الدكتور جيلبير المجبِّرْ: غبطة البطريرك تحية عطرة مني من أرض الاغتراب حيث العمل الدؤوب من أجل وطن سيّد حر مستقل سليم معافى ومن أجل عالم ماروني أصيل مقدام شُجاع لا يهاب الصعاب ولا يلين أمام التجارب ولا يسقط أمام أي وعد، ولا يُراوغ ولا يُساير ولا يُبدّل ولا يتبدّل. يُشكل عملنا الماروني النضالي رأس حربة في المنظومة السياسية المارونية في لبنان، وعملنا الفكري البنّاء هو أيضًا المحرّك الأساسي لتعديلات على الحياة السياسية المارونية قد تحمل تغييرًا أكثر عمقًا في البُنية المارونية السياسية الأمنية الاقتصادية المالية الديمغرافية و…
غبطة البطريرك رؤيتنا المارونية تسعى إلى تسيير الوطن اللبناني العملاق نحو نمو سياسي حضاري واسع النطاق وتتضمن إجراءات لترشيد الحياة السياسية عند قادة الموارنة فيما خص بعض المراكز المارونية التي ذابت في الزبائنية السياسية وما أكثرها وأخجل من تعدادها فالكل بات يعرف أين كانت مع قادة خصّبوا الزمان والمكان أمثال شاكر أبو سليمان وغيره من عمالقة الموارنة وما هي عليه اليوم من إضمحلال وإنهيار وتبعية.
غبطة البطريرك الثروة الفكرية التي تملكها المارونية السياسية هي من أسباب حفاظ مجد الأمة المارونية الحاكمة بالأمس على الإستقرار والتفاعل المميّز والحر. فقد إستطاعت المارونية أن تستخدم هذه الثروة الفكرية وإحتياطها العظيم الوفير لفرض نفسها على الساحة السياسية اللبنانية والدولية وحتى إكتساب ولاء العديد من المكوّنات السياسية اللبنانية كما منحتها الوسيلة التي تتيح الإستمرار في كسب رضى المجتمع الملحي والدولي والعربي بشكل عام. إلاّ أنّ هذه الدعامة الفكرية إنتزعت مع طبقة سياسية مارونية فاشلة إستلمت زمام الأمور منذ فترة ولحينه…
غبطة البطريرك من الضروري إرساء منظومة سياسية مارونية أكثر شمولاً وإشراكًا من أجل بلوغ أهداف ما خسرته المارونية حاضرًا. فأمر إعادة النظر في نوعية القادة والمنظومة السياسية مترابطان ولا يتحقق أي منهما من دون الآخر، لكن على ما علمت وأفدْتُ أن الإصلاح السياسي الماروني غير مدرج في الرؤية العامة للصرح وهذا ما لمسته من أكثر من شخص زراني أو تواصل أو تواصلت معه فيما خص الوضع الماروني وتحديدًا على مستوى الإجتماعات التي تحصل بحضوركم في صرحنا العظيم الذي أعطيَ له مجد لبنان.
غبطة البطريرك لكن لكي يتقبّل العالم الماروني وأي مفكر ماروني أي موضوع أو أي نشاط يجب أن يكون هناك مؤسسات سياسية فكرية بطريركية متنوّعة في طليعة المبادرين إلى إجراء تغييرات جذرية والبطريركية وعفوًا لا تسعى على ما يبدو إلى إحداث أي تغيير هيكلي في نظام المؤسسات المارونية أو أسلوب إدارتها على الرغم من الشكل والأسلوب الذي يتظاهر به راعوا هذه المؤسسات… ولكن على النقيض ثمة مؤشرات بأنّ الأمور ستستمِّرْ في عدم تقبُّل حرية التعبير والمعارضة السياسية لا سيّما في المسائل المتعلقة بأمور الطائفة وسائر المسيحيين، وتُظهر الوقائع الواردة إلينا أنّ من في يدهم زمام إدارة هذه المؤسسات هم متمسكون بهذه السلطة التقليدية القائمة على الفساد والزبائنية، ولا يسمحون بأي تغيير وسأكتفي بلفت نظركم إلى ما حصل في إنتخابات الرابطة المارونية مؤخرًا وإلى ما أفضتْ إليه، وهل لاحظتم ما يحصل اليوم تمهيدًا للإستحقاق الإنتخابي داخل الرابطة في المستقبل القريب، وهل لاحظتم من ذكّوا لتوّلي المسؤولية ؟؟
غبطة البطريرك، إنّ المارونية السياسية المتجددة فكريًا وعقائديًا حتمًا ستكون الرقيب على تطبيق الحياة السياسية ومدى تقيّدها بتنفيذ مضامين أي منظومة سياسية سيتفق عليها في المستقبل من أجل إعادة أسُس المارونية السياسية وإستعادة ما خسرته جرّاء سياسات فاشلة رعناء إعتمدتها طبقة سياسية مارونية توّالت على ممارسة السلطة بغفلة زمن المحل.
غبطة البطريرك إننا توّاقون إلى مارونية سياسية تمثل أطيافًا سياسية فكرية متعددة تقدم التوصيات المتعلقة بتطوير التشريعات الناظمة للإرادة السياسية المارونية وتوسيع قاعدة المشاركة في صنع القرار وتهيئة البيئة التشريعية والسياسية الضامنة لدور الموارنة في الحياة العامة اللبنانية والمارونية.
غبطة البطريرك اليوم نحن في الوادي الإنحطاطي السحيق، كما أننا على أبواب مرحلة جديدة من مراحل إعادة بناء المارونية السياسية، فإنني وبإسم رفاقي في الإغتراب وزملائي في النضال الماروني الوطني نعهد إلى غبطتكم رئاسة اللجنة المارونية لتحديث المنظومة السياسية المارونية تكون مهمتها وضع مشروع هيكلية جديدة والنظر بالتعديلات في القادة الفاشلين و نضطر لدعمهم رغمًا عنّا في بعض الأحيان على ما يحصل اليوم من دعم مطلق لبعض قادة الرأي لمجرد أنهم وصلوا إلى مراكز حسّاسة في الدولة والحري بنا أننا كُنا وكُنتم ملزمين مراقبتهم مراقبة دقيقة كي لا نقع وإياهم في الأخطأ المميتة التي أوقعونا بها منذ سنين طويلة.. وها نحن اليوم ندعمهم والأخطار المحدقة تحوطنا ولا يوجد في الأفق أي بادية حل أو بارقة أمل…
غبطة البطريرك، مسؤولية المارونية السياسية المنوي تشكيلها وضع مشاريع قوانين وبرامج عمل تضمن الإنتقال المتدرج نحو تحقيق الأهداف المستقبلية كاملة والتمثيل العادل للمواطنين على إمتداد الوطن وتخدمهم في حاضرهم وتستشرف تطور حياتهم ومستقبلهم.
غبطة البطريرك إنني ورفاقي المناضلين في عالم الإغتراب والداخل اللبناني بإنتظار أعمالكم التي تتضمن التوصيات ومشاريع قوانين مقترحة على ألاّ يتأخر دراستها وإقرارها ولكم منّا كامل التقدير والمحبة والإحترام.
* الكتابات والآراء والمقابلات المنشورة في اقسام المقالات والاقتصاد والأخبار والبيانات والاعلانات عامة لا تعبّر بالضرورة ابداً عن رأي ادارة التحرير في صحيفة بيروت تايمز، وإنما تعبّر عن رأي الكتاب والمعلنين فيها حصراً.

