18.3 C
Byblos
Sunday, December 7, 2025
أبرز العناوينبالفيديو-أنطون جرجورة يزبك إبن بلدة حصارات...حكاية ذكاء وإبداع واختراع

بالفيديو-أنطون جرجورة يزبك إبن بلدة حصارات…حكاية ذكاء وإبداع واختراع

بقلم الأستاذ-غانم إسطفان عاصي

هل من كلمة لك اليوم؟! أنا جاهز إذاً، هذا ما كان يبادرني به الراحل العزيز في كل مناسبة أليمة كانت أم سعيدة، وتحضر “كامرته” الوفيّة لا الخفيّة، والتي سبقت وسائل التطوّر التقنيّة وولوج زمن الهواتف الخليويّة،لتصوّر مناسباتنا وتحفظ كلماتنا.

وكيف لا تكون لي كلمة اليوم! وكيف لي أن لا أكون جاهزاً في وداعك يا أعزّ وأطيب وأصدق الناس. فأخالك الٱن منتصبا أمامي ،ممتشقاً “كامرتك” فتصوبّها نحوي ،مسافراً على أجنحة كلمة تعشقها، في وقت قد ينزعج منها من يستعجل في أمره ، ومن لا يعرف قيمتها أو يقدّر مكانتها . فهاءنذا أكتب بريشة مزدانة بألوان الوفاء، وهي تحكي المحبّة كما تحكي الحسرة، ومن تحت شمس الصدق أعزف ألوان الفراق، فأضيء العتمة وأقارع الصقيع،وتنتعش في داخلي عاطفة غالية، ما اعتادت التملّق يوماً وهي من الرياء خالية، فتراني أحبّر شرايين قلمي من رحيق طيبتك، يا من وعينا عليك في بيتنا صديقاً ، وتابعتَنا على صفحات الحياة رفيقا، وهل للكلمة من مجال بعد كي تتواطأ عليّ!

أمّا اليوم وفي هذا الزمن الردئ الذي يكاد يفقد نكهته الإنسانيّة، نفقد رمزا من رموز الٱدميّة، وتنقطع أنفاسه في زمن انقطاع انفاس الناس من سوء الأحوال المعيشيّة وتردّي الأوضاع الإقتصاديّة، وكلّما خسرنا شخصاً طيّبا ورجلا كريما من أمثالك، كلما إقتلعنا من بستان الزمان حكاية جميلة، وأنت حكاية الحكايات بطيبتك وعفويّتك،وبدماثتك وحماستك وبأوصافك وأخلاقك وبمبادئك ومواقفك .نعم يا أنطون أنت حكاية الحكايات بمزاياك التي تسامت إلى ذروة الإبداع، وبذكائك الذي توشّح بالنبوغ وتزنّر بالإندفاع، وببراءتك التي إقترنت ببراءات الإختراع…ولَكَم تميّزت بأنك داعمٌ للنشاطات ونجم في الإحتفالات ،بإبتسامتك المعهودة ونخوتك المقصودة، وبشخصيّتك النادرة وقدرتك القادرة ونخوتك الحاضرة.

أيّها الراحل الغالي:

لقد صنعتَ لك عالماً خاصاً بك، بما حباك الله من ذكاء خارق ودهاء حاذق، فأوّل من سبقت هذا العصر وزعماءه وأحزابه فاخترعت إذاعة “ضهر التين من بجرين”. ثم ابتكرت مصعداً غريباً ينقل المواسم والغلال من تلك الأرض المهجورة إلى هذه الديار العامرة، ولقد وصَفَتْهُ يومها إحدى شاشات التلفزة “وسيلة نقل وليست بسيّارة ومعلّقة في الهواء وليست بطيّارة “.

أنطون، يا من جمعت أرشيفاً رائعاً لضيعتنا، من خلال هوايتك التصويريّة والتسجيليّة، ولطالما كان مرتكزنا ومرجعنا في حفلات بناء كنيستنا وفي نشراتنا وكتبنا وإصداراتنا التي أرّخت بعض رجالاتنا الذين طبعوا أيّامنا وسكنوا أحلامنا وسيّلوا أقلامنا.

أنت يا من نشأت وتربّيت في عائلة عريقة من قريتنا، وفي كنف والدَين مؤمنَين وكادحَين ووسط أشقّاء وشقيقات من حزنهم اليوم تعرفونهم، وحسبُك فخراً أنك شقيق ذلك الشهيد البطل نبيه وذلك الجندي الراحل المغوار سمير.

ولقد أسّست مع الوفيّة سلوى عائلةً مُحبّة ومتضامنة وحاضرة في مجتمعنا ومن خيرة الشباب والصبايا، وكما رافَقْتَها على دروب العمر فلقد رافقتك بالعناية والرعاية في ٱخر أيام هذا العمر، والدمع المنسكب يعبّر، من حسّون في أرض الغربة الى العائلة في غربة الوطن.

كم سنحنّ إلى تلك الجلسات التي جمعتنا سواء في محلّي التجاري أم في دارة ذلك الكبير الراحل “أبو طنوس”.

وكما سنفتقدك في مناسباتنا واحتفالاتنا سنفتقدك في رحلاتنا التي ما تخلّفْتَ عنها يوما، وخاصة زيارة بقاعكفرا في عيد مولد القديس شربل والتي كانت مقدّسة بالنسبة لك.

وأخيراً ونحن على أبواب الميلاد ،هنيئا لك ميلادك في السماء وهنيئا للسماء بك،ولك الراحة وللأهل والأحبّة الصبر والعزاء.

- إعلان -
- إعلان -

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- إعلانات -
- إعلانات -

الأكثر قراءة

- إعلانات -
- إعلانات -
- إعلان -
- إعلان -
error: Content is protected !!