15 C
Byblos
Friday, December 19, 2025
بلوق الصفحة 2422

عوده للسياسيين: كل عقوبات قد تفرض عليكم ليست شيئا أمام عقاب الآخرة

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت.

بعد الإنجيل المقدس، ألقى عوده عظة قال فيها: “تنطلق اليوم في كنيستنا المقدسة رحلة الصوم الأربعيني الميلادي، إذ نتهيأ لاستقبال المولود الإلهي، ربنا يسوع المسيح، الذي ارتضى أن يتنازل ويأخذ جسدا من أجل أن يرفعنا مجددا إلى ألوهته، بعدما سقطنا في الخطايا. كل الأعياد الكبيرة في كنيستنا المقدسة يسبقها صوم نتهيأ من خلاله لاستقبال الحدث الخلاصي المنتظر. إلا أن الصوم عن الطعام لا يكفي. التهيئة لاستقبال العمل الخلاصي الإلهي ترتكز على طرد الأنانية، وزيادة منسوب المحبة في النفس، هذه المحبة التي قد تفتر بسبب الغرق في اليوميات المادية والاهتمامات الدنيوية. لذلك نسمع في القداس الإلهي: لنطرح عنا كل اهتمام دنيوي، كوننا مزمعين أن نستقبل ملك الكل”.

أضاف: “من أجل مساعدة المؤمنين في الاستعداد لاستقبال المخلص، وضعت الكنيسة المقدسة، ضمن هذه الفترة المقدسة، إلى جانب الصوم، تذكارات معظم الأنبياء الذين تحدثوا عن مجيء عمانوئيل (الله معنا)، على مثال النبي حبقوق، والفتية الثلاثة، والنبي عوبديا، والنبي ناحوم، وسواهم. المهم أن نتعلم من هذه الأعياد أن نقرأ الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، حتى نستعد كيانيا لاستقبال الكلمة – المسيح إلهنا، الذي تنبأ كثيرون عن مجيئه، ثم تجسد وعاش بين الناس، وصلب ومات وقام ليخلصنا من الخطيئة وموتها”.

وتابع: “الصوم الحقيقي، المترافق مع التوبة والاعتراف والصلوات وأعمال الرحمة، يجعلنا نتدرب على العيش مسيحيا ضمن عالم بات يبتعد عن المسيح وينصرف إلى كل ما يسهل حياته الأرضية ويرضي غروره وأنانيته. إنجيل اليوم يحدثنا عن السامري الشفوق. هذا الرجل، الذي كان يعتبره اليهود نجسا، ظهر أقرب إلى الله من اليهود المتدينين الذين لم يتوقفوا ليهتموا بالجريح، جاعلين عذرهم أنهم ذاهبون إلى الهيكل لخدمة الله. كم من المسيحيين المتدينين ظاهريا، يتعلقون بالحرف ويتذرعون بحفظ الإيمان والعقائد، وفي المقابل لا يهتمون لأخيهم الإنسان، ولا يظهرون محبة تجاهه، فقط لأنه ليس من دينهم، أو قد يكون من دينهم لكن أفكاره لا تتفق مع أفكارهم! هل الأفكار سبب لإدانة أخينا الإنسان؟ هل الكنيسة أصبحت تعني التقوقع والقبلية ومحبة من هم مثلنا فقط؟ طبعا لا”.

وقال: “الكنيسة مستشفى، والدواء يدعى المحبة. لا يمكن للمسيحي أن يدعي الإيمان القويم وهو لا يحب الجميع بلا قيد أو شرط. كنيستنا تدعو إلى محبة الإنسان كائنا من كان، لكنها طبعا لا تدعو إلى محبة خطيئة الآخر وتشجيعه عليها أو القبول بها. إلا أن البعض أصبحوا يدينون الآخرين، دامجين الخطيئة مع الخاطئ. لو تصرف السامري بمبدأ المثل، كما يعامله اليهود، لما بقي الجريح حيا. لكنه تصرف بحسب مبدأ المحبة، وهذه المحبة أعادت الحياة إلى جسد مجرح هزيل. الجريح يشبه أي خاطئ يسقط ضحية خطاياه، ويسير وراءها، فتوصله إلى مكان قفر، وتنفرد به منقضة عليه ومجرحة إياه، وتتركه بين حي وميت. دعوة المسيحي أن يكون مبلسما لجراح أخيه الواقع تحت نير الخطيئة، أن لا يدينه، أن يكون قدوة له بالمحبة والتسامح، وبقدوته يخلصه من الموت. اللاوي والكاهن اللذان مرا بالجريح دون الإهتمام به لا محبة في قلبهما. هم بشر لا يهتمون إلا لخلاص نفوسهم من خلال المحافظة على الشكل والحرف في العبادة، فيعتبرون الآخر خاطئا، أما هم فأبرار في عيون أنفسهم، ويظنون أنهم سيخلصون إذا تجنبوا الآخر لأنه خاطىء، ناسين أن الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله”.

أضاف: “يا أحبة، دينونتنا تحددها طريقة تعاملنا مع الآخر. يوم الدينونة سوف نسمع من الرب: لأني جعت فأطعمتموني، عطشت فسقيتموني، كنت غريبا فآويتموني، عريانا فكسوتموني، مريضا فزرتموني، محبوسا فأتيتم إلي… قرأنا منذ بضعة أسابيع مثل الغني ولعازر، ورأينا كيف كانت دينونة الغني نتيجة تصرفه مع لعازر الفقير الجالس عند عتبة بابه. المحبة أصبحت عملة نادرة في عالمنا اليوم، وخصوصا في بلدنا، الذي يرزح شعبه تحت أثقال كثيرة، لكن مسؤوليه لا يأبهون إلا لنوع واحد من المحبة هو النرجسية، أي محبة الأنا، ولا يهتمون سوى لأناهم. العواصف الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتربوية تقض مضاجع المواطنين، فيما الهم الأول والأوحد لدى مسؤولينا هو من يقتنص هذه الوزارة أو تلك، ومن يتزعم هذه الساحة أو تلك، ومن يغوص في الفساد أكثر من نظيره الفاسد”.

