13.1 C
Byblos
Sunday, December 28, 2025
بلوق الصفحة 2064

سعيد: بعد إعلان نصرالله أنه الآمر الناهي واجب رئيس الجمهورية التنحي والاستقالة

 قال النائب السابق فارس سعيد في المؤتمر الصحافي الذي عقده “لقاء سيدة الجبل” لبحث المستجدات: “أما وقد أعلنَ أمين عام حزب الله أنه القادر والقدير على حلّ الأزمة الوطنية، بدءًا من الأزمةِ النقدية والإقتصادية من خلال القرض الحسن، وصولاً إلى تحدّي الدولة وحلّ الأزمةِ النفطية من مصادر ايرانية مروراً بأزماتِ الدواء والاستشفاء والغذاء… أما وقد أعلنَ أنه الآمر الناهي في الجمهورية اللبنانية، ضارباً بعرض الحائط اتفاق الطائف والدستور وقرارات الشرعية الدولية، يسألُ “لقاء سيدة الجبل” ما جدوى استمرارِ وجودِ رئيسٍ في بعبدا وتشكيلِ حكومةٍ او تنظيمِ انتخاباتٍ نيابية؟”

وأكد سعيد ان “أمام هكذا واقعٍ سياسي، سقطَ لبنان كل لبنان تحت الاحتلالِ الإيراني ووقعنا في المحظور، وصارَ من واجنا إطلاقَ معركةِ تحريرِ لبنان. هذا السيد أعلن أنه الحاكمُ المتحكم بالجمهورية، ومعَه سقطت الجمهورية ورئيسها موقعاً وشخصاً فالرئيس ميشال عون ليس حكماً وليس حاكماً. سقطت ادعاءات رئيسِ الجمهورية وسقطت نظرية “الرئيس القوي”. ظنّ الرئيس وخلفه جمهور واسع من اللبنانيين أن تحالفه مع “حزب الله” يجعلَ منه حاكماً، وأن وصولَه إلى بعبدا يجعلَ منه حَكماً. النتيجة كانت أنه فقد موقع الحكم ولم يحصل على موقع الحاكم. لذلك صارَ واجباً على الرئيس التنحي والاستقالة، كخطوةٍ أولى على طريقِ تحريرِ لبنان من القبضةِ الايرانية، وليتحملَ “حزب الله” مسؤوليةَ حكمِ لبنان واللبنانيين بوصفه قوةَ احتلال. فهو من اختارَ رئيسَ الجمهورية، وهو من سمّى رئيسَ الحكومة المستقيلة، وهو من يديرُ مفاوضاتِ تشكيلِ الحكومة المُرتقبة، وهو سيُشرف ُعلى الانتخاباتِ القادمة وهو من يديرُ المرافقَ والمعابر”.

وأعلن “ان “لقاء سيدة الجبل” يكرّر معادلته الذهبية: إمّا الدولة والدستور وإمّا الرئيس وحلفاؤه! لماذا يتمسّك “لقاء سيدة الجبل” بهذه المعادلة؟ لأن الاحتلالَ الايراني للبنان، كما كل الاحتلالات في العالم، لا يكتمل فقط من خلالِ القدرات العسكرية لهذا الاحتلال انما أيضاً وخاصةً من خلالِ “تعاون” و”انصياع” جزء الطبقة السياسية له؛ وترتكز العلاقة بين المحتل والمتعاون معه على مقايضة بسيطة: يعطي المتعاون جزءًا من السيادة والاستقلال للمحتل مقابل الحصول على جزء من النفوذ وغالباً ما يكون على حساب الشريك الداخلي. هذا ما فعله رئيسِ الجمهورية ميشال عون الذي أعطى جزءا من السيادة والاستقلال لحزب الله ومن خلفه ايران، مقابل الحصول على جزء من النفوذ على حساب الدستور واتفاق الطائف. وهنا نسأل أين أصبحت المادة 50 من الدستور التي تنصّ على أنّه: “عندما يقبِضُ رئيسُ الجمهورية على أزمةِ الحكم عليه أن يحلفَ أمامَ البرلمان يمينَ الإخلاصِ للأمةِ والدستور بالنص التالي: أحلفُ بالله العظيم إني احترمُ دستورَ الأمةِ اللبنانية وقوانينِها واحفظُ استقلالَ الوطن اللبناني وسلامةَ أراضيه”.

وأشار سعيد الى “انّ العديد من ممارساتِ الرئيس ميشال عون خلالَ السنوات الخمس من ولايته الرئاسية تثبتُ أنّه أقسمَ اليمين على دستورٍ لا يريدُ التقيّدَ بأحكامِه لا بل يريدُ الإنقلابَ عليه، ولذلك فهو يَعَمدُ يومياً إلى تفسيرِه وفقَ أهوائه وحسبَ مصالحَ فريقِه السياسي. إن مقاربة لقاء سيدة الجبل لاستقالة الرئيس عون تتجاوز المطلب الانتخابي، أي أن الموضوع ليس استبدال رئيسٍ بآخر، إنما يكمن في إسقاط الشرعية الدستورية والغطاء السياسي الذي يؤمنه الرئيس عون للاحتلال الايراني. فهذا الاحتلال كما قلنا يرتكز على عنصرين، الأول عسكري يستمد قوته من ايران، والثاني دستوري سياسي يؤمنه من يتعاون مع الاحتلال”.

