أصدر محافظ جبل لبنان القاضي محمد المكاوي المذكرة التالية:


أصدر محافظ جبل لبنان القاضي محمد المكاوي المذكرة التالية:


قضى طفل رضيع لا يتعدى عمره السبعة أشهر في حريق اندلع في غرفة من الزينك والنايلون تقطنها عائلته داخل بستان في محلة سينيق جنوبي مدينة صيدا. وحضرت الى المكان فرق الاطفاء التابعة للدفاع المدني في صيدا وعملت على اخماد الحريق، فيما نقلت جثة الرضيع المتفحمة الى أحد مستشفيات المنطقة.
إتصل نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي بالمدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي الدكتور محمد كركي، شاكرا له مبادراته ومتابعاته “في ما يتعلق باقرار قانون تنسيب الصحافيين المسجلين على جدول نقابة المحررين والمصورين المسجلين في نقابتهم من غير المرتبطين بعقود عمل الى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي – فرع المرض والأمومة”.
وبحسب بيان للنقابة “تبلغ النقيب القصيفي من الدكتور كركي انه وقع كتابين ارسلهما في 24/2/2022 يحملان الرقم 453 و454 يتعلقان بمشروع النظام الخاص لتنسيب الصحافيين والمصورين ومرسوم المشروع الذي يحدد الاشتراكات واحالهما الى مجلس ادارة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لإقرارهما واحالتهما الى وزارة العمل لاصدار المراسيم التطبيقية وفي حال تم كل شيء كما هو مرسوم فإن البدء بالافادة من خدمات الصندوق يكون اعتبارا من الأول من تموز 2022”.
وقد ضم القصيفي صوته الى صوت كركي، متمنيا على اعضاء مجلس ادارة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي “الاسراع في البت بالأمور التي تدخل ضمن صلاحيات المجلس، بما يسهل إستصدار المراسيم التنظيمية ذات الصلة”.
وقد اجرى النقيب القصيفي وفي سياق متابعته للموضوع، اتصالا بوزارة العمل، وقد حدد له لقاء مع وزير العمل مصطفى بيرم “للبحث في ما تحقق والسبل الآيله الى انجاز كل المراسيم التنظيمية لقانون تنسيب الصحافيين والمصورين الى الضمان في اسرع وقت ممكن”.
اصحاب السعادة،
سعادة سفراء الدول الكرام السادة الحضور
اهلا وسهلا بكم جميعا
عندما خلق الله النجوم، جعل النجم يمرّ في مراحل، تبدأ من مرحلة الصبا حيث يكون فيها حجم النجمة صغيرة و شعاعها قليل.
وتظل في هذه المرحلة إلى أن تصل الى مرحلة الشباب، وهي مرحلة قوتها.
“آفة المخدرات كثرت في الآونة الاخيرة”، حيث أنه و “بشكل يومي يتم الاعلان عن مضبوطات من جميع أنواع المخدرات في مختلف الدول العربية وخصوصاً في لبنان إذ أصبحت المخدرات والحشيشة آفة المجتمع وهي تأكل الأخضر واليابس وتسمم كل جسم تدخل إليه”.
إن “اخبار المخدرات أصبحت تضج الصحف والمواقع الاخبارية المرئية والمسموعة وكأنها تسوق لهذه العلة بدلا من ان تلقي الضوء على مخاطرها وتدميرها لكل خلية سليمة في جسم الانسان وعقله”، و “مما لا شك فيه ان تعاطي المخدرات فيه دمار للفرد والمجتمع بأسره، فيدمر الانسان ويقضي عليه تماماً وينهك قواه ويصيبه بالعديد من الامراض فيصبح شخصاً لا جدوى منه وعبئاً على اسرته ومجتمعه ويفقد الحماسة في الدفاع عن وطنه”.
إن المخدرات هي أكبر وأشرس المخاطر على الاطلاق، لأن المدمن يصبح سارقا سيئ الاخلاق والخلق الى ان يصبح منبوذاً من بيته ومجتمعه”، ومن المؤسف والمبكي ان هناك رجال دولة من واجبهم حماية الانسان بشتى الوسائل وهم من يروجون لهذه الآفه القاتلة، ومن العار ان يكون اصحاب السلطة والمراكز المرموقة هم من يرمون بشبابنا الى المستنقع من اجل ان تتخدر عقولهم وتقفل افواههم وتعمى عيونهم عن الحقيقة، والمناداة بوطن افضل وقيام الثورات ومن اجل التحرر من الظلم ان المخدرات تهدد الامن والاستقرار وتعيق مسيرة البناء والتنمية وتنشر الخوف والرعب والموت وتهدد كيان الاسرة والمجتمع وتزيد من الجرائم والحوادث.
فبالله عليكم كفى تخديرا، ونعم للحياة ولا للسعادة الوهمية في جحيم المخدرات”.
عقد المجلس التنفيذي ل”مشروع وطن الانسان” اجتماعه الأسبوعي برئاسة النائب المستقيل نعمة افرام، وصدرعنه ما يلي:
1- يشدُّ المجلس التنفيذي على أيدي الأجهزة الأمنية كافّة التي تؤكّد كفاءاتها وتقوم بواجباتها في حماية الوطن والمواطنين. ويدعو في هذه اللحظات الدقيقة التي نعيشها، على أبواب الانتخابات النيّابية والمتغيّرات الكبيرة في العالم وارتداداتها على لبنان، إلى التركيز على دعم القوى الأمنية وعدم التلهّي بالزواريب السياسية الداخلية الضيّقة.
2- يستنكر المجتمعون “تطيير” مشروع قانون استقلالية القضاء الذي هو مدخل إلزامي لبناء دولة القانون.
لذا، يصرّ “مشروع وطن الانسان” على إقرار هذا القانون مع التركيز على الاستقلالية التامة وعدم جواز عزل القضاة، ولأيّ سببٍ كان خلال ولايتهم التي ينصّ عليها القانون وتأمين شروط الأمن الوظيفي للقضاة، ما يؤدي إلى تعزيز استقلالية القضاء الذي يقع في صلب الإصلاح الإداري في الدولة.
3- أيضًا وأيضًا وأيضًا، إن المواطن بحاجة ماسّة، ولو الى جزء ممّا حُرِم منه وهو يدفع ثمنه من كهرباء وماء ومن أبسط الحقوق المعيشيّة البديهيّة. ومن هذا المنطلق، نحذِّر من كمّ الرّياء الهائل الذي نسمعه ونراه يوميًا للالتفاف على القانون 462 القاضي بإنشاء الهيئة الناظمة، ونؤكد أن تطبيقه سيشكّل حجر الأساس في انتظام الكهرباء في لبنان وسيفتح الطريق كي يكون العلاج الفعّال لانتظام قطاعات الدولة كافّة.
