د.جيلبير المجبر
الجهاد في ميدان الحياة قد أصبح عملية مؤلمة ترافقها أحيانا ردود فعل سلبية، واضطرابات…!!!
فكيف بمقدور الإنسان الذي يدعي المعرفة، ويجمع العلم والإمكانات إلى جانب الخبرة العملية ان يسيء إلى المهنة التي اتومن عليها فيسيء إلى الآخرين ويلحق بهم الأذى…؟؟؟
كيف يمكن حماية المواطن في بيئة فاسدة تنطوي على الكثير من الظلم والتعدي على الناس، واغتصاب للحقوق … عندما يصبح بعض القضاة أداة فعالة في يد السياسيين، الذين يتلاعبون بالأحكام القضائية وفقا لمصالحهم الشخصية… غير مكترثين بمصالح الشعب؟؟؟
ما السبيل لجعل القاضي، الذي هو مؤتمن على حقوق الناس وعلى حريتهم، ان يستجيب لصوت الضمير والحق… ويتجنب خطر الإساءة إلى العدالة وتلويث سمعة القضاء في ظل الاغراءات المادية التي تغضق على القاضي من هنا وهنالك…؟؟؟
”كيف ترمي القاضي في نيران الرشوة وتقول له انتبه الا تحترق…؟؟؟
في حين ان بعض القضاة نفوسهم ضعيفة، سرعان ما يتخلون عن ضمائرهم… ويخضعون أمام سلطان المال…!!!
ان كان القاضي يملك كل شيء،
ما عدا الله والضمير، فسيقضي ما تبقى له من حياة في صراع داخلي عندما لا يخضع للحق والعدل في أحكامه…
هناك قاض ينظم الدعوى مثل ما يريد ويبطن الأمور بطريقة، عندما يأتي القاضي الذي يليه لا ينتبه… ويكون الحكم ثمنه الملايين… يرتشي القاضي ويقبض مبلغا لا يستهان به من المال ويحرف مسار الدعوى مثل ما يريد… ويصدر الحكم “لصالح المبرطل نائب اوزير او زعيم او متنفذ…!!!
ويوجد أشخاص يعرفونهم ولا يجراون على جلبهم للعدالة… فقط
ينتقمون من الصغار، أما الكبار فيخرجون مع صك براءة…
سرقة المشاعات وتزوير وتعدي على الأملاك العامة واخبارات لاتحصى ولا تعد، والقضاء ساكن لا يتحرك… إنها لعبة الكبار، لا مكان فيها للصغار…
الظلم يسود العالم…
من يحمي الفقير إذا كانت العدالة ظالمة والقضاء مسيس والقاضي قد باع ضميره لمن عينه، والمحامي هو نصف العدالة يستخدم حصانته ليقوم بأعمال ملتوية من نصب واحتيال على الناس… يستغل فقرهم وحاجتهم إليه…؟؟؟
مبدأ الشفافية والنزاهة وحرية الضمير قد سقط لابتعاد الإنسان عن الله وعبادته للمادة التي صارت هي الإله…!!!
لأن السياسيين الفاسدين الذين جمعوا ثرواتهم الطائلة من أموال الشعب، قد سيسوا كل شيء حتى القضاء…!!!ا
القوى السياسية هي التي سمحت للقضاء بالتلاعب…
إذا كانت الدعوى لصالح السياسيين يتحرك القضاء…
أما إذا كانت تمس بمصالح السياسيين تنطفىء ويغلق الملف…!!!
التشكيلات القضائية لا تتم إلا برضى كافة الفرقاء… وبتوزيع الحصص…!!!
القضاء، هو، في المبدأ لكل من سلب حقه، ولتعزيز حقوق المواطنين وردع كل سلوك غير قانوني…
فكيف إذا سلبت الحقوق من خلال قضاة قد باعوا ضمائرهم، واساءوا اrستعمال صلاحياتهم…؟؟؟
حتى صرنا إذا رأينا قاض نزيه وشريف يأخذنا أمر العجب…!!!
العدالة مطلب طبيعي ينشده كل مواطن شريف… والقوانين والأنظمة نفسها لم توضع لنزع الحقوق، وإنما وضعت لرفع الظلم عن البشر ومحاكمة الظالمين…
وذلك لضبط ميزان العدالة، والسمو بها لتتلاقى مع الحق…
إذا، العدالة هي المشعل الذي ينبعث منه النور ليضيء على الحق ويمنع الظلم…
وان تطبيق العدالة على جميع الناس دون تمييز، أسمى معاني الرقي الإنساني…
لقد نص الدستور اللبناني على ان
”كل اللبنانيين سواء لدى القانون، وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق المدنية والسياسية…”
فهل تطبق الأحكام القضائية حسب الدستور…؟؟؟
الإنسان يحيا من أجل نفسه، اكيد،
ولكن يحيا أيضأ من أجل مساعدة الآخرين وخدمتهم وعدم الإساءة إليهم…!!!
والقاضي الشجاع لا يخاف من السلطة بقدر خوفه على حسن سير العدالة…
يدقق بما لديه من معطيات ليبني عليها قراراته…
وبقدر قربه من الله تكون أحكامه عادلة…
فسلام النفس هو ثمرة حرية الضمير والنزاهة والتفاني في خدمة العدالة،
والفرح الحقيقي يكون بالقرب من الله….