وتابع: “كفاكم مماطلة. كفاكم وأدا لأبناء بلدكم وتدميرا لبلدكم ولتاريخه ولدوره، إلا إذا كنتم غرباء عن هذا البلد وتخدمون مصالح أخرى. من يبرد اللهيب في قلوب الأمهات والآباء والزوجات والأزواج والأبناء الذين خسروا أحباءهم؟ من هو السامري الشفوق بينكم، الذي سيؤوي في بيته آلاف العائلات المشردة، التي لا تزال تنتظر يد العون علها تتجنب ذل الأمطار الهاطلة داخل بيوتها غير المسقوفة؟ تخافون على الشعب وصحته؟… أمر مضحك… تقفلون البلد المقفل أصلا بسبب سياساتكم الفاشلة؟ ما الخير الذي أتيتم به حتى هذه اللحظة؟ كل العقوبات التي قد تفرض عليكم ليست شيئا أمام عدالة السماء وعقاب الآخرة. الأوان لم يفت بعد لكي تستيقظوا وتدركوا أنكم تقودون الشعب المسكين الطيب إلى هاوية الموت التي لا قيام منها إذا توانيتم أكثر”.

وقال: “مئة يوم مروا على انفجار المرفأ، وقد غيرت هذه الكارثة وجه العاصمة وخلفت ضحايا وجرحى ومشردين، بالإضافة إلى رجال الإطفاء الذين اعتبروا رسالة حياتهم محاربة النار، وإبعاد لهيبها وإنقاذ الإنسان منها. ولكن المسؤولين يشعلون النار في قلوب الأهل والمعارف وأبناء الوطن. رجال الإطفاء دفعوا حياتهم ثمنا لإهمالكم ولا مبالاتكم. والمشكلة ليست فقط في أن الدولة عاجزة عن التعويض المادي، أو في إجراء تحقيق شفاف يكشف حقيقة الانفجار وأسبابه والمسؤولين عنه. المشكلة في تقاعس الدولة عن احتضان المواطنين وبلسمة جراحاتهم. إذا كان المسؤول عاجزا عن تبرير سبب الكارثة أو عن التعويض المادي أو عن تسريع عجلة القضاء، لم التقصير في استقبال المواطنين الذين فقدوا أحباءهم. هؤلاء أرادوا أن يرجعوا إلى مسؤولين من الدرجات العليا إلى الأدنى وما حصلوا على موعد أو جواب ينتشلهم من ظلمة حزنهم وألمهم ويأسهم لأنهم ينتظرون تعزية من الذي يجب أن يعزيهم. لم التقصير أيضا في استقبال الذين نكبوا في منازلهم، وتعزيتهم وإظهار التعاطف معهم، والعمل على تبريد غضبهم، واحتضانهم على الأقل بالمحبة الصادقة مع وعدهم بصدق بالقيام بأقصى الجهد لمساعدتهم؟ ثم أين القضاء اللبناني من هذه الكارثة؟ أين القضاة الشرفاء النزيهون الذين يحملون مسؤولية الكشف عن الحقيقة وتطبيق العدالة”.

أضاف: “نحن نعرف أن التحقيق الدقيق يتطلب وقتا، ولكن حجم هذه الكارثة يفرض على كل مسؤول معني بالتحقيق ألا ينام ليبحث عما يجب أن يبحث وذلك بدون تلكؤ أو راحة، لأن صبر الإنسان المتألم ليس طويلا. ومن فقد عزيزا بحاجة إلى من يعزيه ومن يطمئنه أن العدالة ستنتصر والحق لن يضيع. السامري الشفوق كان غريبا عن اليهودي الجريح، لكنه أظهر تجاهه الاهتمام والمحبة والتعاطف والمساعدة. هلا تعلمنا نحن اللبنانيين، والمسؤولين بشكل خاص، من هذا السامري؟”

وختم عوده: “دعاؤنا مع بدء الصوم الميلادي المقدس، أن يحصل لبنان على الخلاص في عيد ميلاد المخلص. لذلك، فلنصم رافعين الأدعية إلى الرب لكي يحفظ بلدنا الحبيب، وشعبه الطيب، من كل أذية ووباء وشر”.

المفتي قباني: لبنان لا يحتمل فتنا طائفية ولا مذهبية

طالب مفتي الجمهورية السابق الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني بمحاسبة المعتدين على مسجد جبيل وخادمه وانزال أشد العقوبات بهم، وقال في بيان: “وصلت يوم الجمعة 13 تشرين الثاني 2020 تفاصيل عن حادثة إعتداء أربعة أشخاص مسيحيين في مدينة جبيل على مسجد العارف بالله إبراهيم ابن أدهم رضي الله تعالى عنه في جبيل، من ضرب خادم المسجد وتكسير الموجودات على خلفية طلب خادم الجامع من الملهى المجاور للمسجد بخمسة أمتار خفض صوت الموسيقى والأغاني التي تشوش على المسجد والمصلين فيه، علما أن هذا الملهى يقدم الخمر المسكرات لرواده، وهو يقع على بعد خمسة أمتار فقط من المسجد خلافا للمسافة التي يشترطها القانون اللبناني في بعد الملهى الذي يقدم الخمر لرواده عن أي مسجد أو كنيسة. وعلى أثر هذه المعلومات تواصل المفتي قباني مع أمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية الشيخ أمين الكردي للتحرك بسرعة ولتضع دار الفتوى يدها على الموضوع”.

أضاف: “إتصل المفتي قباني بمفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو وتم الاتفاق على سرعة التحرك ورفع الدعوى على الملهى والفاعلين، كما اتصل بالقاضي الشيخ محمد هاني الجوزو عضو مجلس إدارة أوقاف جبل لبنان وعليه طلب من محامي دائرة أوقاف جبل لبنان التوجه يوم السبت 14 تشرين الثاني إلى جبيل لتقديم الشكوى بداية في مخفر جبيل وسيتابع مع مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو القضية حتى النهاية”.

