17.8 C
Byblos
Sunday, December 21, 2025
بلوق الصفحة 2538

بري: نحن مع إنجاح المبادرة الفرنسية ومصرّون على ذلك

0

نقل عن الرئيس نبيه بري قوله: نحن مع إنجاح المبادرة الفرنسية ومصرّون على ذلك، وفي الوقت نفسه نحن لدينا مسلمات وطنية، وما طالبنا به هو اننا كلنا شركاء في ادارة هذا البلد، ولن نقبل بالتأكيد ان يكون هناك من هو ابن سِت وهنالك ابن جارية، بحسب “الجمهورية”.

واشار الى “اننا لم نسمع بأنّ المبادرة الفرنسية قد اشارت من قريب او بعيد الى المداورة في وزارة المالية، وبالتأكيد انّ هذه المداورة لو كانت قد طُرحت، لكان التكليف قد سلك مساراً آخر غير المسار الحالي”.

وفيما اكدت مصادر سياسية انّ تعطيل التأليف مردّه الى عوامل داخلية وخارجية، جزمت أوساط الثنائي الشيعي بأنّ واشنطن هي في قلب عملية تعطيل المبادرة الفرنسية، ذلك أنها دأبت على “التشويش” على هذه المبادرة من لحظة إعلانها، سواء عبر التحفظات العلنية التي أبدتها على ما سمّتها “مسايرة” ماكرون لـ”حزب الله”، او عبر دايفيد شينكر ولقاءاته التحريضية مع بعض حلفاء واشنطن، وكذلك بالعقوبات التي أعلنتها وزارة الخارجية وطالت الوزيرين السابقين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس. إضافة الى العقوبات الجديدة، التي توعّدت واشنطن بالاعلان عنها في وقت قريب (البعض يقول خلال ايام قليلة).

الى ذلك، برز موقف أميركي لافت في مضمونه، جاء على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية مورغان اورتاغوس، حيث قالت: “إنّ فرنسا دولة حليفة للولايات المتحدة الأميركية، وكانت معها في العراق وأفغانستان وستبقى كذلك، ولكن هناك اختلافات في السياسات الخارجية ولا سيما في لبنان وإيران”.

ولفتت الى “انه من المهم للشعب الفرنسي أن يفهم الموقف الأميركي من لبنان وإيران”، وقالت: “على الفرنسيين أن يفهموا بأنّ “حزب الله” منظمة إرهابية، ولا يمكنه أبداً تحقيق الإصلاحات التي طالب بها الشعب اللبناني حينما خرج في احتجاجات 17 تشرين السابقة”.

خبراء المتفجرات الأجانب يغادرون بيروت بعينات من موقع الانفجار للتحليل

0

أنهى خبراء المتفجرات الأجانب أعمالهم في موقع انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في 4 آب الماضي، وعلمت “الشرق الأوسط” من مصادر قضائية أن “خبراء المتفجرات الفرنسيين والبريطانيين وفريق مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف بي آي) غادروا بيروت عائدين إلى بلادهم بعد استكمال مهمتهم في مسرح الجريمة”. وأكدت المصادر أن الخبراء “أخذوا العينات التي رفعوها، لإجراء التحاليل عليها وتحديد طبيعة الانفجار، والمواد المتفجّرة وما إذا كانت تقتصر على (نيترات الأمونيوم) أم إن هناك مواد أخرى”. وأملت المصادر أن “تنهي الفرق الأجنبية أعمالها سريعاً، وتسلّم القضاء اللبناني تقاريرها التي يفترض أن تحسم كيفية حصول الانفجار، وما إذا كان نتيجة خطأ بشري، وبسبب أعمال التلحيم في باب (العنبر رقم 12)، أم نتيجة عمل أمني واستهداف خارجي أو داخلي”.

“انحناءة” فرنسية وتصلّب شيعي: خميس الاعتذار أو سبت التنازل

0

توترت العلاقة يوم الجمعة الفائت بين الرئيس سعد الحريري والثنائي الشيعي. اعتبر حزب الله وحركة أمل أن الحريري دخل في مرحلة انقلابية عليهما وعلى العهد العوني. وكان حزب الله قد رأى في المبادرة الفرنسية فرصة لتعويم نفسه، معتبراً أن باريس دعت حكومة توافق وطني.

وزارة المال وتقلب المفاوضات: وعندما انطلقت المشاورات، وتركزت المفاوضات على تشكيل حكومة مستقلين، كان التواصل بين الخليلين والحريري قائماً، قبل توقفه في ما بعد. وزار الحريري عين التينة طالباً من الرئيس نبيه برّي التخلي عن وزارة المال. فقرأ برّي الطالع سريعاً: كان على مصطفى أديب أن يفاوض القوى السياسية، لا الحريري وحده. علماً أن الثنائي كان على تواصل مع بيت الوسط، ولم يكن ممانعاً للتفاوض على وزارة المال، قبل افتراق الرؤى.

فشل لقاء عين التينة، فسارع برّي إلى الاتصال بقيادة حزب الله وأبلغها “بنغمة” الحريري الجديدة، فاعتبر الحزب أن ما يجري انقلاباً لا بد من إجهاضه. ورأى في موقف الحريري استغلالاً للوقت الضيق، لإحراجه أكثر، وإحراج رئيس الجمهورية وجبران باسيل، الذي أخذته موجة ضعف غير مسبوق. وراهن الحريري على تعهد ميشال عون للرئيس الفرنسي بعدم تعطيل أي حكومة.

حزب الله يهدد: بين السبت والأحد تسارعت وتيرة الاتصالات على خطّ حارة حريك – عين التينة – بعبدا. الأحد مساء عقد اجتماع بين الخليلين والأمين العام لحزب الله. والخلاصة، موقف واضح أبلغه الخليلان إلى القوى السياسية كلها: لا تنازل ولا تراجع، والثنائي الشيعي يتمسك باختيار وزرائه وبوزارة المال.

أجرى حسين الخليل اتصالات بكل من الحريري ونجيب ميقاتي ومصطفى أديب، فوجّه لهم كلاماً حازماً وحاسماً، متضمناً رسالة قاسية: لا فرنسا ولا رئيسها ولا غيرهما يتمكنون من كسر حزب الله في لبنان. وحصل تواصل بين حارة حريك وبعبدا، فطلب حزب الله من رئيس الجمهورية عدم التوقيع على أي تشكيلة قد يقدمها أديب ولا تراعي شروط التوافق. وكان حزب الله قد منح عون وباسيل حرية الحركة، للتخفف من الأعباء والضغوط الكثيرة عليهما، قائلاً لهما إنه يأخذ المسألة على عاتقه وبصدره.

