ان يختار فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير السياحة المهندس وليد نصار لتمثيله في مأتم كبير الرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي اثناسيوس الجلخ وتقليده وسام الاستحقاق اللبناني المذهب من الدرجة الاولى ، لعمري ، هي بادرة مميزة ومعبرة عن عمق المحبة والتقدير للوزير نصار إضافة الى كفاءته لمثل هذه المناسبة .
مما لا شك فيه ان اختيار ” الرئيس” للوزير نصار لا يأتي من العدم بل لما يتحلى به ” النصار” من شخصية رصينة، قادرة ومحترمة . وما أظهره من نجاح بارز في وزارة السياحة خلال المدة القصيرة من عهد الحكومة الحالية الذي تخلله بعض العثرات في انطلاقة عملها ، وخاصة في عقد الاجتماعات الوزارية لدراسة الملفات ووضع التشريعات وتسيير عجلة كل وزارة في الورشة الوطنية الكبرى .
لقد اثبت الوزير نصار في عمله الوزاري أنه عابر “للعثرات والعصي في الدواليب ” . فنهض سريعا بوزارته ، ووضع في سرعة قياسية ” الرزمة السياحية.” وانطلق الى العمل وهو على قاب قوسين من حلول عيدي الميلاد ورأس السنة، وهذه فترة معروفة عالميا بحركة السياحة والتبضع ، ولبنانيا بقدوم المغتربين لزيارة الأهل والعائلات ، فاغتنم الفرصة بأفضلها ، وأنشأ خلية عمل خاصة لتشجيع السياح والمغتربين بالقدوم الى لبنان عن طريق تقديم كافة التسهيلات اللازمة للوافدين : بدءا من حسومات في بطاقات السفر بالاتفاق مع مدير عام شركة طيران الشرق الاوسط الوطنية ، الى معاملات الدخول للمطار ، والاقامة بأسعار تشجيعية في الفنادق ، وتسهيل التنقلات السياحية الداخلية للراغبين منهم بالخط الساخن مع الوزارة ، ورعايتهم مع بقية الوزارات المختصة ، وتسهيل معاملات الخروج من المطار كما في الدخول.
لقد نجح هذا الوزير العصامي في ” التحدي” الذي أخذه على نفسه بنفسه نجاحا يتخطى شخصه الى النجاح الوطني في الهدف ، ونجاح الوزارة في الدور والمسؤولية .
لقد بلغ عدد الوافدين بالأسعار التشجيعية المحددة من قبل وزارة السياحة خلال اشهر تشرين الثاني وكانون اول وكانون الثاني أكثر من ماية وخمسين الف شخص بشهادة المدير العام للطيران المدني . فنال وليد نصار رضى ضميره اولا ، ثم رضى الناس ، واستحق ثقة “الرئيس”.
عمل على تفعيل ” المجلس الوطني لإنماء السياحة ” بعد ” غيبوبة ” دامت ١٢ سنة . ويعمل على تشجيع كل مقومات السياحة للفصول الأربعة في لبنان .
عمل على تنظيم ورشات عمل في الوزارة : تشريعية ، ادارية ، تنظيمية ، رقابية …
أقام علاقات تواصل مع مراكز وجمعيات السياحة في الدول القريبة والبعيدة وفي الداخل اللبناني .
وباختصار : ” رب همة أحيت أمة ” .
وهمة هذا الوزير الجبيلي الشاب الوافر الأخلاق ، الممتلئ بالوطنية ، الناصع الجبين ، النظيف الكف ، العامر بالقيم والمؤمن بالله ، هو ، وأمثاله في الحكومة ، هم ، ضمانة لعمل وزاري شريف ، بعيد عن الشبهات والارتياب ، وعما كانت تلوكه ألسن الناس بحق بعض السابقين والأسبقين من الوزراء وأهل السلطة والحكم والنفوذ ، وصوت الناس من صوت الله .
شهد الكورنيش البحري في منطقة عين المريسة، مأساة كبيرة، حيث وفي خلال مرور شاب ترافقه فتاة على الكورنيش فوجئا بموجة قوية قامت بسحبهما الى قلب البحر ما ادى الى غرقهما، وعلى الفور حضرت عناصر “فرق الغطاسين” الى المحلة وعملت إلى انتشالهما.
وفي المعلومات المتداولة، أن الشاب فارق الحياة على الفور، فيما نقلت الفتاة الى أحد المستشفيات؛ كما أشارت المعلومات الى ان الشاب والفتاة حاولا إلتقاط “السلفي” قبل ان تجرفهما الموجة.
كشفت الإعلامية ديما صادق أنّها تعرّضت للتحرّش في العام 2003 من النائب والإعلامي المصري مصطفى بكري أثناء تواجدها في العاصمة المصرية القاهرة حيث كانت تقوم ببحث لمرحلة الماجستير عن السياسة الخارجية المصرية، وذلك بعد الهجوم الذي شنّه بكري على فيلم “أصحاب ولا أعزّ” الذي يعرض على شبكة “نيتفليكس”، والذي اعتبره بكري أنّه يضرب قيم وأخلاق المجتمع المصري.
