ردّ رئيس تحرير الاخبار في الـ LBC جان فغالي على الجملة التي وَرَدت في الكلمة المتلفزة لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ” تخيّلوا انّو بيتّهمنا بالنازيّة يلّي شطب الصليب وقتل فيه الناس ” قائلاً : هذا الكلام قاله النائب باسيل قرابة الثانية عشرة من ظهر امس السبت 24 نيسان 2021 ، اي مرّ عليه اكثر من ثلاثين ساعة كانت كافية جدًا لتصحيح السقطة التي وقع فيها ، ولأنه لم يفعل ، وكذلك مستشاروه أو معاونوه ، فإني اجد نفسي مضطرًا إلى تصحيح ما وقع فيه من خطأ، سهوًا أو عفوًا أو قصدًا.
حضرة النائب :
ما تسمِّيه ” الصليب المشطوب ” هو ” صليب المقاومة ” .
مَن تصفه بأنه ” شطب الصليب ” ، ولم تُسمِّه، ليس هو مَن ” شطب الصليب ” او أطلق ” صليب المقاومة ” .
” صليب المقاومة ” ابتُكِر أيام المهندس فادي افرام قائد القوات اللبنانية آنذاك ، وبإعجاب من الدكتور فؤاد ابو ناضر ، رئيس اركان القوات ، وإشراف ايلي خياط ( طارق ) رئيس الشعبة الخامسة
( نجل السفير أدمون خياط ) ، وبمتابعة من بيار رفول ( الشريك ) .
وُضِعَت رسومات عدة لصليب المقاومة ، إلى ان قُرَّ الرأي على الرسم الذي اعتُمِد ، وتولى تنفيذه وتصنيعه ” جان بيار حبيس ” صاحب مصنع حبيس للفضيَّات في ذوق مصبح .
كان ذلك في ربيع العام 1984 أي قبل ان ” يُنتَخب ” الدكتور فؤاد ابو ناضر قائدًا للقوات اللبنانية في خريف العام نفسه ، في عملية إنتخابية كانت اشبه بعملية ” إبعاد ” لفادي افرام ، ما خلق بعض الإمتعاض في صفوف القوات ، ليس بسبب انتخاب الدكتور ابو ناضر ،وهو ابن القوات ورفيق المهندس افرام وقريبه ، بل بسبب ما فُرِض على القوات،
( وأكتفي الآن بذلك ولا ازيد ) فكانت الترجمة لهذا الإمتعاض في ربيع العام 1985.
حضرة النائب :
لم يُصبح مَن وصفته بأنه ” شطب الصليب ” قائدًا للقوات ، إلا في كانون الثاني 1986 ، اي بعد سنتين إلا شهرين من ابتكار الصليب ، فكيف يكون هو الذي شطبه ؟
كان يجدر بقريبين منك : بيار رفول ، وزميل يعرف هذه الحقائق ، ان يلفتا نظرِك قبل إلقائك الكلمة ، وربما التصحيح بعد إلقائها .
وانا اعرف انك تُدقِّق ، وغالبًا ما تستشهد بوقائع وردت في كتب ومذكرات ، حتى ولو كانت لخصومِك ، فلماذا هذه المرة غلَّبتَ ” عواطفِك “
على ما يمكن أن يتوافر لك من وقائع ، جميع عارفيها مازالوا احياء ؟
بالتأكيد ، مَن وصفته بانه شطب الصليب ، لم يتنكَّر يومًا لهذا الصليب بل تبنَّاه ، كما الكثير من الشعارات التي أُطلِقَت والتي قيل إنه وراءها كشعار ” أمن المجتمع المسيحي فوق كل اعتبار ” ، فليس هو مَن أطلقه ، ولهذا الشعار قصة قد أكشفها لاحقًا .
والسلام …

