اعتبر الدكتور جيلبير المجبر إنّ الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان ، تعرف تمام المعرفة كيف تستغل الظروف سعياً منها وفي كل مرّة لإكتساب المزيد من الوقت لصالح بقاء سلطتها وتغيير المزاج الشعبي ضدّها.
وأضاف في بيان شامل ورسالة عامة:
“تعمد أقطاب السلطة السياسية اللبنانية على إلهاء الرأي العام الداخلي تارةً بمبادرات خارجية (فرنسية وخلافها)، وطورًا بثلث معطِّل من هنا وافتعال أزمات من هناك ، وكلها لها هدف واحد لا غير وهي إطالة أمدّ المشاكل التي تخدم بقاء ذات الوجوه في الحكم لسنوات ومن ثمّ تعكير مزاج الناس وجعلهم يلتهون بالقشور ، حتى يخفت صوتهم وتقلّ حماستهم عن السعي لإحداث اي تغيير حتمي وضروري.
في المبادرة الفرنسية تحديداً ، فإنّ اقطاب الحكم في لبنان هم من يسيِّرون الرئيس الفرنسي لا العكس ، فأخذوا من المبادرة الفرنسية شمّاعة لاستنزاف المزيد من الوقت ، في حين حَسِب ماكرون نفسه وصياً حتمياً على البلد وهو الغاربأق بمشاكل بلده حتى العظم.
اليوم تتّخذ السلطة السياسية من الدولار وسيلة لتركيع الناس وترهيبهم بلقمة عيشهم ، جعلتهم ينتظرون لساعات ويستنجدون حتّى الحصول على كيلو سكر وكيلو رز مدعوم ، جعلتهم يتهافتون لشراء الخبز والوقوف في طوابير للحصول عليها ، جعلتهم يبحثون بجدٍّ عن بنزين لسياراتهم فلا يجدون وإن وجدوا فبأضعاف السعر الرسمي.
نجحت السلطة السياسية حتى اليوم في إستغلال الخارج وسرقته كما استغلال الداخل وتهريب المليارات ، وهم حتماً لن يتخلُّوا عن الحكم قبل استنزاف ما تبقّى من مليارات ، عينهم على ال 17 مليار وهم عبارة عن إحتياطي إلزامي لا يجوز الإقتراب منهم ، لكنهم سيسرقونهم وآخر همهم الناس ، فهم لن يتنازلوا عن عروشهم إلاّ ولبنان لا يمتلك ليرة واحدة ، وبناه التحتية منهارة وشعبه يتسوّل ثمن طعامه.
من هنا ، نُجدِّد على ضرورة أن تكون السلطة في ذلك للشعب ، أن يقوم هذا الاخير بالهجوم لا الإستمرار في دور المدافع فقط ، أن يحمي ما تبقّى من اقتصاده ، وإن استدعى الامر بعض المواجهات مع ميليشيات تلك الاحزاب فلا مانع من ذلك ، دون تخويفه بحروب اهلية من جديد.
إنّ أخذ المبادرة لإنقاذ لبنان بات ضروري ولا يمكن التأخير في ذلك ، الضغط واجب ، وأمّا الحديث عن سلبيات ذلك على الإقتصاد ، فنقول ليس هناك من بلد من الأساس حتى تتكلّموا عن اقتصاد معدوم ، أغلقوا كل مرافئ الدولة ، جابهوا وواجهوا حتّى ننتصر لتاريخنا وهويّتنا قبل فوات الأوان”.