وكتبت صادق عبر حساباتها على مواقع التواصل: “مصطفى بكري، الخائف على قيم المجتمع المصري والأسرة المصرية، والذي يريد رفع دعوى على “نيتفليكس” ومنى زكي عشان عم ينزعوا أخلاق المجتمع. نفس المصطفى بكري عام 2003 كنت بالقاهرة كطالبة عم تعمل بحث للماجستير عن السياسة الخارجية المصرية، واتصلت في عشان موعد. بالليل لقيت بغرفة الأوتيل عندي بوكيه ورد من سعادته مع اتصال هاتفي مفاده “شو رأيك نناقش الرسالة بالأوتيل عندك؟” يومها سعادته أخد ردّ يليق به كزوج وأب حريص على اخلاق المجتمع والاسرة المصرية”.
وأضافت: “وبالمناسبة أنا يومها كتبت مقال في صحيفة “السفير” بقسم “شباب” تحت عنوان: “ألو احنا ضباط أمن الدولة عاملة إيه بالليل؟” تطرقت فيه إلى التحرش الذي تعرضت له من بكري وعدة أشخاص لكن دون ذكر الأسماء”.
وختمت: “الآن وجدت الفرصة مناسبة لذكر اسمه بعد ما أبدى كل هذا الحرص على حماية أخلاق المجتمع من فيلم”.
وكان بكري، تقدّم ببيان عاجل ضد فيلم “أصحاب ولا أعز” المثير للجدل في العالم العربي، الذي لعب بطولته فنانون مصريون، منهم منى زكي إضافة إلى فنانين لبنانيين.
وفي تعليقه على الفيلم عبر مداخلة هاتفية خلال برنامج “كلمة أخيرة” مع الإعلامية لميس الحديد، قال بكري: “هناك فارق كبير بين الحرية الشخصية التي لا يستطيع أحد أن يتدخل فيها، والفيلم الذي يشارك في إنتاجه منتج مصري، وهو محمد حفظي، صاحب فيلم “ريش”، الذي أظهر الفقر المدقع متجاهلا مبادرة حياة كريمة، وأيضا فيلم “اشتباك”، بعد ثورة 30 حزيران، الذي أظهر في أحداثه تعاطفا كبيراً مع جماعة الإخوان الإرهابية”، متهماً منصة “Netflix”، بأنها “أنتجت فيلماً يوجه رسالة مفادها ضرب القيم والثوابت المجتمعية”.
وأضاف بكري قائلاً: “هذا ليس عملاً إبداعيا فهو مأخوذ عن فيلم إيطالي تم تكراره 18 مرة.. الفيلم يحوي 20 لفظا إباحيا.. كيف يتم الدفاع عن المثلية الجنسية ونحن في مجتمع شرقي، والمثلية في ثقافتنا فجور وفسق. وتمت محاكمة الكثير بسبب المثلية”.
وأكمل النائب المصري: “نفس المنصة دي قبل فترة، أنتجت فيلما في الأردن روج للمثلية بين الفتيات، وأثار ضجة كبيرة في الأردن.. عاوزين نعرف كيف نحمي أنفسنا وأسرنا بعيدا عن الحرية الشخصية”.
أعلن رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع اليوم الأحد إعادة ترشيح النائب جورج عقيص عن المقعد الكاثوليكي في زحلة، مؤكدًا أن, “القوات تتواصل في زحلة مع بعض الشخصيات المستقلّة من أجل تكوين لائحة سياديّة بامتياز وتغييريّة بامتياز وضد الفساد بامتياز وقادرة على وضع الجهد اللازم من أجل بناء الدولة التي نطمح لها”.
كلام جعجع جاء خلال ندوة تحضيرية للإنتخابات في زحلة عقدتها المنسقيّة في مركزها في المدينة، وحضرها: معاون الأمين العام للحزب د. وسام راجي، منسق المنطقة د. ميشال فتوش، المنسقان السابقان: طوني قاصوف وميشال تنوري، الهيئة الإداريّة للمنسقيّة، رؤساء المراكز ومسؤولي القطاعات والمكاتب الإنتخابيّة.
وقد اطل جعجع على المشاركين في الندوة في اتصال عبر تطبيق “zoom”، واستهل كلمته بالقول: “اشتقت جداً لزحلة وأهلها، فللأسف الظروف في السنتين الماضيتين لم تسمح لي بزيارتها إلا أنني إن شاء الله سأزوركم قريباً لنلتقي مواجهةً ونتكلم في كل ما نريد الكلام به”.
ولفت جعجع إلى أننا, ” لا نخوض أبداً هذه الانتخابات على أساس الحصول على نائب من هنا وآخر من هناك، فهذه الانتخابات مصيريّة باعتبار أنه على ضوء نتائجها سيتحدد ما إذا كان لبنان سيستمر على النحو الذي هو عليه اليوم، أي نحو القعر أكثر وأكثر وأكثر، أو أن هذا التدهور سيتوقف لتبدأ عمليّة الإنقاذ المنشودة”.
وأضاف أنه, “يجب أن يؤمن كل فرد منا أن صوته قادر على التغيير في كل شيء، لأن الإرادة بالتغيير هي إرادة ذاتية قبل كل شيء، وهذا الإيمان يجب ان يترجم في الانتخابات في زحلة وكل لبنان، ومهمتنا تبديد الانطباع الخاطئ لدى البعض بان صوتهم لا يؤثر سلبا او إيجابا، وعلينا أن نفسر لهم أنه على ضوء صوتهم الذي سيدلون به في صندوق الإقتراع سيصل هذا النائب أو ذاك إلى الندوة البرلمانيّة ووصول هذا أو ذاك سيؤدي إلى تكوين أكثرية جديدة ويحدد ما إذا كنّا سنستمر بالتدهور أو أننا سنقف عند حدود معيّنة لنبدأ بعملية الصعود مجدداً”.