واعتبر “انّ خروقَ الرئيس عون للدستور عديدة وواضحة وجلّية، وأهمّها:

1- قوّضَ الرئيس عون وما يزال طبيعةَ النظام السياسي اللبناني، إذ نصّت الفقرة “ج” من مقدّمة الدّستور على الآتي: “لبنان جمهوريّة ديمقراطيّة برلمانيّة…”، بينما الرئيس عون يسعى في الممارسة اليومية للحكم إلى تحويلِ النظام البرلماني إلى نظامٍ رئاسي، وهذا كلُّه من فوق الدستور. إذ أن نزوعَ  العهدِ إلى “الممارسة الرئاسية” للحكم يتنافى مع عدم المسؤوليّة السّياسيّة لرئيسِ الجمهوريّة المنتخَب لستِّ سنوات وغير القابل للإقالة إلّا في حالتَي الخيانة العظمى وخرق الدّستور!

2- إنّ هذا التحوير لطبيعةِ النظام السياسي من قبل الرئيس وفريقه ما هو إلّا ارتدادٌ لاستقواء الرئيس عينِه بسلاحِ حليفه حزب الله، ذاك السلاح الذي قال عون في شباط 2017 أنه ضروري إذ يكمّلَ عملَ الجيشِ الذي ليس قوياً كفايةً. ويناقضُ كلام الرئيس عون هذا نصّ المادتين 49 و50 من الدستور، اللتين تنصان على مسؤوليةِ الجيش اللبناني حصراً بحمايةِ أراضي الجمهورية وعلى واجبِ الرئيس في المحافظة على استقلالِ لبنان ووحدتِه وسلامةِ أراضیه. إذ كيف تستقيم هذه المحافظة في ظلِّ إقرارِ رئيسِ البلاد بضرورةِ سلاحٍ غير شرعي يمسُّ إستقلال لبنان وسيادته مساَ ظاهراً وخطيراً.

3- لقد أخلَّ الرئيس عون بمنطوقِ المادتين 7 و12 من الدستور اللتين تنّصان على المساواة بين اللبنانيين في الحقوقِ والواجبات. وهذه مساواةٌ لازمةٌ للعيش المشترك ومن دونها لا إمكانية للعيش المشترك.

عليه، فقد ميّزَ الرئيس عون بين حقوقِ المواطنين اللّبنانيّين في تولّي الوظائفِ العامّة عندما امتنعَ عن توقيعِ مرسومِ نتائج مباريات وامتحانات الخدمة المدنيّة تحت ذريعةِ تفسيراتٍ مغلوطة للمادّة 95 من الدّستور. كذلك فإنّ التأويلَ الغرضي الذي ينتهجُه الرئيس عون وفريقِه لمفهومِ الميثاقية، كرّسَ تقسيمَ اللبنانيين بحسبِ طوائفِهم ومذاهبِهم والمسيحيين بحسبِ ولائهم السياسي. إذ قدّمَ الاعتبارَ الطائفي على اعتبارِ الكفاءة، واعتبارَ الولاء السياسي ضمن الطوائف على اعتبارِ الكفاءة أيضاً. وبذلك يكونُ الرئيس عون وفريقِه قد ضربوا الدستورَ عرض الحائط مرتيّن: مرّة في التمييز بين اللبنانيين بخلاف المادتين 7 و12، ومرّة في تقديمِ الولاء على الكفاءة، بخلاف منطوق المادة 95.

4- لقد نصّت الفقرة ياء من مقدمّةِ الدستور على أنّه لا شرعية لأي سلطة تناقضُ ميثاقَ العيشِ المشترك. إنّ مفهوم العيش المشترك لا يستوي إذا غابت المساواةُ والعدالة عن منهجية السلطة وممارساتِها. لذلك فإنّ سلطة الرئيس عون هي سلطةٌ مقوضّة للعيش المشترك، إذ غطّت ولا تزال الاختلالَ الفاضح الذي يفرضُه السلاح غير الشرعي  على تطبيقِ مبدأي المساواة والعدالة… كيف لا وقد قوّضَ هذا السلاح مبدأ المساواة بين اللبنانيين أمامَ القانون، وبالتالي أسقطَ مبدأ العدالة.

5- لم يكّف الرئيس عون منذ تولّيه رئاسةَ الجمهورية عن الإمعانِ في تقويضِ الفقرة هاء من مقدمّة الدستور التي تنصّ على أنّ النظامَ قائم على مبدأ الفصلِ بين السلطات وتوازنِها وتعاونِها. لقد فعلَ ذلك في امتناعِه عن موجبِ التّوقيع على مشروعِ مرسومِ التّشكيلات ِالقضائيّة. كما فعلَ ذلك عندما غطّى، في سابقةٍ خطيرة، كتابَ وزيرِ الإقتصاد راوول نعمة عبرَ وزيرةِ العدل إلى المحقّقِ العدليّ في جريمةِ إنفجار المرفأ، لطلبِ حصْرِ التّحقيق بجرمِ الإهمال، وأيضاً عبرَ تدخّلِه بقرارِ مجلسِ شورى الدولة المتعلّق بالعلاقةِ بين المصارفِ والمودعين.