4- يطالب المجلس التنفيذي بجواب من وزير الداخلية والبلديات على “الكتاب” الذي تقدّم به، بتاريخ 3 شباط 2022 تحت رقم 7344، وينص على المطالبة بفرز أصوات الاغتراب في مراكز التصويت في الخارج بعد الاقتراع مباشرةً بإشراف هيئة القلم وبوجود مندوبي اللوائح والمراقبين المعتمدين وممثّلي وسائل الإعلام الحائزين على تصريح تماماً كما تجري على الأراضي اللبنانية، إذ إنَّ السير بهذا الإجراء من شأنه أن يقطع الطريق أمام التزوير والسّطو على أصوات الاغتراب.
5- يطالب المجلس التّنفيذي بأن تبادر الدولة الى حماية الجالية اللبنانية في أوكرانيا واتخاذ الاجراءات اللازمة في هذا الإطار. ويأمل المجتمعون في أن يتمَّ التوصّل الى تفاهم دولي حول ما يجري بين روسيا وأوكرانيا، لأن من شأن التطورات الدراماتيكية أن تنعكس على العالم أجمع ماليًا، اقتصاديًا، وسياسيا والشعوب تدفع الثمن!
يبدو انّ خطة النقل، مدعومة من وزير الاشغال والنقل الحالي علي حمية ستصبح واقعاً أكثر من أي وقت مضى، حيث من المتوقع إذا ما بقيت تسير الامور على ما هي عليه اليوم، ان ينطلق التنفيذ قريباً.
وفي السياق، يؤكّد المدير العام لمصلحة سكك الحديد والنقل المشترك زياد نصر لـ«الجمهورية»، انّ «بعد الأعباء الاجتماعية الكبيرة التي فرضتها الأزمة الاقتصادية الراهنة، ما عاد ممكناً التغاضي عن تأمين النقل العام للمواطنين بعدما تعذّر عليهم الانتقال الى أماكن عملهم. لذلك لا بدّ من ان تكون هناك شبكة متكاملة لتأمين خدمة النقل المشترك الى كل المناطق اللبنانية. وقد سبق للمصلحة ان أعدّت مشروعاً بتمويل من البنك الدولي، يندرج في إطار تمويل حل لأزمة النقل العام ضمن مدينة بيروت الكبرى وضواحيها (من الدامور الى جونية الى الحازمية الفياضية وأول عاليه) اضافة الى نظام نقل سريع بين بيروت وطبرجا».
اضاف: «كشفت الأزمة انّ الأرياف والمناطق البعيدة عن بيروت اصبحت بحاجة ماسّة اليوم لإيجاد الحلول المناسبة لعملية تنقّل المواطنين، لذلك عُقد اجتماع مطلع الاسبوع الحالي برئاسة وزير الاشغال علي حمية وحضور مصلحة سكك الحديد والنقل المشترك مع ممثلين عن البنك الدولي ومجلس الإنماء والإعمار، لإعادة النظر بنطاق عمل المشروع، وليكون كاملاً وشاملاً من دون استثناء اي منطقة. ويؤمّن هذا المشروع خدمة النقل إلى المناطق والبلدات اللبنانية كافة، على ان يصل في المرحلة الاولى إلى مراكز كل الأقضية والتي يبلغ عددها 25، إلى جانب خطوط بيروت العاصمة، كذلك نعمل على خلق ربط وتكامل بين هذه الخطوط، لتأمين خدمة التنقل ما بين الأقضية وربطها بالعاصمة بيروت».
خطوط الشبكة
وشرح نصر، انّ شبكة الخطوط الرئيسية التي جرى إعدادها تربط كافة الأقضية والمناطق اللبنانية ببعضها، بما فيها العاصمة بيروت، رغم انّها لا تنطلق جميعها من العاصمة، لكنها تمرّ في الأقضية كافة، على ان تكون هناك محطات ثابتة ضمن نطاق كل بلدية. ويمكن من خلال هذه الشبكة التدرّج لخدمة البلدات اللبنانية كافة.
وفي التفاصيل، أكّد نصر انّ العاصمة بيروت بحاجة لأن تكون على مداخلها محطات تسفير، وان تكون في الوقت نفسه محطة لوقوف الباصات، يتمكن من خلالها المواطن الانتقال من خط الى آخر. وقال: «هذه المحطات تنشأ عادة على مداخل المدن، وقد وضعت مؤسسة النقل المشترك وسكك الحديد مساحات وأملاكاً عقارية تملكها، بتصرّف هذه الخطة في أكثر من منطقة لبنانية، منها في البقاع والجنوب والشمال، حيث سيتمّ استحداث محطات على هذه العقارات لتلبية خدمة التنقل للمواطنين وتسهيلها. كما يمكن لها ان تحوي مشاريع استثمارية في مختلف المجالات، كأماكن للراحة وفنادق ومطاعم… وذلك بهدف تحقيق واردات إضافية لتأمين توازن مالي وتغطية النفقات».
أضاف: «اما عن الخطوط، فهناك خط ساحلي من بيروت باتجاه أقصى الجنوب، ومن بيروت باتجاه الشمال، وخط ثالث ينطلق من بيروت نحو البقاع. هذه المحاور الأساسية الثلاثة تربط بيروت بكافة الاقضية. على سبيل المثال، انّ خط بيروت-البقاع- بعلبك- الهرمل يمرّ في مناطق عاليه وبحمدون… يتوقف الباص في كل بلدة فينزل الركاب ومنها يستكملون رحلتهم بباص خاص يكون مساره الشوارع الداخلية لكل منطقة. وتندرج ضمن الخطة ايضاً محطات متوسطة على مستوى كل قضاء، ينطلق منها الباص الى الخط الساحلي او ينتقل الى قضاء آخر.
وفي حال تعذّر على الدولة القيام بهذه المهام وتأمين التشغيل بوسائلها الخاصة بواسطة موظفيها وحافلاتها، يمكن اللجوء لتقنيات وخدمات القطاع الخاص».