بعد رسالة حزب الله التحذيرية، وإبلاغه موقفه المتشدد للفرنسيين، تريث مصطفى أديب في تقديم تشكيلته، بموافقة الحريري وميقاتي وبطلب فرنسي. ولما توجه إلى بعبدا الإثنين من دون تشكيلة وبلا أسماء، فتح الباب مجدداً للتفاوض، ومنحت فرنسا تمديداً للمهلة التي كانت قد حددتها.

الحريري وميقاتي يتراجعان: تواصلت باريس مع الحريري وميقاتي، وطلبت منهما المشاركة في اللقاءات النيابية التي يعقدها عون، لإعادة الاعتبار له ولدوره. استجاب الرجلان، ولم يعلّقا على مسألة خرق الدستور والطائف. وحاولت فرنسا البحث بكل الطرق عن إنقاذ مبادرتها.

حملت الفرصة الجديدة الثنائي الشيعي على التصلب. في المقابل تراجع رؤساء الحكومة خطوة إلى الوراء على وقع التصعيد. دفعتهم إلى ذلك، قناعتهم أن الفرنسيين لا يريدون المواجهة مع حزب الله. وهم بدورهم لا يريدون للمواجهة أن تستمر، لأنها خاسرة وتنطوي إما على إفشال المبادرة الفرنسية، وإما على الاضطرار للتنازل لحزب الله. ذلك لأن لا حكومة تقوم وتستمر وتنجز، في حال عارضها الحزب إياه.

نهاية العهد العوني: وتريث أديب وطلب على وقع الضغط الفرنسي، تأجيل موعد لقائه رئيس الجمهورية في قصر بعبدا ظهر الأربعاء. أجل اللقاء 24 ساعة، فعل فيها الفرنسيون مشاوراتهم على التفاصيل كلها، لعلهم يتمكنون من إنقاذ ما يمكن إنقاذه. لكن الأجواء كانت سلبية. وبدأت الصورة تتضح أكثر فأكثر، بعد موقف وليد جنبلاط وسعد الحريري حول خسارة المبادرة فرصتها الأخيرة.

عصر الأربعاء 16 أيلول، عقد لقاء بين السفير الفرنسي ومسؤولين بحزب الله. لم يحصل إثر اللقاء أي تطور، أصرّ الحزب على موقفه، وباريس كذلك، وأبلغ السفير برونو فوشيه حزب الله أنه لم يعد قادراً على فعل شيء. بقي السؤال هل أن وزارة المال تستحق إفشال المبادرة الفرنسية، أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟

موقف سعد الحريري بالإصرار على المداورة، كان محاولة لقطع الطريق على أي تنازل فرنسي قد يحصل لصالح الثنائي الشيعي. وهنا تتضارب المعطيات. رؤساء الحكومة السابقون اجتمعوا في بيت الوسط واتفقوا على الاعتذار قبل ظهر الخميس، ما لم يحصل أي طارئ جديد يبدل المعطيات. بينما معلومات أخرى تفيد أن الفرنسيين أعطوا مهلة جديدة حتى يوم السبت، بحثاً عن إمكانية تحقيق خرق وحصول تقدم.

قد يستخدم الفرنسيون أسلوباً آخر بالتفاوض مع الحزب. أولاً، بالإشارة إلى انه لا يمكن للحزب خسارة المبادرة الفرنسية. وثانياً، محاولة العمل للبحث عن ضمانات تقيه العقوبات تدفع الحزب إلى التنازل، أو الإشارة إلى ما تمتلكه باريس من معلومات حول ملفات وشبكات الحزب المالية في افريقيا، وملفات فساد أخرى ليس مناسباً أن تُفتح حالياً، وذلك بهدف إقناعه لتقديم التنازل.

بكل الأحوال، كانت حسابات الحزب مختلفة، ولم يرضخ. وأصرّ على موقفه بغية الحصول على موقف فرنسي لا يمانع أن تؤول وزارة المال إلى الشيعة. لذا، تواصل الفرنسيون مع سعد الحريري، لإقناعه بقبول وزير شيعي لـ”المالية”، لا ينتمي لحركة أمل يتم اختياره بالتوافق. ففي نهاية المطاف، فرنسا لا تريد أن تخسر لبنان ولا الشيعة ولا إيران.

ولو انتهت المبادرة الفرنسية إلى الفشل التام، فالتداعيات الأكبر للمشكلة ستنصب على رئيس الجمهورية ميشال عون. فشل المبادرة يعني بلا لبس نهاية عهده، ليس على الصعيد الداخلي فحسب، بل على الصعيد الدولي. فأي من الدول لم يعد مستعداً للاضطلاع بمبادرة في المعضلة اللبنانية، التي تترك لبنان في مهب أخطار كبيرة جداً، أبعد من تجديد الحصار والعزلة.

كورونا يصل الى المدرسة الحربية… والجيش يتابع الموضوع بدقة

0

أعلنت خلية الأزمة في بلدة رحبة عن أصابة تلميذ في المدرسة الحربية من ابناء البلدة بالكورونا، وانها تتابع باهتمام كبير، حالة المصاب، وتؤكد للجميع أن عملية الحجر للمصاب المذكور تتم وفق الأصول وأن لا أحد من أقربائه، أو من أفراد العائلة قد خالطه، علما أن حالته مستقرة جدا ومن دون أعراض تذكر.

كما أكدت الخلية أن الحالة تتابع بدقة من قبل قيادة الجيش اللبناني، داعية للاستمرار بتدابيرالوقاية وفق المعايير المتبعة.

بيروت بلا “إطفائية”!

0

أشارت “الاخبار” الى ان عدد الآليات العاملة في فوج إطفاء بيروت يوازي عدد تلك العاملة في فوج إطفاء بلدة برعشيت الجنوبية، وهو أقل تجهيزاً من فوج إطفاء الضاحية! الاهمال المزمن اللاحق بالفوج تكشّف عجزاً عن أداء مهماته في الكوارث الأخيرة التي ضربت العاصمة، ما اضطره الى الاستعانة بالبلديات المجاورة وبمناشدة أصحاب الصهاريج الخاصة لتقديم المساعدة. فيما المجلس البلدي لبيروت، الذي صرف مئات آلاف الدولارات على القرى الميلادية والرمضانية وعلى تزيين الشوارع، ضنّ على رجال الفوج بالتجهيزات اللازمة والآليات المطلوبة. عملياً تبدو العاصمة وكأنها “بلا اطفائية”!

