19.5 C
Byblos
Tuesday, December 23, 2025
بلوق الصفحة 2025

خاص-بالتفاصيل… شرطة بلدية نهر ابراهيم تلقي القبض على عصابة سرقة

أعلن رئيس بلدية نهر إبراهيم المحامي شربل ابي رعد بإتصال مع موقع ” قضاء جبيل ” ان عناصر شرطة البلدية ألقت القبض اليوم على عصابة مؤلفة من لبنانيين و شخص من التابعية السورية أثناء القيام بسرقة منزل وقد تمّ تسليمهم إلى فرع المعلومات التابع للمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي لإجراء التحقيقات اللازمة .

كما شدد ابي رعد على ابناء البلدة بضرورة ابلاغ البلدية في حال إشتباههم بحركات غير طبيعية أو أشخاص غير مألوفين عن المنطقة، وذلك بالاتصال على رقم البلدية ٠٣/٥٦٩٦٦٩

وذكر الأهالي بأنه والبلدية بخدمتهم دائماً.

الراعي من الفاتيكان: الكل يخالف الدستور ورئيس الجمهورية منهم

أكّد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أنه سيتصل بالمسؤولين اللبنانيين فردا فردا وبالقادة الروحيين المسلمين لمتابعة نتائج لقاءات الفاتيكان معهم.

وذكر، في حديث للـLBCI، “أننا تمنينا على قداسة البابا فرنسيس دعوة القيادات السياسية المسيحية والقادة الروحيين المسلمين للقاء في الفاتيكان”، موضحاً أن موضوع حزب الله كان موجودا بالمداخلات.

وقال: الفاتيكان يريد أن يذهب للأخير بالعمل ديبلوماسيا لإيجاد حلّ في لبنان وعبّر أكثر من مرة عن قلقه على مصير لبنان.

وقال لـام تي في: أعتقد أن ما قام به البابا فرنسيس ومجرّد الدّعوة وحضوره يُحرّك الرأي العام العالمي وكانت كلّ الأنظار بالأمس موجّهة إلى لبنان وتحدّثنا عن الحياد والمؤتمر الدولي، مضيفا: اللقاء في الفاتيكان كان لكي يستمع البابا للتفاصيل وهو لم يتدخّل فيها وفي النهاية قال كلمته و”الفاتيكان ما بيمشي على العمياني” إنما يفكّر ويعمل بطريقته الدبلوماسية وأعتقد أنّ ما حصل حرّك الضميرين العالمي واللبناني وما حصل لم ينتهِ هنا إنما يجب أن تكون هناك لقاءات أخرى. وتابع:  بعد لقاء الفاتيكان سأعمل جديًّا على موضوع جمع المسؤولين من أجل تشكيل الحكومة ونحن أمام واجب ضمير وأتأمّل أن يتمّ الردّ عليّ. واضاف: لا أعرف ما إذا كان وجود “حزب الله” يوقف الدعم الدولي للبنان فالمجتمع الدولي يقول إنه غير راضٍ على المسؤولين وأدائهم والجميع يُخالف الدستور ومن ضمنهم رئيس الجمهورية بدءاً من طريقة تأليف الحكومة وصولاً إلى طريقة العمل ككلّ. واردف: نحن مع رئيس الجمهورية وصلاحياته وفق الدستور وأطالب دائماً بأن يكون الدستور طريقاً وهناك آلية دستورية لإستقالة رئيس الجمهورية ولا يمكن القول في الشارع “فليسقط الرئيس” ولا أطالب بإسقاطه فالمسؤولية لا تقع عليه فقط إنما على الجميع. وقال البطريرك الراعي لـmtv: علينا العمل على توحيد الصف والكلمة بين القيادات وهذا ما يجب أن نسعى إليه ولا نفقد الأمل أبداً.

سعر جديد لربطة الخبز…

صدر عن وزارة الاقتصاد والتجارة البيان الآتي:

حددت وزارة الاقتصاد والتجارة سعر ووزن الخبز اللبناني “الأبيض”، في الأفران والمتاجر إلى المستهلك على كافة الأراضي اللبنانية، وذلك بعد تعديل اسعار المحروقات وارتفاع سعرها في السوق، وارتفاع كلفة نقل الطحين من المطاحن الى الأفران ونقل الخبز من الافران الى مراكز البيع، واستناداً الى سعر القمح في البورصة العالمية وسعر صرف الدولار، واستنادًا للدراسة التي قامت بها وزارة الاقتصاد والتجارة لتحديد كمية المكونات المطلوبة لإنتاج أفضل نوعية من الخبز اللبناني للمستهلك، ونظراً لتوقف مصرف لبنان عن دعم مادة السكر ومادة الخميرة في الأسواق اللبنانية، ونظراً للظروف الاقتصادية الضاغطة والقدرة الشرائية المنخفضة التي يعاني منها المواطنون، حدد سعر ووزن الخبز اللبناني “الأبيض” وفقاً لما يلي:

– في الفرن إلى المستهلك: ربطة حجم كبير على أن لا يقل وزنها عن 876 غرام بسعر 3750 ل.ل. كحدٍ أقصى.

ربطة حجم وسط على أن لا يقل وزنها عن 390 غرام بسعر 2500 ل.ل. كحدٍ أقصى.