الباصات المتوفرة وطريقة توزعها
ورداً على سؤال، كشف نصر انّه يتوفر لدى الدولة اللبنانية اليوم 45 باصاً فقط، وهذا العدد غير كافٍ لتأمين السير بالخطة والربط بين المناطق، لافتاً الى انّ عدد الباصات المطلوبة يتحدّد على ضوء الطلب. فبعض الخطوط قد تحتاج الى أكثر من باص إذا كان الطلب مرتفعاً، وهذا ما يحتاج الى دراسة ميدانية يتمّ على أساسها تحديد حاجة كل خط. وأوضح، انّه حتى الآن هناك دراسة ميدانية متقدّمة على خط بيروت وضواحيها وبيروت- الشمال، والمطلوب اليوم إعداد دراسة لكل المناطق. حالياً هناك تحديد لخطوط السير في كافة المناطق اللبنانية، انما ينقصنا تحديد عدد الباصات التي يحتاجها كل خط، وهذا ما سيبدأ العمل عليه. وقد سبق للوزير حمية ان اعلن خلال الاجتماع مع البنك الدولي، انّه وللمرة الاولى سيتمّ إعداد دراسة كاملة تطال كافة المناطق اللبنانية، من راشيا الى مرجعيون الى بعلبك الهرمل عكار وطرابلس.
أما عن سبل تأمين عدد الباصات التي يحتاجها لبنان لتطبيق الخطة، قال نصر: «انّ وزير النقل تواصل مع الجانب الفرنسي لتزويدنا بعدد من الباصات لتنفيذ خطة النقل العام ضمن مدينة بيروت الكبرى وضواحيها (لأنّ هذه الخطة جاهزة للتنفيذ)، وقد وعدنا بـ 100 باص كدفعة اولى حتى الآن، وقد يكون هذا العدد مرشّحاً للارتفاع، على ان تكون هناك دفعات متلاحقة في ضوء النجاح الذي سيسجّله لبنان والإدارة اللبنانية بتشغيل هذه الباصات.
وعليه، من المتوقّع ان نكون جاهزين لتشغيل باصاتنا الـ45 خلال الفترة المقبلة، بعد الانتهاء من إتمام عملية الصيانة، يُضاف اليها حوالى 100 باص موعودين بتسلّمها من الجانب الفرنسي ليصبح المجموع 145. وسيتوزع انتشار هذه الباصات ما بين الخطوط الساحلية التي توفر خدمة النقل من المناطق البعيدة، وعلى محطات التسفير الكبرى انطلاقاً من بيروت نحو الشمال والجنوب والبقاع، والبقية ستُوزع داخل بيروت الكبرى. وتابع: «ستنطلق الخطة على هذا النحو، بانتظار قدوم مزيد من الباصات من فرنسا وتلزيم النقل في بعض المناطق والتعاقد مع القطاع الخاص».
وأشار: «انّ قدوم هذه الباصات الى لبنان يستوجب توفير القدرات البشرية (سائقين) والمالية (كلفة المازوت وقطع الغيار) لتسييرها. وعلى خط ٍموازٍ، نحن نرجو عند بدء التشغيل اللجوء الى القطاع الخاص، والاستفادة من الخدمات المتطورة التي يقدّمها، من خلال طرح فكرة التعاقد معه وتلزيمه بعض خطوط النقل وفق مناقصات. وهذا ما يُعمل به في كل دول العالم».
سكك الحديد
اما عن إعادة إنعاش سكك الحديد، يؤكّد نصر انّها موضوع أساسي ومهم، وهو من المشاريع الاستثمارية الكبرى التي تحتاج الى استقرار، ولبنان اصبح بحاجة ماسّة اليها ويجب إعادة تفعيلها. وأشار الى انّ الجانب الإسباني عرض تقديم دراسة كهبة، لوضع مخطط توجيهي شامل لكافة خطوط النقل السككي. وذكر انّ لبنان أعدّ خلال العام 2016 دراسة على الخط الممتد من مرفأ بيروت الى مرفأ طرابلس الى الحدود اللبنانية- السورية، انما باقي الشبكة من بيروت جنوباً الى الناقورة ومن بيروت الى البقاع باتجاه الحدود مع سوريا ومنطقة القصير تحتاج الى دراسة مخطّط توجيهي، وهذا ما تبرعت بإعداده مشكورة الحكومة الاسبانية. لأنّ أي جهة ترغب في الاستثمار بلبنان بقطاع النقل السككي ستحتاج الى مخطّط توجيهي شامل، يُظهر سبل الربط والجدوى منها والخطوط والعائدات المتوقعة منه.
أكد رئيس الرابطة المارونية النائب السابق نعمة الله أبي نصر أن “المجلس التنفيذي حرص على أن يكون وفيا للخط التاريخي للرابطة، منسجما مع تطلعات الآباء المؤسسين لها في الحفاظ على هوية لبنان وسيادته واستقلاله، بحيث تتجدد وتستمر الرابطة المارونية، مع كل استحقاقٍ انتخابي ديمقراطي”.
وقال في تصريح اليوم: “بعد أسابيع معدودة، ينهي المجلس التنفيذي للرابطة المارونية سنته الثالثة والاخيرة من ولايته، مستعدا لتسليم المشعل لمجلسٍ تنفيذي جديد آملا أن، يكون على عهد الرابطة أمينا، ملتزما مبادئها الوطنية التي ما استلهمت يوما إلا مصلحة لبنان، وما استهدت إلا بالكنيسة المارونية.
وإني أشكر في نهاية المطاف زملائي أعضاء المجلس التنفيذي على التعاون طوال هذه الولاية التي حققت انجازات كثيرة ومهمة، رغم العراقيل والظروف الصعبة”.
أضاف: “وعليه، يلتزم المجلس التنفيذي للرابطة المارونية العمل على إجراء انتخابات نزيهة وشفافة ، آملا أن يسودها جو من التنافس الديمقراطي، الحضاري، مقرونا باحترامٍ متبادل بين مختلف المرشحين في جو حضاريٍ مميز، حرصا على سمعة الرابطة، هذه المؤسسة التي مضى على تأسيسها 70 عاما، ولم تقو عليها محاولات إنهائها، أو تهميشها، أو تحويل مسارها”.
عام 2010، أطلقت وزارة الطاقة والمياه مناقصة لتعيين استشاري بغية تحضير دفتر شروط للشركات المهتمّة باستثمار الخزّانات التابعة لمنشأتَي النفط في طرابلس والزهراني. حازت عام 2011،”Riverlake” على المناقصة. وعليه، صاغت الشركة العالمية (المتخصّصة بحسب ملف التعريف عنها بتقديم الخدمات البحرية بالإضافة إلى تطوير محطات تخزين النفط والغاز)، دفتر الشروط لينطلق في العام 2012 برنامج التأهيل المسبق للمتعهّدين.
