16 C
Byblos
Tuesday, December 23, 2025
بلوق الصفحة 976

فرنجية أول “ضحايا” الاتفاق الإيراني مع السعودية

ما بعد العاشر من آذار لم يعد كما قبله، تحليلاً وتأويلاً لمجريات التطورات الإقليمية وانعكاساتها على ساحات المنطقة.

وبخلاف تأكيدات أصحاب الشأن أنفسهم عن أن الاتفاق “لا يعني حلّ الخلافات العالقة” حسبما شدد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان أمس، أطلقت ماكينة الممانعة العنان للمخيّلة الرئاسية ضمن سياق ممنهج من الضخ الإعلامي الهادف إلى إقناع اللبنانيين بأنّ اتفاقية بكين شرّعت أبواب قصر بعبدا أمام مرشح الثنائي الشيعي سليمان فرنجية ليدخله على “السجادة الإيرانية” بالاتفاق مع السعودية، غير أنّ المعطيات الديبلوماسية المتقاطعة سرعان ما بدّدت هذه الأوهام، مؤكدةً أنّ فرنجية على عكس ما يتم ترويجه سيكون أول “ضحايا” الاتفاق الإيراني مع السعودية.

وأوضح مصدر ديبلوماسي معني بالملف اللبناني لـ”نداء الوطن” أنّ هناك قاعدة لا يمكن تجاهلها في سياسات الدول وهي أنّ “مصالحها الاستراتيجية تتجاوز تمنيات القوى التي تدور في فلكها”، كاشفاً أنّ “أولويات طهران في الاتفاق مع الرياض تعلو على أولويات أجندتها اللبنانية، فهي كانت تسعى منذ مدة إلى استعادة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين لفك الحصار عنها، لكنّ السعودية لم تكن تتجاوب مع الرغبة الإيرانية المُلحّة حتى حانت لحظة الاتفاق على استئناف هذه العلاقات في الصين، بعد جولات من المحادثات المكوكية في سلطنة عُمان والعراق”.

أما الأولويات السعودية فهي “تتمحور بشكل أساس حول ترتيب الأوضاع في اليمن”، وفق تعبير الديبلوماسي نفسه، مشيراً في ما يتصل بالملف اللبناني إلى أنّ “القيادة السعودية معنيّة بلبنان لكنها سبق أن حددت موقفها بوضوح إزاء خارطة الطريق الإنقاذية الواجب على اللبنانيين أنفسهم أن يسلكوها لانتشال بلدهم من أزمته، تماماً كما كانت قد حسمت موقفها حيال مسألة ترشيح فرنجية قبل الاتفاق مع إيران، وهو موقف حازم تبلّغه كل من البطريرك الماروني بشارة الراعي والعديد من القيادات السياسية اللبنانية لا سيما منهم رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط وغيره من الشخصيات، لناحية رفض وصول فرنجية إلى سدة الرئاسة الأولى لكونه أحد أركان محور الممانعة الذي أوصل لبنان إلى ما وصل إليه، سواءً على مستوى انهيار أوضاعه الداخلية أو على مستوى تدهور علاقاته العربية والخارجية”.

وفي المقابل، تُصرّ قيادات الثامن من آذار في مجالسها على الترويج لإمكانية تبّدل الموقف السعودي حيال الاستحقاق الرئاسي بعد إبرام الاتفاق مع طهران، وتستند أوساط 8 آذار في الاستدلال على صحة هذا التقدير إلى “توقيت” إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري وبعده الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله عن دعم الثنائي الشيعي لترشيح رئيس “تيار المردة”، معتبرةً أنّ وراء تحديد هذا التوقيت “معطيات أساسية تفيد بتبدّل المشهد الإقليمي لصالح انتخاب فرنجية”.

