بعد أن قام رئيس بلدية بلاط – قرطبون ومستيتا عبدو العتيّق بواجب العزاء وألقى كلمة في مأتم الراحل عباس قاسم بلوط في بلاط، مع أعضاء المجلس البلدي، وبحضور كهنة البلدة والمشايخ، حيث شارك الخوري جان فرنسوا ابو جوده بالصلاة على الجثمان، زار وفد من العائلة مقر البلدية، شاكرًا للمبادرة الكريمة التي أكدت مرة جديدة أنّ عائلات البلدة مسيحيين ومسلمين، يجتمعون بين دفتي كتاب، عنوانه العيش المشترك.
رحب رئيس البلدية بالوفد، وبالكهنة: الخوري جورج صوما والخوري جان فرنسوا ابو جوده، والشيخ الدكتور محمد أحمد حيدر والشيخ محمد جواد محسن والاستاذ طلال زين الدين، وألقى كلمة جاء فيها: نحن واحد، ونكمل بنفس النهج العائلي، تاريخ ثابت من الأجداد إلى الأحفاد، فلبنان العيش المشترك، يسمو بمسلميه ومسيحيّيه، وبلاط عنوان العيش المشترك.
وألقى كاهن الرعية الخوري جورج صوما كلمة، جاء فيها: الشر ليس له دين. دين الخير هو المحبة. عندما أرفع الصلاة في قداسي، أرفعها لأجل العالم أجمعين من دون استثناء. عندما أذكر (مارون) وأنسى (محمد) يصبح عملي باطلاً وإيماني باطلاً. جمال البستان بتنوع أزهاره وليس بأن تكون من نوع واحد، وهكذا الأديان.
ثم ألقى الخوري جان فرنسوا ابو جوده كلمة، تحدّث فيها عن محبة الفقيد عباس بلوط للعائلة وللأرض التي عاش فيها. وأضاف: كان يحمل العصا، وبعصاه حافظ على محيطه الجغرافي.
وختامًا ألقى الشيخ الدكتور محمد أحمد حيدر كلمة، فقال: انه لقاء محبّة عرفانًا لمشاركة الآباء المحترمين والمجلس البلدي وسائر الأهلين ببلدة بلاط الجبيليّة، عقب تأبين الراحل عباس قاسم بلوط، الذي حمل في المسكوت عنه لناحية الشكل، ما أفصح عنه المضمون الهائل من معاني السموّ الإنسانيّ والرساليّ، وشمم الوحدة الوطنيّة الراسخة الفارعة الباسقة، التي لا يمكن أن تنال منها عوامل التعرية في أزمنة الشحّ، فجبيل عين الحياة التي لا تنضب.
وفي كلمته باسم العائلة، قال قاسم بلوط: أوصانا والدي: نحن والجيران خلقنا معًا ونعيش معًا ونموت معًا، ولا شيء يفرقنا. ونحن نطبق وصية الوالد، ببقائنا جنبًا إلى جنب مع الريس عبدو العتيق، ونشكره ونشكر البلدية والآباء الأجلاء واصحاب السماحة المشايخ الكرام.
وخلال اللقاء، قدم الخوري جان فرنسوا ابو جوده نسخة من المصحف إلى نجل الراحل قاسم بلوط، ومسبحة حفظها من الراحل قدمها إلى رئيس البلدية، وقدم مسبحته الخاصة إلى الشيخ محمد احمد حيدر الذي بدوره قدم مسبحته إلى الأب جان فرنسوا ابو جوده.