في إحدى زوايا الباحة الرئيسية للمركز سيارات إطفاء وإسعاف لا تزال في مكانها منذ ما قبل الانفجار. إذ أنها “معطلة منذ سنوات… ولم تلبِّ بلدية بيروت طلب إصلاحها ولم تشترِ آليات بديلة”، بحسب أحد ضباط الفوج. ماذا ينقصكم؟ يجيب بأن السؤال الأجدى أن يُطرح: “ماذا لدينا في الأساس؟”، مستعرِضاً “رأسمال” الفوج الذي يُفترض أن يلبّي حاجات حوالى نصف سكان لبنان ممن يقيمون في عاصمته: “تتضمن تجهيزات الفوج 13 سيارة إطفاء، طراز أحدثها يعود إلى 2008، ست منها فقط قيد الاستعمال فيما البقية معطلة ومركونة تنتظر تصليحها. وهناك ستة صهاريج مياه لإطفاء الحرائق، ثلاثة منها فقط تعمل، إلى جانب عدد من سيارات النقل من نوع “رابيد” المعطلة أيضاً. أما كل ما يملكه الفوج من سلالم آلية فلا يتعدّى الثلاثة، جميعها لا يعمل”! وإلى النقص في الآليات، لا يملك الفوج كواشف ضوئية ليلية وأجهزة إنارة وقوارير أوكسجين متطورة للأفراد أو أجهزة لاسلكية للتواصل بين العناصر أثناء تنفيذ المهمات. وهنا أصل الفجيعة! فقبل خمس سنوات، استشهد العريفان في الفوج عادل سعادة ومحمد المولى خلال مهمة إطفاء حريق في مستودع تحت الأرض في منطقة مار الياس، لعدم توافر أجهزة التواصل اللاسلكي بين أفراد المهمة وأجهزة تنفس متطورة. يومها، نزل الشابان إلى المستودع الملتهب وضلّا طريق الخروج قبل أن ينفد الأوكسجين منهما ويقضيا اختناقاً تحت الأرض. الموت الذي وقع في 2015، لم يكلّف البلدية حتى الآن عناء معالجة أسبابه لمنع تكراره، في وقت لا تتوانى عن صرف ملايين الدولارات على القرية الميلادية وزينة رمضان والحفلات الترفيهية.

إلى ذلك، ينفّذ عناصر فوج إطفاء بيروت اليوم تحرّكاً احتجاجياً أمام بلدية بيروت بالتزامن مع انعقاد جلسة لمجلس بلديتها عصراً. التحرّك يأتي بعد مرور شهر ونصف شهر على انفجار مرفأ بيروت الذي أدى إلى استشهاد عشرة من عناصر الفوج خلال عمليات إطفاء الحريق، و”لأن بلدية بيروت التي يتبع لها الفوج لم تكن بمستوى يليق بالتضحيات التي قدمناها” وفق أحد منظّمي التحرك. الاعتصام يأتي احتجاجاً على مماطلة المجلس البلدي في التوقيع على صرف بقية نفقات مراسم دفن شهداء الفوج! وفي التفاصيل، أن المجلس البلدي حوّل 20 مليون ليرة سلفة لقيادة الفوج لدفع نفقات المراسم، لكنها لم تكن كافية لتغطية مصاريف الجنازات العشر. وبحسب مصدر في الفوج، “قدّمنا طلباً إلى البلدية لصرف مبلغ عشرة ملايين ليرة لإتمام دفع النفقات. ومنذ أسابيع لا يزال الطلب مُدرجاً على طاولة المجلس البلدي، في انتظار التوقيع”.

الاعتصام يأتي أيضاً للمطالبة بتنفيذ قرار البلدية الصادر عام 2018 والقاضي بترقية كافة عديد الفوج كافة، وللبتّ في صيانة آليات الفوج بعد تأخر وصول المساعدات التي تعهدت بعض الدول الغربية بإرسالها عقب انفجار المرفأ. علماً أن وفداً من الفوج التقى مرتين رئيس البلدية جمال عيتاني الذي أكد “عدم قدرة البلدية على تحمّل كلفة إصلاح الآليات المعطلة”.

العقوبات الأميركية الجديدة “الأقصى” في تاريخ لبنان المعاصر..”القوات” و”الكتائب” خارجها

0

أكدت مصادر واشنطن ان “العقوبات الأميركية الجديدة ستكون الأقصى على الإطلاق في تاريخ لبنان المعاصر”.

وشددت المصادر لـ”أم تي في”، على أن “العقوبات ستطاول الجميع باستثناء حزبي القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية”، مشيرةً الى الا “علاقة للحزبين في إفشال عملية تأليف الحكومة الجديدة، ولا دور لهما في هذه اللعبة السياسية، والعقوبات الأميركية موجهة ضد كل من أنهك الشعب اللبناني”.

في السياق، قالت الباحثة في معهد واشنطن حنين غدار، “على السلطة السياسيّة أن تأخذ على محمل الجد العقوبات، والعقوبات الأخيرة رسالة واضحة للجميع”.

وأوضحت لـ”أم تي في”، ان “العقوبات ستطاول بشكل مباشر الصف الأول، وما من استعجال أميركي في موضوع العقوبات، والمفاوضات في عملية ترسيم الحدود ليس مؤشراً الى أن السلطة السياسية اللبنانية الحالية باقية، اذ يبدو أن المسؤولين فهموا اللعبة غلط”.​

سعيد: لبنان تحت وصاية ايران

0

غرد النائب السابق فارس سعيد عبر حسابه على “تويتر”: “كيف يمكن العيش مع مكوّن سياسي يرفض العدالة اكان وطنيّة او دوليّة يفرض شروطه على لبنان يطيح بمبادرة انقاذيّة للمصرف والمستشفى والمدرسة…. لبنان تحت وصاية ايران رفضناكم عندما دعمتكم الاكثرية نرفضكم اليوم ولسنا لوحدنا”.

