16.3 C
Byblos
Wednesday, December 10, 2025
أبرز العناوينباسكال يتمتع بحكمة سليمان ..الشهادة الحقيقية والوسام على صدر الوطنية

باسكال يتمتع بحكمة سليمان ..الشهادة الحقيقية والوسام على صدر الوطنية

بقلم غانم إسطفان عاصي

ووجدتُ التعابير إلى رفعة الأوصاف تتسامق،ورأيتُ الأضداد في وداع الشهيد تتعانق،وراحت الأقلام على صفحات المجد تتسابق، وإذا بقلمي يسيل دمعاً لا مداداً، وإذا بعواطفي تكتسي معانيها حداداً، وإذا بدروبي ترتدي أجواءها حداداً. وأما انتظار العودة ففي ٱتون الخيبة احترق،والمغدور في بركان الأذيّة غرق،والفرح باللقاء وسط غصّات الفراق اختنق.

وكان الخبر المفجع وكان الغياب الموجع، وسيطرت مشاعر الألم وإنقطعت حبال الأمل …واستشهد باسكال الذي كان وديعاً كما الحمل.

وكنا قد التقيناه ، نحن الذين نعتنق القيم الإنسانيّة، ونعشق الواحبات الإجتماعيّة، حيث كنا نشارك في مأتم في “الخاربه”المجاورة،هو يتقبّل مع أهل الفقيد التعازي ونحن نقدمّها، وغادر مجلس العزاء قبلنا بدقائق،وغادرْنا بعده وربما كنا لنغادر معه!! وكما بين الموت والحياة لحظة فبين القدر والغدر جريمة…!!!

وكلّ ذلك جرى، حيث “نامت نواطير مصر عن ثعالبها” في غياهب الأوضاع المتسيّبة وفي أحضان الدولة المغيّبة،لا بل في خضمّ الفراغ في الرئاسة، وفي زمن العقم في السياسة ،حيث الشعب يعيش في تعاسة،وبينما البلد يتعرّض لإنتكاسة إثر إنتكاسة ،والبعض الى الحرب تشدّهم الحماسة.

وهنالك على تلك الدرب التي تتلألأ بالجمال وسط الطبيعة الرائعة، وحيث يقصد الناس ذلك النبع كي يرتوون من مياهه الصافية،وبين الخاربة وحاقل امتزجت مياه “نبع حاقل” النقية بدماء ،”باسكال “الذكية، واستحالت لذاذة عسل ميفوق مرارة،وذلك العسل الذي يجنى من رحيق أزاهيرها، ذاق طعم الشهادة في أرض تعبق بأريج الشهادة وعبيرها..

وهوى الطود على الطود، وسكن الحزن والأسى كل من رافق الراحل أو عرفه، من عائلته الى بلدته فالجوار، وهذا فضلا عن رفاق دراسته، وزملائه في العمل،ورفاقه في الحزب من رئيس ومحازبين، ونوّاب وموظفين، وكل هؤلاء أجمعوا على نبل ذلك الإنسان وطيب مزاياه وراحوا بثقة العارف يشهدون، والأخصام قبل الحلفاء على ذلك يؤكدّون، فباسكال سليمان ومن خلال مسيرته الغنيّة والقصيرة، تمتّع بحكمة سليمان، وامتلا بإنسانية الإنسان، هو الذي تربّى ونشأ في حمى سيدة إيليج لا غرابة ان عبق بالإيمان، ومن صخور ميفوق أخذ الصلابة والعنفوان، واتخذ من الشهامة والكرامة لحياته العنوان، وسعى مع أهله وأترابه ورفاقه من أمثاله الى الحفاظ على سيادة وحرّية واستقلال لبنان. فسار على طرقات الكفاح، وتميّز باعتماد نهج السماح، وتعملق بإعتناق مبدأ الإنفتاح، واشتهر بحسن تدبير الأمور، وعمل مع الصادقين على مدّ الجسور، و لم يستسلم للأحقاد أو يعمل على نبش القبور، فغدا من الذين كما يكبرون بأحزابهم تكبر بهم أحزابهم.

وان لم نكن من المنتمين الى حزبه، لكن وكإبن عائلة عريقة من “جبيلن”ا وأصيلة في جبلنا، نتشابه في الأخلاقيّة والوطنيّة في التربية والٱدميّة، نعم من مدرسة أولئك الذين لا يستقوون برفع أصابعهم، وتعود لهذا الوطن وفقط مراجعهم، وينشدون السلام في مواضعهم، ووجع الناس من مواجعهم،ويذرفون الصدق من مدامعهم، ومن تلك”الجبال الشمّ،أوكار النسور”منابعهم.

فأمام هول المصاب وألم الغياب، نقول لأولئك المجرمين، الذين لا دين لهم ولا وطن لهم ولا عائلة لهم ولا ربّ لهم….بأنه ومهما تعدّدت الروايات وإختلفت البيانات، وقد تتبدّل وفقاً للمصالح أوالغايات، أو تبعاً لخدمة بعض السياسات،فالويل الويل لكم يا أبناء الأفاعي… فنحن نتكّل على صحوة الضمير وبالرب نستعين ونحن نعيش الشكّ على طريق اليقين،وان لم تتمكّن الدولة من المحاسبة فالحساب عند رب الحساب.

وبينما يرتقي باسكال سليمان الى سموّ الشهادة الحقيقيّة، نفاخر به وساماً على صدر الوطنية.

الى عائلته وأهل بلدته وبلاد جبيله والى حزب القوات اللبنانية والى سعادة النائب زياد الحواط والأقارب والأصدقاء لا بل الى كل اللبنانيّين الصادقين. نتقدّم وبإسم جميع الوطنيّين الشرفاء بأسمى ٱيات العزاء

سائلين له الراحة في السماء ولهم من بعده طول البقاء.

- إعلان -
- إعلان -

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- إعلانات -
- إعلانات -

الأكثر قراءة

- إعلانات -
- إعلانات -
- إعلان -
- إعلان -
error: Content is protected !!