وسط تكتّم شديد وإتصالات لا تنتهي، حاول مدير عام بارز إخفاء ضيافته للرئيس السابق ميشال عون الى مأدبة عشاء في منزله في قضاء جبيل.
لربّما الخبر عادي لغير المتطلعين على الشؤون الجُبيليّة، لا يحمل أي معانٍ أو دلالات إضافيّة، إنما المنخرطون في الشؤون السياسية في القضاء يعرفون تماماً أن هذه الزيارة تندرج ضمن خطة عمل مبكرة للإنتخابات النيابية المقبلة.
فمن إعتاد القراءة بين السطور لا يخفيه السياسة التي يعتمدها التيار في إختيار مرشّحيه، وباسيل نفسه يعي تماماً أن القاعدة الشعبية للتيار شبه منقسمة على نفسها لا سيّما بعد الأزمات التي تفاقمت في عهد الرّئيس عون، وأن الأسماء التي إعتادت خوض المعركة الإنتخابية لدورات عديدة لم يعد لديها المزيد لتقدّمه في الدورات القادمة. ومن هذا المبدأ يأتي بعض المتملّقين على السياسة والطامحين لمراكز نيابية على حساب التيار، على “سمسرة” أسمائهم والترويج لها إعتماداً على إستراتيجيّة “التبييض”: لقاءات من هنا وولائم من هناك، علّ ملء البطون يضيع العقول ويمحي ما إقترفته أيدي بعض المتربّعين على عرش إدارات حيويّة في البلد من فساد وصفقات مشبوهة.
مصادر شاركت في وليمة العيد توقفت على ما قاله صاحب الدعوة في ترحيبه بنائب القضاء بقوله له سنعمل معاً في الايام المقبلة ضمن اطار مسيرة التيار ونهجه متسائلة هل يعني هذا الكلام انه نال البركة منذ اليوم لترشيحه في الانتخابات المقبلة؟
واعتبرت المصادر لو ان الأخير نال حقاً البركة لكان تحدث في العشاء رئيس التيار وألمح الى ذلك مذكرةً بأن التيار من يحمل لواء محاربة الفساد.
الى ذلك تؤكد معلومات خاصة ان النائب الحالي ما زال الاقوى عند التياريين وهذا ما يبدو واضحاً للعيان ، اضف الى ذلك انه يملك قاعدة شعبية لا يستهان بها ، بينما من هو طامح لهذا المركز لا يمكنه ان يؤمن الا نسبة خجولة من اصوات منافسه كما ان احد رؤساء البلديات يحظى بتأييداً كبيراً ورغبة لدى العونيين بترشيحه.
وختمت المصادر بالقول: غدا لناظره قريب والأيام المقبلة ستؤكد أحقيّة هذا الكلام .