ولفت جعجع إلى أنَّ, “هناك بعض المفاهيم المغلوطة والموروثة منذ زمن في أن الصوت الذي يدلي به المواطن اللبناني في صندوق الاقتراع لا علاقة له بالسياسات العامة في البلاد التي تقوم بتحديدها الشياطين من الخارج أو الملائكة من السماء، وهذا المفهوم برمّته خطأ فمن يحدد السياسات العامة في لبنان وما إذا كنا سنتجه شرقاً أو غرباً وما إذا كانت الدولة فاسدة أم لا وما إذا كان هناك سلاح واحد على أراضيها هو هذا الصوت الذي ندلي به يوم الانتخاب وعلى الناس أن يدركوا هذا الأمر جيداً”.
وتابع, “باعتبار أنه أصبح معلوماً اليوم ما هو اتجاه الإرادة الشعبيّة في لبنان اللهم الأساس هو أن تتصرف يد الناس بحسب ما عقلهم وقلبهم يريد ليعبّر صوتهم يوم الانتخابات عن التوجهات التي يريدونها وهي دولة فعليّة بسلاح واحد وهو سلاح الجيش اللبناني، خالية من الفساد ولديها علاقات طيّبة مع جميع دول العالم، وليس انطلاقاً من اعتبارات أخرى لا علاقة لها في ما يريدونه”.
وشدّد أنَّ, “وهذه النقطة أساسيّة وجوهريّة أيضاً وأود أن أطلب منكم فرداً فرداً أن تقوموا بنشرها بيتاً بيتاً في زحلة والمنطقة ليدرك الناس ان مصيرهم بيدهم للخروج مما نحن فيه أو التمديد 4 سنوات أخرى لجهنم التي نعيش فيها اليوم، اللهم أن يدركوا كيف يجب أن يترجموا تطلعاتهم في صندوق الاقتراع”.
ورأى جعجع أنَّ, “ليس فقط في زحلة وإنما كل مواطن لبناني مدعو أن يفكّر جيداً وبشكل صحيح قبل الإدلاء بصوته في صندوق الاقتراع، فمن زاره عندما توفي والده يجب أن يرد له الجميل برد الزيارة لا أن يقوم بالاقتراع لصالحه باعتبار أن الواجبات الاجتماعية يجب مبادلتها بواجبات اجتماعية مماثلة وليس بالخيارات الوطنيّة، وإذا ما دفع شخص ما عنه مبلغاً من المال في يوم من الأيام في المستشفى أو في أي مكان آخر يجب عليه أن يرد له الجميل عندما تتحسن أحواله بإعادة المبلغ له لا أن يعطيه صوته في الانتخابات لأن صوته أغلى بكثير من هذا المبلغ الزهيد من المال”.
وأضاف, ” باعتبار أنه لو أدلى المواطن اللبناني أساساً بصوته لصالح الجهة المناسبة لما كان بحاجة لكي يدفع عنه أحد أي مبلغ مالي أياً يكن هذا المبلغ، لذا علينا العمل جميعاً على تصحيح هذه المفاهيم المغلوطة في مجتمعنا لأنها ستحدد مصير الانتخابات القادمة”.
واعتبر جعجع أن “الاتجاه العام في لبنان كما هو في زحلة جيد جداً اللهم أن نتابع عملنا حتى النهاية وبالشكل المطلوب، فلا نوم بعد اليوم حتى اقفال صناديق الاقتراع في 15 أيار وعليكم جميعاً أن تعتبروا أنفسكم مسؤولين في ماكينة انتخابية كبيرة اسمها “القوّات اللبنانيّة”.
وتابع, “باعتبار أنه بعد إعلان التعبئة الانتخابية العامة لم يعد هناك أي تمييز بين من يعمل في الماكينة الانتخابية ومن يعملون في قطاعات حزبيّة أخرى باعتبار أن جميع المصالح والأجهزة والمكاتب والمراكز والمسؤوليات اليوم تحوّلت إلى مصالح وأجهزة ومكاتب ومراكز انتخابيّة فالمطلوب منا جميعاً أن نضع جهدنا كاملاً من أجل العمل على تأمين الانتصار للخط السيادي التغييري ووجود الدولة في لبنان في الانتخابات المقبلة”.
وتطرّق جعجع إلى الأوضاع في منطقة زحلة، قائلاً: “نشكر الله أن الأوضاع في المنطقة من الناحية الشعبيّة جيّدة ومشجّعة جداً وعلينا أن نكمل تحضيراتنا من أجل ملاقاة هذا الوضع الشعبي بالترتيبات اللازمة لكي يتم ترجمة هذا الوضع الشعبي في صناديق الاقتراع”.
وختم رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع بالقول, “وددت الإطلالة عليكم اليوم في ندوتكم هذه لأؤكد لكم أن ما ستؤول له الأوضاع في لبنان بشكل عام متوقّف على عمل كل فرد منكم، وسيكون لنا لقاءات عدة قبل الانتخابات إلا أن الأهم هو أننا سنلتقي نهار الانتخابات ليلاً لنحتفل بالشكل الذي يجب أن نحتفل به”.
