18.2 C
Byblos
Sunday, December 7, 2025
محلياتموفد البابا يزور عون وبكركي ويجول في المنطقة المنكوبة: لبنان ليس...

موفد البابا يزور عون وبكركي ويجول في المنطقة المنكوبة: لبنان ليس وحيدا وبإمكانه الإتكال على الكرسي الرسولي

أكد امين سر الكرسي الرسولي الكاردينال بييترو بارولين ان لبنان ليس وحيداً وبامكانه دوما الاتكال على دعمه على التضامن الدولي معه.

لليوم الثاني على التوالي واصل أمين سرّ دولة الفاتيكان زيارته لبيروت، فزار برفقة وفد ضم السفير البابوي المونسنيور جوزف سبيتري، المونسنيور ايونوت ستاجاك و امين السر الخاص للكاردينال المونسنيور جيوزيبي فرانكوني قصر بعبدا، حيث التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في حضور وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبه، الوزير السابق سليم جريصاتي، المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير والمستشار الإعلامي في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا.

وفي خلال اللقاء نقل الكاردينال بارولين الى الرئيس عون رسالة تضامن “من قداسة الحبر الأعظم  البابا فرنسيس الى الشعب اللبناني بجميع فئاته في هذا الظرف الأليم الذي يجتازه بعد الانفجار الذي هز العاصمة بيروت، إضافة الى مرافقته بالصلاة والمبادرات من اجل النهوض بلبنان من جديد”، مشددا على ان “للبنان مكانة خاصة لدى الكرسي الرسولي وهو موضع عناية واهتمام، بالنظر الى ما يمثله من قيمة ونموذج للعيش معا بجميع أبنائه، مسيحيين ومسلمين”.

وقال: “ان لبنان ليس وحيدا ابدا في الظرف الأليم الذي يجتازه، فهو بامكانه دوما الاتكال على دعم الكرسي الرسولي كما على التضامن الدولي معه. انني انقل اليكم والى الشعب اللبناني رسالة رجاء من الحبر الاعظم الذي يعتبر ان لبنان يمتلك من المقومات الداخلية ما يجعله ينهض من آلامه، محولا فترة الألم هذه الى محطة رجاء جديد له وللمنطقة وللعالم الذي يقف بجانبه”، ولفت الى ان “لبنان في مئوية وجوده الأولى كدولة اعطى نموذجا يحتذى كصيغة تجمع المسيحيين والمسلمين وتتطلب الكثير من التوازن بين الاختلافات والتنوع، على الرغم من العديد من الازمات التي اجتازها، لكن شعبه وجد دائما في نفسه مصادر قوته للخروج منها والسير قدما. واليوم الرجاء الجديد الذي ينبع من لبنان هو امر واقعي وليس مجرد تمنيات لعبور هذه المرحلة”.

وشدد على ان “دور الكرسي الرسولي هو الثبات في الوقوف الى جانبكم كما كان على الدوام تجاه لبنان لأنه وطن جدير بالحياة والبقاء، لما فيه خيره وخير منطقة الشرق الأوسط والعالم، فعالم اليوم بحاجة الى نموذج ورجال يشهدون انه بالامكان العيش معا، وهو امر بات ضروريا وملّحا لا سيما بعد سقوط جدار برلين،. وقال: “انتم كشعب لبناني، مسيحيين ومسلمين، تعطون هذه الرسالة للعالم، لأنكم انتم تجسدونها، من دون الدخول في صراعات المنطقة والعالم”.

