كرّس راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون لوحة “سيّدة البيدر” التاريخية في الكنيسة القديمة في رعية سيّدة البيدر – حصارات، بمناسبة عيد انتقال السيّدة العذراء ، وذلك بعد إنجاز أعمال ترميم دقيقة أعادت إليها رونقها ، عاونه خادم الرعية الخوري بيار الخوري ،الخوري جاد الحاج، وخدمت القداس جوقة الرعية بحضور فعاليات البلدة وحشد كبير من المؤمنين .
اللوحة المكرّسة، التي تعود إلى أوائل القرن الثامن عشر، تُعتبر من أهم الرموز التراثية في حصارات، إذ رافقت الأجيال المتعاقبة وكانت شاهدة على محطات روحية وتاريخية بارزة.
وقد شكّلت عملية ترميمها مبادرة للحفاظ على الذاكرة الجماعية وصون الإرث الكنسي العريق.
بعد الغظة أشار المطران عون إلى العمق الروحي الذي تحمله هذه اللوحة وما تتضمّنه من رموز ومعانٍ، مستذكرًا ارتباطها بصلوات وآمال الآباء والأجداد، ومؤكّدًا أن الإيمان هو الطريق الأكيد لمواجهة تحديات الحاضر.
ودعا أبناء الرعية إلى التمسك بالمحبة ونبذ البغضاء والانقسامات التي تشهدها مجتمعاتنا اليوم، والسير بثبات على خطى المسيح ومثال السيدة العذراء في الإيمان والتضحية.
بعد انتهاء الصلاة، جال المطران عون على أجنحة المهرجان، حيث اطّلع على الأنشطة المنوّعة التي شملت ألعابًا للأطفال، ومعرضًا للحرفيات والمنتجات المحلية، وأجنحة خاصة بالمأكولات التراثية. كما حضر المسابقة الإنجيلية التي تنافس فيها أبناء الرعية في أجواء من الفرح والتآخي، وسط تفاعل لافت من الحضور.
واختُتم اليوم الروحي الاحتفالي بمشاعر الامتنان والفخر، حيث عبّر الأهالي عن فرحتهم بعودة لوحة “سيّدة البيدر” إلى مكانها التاريخي في الكنيسة القديمة، لتبقى شاهدًا على مسيرة إيمان عمرها قرون، ورمزًا متجددًا لوحدة أبناء البلدة حول إرثهم الروحي والثقافي

