أبدى رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل استعداده للمحاكمة في “مناظرة إعلامية لها شروط علمية ومحتيدة محترمة”. وقال: “للخروج من المهاترات أنا مستعد لمحاكمة أو مناظرة في أي ملف يتم اختياره وفي أي قضية تم اتهامنا بها وأتحدى بأن يشارك في مناظرة علمية محترمة أناس لديهم ملفات، وأنا مستعد للمشاركة لنظهر للبنانيين على الهواء إن كان أحد يستطيع أن يثبت علي قضية فساد”.
وقال في مقابلة على قناة “LBCI”: “أضع هذا الموضوع لديك لجهة إعداد حلقة أو أكثر من حلقة لمشاركة أي أحد معي لديه ملف وقد سبق وطلبت ذلك في مجلس النواب ودعوتهم لمحاكمة أمام الهواء”.
أضاف: “في ملف الجنوب والتفاوض ومخاطر الحرب، الخطأ الكبير للسلطة اللبنانية والتي أتت على اساس وعود أعطتها للخارج وللداخل في خطاب القسم والبيان الوزاري، أنها لم تبادر فوراً لوضع الخطة التي التزمت بها في وضع استراتيجية دفاعية لتقول هذه ورقة لبنانية مبنية على التوافق. كان هناك رهان على شراء الوقت لجهة حصول اتفاق اميركي – ايراني أو حرب على إيران ما يؤدي إلى تسليم السلاح في الوقت الذي يجعلنا هذا الإنتظار نخسر وقتاً”.
وتابع: “أريد النتيجة ذاتها التي يريدها الرئيس جوزاف عون والرئيسان سلام وبري لكن لتجنب خطر الانزلاق لفتنة داخلية، واليوم نربح الحجة على حزب الله إذا قمنا بواجبنا لجهة تحقيق انسحاب اسرائيل وحماية لبنان وخروج النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين وتحقيق تحييد لبنان فعلاً إلى درجة تكلمتُ فيها عن اتفاق دفاعي مع الولايات المتحدة. لا يوجد دولة من دون حصر السلاح لكن مررنا بفترة استثنائية تشرع فيها السلاح من قبل عشرين حكومة منذ العام 1990 ويجب أن نعود الى الوضع الطبيعي حيث تتحقق حصرية السلاح لكن من دون سقوط دم لبناني”.
وشدد على أن “الخطة التي وضعتها الحكومة لم تنفذها إسرائيل والحكومة لم تشكل لجنة أو تعقد جلسة لوضع خطة لتمكين الجيش وتسليحه وتتفق فيها مع حزب الله على عملية انتقاله ليكون جزءاً من خطة دفاعية بما تقرره الحكومة فليست القصة تلف سلاح فقط”. وسأل: “لمَ لا نحفظ هذا السلاح للجيش اللبناني؟”
وسأل: “على الولايات المتحدة أن ترى ما يريده لبنان فهل نحن ذاهبون الى سلام أم استسلام نسلم فيه أرضنا وثرواتنا؟ أنا مقتنع بأننا من خلال وحدة وطنية يمكن ألا ننزلق الى سلسلة تنازلات. أنا أقبل بمنطق تجنب الحرب، لكن إسرائيل جربت أيضا الغزو البري وهذا ليس سهلاً فهناك شعب لن يتفرج إذا دخلت عبر الأرض. أنا لا أقول ذلك لتشجيع أحد على الإنزلاق إلى الحرب فالجنوب يمكن أن يتدمر لكن المسألة لا تنتهي بأن اسرائيل تحقق كل أهدافها إذا كان هناك شعب يقاوم ومعه الجيش فالمنطق الإستسلامي يفقدنا أن مجلس النواب لا يعود حراً وأن تنتخب بحرية رئيس جمهوريتك وتختار رئيس حكومتك”.
