت أكثر منك”. تصرخ والدتها الملقاة على فراشها من الداخل “دخيلكم بنتي… بدي بنتي… بدي تاتيانا… يا الله يا الله”. فيصرخ جورج وهو متكئ على الحيط: “آخ يا أختي آخ”.

وصل أحدهم فصرخ الاب المفجوع: خسرنا يا حبيب تاتيانا… راحت… فيحاول أحدهم تهدأته بالقول: هي عصفورة في الجنة”.

تاتيانا العصفورة قد انتقلت على الأرجح من جهنم التي نعيش الى جنّة يسوع لكن، كم من تاتيانا علينا أن نبكي بعد وبعد في بلد مفتوح على جهنم؟ كم علينا أن نطلب من الدولة الرأفة بنا والإمساك بمن يطلقون الرصاص حين يشاؤون ومتى يشاؤون؟ أيّ جهنم هذه التي نعيش؟

اليوم عرس تاتيانا واكيم. هي رحلت الى مكان أكيد أفضل اللهمّ الصبر الى أهلها ومن يعيشون القهر ومن سيعيشونه ما دمنا في غابة لا في دولة.

أحلامها كانت كثيرة

دولار السوق السوداء.. كيف افتتح اليوم؟

0


يتم التداول صباح اليوم الثلاثاء بتسعيرة للدولار في السوق الموازية تتراوح ما بين 14,600 – 14,800 ليرة لبنانية لكل دولار أميركي.

لبنانيون يبيعون الذهب مع “الذكريات”… من أجل الطعام

0

تتفحص اللبنانية دلال كل قطعة من مصاغها في كل مرة تجد نفسها مضطرة لبيع إحداها: «على أي واحدة ستقع القرعة هذه المرة؟»، تسأل نفسها، وتتذكر المناسبات التي أهداها زوجها عقداً مرصعاً بأحجار من الفيروز «عيد زواجنا العاشر». وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «هذا السوار أهداني إياه عندما ولدت ابنتي الكبرى قبل 35 عاماً، وهذه الأقراط اشتريتها من راتبي، وهذا الخاتم أيضاً»

تنبش دلال، وهي نائب مدير مصرف متقاعدة منذ ثلاث سنوات، قطع مصاغها، تقلبها يميناً ويساراً، وتفكر، عن أي واحدة منها ستتنازل، وتقول «منذ الـ2020 أعتاش من بيع صيغتي، أحاول أن أختار القطع التي لا تحمل ذكريات أو قيمة معنوية، وأتمنى ألا أضطر لبيع كل مصاغي قبل أن نخرج من هذا النفق المظلم».

وأسقطت الأزمة المالية والاقتصادية التي بدأت قبل أكثر من سنتين، شريحة واسعة من اللبنانيين في براثن الفقر والبطالة حتى بات 78 في المائة منهم يعيشون تحت خط الفقر، بحسب إحصاءات تتداولها المواقع اللبنانية.

وتضيف: «لطالما ظننت أن سنوات تقاعدي ستكون مريحة ورسمت في خيالي إجازات على شواطئ البحر في بلدان العالم، ولطالما اعتقدت بأني سأعيش معززة مكرمة بعد سنوات الجهد والتعب ولن أحتاج مساعدة من أحد… لكن جرت رياح البلد بما لا تشتهي السفن وضاعت تحويشة العمر ولم يبق لي سوى ذهباتي التي بعت نصفها منذ بدء الأزمة».

وتستعيد بسخرية المثل الشعبي القائل: «خبي قرشك الأبيض ليومك الأسود»، لتقول: «أنا وزوجي خبأنا قرشنا في المكان الخطأ، والحمد لله أنني أمتلك القليل من الذهب لنعتاش في وقت بالكاد يتمكن أولادي من فتح بيوتهم وتأمين حاجاتهم». وتعبر بغضب: «أبيع مصاغي لنأكل ونشرب وندفع فواتير المولد الكهربائي والمصاريف اليومية… أبيع ذهبي ومعه ذكرياتي من أجل الطعام!».