أُطلقت إذاً، في العام 2013 المناقصة قبل أن يُصار إلى تأجيل المشروع برمّته لأسباب سياسيّة ترافقت يومذاك مع الأحداث الأمنيّة في باب التبانة وجبل محسن.
في أيار 2017، عادت ” Riverlake” وحضّرت لمناقصة تلزيم المشغّل وأطلقت أواخر السنة عينها المناقصة.
18 شركة قامت بسحب دفتر الشروط وأُقفل في شباط 2018 باب الاشتراك في المناقصة.
شركتان فقط من أصل 4 شاركت في المناقصة أتى عرضاهما مطابقَبن لدفتر الشروط خصوصاً لتلك الإدارية (administrative requirements) وهما: “ZR Energy” و”Rosneft”.
هكذا فازت الشركتان بشروط التصنيف التقنية وفُضّت العروض التجارية في آذار 2018. حظيت Rosneft Oil Company “” بالمناقصة للاستحواذ على منشأة طرابلس بعدما قدّمت أفضل عرض تجاريّ.
في أيار 2018، وافق وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل منفرداً على نتائج المناقصة. 8 أشهر من المفاوضات على العقد وتفاصيله تمّت بين ” Riverlake” وإدارة المنشآت والوزير قبل أن يُوَقّع العقد في 25-01-2019.
قبل كلّ شيء، تجدر الانطلاقة من أنّ تعاملات ملفّ ” Rosneft” برمّته كانت تتمّ حصراً عبر مراسلات بين رئيس لجنة إدارة المنشآت سركيس حليس وسيزار أبي خليل. وكان حلَيس الخارج عن طوع الإدارة العامة يمثّل مستقلّاً الدولة في العلاقة بين المشغّل(operator) أي” Rosneft” (بدلاً من الوزير). وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنه وبحسب قانون المحاسبة العمومية فإنّ أي عقد تتخطّى قيمته الـ100 مليون ليرة يحتاج إلى موافقة مسبقة من مجلس الوزراء وهو ما لم يحدث في العقد مع الشركة الروسيّة.
في 25 كانون الثاني 2019 اذاً، وُقّع العقد بين وزير الطاقة الأسبق سيزار أبي خليل و” Rosneft” الروسية في حكومة تصريف أعمال. بعد ذلك، وتحديداً في 18 شباط 2020، أدرج الموقع الرسمي لوزارة الخزانة الأميركية (U.S. Department of the Treasury ) – مكتب مراقبة الأصول الأجنبية(OFAC)، “Rosneft Trading SA” (وهي شركة وساطة النفط الروسية التابعة لـ ” Rosneft” التي تملكها الدولة الروسية) ورئيس مجلس إدارة الشركة ديدييه كازيميرو على اللائحة السوداء، ليصبحا خاضعَين للعقوبات الأميركية التي تشمل كل من يتعامل مع الشركة أو مع ممثلين عنها بطرق مباشرة و/أو غير مباشرة. حظر قرار الـOFAC أي تعامل مع “Rosneft Trading SA” وأي شركة أخرى تملك الشركة المعاقبة فيها ما لا يقل عن 50٪ من الأسهم. ترتكز العقوبات إلى قيام الشركة الروسية بالتجارة في النفط الفنزويلي في حين أن الإدارة الأميركية مصممة على منع نهب الأصول النفطية الفنزويلية من قِبل نظام مادورو الذي تعتبره فاسداً.
تتبع “Rosneft Trading SA” الشركة الأم “Rosneft Oil Company” وتساعدها في تنفيذ مشاريع خارجية كالتسويق والتوزيع، بما في ذلك تجارة الموادّ الخام ومعالجتها ونقلها، ولا سيّما المنتجات البترولية والمنتجات النفطية غير المكرّرة من مصادر “غير تقليدية”، تحديداً من الدول الخاضعة للعقوبات الأميركية مثل إيران وفنزويلا بالإضافة إلى ليبيا وعدد من الدول الإفريقية، من خلال إخفاء المصدر الحقيقي للموادّ النفطية. ففنزويلا على سبيل المثال كانت تصدّر حوالى 70% من إنتاجها عبر”Rosneft Trading SA” إلى الأسواق الصينية والكوبية والفيتنامية وربّما اللبنانية أيضاً.
وقّع العقد عن الجانب الروسي رئيس الشركة الروسية ديدييه كازيميرو Didier Casimiro إلا أن المفارقة تكمن في تساوي توقيع حليس الى جانب الوزير الوصيّ. وقّع كازيميرو العقد ليس نيابة عن ” Rosneft” المملوكة من الدولة الروسية ولكن عن شركة “GPOB LIMITED” (التابعة لـRosneft) المسجلة في جمهورية قبرص والتي وُهبت لها الأراضي التابعة للمنشآت على الأراضي اللبنانية كافة لمدة 20 عاماً،بمقابل زهيد، لجعلها أكبر مستودع لتخزين المشتقات النفطية بمختلف أنواعها على البحر المتوسط.
بمعني أبسط، صحيحٌ أن لبنان لم يوقّع مع ” Rosneft Trading SA”،الا انه تعامل بشكل مباشر مع ديدييه كازيميرو، وهو المُعاقَب أميركياً عبر “GPOB Limited” . وذلك يعني باختصار ووضوح تامّين أن لبنان يمكن أن يخضع للعقوبات الأميركية، إذا قرّر مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، لارتباطه بكازيميرو.
مرّ الوقت على توقيع العقد من دون أي تحرّك من الجانب الروسي. لكن سُجّل مع بداية العام الحالي، إعادة إحياء للمشروع بعد نحو 3 سنوات من المماطلة. ترافق ذلك مع استعجال روسيّ مفرط للبدء في تأهيل الشركات بالإضافة الى الانتهاء من وضع التفاصيل الهندسية الأخيرة ومعها الدراسات التقنية وخرائط بناء الخزّانات وكلّها خطوات كان يجب البتّ بها بعد فترة تتراوح بين 50 يوماً وعام من تاريخ توقيع العقد.
في هذا السياق، بدأت تجري منذ 3 أشهر زيارات متبادلة بين الجانبين اللبناني والروسي حيث زار بيروت وفد من شركة “Rosneft” الروسية. اما الملفت، فكان مجيء رئيس الشركة ديدييه كازيميرو المُعاقب أميركياً الى لبنان بعد مغادرة الوفد وبقائه حوالى الأسبوع. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها “ناس ميديا” فقد أبلغ كازيميرو وزارة الطاقة والمياه نيّته زيارة بيروت خلال الأيام المقبلة للإشراف على مسار العمل وفق الخطة الموضوعة والجدول الزمني المحدّد.
