18.1 C
Byblos
Friday, December 26, 2025
بلوق الصفحة 104

شهادات ووثائق ولادة مجهولة العدد للأطفال … والقضاء يتحرّك

مرلين وهبة

في خضم الملفات والمعارك السياسية الوجودية وانشغال الأوساط السياسية بورقة توماس برّاك، تتسلّل شبكة مضاربة إلى الساحة الشمالية، لتهدّد بدورها وبأبعادها الأمن القومي والديموغرافيا اللبنانية. إلّا أنّ القضاء رصدها، والمسار بدأ في تفكيك خيوطها. فما هي تفاصيل هذه الفضيحة في شمال لبنان؟

في معلومات خاصة حصلت عليها «الجمهورية»، برزت شبكة تعمل منذ سنوات في تزوير شهادات ووثائق ميلاد للأطفال السوريِّين الحديثي الولادة، إلّا أنّ القضاء تحرّك بعد استحصاله على خيوط في الملف، ليبدأ التوسع في التحقيق في عدد كبير من شهادات الولادة التي سُحِبت أو سُرِقت بتواطؤ من قِبل بعض الموظفين من إحدى المستشفيات الخاصة في شمال لبنان، والخطورة أنّ شهادات الولادة تلك موقّعة مسبقاً على بياض من بعض الأطباء، لتُسرَّب عبر الشبكة المشبوهة إلى بعض المخاتير المتواطئين أيضاً ليُصدَّق عليها!

القضاء في الواجهة

ماذا بعد؟ ماذا تعني هذه الخطوة وإلى أين سيصل التحقيق في هذا الملف الدقيق، وما هي تداعياته على الصعيدَين الإجتماعي والديمغرافي؟ وهل سيتمكن القضاء من استكمال التحقيقات وسوق المتورّطين ومَن وراءَهم خلف قوس العدالة؟

‏بالعودة إلى الخيوط التي قد تكون مرتبطة بالملف، أنّه ومنذ 3 سنوات عَمَد البعض من مخاتير منطقة البداوي في طرابلس بمنح اللاجئين السوريّين بطاقات «مكتوم القيد» مزوّرة، فيما المتعارف عليه أنّ مكتوم القيد هو الذي يهدف إلى الاستحصال على الجنسية اللبنانية بحسب أحكام السلطنة العثمانية التي أفضت وقتها على أن تشمل إحصاءات 1932 المواليد من أب لبناني وعلى الأراضي اللبنانية وترعرعوا على أرض لبنانية، أي أن يُمنحوا الجنسية اللبنانية، ليصبح الأساس المعمول به قضائياً، أنّ كل مَن وُلِدَ من أب لبناني هو لبناني. هكذا بدأت تُمنَح الجنسيات للولادات على الأراضي اللبنانية، إلّا أنّ فئة من الناس مثل «البدو» لم يتمكنوا من الاستحصال على هذه الجنسية فأصبحوا مكتومي القَيد.

المتعارف عليه في قوانين القَيد، أنّ مكتومي القيد وعند قيام مراسيم تجنيس، تكون لهم الأولوية لمنحهم الجنسية، إذ يكون هناك جزء مخصّص ضمن مرسوم التجنيس لمكتومي القَيد لأنّهم لبنانيّون من الأساس والأولى.

باختصار. إنّ كل مَن يستحصل اليوم على بطاقة «مكتوم القَيد» يكون قد مُنح بطاقة استباقية للتجنيس!

وفي سياق متصل، وفي معلومات عن تفاصيل سابقة قد تكون مرتبطة بالملف، علمت «الجمهورية» أنّ بعض المخاتير عمدوا ومنذ قرابة الثلاث سنوات إلى إعطاء النازحين السوريِّين بطاقات مكتومة القَيد مزوّرة، وقد أوقِف هؤلاء المخاتير قرابة الـ7 أشهر بعد تحرّك القضاء المختص…

مع الوقت، ووسط تلهّي الدولة بالحرب الأخيرة، عمد السوريّون إلى دخول الأراضي اللبنانية بواسطة تلك البطاقات المزوّرة ومن خلال التهريب ووسائل عدة مشابهة، إلى أن تدحرجت الأمور إلى مستوى أعلى، فتزايدت تلك الوسائل وتوسعت وتنوّعت، وبفعل تكاثرها اشتُبِه ببعض الموظفين الذين يعملون في إحدى مستشفيات طرابلس الذين «تطوّرت مهاراتهم» في فنّ التزوير، فسرّبوا شهادات ولادة من المستشفى على بياض، والخطير أنّها مختومة مسبقاً من بعض الأطباء، وقد سُجِّل عليها الأطفال السوريّون حديثو الولادة، والأخطر أنّهم يُمرّرون تلك الشهادات عبر «شبكة منظّمة» إلى مخاتير متواطئين معهم، فيعمدون هؤلاء بدورهم إلى تنظيم وثائق وبيانات ولادة مصدّقة (مزوّرة).

مستشفى أم مستشفيات؟!

