احتفل الكاهن الجديد بول إميل نون بقداسه الأول في كنيسة مار يوسف في بلدته مشمش – قضاء جبيل، بعد أن نال سرّ الكهنوت المقدس على يد راعي أبرشية صيدا المارونية المطران مارون العمار في كاتدرائية سيدة الخلاص – بيت الدين .
ترأس نون الذبيحة الإلهية بمشاركة راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، الأباتي بيار نجم، عرّابه في الكهنوت الخوري القاضي مارون حرب، كاهن الرعية الخوري طانيوس إليان، ولفيف من كهنة أبرشيتي جبيل وصيدا والأبرشيات المارونية الأخرى وخدمته جوقة أسرة المحبة.
حضر القداس النواب: سيمون أبي رميا،زياد الحواط، ملحم خلف، رئيس بلدية مشمش بول نون وأعضاء المجلس البلدي، مختاري البلدة يوسف دميان وفادي الخوري حنا, شخصيات قضائية ونقابية وأمنية وإعلامية، محامون، وكتّاب عدل، أهالي البلدة وحشد من المؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس، ألقى نون عظة شكر قال فيها إنه يقف بفرح كبير على مذبح الرب أمام جميع المشاركين بالذبيحة الإلهية، مبرزاً شكره على نعمة الكهنوت التي دعته إليها.
وأشار إلى أن هذا اليوم المبارك يمثل لحظة فارقة في حياته وحياة كنيسته المحبّة، وذكر أنه قبل يومين احتفل بحدث عظيم وهو رسامته الكهنوتية في كاتدرائية سيدة الخلاص في بيت الدين، معتبراً أن هذه الرسامة دعوة إلهية ومسؤولية عظيمة لتكون خدمة أمينة لله ولشعبه.
ولفت إلى أن الدعوة الكهنوتية ليست مجرد وظيفة بشرية، بل امتياز إلهي، حياة تكريس كاملة لخدمة الله ومحبته، مؤكداً أن الكهنوت دعوة للقداسة وأن الكاهن هو “خادم” على مثال المسيح الذي جاء ليخدم وليس ليُخدم، وأن كل خطوة على هذا الطريق تعكس تضحيات المسيح من أجل البشرية.
وأشار أيضاً إلى أن الكهنوت يدعو للعيش بوحدة متينة مع الكنيسة والشعب، حيث أن الكنيسة هي جسد المسيح والكاهن جزء منه، ويتشارك معهم في الصلاة والآلام والفرح.
وأعرب عن امتنانه العميق لكل من رافقه في مسيرته الروحية منذ شعوره بنداء الله في قلبه وحتى يوم رسامته الكهنوتية، وخص بالذكر الله الأب الرحيم الذي منحه النعمة ليقف اليوم أمام المؤمنين، وأكد دعمه المستمر من أسرته الغالية، زوجته الإعلامية لارا سليمان نون وأولاده الأربعة لوتشيا، إميل، باولو وشربل، موضحاً أن محبتهم كانت مصدر قوته وتوجيهه خلال مسيرته.
وشكر والده الشاعر إميل نون، ووالدته أنطوانيت، وشقيقه الدكتور بيتر وعائلته، وشقيقاته بيارات وبولا وعائلتيهما، كما أعرب عن امتنانه لراعي أبرشية صيدا المارونية سيادة المطران مارون العمار، الذي تابع مسيرته وكان مرشداً له، وكذلك سيادة المطران ميشال عون راعي أبرشية جبيل المارونية على أبوتهم وحضورهم قداس الشكر.
كما وجه الشكر لكل الأساقفة والكهنة والراهبات الذين مروا بحياته، وأخص بالذكر كهنة الرعية الأحياء والمتوفين، وأبونا طانيوس اليان على تواضعه وصلاته، بالإضافة إلى الإكليريكية، جامعة الأنطونية، مدارس الفرير، والجامعات اللبنانية المختلفة التي رافقته في مسيرته التعليمية والدينية، وبلدته مشمش الغالية وكل أهاليها، وأبناء رعية مار ضومط، وجميع الأصدقاء والزملاء وكل من وقف إلى جانبه في هذه الرحلة الروحية.
ولفت إلى إنجيل اليوم الذي تحدث عن حوار بين المسيح وتلاميذه، حيث تساءل بطرس عن المكافأة التي سينالها كل من ترك كل شيء من أجل المسيح، موضحاً أن إجابة المسيح تؤكد على أن الحياة المسيحية الحقيقية تقوم على التضحية والإيمان الثابت، وأن الجهد والتضحية من أجل المسيح لا تذهب سدى.
وشدد على أن وعد المسيح بثمار مضاعفة لا يقتصر على المكافأة الأرضية، بل يشمل الحياة الأبدية الغنية بالثمار الروحية، مؤكداً أنه اليوم يستجيب لدعوة الله لخدمته من خلال الكهنوت، مستعداً لترك الراحة والمكانة الشخصية لخدمة الكنيسة والشعب، ومناشداً الجميع رفع الصلوات من أجله ومن أجل كل كاهن وكل مؤمن يسلك هذا الطريق المبارك.
وختم : سائلاً الله أن يمنحه الحكمة والرؤية في خدمة هذا الكهنوت، وأن تبقى الكنيسة المارونية نوراً في العالم ، وأن نبقى دائماً متحدين في الصلاة والإيمان.
وفي ختام القداس، قدّمت لجنة وقف مار يوسف هدية تذكارية للكاهن الجديد في باحة الكنيسة، وألقى كل من الشاعرين إميل نون وجورج لطيف قصيدتين من وحي المناسبة.
بعدها، انتقل الحاضرون إلى منزل الكاهن نون حيث تقبّل التهاني والمشاركة في لقمة الأخوة والمحبة .
إشارة الى ان الكاهن بول إميل نون هو محامٍ بالاستئناف، متأهل من الإعلامية لارا سليمان نون، ولهما أربعة أولاد: لوتشيا، إميل، باولو، وشربل.