كان من المفترض أن تبدأ المرحلة الأولى من العقد فور توقيعه، على أن تمتد لـ18 شهراً لصيانة الخزّانات الـ5 الموجودة، والتي تبلغ سعتها التخزينية نحو 70 ألف متر مكعب. بعد ذلك، تنطلق المرحلة الثانية من العقد، وتمتد لـ30 شهراً وتضيف 3 خزّانات جديدة بسعة 81 ألف متر مكعب. ثم تأتي المرحلتان الثالثة والرابعة وتغطيان فترة 7 أعوام وتضيفان 205 آلاف متر مكعب من خلال 8 خزّانات جديدة. أمّا المرحلة الخامسة فهي اختيارية، ويمكن أن تبني الشركة خلالها 3 خزّانات بحوالي 72 ألف متر مكعب على مدى 7 أعوام (لتصبح السعة الاجمالية أكثر من 400 ألف متر مكعب).
مرّت الأيام من دون أي حركة ميدانية من جانب الشركة الروسية المتوغّلة في المنطقة. إلا أنّ الجديد في هذا الموضوع اقتصر على:
يهب العقد المستثمر الروسي قدرة تخزينية إجمالية بحدود 400 ألف متر مكعب مع ما يعنيه ذلك من سيطرة تامة على السوق النفطية اللبنانية خصوصاً وأنّ مطامع الشركة الروسية في السوق اللبنانية باتت مؤكّدة من خلال سعيها الى المنافسة في سوق الاستهلاك المحلية التي تستورد 3000 طن من المشتقات النفطية سنوياً. ومع استمرار العقوبات الأميركية على سوريا وعلى صادرات ايران، سيُستخدم العقد لأهداف استراتيجية. وبالإضافة الى العقد وشوائبه، يسعى “البعض” الى ان تكون منشأة طرابلس منصّة لتغذية سوريا باستخدام مهرّبين لبنانيين. ويمكن للعقد ان يغطّي عمليات تفريغ بواخر إيرانية في المياه الإقليميّة اللبنانيّة. وأبعد من ذلك، قد تكون طرابلس رديفاً لمحطة بانياس السورية على اعتبار أن موقع المنشأة الجغرافي هو بمثابة سوق حرّة جاهزة للتصدير، وسوق أخرى محلية.
في جميع الأحوال، لا شكّ أن روسيا بحاجة ماسة إلى بديل عن معاهدة “سيفر”، وهنا لا بدّ من التساؤل من سيكون مسؤولاً عن “أمن” المنشآت؟ يندرج موضوع “الامن”(security) في العقد من ضمن بند الإدارة والتشغيل الا انه ، يحق للشركة الروسية أن تفرض من تراه مناسباً لصَون “الاستقرار” في حرم المنشآت. من هنا، يمكن أن تفرض “Rosneft” وجود ضباط لحفظ الأمن خصوصاً وأن مالك الشركة إيغور سيتشين ، صديق مقرّب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
تسعى روسيا للوصول الى المياه الدافئة تحت أي ثمن كان. تسارع لتثبيت قدميها في بحر المتوسط قبل العام 2024، تاريخ انتهاء مفاعيل معاهدة “سيفر” التي تمنع تركيا من اعتراض أي سفن تجارية كانت أو حربية تمرّ عبر البوسفور (ومن المعروف ان روسيا هي أكبر المستفيدين من المعاهدة). في حال انتهت مفاعيل المعاهدة ونجحت موسكو في بسط سيطرتها، وتمكّنت بالتوازي من خلق تحالف تركي-روسي-إيرانيّ للهيمنة على الموارد والمنافذ النفطية بين لبنان وسوريا والعراق، ففي ذلك إضعاف لدور تصدير النفط الخليجي في الشرق الأوسط وهو ما ينعكس سلباً على الدور الأميركي في المنطقة.
كلّ ذلك يعني ان هذا العقد سرّي في الظاهر لأسباب مالية غير مبررة، إلا أن طياته وصفحاته ممكن ان تحمل مشروعاً عسكرياً أمنياً، وإلا ما الذي يبرر هذه السرّية المفرطة؟! في هذا السياق لا بدّ من الإشارة الى انه بالاستناد الى قانون حق الوصول الى المعلومات فإن جهات كثيرة تقدمت بطلبات للحصول على نسخة من العقد من بينها مدير عام وزارة المال السابق ألان بيفاني ولكن من دون أن تتجاوب وزارة الطاقة والمياه مع هذه المطالب.
تشوب العقد مئات الهفوات غير البريئة:
إن ما تمّ سوقه أعلاه يتعارض بصورة صريحة مع القوانين اللبنانية وخصوصاً قانون المحاسبة العمومية الذي يفرض موجب التنافس والشفافية في كل مرة أرادت فيها الدولة ان تقوم بمناقصة لاستيراد أو تخزين المحروقات. فإعطاء حق الأفضلية للمشغل دون الإعلان عن ذلك وفقاً للأصول القانونية لكي يتسنى للشركات المنافسة تقديم عروضها، يُشكّل مخالفة كبيرة للقانون ولا يمكن بالتالي وضع هكذا بند يعطي إضافة الى الحق الحصري حق الأفضلية للمشغل على باقي العروض المقدمة من الشركات، مما يجعل الدولة اللبنانية في وضع المتعاقد الضعيف الذي ينتظر رحمة وموافقة المشغّل ليتمكن في حال عدم اهتمام الأخير بالعرض الجديد أن يبدأ مفاوضاته مع جهة ثالثة. وهذا تدمير مطلق لصلاحيات وسيادة الدولة اللبنانية ككل في تقرير كيفيّة إدارتها لمرفقها العام.
إنّ الفساد الأقوى في العقد يكمن في بند السرّية المطلقة والتامة وهو ما يناقض المبادئ المنصوص عنها في قانون المحاسبة العمومية. ولا يندرج ضمن ما استثناه قانون حق الوصول الى المعلومات ، مما يجعل هذا البند باطلاً بطلاناً مطلقاً لانه لا يجوز للدولة إضافة الى كل المخالفات السابقة ان توافق على إدراج مضامين في البند تكون تحت سرّية مطلقة. فعقد Rosneft لا يتعلق بالامن القومي ولا بتنسيق أجهزة مخابراتية في ما بينها، بل انه لا يعدو كونه يشارك في تنفيذ مشروع في مرفق عام مشابه لأي مرفق آخر تملكه الدولة كالمواصلات والاتصالات… وهنا تكمن كل التخوفات في تعلّق بنود العقد مباشرة بـ”توظيفات وهمية” لأشخاص تُثار حولهم شبهات عديدة… فقد نصّ العقد الموقّع بين ” Rosneft ” و “Lebanon Oil Installations” على منح استثمار الأراضي التابعة للمنشآت على الأراضي اللبنانية “كافة” (أي طرابلس والزهراني) لمدة 20 عاماً، وذلك لتطويرها وإصلاحها وجعلها أكبر مستودع لتخزين المشتقات النفطية بمختلف أنواعها على البحر المتوسط. في هذا السياق، كثيرة هي علامات الاستفهام التي تحيط بصفقة بهذا الحجم وبهذا الغموض وأيضاً بهوية المستفيدين منها.