وقال قباني: “كان من العجيب أن الاعتداء على المسجد وخادمه حصل قبل يومين ولا أحد عنده علم بما حصل فيه، وإن دوائر الأوقاف والقوى الأمنية لم تبلغ أو تتبلغ شيئا عن الحادثة، فهل يجوز لنا نحن بعد علمنا بالاعتداء على المسجد وخادمه السكوت عن انتهاك حرمة المسجد في جبيل وضرب خادمه وتكسير موجوداته؟”.

أضاف: “الموضوع يتطلب تحركا سريعا وعاجلا من دار الفتوى ومن المديرية العامة للأوقاف الإسلامية ولا يجوز لنا أن نرضى بأقل من إنزال العقوبة الرادعة من الدولة بالفاعلين، والتحرك يجب أن يكون سريعا كي لا يكون الاعتداء على مسجد جبيل وخادمه سابقة اختبار لقابلية قمع المسلمين في جبيل ومناطق لبنانية أخرى”.

وختم قباني: “من المهم تشكيل لجنة متابعة مصغرة من دار الفتوى والبطريركية للتنويه دائما والتذكير في جهاتهم وجهاتنا بعدم التعدي على المساجد والكنائس والقائمين عليها وتطبيق الدولة عقوبة رادعة على كل من يقوم باعتداءات مماثلة، وتفعيل عمل هذه اللجنة بالاجتماع الدائم للمناصحة العامة والتواصل كلما دعت الحاجة لأن المناخ العام في لبنان لا يحتمل فتنا طائفية ولا مذهبية بالإساءة والإساءة المقابلة بين الطوائف وإشاعة الفتن الطائفية في لبنان إلى جانب الفتن السياسية فيه”

الراعي: التمادي في التعطيل جزء من مشروع اسقاط “لبنان الكبير”

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطارنة: حنا علوان، بولس الصياح وبيتر كرم، أمين سر البطريرك الاب هادي ضو، في حضور وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبه، الوزير السابق سجعان القزي، وعدد من المؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: “لا تخف يا زكريا، فقد استجيبت صلاتك”، قال فيها: “1.إستجاب الله صلاة زكريا التي رافقتها حياة بارة عاشها مع زوجته إليصابات سالكين في جميع وصايا الرب ورسومه بلا لوم (الآية 6). تقدما في السن ولم يكن لهما ولد، وكانا يتألمان من حرمانهما ثمرة البنين. هذا الحرمان كان يعتبر عارا في مجتمعهم.

لكن الله في سر تدبيره لا ينسى أحدا، بل يدبر كل شيء وفق تصميمه الإلهي الخلاصي للبشر. فقبل البشارة بالمسيح المنتظر بستة أشهر كانت البشرى لزكريا بإبن يعد الطريق للرب الآتي، فيكون آخر نبي من أنبياء العهد القديم وأول رسول في العهد الجديد. ففي أثناء خدمته الكهنوتية، تراءى له الملاك، وقال: لا تخف يا زكريا، فقد استجيبت صلاتك. وزوجتك اليصابات ستلد لك إبنا. فسمه يوحنا.

2.أحيي مع إخواني السادة المطارنة والأسرة البطريركية كل الذين يشاركون في الليتورجيا الإلهية في كنائسهم الرعائية، وكل الذين لم يتمكنوا من الوصول إليها بسبب الحجر العام ومواجهة جائحة كورونا، ومنع التجوال بالسيارات. كما نحيي الذين يشاركوننا عبر وسائل التواصل الإجتماعي، وبخاصة تلي لوميار-نورسات والفيسبوك.

3. نصلي معا إلى الله كي يشفي جميع المصابين بوباء كورونا، ويحد من إنتشاره، بل كي يبيده، ويعيد إلى الكرة الأرضية حياتها الطبيعية، ويحد بالتالي من ازدياد أعداد الفقراء والعاطلين عن العمل. ونصلي أيضا من أجل خلاص لبنان بمس ضمائر المسؤولين السياسيين والنافذين وقلوبهم، لكي يسهلوا بتجرد وإخلاص للوطن تشكيل حكومة قادرة على إنهاضه من حالة البؤس المالي والإقتصادي والمعيشي والإجتماعي.

4. نحن نعلم وبيقين أن يد الله القديرة الخفية هي التي تحمي لبنان من السقوط نهائيا في أيدي الذين يتربصون به شرا من الداخل ومن الخارج، لمصالح شخصية وفئوية ودولية، بفضل صلاة المؤمنين وآلامهم وجوعهم وحرمانهم ودموعهم، وبفضل تشفع أمنا مريم العذراء، سيدة لبنان، وقديسينا أبناء هذا الوطن، الذين لن يتركوه فريسة الجشعين والذئاب. ولئن بدا الله صامتا أو غائبا، فإنه يتدخل على طريقته في الوقت المناسب وبحسب تدبيره. فالمطلوب أن نثابر كلنا على الصلاة حتى تتجلى إرادة الله، وعلى السلوك أمام الرب بدون لوم محافظين على رسومه ووصاياه مثل زكريا وإليصابات.

5. اختار الله إسم يوحنا أي الله رحوم لمولود زكريا وإليصابات، لكي يعلن أن رحمته تدوم من جيل إلى جيل، ولن تترك المؤمنين في عذابهم أيا يكن نوعه. تجلت رحمة الله في أعمال يوحنا، وأخذت جسدا بشريا بشخص يسوع المسيح إبن الله الذي صار بشرا. فسكنت رحمة الله اللامتناهية بيننا، ترافقنا على دروبنا في الحياة. هذه الرحمة الإلهية هي مبعث الرجاء الذي لا يخيب، لأنه رجاء ينبع من الإيمان، كما يتبين من البشارة لزكريا، فيقتضي منا أن نرجو على غير رجاء (راجع روما 4: 18)، عندما كل شيء ينذر بالإنهيار. الإيمان الحقيقي هو الذي يرجو، ويصمد منفتحا على تجليات عظائم الله. ذلك إن قيمة الإيمان الحقيقي تظهر عندما تكتنفه الظلمات التي تسبب عادة اليأس والشك والتراجع.