ورأت الأوساط نفسها أنّه لولا أنّ بري يمتلك “كلمة سرّ ما”، لما كان استعجل فرنجية في اللقاء الخماسي الذي عُقد في عين التينة وضمّ إلى بري وفرنجية، كلاً من علي حسن خليل وحسين الخليل ويوسف فنيانوس، المجاهرة بترشيحه، كاشفةً أنّ رئيس المجلس سأل فرنجية خلال اللقاء عن رأيه في مبادرة الثنائي الشيعي إلى إعلان دعم ترشيحه وتبنيه فأجاب بالموافقة، وهكذا كان.

غير أنّ مصادر سياسية أخرى، وضعت خطوة بري هذه في خانة “الدهاء والحنكة”، موضحةً أنّ “هذه الخطوة لم تنبع بالضرورة من قناعة بأنّ اللحظة الإقليمية مؤاتية لإبرام تسوية تفضي إلى انتخاب فرنجية، إنما قد تكون مستندة إلى قناعة مضادة تستند إلى التيقّن من استحالة إيصاله إلى قصر بعبدا وبالتالي كان لا بدّ للثنائي الشيعي من الإعلان عن تأييده ليكون ذلك بمثابة “براءة ذمة” تجاهه تمهيداً للشروع في تسوية رئاسية تحتّم التراجع عن دعم ترشيحه لصالح مرشح توافقي يحظى بتأييد لبناني وغطاء عربي ودولي لا مناص منه لإحداث الخرق المنشود في جدار الأزمة اللبنانية”.

بشأن سحوبات الدولار.. ماذا سيحصل خلال الأيام المُقبلة؟

0

كشفت مصادر مصرفيّة لـ”لبنان24″ أنّ بعض المصارف قد تُبادر إلى فتح البوابات الحديدية الموجودة على صرّافاتها الآلية لأوقات متأخرة يومياً، وذلك كي يتسنى للمُواطنين الإستفادة من السحوبات النقدية بالدولار والليرة اللبنانية بشكل سلس وتحديداً خلال فترة الإضراب الذي سيبدأ اعتباراً من يوم الثلاثاء المُقبل

وإزاء ذلك، فإنّ عملية توفير السيولة عبر سحوبات الدولار ستبقى قائمة ومستمرّة من قبل المصارف أثناء الإضراب، وبالتالي لن تتوقف سواء للحسابات الخارجيّة (External Accounts) أو لحسابات الرواتب.

وعملت مصارف عديدة طيلة الفترة الماضية على إطفاء صرافاتٍ آلية تابعة لها في مناطق مختلفة خلال فترات المساء،  وبالتالي حصرَت عمليات السّحب النقدي بالصّرافات الآلية الموجودة ضمن الفروع البعيدة نسبياً عن مناطق قد تشهدُ توترات وتحديداً ضمن المُدن الكبرى

نصّار يشكر وسائل الإعلام وكل من ساهم بفوز “أهلا بهالطلّة” بأفضل حملة ترويجية عربية 

بعيد فوز حملة وزارة السياحة لصيف ٢٠٢٢ “أهلا بهالطلّة” بجائزة بورصة برلين للسياحة ITB كأفضل حملة ترويجية عربية، أصدر وزير السياحة المهندس وليد نصّار بيانا توجه فيه بالشكر الى كل وسائل الإعلام اللبنانية وخص بالذكر المؤسسة اللبنانية للارسال التي لعبت دورا اساسيا بالترويج للحملة كما غالبية وسائل الاعلام المحلية والعربية والغربية على دعمها، منوها في هذا الاطار بالدور الاساسي الذي لعبه الإتحاد العربي للإعلام السياحي.

وشدد نصار على أن هذا النجاح الذي يرفع اليوم اسم لبنان عالميا ما كان ليتحقق لولا تكاتف وجهود الكثيرين، وفي مقدمتهم شركة TBWAوالقيمين عليها و LiveLoveLebanon وMEA اضافة الى رؤساء المصالح والدوائر والموظفين في وزارة السياحة، كما شركات الإعلان في لبنان وكل من ساهم في وضع لوحة إعلانية أو شارك بالحملة ودعمها مادياً ومعنوياً،وقال: بفضلكم جميعاً اسم لبنان يعود من باب السياحة إلى العالمية.