من جهته، رد رئيس الجمهورية شاكرا الكاردينال بارولين على حضوره ممثلا للحبر الأعظم في هذه الزيارة المهمة للبنان، لاحياء يوم الصلاة والصوم من اجل هذا البلد التي دعا اليها البابا فرنسيس لجميع المؤمنين في العالم، مشيرا الى انه سيشارك والعائلة “في هذا اليوم عبر صلاة خاصة بعد الظهر في كابيلا القصر الجمهوري، وقال: “اتابع ما يقوله البابا فرنسيس عن لبنان، ومحبته الخاصة له عن كثب، وأود ان تنقلوا الى قداسته محبتنا البنوية له، وبالغ امتناننا للعناية التي يوليها للبنان وشعبه بجميع فئاته، وهذا ليس بأمر جديد بالنسبة الى الكرسي الرسولي الذي تربطه بلبنان وجميع ابنائه علاقة مميزة”.

وطلب الرئيس عون من الكاردينال بارولين نقل دعوته المتجددة الى “الأب الاقدس لزيارة لبنان”، مشيرا الى ان “اللبنانيين جميعهم ينتظرونه”.

ورحب الكاردينال بذلك، مؤكدا نقل هذا التمني الى البابا فرنسيس عند عودته الى حاضرة الفاتيكان، ومشيرا الى ان “تفشي وباء كورونا أدى الى الغاء زيارات الحبر الأعظم المقررة للعام 2020″، آملا “الا ينسحب الامر على السنة المقبلة أيضا”.

واكد الرئيس عون ان ما يبذله من جهود “سواء عبر انشاء “اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار” التي تبنتها الامم المتحدة او الدعوة المتجددة للحوار بين مختلف المسؤولين اللبنانيين تصب كلها في اتجاه تأكيد دور لبنان ورسالته وتوطيد أسس التلاقي بين جميع أبنائه من اجل مستقبل راسخ”.

وبعد اللقاء، صرح الكاردينال بارولين للصحافيين، فقال: “يسرني ان اعرب بداية عن امتناني لفخامة رئيس الجمهورية اللبنانية على اللقاء لمناسبة زيارتي السريعة الى لبنان. وقد نقلت اليه تحيات الاب الأقدس البابا فرنسيس الذي شاء ان تكون زيارتي لكي اعرب لهذا البلد وابنائه جميعا عن قربه الابوي منهم وتضامنه التام على اثر الانفجار الهائل الذي هز مدينة بيروت، منذ شهر. في اطار هذا اليوم الذي دعا اليه الحبر الأعظم للصلاة والصوم من اجل لبنان، يوم الأربعاء المنصرم، فإن قداسته يرغب بالتعبير بطريقة حسية وفاعلة عن تضامن الكنيسة الكاثوليكية بأسرها تجاه لبنان وجميع أبنائه. هذا هو معنى حضوري اليوم”.

وأعلن: “لقد تحدثنا كذلك عن الوضع العام، ونقلت الى فخامته تأكيد الكرسي الرسولي ان لبنان ليس وحيدا وسط الظروف الصعبة التي يجتازها، وهو لقي دعم العديد من الدول التي سارعت الى تقديم يد العون له من اجل إعادة بناء الجزء الذي تهدم من العاصمة نتيجة الانفجار”.

ولفت الى ان “اللقاء كان مناسبة أيضا لتأكيد الأهمية التي يوليها الكرسي الرسولي للبنان، وفق الشعار الأشهر الذي قاله البابا القديس يوحنا بولس الثاني “ان لبنان اكثر من وطن انه رسالة” للعيش معا بطريقة سلمية بين مختلف مكونات شعبه. انه وطن شديد الاختلاف لجهة مكوناته ولكنه يؤكد على ان العيش معا امر ممكن وواجب. وقلت للرئيس عون ما اعتبرته امرا هاما، ان واقع لبنان هذا ليس مهما من اجل خير لبنان ورفاهيته، انما أيضا لكل منطقة الشرق الأوسط التي تجتاز مرحلة من الأزمات والصعاب والصراعات، وكذلك بالنسبة الى العالم بأسره، ذلك ان التحدي اليوم يكمن في العيش معا على الرغم من كوننا مختلفين عن بعضنا البعض. ونحن نشجع فخامة الرئيس ودول المنطقة على السير قدما في هذا الاتجاه، مع الحفاظ على هويت لبنان المميزة، فيما نحن نحيي في هذا العام مئوية لبنان الكبير، مع التشديد على الحوار مع جميع الأطراف لأنه فقط من خلال الحوار بإمكاننا ان نصل الى التفاهم والتعاون معا، وتقديم مستقبل افضل لجميع بنات وأبناء هذا الوطن”.

