أكد مسؤول العلاقات الدولية في التيار الوطني الحر الدكتور طارق صادق خلال استقباله عددا من الاعلاميين في دارته في ترتج قضاء جبيل ، أن تنازلات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون العشرة في سبيل تشكيل الحكومة لم تؤد غايتها، نتيجة تمسك الرئيس المكلف سعد الحريري بعدم التشكيل، كما كان متوقعاً منذ البداية. واشار إلى أن خشية رئيس الجمهورية من إضاعة كل هذا الوقت كانت في محلها، وهو خاطب مجلس النواب بوضوح قبيل الاستشارات النيابية، لكن المجلس لم يستمع لرسالة الرئيس الأولى، وتمسك أكثر فأكثر بالتكليف بعيد رسالة الرئيس الثانية.
ولفت إلى ان المواطن العادي هو من يدفع ثمن الانتقام السياسي من الرئيس عون، لا الرئيس عون ولا رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ولا النواب؛ وهذا المواطن لن يغفر لهم. ورأى ان لبنان يواجه مشكلة نظام في ظل المهل المفتوحة، داعيا الى اخذ العبر من الازمة التي نعيشها اليوم فتكون شرارة انطلاق مرحلة جديدة لتكوين الجمهورية الثالثة التي يجب ان تكون على قدر طموحات الشعب اللبناني وتطلعاته .واكد على ضرورة البحث عن علاج على مستوى الوطن وليس علاج موضعي .
ولفت صادق الى انه لم يكن لدينا في لبنان نظرة اقتصادية وجدية للدولة، حيث تبين أن النعيم الذي كان يعيشه اللبناني كان على حسابه وعلى حساب اولاده واحفاده ومستقبلهم .وأشار الى ان الانماء لم يكن ابدا متوازيا في لبنان اذ ان بعض المناطق ذات النفوذ المعين كانت تستفيد اكثر من منطقة اخرى من الانماء ، محملا مسؤولية حرمان قضاء جيبل من الانماء للمرجعيات السياسية المتعاقبة فيها .
واكد ان رئيس الجمهورية العماد عون ليس من المنظومة السياسية التي عملت خلال الـ 30 سنة الماضية ، فهو رجل دولة وتفكيرة وطني وليس مناطقي وهو منذ ان كان نائبا عن دائرة كسروان – الفتوح وصولا الى رئاسة الجمهورية عمل على تحقيق الكثير من المشاريع الانمائية والوطنية وكان همه الاساسي كيفية اعادة بناء الدولة اضافة الى الهاجس الامني الذي كان يخيم على البلاد .
واشار الى ان رئيس الجمهورية وضع الحجر الاساس والمدماك الاول في عملية استخراج الغاز والنفط من المياه اللبنانية وان كان هناك اليوم قرارا سياسيا بعدم استخراجه مؤكدا ان الرئيس عون رجل وطني وسيادي بكل ما للكلمة من معنى وهو بعيد كل البعد عن المنظومة السياسية الفاسدة التي تتحكم بالبلد لذلك تشن عليه الحملات ، وهذا بدا واضحا في رفضهم التدقيق الجنائي واستعادة الاموال المنهوبة .
وقال : ان الغرب يحمي الفاسدين في لبنان لانه بحاجة لان يكون في لبنان طبقة فاسدة حاكمة لكي تستمر في السير بمصالحه ولكي يبقى هذا الوطن تحت قبضته ، مشيراً في المقابل إلى بناء التيار صداقات جدية في الشرق والغرب مع من يتفهمون أكثر فأكثر خطاب التيار وخلفياته وأبعاده، وهي صداقات ستفيد لبنان مستقبلاً.
واعلن ان العلاقة الجيدة بين التيار الوطني الحر وحزب الله ليست السبب الاساسي والوحيد للحملة التي يتعرض لها الوزير جبران باسيل مشيرا الى ان باسيل يدفع أولاً ثمن رفضه الترداد الببغائي نعم نعم في مجلس الوزراء لكل ما يطلبه بعض الأفرقاء الداخليين، وهذا ما يجعلهم في حالة استنفار إعلامية وسياسية متواصلة ضده، فهم اعتادوا على “المسيحي الذي يهز رأسه” موافقاً أياً كان الموضوع، فيما باسيل يرفض ويعاند ويدقق بكل صغيرة وكبيرة. أما دولياً فهو يدفع فاتورة رفضه توطين الفلسطينيين وتثبيت النازحين السوريين في لبنان وصفقة القرن واصراره على استخراج الغاز والنفط في لبنان .
وكشف صادق ان الاميركيين عرضوا صفقة على الوزير باسيل ايقاف العقوبات عليه مقابل قطع علاقته مع حزب الله ، لكنه رفض.
وتوقع صادق ان تحصل الانتخابات النيابية في موعدها في العام 2022 مشيرا الى انه لا توجد امكانية لتأجيلها في ظل الضغط الداخلي والدولي المطالب باجرائها في موعدها .
ودعا الشباب اللبناني الى عدم اليأس بالرغم من الاوضاع التي مرت علينا والتي نعيشها اليوم وشباب التيار الوطني الحر لان يبقوا مرفوعي الرأس لان المسؤولين عنهم ليسوا من الطبقة الفاسدة التي حكمت البلاد لسنين طويلة .
آملا ان تكون المرحلة الصعبة التي نمر بها فرصة لنرى لبنان الجديد اقتصاديا وماليا وان نتثبت اكثر بارضنا ومن الناحية السياسية فرصة لخلق نظام سياسي يلبي طموحات الجبل الجديد .
واعلن انه في حال وصل الى الندوة البرلمانية كممثل عن قضاء جبيل سيمد يد التعاون للجميع من اجل انماء قرى وبلدات هذا القضاء .اما سياسيا فيجب ان يكون هناك نقاشات علمية وايجابية لتحسين الاوضاع ، فالاخطاء قد تكون موجودة عند كل الاطراف لكن في النقاش العلمي نستطيع الوصول الى الافضل .مشددا على اهمية التكاتف والتعاون بين الجميع ليس فقط على صعيد جبيل بل على صعيد لبنان من اجل وطن افضل لنا جميعا في ظل الازمة السيادية التي تطغى على كل شيء اليوم .
وأشار أخيراً الى ان لا قرار دولي بتفجير الوضع الامني في لبنان .
واستبعد ان يشكل الرئيس الحريري الحكومة وان كنا ما نتمناه ان يؤلف الحكومة اليوم قبل الغد وغدا قبل بعده لان الوضع لم يعد يحتمل واعتذاره سيؤدي بالوطن والشعب الى ضياع لاكثر من شهرين من الاتصالات والاستشارات للتوافق على تكليف شخصية اخرى .
وختم : نحن كتيار وطني حر وكتلة لبنان القوي اول الخاسرين من التأخير بتشكيل حكومة جديدة في الفترة المتبقية من عهد الرئيس ميشال عون .