وأضاف: “هذا الفوز الكبير لا يزيدنا إلاّ إصراراً وعزيمة على المضي بالاهداف التي وضعناها في سلم الاولويات وبما خططنا له منذ استلامنا وزارة السياحة، والعمل على الرغم من الظروف الصعبة، على كل ما من شأنه إبراز لبنان بأجمل صوره، وإعلاء اسمه في المحافل الدولية والعربية وتسليط الضوء عليه كمقصد للسياح من مختلف الدول، وللمنتشرين اللبنانيين الذين يشكلون شريانا حيويا لوطنهم الام عبر بلاد الانتشار نظرا لجهودهم بمساعدة عوائلهم ما يخدم الإقتصاد الوطني ويساعد وطنهم على الصمود والبقاء.

وختم نصار متوجهاً بالشكر إلى النقابات السياحية وكل من ساهم بإنجاح الحملة، داعياً الجميع إلى التعاون لإنجاح “المؤتمر السياحي اللبناني العربي” والذي سيقام في لبنان، وتعمل الوزارة على التحضير له بالشراكة مع القطاع الخاص وبالتنسيق مع المنظمة العربية للسياحة في جامعة الدول العربية، والذي من المتوقع أن يفتح آفاقاً واسعة للسياحة اللبنانية، كما لعودة الأشقاء العرب إلى بلدهم الثاني لبنان.

الدولار يتجاوز الـ100 ألف ليرة هذا الأسبوع!

0

بانتظار خروقات للملف الرئاسي لا يبدو انها مقبلة قبل عيد الفطر، تواصل الازمات المالية والمعيشية مسارها المتفجر. اذ رجحت مصادر مطلعة لـ»الديار» ان «يواصل سعر الصرف تحليقه ويتجاوز عتبة الـ١٠٠ الف هذا الاسبوع، بالتزامن مع اضراب المصارف الذي ينطلق مجددا يوم غد الثلاثاء». وفيما تحدثت المصادر عن «مساع حثيثة تبذل للتصدي للاضراب، يقودها بشكل اساسي رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي»، استبعدت «ان تتراجع البنوك عن قرارها».

 واضافت: «بأحسن الاحوال قد تنـهي المصــارف الاضــراب الاسبوع المقبل، لكن سعر الصرف سيكون قد تجاوز ال١٠٠ـ الف، ولن يعود من الممكن اعادة عقارب الساعة الى الوراء».

وتقول مصادر مصرفية لـ»الديار» ان «الحلول الترقيعية لم تعد تجدي نفعا، وهي اذا كانت ستؤدي لتعليق الاضراب مرة او ٢، فهي لا شك لن تؤدي لرفعه بشكل نهائي»، مشددة «على وجوب اقرار قانون الكابيتول كونترول بأسرع وقت ممكن، بالاضافة الى قوانين اخرى، والاهم خطة التعافي المنتظرة لنضع بذلك قطار الحل على السكة الصحيحة. ولكن طالما الشغور الرئاسي مستمر ما يعطل العمل الحكومي والتشريعي، فالازمة باقية وتتمدد».

بعد تعرّضها لحادث سير.. الشابة أورسولا مفقودة بظروف غامضة بين غزير وأنطلياس!

فقدت الشابة انسولا ابو رجيلي بين انطلياس وغزير.

 وتداول ناشطون منشور على فايسبوك يتحدثون فيه  عن أنها تعرضت لحادث سير بين انطلياس وغزير. وكان من المفترض أن يقلها رجلٌ إلى كاراج في غزير لجلب قطعة غيار. ومنذ  تلك اللحظة، بات هاتفها خارج التغطية نهائياً .

وطلبوا المساعدة للبحث عن سيارة تويوتا rav4 فضية اللون ( بداخلها رجلٌ وإمرأةٌ).

ومن يعرف عنها معلومات الاتصال على الرقم 70592735.

وأبلغت عائلة الشابة قوى الأمن باختفائها، وبدأت عملية البحث عنها، وفتح تحقيق متصل في السياق.

