1- التأم سينودس أساقفة الكنيسة المارونية في دورته السنوية العادية من 9 الى 19 حزيران 2021 في الكرسي البطريركي في بكركي بدعوة من صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الكلّي الطوبى، وحضور أصحاب السيادة المطارنة الوافدين من أبرشيات لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الانتشار حاملين في قلوبهم هموم أبنائهم وشجونهم ومآسيهم وانتظاراتهم وتطلعاتهم.
شاركوا في مرحلة أولى، من 9 إلى 12 حزيران، في الرياضة الروحية التي ألقى عظاتها الأب فادي تابت المرسل اللبناني في موضوع « كنيستي إلى أين ؟»، تناول فيها الشأن الروحي والراعوي والاجتماعي والوطني لشعبنا في لبنان وبلدان النطاق البطريركي الذي يعاني من الأزمات الاقتصادية والمالية والمعيشية.
وفي مرحلة ثانية، من 14 إلى 19 حزيران 2021، إستهلّهاصاحب الغبطة والنيافة بكلمة افتتاحية استعرض فيها جدول أعمال السينودس المقدس، وشدَّد على أن كنيستنا هي “كنيسة الرجاء تواصل مسيرتها مع شعبها لتسير أمامه في مواجهة المصاعب، وتسير في وسطه لكي تتضامن معه وتساعده، وتسير وراءه لكي تجمعه وتحمي الشعب من التفكك والشرود والضياع“.
ثم تدارسوا شؤونًا كنسية وراعوية واجتماعية ووطنية وناقشوها بروح الأخوّة والإحترام والمشاركة والانفتاح. واتخذوا التدابير الكنسية المناسبة.
أولاً: في الشأن الكنسي
وعالجوا إشكالية التوفيق بين التقليد والتحديث، وبين التراث والتأوين، لكي تتناسب ليتورجيتنا مع ثقافة عالم اليوم، ولا سيما في بلدان الانتشار، وتطال الشبيبة التي تصبو للحفاظ على الهوية المارونية السريانية الانطاكية.
وتوقفوا عند التحديات المستقبلية المتجلية في إغناء فريق الكهنة المنشئين، والانفتاح على واقع الشبيبة ولا سيما من الناحية الإنسانية والنفسية والاجتماعية والروحية، والتشديد على برامج التنشئة لتتلاءم مع حاجات الكنيسة في انتشارها العالمي، والتعمق في الروحانية المارونية والليتورجيا واللغة السريانية المارونية، وتشجيع الكهنة على التخصص في المجالات التي تتناسب وحاجات الكنيسة.
ج- الشؤون القانونية وخدمة العدالة
وقدّر الآباء الجهود التي يقوم بها القيّمون على المحاكم لناحية تطوير سير العمل فيها. وأثنوا على الجهود المضاعفة التي تبذلها المحاكم بالتعاون مع الأبرشيات ومكتب راعوية الزواج والعائلة واللجنة الأسقفية للعائلة والحياة في سبيل تعزيز خدمة مراكز الإصغاء والمرافقة والمصالحة والاعداد للزواج وتنشئة علمانيين واكليريكيين لإدارة هذه المراكز.
ثانيًا: في الشأن الرعوي
قدّر الآباء ما يقوم به مطارنة هذه الأبرشيات من جهود جبّارة بالتعاون مع كهنة الرعايا والعلمانيين والجمعيات الكنسية والمدنية في سبيل تأمين المساعدات الإنسانية والاجتماعية لتثبيت أبنائهم في أرضهم وتشجيعهم على استعادة الثقة في أوطانهم. وتقدّموا بالشكر من الأبرشيات المارونية في الانتشار، ومن المؤسسات العالمية، الكنسية والمدنية، التي تقدم المساعدات لدعمهم في رسالتهم.
وتوقفوا عند ظاهرة تزايد عدد الموارنة الوافدين من لبنان وبلدان الشرق الأوسط، وطالبوا لأبنائهم المنتشرين الاعتراف بالدور الملقى على عاتقهم والحصول على حقوقهم المدنية كاملةً.
وقدّر الآباء ما يقوم به مطارنة الانتشار من جهود في سبيل جمع شعبهم وتوعيته على هوّيته وانتمائه وتراثه وتاريخه، وعلى إحياء اللغتين العربية والسريانية في المدارس والرعايا، وعلى تشجيع أبنائهم على التواصل مع أهلهم وبلداتهم الأصلية بغية التعبير عن تضامنهم ومدّ يد المساعدة لهم.
وأوصوا بأن يتعاون مطارنة الأبرشيات والرؤساء العامون والرئيسات العامات للرهبانيات في لبنان والنطاق البطريركي مع اخوتهم مطارنة الانتشار ليؤمّنوا لهم كهنة ومكَرسّين ومكرّسات لخدمة راعوية وإرسالية بعد تنشئتهم تنشئة ملائمة.
ثالثًا: في الشأن الاجتماعي وخدمة المحبة
وهم يثمّنون عالياً روح التضامن التي تجلّت لدى اخوتهم اللبنانيين، مقيمين ومنتشرين، أفراداً وجماعات، ولدى أصدقائهم عبر العالم، في تقديم المساعدات المعنوية والمالية والعينية الى المحتاجين لتخفيف مآسيهم ومواجهة الحالة الكارثية التي وصلوا اليها.
لذا يجدّد الآباء مطالبتهم الملحّة الدولة بتسديد مستحقات المدارس، ولاسيما المجانية منها والمستشفيات والمؤسّسات الإجتماعيّة، في أسرع وقت ممكن. ويشكرون أبرشيات الانتشار والمؤسسات الكنسية والمدنية، العالمية والمحلية، على الاسهامات التي تقدمها للمساعدة في استمرار المدارس للقيام بدورها التربوي والثقافي والاجتماعي والوطني الرائد. ويطلقون النداء الى أصحاب النيات الطيبة والأصدقاء من أجل دعم المدارس، ولاسيما المتعثرة منها، بتأمين منح مدرسية للتلامذة المحتاجين.
رابعًا: في الشأن الوطني
وهم يرافقون صاحب الغبطة بصلواتهم فيما يحمل القضيّة اللبنانيّة إلى المراجع الدوليّة والكنسيّة العليا.
خامسًا:التدابير الكنسيّة والراعويّة
ب-إنتخاب سيادة المطران منير خيرالله أمين سرّ السينودس
ج- تعيين لجنة لدراسة أوضاع الرهبنات الناشئة ومرافقتها من سيادة المطران بيتر كرم رئيسًا، والسادة المطارنة حنّا علوان وميشال عون وبولس روحانا أعضاءً
د- تكليف مكتب راعويّة الشبيبة في البطريركيّة التحضير لسينودس خاص بالشبيبة، ومكتب راعويّة المرأة التحضير لسينودس خاص بالمرأة
ه-تعيين لجنة لمتابعة دعوى إعلان قداسة الشهداء المسابكيّين من سيادة المطران غي بولس نجيم رئيسًا، والسادة المطارنة سمير نصّار والياس سليمان وبولس روحانا وجوزف معوّض أعضاء.
خاتمة
ويدعونهم إلى تكثيف الصلوات فيما يرافقون قداسة البابا فرنسيس ورؤساءهم الكنسيّين في الأوّل من تمّوز المقبل في لقاء الصلاة من أجل لبنان، وإلى الإبتهال إلى الله بشفاعة العذراء مريم سيّدة لبنان وجميع قدّيسينا من أجل هداية المسؤولين في العالم للعمل على إيقاف الحروب وإحلال السلام العادل والشامل ونشر الأخوّة الإنسانيّة.