تأليف الحكومة… اتهامات في الداخل وتجاذبات في الخارج!

0

لاحظت مصادر سياسية متابعة لعملية تشكيل الحكومة الجديدة عبر “اللواء” ان هناك اصرارا من الجانب الفرنسي على تحقيق اختراق جدي في مسار عملية التشكيل العالقة بمطالبة الثنائي الشيعي بوزارة المال مقابل رفض معظم الاطراف السياسية الاخرى هذا الاستثناء الذي يطيح اعتماد مبدا المداورة في توزيع الحقائب الوزارية الذي يشكل الركيزة الأساس وعنوان الحكومة العتيدة ويفتح الباب لمطالبة باقي الاطراف بوزارات اخرى كوزارة الطاقة وغيرها، ما يؤدي حتما الى ولادة حكومة محاصصة مستنسخة عن الحكومات السابقة وتحديدا الحكومة المستقيلة تفتقر الى القدرة على القيام بالاصلاحات المطلوبة او كسب الثقة الشعبية المفقودة واعادة الانفتاح على العب والمجتمع الدولي.

 واشارت إلى ان تمديد مهلة تشكيل الحكومة لفترة محدودة، يدل على إعطاء كل الاطراف مهلة جديدة للاتفاق فيما بينهم،بالرغم من السقوف المرتفعة التي تبناها البعض، باعتبار ان الهدف النهائي هو التوصل الى تشكيل حكومة جديدة تتولى القيام بالمهمات الجسيمة التي تتراكم يوما بعد يوم وتثقل حياة المواطن اللبناني وتؤشر لمخاطر غير محمودة وتداعيات سلبية خطيرة في حال لم يتم التوصل الى تشكيل الحكومة العتيدة.

واستغربت المصادر كيفية تحول الالتزام والاتفاق الذي تعهد به جميع الاطراف امام الرئيس الفرنسي لتشكيل حكومة انقاذ مصغرة من اخصائيين استنادا إلى الورقة الفرنسية، تتولى القيام بالاصلاحات المطلوبة بين ليلة وضحاها إلى حكومة محاصصة ومطالب تخالف كليا التعهدات المقطوعة وتنقلب على وعود التسهيلات لاجراء الاصلاحات البنيوية والهيكلية المطلوبة وتعيد تكريس الأمر الواقع، بما يعطي انطباعا بأن هناك محاولة مكشوفة لتوظيف مسار تشكيل الحكومة الجديدة وتسهيل ولادتها على أساس المبادرة الفرنسية في حصول الراعي الايراني لحزب الله على الأثمان السياسية من الجانب الفرنسي ولا سيما بالملفات الاستراتيجية التي تهم ايران مع الغرب وباستطاعة فرنسا القيام بدور مساعد فيها بالرغم من الموقف الاميركي المعادي لطهران بهذا الخصوص.

وتعتقد المصادر ان رفع سقف مطلب الثنائي الشيعي بتشكيل الحكومة على هذا النحو قد دخل عمليا في هذا المنحى الاقليمي بالرغم من محاولات اظهاره تحت مسميات وعناوين تتعلق بالتركيبة الطائفية والمذهبية الداخلية، وهو ماكان يمكن تخطيه بسهولة لو كان كذلك، في حين يلاحظ ان التشدد بالشروط والمطالب هدفه افتعال مشكلة بوجه المبادرة الفرنسية تتجاوز لبنان والهدف فتح باب التفاوض الفرنسي مع الجانب الايراني لاطلاق سراح تشكيل الحكومة اللبنانية،ويبقى تقدير الاثمان التي يرغب الايرانيون بتحصيلها مقابل ذلك.

السقوف العالية تراكم التعقيدات: ولفتت “الانباء” الالكترونية الى ان حتى الساعة لا يمكن الجزم بأن الضغوط الفرنسية قد تفضي إلى حلحلة العقد التي تؤخّر تشكيل الحكومة، على الرغم من إنقضاء المهلة التي أعلن عنها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، من قصر الصنوبر خلال زيارته الأخيرة، ورغم امتعاض الرئاسة الفرنسية من السياسيين الذين تخلّفوا عن تنفيذ تعهّدهم بالتجاوب مع المسعى الفرنسي لتشكيل حكومة إنقاذ مصغرة تأخذ على عاتقها إعادة الإعمار، وتنفيذ الإصلاحات المطلوبة. وقد كان تحذير رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي، وليد جنبلاط، من باريس بالغ الدلالة على ما وصلت إليه الأمور بقوله إنّ، “البعض لا يريد أن يفهم أن المبادرة الفرنسية هي آخر فرصة لمنع زوال لبنان”.

ما تأثير الإنفجارات على التلميذ؟

0
القلق خبز يومي يطرد التركيز ويقلّص القدرة الذهنية. والمثل الصيني يقول: «يقيس قيمة الناس الكبار بمقدار ما يحتفظون في كيانهم بطفولة، مهما بلغت بهم الاعمار والمقامات». والطفولة باتت محاطة بالخراب والدمار. فما ذنب الطفولة في لبنان؟

ما ذنب تلك البرعمة العطرة في رياض لبنان حتى يخفقها العوسج؟ ما ذنب الملائكة الصغار تنتهشها انياب الذئاب قبل ان تبلغ سن الفطام؟ شبّ رعباً الطفل، تغذّى بلبن الرعب حبّاً فوق ارض الانفجارات! التلميذ الصغير تغيّر قاموسه حتى بات يخلط بين اوتوكار المدرسة وبين دفتر الخرطوش ولوح الحساب وتلة الرصاصات الفارغة! لم يعد تركيزه وارداً في الصباح على تمشيط شعره، لأنّ اخبار تمشيط المناطق بالنار احتلت كل المطارح، لم يعد التلميذ يميّز بين رائحة الزهور الصباحية ورائحة البارود التي تزكّم أنفه صباحاً ومساءً. لا شك في أنّ العنف يترك آثاراً كبيرة على نفسية الطفل، والعنف الذي يلمسه التلميذ في محيطه يولّد لديه الخوف من الحاضر والمستقبل.

حتى نتمكن من تخطّي كل هذه المشكلات، على الأم تدريبه على الوعي والخير بصورة متلاحقة ومتابعة، لمحوها من الاساس.

