لعلها شمعة أضاءها وبسمة زرعها قنصل لبنان الفخري في ولاية نيفادا فيليب زيادة في ظل هذه الظروف الصعبة، من خلال إقامته معرضًا ميلاديًا بعنوان: “From the U.S with love”، في جامعة الروح القدس – الكسليك، طغى عليه طابع المحبة والعطاء، حيث جمع عدد من العائلات احتفلت بعيد الميلاد المجيد وسط أجواء من البهجة والسرور.
هذا المعرض المجاني والفريد من نوعه خُصّص لمساندة 664 عائلة من كافة المناطق اللبنانية، نظمته القنصلية الفخرية للبنان في نيفادا، بالتعاون مع جمعية زيادة Ziade Foundation وجامعة الروح القدس – الكسليك، التي استضافته في حرمها الرئيسي. وشمل المعرض 25 جناحًا متنوعًا، ضمت هذه الأجنحة مأكولات ومشروبات وألعاب وأدوية وثياب وأدوات تنظيف، إلى قسائم شرائية يمكن الاستفادة منها في سوبرماركت محدّدة وبطاقات لتشريج الخلوي وتعبئة الوقود…
وقبل افتتاح المعرض استقبل رئيس الجامعة الأب طلال هاشم القنصل زيادة مع عائلته في مكتبه، حيث جرى التداول في شؤون البلد الراهنة وخصوصًا القطاع التربوي الذي يعاني جرّاء الأزمة الاقتصادية التي يمرّ بها لبنان. وقدّم الأب الرئيس بعدها هدية تذكارية للقنصل زيادة وهي عبارة عن أيقونة للسيدة العذراء.
الافتتاح
ثم توجّهوا لافتتاح المعرض. وقد استهل الافتتاح بكلمة تقديم، ألقاها الإعلامي إيلي أحوش، ثم تحدث رئيس الجامعة الأب طلال هاشم الذي أكد “أن هدف الجامعة الأساسي هو الطالب وتوفير له بيئة تعليمية متميزة وحاضنة”، مشدّدًا على “أن الجامعة، إضافة إلى مهمتها التعليمية، تقف إلى جانب مجتمعها، وهذا من ضمن رسالتها الإنسانية”. ولفت إلى “أن العديد من المؤسسات في لبنان أو خارجه تقوم بمبادرات سامية لمساندة أبناء الوطن، وأخص بالذكر اليوم هذه اللفتة الكريمة من جمعية زيادة بشخص القنصل زيادة، وأغتنمها مناسبة لنحيي ونشكر ونشجّع هكذا مبادرات”. كما أكد على أهمية شبك الأيادي لتخطي هذه الصعوبات الجمّة التي أثقلت كاهل المواطنين، مؤكدًا أنه “فقط بالتكاتف نتمكّن من الصمود، ففي الاتحاد قوة”. وذكّر بمبادرة جامعة الروح القدس التي قررت أن تفتح أبوابها أمام الجميع للتعليم، معتبرًا أنه “ليس فقط حكرًا على الأشخاص المقتدرين”. وفي الختام، وجّه معايدة إلى الجميع، آملًا “أن تحمل هذه الأعياد المجيدة انفراجًا وتكون مليئة بالفرح والأمان”.
من جهته شدّد القنصل زيادة على ضرورة الاقتراب من الله وعيش القيم المسيحية، خصوصًا في زمن الأعياد المجيدة. وقال: “مهما علت مراتبنا وازدادت ثرواتنا، لا خلاص لنا سوى بيسوع المسيح ابن الله الذي هو الحب المطلق”. وشدد على “أن السرّ الحقيقي للميلاد يكمن في نعمة العطاء، وما نقدّمه اليوم ما هو إلا جزء بسيط. فالعطاء الحقيقي هو المقرون بالمحبة. أنتم اليوم تجعلوننا نعيش سرّ الميلاد وتعكسون الفرحة في قلوبنا”. وفي ختام كلمته شكر زيادة جامعة الروح القدس ورئيسها على كل ما تقوم به في خدمة مجتمعها.
