من الناس من يرحلون عن هذه الارض، اما ذكراهم فتبقى الى الابد.
اميل اده من طينة هؤلاء.
واليوم، تتزامن الذكرى الـ 71 لرحيل الرئيس اميل اده مع المئوية الأولى لولادة لبنان الكبير. هذا اللبنان الذي كان للرئيس الراحل الدور الكبير بنشأته من خلال مشاركته في الوفود اللبنانية الى المؤتمرات الدولية في فرساي. وللمفارقة التاريخية، تتزامن المناسبتان في وقت يمرّ فيه لبنان الكبير بأحلك الظروف في ظل أزمة وجودية وكيانية لم يسبق لها مثيل، ويرزح تحت أزمات معيشية واقتصادية ومالية واجتماعية، بدأت ولا يعرف كيف ستنتهي. من هنا، ترى ان كثيرين يقولون: كم نحن بحاجة اليوم لأمثال اميل اده وريمون وبيار واده.
اميل الرؤيوي الذي حذّر مراراً وتكراراً مما وصلنا وأوصلونا اليه! هو الذي نُعت بأبشع النعوت ووصل بهم الامر الى تخوينه، فأثبتت الأيام والسنون انه كان على حق بما قاله وسعى اليه!
اميل اده الذي رفض المواقف الشعبوية على حساب الشعب والوطن! وهو الذي قام بإصلاحات واسعة شملت كافة الميادين الإدارية، والتعليمية، والقانونية، والاقتصادية والمالية خلال توليه رئاسة الحكومة قبل ان يصبح بعدها رئيسا للجمهورية. غادر اميل اده الى دنيا الحق تاركاً الأمانة بين يدي ريمون وبيار اللذين أثبتا نجاحاً قلّ نظيره في تولّيهما المناصب النيابية والوزارية، مِن الدفاع عن الحريات وسَنّ وتشريع القوانين كالسرّية المصرفية وشراء الذهب الذي هو آخر مرتكزات إعادة نهوض الدولة اللبنانية من كبوتها، التي أوقعها فيها أصحاب المصالح الخاصة الذين حاربوا اميل اده وتوارثوا الى يومنا هذا! هذا من دون أن ننسى مقاومة ريمون اده لاتفاق القاهرة ومعارضته توطين الفلسطينيين، ورفضه لكرسي الرئاسة المشروطة حتى لا يتحوّل الرئيس الى “إجر كرسي” بتنازله عن السيادة الوطنية.
نستذكر هذا النفس الوطني اليوم، نحن الذين من هذا النهج وهذه الرؤى. نستذكر لا لنبقى في الماضي، بل لاستحضار ما في الماضي من مبادئ وقيم وتصميم ونضال، من اجل لبنان.
إقرأ المزيد : تجديد إتفاقية التعاون بين مستشفى سيدة المعونات الجامعي ومعهد كوري في باريس