نفهم انّ بعض الاهل غير مطلعين على مبادئ علم النفس، لهذا يقفون حيارى أمام ما يجب ان يفعلوه. لكن قبل كل شيء، ينبغي الإقلاع عن التعامل مع طفل الحرب من خلال الذهنية القديمة. فهناك مبدأ سيكولوجي اصبح بديهياً، اذ انّ السنين الاولى من حياة الطفل هي الأهم بالنسبة الى التطوّر النفسي وبناء الشخصية السليمة. انّها السنوات الخمس الاولى وبخاصة السنتان الاولتان، ولتوعية التربية المتمثلة في العلاقات العاطفية مع الطفل الاهمية القصوى، إن في ايجابياتها او في سلبياتها. فكثير من الاطفال فقدوا امهاتهم، والخطر يكمن في ترك الطفل عند غياب امه، مع بديل غير مناسب. فقبل عمر 3 سنوات يحتاج الطفل الى رعاية مستمرة، واذا توفيت الأم فلا بدّ من بديلة تتمتع بصفات الأمومة (الجدة أو المربية…) للاهتمام بالطفل بصفات الامومة الحق: المحبة الصادقة، تأمين الشعور بالطمأنينة مع تدريبه بشتى الوسائل للاعتماد على نفسه، أي «فطامه» السيكولوجي بشكل تدريجي. فالتربية ككلّ، تتمثّل في هذه الفترة بمبدأين اساسيين: أولاً إعطاء الطفل القدر الكافي من المحبة والحنان، حتى تكون ثقته بنفسه وبالعالم ثقة متينة غير قابلة للانهيار امام كل عقبة تعترضه.

ثانياً: توفير المجالات للطفل كي يقوم باختبارات ويحقق خبرات شخصية تقوده الى الاعتماد التدريجي على النفس، فنفسيات الاطفال تغيّرت في الزمن الحالي (أولاد عنيدون، عصبيون) والولد اليوم لا يُعامل بالقسوة بل باللين وبطرق معيّنة مع مراقبة عاداته وتصرّفاته، ومساعدته في الاقلاع عنها. يجب ألّا يُترك الولد على هواه، المطلوب ان يُراقب بدقّة وعناية (في البيت والمدرسة والشارع).

فيتمّ تدريبه وترويضه ثم تحضيره لدخول المجتمع. فيجب ألّا ننسى انّه رجل الغد، تأثر اليوم بشكل مباشر التلميذ وقدرته الذهنية انحسرت بسبب القلق، فلم يعد قادراً على التركيز. فكيف نريد منه أن يطرد الخوف من حياته والخوف أصبح خبزنا اليومي! حبّذا لو تندثر الحرب نهائياً في العالم، عسى ان نتمكّن من نزع الخوف من مخيلة الطفل. إن ما يعانيه من جراح، من ألم، من تشرّد، من جوع، من مرض، من ضياع، من حرمان، فيا ربّ أبعده عن كل انسان. كان للتلميذ في الماضي حرّية التصرف دون خوف، أما اليوم فقد أصبح رهينة الضياع.

نتمنى أن ينال شهادات الجهد والصدق لا شهادات مزوّرة، ومدارس بكل ما للكلمة من معنى لا سوبرماركت للأطفال. علينا أن نجد المرتع المناسب لتربية صالحة وتوجيه خيّر. علينا ان نتحدّى القساوة والمستحيلات والكوارث برباطة جأش وإرادة حاسمة.

نريد الخير، والخير وحده. وهناك حالات مستعصية تحتاج الى اطباء في علم النفس. فما ينفع اللبناني لو ربح العالم وخسر الطفولة في لبنان؟

باريس: فرصة إضافيّة للتأليف.. و”الثنائي” والحريري: فتيل مشتعل

0

‎مرّة جديدة، يتدحرج لبنان من قمة الأمل بشيء من الانفراج، إلى أسفل هوّة القلق، إلى حدّ أنّه هذه المرّة صار واقفاً على باب النفق الذي قد يؤدي به الى المجهول.

‎في الأجواء اللبنانية تزدحم الصور السوداء والسيناريوهات المرعبة، وعلامات استفهام كثيفة حول المبادرة الفرنسية وما اذا كانت ما تزال على قيد الحياة، أو ما زال فيها بعض النبض ما يجعلها قابلة للانعاش من جديد، أم انها اصطدمت بالفشل وماتت نهائياً. وانّ باريس، وبناء على الفشل، قررت أن تنفض يدها من لبنان، وترك اللبنانيين يقلّعون أشواكهم بأيديهم؟

‎واضح انّ الجواب الشافي جاء من باريس التي اعلنت انّ فرصة تشكيل حكومة لم تنته بعد. وقد جاء ذلك عبر تأكيد الرئاسة الفرنسية، التي أعربت عن أسفها لفشل الزعماء السياسيين اللبنانيين في الالتزام بتعهداتهم التي قطعوها للرئيس ايمانويل ماكرون بتشكيل حكومة ضمن مهلة الاسبوعين التي حددها.

‎وأكدت الرئاسة الفرنسية «انّ الاوان لم يفت بعد، وعلى الجميع الاضطلاع بمسؤولياتهم والتصرّف في نهاية الأمر بما يصبّ في مصلحة لبنان وحده بإتاحة الفرصة لمصطفى أديب لتشكيل حكومة بما يلائم خطورة الوضع».

‎ماكرون غاضب

‎في هذه الاثناء، كانت الأخبار الواردة من باريس الى بعض المستويات السياسية والرسمية، وأمكَن لـ«الجمهورية» أن تطّلع على بعض عناوينها العريضة، تَشي بغضب عارم يسود الإيليزيه، والرئيس ماكرون يشعر بإحباط معنوي كبير، جرّاء التعاطي السلبي من قبل السياسيين اللبنانيين مع مبادرته، ومحاولات البعض منهم الدؤوبة لهدم كل ما بَناه الفرنسيون على هذه المبادرة التي قدموها كفرصة أقرّ اللبنانيون أنفسهم بأنّها الوحيدة المتاحة لبناء أرضية إنقاذ للوضع اللبناني، الذي يجمع العالم كلّه بأنّه في حكم الميؤوس منه.