كما كانت كلمة لـ “جماعة سانتا تيريزا” ألقاها المشرف الأب بول أيوب تحدث فيها عن معاني العيد، وباسم جمعية “شباب الرجاء Youth of Hope”، التي أسّسها المونسنيور توفيق أبو هدير منذ 20 سنة من أجل احتضان الشبيبة وحمايتها من كل انحراف، ألقى الإعلامي ماجد أبو هدير كلمة شكر وتأكيد على متابعة الرسالة، بعدما خصّصت جمعية زيادة جناحًا باسم جمعية شباب الرجاء وباسم المونسنيور أبو هدير وفاء لرسالته.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المعرض يحمل رسالة إنسانية، حيث يؤمن الدعم لـ ٦٦٤ عائلة، ويجمع في الوقت نفسه بين الترفيه وخلق أجواء ميلادية مميزة وتأمين الاحتياجات الأساسية لهذه العائلات. ويكمن الهدف الأساسي من تنظيمه في زرع الفرح والبهجة في قلوب العديد من الأشخاص الذين فقدوا البسمة، فضلًا عن مساندتهم في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمرّون بها جرّاء الأزمة التي يعاني منها لبنان.
عندما وصلني الخبر المؤلم عادت بي الذاكرة الى محطات لن تعود، فكنَّا نلتقي معا، وتمر الساعات وكانها ثوانٍ في غمرة الاحاديث الراقية ، والافكار البناءة ، والتهذيب المرهف، والحكمة في التحاليل ، والتواضع في المنطق الصارم كحد السيف ، وكان احترامك يُفرض على كل محاوريكِ لانك كنت قمة الاحترام .
دكتورة تريز ، رحلتِ، ربما انت على حق ، لان في هذه الايام ، لم يعد هناك مكان للذين يعشقون الكمال، ولا مكان بعد اليوم للعلم والصدق ونظافة القلب والفكر ، رحلتِ الى حيث الكمال والطمانينة ، رحلتِ لترمقي من علو على وطنٍ يتألم، ربما تساعدين قدّيسيه على خلاصه …
في رحيلك هذا ، خسرت تنورين ارزة من ارزها الشامخ ، وادمعت جبال العاقورة الأبية، دموع حزنٍ على شمس الثقافة التي غابت، كانت تشرق من العاقورة على كل لبنان”
وجه رئيس المجلس التنفيذي ل”مشروع وطن الانسان” النائب المستقيل نعمة افرام، رسالة مصورة لمناسبة حلول عيدي الميلاد ورأس السنة، دعا فيها الى “التمسك بالرجاء فيتحقق كل ما نؤمن به مهما اشتدت الصعاب”.
واعتبر أنه “رغم الزمن المستعصي الذي يمر به الوطن، التغيير آت لا محالة وسنبني من خلال عملنا في مشروع وطن الانسان لبنان الذي نحلم به”.
ودعا الى “التطلع والعمل نحو لبنان العادل والمزدهر، لبنان الرحوم والمحبة، لبنان القوة المبنية على صخرة اساسها قيم الانسان”.
وقال: “إن تجسد الخالق من أجل الانسان بعث لنا برسالة عظيمة مفادها ان عظمة الخلق بأكمله تعني الانسان، وعلينا بدورنا ان نعمل على تطوير عمله وتنقيته كي ينمو ويكبر على صورة الله ومثاله”.
وختم افرام: “لذا نعلن ان عيد مشروع وطن الانسان سنحييه كل عام في زمن الميلاد، فنؤكد مجددا التزامنا القيم الانسانية والعمل الدؤوب من اجل لبنان جديد، فنحول معا وبرجاء وايمان، اليأس والتعب والغضب الى مشروع وطن الإنسان”.
إنتشر فيديو مُسرّب لرئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل رفع فيه ”منسوب الهجوم” تجاه “حزب الله”، قائلًا “اللي ما بكون معنا ومع قضية الحق تبعنا عمرو ما يكون”.
وعما إذا كان الفيديو سُرّب بشكل مقصود، اعتبر النائب السابق فارس سعيد أن ”باسيل قد يكون يحاول توجيه رسائل بأنه غير خائف وسيكمل”.
وردًا على سؤال، لفت سعيد في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت” إلى وجود خلاف حقيقي بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”. وسأل: “لكن هل يصل إلى حدّ الطلاق”؟.
