أشاد رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، خلال العشاء السنوي لمنسقية جبيل الذي أُقيم في المقر العام للحزب في معراب، بالنائب زياد الحواط، متوقفًا عند مسيرته ومواقفه الوطنية، واصفًا إيّاه بأنه من النماذج التي نحتاجها في العمل العام، لأنه لا يُصفّق لمجرد المجاملة، بل يقول رأيه الحرّ بشجاعة، حتى داخل صفوف القوات.
وقال جعجع:لن أتناول زياد الحواط بصفته نائبًا أو في إطار عمله في المجلس النيابي، بل لأنني أقدّر فيه صفاته الإنسانية. زياد جاء من بيئة مختلفة، وكان يستطيع أن يتحالف مع أطراف أخرى، لكنه اختار التحالف مع القوات اللبنانية. أتذكر أول لقاء جمعني به عندما كان مرشحًا لرئاسة بلدية جبيل، ولم تكن فكرة التحالف معنا مطروحة بعد، لكنني لمست فيه ثورة على الواقع وجرأة في مراجعة الذات. خرج يومها مقتنعًا بأنّ المسار الذي نسير فيه هو الصحيح، والتحق به لاحقًا كثيرون حتى أصبحت الأغلبية الساحقة إلى جانبه.
وأضاف جعجع:من المهم جدًا أن يكون الإنسان حرًّا، لأن الحرية هي التي تجعله يرى الحقّ ويقف عنده. زياد رأى الحقّ وسلك طريقه، رغم صعوبة الخطوة، ما يدلّ على شجاعة فكرية وصدق داخلي. إننا في القوات، كما في المجتمع، بحاجة إلى أمثال زياد أكثر من المصفّقين، لأن أصحاب الرأي الصريح هم البوصلة التي تُرشدك حين تخطئ أو تصيب، فلا أحد يعمل دائمًا الصواب، وإن غاب الصادقون، ضاعت الحقيقة وضاعت المسيرة.
وتابع جعجع متحدثًا عن خلفية الحواط العائلية والسياسية: رغم انتمائه إلى عائلة سياسية، لم يلتزم زياد بقواعد التصنيف الاجتماعي في لبنان. فعندما رأى في القوات اللبنانية مسارًا وطنيًا صادقًا، قرر التحالف معها. كثيرون من أبناء العائلات السياسية يشاركونه هذا التشخيص، لكن قلّة امتلكت الجرأة لاتخاذ خطوة مماثلة. وزياد فهم أنّ السياسة الحديثة لا تُدار بالعائلات، بل بالأحزاب والمؤسسات التي تملك رؤية وبرنامج عمل وطني.
وختم جعجع بالقول:زياد الحواط يجمع بين العقل الحرّ الصادق والعقل العملي الذي يؤمن بالعمل الحزبي المنظّم. لقد اختار التحالف مع القوات اللبنانية، وكفى بهذا التحالف فخرًا واستمرارًا إلى أبد الآبدين، آمين إن شاء الله.