رد المرشح عن المقعد الشيعي في دائرة جبيل – كسروان طلال محسن المقداد، على ما ورد في كلام المخزومي اليوم خلال حلقة نهاركم سعيد مع الإعلامي بسام أبو زيد، فقال: نهيب بالسيد مخزومي التدقيق في كلامه وان لا يزج باسم عائلتنا في بازار الانتخابات سعيا وراء الشعبوية فاذا كانت لديه مشاكل مع بعض الافراد من عائلتنا او غيرها من العوائل، ان يذهب إلى الجهات المختصة لمعالجتها بالطرق القانونية،
فنحن اهل حق واعتدال ووطنية وعيش مشترك، لانعتدى على احد، ولانرضى ان يعتدى علينا احد..”
رسالة الى سماحة السيد حسن نصرالله تنقل بعض الهواجس ودعوة الى “مبادرة ما” في ظل حال الجنون المدمر الحالي.. تفادياً لما هو أعظم وأخطر على ديمومة لبنان.
“سماحة السيد حسن نصرالله المحترم،
ترددتُ كثيراً قبل كتابة هذه الكلمات لاعتبارات عدة. كوني أعرف جيداً ومسبقاً أن الانتقادات لن توفرني، فبعضهم قد يعتبرني “ساذجاً، وغير مدرك تماماً لتعقيدات تركيبة الداخل ومتجاهلاً عمق الامتدادات للخارج”، والبعض الآخر ـ من موزعي شهادات الوطنية ـ قد يسارع إلى إطلاق شر الاتهامات من “العمالة” و”التبعية” إلخ.. وبالتالي الدخول في مهاترات ومناكفات ومزايدات لا جدوى منها.
لذلك لا بد من التعرف على كاتب هذه السطور وسيرته قبل التوقف عند الدوافع إلى كتابتها وأسباب التوجه إلى سماحتكم في هذه الرسالة الشخصية وفي هذا الوقت بالذات.
من هو كاتب هذه السطور؟
لم أُعرِّف يوماً عن نفسي كما أفعل هنا، ذلك أنني لست في معرض المباهاة بالذات، بقدر ما أرغب بتفهم الموقع الذي أنطلق منه في رسالتي وعلى أي أساس بنيت مسيرتي الشخصية والمهنية.
محطة أولى:
في صيف 1972، قررت قيادة الجيش اللبناني أن تستبدل لطلاب شهادة البكالوريا ـ القسم الثاني المخيم التدريبي العسكري الصيفي ـ تتويجاً لدروس التدريب خلال الأعوام الدراسية في المرحلة الثانوية ـ بمخيم تنموي في مختلف المحافظات اللبنانية، وذلك بهدف تحقيق الانصهار الوطني للطلاب، إضافة إلى التدريبات العسكرية، والقيام بانشطة إنمائية وإجتماعية خصوصاً في القرى اللبنانية النائية. وشاءت المصادفة، وأنا تلميذ الفرير ثم الرهبان في جونية، أن يكون المركز الذي سألتحق به في المدرسة الرسمية في محافظة الجنوب وفي.. بلدة البازورية بالتحديد! (وهي مسقط رأسك والقرية المحببة إليك يا سماحة السيد).
لقد ظنّ بعض رفاقي أن كوني إبن ضابط عضو في مجلس قيادة قوى الأمن الداخلي سأطلب إعفائي من هذه المهمة أو أقله نقلي إلى مكان ما قريب من جبل لبنان، وبالتالي إمكان اصطحابهم معي! لكن خيبتهم كانت كبيرة، فلا والدي عرض عليّ هذا الأمر ولا أنا طلبت “واسطة” في هذا الإتجاه.
وعلى رغم الظروف الصعبة المحيطة بتلك المهمة، فقد رأيت فيها تجربة مفيدة وغنية جعلتني أتحسس الواقع التنموي الصعب لهذه المنطقة المحرومة والذي لم يؤثر على الشعور الوطني لأهلها المحافظين على طيبتهم وتمسكهم بانتمائهم إلى أرضهم.
محطة ثانية:
في العام 1973 وبعد التحاقي بكلية الحقوق في جامعة القديس يوسف في بيروت، شاركت في معترك الإنتخابات الطالبية وتمكنت مع زميل لي (تعرض لاعتداء يومها) من الفوز في صفنا في السنة الأولى. واللافت للإنتباه أننا خضنا هذا الاختبار من خلال تيار “مجموعة مستقلة” في وقت كانت الانتخابات في الجامعة اليسوعية تتم بين أبناء وأهل البيت الواحد، أي الأحزاب المسيحية والكتل المناطقية. المفارقة الكبرى وهي سابقة، أن هذه المجموعة المستقلة استطاعت أن تُوصل إلى رئاسة تعاونية طلاب كلية الحقوق طالباً في السنة الرابعة وهو مسلم سني بيروتي!