تستحوذ “Rosneft” على كل تفاصيل المشروع. وذلك يبدو واضحاً من خلال امتلاك” GPOB Limited” لـ 100٪ من أسهم” Levant storage” (التي يحتوي سجلها التجاري على أسماء ذات ارتباطات ومرجعيات معروفة). هذا ويساعد “دار الهندسة” المنشآت كخبير ” consultant ” لمراقبة ومراجعة كل المستندات المتعلقة بالمشروع.
في تشرين الأول من العام 2021 المنصرم أجرت وزارة الطاقة والمياه مناقصة لتعيين استشاري فني للمساعدة في مراجعة الوثائق المقدمة من قبل “GPOB Limited”. (شركة تابعة لشركة Rosneft) لتطوير مجمع تخزين في منشآت النفط في طرابلس وإعداد وثيقة مناقصة EPICC والاختصاصات، والتي تشمل إعادة تأهيل أربعة خزانات وتصنيع ثلاثة خزانات جديدة لتخزين نواتج تقطير الزيت السائل في منشأة النفط في طرابلس مع تقديم المساعدة الفنية وفقا للشروط الواردة في دفتر الشروط المعد لهذا الغرض. حازت “دار الهندسة” على المناقصة. في هذا الإطار قامت بتحضير تأهيل مسبق(pre-qualifications) للشركات المهتمة بالمشاركة في المناقصة. أُقفل باب تقديم الطلبات.
8 شركات أبدت اهتمامها وتقدمت للتأهيل المسبق، وهي:
هذا وستكشف الأيام القليلة المقبلة من من الشركات الـ8 ستتأهل مع الإشارة الى انه بحسب نظام المناقصات يجب ألا يقل عدد الشركات عن 2 وذلك من أجل ضمان المنافسة.
في الشق المالي، إنّ الأرقام الواردة في العقد غير مدعّمة بالنسبة الى عقد تمتد مهلته الزمنية الى 20 عاماً. التكاليف الاستثمارية للمشروع (90 مليون دولار)كما هو وارد في العقد، ستتكفل الشركة الروسية بدفعها، يُضاف اليها عقد إيجار قد يصل مردوده الى 175 ألف دولار شهرياً. في هذا السياق، لا بدّ من الإشارة الى أنّ الأسعار المعتمدة في العقد مجحفة بحق الدولة اللبنانية، وهي لا تتلاءم مع المعايير المعتمدة في دول أُخرى.
يمكن ان تشارك إدارة المنشآت بالتمويل عبر بند سُمّي التمويل المشترك (Co-financing).أي ان الدولة عبر منشآتها تملك حقوقاً في تمويل المشروع مقابل خفض مدّة الاستحواذ في حال شاركت في الأكلاف الاستثمارية.
ودائماً بحسب العقد، يتوجّب على إدارة المنشآت ومن خلفها الدولة تحمّل المخاطر التقنية بالإضافة الى إصلاح أنابيب عمرها عشرات السنوات على نفقتها حتى تتمكن” Rosneft” من الاستفادة منها وتشغيل المجمّع التخزينيّ الجديد. وهذا مثال صارخ على الأخطاء التقنية التي تشوب العقد والتي تتحمل مسؤوليتها إدارة المنشآت السابقة.
أُجّل مشروع ” Rosneft”بعد قضيّة الفيول المغشوش. فالمخطط بأكمله مرتبط لا بل محصور بسركيس حليس ومراسلاته لا سيما وان العقد يبيح استعمال جزء من الأراضي التابعة للمنشآت في طرابلس من دون أن يأتي على ذكر منشأة الزهراني والتي يؤكّد معنيون في هذا الملف المتشعب ان الشركة الروسية تحضّر لها مشروعاً يتماشى مع الخطة الموضوعة لطرابلس.
مثال آخر على الوقاحة المُعتمدة نهجاً في العقد هو تسمية سركيس حلَيس لتمثيل الدولة في العقد. في العادة، لا تسمي الدولة أشخاصاً لتمثيلها بل انها تحدّد مراكز (كمدير لجنة إدارة المنشآت). تشكّل هذه الواقعة إثباتاً إضافياً على ارتباط المشروع برمّته بشخص سركيس حليس التابع لتيار المردة.
في جميع الأحوال، يشكّل العقد وسيلة للتواجد الروسي شمالاً وجنوباً وتطويق الحدود اللبنانية. بالتوازي، تفيد معلومات عن استملاكات أراضي تتمّ في محيط مطار القليعات، ما يعني أنّ الهدف من”Rosneft” التحكّم بمطار القليعات وامتلاك قاعدة جوية ذات موقع استراتيجيّ، ما من شأنه ان يضمن قيام مشروع تكتيكيّ متكامل.
كلّ ذلك يطرح عدة تساؤلات عن توقيت الاستعجال، خصوصاً وانه من غير المعروف أين يمكن أن يخزّن لبنان نفطه في حال استُكمل المسار الاستكشافي لتحالف “TOTAL” و”ENI”و”Novatec” وصار في مرحلة الاستخراج، بما أنّ تفاصيل العقد مع ” Rosneft” تمنع أي استثمار يتعارض مع مصالح الشركة الروسية!