بالفيديو- وفاة مغني “راب” على المسرح أمام أعين جماهيره

لم يتوقع عشاق المغني كوستا تيتش الذين حضروا حفله في جوهانسبورغ بجنوب إفريقيا، إنهم سيكونون شاهدين على لحظاته الأخيرة في الحياة.

وتوفي مطرب الراب الجنوب إفريقي عن عمر 28 عاما أمام أعين محبيه، عندما سقط أثناء غنائه على خشبة المسرح في جوهانسبرغ.

وأظهرت لقطات مصورة على منصات التواصل الاجتماعي أن تيتش، واسمه الحقيقي كونستانتينوس تسوبانوغلو، يبدو وكأنه يتعثر ويسقط على أرض المسرح أثناء حفلته، قبل أن يساعده آخرون للوقوف على قدميه.

وواصل النجم الجنوب أفريقي الغناء بعدها، قبل أن يسقط مرة ثانية مغشيا عليه، وذلك خلال مهرجان “ألترا ميوزك” في جنوب إفريقيا.

وبعد نقله إلى المستشفى أعلنت وفاته، من دون الكشف عن سببها حتى الآن.

وانتشر الفيديو الصادم على منصات التواصل الاجتماعي، وأرسل المئات تعازيهم لمغني الراب الشاب.

إغلاق جسر المشاة في نهر الموت.. استعماله خطر حالياً!

صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي – شعبة العلاقات العامة – البلاغ الآتي:

“في الساعة 17،30 من تاريخ 10/3/2023 اصطدمت شاحنة محمّلة بكميّة كبيرة من قضبان الحديد بجسر المشاة على المسلك الشرقي لأوتوستراد نهر الموت مقابل السيتي مول، الأمر الذّي أدّى إلى خلع إحدى الألواح الحديديّة المثبّتة على أرضيّة الجسر، ما قد يشكّل خطرًا على سلامة المشاة.

علمًا أنّه قد تمّ إغلاقه كليًّا، ووضعت لافتة تشير إلى خطورة استعماله حاليًّا.

لذلك، يرجى من المواطنين أخذ العلم، والتقيّد باللافتة الموضوعة في المكان حفاظًا على سلامتهم”.

بالفيديو- توقّف مباراة الأنصار والعهد بسبب أعمال شغب!

شهدت مباراة الأنصار والعهد ضمن المرحلة العاشرة من سداسية الأوائل في الدوري اللبناني لكرة القدم أعمال شغب وتكسير كراسي مدرّجات ملعب مجمّع الرئيس فؤاد شهاب في جونية ورميها على القوى الأمنية.

وكانت المباراة توقفت بداية لمدة نحو ربع ساعة على اثر اعتراض نادي الأنصار على إحدى الحالات التحكيمية قبل أن تستكمل المباراة بعد ذلك وتشهد أحداث شغب في الوقت الإضافي الذي كانت مدته 16 دقيقة.

وكانت النتيجة تشير إلى تقدّم العهد 3-2 حتى أقدم جمهور نادي الأنصار على تكسير كراسي المدرجات ورميها على الملعب ومن ثمّ تمكّن جمهور الأنصار من اجتياز الحاجز الحديدي والدخول إلى أرضية الملعب.

يذكر أنّ هذه المباراة هي الأخيرة للفريقين هذا الموسم في الدوري وهي التي ستحدّد بطل لبنان، حيث كان يكفي العهد التعادل فقط للتويج في اللقب فيما الأنصار لا يملك خياراً سوى الفوز لإحراز اللقب.

الفخّ الإسرائيليّ: اتّفاق الترسيم بين الدولتين اللبنانية – الاسرائيلية

نُشرت في الأيام الأخيرة على موقع الأمم المتحدة الإلكتروني وثيقةٌ تحت الرقم 71836 موقّعة من الأمين العام تفيد أن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية الجنوبية بين لبنان وإسرائيل أصبحت معاهدة دولية سنداً إلى المادة 102 من ميثاق الأمم المتحدة، ونالت شهادة اعتراف كـ”اتفاقية بحرية بين دولة إسرائيل والحكومة اللبنانية”، ممّا تسبّب بتوجيه انتقادات إلى السلطة اللبنانية بأنّها قفزت فوق “المحظور” الذي حذّر منه الكثيرون والمتمثّل في كون اعتبار الاتفاقية معاهدة يشكّل اعترافاً لبنانياً بدولة إسرائيل.

