لم تنجح محاولات التمديد لمدير المخابرات في الجيش العميد طوني منصور. رغبة قائد الجيش بالتمديد اصطدمت برفض رئيس الجمهوريّة. الإسم بات شبه محسوم، ومرسوم التعيين سيصدر قريباً بعد أن حظي بتوافقٍ سياسيّ.
سيشهد اجتماع المجلس العسكري الذي سيعقد بعد غدٍ الخميس اقتراح أسماء لتولّي منصب مدير المخابرات. تمّ التداول بإسمَي مدير المخابرات في جبل لبنان العميد كليمنس سعد، والعميد الركن رولي فارس. ولكن، يبدو أنّ هناك رغبة واضحة لدى رئيس الجمهوريّة، الذي يملك قراراً فاصلاً في تعيين قائد الجيش ومدير المخابرات، بالذهاب نحو الدورة التالية لإعطاء فرصة لضبّاطٍ آخرين لتولّي مناصب بارزة في المؤسّسة العسكريّة. يبرز هنا اسم العميد طوني قهوجي، الأوفر حظاً لخلافة العميد طوني منصور.
سجلّ قهوجي العسكري حافل. هو يملك خبرة في المجال الاستخباراتي، نظراً لتولّيه رئاسة الفرع الفنّي لسنواتٍ طويلة، حيث يقع مجال مراقبة الاتصالات ضمن اختصاصه. ويلقى وصول قهوجي دعم الرئيس ميشال عون، وقبول جهات سياسيّة بارزة، علماً أنّ قرار التعيين يجب أن يحظى بتوقيع عون ورئيس الحكومة ووزيرة الدفاع. وهو المسار الذي سينطلق الخميس، بدءاً من المجلس العسكري.
وتشير المعلومات الى أنّ عون كان حاسماً في رفض التمديد لمنصور، لأكثر من سبب، وانسجاماً مع الموقف المعارض الذي عبّر عنه منذ سنوات عند التمديد لمدير المخابرات السابق العميد ادمون فاضل.
من جهة أخرى، يرى كثيرون أنّ تعيين قهوجي يصبّ في مصلحة رئيس التيّار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الذي تربطه علاقة جيّدة به، على عكس علاقته بمنصور.
وتذهب مصادر الى اعتبار رفض عون، ومن خلفه باسيل، لقرار التمديد بمثابة انتقام من الأميركيّين الذين كانوا مرتاحين لمنصور، بالإضافة الى سعي باسيل لتعزيز علاقته بالمديريّة، الأمر الذي لم يكن متاحاً مع منصور، ولا، خصوصاً، مع قائد الجيش العماد جوزاف عون الذي يكرّر دوماً أنّ علاقته بأيّ سياسيّ تقف عند حدود التدخل في شؤون الجيش، وهو الأمر الذي يرفضه تماماً.