– في المتجر إلى المستهلك: ربطة حجم كبير على أن لا يقل وزنه عن 876 غرام بسعر 4000 ل.ل. كحدٍ أقصى.

ربطة حجم وسط على أن لا يقل وزنها عن 390 غرام بسعر 2750 ل.ل. كحدٍ أقصى.

داليا فريفر تجسّد انتصار الحب..”لمّا قلّي بحبّك”!

0

أصدرت الفنانة داليا فريفر أغنية جديدة لها بعنوان “لمّا قلّي بح حيث أتت من كلماتها وألحانها لتضيف مواهب جديدة لما تمتلكه من قدرات ومؤهلات فنية، أما التوزيع والتسجيل فكان لاستديو مارون أبو ديوان.

ونالت “لمّا قلّي بحبّك” اعجاب المتابعين وقد صوّرت بعدسة المخرج رامي سلّوم، وشاركها بالتصوير فرانسوا خليفة.

وتنقل الأغنية قصة حب جميلة تتخطّى كل العوائق والصعوبات، وتجسّد رسالة انتصار الحب بالرغم من كل الحواجز.

وبهذا الإصدار الجديد تؤكد داليا فريفر سلوكها درب النجاح وتثبيت حضورها على الساحة الفنية وتميّزها بتقديم أعمال تلاقي إعجاب الجمهور.

“لبنان من فوق”…رحلات الجيش السياحية تنطلق!

وسط «معركة البقاء» التي يخوضها لبنان عموماً، والجيش اللبناني خصوصاً، قرّرت القوات الجوية اللبنانية، بالتنسيق مع قيادة الجيش، إطلاق برنامج «منتج» يدرّ عائدات: تنظيم رحلات جوية سياحية خاصة بالمدنيين، لبنانيين كانوا أو مقيمين من جنسيات مختلفة، على متن طوافة من نوع «Raven».

«لبنان… من فوق»، خطوة لافتة وغير مسبوقة للقوات الجوية، تتجه إليها الأنظار بعدما أعلن عنها الجيش هذا الأسبوع عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، شارحاً كل التفاصيل المتعلقة بالرحلات، ما فتح الباب أمام بدء الحجوزات.

انطلقت أولى الرحلات اليوم، وقد بثّ الجيش على صفحته في «تويتر» قبل قليل فيديو ترويجياً بعنوان «صار وقت تشوف لبنان من فوق»، على أن تتوالى الرحلات في الأيام المقبلة. ومن المفترض أن تنطلق بحدود الست رحلات يومياً. وخلال أيام الأسبوع، تبدأ الرحلات عند حوالى الساعة الرابعة من بعد الظهر. أمّا الرّحلات التي ستسيّر في نهاية الأسبوع، فموعدها قبل الظهر، أي بدءاً من حوالى الساعة العاشرة صباحاً وبعد الظهر.

يقتصر تسيير الرحلات في الوقت الراهن على مهبط عمشيت في ثكنة مغاوير البحر، وقاعدة رياق الجوية، وقد تُحدّد مواقع جديدة في مناطق أخرى لاحقاً.

وخلال 15 دقيقة، سيتمّكن الركاب من الاستمتاع بمناظر رائعة من الجوّ. وفي حال الانطلاق من عمشيت، سيُعتمد أحد المسارين: إمّا باتجاه شكا أو باتجاه خليج جونية. أمّا في حال كانت الانطلاقة من رياق، فستكون الرحلات في محيط رياق.

خُصصت الرحلة الواحدة لشخص أو ثلاثة أشخاص كحد أقصى، على أن يكون عمر الراكب 3 سنوات وما فوق. وستُتخذ خلالها تدابير وقائية تحمي الركاب من عدوى «كورونا». وعلى مسار الاحترافية المعتمدة في سائر الأمور، التي يُمسك الجيش بزمامها، طُلب من الراغبين في ركوب الطوافة، أن يحجزوا مسبقاً.

ويتمّ الحجز من خلال تعبئة استمارة على الموقع الذي عمّمه الجيش بشكل واسع، وفقاً لعدد الأشخاص الذين سيشاركون في الرحلة نفسها، على أن يتم الردّ على الطلب خلال 48 ساعة عبر البريد الالكتروني أو تطبيق «الواتساب».

وفور تلقّي مقدّم الطلب رداً، يمكنه أن يتوجّه من الإثنين حتى السبت إلى أحد المراكز التالية: قيادة القوات الجوية – عين الرمانة، قاعدة بيروت الجوية، قاعدة حامات الجوية، قاعدة القليعات الجوية – عكار، قاعدة رياق الجوية – زحلة، وذلك لحجز توقيت الرحلة ودفع المبلغ المتوجب نقداً وقيمته 150 دولاراً للرحلة الواحدة. يشار إلى أن كلفة الرحلة تعدّ منخفضة جداً مقارنة مع غيرها من الرحلات التي تنظم في بلدان أخرى.

وعلى المشارك في الرحلة أن يتواجد في مكان الانطلاق قبل ساعة من التوقيت المحدد، كما يتوجّب عليه إحضار إحدى بطاقات التعريف عنه كالهوية أو رخصة القيادة أو جواز سفر.