في معلومات لـ«الجمهورية»، أنّ هذه القضية التي كشفها القضاء المختص في الشمال هي في طور المتابعة، بعدما استلمت قاضي التحقيق الأول في الشمال سمرندا نصار التحقيق الذي يتوسع مع بعض المخاتير المتواطئين، كما قُبِضَ على أحد الموظفين في المستشفى واعترف بسرقة شهادات الولادة الموقّعة على بياض للمتاجرة بها…

في السياق، تخوّفت مصادر قضائية من خبايا هذا الملف! وتساءلت عن تداعياته، متخوّفةً من أعداد شهادات الولادة والوثائق التي من الممكن أن يكون هؤلاء الموظفون قد سرّبوها أو سرقوها من المستشفى المذكور أو ربما من مستشفيات أخرى، ولا يمكن التكهّن بها أو إحصاؤها، أقلّه ليس قبل التوسع والانتهاء من التحقيق. كما تخوّفت تلك المصادر أيضاً من أن تكون تلك العمليات قد بدأت منذ سنوات، الأمر الذي يُهدِّد بأبعاده الإجتماعية والسياسية والديموغرافية، الأمن القومي للبلاد.

القضاء والمواجهة

يبقى السؤال الأهم، هل سيتمكن التحقيق من فكفكة هذه الشبكة الخطيرة وكشف مَن وراءها وملاحقته؟! في وقت كشفت مصادر قضائية لـ«الجمهورية»، أنّ الخطير أنّه لا يمكن إحصاء أو معرفة أعداد الولادات التي جُنِّست حتى اليوم، إن بواسطة الشهادات والوثائق التي خرجت من المستشفى المذكور أو ربما من مستشفيات أخرى، إلّا أنّ التحقيق ما زال مستمراً مع 3 أشخاص مَوقوفين مُدّعى عليهم في هذا الملف، وقد وشى أحدهم بأحد المخاتير. غير أنّ التحقيق لم يبدأ بعد مع المستشفى.

وتجدر الإشارة إلى أنّ هؤلاء الذين استحصلوا على وثائق ولادة أصبحوا لبنانيِّين بحُكم وثيقة الميلاد، بمعنى أنّه وبمجرّد حصول المواطن على شهادة ولادة موقّعة من طبيب المستشفى ووثيقة ولادة مصدّقة من المختار، من السهل عليه أيضاً الاستحصال على إخراج قَيد مزوّر من المختار نفسه أو حتى الاستحصال على جواز سفر.

الخلاصة من هذا التحقيق، هو كشف النشاط المشبوه لبعض المخاتير في شمال لبنان، والذي تتكشف أبعاده بغضّ النظر عن الربح المادي. إذ تفيد التحقيقات الأولية بأنّه ليس عفوياً، بل هي حركة مشبوهة ومدعومة من جهات نافذة، وليس لأجل الربح المادي فقط، لأنّ الأمر مستمر ومتطوِّر، وقد نتجت منه شهادات ووثائق ولادة مجهولة العدد للأطفال السوريِّين.

فهل يحقق القضاء في الشمال نصراً نوعياً في هذا الملف ويخرق جدار هذه الشبكة الخطيرة؟

 

معجزة “زيت القديس شربل” تهزّ كنيسة في إيطاليا

شهدت كنيسة القديس فيرناندو في نابولي معجزة خلال قداس مخصص للقديس شربل، حيث امتلأت عبوة الزيت المقدس مجددًا بعد أن نفدت أثناء مسح رؤوس المرضى والمصلّين.

الكاهن الذي وزّع الزيت تفاجأ بوزن العبوة يزداد، وشهد المؤمنون بحدوث أمر غير مألوف.

كما أكد حجاج لبنانيون أن الزيت فاح برائحة “أرز لبنان”، ما عزز الإيمان ببركة شربل في قلب إيطاليا.

وفي التفاصيل قال الكاهن في رسالة وجَّهها في 27 تمّوز إلى الأب إلياس حمّوري، المفوَّض السابق لقضيّة تقديس شربل: “لم أتوقّع هذا العدد الكبير من الحاضرين، وبدأ الزيت يُشارف الانتهاء. شعرتُ بخوف من ألّا أتمكَّن من مسح الجميع». ومع ذلك، استطاع مسح المرضى كلّهم، حتّى فرغت القنّينة. وأضاف: «في النهاية، أغلقتُ القنّينة وأعدتُها إلى علبتها، لكن عندما وضعتُها في الخزنة لاحقًا، اكتشفتُ أنّها امتلأت مجدّدًا. لم أصدِّق ما رأيتُه”.

وفي اليوم التالي، زار الكنيسة وفد من الحجّاج اللبنانيّين، وطلبوا من الكاهن أن يَشُمَّ الزيت، وقالوا فورًا إنّ رائحته تفوح بعطر أرز لبنان، أحد رموز الوطن الأمّ للقدّيس شربل. وأضاف الكاهن النابوليتانيّ: “الزيتُ معطّر، وهذا أمر يبدو مستحيلًا”.