6- منذُ اليومِ الأوّل لتوليّه الرئاسة يتصرّفُ العماد عون كرئيسٍ طرفٍ يؤمّن مصالحَ فريقِه السياسي لا كرئيسٍ حكَمٍ يحرصُ على احترامِ السلطات لأحكام الدستور. إنّ انحيازاتِ الرئيس يؤكّدُها تعاطيه مع عمليّة تشكيلِ الحكومة، بدءاً بتأخيرِه الاستشارات النيابية حتّى يتأكّد من “طواعية” الرئيس المكلّف،  ثمّ مطالبتَه بحصّةٍ وزاريّة تصوّتُ داخلَ مجلس الوزراء نيابةً عنه، وهو الّذي لا يحقُّ له التّصويت، لأنّه لا يساءل سياسياً، وهو ما يجعلُ من مساواتِه في التوقيع على التشكيلة الحكومية مع رئيسِ الحكومة المسؤول سياسياً أمام البرلمان، إخلالاً فاضحاً في النظام البرلماني.

7- لقد نصّت الفقرة باء من مقدّمةِ الدستور على أنّ لبنان عربيُّ الهويةِ والانتماء، وهو ما يجعلُ لبنان جزءاً لا يتجزأ من نظامِ المصلحة العربية، بينما يمعنُ الرئيس عون في الإنحراف عن الثوابتِ التاريخية للسياسة الخارجية اللبنانية، إذ وضعَ لبنان، بمؤازرةِ حزب الله، في مواجهةِ العرب. لقد أدّى هذا الانحياز في السياسةِ الخارجية في عهدِ ميشال عون إلى الإنهيار المالي والاقتصادي غيرِ المسبوق، إذ أنّ طبيعةَ النظام الإقتصادي اللبناني الحرّ تقتضي الانفتاحَ على العالم العربي وعلى العالم لا الإنعزال عنهُما كما هو حاصلٌ الآن.

8- لقد كان عهد الرئيس عون عهدَ التضييقِ الشديد على حريةِ الرأي والتعبير التي يكفلُها الدستور. فتمّ استدعاءَ مئات الأشخاص لمجرّد تعبيرِهم عن رأيهم قولاً أو كتابةً في مخالفةٍ صريحة للنصِّ الدستوري”.

ورأى سعيد “انّ هذه الخروق الخطيرة من قبلِ الرئيس عون للدستور، استدعت ولا تزال تستدعي وبإلحاحٍ أكبر المطالبة باستقالتِه فوراً، كمدخلٍ ضروري لمعالجة الأزمة الوطنية التي باتت تهدّدُ لبنان في كيانِه وهويتِه التاريخية. وما دام الرئيس عون لم ينفكّ منذُ توليّه منصبِه عن تحويلِ رئاسة الجمهورية إلى منصّةٍ حزبية تحت حجّةِ تحصيلِ حقوقِ المسيحيين في النظام، فإنّ المطالبة باستقالتِه هي ضرورة. فالضرُر المعنوي والسياسي والإقتصادي لرئاسة ميشال عون على المسيحيين أصبح كبيراً جداً، لأنّ “العهد القوي” بات يأخذُهم رهينة، فإذا خسرَ، وهو خاسرٌ حتماً، خسروا معه وإذا ربحَ، ولن يربح حتماً، ربحَ لوحدِه”.

وختم: “أيها اللبنانيون، كلما خفنا منهم كلما انقضوا علينا بقسوة أكبر. يريدوننا ان نيأس لوضعِ اليد بسهولةٍ على لبنان، ليس امامنا سوى مقاومتهم”.

 

ابي رميا بعد اجتماع لجنة حقوق الانسان: سنوجه سؤالاً للحكومة نتيجة عدم الالتزام بقانون تعزيز حقوق الدفاع

غرّد عضو تكتللبنان القويالنائب سيمون أبي رميا عبر تويتر قائلاً:‏‏‏‏‏‏ اجتمعنا اليوم في لجنة حقوق الانسان وناقشنا القانون الذي اقر في 16/10/2020 لتعزيز الضمانات الاساسية وتفعيل حقوق الدفاع أي حقوق المتهم او المحقق معه من حين اخذه الى السجن او التحقيق.

نتيجة عدم الالتزام بهذا القانون من قبل المعنيين، سنوجه سؤالاً الى الحكومة من باب المساءلة النيابية.

الحواط : يكفي إبتزاز وإذلال للناس والهروب من المسؤولية

‏غرد النائب زياد الحواط قائلا: “يكفي إبتزاز وإذلال للناس والهروب من المسؤولية.

‏إما فلتشكل حكومة مهمة، مشروعها الأساسي خطة إقتصادية إنقاذية ، وهذا أمر مستحيل مع جماعة دمرت البلد وما زالت.

‏وإما فلنذهب إلى إنتخابات نيابية بأسرع ما يمكن ولنعد تكوين السلطة بدءاً من رئاسة الجمهورية.

‏يكفينا عنتريات وأوهام وتحصيل حقوق”.

موقع “قضاء جبيل”: إيد بإيد منتخطّى الظروف الصعبة.

يعلن موقع “قضاء جبيل” تخصيص مساحة مجّانية على موقعه الإلكتروني للشركات وأصحاب الأعمال ضمن نطاق قضاء جبيل، للإعلان عن أي فرصة عمل متوفّرة لديهم بهدف توفير اكبر عدد من الوظائف لأبناء المنطقة وبالتالي التخفيف من معدلات البطالة.