كسروان جبيل: منبع “المسيحي القوي”

0

قبل عام ٢٠٠٥، كانت انتخابات كسروان جبيل أرضا خصبا لما يعرف بالبيوتات السياسية والعائلات التقليدية التي تكتسب شعبيتها من الخدمات، في أكبر قضاء ماروني من حيث عدد النواب، أي كسروان، ومن القضاء الذي تأخر الإنماء ليصل إليه في جبل لبنان، جبيل.

ولا شك أن للتاريخ الأبعد لهذين القضاءين والأسماء التي مثلتهما في الندوة البرلمانية أبعادا وطنية على صعيد القيادة المسيحية من ريمون إده إلى ميشال عون، الذي اعتبر كسروان عاصمة الموارنة. لكنّ إدخال النسبية على هذه الانتخابات أعاد خلط الأوراق فيها، فسمح بتظهير التعددية في مجلس ٢٠١٨ بعد شطب لائحتين لعدم حصولهما على الحاصل الانتخابي.

في استشراف لما يمكن أن تحمله انتخابات ٢٠٢٢ في هذه الدائرة، يبدو أولا أنه ستكون هناك صعوبة للمجتمع المدني للوصول بمفرده بنائب من هذه الدائرة الانتخابية، بحيث أنه كان بعيدا عن الحاصل الانتخابي في الاستحقاق الماضي بأكثر من ١٢ ألف صوت، ويفترض تحالفه مع شخصيات أو أحزاب من أجل محاولة تأمين مقعد، وهذا الأمر لا يزال ضبابيا حتى الساعة.

هذه الدائرة لها خصوصية في احتساب المقاعد والأصوات لعامل مهم جدا وهو الصوت الشيعي وتحالف حزب الله وحركة أمل للحصول على مقعد دائرة جبيل. في الانتخابات الماضية، تعثر حصول الثنائي الشيعي على المقعد بمرشحه حسين زعيتر لعدم حصول اللائحة على الحاصل، ولكن التطور الديمغرافي هذه المرة قد يجعل حصولهما على المقعد أسهل، والأمر الوحيد الذي قد يعيق ذلك هو ارتفاع نسبة المقترعين المسيحيين في كسروان وجبيل، ما يعيد السيناريو نفسه. أما في حال حصول اللائحة على أصوات مرتفعة فقد يرفع الحاصل، ما يصعّب المهمة على اللوائح الأخرى.

يبدو مستبعدا تحالف التيار الوطني مع حزب الله لضرورات المعركة النسبية، وبالتالي حسم المقعد الشيعي يقف على نسب الاقتراع في الدائرة.

أما على الساحة المسيحية، ومع اعتبار أن الحاصل ما زال ١٢ ألف صوت تقريبا، فترتاح القوات اللبنانية بنائبين محسومين، وتسعى للحصول على الحاصل الثالث من خلال تحالفاتها. هذا الأمر دقيق لأنها بحاجة إلى مرشح من الوزن الثقيل لرفع مستوى أصواتها. فارس سعيد مستبعد في جبيل للخلاف منذ ما قبل التسوية، ومنصور البون لم يحسم أمره في كسروان بعد لعلمه أن المعركة متأخرة.

أما على الساحة العونية، فتخسر اللائحة العونية رافعة أساسية في كسروان هي نعمت افرام الذي ترأس الأصوات التفضيلية، وزياد بارود الذي قاربت أصواته التفضيلية الأربعة آلاف. شامل روكز خارج اللائحة البرتقالية أيضا ولو أن أصواته التفضيلية كانت تضم عونيين بشكل كبير، وعدم ترشح منصور البون معها من جديد يجعل مجموع أصواتها المضمونة قرابة ٣٠ ألف صوت، أي أن للائحة مقعدين مضمونين، الأول في جبيل، لسيمون أبي رميا في حال إعادة ترشيحه، وهذا أمر لم يحسم بعد، والثاني في كسروان سيكون على الأرجح من حصة ندى البستاني التي تنوي الترشح. المقعد الثالث متوقف على التحالفات.

نعمة افرام وشامل روكز يضمنان مقعدا واحدا حتى الساعة من نصيب نعمت افرام، إلا في حال التحالف مع الكتائب التي تعطيهما ألفي صوت إضافي، وفريد هيكل الخازن مرتاح إلى حد ما في تأمين حاصل له. المعركة إذاً على المقعد الماروني الخامس في كسروان.

لتأمينه تحتاج أي لائحة لاجتذاب الأصوات القوية إنما غير الكافية للفوز، ومنها النائب السابق فارس سعيد في جبيل (٥٦٠٠ صوت) أو منصور البون (٦٥٠٠ صوت) واستمالة أصوات المعتكف انتخابيا زياد بارود (٣٨٠٠) مع الإشارة إلى أن الأرقام مدوّرة لسهولة الاحتساب.

لا تغيير كبيرا يمكن توقعه في هذه الدائرة إذاً ولا يمكن تخريج “مسيحي قوي” من الدائرة إلا في حال حصول مفاجأة لا تبدو الأرضية في دائرة جبل لبنان الأولى جاهزة لها.

ليس لحرائق هذا الصيف مَن يُطفئها!