تكتل نيابي جديد قد يبصر النور…تقاطع على المفاهيم والرؤية

لم يحجب  القرار الحكومي السيادي القاضي بحصر السلاح بيد الدولة على اهميته، الانظار عن ملفات واستحقاقات ينتظرها اللبنانيون وقد بدأ العد العكسي لبعضها وفي طليعتها الانتخابات النيابية، إذ تنتهي ولاية المجلس الحالي في أواخر أيار 2026، ويفترض أن تُجرى الانتخابات في نيسان أو أيار 2026.  الاستعدادات بدأت خلف الكواليس لهذا الاستحقاق الدستوري من خلال رسم تحالفات جديدة ووضع خطط استراتيجية لكسب أصوات المقترعين.

ومع خروج النواب الان عون والياس بوصعب وسيمون ابي رميا وابراهيم كنعان من تكتل لبنان القوي، ارتسمت علامات استفهام حول مّا إذا كان هؤلاء النواب سيتكتلون معًا في الانتخابات المقبلة او يتحالفون مع اخرين مستقلين ام يخوض كل نائب المعركة على حدة.
النائب الان عون يؤكد لـ”المركزية” ان “لا أحد من النواب الأربعة لديه مشروع شخصي، فنحن جزء من مجموعة ونؤمن بفاعلية التعاون مع الآخرين الذي يتقاطعون على المفاهيم والرؤية نفسها في المرحلة المقبلة، ونسعى لتوسيع مساحة التفاهم والتعاون لتشمل أشخاصا آخرين في المرحلة المقبلة.

واذ يفضّل عون عدم الدخول في الاسماء حاليًا، يضيف: “لا شك أننا نشكل نحن النواب الأربعة فريقًا واحدًا، لكننا في الوقت عينه في حالة تفاعل وتعاون مع آخرين نتقاطع معهم في الرؤية للمرحلة المقبلة ونتشابه في التجربة والرصيد في العمل الذي تمّ إنجازه في المرحلة السابقة وفي المقاربات السياسية والتشريعية والمناطقية والوطنية”.

ويشير الى ان “بعض الاستحقاقات الداهمة لا تزال طاغية قبل الانتخابات النيابية، لكن يجب ألا يحول ذلك دون إنجاز الانتخابات. صحيح أننا نمرّ في مرحلة استحقاق كبير يشكل حالة انقسام في البلد حول قضية السلاح وغيره، لكن هذا لا يمنع ان نتخطاه ونحافظ على وحدتنا بالطرق كافة ونكمل لإنجاز سائر الاستحقاقات. واضح اليوم ان الدولة تسير باتجاه إعادة تكوين وتحصين نفسها، ولا تجوز عرقلة او تعطيل عمل المؤسسات”.

عن تعديل القانون الانتخابي، يؤكد عون ان “اقتراع المغتربين ما زال محط تجاذب في مجلس النواب، رغم وجوب الاتفاق عليه لأنه يؤثر على إجراء الاستحقاق لاحقًا. وتبيّن خلال نقاشاتنا في اللجنة الفرعية انه كما ان اعتماد الـ128 نائب يحتاج الى تعديل قانون، فان اعتماد النواب الست للاغتراب  يحتاج بدوره الى تعديل القانون. إذًا مجلس النواب ممر إلزامي لتعديل قانون اقتراع المغتربين بمعزل عن أي صيغة سيتم اعتمادها، لهذا لا يمكن الهروب،  ويجب ان نصل الى اتفاق للوصول الى إمكانية تعديله، لكنه محط خلاف ويسبب أزمة في مجلسي النواب والحكومة”.

ويؤكد عون ان “في الوقت المتبقي أمامنا قبل الاستحقاق الانتخابي أصبح شبه مستحيل الوصول الى اتفاق على قانون جديد، لكن يجب ان نتفق على التعديلات المطلوبة في القانون الحالي، وهذا متاح أمامنا. خلال مناقشاتنا، تبين ان هناك استحالة لتطبيق البطاقة الممغنطة في الوقت المتبقي، كما ان اعتماد الميغاسنتر مع تسجيل مسبق يحتاج أيضًا الى اتفاق وهو غير متوفر حتى الساعة. لدينا أمور قيد المعالجة لكنها محلّ انقسام ولا اتفاق حولها حتى الآن”.

ويشدد عون على ان “بمعزل عن كل ما سبق، كلنا معنيون بالاستعداد للاستحقاق ولهذا كان تحركنا مع بعض كنواب نلتقي ونتفاهم حول عناوين أساسية ومررنا بتجربة مشتركة على المستوى التشريعي والوطني والاصلاحي ونتشابه ونتقاطع حول العديد من الأمور، ما يسمح لنا بالتفاهم لخوض هذا الاستحقاق معًا ضمن أرضية مشتركة. بالطبع، كل منا سيترشح في دائرته لكن طرحنا سيكون متكاملا على المستوى الوطني وليس الفردي. لا نبيع المواطنين شعارات فارغة كما يفعل البعض بتناقض واضح مع تجربتهم، إنما نقدم لهم رؤية مدعومة بالمصداقية التي اكتسبناها من خلال عملنا وآداءنا في السنين الماضية”.

ويختم: “خيارنا الى جانب الدولة بكل مفاهيمها، من إعادة تأهيل المؤسسات الى حصر السلاح بيد الدولة، والى جانب رئيس الجمهورية الذي يقود عملية انتقال البلد الى هذه المرحلة”.