وقال: “نحن لم نقاوم الوصاية السورية 15 عاماً لنقبل باحتلال آخر. المشكلة مع حزب الله بأنه يجب أن يسلم بأن سلاحه ليس أبديا سرمدياً وهذا أمر يتطلب حله والسيد حسن نصرالله كان يقول إن السلاح عبء علينا وعلى حزب الله أن يقرر ما إذا كان القرار في لبنان أم إيران. هناك في حزب الله من يسمعونني ويعرفون أنني مصيب فيما أقوله فنحن نسعى لتأمين حماية لبنان وسيادته بطريقة أخرى ويجب أن يسلموا بأن هناك مئة مخرج مشرف للبنان وليس فقط لهم. في المقابل هناك رهان كبير على “قطع رؤوس” وهناك توجه عنفي بالفكر واللاوعي لجهة استسهال الحرب والعيش في “الكانتون”. هناك نواب يخرجون ويطلبون مساندة سوريا على أساس أن كل أمر مبرر فإلى أين يأخذ ذلك المسيحيين ولبنان؟”
وفي ملف المفاوضات قال: “الحل الوحيد بورقة لبنانية تحدد المسار الكامل الذي يتصرف على أساسه المفاوض اللبناني والسفير سيمون كرم. لبنان الرسمي يجب أن يخبر شعبه عمَّ يتفاوض عليه. هل يقول الرئيس بري الأمر نفسه الذي يقوله رئيس الحكومة؟ الورقة اللبنانية يجب أن تتضمن شروط السلام فلا يجوز أن يبقى طرف في الحكومة يرفض السلام وفريق آخر يقول لأميركا إنه قادر على الحل فيما يقول لحزب الله إن المسألة في جنوب الليطاني فقط”.
وعن أداء رئيس الجمهورية في ملف المفاوضات رأى أن “الرئيس عون لا يمكن أن يفعل شيئاً لوحده. أنا مع الذي يقوم به رئيس الجمهورية لأن ليس لديه خيار آخر فهو يتصرف بحكمة لتجنب الحرب وإزاء الضغوط من الخارج يحاول كسب الوقت لكن في النهاية نحن أمام أمر بسيط: نتنياهو سيقى يبادر إلى حروب حتى الإنتخابات الإسرائيلية وحين يتوقف سيواجه خطرين هما المحاكمة وشعبيته ويعتبر انه طالما يقوم بالحرب ستزداد شعبيته وإيران ليست متاحة له من دون موافقة أميركية، وفي لبنان يعتبرون أنه اعطي الفرص الكافية وإذا لم تفتح جبهة أخرى أمامه تبقى الجبهة اللبنانية أمامه وهو أيضاً يتلاعب بالجبهة السورية الذي طالبت أميركا بوقفها ولذلك لن يتوقف نتنياهو”.
وعن مؤتمر دعم الجيش قال: “هناك كلام عن تسليح الجيش ليقوم بمهمة نزع سلاح الحزب لكن الناقص هو تسليح الجيش للدفاع عن لبنان فلا أحد يتكلم عن تسليح الجيش لدخول إسرائيل لكن فقط لحماية لبنان من الإحتلال الإسرائيلي. نسمع عن منطقة اقتصادية وعقارية للتدمير والشراء والإعمار لاحقاً فهل لبنان مشاع أم وطن؟! أنا مع حل مسألة السلاح لكن يجب أن نعد ورقتنا وخطتنا الدفاعية الوطنية فليدخل السلاح إلى الجيش وما يطالبون بالإستغناء عنه إن كان إيرانياً فلتعطنا الولايات المتحدة بدله”.
وبالنسبة إلى السلام اعتبر أن “إسرائيل لا تريد سلاماً لكن يبقى أن هناك يهوداً يريدون سلاماً، وترامب يسعى للسلام وفي هذا مصلحة لنا ولكن بالنسبة الينا السلام يستند على حقوق الشعوب والعدالة ويمكن، إن تحقق ذلك، أن يؤدي في شكل طبيعي للتطبيع والترجمة هي في القدس التي يجب أن تكون عاصمة مفتوحة لكل الديانات. في حال حصلت حرب برية ستبرز القدرة على المقاومة فحزب الله شعب فكيف يكون قد انسحب من الجنوب. سلاح حزب الله لا يستطيع اليوم أن يردع كما في السابق ومعادلة الردع رسمت لنا الحدود البحرية لكن هذا أمر وأن تدخل إسرائيل وتقاومها انطلاقا من حق الدفاع المشروع أمر آخر، فما أقوله أن كلفة الإحتلال والبقاء مرتفعة فهل سيتمكنون من تهجير واقتلاع مليون ونصف شيعي؟ المقايضة بالسلاح مقابل مكتسبات دستورية خيانة للبنان وهذا يعاكس ما قاله السيد الشهيد حسن نصرالله”، وأضاف: “في النظام حقوق ولكن المكتسبات والمقايضات لا يمكن القبول بها أبداً، فعندها كل ما تم يذهب هباء لأن نظامنا يعيش على التفاهم والتوافق والفكرة التي بني عليها لبنان”.