كتب حبيب معلوف في “الأخبار”: 

حالُ الإفلاس وانهيار الدولة لن تمنع الكوارث المناخية هذا الصيف، بل يمكن أن تزيدها. وبما أن تغيّر المناخ في العالم ولبنان أصبح واقعاً، وأن ارتفاع درجات الحرارة لم يعد تكهّناً، فإن الحرائق واقعة… وإلى ازدياد، فيما الإفلاس يكبّل الإدارات الرسمية والمحلية. الرهان الوحيد على البلديات بما بقي لها من موازنات، وبمساعدة متطوّعين، لاتخاذ إجراءات احترازية تقلّل من خطر الكوارث القادمة حتماً.

استناداً إلى السنوات السابقة، تُسجّل أعلى نسبة من حرائق الأحراج عادة في أيلول و«تشارين»، والثابت أن الوقت الأنسب لبدء عملية الوقاية من الحرائق بالتشحيل والتقشيش يبدأ في مثل هذه الأيام من مطلع فصل الصيف. إلا أن الخطورة هذا العام تكمن في أن موسم الجفاف بدأ باكراً، وسُجلت أولى إرهاصات موسم الحرائق في شهر أيار. كما يفترض، وفق توقعات التقارير الدولية الأكثر مصداقية، أن تزداد درجات الحرارة هذا الصيف، وبالتالي زيادة الجفاف والحرائق، ناهيك عن تسبّب حشرة «جاذوب السنديان» هذا العام في تعرية مساحات مهمة من الأحراج ويباسها وجعلها طعماً سهلاً للنيران.

أضف إلى ذلك الأثر الكبير لتغيّر المناخ وانحسار المتساقطات، ولا سيما الثلوج، على حياة الغابات والأحراج. إذ أن انحسار الغطاء الثلجي عموماً، وعن الأحراج خصوصاً، يوفر ظروفاً مناخية ملائمة لنمو كثير من الحشرات وتكاثرها وفتكها بالأشجار، في ظل الصيد الجائر للطيور التي تقتات على هذه الحشرات.

يأتي ذلك كله، في ظروف انهيار مالي واقتصادي وإفلاس الوزارات المعنية بحماية الأحراج، كالزراعة والداخلية، بما يحول دون اتخاذها إجراءات وقائية، كالتشحيل، للحماية من الحرائق المتوقعة بقوة هذا الصيف. علماً أن في إمكان هذه السلطات اتخاذ تدابير استباقية لا تكاليف مادية لها، كمنع الصيد البري كلياً ومنع استخدام الأسلحة النارية والمفرقعات النارية والتشدد مع المزارعين لمنع إضرام النيران في المحاصيل أو بعد تقشيش البساتين ومحيطها، والتي غالباً ما تخرج عن السيطرة وتتسبب في حرائق الأحراج.

ويبقى الرهان الأساس اليوم على مبادرات بين الجمعيات والبلديات عبر حملات تطوّعية لشباب القرى لتشحيل جوانب الطرق كي لا تكون وقوداً سهلاً لألسنة النيران، وعبر التطوع لمراقبة الأماكن الحساسة القابلة للاحتراق للإبلاغ والتدخل السريع، على قاعدة أن «الحريق إذا اكتُشف في بدايته سهل إطفاؤه». وهذا الأمر ليس تفصيلاً هذا العام، في ظل ضعف الإمكانات المادية للوزارات المعنية والإدارات المحلية، والضائقة التي أدّت إلى وضع أكثر من 40% من آليات الدفاع المدني خارج الخدمة لعدم توافر الأموال لصيانتها، وبسبب الزيادة الضخمة في أسعار المحروقات… ما يعني أن الحرائق القريبة من الطرقات لن تجد من يكافحها!

وإذا كانت الكلفة البرية للمعالجة غير متوفرة، فكيف هي الحال مع الكلفة الجوية الأعلى، مع شحّ المياه العذبة وعدم جواز استخدام المياه المالحة (من البحر) كون ضررها على الأحراج أكبر من ضرر الحرائق؟

وللمقارنة، فقد بلغت كلفة المكافحة الجوية للحرائق سنة 2020 نحو 400 ألف دولار، وفق دراسة أجرتها جامعة البلمند العام الماضي. ومع استحالة تأمين مثل هذا المبلغ، والتوقعات بأن حجم الحرائق هذا العام سيكون أكبر بكثير، فإن إمكانات التدخل الجوي في أي حريق تبدو مستبعدة جداً.

وهذا يردّنا إلى السجال الذي جرى يوم فضّل وزير الداخلية السابق زياد بارود الأخذ بنصائح جمعية خاصة لجمع تبرعات لشراء طائرات للإطفاء، بدل نصائح أخرى بالاعتماد على العنصر البشري وتدريب حراس أحراج ومتطوعين في كل المناطق وتجهيزهم للتدخل المبكر في الحرائق، وبصيانة عشرات الهكتارات من الغابات ذات المخاطر العالية، وهو ما كان ليكلّف نصف المبلغ الذي جُمع آنذاك. والثابت، علمياً وعالمياً، أن المراقبة والحماية المحليتين أقلّ كلفة وأكثر فعّالية في الحماية من مخاطر الحرائق، ويمكنهما أن توفرا كثيراً من الخسائر الاقتصادية والبيئية… لا بل يمكن أن يكون لتطبيق هذا الاقتراح مردود اقتصادي محلي مهم أيضاً، عبر توفير فرّامات لفرم الأغصان والحشائش الناجمة عن عمليات التشحيل والتقشيش (بدل إحراقها والتسبب بمزيد من الحرائق وتلويث أجواء القرى) وإعادة ضغطها لتصبح وقوداً بديلاً عن المشتقات النفطية في مواقد أهل القرى، أو تحويلها إلى «كومبوست» للزراعة بديلاً عن الأسمدة الكيميائية. وهي اقتراحات استفاد منها البعض في مبادرات فردية، أو بمساعدات من جهات مانحة خارجية، لكنها لم تُعتمد من ضمن استراتيجية شاملة للدولة في إدارة الأحراج والحياة البرية.