6. أثناء العمل الليتورجي الذي كان يقوم به زكريا الكاهن في بيت المقدس، والشعب يصلي خارجه، كلم الله زكريا بلسان الملاك. الليتورجيا هي مكان اللقاء بين الله والإنسان. لذا يوم الأحد هو يوم الرب الذي يتكلم ويغدق نعمه الخلاصية، ويوم الإنسان الذي يتجدد في الإيمان ويلتزم بما يوحيه له الله. الليتورجيا هي المدرسة الكبرى للروحانية المسيحية (البابا بندكتس السادس عشر).

7. كم نتمنى لو يشارك المسؤولون السياسيون عندنا في الحياة الليتورجية، ويدعوا الله يكلم قلوبهم وضمائرهم وعقولهم. فلو فعلوا لما أوصلوا البلاد إلى حالة البؤس والإنهيار على مستوى الشعب والمؤسسات! أمام الإستهتار بصرخة الشعب الجائع وثورته، وأمام جراح بيروت المنكوبة من جراء إنفجار مرفئها في 4 آب الماضي، من دون أن تحرك الدولة ساكنا، وأمام إلحاح الدول الصديقة على تشكيل حكومة جديدة والشروع بالإصلاحات، مع الدعم الدولي الجاهز، ترانا مضطرين إلى طرح أسئلة مصيرية:

هل هذا التمادي في تعطيل تشكيل الحكومة والإستهتار بمصالح الشعب والوطن جزء من مشروع إسقاط دولة لبنان الكبير لوضع اليد على مخلفاتها؟ لا نستطيع أن نرى هدفا آخر لهذا التعطيل المتمادي المرفق بإسقاط ممنهج للقدرة المالية والمصرفية، وبإفقار الشعب حتى جعله متسولا، وبإرغام قواه الحية وخيرة شبابه المثقف على الهجرة.

ألا تريدون بعد اليوم، أيها المعطلون المتمادون من مختلف الأطراف، دولة مدنية تفصل بين الدين والدولة، ودولة متعددة الثقافات والديانات، كما أرادها المؤسس البطريرك الكبير المكرم الياس الحويك حين أعلن في مؤتمر السلام في Versailles سنة 1919: في لبنان طائفة واحدة إسمها لبنان، والطوائف المتعددة فيه تشكل نسيجه الإجتماعي؟

لا تريدون بعد مئة عام من حياة لبنان دولة ديموقراطية منفتحة على جميع دول الأرض، عرفت بثقافتها أنها مكان العيش معا، مسيحيين ومسلمين، بالتعاون المتوازن والإحترام المتبادل، ومكان التلاقي والحوار؟ لا تريدون بالتالي دولة حيادية ذات سيادة كاملة تفرض هيبة القانون والعدالة في الداخل، وتدافع عن نفسها بقواها الذاتية بوجه أي إعتداء خارجي، وتلعب دور الوسيط من أجل الإستقرار والسلام وتعزيز حقوق الإنسان والشعوب في المنطقة؟ إذا كنتم لا تريدون كل ذلك، فإنكم تستبيحون الدستور والميثاق وهوية لبنان ورسالته في الأسرتين العربية والدولية. وهذه هي الهوة بينكم وبين الشعب اللبناني الذي هو سيد الأرض لا أنتم، وهو مصدر كل سلطة، كما ينص الدستور في مقدمته. إنه يريد حكومة مستقلة بكامل وزرائها لا بقسم منهم. هذا هو المخرج الوحيد لحل الأزمة العالقة. الكنيسة تؤمن مع المخلصين للبنان أن هذا الوطن هو مشروع عيش مشترك يبنى كل يوم، ومشروع شراكة حضارية، لا شراكة عددية، ولذلك ترفض أي إصطفاف تقسيمي، يفتت الشراكة، ويحول لبنان إلى ساحة صراع بين مشروعي الأقليات والأكثريات في المنطقة.

8. لقد شاهدنا في هذه الأيام الأخيرة بتأثر عميق إخواننا من الشعب الأرمني في ناغورنو كره باغ (أرتساخ) يغادرون بالدموع الأراضي التي خسروها، والكنائس والأديار، ومن بينها دير داديفانك الشهير الذي يعود بناؤه إلى 800 عام، لكنه تأسس في الأعوام الأولى للمسيحية على يد القديس دادي الذي يكرم جثمانه فيه، وهو دير بكنائسه عزيز على قلوبهم. فودعوه مقبلين حجارته بالدموع الغزيرة. نود أن نعرب لهم من جديد عن قربنا منهم وتضامننا معهم في مشاعرهم. لكننا نقول لهم أن يحافظوا عليه وعلى إرثهم وتراثهم وممتلكاتهم في الأرض التي خسروها، باسم شرعة حقوق الإنسان والأخوة الإنسانية ومبادئها التي أبرزتها وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها قداسة البابا فرنسيس وشيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب في أبوظبي بتاريخ 4 شباط 2019. فلا بد من أن ينتصر العيش معا على التباعد والكراهية.

9. ونرفع صلاتنا إلى الله كي يرحمنا جميعا ويبيد وباء كورونا ويشفي المصابين به، وأن يرسل لبلادنا مسؤولين يخافونه ويعملون بإخلاص وتضافر قوى على إخراجه من أزمة الحكومة وتداعياتها الإقتصادية والمالية والمعيشية. له المجد والتسبيح الآن وإلى الأبد. آمين”.

لا صحة لخبر العثور على قتيل في عنايا ليلا .. إليكم التفاصيل

اكدت معلومات أمنية عن عدم صحة خبر العثور على قتيل بطلق ناري على طريق عنايا ليلاً لافتة الى ان اعتداء حصل على احد المواطنين وهو بصحة جيدة.

طقس اليوم… عواصف رعدية وأمطار غزيرة مع انخفاض بدرجات الحرارة

0

‎يتمركز منخفض جوي فوق تركيا ويترافق مع كتل هوائية رطبة يؤثر على لبنان اليوم ويحمل معه أمطارًا غزيرة في بعض المناطق وعواصف رعدية مع رياح نشطة وثلوج على الجبال العالية مع انخفاض بدرجات الحرارة ليبدأ بالانحسار بين الليلة وغدًا.