مفاوضات الترسيم والقفز فوق الألغام

في بداية مفاوضات الترسيم يوم كان الوفد المفاوض لا يزال يرأسه العميد بسام ياسين، كان يدور كلام عن أنّ المفاوضات يفترض أن تحصل من دون ترك أي ثغرة لإسرائيل تتسلّل منها لتحويل المفاوضات إلى اعتراف لبناني بوجودها، بحيث يتمّ إجراء المفاوضات وإبلاغ الإحداثيات التي يوافق عليها لبنان إلى الوسيط الأميركي بشكل يقطع الطريق على إسرائيل لانتزاع اتفاقية مع لبنان.

ترى مصادر مطّلعة على سير المفاوضات أنّ الانتقادات “فارغة” لأنّ لبنان أرسل رسائله إلى الوسيط الأميركي وليس إلى إسرائيل، وبالتالي لا يتحمّل المسؤولية عن أيّ نص لأيّ معاهدة بين لبنان وإسرائيل

في الشكل تولي إسرائيل أهمية كبرى لهذه النقطة تحديداً، وذلك ضمن عملها المستمرّ لردم الهوّة الثقافية والنفسية والاجتماعية في مسألة العداء بين لبنان وبينها. وعليه، وبغضّ النظر عن مضمون الاتفاقية، يبقى لشكله أهمية استراتيجية إسرائيلية تدخل في تضييق الهوامش التي تفصل بينها وبين شعوب المنطقة في مراحل الصراع العربي الإسرائيلي. لذلك كان على لبنان القفز فوق الألغام، ولا سيما مع تكراره على لسان مسؤوليه أن هذه المفاوضات ليست معاهدة، وبالتالي ليست بحاجة إلى مرورها عبر مجلسَي النواب والوزراء لتصبح معاهدة رسمية مسجّلة في الأمم المتحدة. غير أنّ حسابات اللبنانيين لم توافق حسابات البيدر الإسرائيلي.

تسلّل إسرائيل لتسجيل المعاهدة

مع انتقال المفاوضات إلى المرحلة الثانية، كانت السلطة اللبنانية المعنية، ولا سيما رئاسة الجمهورية ورئيسَي مجلس النواب والحكومة، تؤكّد مراراً أنّ لبنان لن يوقّع اتفاقية مع إسرائيل، الأمر الذي كان أولوية أيضاً بالنسبة لحزب الله. لذلك اعتقد اللبنانيون يومها أنّ توجيههم رسائل إلى إسرائيل عبر المفاوض الأميركي يجنّب لبنان إحراج الدخول في اتفاقية مع إسرائيل.

“عن معرفة أو عن جهل أو عن إهمال أو تواطؤ، لا فرق والنتيجة واحدة”، يقول مطّلعون على الملف. وبغض النظر عن حصول الاتفاق لأنه كان سيحصل بنفس الشروط عاجلاً أم آجلاً، يحصل النقاش حالياً في الشكل فقط، ولا سيما أن مجموعة من النواب، ومنهم “التغييريون”، طالبوا يومها السلطة اللبنانية المفاوِضة بإطلاعهم على المفاوضات انطلاقاً من حقّهم النيابي، وهو أمر لم يحصل.

وفق مصادر قانونية لـ”أساس”، يبدو أنّ الوثيقة المنشورة في موقع الأمم المتحدة تدلّ علي أنّه تمّ تسجيل تبادل الرسائل مع الجانب الأميركي كمعاهدة دولية بين “دولة إسرائيل” والجمهورية اللبنانية لدي الأمانة العامة للأمم المتحدة علي أن يتم نشرها في مجموعة المعاهدات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة (UN Treaty Collection).