جعجع: القرار الحكومي لم يكن ليمرّ لولا توافق الرئيسين عون وسلام ومستعدون للجلوس مع “الحزب” بعد تسليم سلاحه

أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، في مقابلة خاصة مع الإعلامي جورج صليبي عبر قناة “الجديد”، أنه لا يتفق مع مقولة أن اللبنانيين ينتظرون آخر آب لمعرفة كيف سيُطبَّق قرار الحكومة بحصر السلاح بيد الدولة، وقال: “بشكل أساسي، أنا أعتبر أن القرار قد اتُّخذ. والقرار عندما يُتخذ، يظن البعض وكأن هناك حرباً على الأبواب، وهذا غير صحيح. أنا أتحدث هنا عن تنفيذ القرار، وهو لا يحتاج إلى حرب ولا إلى شيء من هذا القبيل”. واعتبر أن مجلس الوزراء، كونه السلطة العليا في البلاد، حسم هذا الملف بإقراره يوم الثلاثاء وإعادة التأكيد عليه يوم الخميس، مشيراً إلى أن مجرد إعلان الدولة عدم شرعية أي تنظيم مسلح أو أمني خارج سلطتها، ووقف تقديم أي خدمات أو تسهيلات له، كفيل بإنهاء الظاهرة.
وأثنى جعجع على انسحاب الوزراء الشيعة من الجلسة بشكل “ديمقراطي ومحترم”، معتبراً أن ما حصل هو أول ممارسة سياسية سليمة منذ اتفاق الطائف. وانتقد المطالبات بتأجيل البت بالملف بحجة انتظار خطة الجيش، مؤكداً أن هذا البند مطروح منذ العام 2005 وتمت مناقشته في ما يقارب 20 طاولة حوار، وأن أي تأجيل إضافي يعني مزيداً من التسويف والخسائر، مشيراً إلى أن القرار غيّر المشهد خلال 24 ساعة، وفتح الباب أمام تواصل مع الولايات المتحدة والسعودية ودول الخليج التي وعدت بالضغط لإخراج إسرائيل من لبنان.
وتناول جعجع موقف رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد من قرار الحكومة، والذي اعتبر السلاح مسألة وجودية وأن تسليمه انتحار، فأكد أن هذا المنطق غير سليم أبداً وغير صحيح، معتبراً أن الواقع سيجبر الحزب على التلاقي مع منطق الدولة، تماماً كما يلتزم المواطنون قرارات حكومية لا يوافقون عليها ويعترضون عليها ولو حازت على ثقة المجلس النيابي، لكنها في نهاية المطاف تسري على الجميع. واعتبر أن قيام الدول يرتكز إلى مقومات أساسية يجب التزامها، بصرف النظر عن الاعتراضات السياسية.
ورأى جعجع أن نسبة نجاح المسار الذي اتخذته وأطلقته الحكومة في استعادة الأراضي المحتلة في الجنوب وايقاف الإعتداءات الإسرائيليّة، تبلغ 70 إلى 80%، لاسيما في ضوء الوعود الدولية، فيما الخيار الآخر وهو المواجهة العسكريّة رأينا جميعاً إلى ماذا انتهى. وشدد على ان المسار الذي تسلكه الحكومة لن يقتصر على وقف الإعتداءات الإسرائيليّة فحسب، وإنما سيمتد الى ترسيم الحدود مع سوريا، وتثبيت الحدود مع إسرائيل وفق اتفاقية الهدنة، والحصول على دعم مالي للإعمار. واعتبر أن موقف “حزب الله” الرافض للقرار شأن سياسي، لكن لا يمكن التعامل مع القرار وكأنه غير موجود، مؤكداً أن الحكومة الشرعية اتخذته ويجب تنفيذه.
واستبعد رئيس “القوات” سيناريو الفوضى في الشارع، مستنداً إلى تصريحات مسؤولي الحزب، الذي اعلن أنه لن يلجأ الى الشارع، فضلا عن عزم السلطات اللبنانية على منع أي تفلت. وردّ على اتهام رئيس الجمهوريّة بالانقلاب على التفاهمات، بالقول إن الرئيس عون منح سبعة أشهر للحوار بلا نتيجة، قبل أن يدرك مخاطر المراوحة. واعتبر أن الثنائي الشيعي صدّق وعوداً غير موجودة في الأساس.
وأوضح أن إحالة الملف على الجيش لا تعني رمي كرة النار في حضنه، لأن من حمل كرة النار هما رئيس الجمهوريّة ورئيس الحكومة، وجل ما في المسألة هو إعداد خطة تنفيذية تبدأ بوقف التسهيلات والخدمات لحزب الله، والتعاطي أمنياً مع عناصره وأجهزته الأمنية كما يتم التعاطي من قبل أجهزة المخابرات مع اللبنانيين كافة على حد سواء، وصولاً إلى مصادرة السلاح تدريجياً. ورفض منطق المواجهة مع الطائفة الشيعية، مؤكداً أن الخلاف مع الحزب أيديولوجي ومرتبط بسلاحه، أما الشيعة فيمثلون مكوّنا عزيزا وأساسيا من النسيج اللبناني.
ولفت إلى أن قوة الحزب داخل البيئة الشيعية قامت نتيجة ظروف خاصة وضخ مالي كبير وليس لإيمان الجميع بإيديولوجيته، مؤكداً استعداده للجلوس مع الحزب بعد خمس دقائق من التزامه خطة الحكومة وتسليم سلاحه وتحوله إلى حزب سياسي. ووصف علاقته برئيس مجلس النواب نبيه بري بأنها “عمل على القطعة” وفق الملفات، وبأن العلاقة مع رئيس الجمهورية لطالما كانت ممتازة بالرغم من بعض الفروقات الصغيرة في مقاربة الأمور والتي لم تعد موجودة اليوم.