محطة ثالثة:
في العام 1976، عندما اشتد الحصار على الفلسطينيين في مخيم تل الزعتر نظم الصليب الأحمر الدولي، بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني، عملية كبيرة ومعقدة وخطرة لإجلاء الجرحى والمدنيين المتقدمين في السن والنساء والاطفال. وقد استعان الصليب الاحمر بشباب فرقه العاملة في الاسعاف الاولي. يومها، جاءت تحذيرات وتهديدات الى شباب “المنطقة الشرقية” (المسيحية) من أي مشاركة في العملية تحت طائلة البقاء في “المنطقة الغربية” إذا إنتقلوا إليها مع من يتم اجلاءهم إلى هناك. وكنت من ضمن المجموعة الصغيرة التي لم تأبه لتلك التحذيرات. وكانت المفاجأة أنني تلقيت بعد مدة رسالة شخصية من مدير العمليات في الصليب الأحمر الدولي في جنيف للتهنئة على “مشاركتي الفعالة” في ما وصفها “أدق وأخطر عملية قامت بها مؤسسة الصليب الأحمر الدولي منذ زمن بعيد”. وبعدها بأعوام طويلة ولدى تسلمي مهامي كمدير لاذاعة مونت كارلو ومستشار رئيس اذاعة فرنسا الدولية تمكنت من بث برامج الاذاعة على موجة الـ”اف. ام.” في الأراضي الفلسطينية من خلال عملية التفاف قانوني وعدم المرور بالسلطات الاسرائيلية (لانها تملك سلطة الوصاية على البث المرئي والمسموع) عبر توقيع الاذاعة اتفاق تعاون مباشر مع جامعة بيرزيت التي كان لها ترخيص بموجة خاصة بها. مما اغضب الاسرائيليين فامتنعوا عن استقبال أو عقد أي إجتماع مع رئيس مجلس إدارة الإذاعة تعبيراً عن امتعاضهم وسخطهم من تجاوزهم.
محطة رابعة:
في العامين 2000 (تحرير الجنوب اللبناني) و2006 (صد العدوان الإسرائيلي على لبنان)، قمت من موقعي الاعلامي المتقدم بواجبي المهني إضافة إلى إلتزامي الوطني غير آبه بتحفظات البعض وانتقادات البعض الآخر.
هذا “النفس الممانع والمنتفض” لديَّ متجذر في جيناتي العائلية، فمنذ أعوام قرأت لأحد كبار المؤرخين لحقبة لبنان التاريخية المواكبة لـ”ثورة طانيوس شاهين” أن الأخير إعتمد خلال تنظيم حركته على مجلس أركان وكان أحد أجدادي وأحمل اسمه (بشاره غانم) من بين هؤلاء الأركان منتدباً من مدينة جونية!
لماذا كل هذه التفاصيل التي قد يراها البعض مملة أو في غير موقعها؟
أوردت ذلك فقط للقول إن مواقفي الحاضرة تبقى مطبوعة في تجربتي الماضية واقتناعاتي الحالية وهي التي تسيِّر تطلعاتي المستقبلية.
لماذا الكتابة الآن والتوجه مباشرة الى سماحتكم؟
إن سرعة الإنهيار في لبنان، إضافة إلى تداعياته المتعددة الأبعاد، من جهة، والتمسك بالانتماء لهذا الوطن والخوف على ضياعه كنموذج مميز في هذا الشرق، كل ذلك جعلني ألجأ الى “سلاح” الكلمة، وهو الحيازة الوحيدة التي أُحسن استعمالها، وبالتالي الدخول في مغامرة الكتابة لعل وعسى تكون هناك “أعجوبة ما”.. وأنا الإنسان المؤمن بربه ووطنه.
لا صفة لي في التوجه إلى سماحتكم إلا من موقعي كمواطن يريد نقل ما يصل إليه من همس وهواجس. لذلك، وجدت نفسي أخاطبكم مباشرة وبصراحة من دون موارابة ولا مراوغة ولا واسطة، فأنت يا سماحة السيد، كما يردّد كثيرون “صاحب الحل والربط.. والكلمة الفصل”.
والمصارحة تكون بتسمية الأشياء بأسمائها وسرد الوقائع على حقيقتها انطلاقاً من أن الكذب المستمر والتكاذب المشترك أوصلا الوطن إلى ما وصل إليه في يومنا هذا.
من حيث الأسلوب:
في التعاطي؛ تصرفات كثيرة تراكمت ومواقف متعددة تزايدت محدثة شرخاً واسعاً داخل مكونات المجتمع اللبناني بكل طوائفه ومذاهبه وانتماءاته، فلغة التعالي والاستقواء والتحدي ولّدت شعوراً متعاظماً يمتزج فيه السخط والاشمئزاز والأخطر البغض والحقد والكراهية. وكأن التوق إلى الطلاق أصبح لدى شريحة كبيرة من أبناء الوطن الواحد.. أبغض الحلال!
