كتب المحرر السياسي
صدقت توقعات “سفير الشمال” التي أشارت في مقالات سابقة أن السفير خليل كرم سيكون الرئيس الجديد للرابطة المارونية.
وجاءت نتائج انتخابات الرابطة لتصادق على هذه التوقعات. لكن الاهم أن النصر كان حليف المستقلين. فالذين فازوا على لائحة “تجذر وصمود” وعددهم عشرة ، والخمسة الذين خرقوا هذه اللائحة من لائحة “رابطة لبكرا” هم غير حزبيين.
ومع أن هذه اللائحة كانت مدعومة من “حزب الكتائب اللبنانية” وتحديدا من رئيسه سامي الجميل، بدليل حضوره شخصيا، كما حضور والده الرئيس السابق للجمهورية أمين الجميل، ونائب رئيس الحزب، نقيب المحامين السابق جورج جريج إلى “الفوروم دو بيروت” لدعم مرشح الحزب على اللائحة بيار بجاني، وتوفير الدعم للمرشح الخاسر على رئاسة الرابطة رجل الاعمال غسان خوري . إلا أن المفارقة أن ليس كل الكتائبيين التزموا التصويت للائحة خوري وخصوصا المرشح بجاني، مثل النائب المستقيل نديم بشير الجميل، والنائب السابق سامر سعادة وعضو المكتب السياسي اسعد عميره، والعديد من الكتائبيين المنكفئين المنتسبين إلى الرابطة.
وهذا القرار عكس القوة المحدودة التي للأحزاب داخل هذا الكيان الماروني. كما كان للقوات اللبنانية وديعتان داخل لائحة “رابطة لبكرا”. هما المحامي جان الشدياق من القبيات والدكتور بسام رومانوس من لبعا-قضاء جزين. لكن القواتيين تصرفوا بواقعية، فتركوا للناخبين القواتيين حرية الاقتراع لرئيس الرابطة وفق مصالح الحزب المناطقية، وحاذرت الأضرار بمصالحه الانتخابية ، على عكس ما تصرف حزب الكتائب. فيما تركت حرية التصويت للناخبين المؤيدين للتيار الوطني الحر المنتسبين للرابطة . على أن مناصري “تيار المردة” اقترعوا لمصلحة احد المرشحين من دون أن يعلنوا جهارا تأييدهم لأي لائحة، واشهار اي خصومة بخلاف ما أقدمت عليه “الصيفي”.
ولا شك في أن لائحة “رابطة لبكرا” استطاعت تسجيل خرق في مواجهة اللائحة الفائزة بخمسة مقاعد، وذلك بفضل اتصالات ونشاط الأعضاء الفائزين، مع الإشارة إلى ان ثلاثة منهم وهم: رامي الشدياق، ايلي مخايل، وناتالي خوري سبق لهم ان ترشحوا لمرات عدة إلى عضوية الرابطة من دون أن يحالفهم الحظ، ما ساعدهم على تراكم علاقات وخبرات افادوا منها، فتحقق الخرق بجهدهم، وما كان ذلك ليؤتى لهم بسهولة لو أن الخاسرين على لائحة “تجذر وصمود” بذلوا ما يكفي من جهد، مع العلم ان بعض هؤلاء خسر بفارق صوت واحد. وهذا قد يفتح باب الطعن.
في اي حال ، فإن رئيس الرابطة الجديد السفير خليل كرم أعلن عن فتح صفحة جديدة، انطلاقا من طبيعته المرنة والايجابية والاستيعابية، رغبة منه في مواجهة متطلبات المرحلة المقبلة بفريق عمل منسجم، وهو قادر على تدوير الزوايا، وقد لا يجد عائقا الا مع احد مخترقي لائحته، من الذين اشتهروا بمواقفه الغارقة في التطرف والتعصب غير المحدود.
على أن المحامي بول يوسف كنعان الذي تجنب اعتماد الاستفزاز والتشهير والتصويب على اي من اللائحتين لم يفسد في الود قضية، فقد ركز على الاعلام اكثر من “الشغل الانتخابي” فغاب الاحتراف المطلوب توافره في استحقاق بمثل هذه الأهمية.
واخيرا ، فإن السفير كرم سيتبع خطة لتحقيق”التجذر والصمود” في سبيل “رابطة لبكرا” ل”موارنة من أجل لبنان”.