للتواصل :-الاتصال على الرقم التالي  : ٠٣/١٠٩٢٨٥

-البريد الالكتروني : info@jbeildistrict.com

يمنى الجميّل مرشحة في كسروان… هل تجمع “القوات” و “الكتائب” ؟

تتقدّم التحضيرات للإنتخابات النيابية في الدوائر المسيحية على غيرها من الدوائر، نظراً إلى أن التنوّع موجود عند المسيحيين، وهناك تيارات وأحزاب وقوى تريد القول “نحن هنا”.

لا شكّ أن حزب “الكتائب اللبنانية” بقيادة النائب المستقيل سامي الجميّل يحاول بناء حيثية خاصة به، فمن جهة يحاول شدّ عصب الكتائبيين عبر تركيز هجومه على “القوات اللبنانية”، ومن جهة ثانية يريد أن يستميل إلى صفوفه كل من ترك “التيار الوطني الحرّ” وبعض اليساريين، معتبراً أنه بهجومه المبرمج على “القوات” يستطيع تحقيق هذا الإنجاز.

وفي حين يفاخر الكتائبيون بتاريخهم النضالي منذ معركة الإستقلال عام 1943، مروراً بوقوفهم إلى جانب الرئيس كميل شمعون والشرعية خلال إنتفاضة 1958، وصولاً إلى قتالهم في وجه محاولات جعل لبنان وطناً بديلاً للفلسطينيين، لاحظ البعض كأن هناك خطّاً داخل الحزب يريد التخلّص من هذا الماضي الذي يعتبره ثقيلاً، لذلك بدأت رحلة التخلّص من قدامى الكتائب ومحاولة إستمالة بعض اليساريين.

ووسط الحديث عن محاولة الجميّل نسج تحالفات مع مجموعات من المجتمع المدني ويساريين، هناك قوى داخل “الكتائب” تعتبر أن الأمور وصلت إلى “الخطوط الحمر”، وأي تخطٍّ لهذه الخطوط سيُولّد إنتفاضة كبرى على إدارة سامي الجميّل للحزب، فكل شيء مقبول إلاّ تغيير خطّ الحزب التاريخي والتنكّر لنضاله، فلا يجوز الخجل من الماضي الذي يحتمل بعض المراجعة، والمفاخرة في الوقت نفسه بأنه حزب سقط في صفوفه آلاف الشباب دفاعاً عن لبنان.

وفي السياق، فإن المعركة الإنتخابية المقبلة ستكون مفصلية في تحديد توجّهات “الكتائب” وحجمه، وسط إصرار جناح النائب المستقيل نديم الجميّل على التحالف مع القوى السيادية وعلى رأسها “القوات اللبنانية” في دائرة الأشرفية.

وإذا كان نديم الجميّل قد نجح في استمرار تحالف الكتائب مع “القوات” في إنتخابات 2018 الأخيرة، إلاّ أنّ المفاجأة الكبرى ستأتي ليس من دائرة الأشرفية هذه المرّة بل من كسروان، حيث يعتزم عدد من الكتائبيين الضغط على القيادة للذهاب إلى تحالفات مع الحليف الطبيعي.

وقد برز على الساحة المسيحية والكتائبية والقواتية معطى جديد ومهمّ، وهو عزم يمنى بشير الجميّل على الترشّح في كسروان بعدما تردّدت أخبار عن ترشحها عن المقعد الماروني في زحلة على لائحة “القوات اللبنانية”.

ويسري خبر ترشّح يمنى في الأوساط الكتائبية والكسروانية، أما إختيار كسروان فيأتي لأسباب عدّة أبرزها أن “نصفها” من كسروان، فوالدتها النائبة السابقة صولانج توتنجي من غزير، وهناك أرضية خصبة لخوضها المعركة، في حين أن ترشحها في المتن سيأتي كرسالة موجّهة ضدّ إبن عمها سامي وعندها سيحصل شقاق كبير في العائلة وهذا الأمر لا يريده أحد.

أما النقطة الثانية، فتأتي نظراً إلى أهمية كسروان السياسية، فهي عاصمة الموارنة وهناك محاولة لتصويرها على أنها مع محور “الممانعة” بقيادة “التيار الوطني الحرّ”، لذلك لا بدّ من نزول مرشحين مثل يمنى الجميّل لمواجهة هذا الخطّ في الشارع المسيحي، وللقول إن كسروان أمينة على الخطّ التاريخي للمسيحيين الذي قاده في أصعب المراحل الرئيس بشير الجميّل، وتدعم مطالب البطريرك مار بشارة بطرس الراعي.

وبالنسبة إلى شقّ المرشحين، فقد يأتي خيار ترشيح يمنى في كسروان بعد استبعاد المرشّح “الآدمي” شاكر سلامة، كما يصفه رفاقه الكتائبيون، وعدم إحراز الوزير السابق سليم الصايغ أي تقدّم على الأرض، من هنا أتت المطالبة بأن تكون يمنى المرشحة التي يدعمها “الكتائب”، ولا دخل لترشيحها، حتى لو تحالفت مع “القوات”، بدعم “القوات” لمرشحها النائب شوقي الدكّاش.