لذا،يبقى السؤال: كيف سيكون موقف الولايات المتحدة الأميركية تجاه لبنان الذي يتعاطى مع جهات مدرجة على اللائحة السوداء لديها؟ وهل يتحول لبنان الى دولة مارقة(Rogue State) من مجموعة الدول الخارجة عن القوانين والمعاقَبة والتي تنشط بتهريب الكبتاغون والأسلحة وحتى النفط كإيران وفنزويلا وكوريا الشمالية؟ وهل يتم الضغط بملف ترسيم الحدود للتخلّي عن مشروع ” Rosneft”؟ وهل الهدف الاستيلاء على قدرة لبنان التخزينية أيضاً في منشأة الزهراني؟ ولماذا تماطل وزارة الطاقة والمياه وتتجنب التطرق الى هذا الملف الذي تفوح منه رائحة الفساد خصوصاً وأن منشأة الزهراني تختلف لناحية طريقة استملاكات الأراضي عن منشأة طرابلس؟ في العادة يكون المدى الزمني فترة متوسطة قابلة للتجديد فلماذا وُهب هذا العقد فترة طويلة الأمد؟ ولماذا أصلاً حظيت الدولة الروسية عبر شركتها “Rosneft” بهذا الامتياز؟ وفي المحصّلة ماذا سيكون مصير لبنان في حال اعتبرت الإدارة الأميركية العقد الموقّع لـ20 عاماً تحايلاً على وزارة الخزانة الأميركية ومقرّراتها خصوصاً وأنّ الواقع يحمل أكثر من دلالة، تبدأ بأهميّة المشروع استراتيجياً لتوغّل روسيا في المنطقة، وتحديداً في إقليم كردستان – العراق، وقد لا تنتهي بتورّط سياسيين لبنانيين في هذا الملف المتشعّب؟!
العقد “ملغوم” وهو جاء كالعادة لمصالح مافيا المال والسياسة على حساب الدولة اللبنانية، كما أنه يكرم الشركة الروسية ويهديها احتكاراً لناحية التخزين النفطي ما يضع استثمارات استخراج الغاز اللبناني أمام مخاطر محدقة، إذ أنه لن يجد مكاناً يُعالج ويُخزّن فيه بعدما تفرّدت “Rosneft” بكل سعات لبنان التخزينية؛ يتضمّن العقد بوضوح بنداً ينص صراحةً على أنه يعود للشركة أن تقرر إن كانت توافق – بحسب مصالحها – على منح أذونات للدولة في حال أرادت بناء خزّانات على أراضيها. أما الأهم فمتمثّل بمخاطر استخدام لبنان كمنصة لتخزين وإعادة تصدير نفط الدول المعاقبة دولياً.
تشير كل المعطيات الى أنّ المشروع هو امتداد لـ” Rosneft” في المنطقة. وهو كذلك امتداد للسيطرة الميدانية على الشرق الأوسط بدءاً من الامن العسكري وصولاً الى الامن الطاقوي. أما الفساد الظاهر في المشروع فمتمثل في سيطرة شركات مشبوهة ذات نفوذ استراتيجيّ في المنطقة ولها شركاء محليون، وهنا يكون ما يثير التخوّف هو إدارة” GPOB Limited” للمشروع تحت توظيف سياسيّ ضدّ مصلحة لبنان.
لا بدّ من الإضاءة على خطورة مشروع ” Rosneft” الاستراتيجي التخزينيّ – السرّي للمواد النفطية في منشأتَي طرابلس والزهراني. فللشركة الروسية امتدادات، بعضها مشبوه كما هي الحال في إقليم كردستان – العراق تحديداً لناحية العلاقة مع رجل الاعمال الباكستاني الأصل مرتضى لاخاني. وهنا ايضاً يجب التركيز على المخطط المرسوم للبنان خصوصاً وأن لاخاني منخرط أصلاً منذ العام 2016-2017 في صفقات مع شركاء لبنانيين وتحديداً مع شركة “ZR Energy” المملوكة من الأخوين تيدي وريمون رحمه أكان ذلك في العراق أم في مشاريع لبنانية، وهو ما يؤكده فتح حساب لشركة لاخاني “IMMS” في “Bank Med” تحديداً.
بالعودة الى السنوات الخالية، بالاخصّ عندما أبدت الحكومة العراقية ترددًا في لعب الكرة مع “Rosneft “، تحول مديرها إيغور سيتشين، وهو صديق مقرب من الرئيس الروسي بوتين ، إلى حكومة إقليم كردستان (شبه المستقلة) ، والتي أبدت حكومتها في أربيل اهتمامًا كبيرًا بالعمل مع موسكو. تحرك هذا الطريق بسرعة إلى الأمام في مواجهة بغداد الغاضبة. وتعهدت شركة” Rosneft” يومذاك باستثمارات بمليارات الدولارات في كردستان، فكوفئت بملكية خطوط أنابيب تصدير النفط الكردستانية غير الساحلية إلى تركيا مقابل تعويض لامس الـ3 مليارات دولار.
قبل تصنيف مكتب مراقبة الأصول الأجنبية لشركة “Rosneft” ، نشرت “Lloyd’s List Maritime Intelligence” مقالاً بعنوان “تاجر النفط يلجأ الى طريق غرب إفريقيا للشحنات الفنزويلية”، والذي وصف أنشطة سفن أُكّد انها تقوم بعمليات نقل النفط الخام المحملة من فنزويلا قبالة سواحل لومي، توغو. وقد أظهرت التحقيقات أنّ مهرّب الشحنات ومالك هذه السفن هو تاجر النفط المعروف لكن البعيد عن الأنظار مرتضى لاخاني، وهو المدير التنفيذي لشركة” IMMS” التي تبيع الثروة البترولية لكردستان والذي قام بشراء الشحنات من ” Rosneft” بشكل مباشر. فلاخاني والشركة الروسية على علاقة تجارية واستراتيجية وثيقة.
وقد سبق لوكالة “Bloomberg” أن وثّقت كيف أنّ”Rosneft” الروسية العملاقة للنفط قدمت قرضاً لحكومة إقليم كردستان، على ان يتم تسديدها ببراميل من النفط الخام. شكّلت هذه الواقعة اكبر مشاريع رجل الاعمال الباكستاني التجارية وهي تسويق منتج نفطيّ صعب: فنزويلا. وعلى مدى عدة أشهر في العامين 2019 و 2020، ساعدت شركة لاخاني في شحن النفط الخام الفنزويلي عبر مسار غامض -حيث كانت ناقلاته للنفط تلتقي خلال رحلاتها في منتصف الطريق تحديداً قبالة الساحل الغربي لافريقيا ، لنقل المواد المهرّبة من سفينة الى أخرى بعد أن فرضت واشنطن عقوبات على “Rosneft Trading SA”.
بدأ لاخاني عبر ” IMMS ” العمل مع حكومة إقليم كردستان العام 2014 فساعد في تصدير النفط الخام من خلال الخدمات اللوجستية والشحن وخدمات إدارة الموانئ. وسرعان ما اجتذبت ثروات كردستان”Rosneft”. وفي شباط 2017، أعلنت “Rosneft” عن أول صفقة لشراء النفط الكردي ليوقع الجانبان بعد اشهر قليلة واحدة من اكبر الصفقات النفطية في تاريخ المنطقة، وليشكل وصول “Rosneft” وأموالها نقطة تحول بالنسبة إلى لاخاني.