وفق مصادر دبلوماسية طلبت إسرائيل من الأمم المتحدة تسجيل المعاهدة بينها وبين لبنان في 22 كانون الأول الماضي فجاء الجواب إيجاباً بعد درس الطلب في 14 شباط الماضي

ومن وجهة نظر قانونية، استطاعت إسرائيل أن تثبت أنّ تبادل الرسائل يتحوّل إلى مستند قانوني، جاعلةً الأمم المتحدة تسجّله ضمن خانة المعاهدات أو الاتفاقيات الدولية، وهذا ما حصل، وذلك استناداً إلى سوابق حصلت بين دول متخاصمة اعتمدت وسيطاً عبر رسائل متبادلة وتحوّل اتفاقها إلى اتفاقية أو معاهدة دولية.

واحدة من هذه السوابق هي المفاوضات التي استندت إليها اسرائيل، والتي حصلت بين قطر والبحرين عام 1987 من أجل حلّ النزاع الحدودي بين الدولتين الذي لعبت فيه السعودية دور الوسيط، فتحوّلت يومها الرسائل المتبادلة إلى اتفاقية دولية بعدما قدّمت المملكة العربية السعودية طلباً إلى محكمة العدل الدولية التي اعتبرت لاحقاً أنّ تبادل الرسائل بين البحرين وقطر من خلال الوسيط السعودي اتفاقية دولية .

وفق مصادر دبلوماسية طلبت إسرائيل من الأمم المتحدة تسجيل المعاهدة بينها وبين لبنان في 22 كانون الأول الماضي فجاء الجواب إيجاباً بعد درس الطلب في 14 شباط الماضي.

في المقابل، ترى مصادر مطّلعة على سير المفاوضات أنّ هذه الانتقادات “فارغة” لأنّ لبنان أرسل رسائله إلى الوسيط الأميركي وليس إلى إسرائيل، وبالتالي لا يتحمّل المسؤولية عن أيّ نص لأيّ معاهدة بين لبنان وإسرائيل، خصوصاً أنّ في “نص الاتفاقية، الذي وقّع عليه وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، فقرة تشير إلى مطالبة لبنان الأمم المتحدة بإيداع الإحداثيات التي أرسلها لبنان، وبالتالي إدراج الأمم المتحدة للبند المتعلّق بالترسيم هو طلب لبناني ولا يندرج في إطار المعاهدة”. وتضيف هذه المصادر قائلة إنّه إذا “كان الانتقاد منطلقاً من ذكر دولة إسرائيل في المفاوضات، فهو كان يجب أن يحصل منذ اتفاقية الهدنة وصولاً إلى حرب تموز واتفاقية الإطار وغيرها من المحطات التاريخية التي جرت فيها مفاوضات بين لبنان وإسرائيل”. تتحدّث هذه المصادر بسخرية عمّا سُمّي “الفضيحة” قائلة إنّه “ما كان باستطاعة لبنان أن يقوم بغير ما قام به”.

ختاماً، ما حصل قد حصل، ولا سيما أن إرادة اللبنانيين تؤكّد ضرورة المضيّ قدماً ليس فقط في ترسيم الحدود مع إسرائيل، بل ومع سوريا، عسى أن يبدأ لبنان بالاستفادة من ثرواته. لكن بعض الانتقادات أجمعت على أنّه كان يمكن للبنان أن يتجنّب الوقوع في الفخ الإسرائيلي. فوفق مصادر قانونية كان يمكن للبنان أن يعلن أحاديّاً عن إحداثياته، وأن تعلن إسرائيل أحادياً عن إحداثياتها، فلا يتحوّل هذا الإعلان إلى رسائل تشير إلى الاتفاق مع إسرائيل على الحدود. وبالتالي كان يمكن للبنان أن يتجنّب الوقوع في فخّ طالما أكّد المسؤولون أنّه لن ينجح. فهل كان يملك لبنان فعلاً هامش الحركة؟

error: Content is protected !!