أكد بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان خلال الاحتفال بعيدي القديسين الشهيدين مار بهنام وأخته سارة في كنيسة الرعية في الفنار، أنه “كان للمسيحيين الدور الكبير في تأسيس لبنان الكبير، الذي نعلم كيف ضحى هؤلاء المسيحيون كي يبقى مشعلا للحرية، لأنه لم تكن لدى المسيحيين الرؤية الحكيمة والشجاعة كي يعرفوا أن يستمروا في الحفاظ على لبنان الرسالة، لبنان الحرية، لبنان الوطن لجميع المواطنين بالمساواة ومن دون تمييز”.
وعن الوضع في لبنان، قال: “يجب أن نقر ونقرع صدورنا، لأن المسؤولين الذين يدعون الزعامة المسيحية في لبنان لم يكونوا على مستوى هذه المسؤولية التي أولاهم إياها الشعب، وجميعنا نتكلم، سواء سرا في ما بيننا أو علنا، مدركين أن على عاتق الزعماء والمسؤولين المسيحيين يقع جزء كبير من المسؤولية عما وصل إليه لبنان في ظل هذا الوضع المعيشي والاجتماعي والسياسي المؤلم والذي لم نكن لنتوقعه أبدا”، وشدد على أننا “مع ذلك كله، سنبقى شعب الرجاء، وسنبقى تلاميذ الرب يسوع، غير ناسين ما يذكرنا به مار بولس القائل: إن كان الله معنا فمن يقدر علينا”.
اضاف: “كنا ونبقى أمناء للرب يسوع على مدى العصور، لسنا جددا في الإيمان، بل نحن نحمل في قلوبنا ونفوسنا شعلة الإيمان التي أورثنا إياها آباؤنا وأجدادنا في الماضي، ونحن نعتز بأن نحافظ على الأمانة هذا التراث الروحي الذي ورثناه من أسلافنا البررة الذين عاشوا حياتهم بشكل يومي مضطهدين ومظلومين، وحاولوا أن يبقوا دائما أمناء للرب يسوع ولتعاليم الإنجيل وللوديعة والتراث والكنز الروحي في إيماننا المسيحي”.
وعن الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، قال: “نمر اليوم بأزمات كثيرة، مالية واقتصادية واجتماعية وسياسية. إننا نتذكر أن المسيحيين، إن كانوا في سوريا أو في العراق، تحملوا ولا يزالون يعانون ويتحملون الكثير، لأنهم أقليات ومكونات صغيرة، ونحن نفتخر أنهم ظلوا متجذرين في أرضهم على الرغم من كل الويلات التي حلت بهم”، ولفت الى أن “هذه التجربة التي يتعرضون لها، وهي ترك البلاد التي لم تعرف أن تحميهم، لكننا نظل نذكرهم ونذكر الجميع أن آباءنا وأجدادنا تعذبوا كثيرا من أجل التمسك بإيمانهم بالرب يسوع، ونحن لن نتخلى أبدا عن بلادنا في الشرق وعن لبنان وسوريا والعراق ومصر والأراضي المقدسة والأردن، بسبب الضغوطات المتنوعة التي نتعرض لها جراء الإرهاب الذي حل في السنوات الأخيرة”.