ويُنقل عن الأوساط الكسروانية أن ترشّح يمنى تأخّر، فهي كانت تعتزم الترشّح عام 2018 لكن نظراً إلى حساسية المعركة آنذاك وعدم إتضاح الصورة بسبب قانون الإنتخاب الجديد فضّلت العائلة التريّث، أما اليوم فإن قرار الترشّح حاضر ويبقى اختيار الوقت المناسب لإعلان ذلك.

وقد تواجه يمنى مشكلة كبرى وهي عدم دعم إبن عمها سامي لترشيحها وإختيار مرشّح كتائبي آخر ينافسها، فيما تسعى مع الدائرة المحيطة بها لأن تكون مرشّحة على لائحة “القوات والكتائب” لتشكّل نقطة وصل بينهما، بدل أن يذهب حزب “الكتائب” إلى تحالفات لا تمتّ إلى تاريخه بصلة، وبالتالي فإن هذا الإستحقاق سيكون مهمّاً للحزب.

وفي حال تمّ النجاح في إبرام تحالف بين “الكتائب” و”القوات” في كسروان فإن يمنى ستكون على اللائحة، أما في حال رفض سامي الجميل ترشيحها وعدم التحالف مع “القوات” وأصرّت على إكمال المعركة، فإنها ستكون في موقعها الطبيعي إلى جانب لائحة “القوات”.

ويُبدي كتائبيون في كسروان تخوّفهم من تكرار سيناريو ترشّح رئيس حزب “الكتائب” منير الحاج على لائحة الحزب “السوري القومي” حيث حصد 7 آلاف صوت، في حين أن الكتائبيين إختاروا حينها بول الجميل فحصد منفرداً أكثر من 10 آلاف صوت، لذلك فإنه بمجرّد ترشّح يمنى الجميّل ستصب عندها حكماً الأصوات الكتائبية، فيما لن يحظى أي مرشّح آخر بدعم حزبي.

وفي السياق، فإن المعركة ليست بترشّح يمنى من عدمه، بل بوجود تيار كبير داخل “الكتائب”، يقول كتائبيون عنه، إنه يرفض سياسات سامي الجميّل وتحالفاته، وهذا التيار بدأ في الأشرفية وسينتقل إلى كسروان وسيتمدّد إلى بقية الدوائر المسيحية.

بحيرات وشلالات ومغامرات… “بالعاقورة الصيفية أحلى”

لكأن هذا البلد جمع في مساحته الصغيرة، مقتطفات خلابة من أجمل ما خطته الطبيعة على الكوكب أجمع، ما جعل من السياحة فيه، مغامرة شيّقة لأبنائه قبل الآخرين. وبما أن واقع الحال في لبنان اليوم جعل من السفر أمرا شبه مستحيل، باتت السياحة الداخلية ملاذنا الوحيد، ومن هذا المنطلق سنقوم برحلة أسبوعية إلى مناطق مختلفة من لبنان تستحق منّا زيارة هذا الصيف.

ليس غريبا أن يقع بغرامها كلّ من يزورها، والغريب قبل القريب، وليس مبالغا به حينما يصفها كثيرون بمرآة الجنة على الأرض، وبأنها من بين أجمل 5 أماكن في لبنان لممارسة رياضة المشي أو الـHiking. بالطبع، إنها العاقورة.

فالبلدة الواقعة في قضاء جبيل والتي ترتفع حوالى 1450 مترا عن سطح البحر، تشكّل أيقونة حقيقية للسحر والجمال والتاريخ، وهو ما توثقه النقوش والكتابات على صخورها والتي تعود إلى العصر الروماني. والرحلة إليها أكثر من ممتعة، لا بل نصيحة أن لا تفوّتوها.

– نبدأ من بحيراتها الشهيرة والتي يظنّ الناظر إليها أنه يتصفّح صورا مرسومة بإتقان: هي بحيرات اصطناعية أنشأها أهالي المنطقة بهدف الريّ، لكنها تحوّلت إلى معلم طبيعي يقصده الآلاف، ويخيّمون بقربه.  زوروا البحيرات، ولا تفوّتوا المغامرات التي تنتظركم هناك.

– ممارسة رياضة الهايكنغ: صنّفت العاقورة من بين أجمل 5 مناطق في لبنان لممارسة هذه الرياضة بفعل طبيعتها الأخاذة ودروبها المميزة. فأعدوا العدّة وانطلقوا إلى أحضان البلدة الجبيلية، ولا تنسوا آلة التصوير، لأن ما ستشاهدونه يستحق تخليده بصورة.

– نهر الرويس: بعد الهايكنغ، نصيحة بعدم تفويت فرصة السباحة هنا. فالنهر يتسلل بين أحضان البلدة تارك بين صخورها شلالات خلابة، تحلو السباحة عند أقدامها. فكونوا مستعدين، لتجربة فريدة ستخطف أنفاسكم، وتنسيكم في أي بقعة من الأرض أنتم.

– مغارة الرويس: يشكل استكشاف المغارة، مغامرة مميزة، فهي تتشكل من طوابق عدة، تمتد على مساحة 6 كلم داخل الجبل، وعبورها يحتاج بالطبع إلى مرافقة دليل سياحي. الممتع هنا، أنكم ستعبرون في دهاليز كثيرة، ومنها ما هو مغمور بالمياه، ما سيجعل المغامرة استثنائية.