إقرأ على موقع 180الدولة كلها.. يعني كلها
من حيث المضمون:
1 – أبعد من ضجيج بعض أصحاب المصالح الضيقة والأبواق المشبوهة والغيارى المتملقين، هل بلغتكم، سماحة السيد، أصداء هذه المعاناة الشعبية الموجعة والمذلة والمهينة القابلة في أي وقت للانفجار الداخلي والاستغلال الخارجي؟ صدقاً، كل صواريخ الأرض لن تنفع في تجنيب وطن متهالك حرباً خارجية مدمرة ولا اقتتالاً داخلياً بغيضاً، لا سمح الله؟
2 – هل سمعتم يا سماحة السيد تهديدات صدرت عن شخصية دينية قريبة منكم ودعوتها الى من لا يجاريها في رأيها ولا يعجبها سلوكها ان يبحث عن حل آخر.. هل هو الرحيل أو التهجير أم ثمة نظرية “قبع” لم نتعرف عليها بعد؟
3 – هل سمعتم يا سماحة السيد بالتصنيفات التي أطلقتها شخصية حزبية وازنة وهي تفرّق بين أبناء الوطن الواحد؛ بين “أسياد” وكأن الآخرين، باتوا بالمقابل، من صنف “العبيد”. تمنى كثيرون وأنا منهم، لو أن تلك الشخصية حافظت على وقارها أولاً وأظهرت نفس العنفوان في مواجهة “أسياد المال والفساد” القابضين على أنفاس العباد وأملاكهم وودائعهم؟
4 – هل سمعت يا سماحة السيد صرخة ابناء بيئتك وأهل بيتك بلسان المواطن “محمود” (عرّف عن نفسه كمقاوم) وقد إختار أن يرفعها عالياً وبجرأة ومباشرة عبر أثير قناتكم المحببة (المنار) حيث علّق على برنامج كان يُبث على الهواء ويتعلق بنقاش أحد رجال الدين عن حلاقة الذقن إن كانت حلالاً أو حراماً. لقد قال هذا المواطن بحرقة ووجع ظاهرين في مداخلته: “مع احترامي لهذه البرامج الحلوة التي نحبها ونتثقف دينياً فيها، الشخص الموجود في بيته الآن بلا كهرباء وبلا مازوت وبلا اكل وبلا دواء حلال او حرام، الذي سرق مصرياتنا بالبنوك حلال او حرام، يلي بيعمل فينا هيك حلال او حرام، تنكة البنزين باربع مئة الف حلال او حرام، أريد ان اسأل هل وصول سعر الدولار الى 33 ألفاً حلال او حرام، ما بدنا نشتغل الآن بالذقن. نحلقها او لا نحلقها هيدي امور لما تكون الناس عايشة، الناس عمتموت من الجوع، وحطوا برامج تتثقفوا الناس كيف بدها تعيش وكيف تبقى على قيد الحياة بعدين منفكر اذا منحلق دقنا او لا نحلق. وانا محمود… من هذا الشعب انا مقاوم قد العالم كلها. ماتت العالم، اختنقت العالم، انسرقت العالم، ما حدا بيحس بالفقير الا الفقير، الغني ما بيشعر بحدا”.
5 – هل بلغتكم يا سماحة السيد تصرفات بعض المتهورين وأصحاب الرؤوس الحامية الذين يتحركون بفظاظة وبفوقية وبفائض قوة في غير محله، فيترجمون ذلك اعتداءً على الممتلكات وكأن “طريق القدس” تمر، حسب هؤلاء، في بعض البلدات والقرى اللبنانية، وتحديداً المسيحية؟
وللتذكير فقط: المدارس والأديرة والمنازل والعائلات في هذه المناطق المسيحية بالذات فتحت أبوابها وقلوبها بعفوية للنازحين من مناطق العدوان الاسرئيلي في حرب تموز 2006، والتخوف كبير من أن تترك مثل هذه التصرفات جرحاً موجعاً وشرخاُ عميقاً بين أبناء المنطقة الواحدة والوطن الواحد.
6 – هل سمعتم يا سماحة السيد احاديث الجاليات اللبنانية المنتشرة في منطقة الخليج العربي (إضافة إلى افريقيا) التي تُعبّرعن قلقها وتخوفها المتعاظمين من الهجمة الاسرائيلية في هذه البلدان ومنافسة اللبنانيين في أعمالهم ومشاريعهم ومصالحهم؟
رحم الله العميد ريمون اده، “المقاوم الأول والأشرس للعدو الإسرائيلي” والذي يمثل في نظره “الخطر الأكبر على كيان لبنان وديمومته”. وهو الذي كان يدعو اللبنانيين الى مطالعة وقراءة كتابات ومذكرات زعماء الصهيونية من بن غوريون الى موشيه شاريت وهو يحذر من الاطماع الاسرائيلية ليس فقط بالارض والمياه اللبنانية بل ايضاً بثروة لبنان البشرية من خلال مخططاتها الهادفة الى مزاحمة المنتجات الزراعية والصناعية اللبنانية، إضافة إلى ضرب الانتشار اللبناني في المنطقة العربية والحلول مكانه.
واستعيد هنا ما قاله العميد اده قبل حوالي أربعين عاماً: “لماذا نسيء الى علاقاتنا العربية، وجميعنا يعلم ان مصلحة لبنان هي مع الدول العربية، سواء أحببنا هذه الدول ام لم نحبها! أنا على يقين أن اللبناني عموماً والمسيحي والماروني خصوصاً سيكتشف يوماً مصلحته وأطماع اسرائيل بمنافسة لبنان. منذ العام 1952 قلت في مجلس النواب إن اسرائيل تريد أن تحل محل لبنان في المنطقة. وأن تجعل من حيفا بديل بيروت. وتريد أن تتصالح مع الدول العربية عبر لبنان. ونتحوّل نحن الى قرية صغيرة“.
وتابع العميد اده :”اللبناني إما أن يكون مرتبطاً ببلاده كلها، وليس بمنطقة، وإلا فإن الأوضاع لن تتغير. التغيير يجب أن يكون من أعلى الى تحت. ويجب أن يبدأ بالحكم والحاكم. الحاكم يجب أن يكون موثوقاً به، وكي يكون موثوقاً به، يجب أن يكون لبنانياً مئة في المئة. ومن دون هذا لن تكون هناك ثقة. ولن ينتهي الوضع التقسيمي والطائفي في البلد. أما الحكم فيجب أن يكون قوياً وسيداً على أرضه، ولا يقبل منافساً له في السيادة بقوة السلاح. فالسلاح يجب أن يبقى حكراً على مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية. وأي وجود مسلح خارج ذلك سيقود حتماً الى فشل الحكم في بسط القانون“.