‎تفاصيل طقس اليوم:

‎١- الحرارة ساحلاً بين ١٨ و ٢١ درجة، بقاعا بين ٨ و ١٨ درجة وعلى الـ ١٠٠٠م بين ٩ و ١٧ درجة

‎٢- غائم مع امطار رعدية بنسبة ١٠٠٪ قيما تتساقط الثلوج على ٢٤٠٠م نهارا وتتدنى عصراً الى حدود ٢١٠٠-٢٢٠٠م

‎٣- الرياح جنوبية غربية ٣٠ الى ٥٠ كم/س

‎٤- الرطوبة ٩٠٪ ساحلا

‎٥- الضغط الجوي ١٠٢ hpa

‎٦- الرؤية جيدة

‎٧- البحر متوسط الموج وحرارة سطح المياه ٢٧ درجة

‎طقس اليومَين المقبلَين:

‎الإثنين: طقس متقلب مع احتمال ٣٠٪ لبعض الامطار الخفيفة والمتفرقة والحرارة مستقرة نسبيا وتكون على الشكل التالي: ساحلًا بين ١٥ و ٢١ درجة، بقاعاً بين ٧ و ١٨ درجة وعلى الـ ١٠٠٠م بين ٩ و ١٨ درجة.

‎الثلاثاء: طقس مستقر مشمس الى غائم جزئياً والحرارة مستقرة نسبيًا وتكون على الشكل التالي: ساحلًا بين ١٥ و ٢١ درجة، بقاعاً بين ٧ و ١٨ درجة وعلى الـ ١٠٠٠م بين ٩ و ١٨ درجة.

“محاولة التعويض على باسيل عطلت التشكيل”… جعجع: لمنع محور المقاومة من السيطرة على لبنان

قدم رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع كل الاحترام والتقدير لعمل كل الجسم الطبي والتمريضي والاستشفائي والصيدليات، انطلاقاً من الضغط الذي عاشوه منذ أكثر من ثمانية أشهر لغاية الآن إثر انتشار فيروس كورونا، مشيراً إلى أن “البعض ينسى الجسم الطبي والاستشفائي والتمريضي، وهم يذكرونني بالبواخر الكبيرة، اذ يتوجه الناس في الحديث إلى القبطان، والأخير جالس في حجرته، ولو أنه يضع الخطط ويصوّب المسار لكن الباخرة لا تقلع لولا العمال الملطخة أيديهم بالشحم في غرفة التصليحات في الطابق الرابع من الباخرة تحت سطح المياه، ولولا أن هناك أشخاصاً آخرين يهتمون بالغرف، وغيرهم بالبنى التحتية، بدورنا يجب ألا ننسى الذين يعملون في المستشفيات والمختبرات والغرف المغلقة والمكاتب الإدارية”.

كلام جعجع جاء في كلمة له أمام وفد من مصلحة الأطباء في حزب “القوّات اللبنانيّة” في حضور الأمين العام للحزب د. غسان يارد، الأمين المساعد لشؤون المصالح نبيل أبو جوده، رئيس المصلحة د. ميشال فتوش، الرئيس السابق للمصلحة د. جوزيف خليل وعدد من أعضاء مكتب المصلحة.

ولفت جعجع إلى أن “الأشهر الثمانية أو التسعة الأخيرة كانت صعبة جداً، انطلاقاً من فيروس كورونا بحد ذاته، ويا ليت هناك فقط كورونا ولكن للأسف لدينا كورونا بيولوجي وكورونا سياسي، وقد انعكس الأخير صعوبات هائلة في كل المجالات من مستحقات المستشفيات إلى موضوع الأدوات الطبية وتدهور سعر صرف الليرة مروراً بكل ما تبع ذلك من شح في كل شيء تقريباً إلى حد أن الجميع في القطاع الطبي كان يعمل باللحم الحي، لذا تحية كبيرة لهم جميعاً، وفي هذه المناسبة أريد أن أؤكد أننا سنكمل مهما حصل لأن هذه البلاد بلادنا وهذه الأرض أرضنا والناس أهلنا الذين يجب أن نكمل وإياهم المسيرة بالرغم من صعوبة المرحلة صعبة”.

وتابع جعجع: “إن الأسوأ من كل ذلك أننا لا نعيش فقط صعوبات بل كثر منا لا يرون أي أفق، فالإنسان مستعد للتحمّل اللهم إن كان مدركاً انه بعد 3 أطنان من الصعوبات، أو بعد 200 كيلومتر من الصعوبات، هناك واحة صغيرة أو خلاص معين من مكان ما، ولكن الحال هي أن المواطن اللبناني يعيش كل هذه الصعوبات ولا يرى سوى مزيداً من الصعوبات حتى أنه لا يمكنه مجرد التفكير في الخيال أن هناك خلاصاً أو كيف يمكن ان يكون هذا الخلاص”.

وأوضح أن المواطن “ينظر أمامه ولا يرى سوى هذه الوجوه فيشعر وكأنه دخل سجناً أبدياً سرمدياً او أنه في جهنم ومحكوم عليه بتهمة ما لا يدرك ما هي، ولنكن صريحين هو مرتكب في مكان ما حين صوّت لهؤلاء الموجودين في السلطة في الوقت الحاضر، لذلك يشعر المواطن أنه محكوم عليه أن يبقى إلى أبد الآبدين في الوضع الذي يعيشه، وهذا ما يجعل الأمور سوداء في وجهه، الأمر الذي يدفعه إلى التفكير بأمور لم تخطر بباله في لحظة من اللحظات، أي ماذا افعل في هذه البلاد؟ كيفما توجهت هناك مشكلة، والأسوأ أنه لا يبدو في الأفق البعيد أن هناك حلاً لهذه المشكلة”.