وقال: “أعتقد أنه لن يصل للطلاق بسبب أمرين: لأن “حزب الله” مخيف والجميع يخاف منه، ولأننا مقبلون على الانتخابات و”التيار الوطني” بحاجة لـ”حزب الله””.
أضاف: “وبغض النظر عن هذا الحاجة الانتخابية في السياسة أظهرت الأمور ما يلي:
أولاً: بالخلاف القائم بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري فإن “حزب الله” ولأسباب لها علاقة ببيئته الداخلية إختار بري.
ثانيا: يبدو أن حاجة الحزب للوحدة الشيعية والوحدة الاسلامية – الاسلامية (أي السنية – الشيعية) أكبر من حاجته اليوم لأي غطاء أو لأي صداقة سياسية مسيحية، لأن المسيحيين فقدوا وزنهم بالوضع السياسي العام، وبالتالي أصبح هذا الوضع غير قابل للعلاج في هذه اللحظة.
ثالثاً: “التيار العوني” أخذ حقّه وبكفاية بنظر “حزب الله” من خلال التحالف الذي بينهم من شباط الـ2006 لغاية اليوم. الثمن الذي يجب أن يقبضه مقابل الغطاء الذي أمّنه للحزب أخذه، ربما مع الفائدة، “عمل” رئيس الجمهورية، ودخل الى بعبدا، وفتح محطة تلفزيونية، وتوقّفت من أجلهم حكومات، ووضعت قوانين إنتخابية لمصلحتهم وحصلت تعيينات إدارية لمصلحتهم أيضاً، وبالتالي يعتبر الحزب أنه قام بكامل واجباته تجاه “التيار الوطني الحر”.
رابعاً: المشروع الكبير في البلد يمسك به “التيار الوطني”، فهو يُدخِل لبنان بالزمن الشيعي بعد أن دخل بـ”الزمن الماروني” من الـ1920 لغاية الـ1975، ودخل بـ”الزمن السني” من بعد الـ1992. أصبح الحزب يُعطّل اليوم رئيس الجمهورية، يُعطّل رئيس الحكومة والحكومة، يُمسِك بالغالبية المُطلقة في مجلس النواب بعد أن أقرّ المجلس الدستوري بأن العدد للغالبية المُطلقة هو 59 وليس 65، لذا أصبح هو الآمر الناهي، حتى على مستوى المؤسّسات وليس على مستوى الأمر الواقع فقط”.
ورأى أنّ هذا الأمر “لا يواجه إلاّ من خلال منصّة وطنية جامعة تتكلّم بالدستور اللبناني وبوثيقة الوفاق الوطني وبقرارات الشرعية العربية والدولية، وهذا يتطلّب بناؤه وقت وجهد وصبر، وخاصّة إرادة”.
وعن مصير “تحالف مار مخايل” وإمكانية فكّه كشف سعيد أنه “من المرجّح أن يحصل ذلك، وقد وردتني معطيات في هذا السياق وبأن مراسم الطلاق الحقيقية بدأت” بين التيار الوطني” و”حزب الله، وسيتظهّر ذلك مع الأيام”.
وتابع: “هذا التحالف إستُهلِك، وإذا أردنا القيام بمقارنة، الثنائية الدرزية – المسيحية إنتهت في الـ1960 بحرب أهلية. والثنائية المارونية – السنية إنتهت في الـ1975 بحرب أهلية. الثنائية السنية – الشيعية إنتهت مع إغتيال الرئيس رفيق الحريري في الـ2005. واليوم الثنائية المارونية – الشيعية إستُهلِكت وانتهت ونأمل أن لا تأخذنا الى العنف وتنتهي بأن الطرف الآخر أي الطرف الذي يمثّله “التيار الوطني” غير قادر على المُشاكسة وردّ الفعل”.
وختم سعيد مؤكداً أن “هذه الثنائية خلصت، وقد تُبيقها المصالح على قيد الحياة لبعض الوقت، لكنها إنتهت”.
