18.3 C
Byblos
Sunday, December 7, 2025
أبرز العناوينخاص-مهرجان بلاط مستيتا قرطبون... تجربة شخصية لن تُنسى

خاص-مهرجان بلاط مستيتا قرطبون… تجربة شخصية لن تُنسى

بقلم المخرج رمال أبي يونس

شهدت بلدة بلاط مستيتا قرطبون حدثًا استثنائيًا على مدى ثلاثة أيام متتالية، حيث أقام رئيس البلدية عبدو عتيق مهرجانًا مخصصًا للأطفال والعائلات، على طريق الواجهة البحرية، فحوّل المكان إلى مساحة من الفرح والضحك والموسيقى

تنوّعت فعاليات المهرجان بين الألعاب الترفيهية الخاصة بالأطفال، والأكشاك التي عرضت أشغالاً يدوية ومأكولات شعبية وأطعمة تناسب كل الأذواق. كما زُيّنت الأجواء بعروض فنية وموسيقية أضفت على المكان طابعًا احتفاليًا مفعمًا بالحيوية. الحضور كان كبيرًا من مختلف الأعمار، والأهم من كل ذلك، أن التنظيم كان على أعلى مستوى

لكن خلف هذه الأجواء البهيجة، كانت لي تجربة شخصية مؤثرة جعلتني أقدر جهود و قيمة هذا العمل التنظيمي وخاصة رجال شرطة البلدية بقيادة جوزف العتيق أكثر من أي وقت مضى.

فالبارحة وهو اليوم الآخير من المهرجان، كنتُ برفقة أولادي الصغار ميلار و إيلاي أتنقل بينهم من لعبة إلى أخرى، ووسط الزحمة والانشغال، وفي أقل من أجزاء الثانية صرخت زوجتي بأنها فقدت أحد أطفالي فجأة وهو ميلار. نظرت حولي فلم أجده، وتجمدت للحظة.

فلا شيء أصعب على أم أو أب من أن يفقد ابنه في لحظة كهذه، بين الجموع الغفيرة والصخب. ولأنني أملك خبرة كبيرة في كيفية التعامل مع هذه الأمور كوني مسعف ومنقذ بحري سابق ركضت مسرعا نحو رجال الشرطة لأخبرهم بالأمركخطوة اولى

وهنا كانت المفاجأة بعد توجهت الى عناصر الشرطة وأحد المشاركين سألني إن كنت أبحث عن طفل صغير وما إن أكّدت الأمر، حتى أرشدني إليه، وصلت الى الشرطة واذ رأيت ميلار وهو بخير تمامًا وفي رعاية الشرطة وزوجة رئيس البلدية المشكورة، الذين وجدوه قبل أن أطلب المساعدة حتى، وحرصوا على تهدئته وبقائه في مكان آمن إلى أن يتم تسليمه لي

هذه الحادثة، رغم توتّرها، كانت بالنسبة لي دليلًا واضحًا على الاحترافية والتنظيم الجاد الذي يرافق هذا المهرجان. لم يكن الهدف فقط توفير الترفيه، بل أيضًا تأمين الحماية والمتابعة والاهتمام بكل تفاصيل السلامة العامة، وخاصة للأطفال.

وهنا نحن كإعلاميين وجب علينا أن نشهد للحق وان نخبر الحقيقة كما هي ولهذا لا يمكنني ان أسكت عن الحقيقة فلذا أوجّه شكري العميق إلى صديقي رئيس بلدية بلاط مستيتا وقرطبون عبدو عتيق، الذي كان حاضرًا ومتابعًا عن قرب، وإلى فريق العمل والمنظمين وخاصة رجال الشرطة وحرصهم وخبرتهم العالية في ضبط الأمن والذين أثبتوا أن المهرجانات الناجحة ليست فقط بالألعاب والعروض، بل بالاهتمام الحقيقي بالناس، وبسلامة أبنائنا

لقد غادرت المهرجان مع أولادي وأنا ممتن، ليس فقط للفرح الذي زرعه هذا المهرجان في قلوب جميع من شارك من صغار وكبار، بل أيضًا للأمان الذي شعرنا به، وللحادثة الجميلة التي اختبرتها

حين يتلاقى التنظيم بالنية الطيبة والأمن والأمان، تتحوّل الفعاليات إلى ذكريات لا تُنسى

<
height
heig

- إعلان -
- إعلان -
- إعلانات -
- إعلانات -

الأكثر قراءة

- إعلانات -
- إعلانات -
- إعلان -
- إعلان -
error: Content is protected !!