وعن أداء الحكومة ومن ضمنه أداء وزير الخارجية قال: “وزير الخارجية يمثل نفسه فنحن نرى تناقضاً بين ما تقوله الحكومة وما يقوله وزير الخارجية. الخارجية أصدرت بياناً تعتبر انها ليست معنية بمؤتمر LDE للطاقة الإغترابية ونحن لم نلمّح إلى أنها معنية ليتصلوا بسفراء قناصل ويدعونهم لعدم المشاركة. ماذا فعلت الحكومة؟! هناك عناوين أساسية في الإستراتيجية الدفاعية وإعادة الإعمار وعودة النازحين وإعادة الودائع والإصلاح والموازنة والكهرباء وكل ذلك يتطلب خططاً. طالبناهم بخطة وخريطة وملفات عن إعادة الإعمار منذ 29 أيلول الماضي في كل ما يتعلق بتفاصيل إعادة الإعمار ووضع أولويات جغرافية وقطاعية وقلنا إننا مع إعادة الإعمار لكننا لسنا مع الفوضى والهدر وكيف تذهب الأموال في الصناديق ومر شهران وعندما سألناهم في مجلس النواب كانوا يجيبون بالكلام فقط. على أي أساس الناس تأخذ دعماً للإيواء وعلى الحكومة تحديد أولويات القبض وأي منازل وأي مناطق؟”
وتابع: “الإثنين سيضعون قانون الفجوة المالية لكن رأينا ما حصل في السابق وما سمعنا عن هذا المشروع وضع صندوق النقد الدولي عليه ملاحظات من 5 صفحات. لم على الحكومة أن تقتطع من أموال اللبنانيين؟”
أضاف: “نحن دفعنا ثمناً غالياً ما حصل في مجلس النواب و”عضضنا على الجرح” وعليك أن تسأل الرئيس ميشال عون عمَّ شعر عندما سقط مشروع حكومته من قبل لوبي المصارف. لا توجد إرادة سياسية جامعة بإصلاح الوضع المالي على اعتبار أن الوضع يصلح نفسه وهناك أمر وحيد جيد في خطة الحكومة هو الكلام عن استعادة الأموال المحولة إلى الخارج. هذا القانون قدمناه منذ العام 2020 فالحكومة قادرة على أن ترد لجميع المودعين من مئة الف دولار نزولاً كل ودائعهم لكنها تربط ذلك بمجموعة من الأمور، وعندما يصدر القانون سنقول توجهاتنا بالأرقام وبطريقة علمية حول كيفية اعادة اموال المودعين. آمل أن ينجح العهد فنجاحه هو نجاح لبنان وكل أمر إيجابي نحن معه وليجربوننا فحتى عندما نطعن في القوانين نفعل ذلك لإصلاحها ونحن نريد الأفضل لكن هل يمكن أن يسموا لنا ما هي الإنجازات عدا التعيينات من خارج الآلية وعدا الكيدية التي تستهدفنا نحن تحديداً”.
وعن اتهامات “القوات اللبنانية” للتيار حول المشاركة في الجلسة التشريعية قال: “عندما كنت وزيراً للطاقة أرسلنا مشروع قانون معجل مكرر لإنجاز خط غاز ساحلي لم يمرّره الرئيس نبيه بري فلم لم يرفع أحد الصوت معي في تلك الفترة؟ أي منطق دستوري وتشريعي وانتخابي يتحدث عن حق مكرس للناس بأن يترشحوا فتأتي وتنزع عنهم هذا الحق في سنة الإنتخابات بتغيير القانون؟ “القوات” اعتبروا أنهم أبطال معي في قانون انتخاب المغتربين فلم أصبحوا اليوم ضد انتخاب المغتربين نوابهم وكيف لا يحترمون من تسجلوا من المغتربين على هذا الأساس؟ لكي لا يلتبس الأمر على الناس: الحكومة قادرة أن تطبق القانون النافذ بسبب وجود قرار سياسي وأنا نبّهت من تفاهم ل”تطيير” حق المنتشرين”.
وقال: “عندما نفكر بالمنتشرين يجب أن نفكر بجميع شرائحهم وعندما يناديهم رئيس “القوات” لكي يأتوا جميعهم يعني أن هذا الخيار متاح أمامهم في القدوم إلى لبنان وما دام حريصاً عليهم فلمَ لم يجيبوا على اقتراحي الذي تحدث عن خيار المنتشر في الخارج بالتصويت إما لنواب الإنتشار أو للنواب في الداخل. هنا أخاف من التلاقي فالثنائي الشيعي لا يخفي عدائيته ل”تطيير” حق المنتشرين فلمَ منح الحجة ل”قطع رأس” المنتشرين وصوتهم؟ المشكلة في عدم وجود رؤية استراتيجية لدى جعجع لأن هدفه انتخابي بحت. الحكومة والقوات مسؤولان فكما “طيروا” القانون الارثوذكسي هما مسؤولان عن “تطيير” حق المنتشرين في الإقتراع من الخارج فالضربات للمسيحيين لا تأتي إلا من الداخل”.