واستطرد جعجع: “مع اعترافي بهذه الصعوبات من كل النواحي، لكن هذا التفكير في غير محله أبداً، لأن الوضع الذي نعيشه اليوم قد يُحل غداً، لماذا؟ لأن تدهور الأوضاع سببه لا يعود إلى الأساسيات الموجودة في البلد، باعتبار أن هذه الأخيرة لا تزال متوافرة وصالحة وسليمة فهي مرتبطة باللبناني كإنسان، لذا ما نعيشه اليوم مرده ليس لأسباب فعليّة وإنما لأخرى كثيرة مرحلية، الأمر الذي يؤكد لنا أن وضعيتنا الطبيعية اليوم يجب أن تكون على ما كانت عليه في ستينيات القرن الماضي”.

وأكّد جعجع ان “المشكلة في البلاد تكمن في طريقة إدارة الدولة وهذا جانب منها لأن جوهرها أكبر بكثير، فبكل صراحة تذكرني هذه المرحلة بالحرب اللبنانية (1975- 1990)، الأخيرة كانت بالرصاص والقذائف، واليوم بالاقتصاد والمال. اليوم، يحدث الأمر ذاته، هناك خطة جدية من قبل أصدقاء محور المقاومة، ومن يسمون أنفسهم بمحور المقاومة، للسيطرة على الوضع في لبنان”، مشيراً إلى أنه “عندما يدرك المرء سبب ما يعيشه وبالتالي يعلم ما هي النهاية وأين يمكن أن تكون، يستطيع عندها تحمّل الصعوبات التي يمر بها بسهولة أكبر، وبما أننا نعيش اليوم مرحلة مماثلة تماماً فنحن بحاجة لروح مقاومة كالتي كانت لدينا بين الـ75 و90. نحن بحاجة اليوم لروح المقاومة هذه، لأن لبنان مرة جديدة يتعرض، ولو من جهة مختلفة عن تلك التي كانت تضغط في ذلك الوقت، وهي محور المقاومة للسيطرة على شؤون لبنان”.

واستطرد جعجع: “لاحظوا كل ما يُطرح، سأعطي أمثلة حسية في هذا المجال: يُحكى عن قانون انتخابي جديد، ونحن في الأمس القريب أقرّينا قانوناً انتخابياً جديداً، فهل يجوز في بلد ما إقرار قانون جديد للانتخابات كل عامين؟ ولاحظوا طبيعة هذا القانون الانتخابي المطروح الذي يأملون منه ان يمكّن محور المقاومة ومن لف لفّه الإمساك بالبلاد. ولاحظوا أيضاً ما يحصل في عملية تشكيل الحكومة اليوم، عبر التمسك بوزارة المالية. ألا يوجد وزارة وازنة غير المالية؟ لماذا التمسك بها؟ لأنهم يريدون التوقيع الثالث، ولكن انتبهوا جيداً، فوزارة المال لا تعطي التوقيع الثالث، هذه بحد ذاتها بدعة فهي لها توقيع كأي وزارة أخرى، ولكنها لا تعطي توقيعاً ثالثاً بالمعنى السياسي للكلمة، ابداً. ولاحظوا أيضاً ما يحصل الآن، فبسبب أن أحد المتحالفين مع محور المقاومة وهو الوزير جبران باسيل قد فرض عليه عقوبات أميركية، فهم يريدون التعويض عليه عن العقوبات بإعطائه مكاسب في تشكيل الحكومة، الأمر الذي أدى إلى تعطيل تشكيل الحكومة”.

وشدد جعجع على اننا في “أمس الحاجة لحكومة جديدة، إلا أنه بالنسبة لمحور المقاومة هذا أمر لا يهم، كما أن الشعب اللبناني سيتضوّر جوعاً، وهذا الأمر أيضاً لا يهمهم، باعتبار أن المهم الوحيد لديهم هو أن يتقدّم محور المقاومة بشكل من الأشكال، محافظاً على حلفائه مهما كانوا فاسدين ويخربّون البلاد، ومهما عاثوا خراباً فيها، وبقدر ما يهربون إلى سوريا، وكل ذلك لا يهم، المهم أن محور المقاومة يواصل تحقيق التقدم أكثر وأكثر، ويقوى أكثر وأكثر”.

واعتبر جعجع أن سبب كل هذا هو “ان هناك خطة واضحة لوضع اليد على البلد، لذا مطلوب منا اليوم المقاومة لأننا بوضعية مشابهة للعام 1975، خصوصاً وأن الشعب اللبناني يتحمل كل ذلك لان محور المقاومة ينفذ خطة واضحة المعالم لوضع اليد على السلطة في البلد، في حين أنه وللأسف، هناك بعض الكتل والمجموعات السياسية والأحزاب التي لا يهمها ما يحصل، لا تلتفت إلى كل ما يجري في العمق، وجل ما تقوم به هو الاتجاه إلى حيث توجد الجبنة لتأكلها، وسياستها مبينة فقط على هذا الأمر، وهذا أيضاً سبب أساسي أوصلنا إلى ما وصلنا إليه، باعتبار أن محور المقاومة ما كان ليصل إلى ما وصل اليه من قوة لولا التحالفات التي قام بها يميناً ويساراً، وكلياً وجزئياً”.

وقال جعجع: “ما يحصل لنا اليوم وما نعانيه من مشقات ومصاعب ليس مجاناً، أي أننا لا نعيش ما نعيشه انطلاقاً من لا شيء، فهذا غير صحيح إطلاقاً، بل انطلاقاً من رغبة محور المقاومة في السيطرة على البلاد، لذلك علينا أكثر من أي وقت آخر، التشبث بأرضنا، وبيوتنا وعائلاتنا، وتاريخنا، وأهلنا، وأجدادنا، وببلدنا حتى النهاية لنمنع محور المقاومة من وضع يده عليه”.