سماحة السيد،
القرار قراركم. يكفي ان ترفع ليس يدك فحسب بل اصبعك وتحسم خيارك وتصارح شعبك: اي جمهورية تريد؟ اي دولة تريد؟ اي لبنان تريد؟.. انها لحظة حقيقة ووقفة ضمير أمام الله والتاريخ.
وأنا أكتب هذه السطور، والوطن يعيش وسط حالة من الجنون الشامل داخل الطبقة السياسية والمنظومة المالية والمتجه بلبنان نحو “الجحيم المدمر”، أسترجع كلمات اغنية باتت انشودة شهيرة لفنان ملتزم ومغني فرنسي كبير هو ميشال ساردو، الذي أمام رؤية بوادر إنهيار امبراطورية الإتحاد السوفياتي من الداخل وتردي أوضاعها المزرية في الثمانينيات الماضية، أطلق أغنيته (كلماتها وتوصيفاتها تحاكي الواقع اللبناني اليوم) بلازمتها الشهيرة باللغة الفرنسية ومتوجها بها الى قائد الثورة البلشفية فلاديمير ايليتش لينين:
في إطار المتابعة المستمرة التي تقوم بها شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي لمكافحة الجرائم في مختلف المناطق اللبنانية، توافرت معلومات للشعبة حول عصابة تنشط بترويج العملة المزيّفة (ليرة لبنانية، ودولار أميركي) في منطقة المنية.
على إثر ذلك، باشرت القطعات المختصة في الشعبة إجراءاتها الميدانية والاستعلامية لكشف هوية أفراد العصابة وتوقيفهم، وبنتيجة الاستقصاءات والتحريات المكثفة تمكنت من تحديد هوية كامل أفرادها، وهم السوريّون:
م. خ. (مواليد عام 1995)
ع. ح. (مواليد عام 1998)
ا. د. (مواليد عام 2001)
أعطيت الأوامر لدوريات الشعبة للعمل على تحديد مكان تواجدهم وتوقيفهم.
بتاريخ 18-1-2022، وبعد عملية رصد ومراقبة دقيقة، نفذت دوريات الشعبة عملية نوعية في منطقة المنية نتج عنها توقيف الثاني بالجرم المشهود اثناء قيامه بترويج /50/ $ مزيّفة. وبالتزامن، تم توقيف الأوّل والثالث، كما تم ضبط /50/ $ مزيّفة، قام الثاني بترويجها داخل إحدى المحلات.
بالتحقيق معهم، اعترفوا بما نسب إليهم لجهة تشكيلهم عصابة تقوم بترويج العملة المزيّفة، وأن الأخير هو من يقوم بتأمينها.
أجري المقتضى القانوني بحقهم، وأودعوا المرجع المختصّ بناء على إشارة القضاء.
ينتشر متحور أوميكرون بسرعة كبيرة بحيث يشعر المرء أحيانًا كما لو أن المقاومة لا طائل من ورائها. إنه لمن المحبط سماع أخبار عن إصابة أشخاص حصلوا على اللقاح وجرعة تعزيزية بعدوى أوميكرون، على الرغم من التزامهم بارتداء الكمامات الواقية المناسبة خارج المنزل، وفقا لما ورد في تقرير نشره موقع “لايف مينت” Live Mint.
من المعروف والمثبت علميًا أن لقاحات كوفيد-19 تعمل بقوة وتوفر حماية حتى ضد متحور أوميكرون.
لكن في حالات أخرى، يكون تأثير اللقاحات أضعف. ويرجع السر في هذا الوضع إلى التنوع المذهل لجهاز المناعة البشري، والذي يتم تنظيمه جزئيًا بواسطة بعض الجينات الأكثر تنوعًا في جسم الإنسان.
حماية لـ4 من كل 5 ملقحين
أظهرت دراسة حديثة، تحت إشراف “جامعة هارفارد” و”معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا” MIT، من المقرر نشرها في دورية “سيل” Cell العلمية، أن حوالي 20% ممن تم تلقيحهم بالفعل يحصلون على حصانة أقل بكثير ضد متحور أوميكرون، ولكنهم يُعتبرون أفضل حالًا من الأشخاص غير الملقحين تمامًا، ويمكن أن يفسر التباين السبب وراء أن بعض الأشخاص، الذين تم تطعيمهم بالكامل، تعرضوا للعدوى وتفاقمت حالاتهم حتى تم نقلهم لتلقي العلاج في المستشفيات خلال موجة متغير أوميكرون.
وقام الباحثون بتحليل عينات دم من 76 متطوعًا لفحص جزء من جهاز المناعة يعرف باسم الخلايا التائية. فبينما تتضاءل الأجسام المضادة بمرور الوقت، تدوم الخلايا التائية لفترة أطول وتوفر خط دفاع ثانٍ عن طريق تحديد الخلايا المصابة وقتلها. تكون الخلايا التائية، في الأشخاص الذين حصلوا على جرعات اللقاح، مهيأة لمحاربة فيروس سارس-كوف-2 ويمكنها عادةً القضاء على العدوى في غضون يومين. ويعتبرها العديد من الخبراء الجزء الأكثر أهمية في دفاعات الجسم البشري ضد متغير أوميكرون.
خلايا “مستحثة” باللقاح
أخذ الباحثون الخلايا التائية للمتطوعين ووضعوها في مواجهة أنواع مختلفة من فيروس سارس-كوف-2 في تجارب أنبوب الاختبار. وتبين أن أربعة من بين كل خمسة أشخاص، نتج عن التطعيم خلايا تائية تعمل على التخلص من عدوى متغير أوميكرون بسهولة، كما نجحت في القضاء على المتغيرات السابقة من فيروس كورونا. لكن في واحد من كل خمسة أشخاص، كانت الخلايا التائية “المستحثة” باللقاح أقل فاعلية في القضاء على متغير أوميكرون، على الرغم من أنها تعاملت بشكل جيد ضد المتغيرات الأصلية.
