دأبت جمعية القديسة رفقا للرجاء والرحمة منذ سنوات عديدة على توزيع الحصص الغذائية والأدوية والملبوسات والهدايا بالإضافة الى نشر التوعية الدينية وحماية المسيحيين المضطهدين في لبنان، إيمانا من الجمعية الأم في كولورادو-أميركا بالوقوف إلى جانب العائلات المحتاجة والأكثر فقراً خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة التي تعصف بالبلاد، وبتوجيهات من الأب المؤسس أندريه مهنا ورعاية المونسنيور القاضي عبدو يعقوب من محكمة الروتا الرومانية في الفاتيكان، وفي إطار التضامن بين أبناء منطقة جبّة المنيطرة في قضاء جبيل واستكمالا للدفعة الأولى ال ٣٥٠ حصّة غذائية التي قُدّمت الى مجدل العاقورة – يانوح وعبود في مواجهة أزمة كورونا وتداعيات انفجار بيروت.
قامت جمعية القديسة رفقا للرجاء والرحمة في لبنان برئاسة الأستاذ خالد بو يونس وبالتعاون مع أعضاء الهيئة الإدارية المحامي سامي أغناطيوس نائب الرئيس ومحامي الجمعية والمخرج رمال بو يونس أمين السر والمستشار الإعلامي والأستاذ أنطوني نصراني أمين الصندوق، بتقديم الدفعة الثانية من المساعدات العينية والتي بلغت ٨٥٠ حصة غذائية وهي ذات أصناف متنوعة كهدية من أخ لآخيه على مختلف أبناء العاقورة وبكافة أطيافها دون تمييز بنسب متفاوتة حسب الطلب والحاجة الملحة.
و هذه المبادرة هي ليست الأولى التي تقوم بها الجمعية في قرى ومدن قضاء جبيل وقد سبقها مساعدات ومبادرات كثيرة طيلة الخمس سنوات الماضية، وقد أتت بعد تنسيق كبير جرى مع الأب المونسنيور رزق الله أبي نصر خادم رعية العاقورة والمجلس الرعوي الكريم، والمونسنيور عبدو يعقوب مرشد الجمعية العام في الفاتيكان، والأب الرئيس الأعلى أندريه مهنا في أميركا، والأب روجه كرم مرشد الجمعية في أبرشية جبيل، والأب جوزف خوري خادم رعايا المجدل يانوح وعبود ورئيس الجمعية في لبنان الأستاذ خالد بويونس.
بدوره نوّه المونسنيور أبي نصر بأعمال الجمعية ومساعدات الاب مهنا قائلاً: أشكر الأب أندريه مهنا على محبّته للبنان ولكنيسته وخاصة العاقورة الذي ينتمي الى رعيّتها، وهو كاهن أحترمه وأقدره داخل الكنيسة، وما قام به هو لفتة كريمة ومهمة جدا لرعية المسيح في العاقورة، فالأب مهنا هو رسول قد انطلق من هذه الكنيسة حاملا رسالة محبة وحب وانفتاح سلّمه إياها الرب، واليوم هو يزرعها كلمة وموقف وحصة غذائية ومساعدة ووقفة تضامنية مع كنائس لبنان أجمع.
كما شكر المونسنيور عبدو يعقوب ابن المجدل قائلاً: المجدل والعاقورة ضيعة واحدة وبيت واحد، والمونسنيور يعقوب هو الراعي الصالح وقد رافق مسيرتي من الابتداء وأعتبره مرجعاً ومثالا يحتذى به وأطلب من الله أن يفيضه بالنعم وبالعمر المديد.
وتوجّه المونسنيور رزق الله الى الإدارة الأميركية بشرح حول الوضع الراهن والوجود المسيحي في لبنان قائلاً:
نعيش اليوم في ظل أوضاع صعبة جداً وذاهبون الى مجاعة كبيرة فنصف الشعب المسيحي أصبح بلا عمل ولا يملك المال لشراء حاجياته اليومية.
وأولادنا على أبواب السفارات ينادون بالهجرة وتداعيات انفجار بيروت انعكست سلبا على المجتمع اللبناني وكورونا قد شلّت الحركة الاقتصادية وعدم تشكيل الحكومة والوضع السياسي الراهن جعل من لبنان بلداً مفلساً منبوذاً عالمياً وشعبه يستغيث بالله لإنقاذه من بطش حكامه وفسادهم.
وطالب بمساعدة لبنان وحمايته ودعم سيادته وصون استقلاله الناجزين وشدد على دوره في المنطقة كجسر عبور وتواصل بين جميع الطوائف والأديان والحضارات كما طالب بدولة الحياد ومحاربة الفساد الذي أصبح مستشري بشكل كبير.
في نهاية اللقاء أُخذت صورة تذكارية وكان بعدها حديث طويل للمونسنيور عبدو يعقوب شرح فيه عن تاريخ جبة المنيطرة وأهمية العاقورة والوجود المسيحي في لبنان، ونوّه بأعمال الجمعية وما قامت به في قضاء جبيل خاصة وما تقوم به في لبنان عامة وعن والدور الريادي الذي يلعبه الأب أندريه مهنّا قائلاً:
هو كاهنٌ لكنه ليس كباقي الرهبان فمن لا يعرف الأب مهنا أقول له أن عائلته تسكن في منزل صغير تحت الأرض (قبو) وتحيطه الرطوبة كضيف دائم، وأبوابه ليست مرصّعة بالذهب ولا يملك السيارات الفخمة ولا يسافر درجة أولى ولا حتى يملك قصوراً وممتلكات.
وأعماله الخيّرة هي درس في الإنسانية والعطاء والأب مهنّا اليوم هو في حرب مع الشيطان ولكن رب الكون يعرف تلاميذه جيداً ومن هو على صورة الله ومثاله سيدخل ملكوت الله ورئيس الملائكة مار مخائيل حامي الكنيسة وأبنائها وفي النهاية نور الحقيقة سيبصر والسواد سينتهي والخير سيعم وسينتصر على الشر كما إنتصر سيدنا يسوع المسيح وخلّصنا من الخطيئة.
إرسالية سيدة الرجاء، رسالة القديسة رفقا للرجاء والرحمة
Apostolate of Our Lady of hope, St. Rafka Mission of hope & mercy
www.missionofhopeandmercy.org
