15 C
Byblos
Saturday, December 20, 2025
محلياتصحفالراعي وعودة يستنكران "تمرّد" القاضية عون

الراعي وعودة يستنكران “تمرّد” القاضية عون

كتبت صحيفة ” الشرق الأوسط ” تقول : أجمع البطريرك الماروني بشارة الراعي ومطران بيروت للروم الأرثوذكس ‏إلياس عودة على استنكار “تمرّد” القاضية غادة عون على قرار كف يدها عن ‏الجرائم المالية وإصرارها الأسبوع الماضي على الدخول بالقوة إلى شركة ‏مكتف لاستيراد الأموال لاستكمال تحقيقاتها. وفيما عبّر الأوّل عن “ذهوله” لما ‏سماها بـ”الواقعة القضائية”، سأل الثاني: “هل يجوز أن يخرج القاضي عن ‏القانون؟”. وهو ما استدعى ردّ فعل من “التيار الوطني الحر”، على لسان ‏النائب زياد أسود الذي توجّه إلى الراعي بالقول: “سيدنا يفترض أن تصاب ‏بالذهول من النهب لأموال اللبنانيين ومن تراكم الأخطاء السياسية‎”.

واعتبرت مصادر أن كلام الراعي يعكس التباين الذي شهده لقاءه مع النائب ‏جبران باسيل في الموضوعين القضائي والحكومي، خلافاً لما أشيع‎.

وقال الراعي في عظة الأحد: “أصابنا الذهول ونحن نرى على شاشات التلفزة ‏واقعة قضائية لا تمت بصلة إلى الحضارة القضائية ولا إلى تقاليد القضاء ‏اللبناني منذ أن وجد. فما جرى يشوه وجه القاضي النزيه والحر من أي انتماء، ‏ذي الهيبة التي تفرض احترامها واحترام العدالة وقوانينها. نحن نصر على أن ‏يكافح القضاء مكامن الفساد والجريمة بعيداً من أي تدخل سياسي. ونصر على ‏أن تعود الحقوق إلى أصحابها، لا سيما الودائع المصرفية”. وأضاف: “لكن ما ‏جرى، وهو مخالف للأصول القضائية والقواعد القانونية، قد أصاب هيبة السلطة ‏القضائية واحترامها وكونها الضمانة الوحيدة لحقوق المواطنين وحرياتهم في ‏خلافاتهم فيما بينهم، وفي نزاعاتهم مع السلطة والدولة، وبتنا نتساءل بقلق عظيم ‏عن ماهية ما حصل وخلفياته. وإن كان ليس من شأننا، أو من شأن أحد، التدخل ‏في مسار التحقيقات القضائية، أو اتخاذ موقف من صحة أو عدم صحة الأفعال ‏موضوع التحقيقات، إلا أننا لا يمكننا السكوت عما يجري والتعبير عن مخاوفنا ‏من مثل هذه الممارسات التي تضرب ما تبقى من صورة الدولة، ما يدفعنا إلى ‏رفع الصوت لإعلان رفضنا المطلق لهذا الانحراف ومطالبة المسؤولين بضبط ‏هذا الانفلات الخطير وتفادي سقوط السلطة القضائية بالكامل، إذ أن سقوطها ‏يشكل الضربة القاضية لدولة الحق والمؤسسات. نصلي إلى الله كي يهدي الجميع ‏إلى كل ما يؤدي إلى خير الوطن والمواطنين‎”.‎

وموقف الاستنكار نفسه، عبّر عنه المطران عودة الذي قال في عظة أحد ‏الشعانين: “معيب ومخزٍ ما نعيشه في لبنان وما يكابده مواطنون لا ذنب لهم ‏سوى أنهم وثقوا بزعماء وتبعوهم لكن هؤلاء خانوا الشعب وثقته بهم وعملوا ‏لمصالحهم ولو على حساب المصلحة العامة ولبنان، وهذا ما يفعلونه اليوم، وبعد ‏تدمير سمعة لبنان المالية والسياسية والاجتماعية ها نحن نشهد تدمير المؤسسات ‏والقضاء عليها وآخرها السلطة القضائية التي هي حصن لبنان الأخير والجيش ‏الذي يدافع بنقاء ومحبة وتضحية‎”.

وسأل عودة: “هل يجوز أن يتمرد قاضٍ على القانون وهو مؤتمن على تطبيقه؟ ‏هل يجوز أن يقتحم قاضٍ أملاكاً خاصة دون مسوغ قانونيّ؟ هل يجوز الاعتداء ‏على الإعلاميين الذين يؤدون واجبهم؟ مهما كانت قضية القاضي محقة ومن ‏يشن عليه حرباً متجاوزاً للقوانين، هل يجوز أن يخرج قاضٍ عن القانون؟ أي ‏عدل نتبع وأي حكم وملك بما أن العدل أساس الملك؟‎”.

واستغرب غياب مجلس النواب، سائلاً: “أين المجلس النيابي من كل ما يجري؟ ‏أليس من واجبه القيام بما يلجم هذه التجاوزات؟ وعلى القاضي أن يتحلى ‏بالحكمة والصبر لا أن ينقاد بانفعاله ويتصرف بشعبوية لا تقود إلا إلى الفوضى ‏وقسمة الشعب‎”.

ولفت إلى أنه بعد 17 أكتوبر (تشرين الأول) وتمرد الشعب على سلطة أساءت ‏إليه كان أملنا كبيراً في ولادة جيل متمسك بمبادئ الحرية والمواطنة بغض النظر ‏عن الانتماء الحزبي والطائفي، وكان أملنا أن يتخطى المواطنون انتماءهم إلى ‏الزعماء وينتموا إلى وطن، لكن أملنا خاب عندما شهدنا الاصطفافات الطائفية ‏الأسبوع الماضي‎.

وردّ أسود على الراعي كاتباً على حسابه في “تويتر”: “يجب أن تصاب ‏بالذهول من النهب لأموال الرعايا واللبنانيين وأسماء الناهبين والمصارف ‏والطرق المعتمدة، وأن تصاب بالذهول من تراكم الأخطاء السياسية التي ‏أوصلت إلى هنا وأولها اتفاق الطائف، أما إجراءات القضاء فهي تعود للقاضي ‏بحسب النص والصلاحية والأمر الواقع وليس المصور تلفزيونياً‎”.

في موازاة ذلك، قالت القاضية عون في بيان: “يتم التداول على وسائل التواصل ‏الاجتماعي ببيان ينسب إلي أتهم فيه بأني أقول أموراً مشينة عن البطريرك ‏الماروني. إني أستنكر بشدة هذا الأسلوب الشيطاني الميليشياوي لتشويه سمعتي. ‏بالتأكيد لا يمكن أن أتفوه بهذه المهاترات السخيفة البذيئة التي ليست من شيمي ‏وأخلاقي. وأنا مؤمنة، مسيحية وملتزمة، أحترم رأس الكنيسة المارونية. وسأتقدم ‏بشكوى غداً لكشف مروجي هذه المقالات المستنكرة وطلب معاقبتهم‎”.‎

- إعلان -
- إعلان -

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- إعلانات -
- إعلانات -

الأكثر قراءة

- إعلانات -
- إعلانات -
- إعلان -
- إعلان -
error: Content is protected !!