– كنيسة سيدة القرن ومزار سيدة الحبس: في مختلف أرجاء العاقورة كنائس عدة ممكن زيارتها، إلا ان هذين المعلمين يشكلان تجربة مميزة لهواة المشي، وعاشقي التصوير. وفي مزار سيدة الجبل، ستكونون امام تحدي عبور السلالم الـ600، قبل الوصول إلى الأعلى حيث المشهد يخطف الأنفاس.

– المشاركة بقطاف الفاكهة: نشاطات فريدة من نوعها ستجدونها في هذه البلدة، منها قطاف الفاكهة، ففي حزيران وتموز، يمكن للراغبين أن يقوموا بقطف الكرز مقابل مبلغ بسيط، فيأخذون معهم ما تمكنوا من قطفه… هو نشاط ترفيهي لمن يحبون قضاء الوقت في الطبيعة، ويمكن أن يكون نشاطا عائليا بامتياز.

أضف إلى كل ما ذكرناه، أنشطة متعددة يمكن ممارستها في العاقورة منها تسلّق الجبال، واستئجار الدراجات الهوائية والـATV، كما انها تحتضن الكثير من المطاعم.

فلا تفوّتوا زيارة العاقورة هذا الصيف، وإذا لم يكفكم يوم واحد،  فلا تترددوا في تمضية الليل في ربوعها، فهي تضمّ فنادق عدة وبيوت ضيافة ستكون في انتظاركم.

بالتفاصيل -أرقام قياسية جديدة للنجمة هيفا وهبي …

0

مرّة جديدة استطاعت النجمة هيفا وهبي تحطيم الأرقام القياسية، الأمر الذي بات أمراً عادياً بالنسبة إليها، ومن اختصاصها.

وحقّق وسم (هاشتاغ) اسم هيفا أكثر من 413 مليون مشاهَدة على تطبيق “تيك توك”، باتجاه إكمال نصف البليون قريباً، من دون أن تمتلك حتى الساعة أي حساب رسمي على التطبيق.

لا صيدليات ليومي الجمعة والسبت …

‎أصدر تجمع أصحاب الصيدليات البيان الاتي: “أكد تجمع أصحاب الصيدليات على قراره التوقف القسري عن العمل يومي الجمعة والسبت المقبلين بالتضامن والتنسيق مع مراسلي نقابة صيادلة لبنان في المناطق لحشد اوسع تضامن مع هذا التحرك الرامي الى ايصال صوتنا لمن يعنيهم الامر من المسؤولين عن الوضع الذي وصل اليه الواقع الصحي والدوائي في البلد، ولوضع الحلول السريعة لهذه الازمة المستفحلة والتي تتفاقم يوما بعد يوم وبعد ما باتت الصيدليات شبه خاليه من الادوية وحليب الاطفال.

‎وأضاف البيان: وفي هذا الاطار يهمنا التاكيد على ان مطالبنا هي نقابية مهنية حياتية تتعلق بالامن الصحي للمواطن ولا دخل لنا بزواريب السياسة والسياسيين، وأن أي محاولة لاية جهة استغلال هذا التحرك وهذه المطالب لاهداف سياسية لن يفلح في حرف بوصلة تحركنا واستثماره في غير مكانه الصحيح

‎وبناء عليه فان تحركنا لا يشمل المشاركة باي اضراب او اعتصام او تظاهرة موجهة ضد اي جهة ليبقى ضمن إطاره المهني المطلبي المحق”.

تعميم المركزي الذي سرق الأضواء…

منذ اعلان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة عن مبادرته لتسديد 50 ألف دولار لكلّ مودع، ولحين صدور التعميم المفصّل حول تلك المبادرة أمس الاول، نجح الحاكم في تحقيق الهدف من تلك المبادرة، اي شراء الوقت وتوجيه النقمة الشعبية الى مكان آخر.

لم يعد يشغل بال اللبنانيين اليوم في الداخل والخارج، رغم انقطاع الادوية والمحروقات وتخطّي سعر صرف الليرة الـ14 الفاً مقابل الدولار، سوى الـ 400 دولار FRESH الموعودين بها اواخر الشهر الحالي. حتّى انّ هذه «اللهوة» نجحت في إقناع أصحاب الملايين العالقة في المصارف اللبنانية، بأنّ أموالهم ستعود اليهم، وهم ينتظرون بشغف الحصول على 400 دولار شهرياً فقط من ثروتهم وجنى عمرهم كي يبلغوا هدف الـ 25 الف دولار في غضون 5 اعوام! هذا في حال قرّروا الاكتفاء بمصروف شهري يبلغ حوالى 10 ملايين ليرة فقط (400 دولار على سعر المنصّة = 4 ملايين و800 الف ليرة + 400 دولار على سعر السوق = 5 ملايين و600 الف ليرة)، لأنّ الاستفادة من التعميم 158 ستمنعهم من سحب أي مبالغ اضافية من حسابات مصرفية اخرى، سوى على سعر صرف الرسمي عند 1507 ليرات.

ورغم انّ العديد من الخبراء الماليين والمصرفيين لا يتوقعون استدامة هذا التعميم لاّسباب مختلفة متعلقة بإمكانية تعارضه مع قانون الكابيتال كونترول المُنتظر اقراره، أو بتعثر المصارف في تمويل كلفة تطبيقه، خصوصاً بعد صدور قانون الكابيتال كونترول، الذي سيلزمها بتسريح مبالغ اكبر من السيولة النقدية للمودعين، وأيضاً لأحكام قضائية قد يتعرّض لها على غرار التعميم 151.

