22.1 C
Byblos
Friday, December 5, 2025
متفرقات‎د.جيلبير المجبر : ‎فلنتعاون ولنمد ايدينا لتضميد جراح بعضنا دون ان نجرح...

‎د.جيلبير المجبر : ‎فلنتعاون ولنمد ايدينا لتضميد جراح بعضنا دون ان نجرح عزة نفس الآخر.

‎د.جيلبير المجبر

‎قال الرب: “انظروا وتحفظوا من الطمع، فإنه متى كان

‎ لأحد كثير فليست حياته من أمواله”. (لوقا )

‎الإنسان الذي يفكر أنه في مأمن من تقلبات الحياة، لأنه يملك الثروة والجاه والمركز والقوة، هو إنسان جاحد بنعمة ربه، لا تجد في خزنة قلبه الساقط مكانا لله.

‎هو إنسان لا يعرف معنى الإنسانية والرأفة والمحبة.

‎الله قد خلقنا على صورته ومثاله ليبني انسانيتنا، وهو يريد قلوبنا وصداقتنا. يريدنا ان نحب الآخرين كما هو احبنا، وأن نتراف بالمحتاجين، وأن نعمل معه على تجديد الكون.

‎أحبائي

‎ليس المهم ان ندعي الانفتاح وعمل الخير، المهم ما يصل منا من محبة إلى قلوب الآخرين.

‎وليكن عطاؤنا نابع من المحبة والحنان والرحمة والرأفة ومن دون تمييز.

‎فالحب لا يقوم على شراء الآخر،

‎الحب يقوم على التضحية المجانية، ان نلتزم بواجبنا تجاه من نحب، ولا نهينه بتذكيره الدائم بكل عمل حسن فعلناه لأجله، لأن الخيرات التي نقدمها تأتينا من فوق وليست منة منا.

‎وكل إنسان مهما كان فقيرا، ومهما كان صغيرا فهو أثمن من اي شيء في الوجود.

‎السيد المسيح جاء من أجل الفقراء والمتالمين والمنسيين، وشفى المرضى وأقام الموتى. وقد ساد الكون بسلطة محبته وتواضعه وصبره على الآلام.

‎”إختار ألله ما لا شأن له ليزيل صاحب الشأن”. (1كورنثس )

‎اختار الضعفاء والبسطاء والمشردين والمحتقرين والمضطهدين ليخزي الاقوياء.

‎جاء ليفتح أعين قلوبنا على الخير، وقد دعانا ان نحب بعضنا بعضا، وأن نعكس محبته للضعفاء والمساكين لنصير مثله.

‎الإنسان ليس بإنسان حقيقي بدون محبة الله والقريب.

‎بولس الرسول أهتم بمساعدة الفقراء، كما كان الرب يفعل… واعتبر عمل التبرع للفقراء بركة، لأنه سيجلب بركات الله.

‎فمن يعطي بسرور ومن كل قلبه يفرح قلب آلله، “لأن الله يحب المعطي المسرور” (2كورنثس )

‎أما الثروات التي يجمعها الإنسان بالحلال تعطي غلالا كثيرة حين نشارك بها اخوتنا الفقراء والمعوزين.

‎” ان الله ينمي غلة بر المحسنين ويكثرها.”

‎ان الصراع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والمالي الدائر، اليوم، ووباء الكورونا المتفشي، والفساد المستشري، والمليارات المهربة، أحداث دائرة أدت إلى اجتياح الفقر لمعظم البيوت اللبنانية.

‎فحيثما تواجدنا، يطالعنا أناس يفتشون في براميل القمامة عن كسرة خبز يسدون بها رمق جوعهم، او يمدون أيديهم ليستعطوا ثمن قوتهم وقوت عيالهم. وأطفال ينامون بدون طعام او يستعطون على الطرقات. والآلاف قد فقدوا وظائفهم وأصبحوا عاطلين عن العمل.

‎وأناس خلق الايباء متاصلا في نفوسهم، قد أصابتهم الشدة، وحلت بهم المكاره، وتنكر لهم الدهر وعبست في وجههم الحياة وباتوا عاجزين عن تأمين معيشتهم ومعيشة عيلهم .

‎ولكن الفقر لم يقلل من عزيمتهم، ولم يستطع ان يحطم مثالياتهم الجميلة، ولم ينقص من احترامهم لأنفسهم. وبالرغم من عوزهم نراهم ينتزعون اللقمة من فم أطفالهم ويطعمونها لسائل صدقة.

‎فيا اولاد الابالسة، (سلطة الفساد والافساد )، ماذا فعلتم بوطني، وإلى اي مصير مظلم تأخذون البلاد؟

‎لقد جمعتم الثروات الطائلة من السرقات والسمسرات، وبنيتم القصور الشاهقة إلى جانب اكواخ الفقراء، واكلتم بملاعق من ذهب.

‎المسيح بعظمة مجده لم يجلس في القصور لينال مجدا بشريا، ولم يأكل بملعقة من ذهب!

‎ثقوا، يا أصحاب الأيادي السود، انكم، ان هربتم من عدالة الارض” لا أحد منكم سيستطيع ان يهرب من وجه الله…لأنه ليس شيء مخيفا عليه”.

‎الإنسان لم يوجد على الأرض ليأكل ويشرب ويتمتع بالملذات والشهوات وحب القنية والامجاد الأرضية. الحيوانات تأكل وتشرب.

‎فالأموال التي نجنيها، والنجاحات التي نحققها، والمواهب التي نمتاز بها، هذه كلها وغيرها يجب إلا توهمنا بأننا بتنا شيئا مهما.

‎فالله هو الواهب الوحيد لكل الخير الذي بين أيدينا، وهباته تمتحنا ان كنا فعلا مستحقين لها ام لا؟

‎هذه المواهب والخيرات كلها ما كانت لتكون لولا فضل الله.

‎”ليكون فضل القوة لله لا منا”.(2كورنثس ).

‎فكل شيء يذبل ويتلاشى وينتهي. وكل مجد باطل. وكل جاه ومال قد يزول ولا يبقى سوى نور وجه الله.

‎بولس الرسول يؤمن ان”ليس سبب العوز في العالم نقصان الخيرات. ابدا. إنما هو نقص المحبة.”

‎فلنتعاون ولنمد ايدينا لتضميد جراح بعضنا دون ان نجرح عزة نفس الآخر.

‎لاننا حين نمد أيدينا بالعطاء المجاني نمجد الله في خلقه.

‎”فليرض كل واحد منا قريبه للخير”.

‎ان القوة لا تكمن في الثروة والسلطة والعلم …، كلها وغيرها لا تساوي شيئا إذا لم تكن لدينا المحبة والإنسانية وروح التواضع.

‎”إذ ليس لأحد حب أعظم من هذا ان يضع أحد نفسه لأجل احبائه”.(يوحنا )

‎وليس من غني سوى الله. ولا توجد سلطة تعلو فوق سلطة مجده القدوس.

‎فهو يرزق من يشاء وساعة يشاء.

‎اما الفقير فليس فقير المال انما هو من يفتقر لوجود الله في حياته.

- إعلان -
- إعلان -

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- إعلانات -
- إعلانات -

الأكثر قراءة

- إعلانات -
- إعلانات -
- إعلان -
- إعلان -
error: Content is protected !!