إستناداً الى المواد 16،15،14و24 من نظامها، دعت الرابطة المارونيّة، في بيان صادر عنها في الاول من كانون الاول الجاري، أعضاءها للمشاركة بالجمعيّة العموميّة السنويّة العاديّة السبت 4/12/2021 في مقر الرابطة، وذلك لـ: تلاوة التقرير السنوي للأمين العام، التقرير المالي لأمين الصندوق، المصادقة على قطع حسابات السنة المنصرمة 2020 لغاية 31/12/2021، المصادقة على قطع حسابات السنة الحاليّة لغاية 31/10/2021، المصادقة على مشروع موازنة عام 2022.
من حيث الشكل هذا ما يفترض ان تكون به الرابطة المارونية في هذه الفترة من كل عام، ولكن اللافت، بحسب مصدر ماروني واسع الاطلاع، ان جلسة الهيئة العامة- وعلى الرغم من اهمية البنود المطروحة على جدول الاعمال- لم يحضرها الا 28 منتسبا من اصل 1200. وذلك على الرغم من عقد جلسة ثانية، اذ ان الدعوة اشارت الى انه في حال عدم إكتمال النصاب في الوقت المحدد تعقد الجمعيّة في المكان والزمان عند الساعة العاشرة حيث يعتبر النصاب قانونيّاً بمن حضر.
واشار المصدر الى انه اداء رئيس الرابطة النائب السابق نعمة الله ابي نصر مستغرب، اذ كان يفترض به امام عدد الحضور القليل ان يؤجل الدعوة. قائلا: صحيح ان النص القانوني يتحدث عن بـ”من حضر”، لكن هذا لا يعني ان لا يتجاوز الحضور الـ2%.
واذ لم يجب المصدر عن السبب الذي جعل ابي نصر يتمسك بالجلسة، قال: الاخير الذي يعتبر نفسه القوة الكبيرة في الرابطة، لم ينجح في جمع الا هذا العدد المحدود، مع العلم ان التصديق على الموازنة يعتبر من اهم القرارات السنوية الصادرة عن الهيئة العامة.
واضاف: هذا يدل على ان هذا العدد هو ذروة ما يمكن ان يحشده الفريق الذي يمثله ابي نصر في انتخابات الرابطة، والا لكان حوّل تلك الجلسة الى استفتاء على قوته، وبالتالي هناك نوع من رأي في الرابطة المارونية بدأ يتغير او على الاقل يدرك حقيقة مسار ومصير الرابطة المارونية اذا استمرت على هذا النهج، بالتالي التغيير بات متوقعا في الانتخابات التي ستحصل في 19 اذار المقبل.
وخلص المصدر مشيرا الى انه لا يجوز استمرار الرابطة على قاعدة التكرار من خلال الاقتراع لنفس النهج، بل يجب فتح الافاق امام فرصٍ جديدة للنهوض.
وجّه النائب فريد هيكل الخازن تهنئة بمناسبة عيد الميلاد المجيد للمسيحيين خصوصاً واللبنانيين عموماً.
وكتب الخازن عبر مواقع التواصل الاجتماعي: “عسى أن يحمل فرح الميلاد خلاص لبنان من محنته وأزماته السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية. كل التمنيات بعيد ميلاد مجيد”.
عايد المرشح عن المقعد الشيعي في جبيل طلال محسن المقداد عبر موقع “قضاء جبيل”، اللبنانيين بعيد الميلاد المجيد، متمنّياً أن يحمل معه ولادة جديدة للبنان وخلاصه من أزماته.
كما وجّه رسالة للمسؤولين أن يضعوا مصلحة المواطنين اولاً، بعيدا عن كل خلافاتهم وانقساماتهم السياسية، لأن الوضع مأساوي على الجميع، والمواطن غير قادر على تأمين أدنى مستوى معيشته، وليكن الإصلاح الحقيقي هدية للبنانيين في السنة الجديدة
عايد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عبر “تويتر” اللبنانيين بمناسبة عيد الميلاد قائلاً : “ميلاد مجيد، يبقى الأمل كبيراً بأيام أفضل على الجميع، وأسأل الله ان يعيده بالخير على اللبنانيين عموماً وابناء الطوائف المسيحية خصوصاً وان يكون لبنان قد بدأ يتعافى من أزماته الكثيرة والكبيرة”.
