
كتبت الإعلامية لارا سليمان نون : ما تزعل يا ابني… إذا شفتني عبواب السفارات…
عم بشحد ورقة تاخدني عدولة فيها كرامات…
ما تزعل يا إبني… ما بقي من العمر غير نتفة ذكريات…
مبارح كان استقلال لبنان… مبارح الشهدا زرعوا هالأرزات…
وقالولنا ما تفلّوا من أرض مباركة… أرض الحب والرسالات…
واليوم صارت الأعجوبة… اجتمعوا الأكترية فوق الطاولات… والحوار تم عحساب الدولارات…
الفقير عم يفقر… والمرتاح عم يطفر… والغني ما بتفرق معو فرق فايدة المصريات…
وربطة الخبز صارت ربطة بلا خبز… وال1500 ليرة حق وزن كيس النيلون بلا الخبزات…
والكهربا مليانة كابلات طائفية… بيوت النواب والوزراء مشعشعة بوقاحة… بإسم حقوق الطايفة اختلفت التسعيرة والعيارات…
والبنزين لشو؟ طالما الإقطاعية والمافيات تملّكت التوزيع والتهريب والتعرفات…
أما السوبرماركت فهي شي كمالي للرفاهية… ما فيك تزورا أكتر من مرة بال3 أشهر… صارت مش إلنا… صارت للذوات…

ويا ويلك إذا مرضت… روح سآل بواب المستشفيات والطوارئ قديش بِكيِت على شباب ماتوا حاملين تذكرة لبنانية مش أكتر… وصاروا وثيقة وفاة…
وإذا كبرت يا إبني دخيل إجريك ما تتركني… حطني بغرفة حدك وزورني… هالوطن ما بيحمل ختيار وضمان شيخوخة… ختيَرِت القيم لما شحدنا الدوا عبواب الصيدليات…
وما تطمح تصير وزير أو نايب… السرقة مش من شيمنا يا ابني… صيت الجاه ثمنو كبير… نحنا ولاد عزة النفس مش ولاد التنازلات…
ما تزعل يا ابني…عم ببكي على وطن ما عاد وطن… على ١٠٤٥٢ صارت تنقاس على وسع المدافن … تحت الترابات…. روح يا ابني وما تتطلّع وراك… انفض غبرة وسخن عن إجريك… وزورني بس تقدر… وعمدفني ادعيلي وقول الله يرحمك يا بيي… الغربة بكرامة أحلى من الموت بوطن باعنا بقروش العملات…