اما في حال عدم التزام إسرائيل بالخطة، فدعا جعجع جميع القوى السياسيّة اللبنانيّة وفي طليعتها “القوّات اللبنانيّة” إلى مواجهة سياسية يتم استعمال جميع الوسائل الديبلوماسيّة فيها والتواصل مع جميع أصدقاء لبنان، للمطالبة بالعودة إلى اتفاقية الهدنة لعام 1949، رافضاً التطبيع ومعتبراً أن هذه المسألة بحاجة إلى حوار وطني يلتقي فيه جميع اللبنانيين لإتخاذ القرار المناسب للبنان. وأوضح أن تطبيق قرار الحكومة لا يستدعي الحسم العسكري بل تدابير متراكمة، وضرب مثالاً بإعادة تنظيم المؤسسات التابعة للحزب كمؤسسة “القرض الحسن” لتعمل وفق القانون.
وأشار إلى أن المرحلة بين العام 1949 والعام 1969 كانت الأكثر أمناً في الجنوب لأن المواجهة كانت بقيادة الدولة اللبنانيّة بالرغم من أن الميزان العسكري في حينه كان مشابهاً للميزان العسكري اليوم، أي أنه لم يكن يوماً لمصلحة لبنان وتاليا لا مجال لاعتماد استراتيجيّة ردع عسكري، مؤكداً أن الموقف نفسه الذي يتخذه اليوم حيال هذا الموضوع كان سيتخذه منذ اللحظة الأولى لو كانت “بشرّي على الحدود الجنوبية. وكشف أن زيارته إلى كليمنصو كانت لتنسيق الموقف مع وليد جنبلاط حول قيام الدولة، لا للتحالف الانتخابي. ورأى أن حزب الله والتيار الوطني الحر تجمعهما اليوم حاجة متبادلة، أما تعويم الحزب مسيحياً، فهذه مسألة لا يمكن أن تحصل حاليا، لأنها يجب ان تمر عبر إنهاء دوره العسكري.
وفي الملف الإصلاحي، شدد على أهمية القوانين التي أقرتها الحكومة، معتبراً أنها تشكّل مساراً متكاملاً مع قرار حصر السلاح، وأن تطبيقها يحتاج إلى إرادة سياسية حقيقية. ورفض اتهامات الارتهان للإملاءات الخارجية، مؤكداً أن الإصلاحات، مثل إصلاح قطاع المصارف، وقرار حصر السلاح، ضرورة وطنية قبل أن تكون مطلباً خارجياً.
وفي ما يتعلق بقانون الفجوة المالية، أوضح جعجع أن ربطه بقانون تنظيم المصارف منطقي، وأن إعداده يتطلب أرقاماً ومعطيات دقيقة ما زالت قيد الجمع، مشدداً على أن المودعين لا يتحملون مسؤولية الأزمة، وأن المسؤولية موزعة بين الدولة والمصرف المركزي وبعض المصارف. وأكد أن تقييمه لعمل الحاكم الجديد لمصرف لبنان لم يسجل عليه اعتراضات بارزة حتى الآن.
وانتقل إلى ملف قانون الانتخاب، معلناً تمسكه بتصويت المغتربين لـ128 نائباً كما حصل في التعديل الأخير لانتخابات العام 2022، ورفض تخصيص ستة مقاعد للانتشار موزعة على القارات، معتبراً أن ذلك يبعد المغتربين عن الحياة الوطنية. ودعا إلى حسم الخلافات بالتصويت في الهيئة العامة لمجلس النواب، رافضاً تعطيل الانتخابات تحت أي ذريعة، ومؤكداً أن لكل القوى في الداخل والخارج القدرة على التواصل مع المغتربين إذا امتلكت مشروعاً سياسياً جاذباً.
وفي ملف الكهرباء، نفى جعجع الاتهامات الموجهة للقوات بالفشل في وزارة الطاقة، مؤكداً أن الأشهر الستة الأولى من توليها الوزارة كانت الوحيدة في تاريخ الجمهورية التي لم تكلّف الخزينة دولاراً واحداً مع الحفاظ على ساعات التغذية. وأوضح أن المشاريع الفعالة تحتاج إلى مدى طويل لتنفيذها، وأن الخطة الحالية تسعى لزيادة التغذية بالفيول حتى يتم إنجاز المعامل الجديدة بتمويل خارجي، مشيراً إلى صعوبات تمويلية بسبب إفلاس الدولة، ومشدداً على أن الظروف الحالية أصعب بكثير من السابق.
وفي الشق الإقليمي، شدد جعجع على أن المنطقة تشهد مخاطر وتحولات غير محسومة، سواء في الملف السوري أو في العلاقة الإسرائيلية – الإيرانية أو الأميركية – الإيرانية، ما يفرض على لبنان الإسراع في توحيد سلطته وتسليم زمام الأمور للدولة وتحقيق ضبط كامل للحدود. ورأى أن أقوى سلاح للبنان هو الدولة والجيش اللبناني، مع ضرورة ترسيم الحدود الشرقية ونشر الجيش بفاعلية عليها. واستبعد سيناريو “سايكس بيكو” جديدا لإعادة تقسيم الدول، لكنه أشار إلى علامات استفهام حول مستقبل شكل الدولة السورية.
وفي ما يتصل باتفاق الطائف، دعا إلى إنهاء بند السلاح أولاً قبل الانتقال إلى ملفات أخرى كاللامركزية الإدارية أو إلغاء الطائفية السياسية، معتبراً أن مناقشة هذين البندين معاً تسهّل التوافق، على أن تكون اللامركزية موسعة ولكن من دون أن تتحول إلى كيانات مستقلة.
وختم جعجع بالحديث عن مهرجانات الأرز، مشيراً إلى أنها حرّكت الدورة الاقتصادية في قضاء بشري بشكل كبير خلال ثلاثة أسابيع، مستقطبةً عشرات آلاف الزوار وبينهم نسبة مرتفعة من المغتربين، مؤكداً أن هذا الحضور دليل على أهمية إبقاء المغتربين على ارتباط ببلداتهم وبحياتهم الوطنية.