وفق النتائج الأولية لمسح الأراضي المحترقة عام 2020 باستخدام صور الأقمار الاصطناعية، سجّل العام الماضي أسوأ مواسم الحرائق التي عرفها لبنان في التاريخ المسجل عن الحرائق. إذ بلغ مجموع مساحات الأراضي المحترقة 7132 هكتاراً مقارنة مع المعدل السنوي الذي لم يتجاوز 1000 هكتار بين عامَي 2008 و2018.

وقد توزّعت هذه الحرائق على مساحة 2977 هكتاراً من الغابات المحترقة، من ضمنها 54 هكتاراً لأراض تتضمن أشجاراً من الأرز والشوح واللزاب، و1242 هكتاراً من الأراضي الزراعية نتجت عنها خسائر اقتصادية ومالية فادحة لم تُقدر، و1036 هكتاراً من الأراضي داخل مناطق تنوّع بيولوجي مهمة لا تُقدر بثمن، و441 هكتاراً من الأراضي الجبلية ذات الخصائص البيئية الحساسة وعلى ارتفاع يفوق الـ 1500 متر عن سطح البحر.

لبنان بلا حكومة جديدة حتى اشعار آخر… فلِمَ لا يصار الى تفعيل الحكومة المستقيلة؟

أشارت “اللواء” الى ان لا جديد على صعيد تشكيل الحكومة بينما الرئيس المكلف سعد الحريري لا يزال خارج البلاد، ولكن نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش قال: إن الكلام حالياً ليس عن الاعتذار لكن البحث قائم على ماذا بعد الاعتذار.

واعتبرت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة، ان كل ما يروّج من اخبار وسيناريوهات متعددة لاعتذار مرتقب للرئيس المكلف سعد الحريري، إنما يقف خلفه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي يُعبّر من خلال ما يروّج عن تمنياته الشخصية بهذا الخصوص، في حين ان خيار الاعتذار كان مطروحاً منذ مدة، ضمن خيارات اخرى للخروج من ازمة التعطيل المقصود للتشكيل من قبل الفريق الرئاسي.

واشارت المصادر إلى ان ايهام الرأي العام بأن خيار إعتذار الحريري يحل الازمة، انما هو محاولة لحرف الوقائع وتصوير المشكلة وكأنها باستمرار الرئيس المكلف بمهمته، بينما يدحض تسلسل الاحداث هذه التلفيقات والاكاذيب، ويدل بوضوح على ان مكمن الازمة هو في تجاوز رئيس الجمهورية للدستور ومهامه وامعانه بتعطيل كل مساعي وجهود تشكيل الحكومة الجديدة.

وشددت المصادر على أن كل من بيدهم الحل والربط بقرار تشكيل الحكومة، يشيرون الى ان التواصل لحل ازمة تشكيل الحكومة مجمد في الوقت الحاضر، ولا توجد مؤشرات جدية لاعادة تحريكها قريبا، ربما لاعتبارات وظروف خارجية يتجنب البعض الاشارة اليها او حتى تأكيدها، والنتيجة بقاء لبنان بلا حكومة جديدة حتى اشعار آخر.

وأفادت مصادر سياسية مطلعة عبر “اللواء” ان موقف رئيس الحكومة المكلف من الاعتذار وعدمه يتبلور بعد عودته من الخارج على ان الظرف والتوقيت متروكان له وحده مع العلم أن القرار الذي يتخذه يدرس تبعاته. وقالت المصادر ان المخاوف من انعكاسات الاعتذار تكثر لأن ما لم ينضج حل عن الشخصية المرشحة بعد الاعتذار فان الملف الحكومي سيقفل من جديد.

من جهة أخرى، استغربت مصادر سياسية عدم تفعيل الحكومة المستقيلة لمواجهة الإنهيار الاجتماعي والاقتصادي، وسألت عبر جريدة “الأنباء” الإلكترونية عن المهام التي يحدّدها الدستور لحكومة تصريف الأعمال، وما هي الأعمال التي ينبغي تصريفها غير جدول أسعار المحروقات، والرفع المستمر لسعر ربطة الخبز، دون أن ينسى وزير الاقتصاد راوول نعمة أن يخفّض من وزنها لتتلاءم مع سياسته الاقتصادية التي أنقذت البلد من الانهيار.