اما في ما يتعلّق بآلية تطبيق التعميم 158، فقد اجتمعت جمعية المصارف استثنائياً امس الاول إثر صدور التعميم، للبحث في تفاصيل تطبيقه. مع العلم انّ الجمعية سبق وأبلغت حاكم مصرف لبنان وتمنّت عليه تمويل كلفة تطبيق هذا التعميم، والمقدّرة بحوالى مليار و400 الف دولار سنوياً، لأنّ معظم المصارف لا يملك الإمكانيات المالية لتمويله، وما زال غير ملتزم بقرار تكوين سيولة نقدية لدى البنوك المراسلة بنسبة 3 في المئة من حجم ودائعه. وبالتالي، بعد ان كان مصرف لبنان اعلن في بيان سابق انّ المصارف ملزمة تمويل التعميم 158 في العام الاول من السيولة المكوّنة في الخارج، وفي العام الثاني من اموالها التي سيحرّرها من الاحتياطي الالزامي، عبر خفض نسبة هذا الاحتياطي من 15 الى 14 في المئة، عاد وقرّر المركزي في التعميم 158 تمويل كلفة تسديد جزء من الودائع بالتوازي بينه وبين المصارف منذ الشهر الاول لتطبيقه. إلّا انّ جمعية المصارف، وبعد دراسة التعميم 158، عمّمت على المصارف امس الاول شرحاً مفصلّا حول كيفية تطبيقه وآلية تحديد المستفيدين منه، لكنّها في المقابل أبدت ملاحظات عدّة وطرحت أسئلة لم تجد لها أجوبة في نصّ التعميم، حيث من المفترض ان تحصل على توضيحات حولها من قِبل البنك المركزي قبل الموعد المحدّد للبدء في تطبيق التعميم. ومن الاسئلة التي طرحتها المصارف:

– عندما يختار المودع الاستفادة من التعميم 158، هل يفقد حقه في الاستفادة من التعميم 151 في البنك المختار أو في القطاع بأكمله؟

– هل يمكن للمودع أن يختار الاستفادة من التعميم رقم 158 في أي وقت لاحق من سريان مفعوله في 31-6-2021؟ وإذا كانت الإجابة بنعم، هل يحق له الحصول على البدل الشهري المتبقي أم كامل المبلغ السنوي؟

– هل يجب فك الودائع المجمّدة لآجال محدّدة من اجل تمويل «الحساب الخاص المتفرّع»؟

– هل أنّ «الاستثناءات» التي تلحظها مسودة قانون الكابيتال كونترول ستُعتبر جزءًا من مبلغ الـ 4800 دولار أميركي المسموح سحبه سنوياً؟

– كيف يمكن ان تكون مدّة قانون الكابيتال كونترول المقترح سنة واحدة، ومدّة التعميم 158 خمس سنوات؟

– هل يمكن للمودع اختيار بنك واحد على البنوك الاخرى التي يملك فيها حسابات ايضاً، للاستفادة من كامل المبلغ المسموح به؟

– ماذا عن المودعين الذين قاموا بتحويل وديعتهم من العملات الأجنبية إلى بنوك أخرى محلية بعد 31 تشرين الاول 2019؟

– كيف يمكن لمصرف لبنان أن يوقف استفادة المودع من التعميم 151 في حال أساء هذا المودع استخدام التعميم 158، مع العلم انّ التعميم 158 نفسه في المادة 2 الفقرة 3 منه ينصّ على عدم استفادة المودع من التعميم 151 طوال فترة استفادته من احكام القرار 158؟

– هل يمكن خصم الضمانات النقدية والهوامش حتى لو كانت بالليرة اللبنانية؟

– هل يجب حسم قيمة قروض التجزئة المستقبلية بالعملات الأجنبية والتي تمّ تسديدها بالليرة اللبنانية؟

– لماذا يلحظ التعميم قروض التجزئة فقط وليس القروض التجارية المسدّدة بالليرة اللبنانية؟

– هل تُعتبر المؤسسات الفردية «شخصاً طبيعياً» ينطبق عليها التعميم 158؟

أول سقف للصوت الإنتخابي بـ 400 «دولار»

‎قدّم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة «سترة النجاة» لأركان السلطة بـ» 400 دولار اميركي» و»400 لولار لبناني» من جيوب المودعين. وإن اختلف المراقبون على تفسير الخطوة، فقد التقوا على واحدة منها، وهي تقول بضرورة إمرار الاستحقاق الانتخابي مطلع السنة الجديدة بأي ثمن، لتقفل الحنفية من بعدها، تاركاً للسلطة الجديدة ان تقلع من مكان ما. فكيف السبيل الى شرح هذه المعادلة؟

‎من المستحيل بالنسبة الى عدد من المراقبين الماليين والسياسيين فصل الخطوة التي أقدم عليها حاكم مصرف لبنان بإعادة 50 الف دولار مقسطة على 5 سنوات من ودائع اللبنانيين اليهم ابتداء من الاول من تموز المقبل، عن الخيارات السياسية المعتمدة، لمواجهة التطورات على الساحة الداخلية في هذه المرحلة بالذات، أياً كان شكل العلاقة «المتحورة» منذ فترة بين سلامة والمنظومة السياسية في البلاد.