وزير يطلب حماية أمنيّة

علم  أنّ وزير التنمية الإداريّة فادي مكي طلب من رئيس الجمهوريّة الحصول على تعزيزاتٍ أمنيّة لحمايته، بعد التهجّم عليه من قبل جمهور حزب الله نتيجة عدم التزامه بموقف “الثنائي الشيعي” الرافض لتسليم سلاح حزب الله.

لا تراجع عن سحب السلاح

علم أنّ رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون أكّد أمام بعض زوّاره أنّ قرار سحب السلاح غير الشرعي لا عودة عنه، وأنّ الآليّة التي سيضعها الجيش لتسليم السلاح قبل نهاية العام الجاري ستُنفّذ، مهما علت الأصوات المعترضة.

بالصّورة: حادثٌ غريب… سيّارة تتسلّق درجاً!

أفادت “اليازا” بأن سيارة تسلّقت درجاً على طريق نزلة الخناق القديمة في طرابلس.

ووفق المعلومات المتداولة، يُرجّح وفق “اليازا”، أنّ عطلاً في دعسة البنزين أدّى إلى فقدان السيطرة ما تسبّب بصعود السيارة بشكل غير متوقّع على الدرج.
وأثارت الحادثة استغراب المارّة، والنتيجة التداول بالصّورة المرفقة.

بالفيديو-هو صحافي… إليكم هوية المستهدف على أوتوستراد عدلون – أنصارية

استهدفت طائرة مسيّرة سيارة من نوع “رابيد” على أوتوستراد عدلون – أنصارية قرب جامعة فينيسيا.

وأسفر الاستهداف عن سقوط شهيد تم نقله إلى المستشفى.

ووفق المعلومات، فالشهيد يدعى محمد شحادة، مدير موقع هوانا لبنان، وهو مراسل ومصور متمرس.

السِّلاحُ إلى العَلَنِ في لَحظَةِ القَرارِ اللُّبنانِيِّ

للمرّةِ الأولى، وبصوتِ الحكومةِ اللبنانيّةِ الصريح، كُسِرَ الصمتُ الطويل، وطُرِحَ السؤالُ المحوريُّ الذي لطالما أُجِّلَ أو دُفِنَ تحتَ ركامِ التسويات: ماذا عن سلاحِ “حزبِ الله”، وكيفَ السّبيلُ إلى استعادتهِ إلى كنفِ الدولة؟

لم تكُنْ جلسةُ مجلسِ الوزراءِ المنعقدة في الخامس من آب تمرينًا بيروقراطيًّا أو نقاشًا عابرًا، بل كانت، في الحقيقةِ، لحظةً سياسيّةً مفصليّة، لا بل تاريخيّة، ارتفعتْ فيها حرارةُ القرارِ إلى أقصى درجاتِها، وسقطتْ معها أقنعةُ التوازنِ الهشِّ بين دولةٍ سيادتها منتهكةٌ من قبل الاحتلال، ودولةٍ تبحثُ في الوقتِ عينهِ عن هويّتها السائبة، في ظلِّ سلاحٍ خارجِ الشرعيّةِ، يحكمُ من خارجِها، وكان أن أمسكَ مرارًا بمصيرِها من خارجِ مؤسّساتِها.