وتوقفت المصادر عند ظاهرة تحويل رئيس الحكومة المستقيلة إلى مجرد مستشار لدى الرئيس عون، بدل أن يقدّم خطةً إنقاذية لانتشال البلد من أزمته. وقالت المصادر إنه إذا كان خبر مقاطعة العديد من الوزراء المستقيلين لرئيس الوزارة (صحيحاً)، فلماذا لا يجد الطريقة المناسبة لإعفائه من مهامه بعدما أصبح اسمه واسم أعضاء حكومته مرادفاً لمعاناة اللبنانيّين. فالمواطن اللبناني لم ينسَ عندما تشكّلت حكومة حسان دياب أنّ الدولار الأميركي كان بـ1500 ليرة، أما اليوم فقد أصبح على مشارف الـ20 ألفاً، والرئيسان عون ودياب لن يسمحا بالتلاعب بأسعار الدواء، ومنع المرضى من الدخول إلى المستشفيات، في حين أصبحت ثلاثة أرباع الأدوية مفقودة من الصيدليات، والمرضى يموتون على أبواب المستشفيات، أو يُستنزفون مادياً حتى آخر قرشٍ في جيوبهم”.

البابا يتوّج الإدانة العالمية لمسؤولي لبنان

أشارت “النهار” الى ان يوم لبنان في الفاتيكان ومنه وعبره الى العالم كله، كأن الكرسي الرسولي يعلنها بوضوح ان إنقاذ لبنان هو أمانة في عنق العالم، تلك كانت الخلاصة العريضة ليوم الصلاة من اجل لبنان في الفاتيكان. فما حصل في الفاتيكان امس لم يقلّ أهمية في دلالاته الروحية من خلال جمعه رؤساء عشرة طوائف مسيحية في لبنان والشرق، ولا في دلالاته المعنوية والرمزية، ولا في دلالاته العملية كمنطلق قوي لاحتضان قضية الشعب اللبناني عن الإرشاد الرسولي الذي انجز بدفع الفاتيكان بعد الحرب. ويمكن القول ان البابا فرنسيس في ما اطلقه في رسالته البالغة الأهمية متوجاً مساء امس يوم الصلاة من اجل لبنان يعتبر وثيقة تاريخية غير مسبوقة لجهة المواقف التي تضمنتها امام أسماع ومشاهدات ممثلي الدول الذين حضروا القداس الختامي. رسالة البابا وحدها بدت حدثاً موازياً لدلالات اليوم اللبناني التاريخي في الفاتيكان، إذ ان توجهه الى اللبنانيين والمسؤولين السياسيين من جهة، والى الدول والعالم من جهة أخرى، جعل البابا يرتقي بإعطائه لبنان هذه الأهمية ما يعتبر سابقة بكل المعايير. ولم يكن حدثاً عادياً اطلاقاً انه بعد فرنسا ومن ثم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومنتديات دولية أخرى ان تأتي كلمة البابا وموقفه الذي ندد بالتضحية بلبنان على مذبح المصالح الخاصة كتتويج للإدانة الدولية للمسؤولين السياسيين اللبنانيين بموازاة إدانته لاستخدام لبنان والتضحية به أمام المصالح الخارجية.

ووصفت مصادر مطلعة الاجواء التي سادت في يوم لبنان في الفاتيكان بالجيدة جدا، اذ طُرحت مجمل الافكار الواردة في اوراق العمل وانعكاس الخلافات بين المسؤولين من الطائفة نفسها سلباً على الاوضاع العامة، كما وجوب متابعة اللقاء عبر لجنة او اي وسيلة اخرى لعدم تركه يتيماً. واكدت ان البابا يبدي اهتماماً بالغاً بلبنان وقضاياه حتى انه وصل باكراً وبدأ اللقاء قبل الموعد المحدد، موضحة ان نتائج اللقاء ستتظهر في وقت لاحق، من خلال شبكة علاقات الفاتيكان مع دول العالم المؤثرة الرافضة انهيار لبنان.

وفي إطار مواكبة “نداء الوطن” يوم التأمل والصلاة من أجل لبنان في الفاتيكان، بدا واضحاً أنّ البابا فرنسيس أراد من خلاله إيصال رسالة إلى العالم أجمع تقول إن الكرسي الرسولي مهتم بالوضع اللبناني وبالوجود المسيحي فيه، وهو لن يدخر جهداً في سبيل تحريك المجتمع الدولي تجاه لبنان لإيجاد حل لأزمته ولمساعدة الشعب اللبناني على الصمود.

الى ذلك، وصف أمين السر العام للبطريركية المارونية السابق، المطران سمير مظلوم، عبر “الأنباء” الإلكترونية اللّقاء بالممتاز والضروري، متمنياً أن يكون له مؤشرات إيجابية تجاه لبنان. و رأى أن حلّ الأزمة في لبنان يبدأ من اللبنانيّين أنفسهم، وكلّ ما تأخروا كلّ ما عادت الأمور إلى الوراء، وقال: “العالم كله يطلب من المسؤولين إيجاد حلٍ للأزمة، وتشكيل حكومة تتمكّن من اتّخاذ قرارات مصيرية، وتقوم بالإصلاحات المطلوبة، وأي لقاءٍ يحصل في الخارج من أجل لبنان يساعده في الخروج من أزمته، شرط أن يساعد اللبنانيّون أنفسهم”.