توجّه البطريرك الماروني الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي برسالة الميلاد الى اللبنانيّين، وهذا ما جاء فيها: “سيروا بنا إلى بيت لحم، لنرى هذه الكلمة” (لو 2: 15). “إخواني السادة المطارنة الأجلّاء، قدس الرؤساء العامّين والرئيسات العامّات الجزيل احترامهم، الآباء والرهبان والراهبات والمؤمنون الأحبّاء.
1.عندما وقف ملاك الربّ برعاة بيت لحم في قلب الليل، وأشرق عليهم مجد الربّ، ويشرّهم الملاك بولادة مخلّص العالم، وهو المسيح الربّ، وأعطاهم العلامة، كلّموا بعضهم بعضًا وقالوا: “سيروا بنا إلى بيت لحم، لنرى هذه الكلمة … وجاؤوا مسرعين” (لو 2: 15-16).
عيد الميلاد دعوة لنا ولكلّ إنسان وشعب، للإسراع إلى ملاقاة المسيح، من خلال رموز المغارة والشجرة، وفعليًّا بواسطة أسرار الخلاص. إنّه نورنا في ظلمة ليلنا الكثيفة، التي تكتنفنا، وكأنّها من دون فجر يعقبها.
2. يطيب لنا أن نلتقي ككلّ سنة للصلاة وتبادل التهاني القلبيّة بالميلاد المجيد، بمبادرة من مكتبي الرؤساء العامّين والرئيسات العامّات، ومشاركة السادة المطارنة، وكهنة ورهبان وراهبات، وإنّي أوجّه كلمة شكر لقدس الأب مارون مبارك، الرئيس العامّ لجمعيّة المرسلين اللبنانيّين الموارنة، على الكلمة اللطيفة التي ألقاها باسم المكتبين، وعلى التهاني والتمنيات التي أعرب عنها باسمهم جميعًا. ويسعدني أن أبادلكم إيّاها مع إخواني السادة المطارنة والأسرة البطريركيّة. ومعكم نقدّمها لأساقفتنا وكهنتنا ورهباننا وراهباتنا وسائر أبناء كنائسنا في النطاق البطريركيّ وبلدان الإنتشار.
3. عيد الميلاد هو عيد نور المسيح الذي يشرق في ظلمات الحياة، لكي يبدّدها. فلنسرع إليه بإيمان رعاة بيت لحم وبساطتهم، لنستنير بشخصه وكلامه وآياته. يسوع هو الفجر بعد ليلنا الطويل. نحن لا نريد بسببالخطايا وعدم الاكتراث ورتابة الحياة والعادات التي تأسر، أن يكون أحد من عداد الذين قال عنهم الربّ: “جاء النور إلى العالم، والناس أحبّوا الظلمة على النور، لأنّ أعمالهم كانت شريرة” (يو 3: 19). الشرّ يجعل النفس في الظلمة ويمنعها من رؤية النور، فيما “نور الحقّ، يسوع المسيح، ينير كلّ إنسان آتٍ إلى العالم” (يو 1: 9). فلنفتح له عيون عقولنا وإراداتنا وقلوبنا، لكي نرى الحقيقة، ونجسّدها بالأعمال الصالحة، ونعيشها محبّة.
4. عيد الميلاد هو عيد نشأتنا المسيحيّة، على ما يقول القدّيس البابا لاون الكبير ( + 461): “ولادة المسيح هي في الحقيقة منشأ الشعب المسيحيّ. فتذكار ميلاد الرأس هو أيضًا تذكار ميلاد الجسد، كلّ عضو بدوره، عند خروجه من حوض المعموديّة. بهذا الميلاد الثاني، يصبح المعمَّد إنسانًا جديدًا، ومن نسل المخلّص الذي صار إبن البشر، وهكذا نستطيع أن نصير نحن أبناء الله.”