إنَّه تحوُّلٌ دراماتيكيٌّ في مقاربةِ أخطرِ الملفّاتِ إطلاقًا. فالسلاحُ، الذي لطالما دارتْ حولَهُ المساوماتُ في الغرفِ المُغلقة، انتقلَ إلى دائرةِ الضوء. بين خطابِ الرئيسِ جوزاف عون الصارمِ في عيدِ الجيش، وردِّ “حزبِ الله” عبرَ حملاتِ الانتقادِ والتشهيرِ وتحركاتِهِ الليليّة، وخطابِ أمينِهِ العامِّ الناريِّ المتزامنِ مع انعقادِ مجلسِ الوزراء، وموقف رئيس الحكومة نوّاف سلام الحازم، بدا وكأنّ البلادَ تقفُ على حافةِ بركانٍ يتأرجحُ بين الانفجارِ والانفراج.

الاصطفافُ الوزاريُّ حولَ مبدأ “الحصريّةِ التنفيذيّةِ” للسلاحِ، وجدولةِ تسليمهِ إلى الجيش، لم يكُنْ تفصيلًا بسيطًا، بل مؤشِّرًا على فرزٍ وطنيّ جديدٍ يُعيدُ رسمَ خريطةِ التوازنات. والحزبُ، الذي طالما اتّكأَ على شبكةِ تحالفاتٍ داخليّةٍ عريضة، يجدُ نفسَه اليومَ في عزلةٍ غيرِ مسبوقة، كما لم يحدُثْ معَهُ منذ عامِ 2005، مُحاصرًا داخليًّا كما خارجيًّا، في زمنٍ إقليميٍّ مختلف.

على الطاولة، خيارانِ لا ثالثَ لهما: إمّا دولةٌ تمضي في طريقِ استعادةِ ذاتِها وقرارِها، وتخطو نحو مشروعِ إعادةِ بناءِ الجمهوريّةِ من جديد، ولو على وَقْعِ إمكانيّةِ إحداثِ فوضى داخليّةٍ ومؤسّساتيّةٍ عارمة، وإمّا دولةٌ تنكفئُ، فتخسرُ ثقةَ شعبِها، ودعمَ العربِ والعالم، وتُغامرُ بعودةِ الحرب، وهذه المرّة في ظلِّ انقسامٍ داخليٍّ قد يجعلُ تداعياتِها كارثيّة.

لقد بات لبنانُ يقفُ عند حدِّ السيف. لم يَعُدْ هناك متّسعٌ للرماديّ. فالجمهوريّةُ تُستدعى إلى لحظةِ القرار… الذي اتّخذ، والسلاحُ لم يَعُدْ ملفًّا مؤجَّلًا.

في الواقع، وبالمقابل، يُدركُ “حزبُ الله” تمامًا حجمَ التبدّلاتِ التي عصفتْ بواقعِهِ السياسيِّ والعسكريّ، غيرَ أنّه لم يتهيّأ بعدُ للاعترافِ الكاملِ بهما أو التعاطي الصريحِ معها.

فقد شكّلَ اغتيالُ حسن نصرالله نقطةَ تحوّلٍ لا يمكنُ تعويضُها، لا بشخصِهِ ولا بسلطتِهِ الواقعيّة. أمّا اتفاقُ وقفِ إطلاقِ النارِ الذي أُبرِمَ في نهايةِ تشرين الثاني، قبلَ أسبوعٍ من سقوطِ نظامِ الأسد، فقد جاءَ تطبيقًا فعليًّا للقرار 1701، واضعًا حدًّا لوجودِ الحزبِ العسكريِّ جنوبَ الليطاني، ومقيّدًا قدرتَه على الاحتفاظِ بسلاحِه أو إعادةِ بناءِ هيكليّتِه شمالَ النهر.

ولعلّ التغييرَ السياسيَّ الذي حصلَ في قمّةِ السلطةِ اللبنانيّة، رئاسيًّا وحكوميًّا، بعد فترة وجيزة من الانقلابِ العسكريِّ في سوريا، جاءَ ليُكمِلَ الانقلابَ الإقليميّ. طهران أُخرجتْ بالقوّةِ من دمشق، ولبنانُ انتقلَ “سلميًّا” من تحتِ الوصايةِ الإيرانيّةِ، ما أفقدَ الحزبَ القدرةَ على التحكّمِ بالدولةِ ومؤسّساتِها، وجعلَه يخسرُ “شرعيّةً” كانت قد مُنحت له في عهدٍ رئاسيّ سابق.

ورغمَ إدراكِهِ لهذه التقلّباتِ العميقة، لا يزالُ “حزبُ الله” يرفضُ التخلّي عن سلاحِهِ، وتجلّى ذلك جهارًا ومجدّدًا في السابعِ من آب، في الجلسةِ الثانيةِ لمجلسِ الوزراء، حين فُتِحَ النِّقاشُ على صفحةِ الأهدافِ في مذكرةِ الموفدِ الأميركيّ توم بارّاك، بعد أن وضعَ الرؤساءُ الثلاثةُ ملاحظاتِهم وردودَهم عليها. فما إن بدأ التَّداولُ حتّى وقعَ المشهدُ المُرتقَب. وزراءُ الثنائيّ “أمل” – “حزبُ الله” يُغادرون القاعة، ويتضامنُ معهم، لمرّةٍ يتيمةٍ، الوزيرُ المستقلُّ فادي مكي. غير أنّ المشهدَ، على ما فيه من ضجيجٍ، لم يُغيّر في مسارِ القرارِ قيدَ أُنملةٍ: حصريّةُ السلاحِ أصبحت ثابتةً في محضرِ الدولة، وورقةُ الأهداف أُقرّت بدورِها، ولا رُجوعَ عنها تحت أيِّ ظرفٍ أو ضغطٍ. لقد كُتِبَ السطرُ الحاسم، وطُوِيَت صفحةُ المساومة.