وقال: اللقاء بحد ذاته إيجابي، خاصة وأنّها المرة الأولى التي يلتقي فيها البابا كل المسؤولين عن الكنائس في لبنان، والغاية منه الصلاة والتعرّف عليهم، والاطّلاع منهم على الوضع الدقيق الذي يمرّ فيه هذا البلد، ومعرفة مدى اهتمام الفاتيكان والعالم بلبنان. وأوضح رداً على سؤال يتعلق بتدخل إيران في لبنان أنّ الفاتيكان ورجال الدين لا يستطيعون التدخّل في شؤون الدول الأخرى التي لديها برامج توسُّعية، إمّا عن طريق الانتصار أو التدخّل أكثر، متمنياً توقّف هذه التدخلات مشدداً على توحيد الكلمة لحل المشاكل العالقة.

بدوره، نوّه عضو تكتل لبنان القوي، النائب إدغار طرابلسي، باجتماع الفاتيكان علّه يعطي قوة الدفع لإخراج لبنان من النفق المظلم الذي لا يعاني فيه شعبه فقط من الشلل السياسي والفساد المستشري والأزمات الاقتصادية والاجتماعية الخانقة، إنما من التدخلات الدولية والإقليمية التي لطالما أبقته رهينة سياساتها، وفي الوقت نفسه ضحية بقائه رهينة سياساتها وضحية صراعاتها المختلفة التي أنهكته على مرّ العهود.

باسيل يقلق من الاحتضان الدولي والداخلي للمؤسسة العسكرية

كتب محمد شقير في صحيفة الشرق الأوسط:

لم يكن رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل مرتاحاً لقرار المجتمع الدولي باحتضان المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية الأخرى بتوفيره شروط الصمود لها لتمكينها من الحفاظ على الاستقرار في لبنان والذي تجلى في الاجتماع الدولي الذي عُقد أخيراً في باريس والذي فتح الباب أمام الوقوف على احتياجات الجيش اللبناني التي طرحها قائده العماد جوزف عون وتتلخّص بتأمين قطع الغيار والعتاد وبدعم الطبابة العسكرية وبتوفير احتياجاته لسد النقص الذي يعاني منه البرنامج الغذائي في ظل تراجع القدرة الشرائية للعملة الوطنية وخلو الأسواق من معظم المشتقات الغذائية.

فباسيل لم يتردد في تنظيم هجوم مضاد باتهام الأجهزة الأمنية ونواب وسياسيين بالوقوف وراء التهريب لأنه يتوجس من الاحتضان الدولي للمؤسسة العسكرية التي يُنظر إليها على أنها الوحيدة الباقية إلى جانب القوى الأمنية من معالم الدولة بعد أن انهارت جميع إداراتها ومؤسساتها وأصبحت مشلولة في ظل غياب الحكومة المستقيلة عن السمع بعد أن أوكل رئيسها حسان دياب أمره إلى المجلس الأعلى للدفاع.

ومع أن باسيل استهدف الأجهزة الأمنية بقصف عشوائي في محاولة لتحميلها مسؤولية استمرار التهريب، فإنه توخّى من اتهاماته التحريض عليها لدى السواد الأعظم من اللبنانيين الذين يفتقرون إلى لقمة العيش ويشكون من الجوع بعد أن استنزف الدعم مليارات الدولارات من احتياطي المصرف المركزي أُنفقت لتغطية ارتفاع منسوب التهريب إلى سوريا.

كما أن باسيل حاول أن يضع الأجهزة الأمنية في قفص الاتهام لإقحام اللبنانيين في مواجهة مفتوحة معها، وتحاشى تسليط الأضواء على دور بعض المؤسسات الرسمية في منح التراخيص للصهاريج المحمّلة بالمشتقّات النفطية أو الشاحنات المخصصة لنقل البضائع المفقودة في الأسواق السورية في ضوء العقوبات المفروضة على النظام في سوريا.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن التحقيقات تجري بعيداً عن الأضواء للتأكد من عدم التلاعب في إعطاء التراخيص بذريعة أن أصحاب الصهاريج والشاحنات قد استُوفيت منهم الرسوم الجمركية المتوجبة عليهم، علماً بأن معظم هذه التراخيص جاهزة ولا ينقصها سوى ملء القسيمة التي تُجيز لأصحابها نقل البضائع، وهذا ما يذكّرنا بشهادات المنشأ الذي استُخدمت لتهريب المخدرات وتبين لاحقاً أنها مزوّرة.

وفي هذا السياق كشفت مصادر أمنية بارزة أن التحقيقات تتواصل لتبيان الحقيقة، خصوصاً أن الأجهزة الأمنية توقف الصهاريج والشاحنات للتدقيق في حمولتها ويتبين لها أن بحوزة أصحابها تراخيص، ما يضطرها إلى الإفراج عنها، وهذا ما أثير في الاجتماع الأخير لمجلس الدفاع الأعلى برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون.

ولفتت إلى أن بعض الأطراف التي تتصدى للتهريب إعلامياً تقف وراء تسهيل دخول الشاحنات والآليات إلى داخل الأراضي السورية وقد تضطر إلى التدخّل للإفراج عنها، وهذا ما ينطبق أيضاً على توقيف المطلوبين بموجب مذكرات قضائية صادرة بحقهم، وسألت: هل الأجهزة الأمنية مسؤولة عن عشرات محطات بيع الوقود التي تعمل من دون حصولها على تراخيص من الجهات الرسمية المعنية؟

بدورها عدّت مصادر سياسية أن من حق باسيل أن يقلق حيال الاحتضان الدولي للجيش بوصفه يبقى بالتعاون مع الأجهزة الأمنية صمّام الأمان للحفاظ على الاستقرار ومنع لبنان من السقوط في الانهيار في ظل استمرار الفراغ المترتّب على تعذّر تشكيل الحكومة، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن مؤتمر باريس لم يشكّل منصّة دولية لإعلان التضامن مع المؤسسة العسكرية فقط من دون أن يُستكمل بخطوات عملية لدعم الأجهزة الأمنية وإنما لا يزال يتابع مع قيادة الجيش لترجمة ما رسمه إلى خطوات ملموسة.