5. العالم بحاجة إلى نور المسيح، نور الحقّ، لكي يهتدي إلى المخرج من ظلماته. ليس ميلادُ يسوع عيدًا محصورًا بالمسيحيّين ، بل يَشمُلَ كلَّ إنسانٍ يتوقُ إلى زمنٍ جديدٍ وعهدٍ جديدٍ يَنقلُه من واقعٍ بالٍ وموَقَّت إلى رحاب الفرحِ والنجاحِ والإنقاذِ والديمومة. إنَّ اللبنانيّين، بما يُعانون وبما ارتكبوا من خطايا وطنيّة في حقِّ بعضِهم البعض وفي حقِّ وطنهم، معنيّون بهذا الحدث الإلهي والإنساني في آنٍ معًا. أولم تكن ولادةُ دولةِ لبنان، في الأساس، عهدًا جديدًا في هذا الشرق، بفضل ما لها من ميزات وخصوصيّات؟ إن ولادةَ لبنان هي الاستثناءُ الذي كان يَجدُر باللبنانيّين أن يَقترحوه قاعدةً لشعوبِ الشرق الأوسط. لكنّنا لم نعرف قيمةَ هذا الوطنِ النعمة، فشكّكنا به وتَعالَيْنا على النعمة.
لسنا الشعبَ الوحيدَ الذي اختلف على ماضيه. كلُّ الشعوبِ اختلَفت وتقاتلت. أين حروبُنا من حروبِ أوروبا وأميركا وآسيا؟ لكنَّ تلك الشعوبَ قَـبِلت تاريخَها المختلِف وتَصالَحت وتَعلَّمت من تجاربِها وانطلقَت نحو مستقبلٍ مُشرِق. أما نحن، فلا نزالُ نَجتَـرُّ خلافاتِنا، ونسير إلى الوراء، ونهدم ما بناه رجال الدولة عندنا. متى نستعيد الضميرَ الوطنيَّ وتَستذكرَ مجدَ دولةِ لبنان وعظمةَ هذا الشعبِ المؤثِّرِ في الحضارةِ العالميّة، علّنا نَنجحُ في وقفِ المسارِ الانحداريِّ لوجودِنا؟. فإذا كانت الشعوبُ العربيّةُ تَـمنَّت في مرحلةٍ معيّنةٍ تَغييرَ أنظمتِها، فنحننطالب باستعادةِ نظامِنا الديمقراطي لأنّنا نعيش منذ سنواتٍ في حالةِ “اللانظام”، وباستردادِ دولتِنا لأننا نعيش خارجَ سقفِها، وهي تعيشُ خارجَ شرعيّتِها ودستورها وميثاقها، وتخضع لفرض إرادة أحَديّة عمدًا على المؤسّسات الدستوريّة حتى تكبيلها وتعطيلها.
6. لو كانت المحبّةُ موجودةً في حياتِنا الوطنيّة وفي قلب المسؤولين لما بلغنا ما بلغناه، ولما كان الشعبُ يَرزحُ تحت أكبرِ مأساةٍ في تاريخِه. حبّذا لو يسيرُ المسؤولون بين الناس، ويَطوفون في الشوارع، ويَزورونأحياء المدن والقرى، ويَدخُلون إلى البيوت، ويتكلّمون مع الآباء والأمّهاتِ، ويَستمعون إلى أنينِ الموجوعين، وصراخِ الأطفال، وألآم المرضى، ويَستطلعون عددَ الّذين ينامون من دونِ طعام، وعددِ الّذين يَفتقرون إلى القِرش، وعددِ الّذين لا مأوى لهم، وعددَ الفتياتِ والفتيان الذين لم يُسَجلّوا في المدارسوالمعاهد. ولو أنّهم نظروا إلى ما عليهم من مستحقّات تجاه المستشفيات، والمدارس المجّانيّة، والمياتم، والمؤسّسات الإنسانيّة لذوي الحاجات الخاصّة، والمحاكم الروحيّة المسيحيّة منذ سنتيتن وثلاث وأربع، لخجلوا من نفوسهم، واستقالوا من مؤسّساتهم. ولكن رغم كلّ ذلك نرى أهل السلطة غارقين في صراعاتهم ويبحثون عن حيلٍ وتسويات ومساومات للانتقامِ من بعضهم البعض ولإبعاد أخصامهم وتعيين محاسيبهم، والتشاطر في كيفيّة تأجيل الإنتخابات النيابيّة والرئاسيّة عن موعدها، لغايات في نفوسهم ضدّ مصلحة لبنان وشعبه.