‎وأبلغت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية» أنّ نتائج المشاورات التي أجراها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع الكتل النيابية، قد أُبلغت الى الجانب الفرنسي، وصار الرئيس المكلّف مصطفى أديب وفريق التأليف الذي يقوده الرئيس سعد الحريري في أجواء هذه النتائج التي أظهرت تمسّكاً بالمبادرة الفرنسية من كل الكتل، وانقساماً في الرأي حول تسمية الوزراء حيث أكدت غالبية الكتل رفضها ان يُسمّى الوزراء من قبل طرف واحد. كما أظهرت ميلاً غالباً نحو المداورة، التي أكدت مصادر مطلعة على موقف رئيس الجمهورية بأنه يؤيّد من حيث المبدأ إجراءها، إنما شرط التوافق الوطني عليها. فيما برز موقف مغاير لـ«الثنائي الشيعي» الذي ذهب الى بعبدا بوفدين منفصلين؛ أي النائب علي حسن خليل باسم كتلة الرئيس نبيه بري، والنائب محمد رعد باسم كتلة «حزب الله»، إنما بِنصّ موحّد يعبّران فيه عن الرفض النهائي للتخلّي عن وزارة المالية وكذلك رفض مصادرة حقهما في تسمية الوزراء.

‎وبحسب المصادر فإنه «ليس لدى الجانب الفرنسي حتى الآن ما قد يجعله يعتبر انّ المبادرة الفرنسية قد فشلت، بل بالعكس فإنّ باريس أرسلت في الساعات الاخيرة إشارات الى كل الاطراف، بأنّها ماضية في مبادرتها، وانّ الرئيس ايمانويل ماكرون شخصياً كان على متابعة حثيثة ومباشرة لدقائق وتفاصيل ما استجدّ على خط تأليف الحكومة، وقد جرى تقييم لأسباب تعثّر هذا التأليف. وتِبعاً لذلك، كانت باريس حاضرة بزَخم خلال الساعات الماضية عبر مروحة اتصالات واسعة، قيل انّ رئيس الاستخبارات الفرنسية برنار ايميه كان حاضراً فيها، وشملت الاطراف المعنية بملف تأليف الحكومة، وكذلك الرئيس المكلف».

‎وعلمت «الجمهورية» انّ حركة الاتصالات الفرنسية توازَت مع حركة اتصالات داخلية في هذا الاتجاه، تحرّك فيها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم على خطوط مختلفة بين الثنائي الشيعي وسائر الاطراف.

‎وأكدت المصادر نفسها «انّ باريس ليست بصَدد الانكفاء عن لبنان كما بدأ الترويج الى ذلك من قبل بعض المستويات اللبنانية، مذكّرة بما قاله الرئيس ماكرون خلال زيارته الاخيرة الى بيروت من «اننا إذا تخلّينا عن لبنان، فستندلع حرب أهلية».

‎وتبعاً لذلك، تحدثت المصادر عن نصائح أُسديَت للبنانيين بعدم إقفال الباب على إمكانية التفاهم، وعدم الذهاب الى خطوات متسرّعة، مشيرة في هذا السياق الى انّ باريس ليست في أجواء تفيد بأنّ الرئيس المكلف مصطفى اديب قد يعلن اعتذاره عن تشكيل الحكومة، علماً انّ باريس لا تحبّذ هذه الفكرة على الاطلاق، ذلك انّ خطوة من هذا النوع، لن تشكّل عاملاً مساعداً على إيجاد حلول ومخارج، بل على العكس من ذلك، فإنّها قد تكون عاملاً تعقيدياً يزيد من صعوبة الأزمة ويأخذها الى نقطة اللاعودة.

‎وبناء على ما سبق، قالت المصادر «انّ الاجواء الفرنسية ليست مقفلة، وباريس على تأكيدها انّ الحل اللبناني ممكن بالعودة الى جوهر المبادرة الفرنسية، وهي بناء على ذلك لا تعتبر انّ الباب قد أقفل نهائياً امام تمكُّن اللبنانيين من الوصول الى قواسم مشتركة من شأنها ان تنقل مسار التأليف إلى نقطة التفاهم، والرئيس الفرنسي ما زال يأمل في تأليف حكومة في لبنان في وقت قريب، ومن غير المستبعد هنا ان يصل موفد فرنسي الى بيروت في وقت قريب».

‎قصف سياسي

‎وعلى رغم التعقيدات العلنية، فإنّ الجو الداخلي العام أوحَى في الساعات الماضية أنّ الأمور ليست مقفلة بالكامل، وانها تنحى في اتجاه إعادة تصويب مسار التأليف في الإتجاه الذي يخرج حكومة مصطفى اديب من عنق الزجاجة العالق فيها. الّا انّ مواقف الأطراف المعنية بَدت ثابتة عن نقطة الاشتباك. وتجلّى ذلك في القصف السياسي المتبادل بين الرئيس سعد الحريري والثنائي الشيعي.

‎الحريري

‎فالرئيس الحريري، وفي موقف علني هو الأول منذ انطلاق عملية التأليف التي قادها بنفسه، ناقَض مطلب الثنائي الشيعي، وقال في تغريدة له أمس: «وزارة المال وسائر الحقائب الوزارية ليست حقاً حصريّاً لأيّ طائفة، ورفض المداورة إحباط وانتهاك موصوف بحق الفرصة الاخيرة لإنقاذ لبنان واللبنانيين».

‎الثنائي

‎أمّا بالنسبة الى موقف الثنائي الشيعي، فتؤكد أوساطه لـ«الجمهورية» انه «ما زال على استغرابه للمنحى التصعيدي المفاجىء، الذي يسلكه الرئيس الحريري، ويحيطه بالكثير من علامات الاستفهام». وتؤكد الاوساط نفسها انّ هذا «الثنائي» متمسّك بالمبادرة الفرنسية ويعتبرها الفرصة الوحيدة المتاحة لإنقاذ لبنان، وهو على أتمّ الإستعداد للتعاون وتقديم كل ما من شأنه أن يؤدي الى إنجاح هذه المبادرة التي وُضعت في الاساس على قاعدة الشراكة والتفاهم، ومراعاة التوازنات الداخلية، وهذا ما اكد عليه الرئيس ماكرون، وليس على قاعدة تغليب فريق على فريق، أو منح الحق لفريق لكي يقرّر ويشترط على سائر الفرقاء.

