تستعيد مدينة جبيل هذا العام الحياة التي اعتادها اللبنانيون والسياح في فصل الصيف، من خلال تنظيم مهرجان النبيذ «BYBLOS EN BLANC ET ROSÉ»، الذي سيُقام لمدة 3 أيام بدءاً من الخميس المقبل في 8 تموز، بمبادرة من القطاع الخاص ودعم من بلدية جبيل. وبحسب رئيس بلدية المدينة وسام زعرور، فإن المهرجان «بات من النسيج والعادات الجبيلية، إذ إنه يُنظّم للسنة السادسة».
وسيقام المهرجان هذا العام على «سنسول» ميناء جبيل، ما سيمكّن الحاضرين من رؤية المدينة من جهات مختلفة، فيشاهدون القلعة والميناء في آن.
ومهرجان النبيذ هذا كان يستقطب في السنوات السابقة خلال ثلاثة أيام، ما بين 15 و20 ألف شخص، ومن المتوقّع أن يرتفع العدد هذا العام، فقد أكد زعرور أن الصيف الحالي يشهد أعلى نسبة إقبال على مدينة جبيل، مقارنة مع السنوات العشر الماضية. ومنعاً للازدحام والفوضى، ستنظّم بلدية جبيل بالتعاون مع فرق كشفيّة، الوصول إلى موقع المهرجان. كما ستؤمّن النقل للحاضرين من مواقف السيارات إلى الموقع مجاناً.
كثر ينتظرون مهرجان النبيذ الفني والثقافي والتجاري والسياحي. فهو يتضمّن عروضاً متنوعة، وتكمن أهميته في أنه يساعد في ازدهار القطاع السياحي، إضافة إلى القطاعين الزراعي والصناعي، خصوصاً زراعة العنب الذي يُصنع منه النبيذ، وزراعة التفاح الذي يصنع منه السيدر، وهو مشروب يُصنع من خلال تخمير عصير التفاح.
في السياق، لفتت مسؤولة الشركة المنظمة للمهرجان «Eventions»، ندى فرح لـ«الأخبار»، إلى أن «زوّار مهرجان النبيذ سيعيشون أجواء فنية وثقافية»، مشيرة إلى أن «أصحاب خمارات من مختلف المناطق سيقومون بعرض أنواع مختلفة من النبيذ والسيدر وغيرهما».
كذلك، سيتخلل المهرجان عرض كوليغرافي وبرنامج فنيّ يشارك فيه مغنّون و«دي جي»، إلا أن المفرقعات ستغيب هذا العام. وسيتمكّن الحاضرون من تذوّق النبيذ واكتشاف كيفية التعرف إلى مكوّناته، بمساعدة مدرسة النبيذ «vinécole».
«للمهرجان أهمية كبيرة، كونه سيخلق في هذا الظرف الاقتصادي الصعب، فرص عمل في العديد من القطاعات. كما سيسمح لطلاب المدارس بالعمل، لأنهم سيساعدون في التنظيم وإرشاد الناس إلى المواقف»، بحسب فرح.
وبالرغم من أن الدخول إلى المهرجان ليس مجانياً، إذ يبلغ ثمن البطاقة 50 ألف ليرة، فإن المنظمين يعدون الزوار بأسعار مخفّضة.
ومن بين المشاركين، «Château Ksara»، الذي لفت مدير التسويق فيه رامز صليبا، إلى أنه سيتم عرض النبيذ الأبيض والزهري والأحمر في المهرجان، موضحاً أن مشاركتهم تأتي لتذكير الناس من جديد بأنواع النبيذ، وتعريفهم إلى أصناف جديدة لم تشارك في معارض منذ بدء تصنيعها، بسبب الإقفال العام نتيجة جائحة «كورونا». ومن ضمنها «المرواح»، وهو عبارة عن نبيذ أبيض مصنوع من العنب من نوع مرواح البلدي. وأضاف صليبا أن المهرجان سيساعد في إعادة التواصل المباشر مع الزبائن، خصوصاً أنه المهرجان الأول للنبيذ بعد الجائحة.
شركة «سيدرا» التي تأسست حديثاً في أواخر عام 2018 في الكفور -كسروان، ستعرض مشروب السيدر الذي تصنّعه، والذي تعدّ نسبة الكحول فيه أقلّ من تلك الموجودة في النبيذ. وقد أكد مؤسس الشركة كريس كميد لـ«الأخبار»، أن «أسعار منتوجاتهم لم تتغير هذا العام، رغم الارتفاع الحاصل في الأسعار»، موضحاً أن هدفه من المشاركة في هذا المهرجان هو تعريف الناس إلى «سيدرا» ومنتوجاتها، لا تحقيق الأرباح.
كذلك، صاحب خمارة «Château Wadih» الواقعة في العاقورة، بطرس أبو يونس، يقدّم نموذجاً عن المبادرات الفردية لأبناء الأطراف باستثمار موارد مناطقهم و يعرض منتجاته من النبيذ.
يشار إلى أن مهرجان النبيذ يفتتح موسماً من الأنشطة المتعددة، أبرزها مهرجان البيرة.