وأكدت أن قيادة الجيش تتواصل مع الملحقين العسكريين للدول التي شاركت في مؤتمر باريس أو لتلك التي لم تشارك، مبديةً استعدادها للمساهمة في رفع المعاناة عن المؤسسة العسكرية للوقوف على احتياجاتها تمهيداً لتلبيتها، وقالت إن العسكريين يبدون كل إيجابية للتقشّف من خلال الوجبات الغذائية التي تقدّم إليهم ويمكنهم أن يأكلوا «مجدرة أو برغل مع بندورة» ولكنهم لا يستطيعون الصمود أمام تراجع الخدمات الطبية وهذا ما تلحظه القيادة كبند أساسي يتصدر لائحة احتياجاتها.

ورأت أن الاحتضان الدولي للمؤسسة العسكرية لم يكن معزولاً عن الاحتضان الشعبي المدعوم من القوى الرئيسة في الموالاة والمعارضة التي تنظر إليها على أنها خشبة الخلاص لمنع الانهيار ليعاد تركيب البلد سياسياً، وقالت إن باسيل بموقفه منها يغرّد خارج سرب الإجماع اللبناني الذي يحتضن القوى الأمنية وأولها المؤسسة العسكرية التي تشكّل رأس حربة لمنع تدحرج البلد نحو الفوضى، ولذلك لم يكن موفّقاً في تحميلها مسؤولية حيال استمرار التهريب.

ولفتت إلى أن شهادة حسن السلوك التي منحها المجتمع الدولي للمؤسسة العسكرية ليست في منأى عن الشهادة الأخرى الممنوحة لها من الأكثرية الساحقة من اللبنانيين، وقالت إن باسيل أخطأ في العنوان في استهدافه الأجهزة الأمنية التي رفضت استخدام القوة أو العنف في مواجهة الحركات الاحتجاجية كما كان يحلو للفريق السياسي المحسوب على رئيس الجمهورية وتياره، مع أن البعض سعى لاستغلالها باستخدامها منصة لتمرير الرسائل السياسية.

لذلك يحق لباسيل أن يقلق على مستقبله السياسي -كما تقول المصادر السياسية- بعد أن عجز عن تعويم نفسه وبات همه الهجوم بطريقة أو بأخرى على الأجهزة الأمنية غامزاً من قناة قائد الجيش من دون أن يسميه، رغم أن الأخير لا يعمل ليكون في عداد المنافسين وهمه هو تحييد المؤسسة العسكرية عن الصراع السياسي، وهذا ما حققه في حفاظه على الاستقرار رغم أن المنظومة الحاكمة بعنادها ومكابرتها تصر على أن يكون الحل الأمني بالتصدي للمحتجين بديلاً عن الحل السياسي لأن الأزمة سياسية بامتياز.

وعليه فإن استحضار باسيل لعمليات التهريب واستخدامها مادة مشتعلة في حملته على الأجهزة الأمنية لن تبدّل من واقع الحال السياسي حتى لو اعتمد على «فائض القوة» الذي يستمده عون من خلال ترؤسه اجتماعات المجلس الأعلى للدفاع، لأنه يدرك أن هذا الفائض لن يُصرف في مكان لأن القوى الأمنية لن تكون أداة بيد أي طرف لتصفية حساباته أو أن تنصاع للأوامر بضرب الاحتجاجات الشعبية، لأن دور المؤسسة العسكرية يكمن في حماية الوفاق، وبالتالي توفير الحصانة للحل السياسي.

فالمؤسسة العسكرية ليست مَن يصنع الحل أو يؤمّن الوفاق كبديل عن الطبقة السياسية، مع الإشارة إلى أن إلصاق القرارات بمجلس الدفاع ليس في محله لأن صلاحيته تبقى في رفع التوصيات إلى مجلس الوزراء.

وهكذا فإن الخروج عن دور مجلس الدفاع يشكّل خرقاً للدستور، خصوصاً إذا أُريد من الأجهزة الأمنية الدخول في مواجهة مع الاحتجاجات الشعبية، إضافةً إلى أنه لا مبرر لانعقاده ويمكن أن ينوب عنه مجلس الأمن المركزي برئاسة وزير الداخلية أو اجتماعات مجالس الأمن الفرعية برئاسة المحافظين، إلا إذا أراد عون أن يتصرف على أنه «الحاكم بأمره» وصولاً إلى تمريره رسالة بأنه البديل عن تفعيل حكومة تصريف الأعمال، علماً بأن قادة الأجهزة الأمنية ليسوا أعضاء دائمين في مجلس الدفاع، وإنما هم بمثابة «ضيوف» يشاركون في اجتماعاته إذا اقتضت الضرورة.

error: Content is protected !!