رأى النائب السابق د. فارس سعيد، أن “إضعاف التيار الاصلاحي داخل إيران لصالح التيار المحافظ، ستتردد اصداؤه في كل الدول العربية الواقعة تحت النفوذ الايراني، حيث ان الاذرع العسكرية التابعة لها، ستتحرك وفقاً لإملاءات وتعليمات جديدة، تقود المنطقة الى مواجهات مع المصالح العربية والغربية، بهدف تحسين ظروف المفاوضات في فيينا، علما ان القيادة الايرانية، تدرك جيدا ان الادارة الاميركية الجديدة، ليست ادارة حربية، ولا تسعى الى مواجهة مع النظام الايراني في المنطقة، فذهبت (أي ايران) الى تحدي العالمين العربي والغربي، عبر انتخاب ابراهيم رئيسي رئيسا للدولة، عبر نسف كل امكانية لتشكيل حكومة في لبنان، وعبر تحريك الحشد الشعبي امنيا في العراق بهدف اضعاف حكم مصطفى كاظمي، ناهيك عن قيادتها للمسلحين الحوثيين في اليمن”.
وبناء على ما تقدّم، أشار سعيد في حديثٍ لـ”الأنباء الكويتية” ضمن مقال للصحافية زينة طبّارة، إلى أن “التعقيدات المحيطة بتشكيل الحكومة في لبنان، جزء منها لبناني داخلي، إلّا أن ما يمنع وصول المعنيين بالتأليف إلى توافق حول شكل ومضمون الحكومة، هو الجانب الإيراني لا غير، وذلك من خلال ذراعها المسلحة حزب الله، الذي يعمل تحت الطاولة وفوقها، على توسيع رقعة التصادم بين اللبنانيين، بهدف تحويل نفسه إلى مرجعية وطنية، يلجأ إليها المتخاصمون من أجل التوصل إلى حل، وهذا ما بادر إليه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، عبر إعطاء أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، ليس فقط الحصرية في حماية حقوق المسيحيين، إنما والأخطر مفتاح الحل والربط في النزاع الدائر بين بعبدا وبيت الوسط حول تشكيل الحكومة”.
بمعنى آخر، أكّد سعيد أنه “لا التفسير الدستوري، ولا الإشتباك الإسلامي – المسيحي حول حقوق المسيحيين التي يتسلح بها باسيل لرفض تشكيلة الرئيس الحريري، ولا المزاجية غير المتناغمة بين الرئيسين عون والحريري، أسباب كافية تمنع تأليف حكومة في لبنان، فلبنان ينهار على جميع المستويات، ليس بسبب التعقيدات الداخلية، انما بسبب وجود منظومة ايرانية مهيمنة بقوة سلاحها على الشرعية اللبنانية، وعلى القرار السياسي والامني والاداري والاقتصادي والصحي، وتقحم اللبنانيين في مواجهة مع المصالح العربية”، ومثال على ذلك، “رمانة تزرع في طهران، ومن ثم تشق طريقها الى بيروت، لتمتلئ بعدها بمادة الكبتاغون، تحضيرا لتصديرها الى المملكة العربية السعودية وغيرها من دول الخليج العربي”.

