16.8 C
Byblos
Monday, December 8, 2025
متفرقاتد.جيلبير المجبر :"طوبى للرحماء لأنهم يرحمون"

د.جيلبير المجبر :”طوبى للرحماء لأنهم يرحمون”

، ‎أيها الأخوة

‎ان كنا نؤمن بالله إيمانا صادقا، فلنحب ما يحبه، وليكن كل عمل صالح نقوم به صادر عن كل القلب، وأن يكون فعل محبة لله ولسائر أفراد المخلوقات البشرية.

‎ولا نفتخرن بفضيلة نقتنيها لأننا لسنا بقوتنا اقتنيناها بل بمساعدة الله، ‎”لأن منه وبه وله كل الأشياء ،‎فلنبرهن، إذا، عن وجود الله داخلنا.

‎بأن نقبل بعضنا بعضا، ان نحب بعضنا البعض، ان نتوحد ونتعاون ونمد أيدينا لبعضنا

‎ان يصير الآخر حياتي، ان أفرح بالبذل لاجله، وان اشاركه اوجاعه، وأن أسعى بنعمة الله للتخغيف من آلامه. بالأخص في ظل الأوضاع السيئة السائدة التي نواجهها.

‎ان الحياة في المسيح هي عطاء وبذل، هي حب إلى درجة نكران الذات، حتى نلمس يد الله في كل حياتنا، ونتذوق الفرح والسلام الآتي من السماء، حين نشارك بما يصدر عن المسيح من صفات إيجابية، تفعل فينا محبة الآخر، وكل عمل صالح في سبيل الإنسانية.

‎ان العطاء السخي النابع من القلب، ومن غير نظر إلى جزاء او مكافأة، هو إقرار من المعطي ان ليس له شيء يخصه، وأن الموجود عنده ما هو إلا هبة من الله، وأن لا شيء حسن يقوم به إلا بمعونة الله.

‎أما اذا كان بدافع المفاخرة، او حب الظهور، او حرصا على الشكليات، فهو إنسان أناني يحب نفسه.

‎قال باستور: ‎”ليس المهم ان نكافا على عملنا في الحياة، وإنما المهم ان نستطيع القول عندما نترك الحياة، لقد عملنا ما استطعنا لخدمة الإنسانية”.

‎ان العطاء هو فعل محبة، والإنسان الذي يعطي كل ثروته للفقراء ولم تكن لديه المحبة فعمله باطل.

‎لأنه لا قيمة للعطاء، إذا لم نعط من نفوسنا، والروح، ليصبح العطاء روحا تمشي بيننا تؤكد سمو المحبة.

‎من خلا قلبه من الحب، هو شخص أناني، لايتالم إلا أمام مشاكل نفسه، ولا يهتم لما يدور حوله من مآسي، ويصم اذانه عما يعصف بالانسانية حوله من اهوال. لا تهمه دمعة طفل، ولا شيخ هرم يعاني أوجاع الشيخوخة ، ولا فقير معدم يفترش الثرى ويلتحف السماء، لأنه يركض وراء ملذات نفسه وقابع في عبودية المادة.

‎فلنفهم مشيئة الله، ان ما نمر به اليوم من صعوبات، هي مناسبة يريدها الله ان يقربنا من خلالها أكثر فاكثر من بعضنا… يريدنا ان نتقشف ونتحرر من الملذات والاهواء، وحب الأنا والافتخار وأن نتساعد وأن نتعاون جميعنا على إزاحة صخرة الألم الجاسمة على صدور الناس، والالتفات إلى الأطفال المحرومين من بهجة العيد.

‎ألم يقل الرب: “دعوا الأطفال يأتون الي لان لهم ملكوت السموات” ؟

‎وهو إختار ان يولد في مذود للبهائم، ولم يشأ ان يولد في قصر شاهق، وذلك ليكون إلى جانب المهمشين، والمتروكين، والفقراء والحزانى والمتالمين، لكي يداوي اوجاعهم،

‎وهو يقول لنا: “ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر”.

‎الرب معنا يسكن قلوبنا” لنحقق انسانيتنا”، ‎إذا، هو يريد قلوبنا

‎”يا بني أعطني قلبك”.

‎المسيحي الحقيقي يجب ان يبقى خميرة محبة ورحمة وطاعة لله، وعطاء، ورسول سلام…:

‎”… بيعوا ما لكم واعطوا صدقة”.

‎ان فرح الأعياد لا يكون بالزينة والسهرات، وأن كان كل هذا يضيف جو بهجة وفرح.

‎فرح الاعياد الحقيقي يحصل، في حضور المسيح فينا، ان نلاقيه مع كل عائلة محتاجة، وأن نذهب إليه لنلاقيه في أكثر البيوت فقرأ.

‎هو موجود في البيوت التي لاسقف يحميها من البرد والأمطار والعواصف ‎عند المرضى، والفقراء الذين لا يملكون قوتهم اليومي وغير قادرين على تقديم هدايا العيد لاطفالهم، عند منكسري القلوب، عند المسنين المتروكين على الطرقات او في بيوت الراحة، عند المسجونين ظلما ولا يزالون ينتظرون إصدار الأحكام بحقهم، وعند الذين باتوا على حافة اليأس الكامل ليبلسم جراحهم.

‎فلنذهب لهؤلاء مقدمين لهم هدايانا بكل حب، نساندهم لنخفف عنهم وطأة الظلمات التي تحاصر حياتهم، ‎تمثلا بالرب الذي وحد نفسه بالفقراء والمتالمين.

‎قال الرب: “كونوا رحماء كما ان اباكم هو رحيم”.

‎إن الرحمة هي صفة من صفات الله، وهي نفترض محبة واسعة، وصدرا حنونا، تفترض احتضان الأخرين كما يحتضنا الله،

‎ان تكون قلوبنا مثال قلب الله المحب، ‎هو الأب الرحوم والعطوف، ‎”هو الطويل الاناة، الكثير الرحمة، الجزيل التحنن…”

‎ولنعلم جيدا، “أنه ليس لنا مدينة باقية على الارص.” ‎فلنوجه انظارنا نحو حياة سماوية أسمى، بالقيام بأعمال البر والإحسان،

‎وأن نرحم غيرنا كما ننتظر نحن الرحمة من الله، “وما أسعد الراحمين.”

‎وأن نتقشف في لباسنا وموائدنا لاطعام الفقراء والمعوزبن، ونفرح قلوب الأطفال بهدايانا، وإضفاء جو من البهجة والسعادة حولهم…

‎في النهاية

‎أود ان اقول لاخوتي في الوطن:

‎لا تخافوا على لبناننا،

‎إيماننا كبير بأن شمس العدل سيشع نوره على وطننا، وذلك قريبا جدا، ليبشرنا ” بفرح عظيم”، آت من فوق من السماء.

‎فلا تفقدوا الأمل والرجاء بالله،

‎لأن الله لن يتخلى عن فردوسه الذي بناه على الأرض حدائق غناء، إسمه لبنان.

‎ولقد جعله “ينبوع جنات، بىءر مياه حية، وسيول من لبنان”٠

‎فلنفرح ولنتهلل، لبنان باقي إلى الابد، لأن أرضنا هي أرض القداسة والقديسين.

- إعلان -
- إعلان -

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- إعلانات -
- إعلانات -

الأكثر قراءة

- إعلانات -
- إعلانات -
- إعلان -
- إعلان -
error: Content is protected !!