وقال: “عن طرح جعجع بتوجيه رئيس الجمهورية رسالة لمجلس النواب: هذا غش للناس فحتى لو وجه رئيس الجمهورية رسالة لمجلس النواب فالحكومة تقدم المسوغ لتأجيل الإنتخابات لأنها لا تحترم القانون النافذ وليرتكبوا الجريمة ونحن براء من ذلك”.
وفي ملف النزوح والعلاقات مع سوريا قال: “سبق وتخوفت من عامل النزوح السوري منذ العام 2011 نظراً لما يرتب من تداعيات. إذا حصل ما حصل في لحظة فرح في تظاهرات النازحين السوريين فكيف إذا حصل ذلك في لحظة غضب؟ أرسلنا قانوناً إلى مجلس النواب لإعادة النازحين المقيمين بطريقة غير شرعية وما شجعنا على ذلك أن أسباب بقائهم انتفت بعد سقوط النظام ومصر منحت مهلة للعمال السوريين للعودة والولايات المتحدة كذلك وأوروبا، لكن مجلس الوزراء رفض اقتراح القانون. لم تعد هناك إعادة قسرية بعد انتفاء أسباب بقاء النازحين وعندما ترفض الحكومة اقتراح القانون الذي تقدمنا به تكون تتسبب بديمومة بقائه وهذه قمة الخضوع لسوريا. يجب تقسيم المساجين السوريين إلى فئات وهناك قسم من المساجين اللبنانيين مظلومون لكن قبل كل ذلك هناك ملف عودة النازحين وعلينا في لبنان أن نقول إنهم لا يمكنهم ألا يبقوا”.
وقال: “هناك شيشان وإيغور وأوزبك على حدودنا والرئيس السوري التزم محاربة داعش مع اميركا ولديه 30 ألف مقاتل أجنبي ويضعهم على حدودنا، ولبنان ليس القلب فقط بل ما يسمونها الأطراف وهي التي تؤمن الإختلاط والإمتداد. هناك إنكار بأننا انتقلنا من خطر تهديد الهوية والديموغرافيا إلى خطر أمني فلا يمكن للحكومة أن تتفرج عليه فتقدم خطة سخيفة وأي حديث عن عودة طوعية خيانة للبنان. لا يجوز أن نقوم بما تريده سوريا من دون حل ملف النازحين. نحن موجوعون من احتلال سوريا وعندما يقول مسؤولون أميركيون إن “سايكس بيكو” غلطة ألا يتطلب ذلك منا أن نتخوف منه وأن يكون لوزارة الخارجية موقف منه. نقوم بكل ما يلزم للبنان ونريد العلاقة الجيدة مع سوريا ونحن أمام معادلة إما الفوضى أو نظام أحمد الشرع لكننا نريد علاقات ندية وليس دونية لكن في لبنان ساعة يزحفون للفرنسي أو للإيراني أو للسوري. إذا أقمنا علاقات ندية فهذا أمر جيد ونطمح لأن نشبه بعضنا بالحريات والإنفتاح واحترام حقوق الإنسان. ما فعلته السعودية جيد لاحتضان النظام السوري لأن ما تقوم به في الداخل في تعزيز فكر التطور والعمران والإزدهار والتنافس نحو الأفضل. العلاقة أفضل مع السعودية والدعوة للزيارة تصبح تفصيلاً في هذه الحال”.
وعن ملف الإنتخابات والكهرباء ختم باسيل: “أصوات التيار هي أصواتنا وهناك تحالفات لا بدّ أن تحصل من أجل الحواصل ولا يمكن لأحد أن يمننا بمقعد لم يكن لنا. في أيامنا أتت الكهرباء 18 و20 ساعة لكن اليوم تأتي في شكل يدفع اللبنانيون مليار ونحو 500 مليون دولار زيادة بين المولدات والكهرباء لكنهم لا يزالون يتجرأون على الحديث عن “مؤامرة” من التيار لعدم دخول الفيول فوعدوا بإيصال الكهرباء في ستة اشهر لأن كل ما يمكن أن يقوموا بها هو من نتاج المشاريع التي تقدمنا بها وحتى ذهبوا لشراء بواخر من قبرص”.