7. لكنّ شعبنا المقهور يتطّلع إلينا، ويضع آماله فينا وبحقّ، لنساعده ونكون بقربه ونعضده في حاجاته، ونشدّده. فإنّا بتعاوننا وتنسيق خدمتنا في الأبرشيّات والرعايا والرهبانيّات والأديار، ومؤسّساتنا التربويّة والإستشفائيّة، ومع رابطة كاريتاس، جهاز الكنيسة الرسميّ الراعويّ الإجتماعيّ، ومثيلاتها من المؤسّسات الإجتماعيّة الخيريّة والإنسانيّة ومع المحسنين الأسخياء، نستطيع أن نؤمّن حاجات شعبنا بكرامة، بانتظار عبور ظلمة الجوع والبطالة والغلاء واستهتار المسؤولين في الدولة بشعبها. فلا نخافنّ لأنّ العطاء بقلب محبّ تقابله جودة الله السخيّة. وهذا اختيار نعيشه كلّ يوم.
8. مرّة أخرى نكرّر أنّ باب الإنقاذ والخلاص الوحيد هو إعلان حياد لبنان الإيجابيّ الناشط، تنفيذًا للميثاق الوطنيّ الرافض تحويل لبنان مقرًّا أو ممرًّا لأيّ وجود أجنبيّ، وحمايةًللشراكة والوحدة وإفساحًا في المجال لحسن تحقيق دور لبنان.عندما نقول لا تستقيمُ الشراكةُ والوِحدةُ من دون حيادِ لبنان، لا يَعني أننا نحن مَن يَشترط ذلك، بل هي طبيعةُ لبنان الجيوسياسيّة التي تحتِّمُ التزامَ الحيادِ من أجلِ الشراكةوالوِحدةِ. لبنانُ من دون حيادٍ يقف دومًا على شفيرِ الأزَماتِ والانقساماتِ والحروب، بينما لبنان الحيادِ يعيش في رحابِ الوِحدةِ والسلامِ والاستقرار والإزدهار والتموّ.
ونوضح أنّ لبنان لا يستطيع أن يكون حياديًّا إزاء ثلاثة: إزاء إجماع العرب إذا حصل، وإزاء إسرائيل، وإزاء الحقّ والباطل. في إجتماع الإثنين الماضي سلّمت أمينَ عامِّ الأممِ المتّحدةِالسيّد أنطونيو Guterresمذكّرةً احتوت مواقفنا المعهودةَ من الحيادِ والمؤتمرِ الدولي الخاصِّ بلبنان ووجوبِ تنفيذِ جميعِ القرارات الدُوليّةِ دون استنسابية وتجزئة، لاسيّما وأن دولةَ لبنان وافقت عليها تباعًا. وأكدنا للأمينِ العام ضرورة أن تَتحرّك الأممُ المتّحدةُ قبل سواها لبلورةِ حلٍّ دوليٍّيَعكِسُ إرادةَ اللبنانيّين.
9. رأى الرعاة العلامة، وآمنوا بالمخلّص في الطفل الملفوف بالقماطات الموضوع في المذود. وعادوا يهلّلون ويسبّحون” (لو 2: 16 و 20). إنّها ليتورجيّتهم، ليتورجيا التسبيح لله تواصل ليتورجيا السماء التي أنشدها الملائكة عند ميلاد المخلّص الإلهيّ وإعلان بشرى الفرح العظيم.
وعلى طريقة السخاء المشرقيّ تصوّر القدّيس أفرام السريانيّ بنفحته الشعريّة هدايا هؤلاء الرعاة البسطاء:
ثمّ تبعهم علماء الفلك، يقودهم النجم من بلاد فارس إلى بيت لحم، حاملين هم أيضًا هداياهم النبويّة: ذهبًا للملك، وبخورًا للإله، ومرًّا للفادي (راجع متى 2: 11).
ونحن المؤتمنين على نقل بشرى الميلاد بالكرازة وأعمال المحبّة فلنحمل إليه هدايا إيماننا ورجائنا وحبّنا وقربنا من شعبنا، لكي يفرح بالعيد وبالمسيح عمّانوئيل المولود ليكون رفيق الدرب لكلّ إنسان”.