‎وعلمت «الجمهورية»، في هذا السياق ايضاً، انّ أحد المراجع الشيعية أبلغ المعنيين بالمبادرة الفرنسية، الفرنسيين وغير الفرنسيين، ما مفاده «انّ الحكومة كان يمكن لها ان تتشكّل في فترة قياسية، وخلال الاسبوع الأول من المهلة التي حددها الرئيس ماكرون، ذلك اننا سلّمنا والتزمنا من البداية بالمبادرة، ومن هنا جاءت موافقتنا على حكومة اختصاصيين بالكامل، مع اننا كنّا نفضّل الذهاب الى حكومة «تكنوسياسية»، ومن باب التسهيل وافقنا على حكومة الاختصاصيين، لكنّ الطرف الذي كان يؤلّف الحكومة، والمقصود هنا الرئيس سعد الحريري، هو الذي بنى حائطاً أمام التأليف بإصراره على تشكيل الحكومة منفرداً وتشبّثه بما اعتبره حقّه في تسمية الوزراء بمعزل عن رأي مرجعيات الطائفة كلها، وانتزاع وزارة المالية من الحصة الشيعية، ولولا ذلك لكانت الحكومة مشكّلة اليوم وكنّا نناقش بيانها الوزاري لنمنحها الثقة على أساسه في مجلس النواب».

‎ولفت المرجع عينه الى «انّ المنحى الذي سلكه الحريري لم يُثر الاستغراب والدهشة فحسب، بل قرىء على انه إهانة للطائفة الشيعية. وهو أمر كان محلّ نقاش غاضب لدى كل مستويات الطائفة السياسية والدينية، خصوصاً انّ هذا المنحى ينكأ كل المواجع التاريخية للطائفة عندما كانت تهمّش، فهل المطلوب ان يعودوا بنا الى هذا الوضع، من خلال ان يعيّنوا لنا وزراءنا او أن يخرجونا من الشراكة في السلطة الاجرائية بإخراج وزارة المالية من الحصة الشيعية في الحكومة، هذا ليس امراً خطراً فحسب، بل هو أسوأ من الفتنة».

‎بري

‎في هذا الوقت، نقل عن الرئيس نبيه بري قوله: نحن مع إنجاح المبادرة الفرنسية ومصرّون على ذلك، وفي الوقت نفسه نحن لدينا مسلمات وطنية، وما طالبنا به هو اننا كلنا شركاء في ادارة هذا البلد، ولن نقبل بالتأكيد ان يكون هناك من هو ابن سِت وهنالك ابن جارية.

‎واشار الى «اننا لم نسمع بأنّ المبادرة الفرنسية قد اشارت من قريب او بعيد الى المداورة في وزارة المالية، وبالتأكيد انّ هذه المداورة لو كانت قد طُرحت، لكان التكليف قد سلك مساراً آخر غير المسار الحالي».

‎رؤساء الحكومات

‎واذا كان موقف الرئيس الحريري متناغماً بالكامل مع موقف رؤساء الحكومات – الذين اجتمعوا في بيت الوسط أمس عشيّة زيارة الرئيس المكلف الى بعبدا – والذين يعتبرون انّ حكومة الاختصاصيين تعد الوصفة الملائمة لإنقاذ الوضع اللبناني، كما انهم يتبنّون موقف الحريري لناحية اختيار الوزراء وكذلك الامر بالنسبة الى المداورة، التي باتت مطلباً شاملاً، والى وزارة المالية، خصوصاً انه لا يوجد نص يقول بحصر وزارة المالية من حصة الطائفة الشيعية. أكّد أحد رؤساء الحكومات لـ«الجمهورية»: انّ اي كلام عن محاولة استئثار او تفرد او إقصاء لأيّ طائفة هو كلام غير صحيح، والموقف المتّسِم بحدة مفاجئة، الذي عبّر عنه الثنائي الشيعي، ذهب الى تكبير الأمور وأخذها على غير وجهتها».

‎وقال: «ليس الهدف أبداً الانتقاص من الطائفة الشيعية او استهدافها وهو ما نرفضه قولاً وفعلاً، بل انّ الهدف تحدد مع تكليف الرئيس مصطفى اديب وهو تشكيل حكومة إنقاذية بمنأى عن التدخلات السياسية. وبالتالي، كل كلام عن استئثار ليس في مكانه على الاطلاق، فالهدف الاول والاخير الذي نسعى إليه هو اننا نريد أن نَلمّ البلد، لا ان نخلق تشنّجات من اي نوع مع أيّ كان، لا مع الطائفة الشيعية الكريمة ولا مع غيرها من الطوائف.

‎الرئيس المكلف

‎واللافت في هذا السياق، انّ الرئيس المكلّف قد نأى بنفسه عن هذا الإشتباك الدائر على خط التأليف، بحيث لم يتخذ أيّ موقف يجاري فيه الحريري او يناقض فيه الثنائي.

‎وقالت مصادر مقرّبة من الرئيس المكلّف لـ«الجمهورية» انّ أديب «مدرك لحساسية الوضع، وما زال يراهن على تعاون الجميع لتجاوز التأزّم الحاصل، وهو من اللحظة الاولى لتكليفه تشكيل الحكومة قد بادر الى مَدّ اليد في اتجاه الجميع من دون ان يستثني أي طرف، حتى أولئك الذين لم يسمّوه في استشارات التكليف».

‎ولفتت المصادر الى «انّ الرئيس المكلف، أكد لكلّ المعنيين انفتاحه على كلّ الاطراف والتعاون معهم. وأنه من موقعه الوسطي لن يكون أبداً في موقع الصدام او المواجهة لا مع الطائفة الشيعية ولا مع غيرها، فهذا ليس في قاموسه، بل انّ الأساس لديه هو إتمام مهمّته بتشكيل حكومة بالتعاون مع الجميع، وبمهمة محددة لإنقاذ البلد».

‎ورداً على سؤال عمّا تردّد بأنّ الرئيس المكلف يوشِك أن يعلن اعتذاره عن إكمال مهمّته، قالت المصادر: نسمع كلاماً من هنا وهناك عن اعتذار او اعتكاف او ما شابه، علماً انه لم يصدر عن الرئيس المكلف ايّ كلام من هذا النوع، فالرئيس اديب ما زال يأمل بتعاون كل الاطراف، وهذا هو المطلوب في هذه اللحظة اللبنانية الحرجة، خصوصاً انّ لبنان لا يحتمل مزيداً من هدر الوقت او الفرَص. ولكن بطبيعة الحال، فإنه في حال اصطدم بمحاولات تعطيل لمهمته التي قبل ان يتصدى لها، فبالتأكد كل الامور واردة في هذه الحالة، ذلك انّ الرئيس المكلّف لا يقبل ان يكون شاهداً على هذا التعطيل. وبالتالي في ضوء التعطيل، لن يتأخّر في اتخاذ الموقف والقرار الذي يراه مناسباً».

