تعتبر السياحة في لبنان الركيزة الأساسية للاقتصاد اللبناني والرئة التي يتنفس منها، ويعتبر “إده ساندس” المشروع السياحي الأول على البحر الأبيض المتوسط الذي ما زال يستقطب السياح من كل بلدان العالم وأيضاً المغتربين اللبنانيين الذين يقصدون وطنهم في كل سنة لتمضية فصل الصيف .
الموسم السياحي الـ 21 لهذا المرفق السياحي المميز ينطلق سنوياً ما بين 25 و26 نيسان من كل عام. كما أن الأول من أيار يعتبر يوماً جيداً في الموسم، حسبما أكد رئيس مجلس إدارة المشروع فادي إده لموقع “قضاء جبيل” مضيفاً “الطقس أصبح جيداً، والناس مشتاقون لممارسة رياضة السباحة”.

وإذ أشار إلى أن فصول المشروع تكتمل في الأول من حزيران المقبل مع بداية مجيء المغتربين اللبنانيين وانتهاء العام الدراسي والجامعي، أعلن إده أن جميع الموظفين في المشروع هم من طلاب الجامعات والمدارس وغالبيتهم من أبناء قضاء جبيل. وتحدث، أيضاً، عن انطلاق المشروع منذ آب من العام 2003 وصولاً إلى موسمه الـ 21 اليوم، مؤكداً أنه على رغم ما مرّ من ظروف قاسية على لبنان، بقي إده ساندس صامداً ومستمراً في خدماته لقناعة القيمين عليه أن هذا البلد بلدنا وعلينا جميعاً التضحية في سبيله.
وعن الفترة التي تستغرقها التحضيرات، كل عام، لانطلاق الموسم، أوضح إده أنه مع نهاية كل موسم تبدأ التحضيرات وأعمال الصيانة والتطوير على المستويات كافة، والتحديث أيضاً لانطلاق الموسم التالي، مشيراً إلى أن هذه التحضيرات تتطلب كثيراً من الجهد ليبقى المشروع مستمراً بالجودة نفسها، منوهاً إلى أن الموسم، العام الماضي، كان ناجحاً على عكس ما كان متوقعاً.
وإذ لفت إلى أن حجوزات الأعراس والحفلات جيدة، هذا العام، استبعد إده مجيء سياح أجانب هذا الصيف إلى لبنان بحسب المؤشرات في ظل ما يحصل في البلدان المجاورة عموماً وجنوب لبنان خصوصاً، وقال “نحن نستقطب، إضافة إلى السياح والمغتربين، لبنانيين قاطنين في لبنان والظروف الموجودة في البلد لا تشجع كثيراً”.
وعن الأسعار، شدد إده على ان الأسعار يتم تحديدها وفقا لأمور عدة في مقدّمها المحافظة على جودة الخدمات، في ظل ارتفاع كلفة التشغيل لا سيما لجهة السلع والطاقة الكهربائية وأجور الموظفين الكفوئين وغيرها من العوامل. واسف للسياسة المتبعة من قبل المسؤولين في لبنان لجهة حل المعوقات المالية من خلال استنزاف المؤسسات الخاصة التي ما زالت تعمل “والمقصود هنا زيادة الضرائب”، سائلاً “في أي بلد تشطح الزيادة أكثر من مئة بالمئة “.
وحذّر إده من ان الاقتصاد اللبناني في تقلص حقيقي اليوم ولا علاقة له بوباء كورونا ولا أي أمر آخر، بل بسبب السياسة “المخيفة” التي يعتمدها المسؤولون بهدف تأمين الأموال من أي مصدر كان، مشدداً على أن هذه السياسة المتبعة تشكل خطراً كبيراً على البلد. وتابع “صحيح عدم الاستقرار في البلد عامل أساسي يوثر على الاقتصاد، لكن الاخطر هو التفكير الاقتصادي الخاطئ”، وكشف عن أن النقابات السياحية حذرت المسؤولين من أن الأخطاء التي يرتكبونها مميتة “ولكن لا أحد يريد أن يسمع”، مشيراً إلى أن البطولة ليست بتأمين الأموال كيفما كان، “فهذه السياسة تسهم في انهيار الاقتصاد”.
وتمنى إده أن يدع المسؤولون المؤسسات الخاصة كي تستطيع العمل والتحرك بحرية تامة، “ففي كل بلدان العالم يجهد القيمون لتقديم التسهيلات للمشاريع السياحية والصناعية وغيرها لتنمية الحركة الاقتصادية في البلد إلا في لبنان، وعلى المسؤولين عن السياسة المالية والاقتصادية أن يعرفوا أن ما يقومون به يضر بالبلد على المستويات القصيرة والمتوسطة والطويلة الأمد”.
وختم غده جازماً انه “لولا القطاع الخاص لا بلد، وانهيار هذا القطاع انهيار للاقتصاد ومعه كل شيء، والسياسة الخاطئة لا تبنى وطننا بل الاقتصاد الذي يبني “.
وتوجه إلى جميع المسؤولين ناصحاً إياهم: “اتعظوا أيها المسؤولون”.
View this post on Instagram
View this post on Instagram
View this post on Instagram
View this post on Instagram
View this post on Instagram
View this post on Instagram