ولا تعني تلك النتائج أن اللقاحات لا طائل من ورائها ضد متغير أوميكرون، كما جادل بعض المشككين في اللقاحات. بل إن اللقاحات تعد حلًا جيدًا، لأن 80% ممن يحصلون عليها يحظون بحماية جيدة. كما أن الجرعات المعززة تعتبر مهمة أيضًا، بحسب نتائج الدراسة، حيث ثبت أنها أدت إلى تحسين قدرة الجميع على مقاومة الفيروس، لكن لم تكن الاستجابة على قدم المساواة.
وأوضح الباحث الرئيسي في الدراسة وعالم المناعة غراف غايها، وهو بروفيسور في “جامعة هارفارد”، أن العدد الدقيق يمكن أن يختلف في عينة أكبر أو أكثر تنوعًا من المتطوعين، ولكن الثابت هو أن هناك مستوى معين من التباين في جهاز المناعة البشري، لأن الخلايا التائية تتخذ شكلاً مختلفًا قليلاً في جسم كل شخص، وبالتالي يتباين تفاعل بروتينات اللقاح مع الجينات الوراثية لكل شخص.
بروتينات HLA
وشرح بروفيسور غايها أنه عندما تواجه خلايا جسم الإنسان بروتين سنبلة فيروس سارس-كوف-2، إما من خلال عدوى أو لقاح، فإنها ترصد أجزاء من البروتين الفيروسي في الخارج؛ ومن ثم تقوم بتحفيز جهاز المناعة لمقاومة الفيروس. تعتمد هذه العملية على بروتينات تسمى HLA، والتي يختلف ترميزها من شخص لأخر بحسب الجينات الوراثية، – إنها نفس الجينات التي يجب أن تكون متشابهة بين المتبرعين بالأعضاء والمتلقين لتجنب رفض جسم متلقي التبرع للعضو الجديد.
وأردف بروفيسور غايها موضحًا أن كل بروتينات HLA لدى كل شخص ستقوم برد فعل مختلف ضد العدوى أو اللقاح، من حيث الالتصاق بشظايا مختلفة من بروتين سنبلة الفيروس. بعبارة أخرى، تختلف طرق تحفيز جهاز المناعة ضد العدوى من شخص لآخر، سواء ضد العدوى أو عند تلقي اللقاح.
كما يختلف بروتين سنبلة متحور أوميكرون من فيروس سارس-كوف-2 عن بروتين سنبلة الفيروس الأصلي والذي تم تصميم اللقاحات لاستهدافه ومحاربته، ولهذا تتردد بعض الأخبار التي تشير إلى أن اللقاحات “أقل فعالية” ضد متحور أوميكرون.
ولكن لمزيد من الدقة فإنه يمكن القول أن اللقاحات تظل قوية وتوفر حماية كافية ضد متحور أوميكرون لنحو 80% من الملقحين، ولكنها تقدم حصانة أقل بكثير لـ20% بسبب الخلايا التائية والجينات الوراثية.
ميزة وليست خللًا
وأضاف بروفيسور غايها أن التنوع في جينات HLA المنظمة للمناعة يعد ميزة، وليس خللًا، في الأنظمة المناعية، لأنه يزيد من احتمالات بقاء نوع ما على قيد الحياة من مرض معدي جديد، وهي سمة يشترك فيها الكائن البشري مع باقي الفقاريات الأخرى، بداية من بعض الأسماك ووصولا إلى الطيور.
ويمكن أن يقدم تنوع جينات HLA أيضًا دليلًا على سبب إصابة بعض الأشخاص بحالات “كوفيد طويل المدى”.
ويمكن للدراسات البحثية، مثل التي أنجزها بروفيسور غايها، أن تساعد في تصميم الجيل القادم من لقاحات كوفيد-19. في الوقت الحالي، لم يتقرر بشكل حاسم ما إذا كان يتعين على شركات الأدوية محاولة إنتاج جرعات معززة من اللقاحات خصيصًا لمجابهة متغيرة أوميكرون، أم يتم استخدام الجرعات المعززة من اللقاحات الحالية على نطاق أوسع يستهدف أجزاء مختلفة من بروتين سنبلة الفيروس، بما يشمل الأجزاء التي لم تطرأ عليها طفرات جديدة من متغير إلى آخر.
يسعى بروفيسور غايها وفريقه البحثي حاليًا إلى التوصل لصيغة من أجل إنتاج لقاح عالمي، يمكن أن يمنح الحماية لـ100% من الملقحين.
وتسبّب فيروس كورونا بوفاة ما لا يقل عن 5,583,378 شخصا في العالم منذ أن ظهر في الصين في ديسمبر 2019.
وسجّلت الولايات المتحدة أعلى عدد وفيات جرّاء الفيروس (864,584) تليها البرازيل (622,563) والهند (488,884) وروسيا (325,433).
وتقدّر منظمة الصحة العالمية أن العدد الإجمالي للوفيات قد يكون أعلى بمرّتين إلى ثلاث، آخذة في الاعتبار العدد الزائد للوفيات المرتبطة بالوباء بصورة مباشرة وغير مباشرة.