‎الى ذلك، كان من المقرر ان يزور الرئيس المكلف القصر الجمهوري يوم أمس الاربعاء، الّا انه اتصل صباح أمس برئيس الجمهورية وطلب تأجيل اللقاء الى اليوم بانتظار ان تُثمر بعض الإتصالات الجارية لمعالجة آخر العقد المتصلة بعملية التشكيل، فوافقه عون متمنياً له التوفيق.

‎واشنطن

‎وفيما اكدت مصادر سياسية انّ تعطيل التأليف مردّه الى عوامل داخلية وخارجية، جزمت أوساط الثنائي الشيعي بأنّ واشنطن هي في قلب عملية تعطيل المبادرة الفرنسية، ذلك أنها دأبت على «التشويش» على هذه المبادرة من لحظة إعلانها، سواء عبر التحفظات العلنية التي أبدتها على ما سمّتها «مسايرة» ماكرون لـ»حزب الله»، او عبر دايفيد شينكر ولقاءاته التحريضية مع بعض حلفاء واشنطن، وكذلك بالعقوبات التي أعلنتها وزارة الخارجية وطالت الوزيرين السابقين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس. إضافة الى العقوبات الجديدة، التي توعّدت واشنطن بالاعلان عنها في وقت قريب (البعض يقول خلال ايام قليلة).

‎الى ذلك، برز موقف أميركي لافت في مضمونه، جاء على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية مورغان اورتاغوس، حيث قالت: «إنّ فرنسا دولة حليفة للولايات المتحدة الأميركية، وكانت معها في العراق وأفغانستان وستبقى كذلك، ولكن هناك اختلافات في السياسات الخارجية ولا سيما في لبنان وإيران».

‎ولفتت الى «انه من المهم للشعب الفرنسي أن يفهم الموقف الأميركي من لبنان وإيران»، وقالت: «على الفرنسيين أن يفهموا بأنّ «حزب الله» منظمة إرهابية، ولا يمكنه أبداً تحقيق الإصلاحات التي طالب بها الشعب اللبناني حينما خرج في احتجاجات 17 تشرين السابقة».

‎حراك مصري

‎الى ذلك، لوحِظت أمس حركة لافتة قام بها السفير المصري في لبنان ياسر علوي، حيث التقى رئيس الجمهورية امس الاول، ورئيس مجلس النواب والسفير السعودي في لبنان امس.

‎وقالت مصادر دبلوماسية عربية لـ«الجمهورية» انّ السفير المصري يسعى بتكليف مباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسي الى تزخيم المشاورات بشأن تأليف الحكومة بعد التفاهم على إجراء بعض الاتصالات في أعقاب الاتصال الذي جرى بين الرئيسين االفرنسي ايمانيول ماكرون والسيسي الإثنين الماضي، تناولا فيه الجهود التي يمكن أن يبذلانها لتسهيل الولادة الحكومية في لبنان.

‎وعُلم انّ السفير المصري حذّر من تداعيات انهيار المبادرة الفرنسية، داعياً الى اعتبارها الفرصة الاخيرة التي لا يمكن تفويتها للخروج من الأزمة من الباب الحكومي الذي يفتح الطريق واسعاً امام حلول لعقد أخرى مالية ونقدية وسياسية واقتصادية.

‎ماذا يعني الفشل؟

‎في موازاة المشهد السياسي والحكومي المشحون والمعقّد، يبرز السؤال التالي: ماذا لو فشلت المبادرة الفرنسية؟

‎يرى البعض انّ لبنان قد يواجه خطر الزوال، في حال فشل المبادرة الفرنسية. وقد يعتبر هذا الأمر نوعاً من المبالغة، لكنّ الاحتمالات الواردة على المستويين المالي والاقتصادي تبدو مرعبة، ولا تقل خطورة عن المسألة الوجودية.

‎ماذا يعني أن تفشل المبادرة الفرنسية، وما هو السيناريو المطروح بالنسبة الى الوضع الاقتصادي؟

‎في هذا السياق، يمكن رسم خارطة طريق للتطورات المتوقعة على الشكل التالي:

‎– أولاً، تستمر حكومة تصريف الاعمال، بما يعني استمرار الانفاق بلا موازنة، وبلا أرقام، وسيكون الوضع المالي في المجهول.

‎– ثانياً، ستضطرّ المصارف تباعاً الى وقف الاعمال البسيطة التي تقوم بها اليوم، ومنها دفع أموال للطلاب. وذلك بسبب نفاد الاموال لدى المصارف المراسلة، أو لتوقّف المصارف المراسلة عن التعاون مع المصارف اللبنانية جرّاء ارتفاع المخاطر الى مستويات مرهقة لهذه المصارف.

‎– ثالثاً، سيكون مصرف لبنان امام احتمالين: امّا وقف الدعم عن كل السلع بما يعني إدخال لبنان في مرحلة التضخّم الهائل والفقر المدقع، وامّا الاستمرار في استخدام ما تبقّى من ودائع لمواصلة الدعم، وهذا يعني فقدان الامل بأن يأخذ أيّ مودع أمواله، بمَن فيهم صغار المودعين.

‎– رابعاً، سيتم عزل لبنان كليّاً عن العالم، وقد يستمر مسلسل العقوبات، بما يعني المزيد من التضييق المالي.

‎– خامساً، سيواصل الاقتصاد انكماشه بحيث يصبح حجم الدين العام الى الاقتصاد اكثر من 400%، بما يعني انّ البلد دخل مرحلة الانهيار الشامل، والذي يصعب الخروج منه بكلفة مقبولة.

‎هذا المشهد القاتم يهدد وجود لبنان، خصوصاً انه قد يترافق مع اضطرابات اجتماعية لطالما شَهدتها الدول التي عانت هذا النوع من الانهيارات. وسيكون المستقبل غامضاً، ولن يكون من المبالغة القول انّ لبنان سيواجه فعلاً خطراً وجودياً داهماً.

error: Content is protected !!