وختم مجددا شكره “للرئيس عون على هذا اللقاء، واطيب تمنياتي لهذا الوطن الغالي”.

في بكركي : كذلك زار الموفد البابوي والوفد المرافق، بكركي، حيث التقى  البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، في حضور، بطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك الروم الكاثوليك يوسف الاول العبسي، وبطريرك الأرمن الكاثوليك غريغوار العشرين، ومشاركة لفيف من المطارنة والكهنة.

واستبقى البطريرك الراعي أمين سرّ الفاتيكان على مأدبة الغداء.

وقال بارولين: نقول للبنانيين “لا تخافوا” صحيح انّ المشكلات كثيرة وصعبة لكن بمشيئة الله وعزم اللبنانيين يمكن تجاوز كل الصعاب. سمعنا طرح البطريرك في ما يخص الحياد ومن المهم أن يكون لبنان في معزل عن النزاعات الخارجية ويحافظ على هويته ودوره في الشرق الاوسط وفي العالم أجمع. وأكد ان الكنيسة ساهمت وستتابع مساهمتها في ما يخص القطاعات المختلفة في لبنان ومنها الصحية والتربوية.

في المنطقة المنكوبة : وكان بارولين زار برفقة السفير البابوي في لبنان المنطقة المنكوبة في بيروت، بدأها بوقفة عند النصب التذكاري للمهاجر اللبناني أمام واجهة مرفأ بيروت، ثم التقى بعض أهالي ضحايا الانفجار الذين شرحوا له معاناتهم وخساراتهم لعائلاتهم وبيوتهم.

وقال بارولين: “ان الفاجعة كبيرة والدمار هائل لكنكم لستم وحدكم، المجتمع الدولي والهيئات الإنسانية معكم، نحن معكم ولبنان سينتصر على هذه النكبة المدمرة لأن أمل شبابه بالمستقبل كبير، ولبنان يجب أن يبقى رمزا للتنوع والتعددية في العالم”.

وكانت المحطة التالية في مستشفى سيدة الوردية (الجميزة)، حيث شارك بارولين في القداس الذي اقامته راهبات الوردية عند مدخل المستشفى، على نية شهداء انفجار مرفأ بيروت، والصلاة لشفاء الجرحى، ثم التقى إدارة المستشفى واطلع على الأضرار الهائلة التي نكبت بها.

بعد ذلك، توجه والوفد المرافق، الى مدرسة القلب الأقدس (دي لا سال، الجميزة) للاطلاع على الخسائر المادية الكبيرة لا سيما قبيل بدء العام الدراسي.

ثم زار المستشفى اللبناني (الجعيتاوي) حيث كان في استقباله مديرة المستشفى الام هاديا شبلي والبروفسور بيار يارد، وكانت جولة في أرجاء المستشفى تفقد خلالها الخسائر والاضرار الهائلة الناجمة عن الانفجار المرفأ. وأكدت شبلي على “صعوبة إعادة تأهيل المستشفى ليعود إلى عمله الطبيعي نظرا الى الأكلاف المالية الضخمة”.

وبعد الظهر، سيزور بارولين منطقة الكرنتينا، قبيل مغادرته لبنان في  السادسة والنصف مساء متوجها الى روما.

- إعلان -
- إعلان -

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- إعلانات -
- إعلانات -

الأكثر قراءة

- إعلانات -
- إعلانات -
- إعلان -
- إعلان -
error: Content is protected !!