منذ أشهر، أُثيرت القضية التي رفعها مساهمو شركة”Orange” و “Agility”(وهي شركة كويتية تقدم خدمات لوجستية وبنى تحتية في مختلف القطاعات) ضد” Korek”(مشغل الاتصالات الخلوية العراقية وتملكها عائلة برزاني). فعام 2013 ، سحبت هيئة تنظيم الاتصالات العراقية التفويض من شركة ” Korek ” لخرقها العديد من الالتزامات ، مما أدى إلى طرد “Orange” و “Agility” المستثمرتَين في الشركة العراقية. كانت”Korek” قد ضمت ريمون رحمه الى مجلس ادارتها قبل سحب تفويضها واتهامها بخرق القوانين. رُفعت دعوى لدى محاكم الولايات المتحدة تتّهم رحمه في قضايا اختلاس اموال عائدة الى عائلة بارزاني، وترافق ذلك مع عدة تقارير اعتبرت ان الرجل قام بجرم تبييض الأموال.
أدى هذا الملف الى فتح تحقيقات في قضايا فساد من قبل سلطات كردستان-العراق. ومن ضمن القضايا المشبوهة، مسألة تحويل مليار دولار لحساب شركة “IMMS” والتي استضافها “بنك ميد”. وهكذا،سُلّطت الاضواء على الروابط بين “بنك ميد” و”آل رحمه” وشركة مرتضى لاخاني”IMMS”.
واتّضح أنّ”رجال” آل البرزاني المغضوب عليهم أي الاخوين رحمه ولاخاني يتشاركون المغانم اللبنانية عبر “بنك ميد” الذي تملّك فيه رحمه حصة من الأسهم بلغت حوالى الـ20٪.
بالعودة الى مشروع “Rosneft”، وعلى هامش قضية الفيول المغشوش، ورد في القرار الظني في 28-04-2020، في إفادة احد العاملين في ” ZR Energy SAL” التي يرأس مجلس إدارتها تيدي رحمه أنه علم من خلال عمله في الشركة ان المناقصة التي ربحتها شركة”ROSNEFT” هي مناقصة شكلية، وانها بالاساس لمصلحة شركة” ZR Energy” وان الاخيرة هي التي اعدت المناقصة، وان تيدي رحمة كان قد نسّق الموضوع مع سركيس حليس لجهة استثمار المنشآت النفطية في طرابلس للسنوات المقبلة. أما المناقصة كما جاء على لسان الشاهد فقد تمّت بالاستناد الى اتفاق جانبي مع شركة” ZR Energy” التي تقدمت أيضاً للمناقصة بسعر اعلى بقصد ارساء الصفقة على الشركة الروسية، المتواجدة كما” ZR Energy” في العراق.لم تُعَر هذه الإفادة أية أهميّة، وصُبّ كامل الاهتمام لإخراج الاخوين رحمه من القضية بسلاسة وإيجاد “كبش فداء” يتمّ تحميله كلّ القذارات المرتكبة في عالمَي النفط والمال.
أما الشركات المرتبطة بـ Rosneft حتى اللحظة فهي:
الملفت وفقاً للسجلّ التجاري هو أسماء المحامين والذين ينتمي كلّ منهم الى مكتب محاماة مستقلّ من دون ان ننسى طبعاً المرجعيات، سياسية كانت أم تجارية، لكلّ من الأسماء. المقصود هنا تحديداً هو اسم رندى شاكر أبو سليمان، شقيقة الوزير السابق كميل أبو سليمان والمعروف أنه محامي مرتضى لاخاني في لندن عبر مكتب “Dechert”الدولي(وهو شريك أساسي فيه) والمرتبط اسمه ايضاً بتمثيل رحمه منذ العام 2015 ولغاية 2019 تاريخ استلامه لوزارة العمل.
ويوسف سجعان الخازن وهو بدوره أحد محامين محامي الأخوين رحمه عبر “Sonatrach”.
تفوح من المؤامرة التي تسيّج العقد رائحة المصالح السياسية-التجارية الداخلية من جهة، ومن جهة ثانية التواطؤ في لعبة أممية تفوق حجم لبنان وإمكانياته. وممّ لا لُبس فيه أن بروز اسم “ZR Energy ” ذات الامتدادات الاستراتيجية في أكثر من مجال، لا يترك أيّ شكّ عن أعمال الشركة الاقليمية. ترفع هذه المعطيات في الواقع احتمال أن تكون المواد النفطية المستوردة الى لبنان من مصادر مريبة، ما يفسّر المنحى الذي كانت تتّخذه الاسعار المقدّمة أحياناً في المناقصات لصالح منشآت النفط وإدارتها.
أما وسيط المليارات النفطية مرتضى لاخاني الذي أدخل الشركة الروسية الى المنطقة والذي سبق واستخدم “بنك ميد” كمركز مقاصة لأمواله فبدوره شريك في الصفقة اللبنانية تماماً كآل رحمه وهو ما يؤكده وجود حسابات مصرفية مشتركة بين ريمون رحمه ولاخاني في أكثر من مصرف لبناني من بينها “بنك ميد”، الامر الذي يرجّح فرضية تهريب أموال البرزاني الى بيروت لاستخدامها في عدد من الصفقات. لكن ورغم كلّ شيء، هناك أمر واقع واحد وهو أنّ تيدي وريمون رحمه ومرتضى لاخاني مع شركة Rosneft يشكلون ترويكا السياسة النفطية اللبنانية للاعوام الـ20 المقبلة وذلك بغطاء مصرفيّ واسع.
أما العقد فليس الا إثبات صارخ لفساد الإدارة العامة في مجال النفط والبرهان الأكبر على تدخّل وتشعّب “مافيا” ثلاثية الأطراف متعددة الاستفادات والبازارات السياسية في استنزاف موارد هذا المرفق الذي كان السبب الرئيسي بهدر للمال العام منذ أواخر التسعينيات الى يومنا هذا.
شبه مستحيل هو استئصال هذا الكارتيل الاخطبوطيّ المتجذّر في وزارة الطاقة والممتدّ الى القطاع المالي بشقّيه العام والخاص والذي يخدم أجندة محدّدة الأطر والاهداف خصوصاً بعد نجاحه بالاستحواذ على “سيادة” الدولة اللبنانية فقط بـ90 مليون دولار…