وعمن يسأل متى الحل، شدد جعجع على أننا “بعيداً من الحوادث اليومية الآنية، يجب أن نأخذ قراراً بأن هذا بلدنا ولن نتركه مهما حصل، وسنواجه الصعوبات الراهنة بقدر ما أعطانا الرب من قوة شخصية أو بقدر ما اعطانا من إمكانات يمكننا من خلالها مساعدة المجتمع حولنا”، لافتاً إلى أن “هذا ما نقوم به كـ”قوات لبنانية” منذ بداية الأزمة، فعلى المستوى السياسي، طرحنا الوضع كما هو، وابتعدنا عن المجموعة الحاكمة لأن صلبها هو هذا المشروع، والبقية التي تحيط بالمجموعة الحاكمة هم من أكلة الجبنة لا أكثر ولا أقل ولا همّ لديهم الا السلطة، وبالتالي لا يرجى أي أمل منهم، وإذا كنا قد استنكفنا في المرحلة الأخيرة على عدم الدخول في كل اللعبة الحكومية الجديدة، على عكس بقية الأحزاب، فمردّ ذلك هو مبدئي، صحيح أن الأحزاب تهدف إلى الدخول في لعبة السلطة كي تنفذ برنامج عملها، إلا أننا لم نستنكف لأننا لا نريد ان نكون في السلطة أو لا سمح الله لا برنامج أو مشروع لدينا بل لان هذه السلطة بالذات لا يمكن الوصول معها إلى أي مكان. وعلى سبيل المثال لا الحصر، أنظروا ما يحصل اليوم فقج مضى ثلاثة أسابيع على تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة، وفي الوقت الذي نحن بأمس الحاجة فيه إلى الاستفادة من كل يوم يمر، لم يتم حتى اللحظة تأليف الحكومة”.

وتابع جعجع: “لقد أتى المبعوث الفرنسي إلى لبنان خصيصاً ليقول لهم “خلصنا”، أي أن الوقت انتهى وبالتالي إما أن تشكلوا الحكومة أو أن كل ما كنتم تأملون به من مؤتمر “سيدر” إلى تبرعات جديدة من الدول الصديقة للبنان أو صندوق النقد الدولي سيذهب في مهب الريح، فهل تعتقدون ان هذا الإنذار سيؤثر بهم؟ بالطبع لا، من لم يؤثر به كل ما حدث باللبنانيين فهل سيؤثر به هذا الإنذار؟ ومن لم يؤثر به انفجاراً بحجم انفجار المرفأ فهل سيؤثر به الإنذار؟ للأسف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لم يوقع حتى اللحظة مرسوم إنهاء خدمات المسؤولين الرئيسيين في المرفأ، والذين كيفما أتت نتائج التحقيق وكيفما كان الأمر يتحملون بشكل مباشر أو غير مباشر مسؤولية، فإن لم يحرّك انفجار المرفأ مشاعرهم ليستنفروا، وان لم يحركهم تدهور الليرة والوضع المعيشي، فهل سيتمكن السيد باتريك دوريل بكلمتين ناعمتين باللغة الفرنسية من جعلهم يتحركون؟ للأسف أشك في الأمر، لذلك اعتقد أن مأساتنا مستمرة حتى إشعار آخر لكنها بالتأكيد لن تستمر إلى الأبد”.

من جهة أخرى، أكد جعجع أن “القوات اللبنانية” ومنذ 17 تشرين 2018 بدأت معاركها في مجلس الوزراء بشأن الموضوع نفسه الذي طرحه المتظاهرون بعد عام في 17 تشرين 2019، فنحن حاولنا كثيراً، وأقولها أمام الله والناس والتاريخ، إننا حاولنا كثيراً قبل سنة واثنين وثلاث سنوات من 17 تشرين 2019 تصحيح المسار وتصويب الأمور، وبالرغم من أننا نجحنا في عمل أساسي عبر منعنا إياهم من استئجار باخرتين إضافيتين للكهرباء إضافة إلى البواخر الموجودة حالياً وهذا الملف يشكّل فضيحة العصر فقضيّة الكهرباء منذ عشر سنوات لغاية اليوم اكثر من فضيحة وترقى إلى مصاف جريمة، وبالرغم أيضاً من نجاحنا في تحويل بعض القضايا الأخرى، لم ننجح في تحويل المسار كاملاً عن الهاوية التي كان يتجه نحوها، وأكبر دليل أننا في قعر الهاوية اليوم، التي وقبل وصولنا إليها قلنا لهم: “لا تواخذونا” لقد حاولنا تحذيركم من مغبّة أفعالكم إلا أنكم لم تنصتوا لنا”.

وذكّر جعجع أنني “في 2 أيلول 2019 لبيت الدعوة لحضور اجتماع اقتصادي في القصر الجمهوري في بعبدا، وبحضور الرؤساء الثلاثة، ورؤساء الأحزاب، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ومسؤولين رئيسيين في الدولة، قلت لهم لا خلاص لنا سوى عبر ابتعادنا جميعاً عن الحكومة وقد صرحت بذلك على الملء عقب الاجتماع أيضاً لجميع اللبنانيين، نحن في طبيعة الحال لا نريد الابتعاد عن السلطة صراحة لأننا قادرون على العمل فيها، لكن كي لا نقول ابتعدوا وحدكم ونحن سنبقى لأن هذا غير منطقي قلنا يجب ان نبتعد جميعاً وحالاً ونأتي بحكومة مستقلين الصفة التي هي اهم من صفة اخصائيين لتتسلم شؤون البلد لعلها تجنبنا الهاوية التي كنا متجهين نحوها، لكن “على من تقرأ مزاميرك يا داود؟”، اندلعت ثورة شعبية و”على من تقرأ مزاميرك يا داود؟” وقع انفجار المرفأ و”على من تقرأ مزاميرك يا داود؟” وسقط ضحيته اكثر من مئتي قتيل وآلاف الجرحى و”على من تقرأ مزاميرك يا داود؟” واستمروا، واليوم يشكلون حكومة تماماً كالتي كانوا يشكلونها منذ عام وعامين وثلاثة وأربعة وخمسة وستة وسبعة وعشرة وخمسة عشرة وعشرين عاماً، وكأنه لم يحصل شيئاً في البلاد، وكأن الوضع بألف خير، وكأن كل شيء على كامل ما يرام”.