وفي ظلّ تراجع قيمة الليرة اللبنانية أمام الدولار، فقدت رواتب اللبنانيين الكثير من قيمتها. ويقول تاجر ذهب لبناني إن «بعض اللبنانيين يبيعون الذهب ليتمكنوا من شراء الطعام وحاجاتهم الأساسية أو دفع الفواتير بعدما أصبحت رواتبهم لا تكفي حتى لأجرة المواصلات»

  

على المقلب الآخر، اشترى محمد ذهباً بـ30 ألف دولار أميركي من الأسواق، منها ليرات ذهبية وسلاسل وأقراط وأساور، شرط أن تكون من الذهب الخالص. ويشرح لـ«الشرق الأوسط» أنه يقوم بذلك ليتمكن من تهريب أمواله إلى الخارج.

فالرجل المقتدر مالياً الذي يحمل الجنسية الفرنسية، لحقه ما لحق أغلب اللبنانيين من أصحاب الودائع من حجز للأموال، فلجأ إلى حيلة محكمة، بحسبه، ويقول: «أخذت شيكات مصرفية بقيمة ودائعي في البنوك واشتريت بها ذهباً لأتمكن من السفر بها إلى فرنسا لأن المسموح إدخاله كسيولة مالية إلى البلد لا يزيد على 10 آلاف يورو».

ويؤكد أحمد تقي، صاحب محل مجوهرات في شارع سوق الذهب في منطقة البربير (بيروت) لـ«الشرق الأوسط»، أن «سوق الصاغة لم يشهد في تاريخه حركة مشابهة من قبل اللبنانيين لبيع صيغتهم بهدف الحصول عن سيولة بالدولار تسمح لهم بتأمين متطلبات العيش بعدما فقدت رواتبهم قيمتها مع انهيار الليرة اللبنانية»، إلا أنه يستطرد بالقول: «الأشهر الأربعة الماضية، أي في موسم الصيف، شهد سوق الصاغة انتعاشاً ملحوظاً ويعود الفضل لوجود السياح والمغتربين في البلد، لكن مع مغادرتهم لبنان هذا الشهر لا نعلم ما الذي تخبئه الأيام المقبلة».

ويوضح أنه مع بدء الأزمة واستفحال كورونا وصولاً لشهر أيار الماضي كانت نسبة بيع الذهب تقريباً 95 في المائة في حين أنّ نسبة الشراء لا تتعدى الـ5 في المائة، لكن مع بدء شهر حزيران الماضي تحسنت نسبة الشراء بشكل كبير من دون أن تتوقف عملية البيع بالمقابل.

ويشرح أن من يشترون الذهب هم الذين لديهم مناسبة اجتماعية مثل خطبة أو زواج أو من يريدون الادخار بالذهب أو حتى للزينة والرفاهية من المغتربين والزوار، أما من يريدون بيع مصاغهم فهم من يرزحون تحت وطأة هذه الأزمة الصعبة خصوصاً أننا ندفع السعر بالدولار أو بالليرة على سعر صرف السوق السوداء.

ويفسر رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي في حزب الكتائب جان طويلة لـ«الشرق الأوسط» هذه الظاهرة، قائلاً: «آخر سنتين زادت صادرات لبنان من الذهب بنسبة كبيرة لأن الكثير من المودعين وبهدف إخراج أموالهم من لبنان اشتروا الذهب ليتمكنوا من تهريبها». ويضيف: «من جهة أخرى، وفي ظل استفحال الأزمة الاقتصادية يلجأ الأفراد إلى بيع ما يملكونه من أراض أو ذهب ليتمكنوا من تأمين الدولار، وبالتالي سد حاجاتهم الأساسية وهذا ما حصل في كل دول العالم التي واجهت أزمات اقتصادية».

ويشير أيضاً إلى أنه في ظل انعدام الثقة بالقطاع المصرفي والعملة اللبنانيين يلجأ الأفراد إلى ما يعتبرونه الملاذ الآمن أي الدولار فيعمدون إلى بيع ممتلكاتهم ومن بينها الذهب لتأمين السيولة النقدية بالعملة الصعبة. بالمقابل وبحسب طويلة، فإن «الأفراد الذين يمتلكون مبالغ من الدولارات ويبحثون عن طريقة لحماية تلك الأموال يلجأون لشراء الذهب، وهكذا يتوزع السوق حالياً».

error: Content is protected !!