لكنّ لعبةَ التعطيلِ لم تُدفَن. فمحاولاتُ إرجاءِ الإقرارِ استُحضِرَت بكلِّ أدواتِها، سياسيًّا وعلى الأرض، وستستمرّ. وجاء الدخول الإيرانيّ السافر على خطّ السلاح، ليحوِّلَ لبنانَ إلى صندوقِ بريدٍ لتبادُلِ الرسائلِ مع واشنطن، كورقةِ مُساوَمةٍ في بازارِ النووي.

المفارقةُ الصارخةُ أنّ ورقةَ الأهدافِ، التي صيغَت بمصلحةٍ لبنانيّةٍ شاملةٍ وصافية، وقدّمت إجاباتٍ وافيةً على كلِّ هواجسِ الحزبِ ومطالبِه، وُوجِهَت برفضٍ مُستَهلَكٍ ومُستَهجَن. فما أقرَّهُ مجلسُ الوزراءِ يتطابقُ تمامًا مع ما يُنادي به الحزب: انسحابُ إسرائيل، وقفُ العدوان، استعادةُ الأسرى، تثبيتُ الحدود… ومع ذلك، جاءت الخلاصةُ صلبةً وصادمةً: رفضُ النِّقاشِ في السلاحِ وتسليمِه للجيش، يعني ببساطةٍ أنّه لا أملَ في إعادةِ بناءِ الدولة، ولا نيّة في خوض هذه الطريق. هذه هي المعادلةُ التي حاولَ الحزبُ ترسيخَها كما فهمها كثرٌ… نقطةٌ على السطر.

يبقى أنّه، رغمَ كلِّ ما حصلَ وسيحصُل، خيارٌ واحدٌ مطروحٌ بواقعيّةٍ وعقلانيّة، هو الانخراطُ في مشروعِ الدَّولةِ. ذلكَ أنّ كلَّ البدائلِ الأخرى أصبحتْ خارجَ نطاقِ الممكن، وقد نضبَ منها الرصيدُ السياسيُّ وحتّى العسكريُّ، وباتتْ طريقًا إلى مزيدٍ من العزلةِ والانكفاءِ والموتِ، لِلبنانَ الكيانِ والدولةِ والشعبِ.

لكنّ الانعطافةَ المطلوبةَ ليستْ إجراءً تقنيًّا، بل تحوّلًا عميقًا في الوظيفةِ والدور. هي عمليّةٌ شاقّةٌ تتطلّبُ زمنًا ونضجًا، وتفترضُ خروجَ “الحزبِ” من منطقِ التحدّي ومواجهة الشرعيّة، والقبولَ بمبدأِ تسليمِ السلاح، لا بوصفهِ تنازلًا، بل باعتبارهِ شرطًا ضروريًّا للعبورِ من الهامشِ العسكريِّ إلى الفضاءِ المدنيّ، ومن منطقِ القوّةِ إلى منطقِ الدولة.

الزَّمَنُ المقبلُ هو كناية عن مُفترَقُ طُرُقٍ، وَسيَكُونُ َحافِلًا بالمُفاجآتِ، وَلُبنانُ أَمامَ قَرارٍ فاصلٍ: حِكْمَةٌ تَبني مُستَقبَلهُ، أَو فَوْضى تُطِيحُ بِكُلِّ آمالِه. لا مَهربَ مِنَ الاِختِيَارِ، وَلا بَديلَ عَنِ النُّهوضِ.

جريمة تجسد العنف الوحشي… مقتل مهندسة بعد خنقها وكسر رقبتها

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن جريمة قتل بشعة هزّت قرية السيسنية بريف طرطوس، وأثارت حالة من الخوف والقلق بين السكان من أبناء الطائفة المسيحية، في ظل تزايد الجرائم وانتشار السلاح وفوضى الإفلات من العقاب.

وعُثر على جثة شابة تعمل مهندسة، وقد فارقت الحياة خنقاً بعد كسر رقبتها، في مشهد يجسد العنف الوحشي الذي تعرّضت له الضحية، وأحدث صدمة وذهولاً واسعاً بين أهالي القرية والمناطق المجاورة.

فوضى السلاح في ريف طرطوس (إنترنت)
وطالب المرصد الجهات المعنية بالتحرك العاجل لكشف هوية الجاني أو الجناة وتقديمهم للعدالة، محذراً من استمرار موجة العنف والجرائم المنظمة التي تنخر المجتمع السوري دون استراتيجية واضحة لحماية المدنيين.

ووفق إحصائيات المرصد، بلغ عدد ضحايا جرائم التصفية والانتقام منذ مطلع عام 2025 في مختلف المحافظات السورية 916 شخصاً، بينهم 867 رجلاً، و31 سيدة، و18 طفلاً.

error: Content is protected !!