وشدد جعجع على أن “الرئيس المكلف سعد الحريري يحاول اليوم منفرداً تحسين نوعية الحكومة العتيدة إلا أن الفرقاء الآخرين همهم لعبتهم، التي هي اليوم كسر رأس أميركا بغض النظر عما يعاني المواطن اللبناني فهذا غير مهم لهم، يريدون لعب “الكباش” معها وتكسير رأسها و”عيش يا مواطن لبناني إذا كان فيك تعيش”،. وقال: “مع كل إشراقة شمس هناك “ضربة سخنة” جديدة وهذا الأمر يذكرني بالمثل اللبناني القائل: “الدني وجوه وعتاب” رأينا هذه الوجوه الحالية ونشهد وضعيتها”.

واستطرد جعجع: “استغرب احياناً من امر المسؤولين الحاليين على المستويات كافة، من رئيس الجمهورية ونزولاً، فنحن إذا ما شهدنا تدهوراً حصل في مجال يعمل فيه مسؤول ما في دولة اجنبية معينة، نرى هذا الأخير يستقيل احساساً منه بتحمل المسؤولية، بالرغم من قيامه بواجباته على أكمل وجه ولكن باعتبار أن الضرر كبير يقدم استقالته، في حين أنه ولنفترض ان مسؤولي الدولة اللبنانية “فظيعين”، على الرغم من أنهم ليسوا كذلك، ولنفترض أيضاً انهم لم يناموا الليالي، على الرغم من انهم ينامون الليل وجزءاً من النهار أيضاً، ولنفترض أيضاً وأيضاً أنهم قاموا بواجباتهم على قدر استطاعتهم، في حين أنهم قاموا بما يمكنهم فعله لكن بعكس المطلوب، ولكن لنسلم جدلاً بكل ما تقدم وعلى الرغم من كل جهودهم وصل وضع البلاد إلى ما هو عليه اليوم ألا يفترض بهم تقديم استقالاتهم؟ استغرب كيف يمكنهم مشاهدة الأخبار؟ فنحن في كل يوم لدينا “ضربة سخنة” من جديد. في حين هناك مسؤولية أخلاقية بغض النظر إذا كان الشخص تسبب بالكارثة أم لا، فهل يطرح احدهم على نفسه هذا السؤال؟ ابداً ابداً ابداً وبالتالي يجب ان نعلم مدى حجم مصيبتنا ونعمل اكثر ونتمسك ببلدنا أكثر لا ان نسعى للسفر بل العكس تماماً ان نعمل اكثر ما بوسعنا وبجهد المخلصين في هذا البلد كي نخرج بإذن الله من الأزمة التي نحن فيها”.

وختم جعجع: “لبنان ليس بلداً ميؤوساً منه على الإطلاق. ففي الامس، وفي هذه القاعة بالذات، كان هناك احتفال بتوقيع عقد بين “مؤسسة جبل الأرز” التي ترأسها النائب ستريدا جعجع وشركة “أبنية” بشخص رئيسها نقيب المقاولين مارون الحلو لإكمال مستشفى بشري الحكومي، وقد ألقى في المناسبة مطران الجبة جوزيف نفّاع كلمة في المناسبة قال فيها ان ما يحصل في هذه القاعة اكبر دليل على ان لبنان غير ميؤوس منه الميؤوس منهم هم من يديرون لبنان، وأكبر دليل، على ذلك أن مشروعاً بحجم مليونين دولار أي بحجم دولة وفي ظل الأزمة الراهنة تمكن نائبا المنطقة ستريدا جعجع وجوزف اسحق بجهودهما الشخصيّة وجهود بعض المخلصين من جمع ما يكفي من تبرعات لينفذوه بهذا الشكل، فكيف بالحري من كان بين أيديهم كل المقدرات، الذين لا تقف الأمور عندهم بعدم تنفيذ المشاريع وإنما يعيدون البلاد مئة الف سنة إلى الوراء، وهذا لأقول أن بلدنا ليس ميؤوساً منه بل المسؤولين هم الميؤوس منهم، وما علينا الا التحلي بالصبر والشجاعة ونكون ملتزمين لنتمكن من إنهاء هذه المرحلة والوصول إلى مرحلة أفضل والمستقبل كله لنا”.

وفاة الشيخ “داعي الاسلام الشهال”بعد إصابته بفيروس كورونا.

0

نعت هيئة العلماء المسلمين في لبنان الشبخ الداعية الشيخ داعي الاسلام الشهال، رئيس جمعية الهداية الاسلامية في طرابلس، الذي توفي صباح اليوم الأحد.

وكان الشهال قد أصيب بـ”كورونا” الشهر الماضي.

قائمقام جبيل تتابع موضوع انقطاع المياه في حصارات وتنشر نتائج الفحوص

‎بعد الطلب لأهالي بلدة حصارات عدم شرب مياه الشفة ، أعلنت قائمقام جبيل القائم بأعمال بلدية حصارات تلقيها كتابا من المدير العام لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان جان جبران أودعها بموجبه نسخة عادية عن نتائج الفحوصات المخبرية للمياه تاريخ ٢٠٢٠/١٠/٣٠ جوابا على كتابها له وللمكلف بأعمال دائرة مياه جبيل  والذي أكدت بموجبه ان طلبها بعدم شرب المياه كتدبير احترازي حفاظا على الصحة العامة المناط بها وفقا لقانون البلديات جاء بالتنسيق مع الأخير على خلفية تخوفه من عدم امكانية اعطاء النتائج نهار العطلة الرسمية ( عيد المولد النبوي الشريف ) خلافا لما صرح به .

‎ وأكدت خوري انها سنتابع موضوع انقطاع المياه في البلدة منذ نحو اسبوعين والذي راجعها فيه العديد من أبناء البلدة.

‎اليكم مرفقة نتائج الفحوصات

في لبنان.. 1660 إصابة جديدة بكورونا و10 حالات وفاة

0

أعلنت وزارة الصحة “تسجيل 1660 إصابة جديدة بفيروس كورونا و10 وفيات، ليرتفع العدد التراكمي إلى 104267”.

error: Content is protected !!