‎فسلامة كان وما زال واحداً من أركان السلطة، أدار الملف المالي على مدى العقود الثلاثة الماضية بالتكافل والتضامن في ما بينهم. فهم من اداروا شؤون البلاد والعباد طوال تلك الفترة وحتى اليوم. وسبق له ان راهن على كثير من المبادرات والقرارات السياسية الكبرى التي لم تصدر يوماً، وبقي يغض النظر عن كل ما يجري، من دون اي يتخذ اي موقف حاسم، كما شرح في وقت لاحق، وكذلك من دون ان يفصح عن الأسباب التي حالت دون بعض الخيارات التي كان يجب اتخاذها لتحصين الوضع المالي، واستغلال المظلة السياسية التي وفّرها المجتمع الدولي أكثر من مرة، بغية تمديد فترات الإنعاش وتحصينها.

‎ولكن سلامة وغيره ممن أمسكوا بإدارة المال العام طوال العقود الماضية، يدركون أكثر من غيرهم حجم ما فرّط به القادة اللبنانيون من فرص، الى درجة التقوا فيها مع المؤسسات الاممية والدولية، الى اعتبارهم من «ملوك الفرص الضائعة» عن سابق تصور وتصميم. وتبعاً لمعنى هذه التهمة، فقد أغمضوا العيون عمّا ارتكبت أيديهم من موبقات في حق الدولة ومؤسساتها والقطاعات الانتاجية، التي تشكّل أعمدة الاقتصاد الوطني الضامن الأول والاقوى للاستقرار الاجتماعي. وكل ذلك احتُسب على اساس إحصاء مجموعة المراحل التي عبرت من دون ان ينفذوا اياً من سيل التعهدات التي قُطعت في أكثر من مؤتمر ومحطة ومناسبة، منذ مؤتمرات باريس الثلاثة وصولاً الى «سيدر 1»، وتمنّعهم عن مجاراة الدعم الدولي وملاقاته، بما يؤدي الى استثماره بأفضل الوسائل الممكنة، ضماناً لاستمراره أطول فترة ممكنة.

‎وعلى عكس ما اشتهى الخبراء في شؤون المال والاقتصاد على قلّتهم، وخصوصاً الذين بقوا خارج دائرة مكاتب السمسرة والمستشارين في القصور، الذين يتقنون إصدار الفتاوى غبّ الطلب بقدرة قادر- فقد استمرت المناكفات السياسية التي تُرجمت انهاكاً للدولة ومؤسساتها وماليتها، إلى ان جاءت التحوّلات السياسية في السنوات الثلاث الاخيرة، التي انقادت اليها البلاد، في ظل المحاور الكبرى، لتقطع الطريق على مجموعة من المشاريع التي كانت على لائحة الخطوات الاصلاحية.

‎وبدلاً من تسهيل المراحل التنفيذية مهما كانت قاسية وصعبة، فقد أمعن اهل السلطة في حروبهم الداخلية الصغيرة، وهو ما ادّى إلى تمييع الفرص واحدة بعد اخرى، الى ان انفجرت الأزمة بنحو لم يكن محتسباً في الداخل والإقليم والعالم دفعة واحدة. فألقت جائحة «كورونا» بتداعياتها الخطيرة على العالم، وزادت من مخاطر ما تعيشه البلاد نتائج انفجار مرفأ بيروت، فتعاظمت الانهيارات لتتجاوز كل القطاعات الحيوية وتعثّر قسم منها وشلّت أُخرى بنحو دراماتيكي.

‎وأمام هذه الصورة السوداوية، بدأت المعالجات النقدية الموضعية من ضمن ما هو متوافر في «بيت المال» على ندرته. فتعدّدت الخطوات الفاشلة التي أضاعت كثيراً مما تبقّى منه هدراً وسرقة، على وقع الانتفاضة الشعبية التي واجهتها السلطة باستنسابية واستخفاف. وعلى وقع ما اصاب القطاع المصرفي من وهن، تعاطت المصارف مع زبائنها بطريقة لم يألفها المودعون من قبل، لمجرد التمييز في ما بينهم، فأعطيت الاولوية لاصحاب رؤوس المال والنافذين، بطريقة لم تعد خافية على احد.

‎وعليه، ظهر العجز الحكومي مبكراً، وتوالت القرارات العشوائية وتراكمت الخطوات الفاشلة وسادت استنسابية قاتلة ترجمة لسياسة الدعم الفاشلة، التي قضت على موجودات مصرف لبنان وصولاً الى الإحتياطي الالزامي، بعدما تجاهلت مصالح صغار المودعين، وأنهت بلمح البصر الطبقة الوسطى ورفعت من نسبة الفقراء بين ليلة وضحاها، أحيت في ذاكرة كثير منهم ما شهده الأجداد إبّان الحروب العالمية.

‎ليس في ما سبق مجرد سرد للمراحل السابقة، فهي لم تغب عن اذهان اللبنانيين ويومياتهم بعد، ولكن بهدف الإشارة الى طريقة مواجهة اهل الحكم لمظاهر الازمة، وبدل التنحّي عن مواقع المسؤولية وتحاشي إعلان فشل اي منهم وغياب من تبرّع بتحمّل المسؤولية. فبعد استقالة حكومة «مواجهة التحدّيات» انفجرت موجة من الاتهامات المتبادلة، تبرأ مطلقوها من مسؤوليتهم، من دون القدرة على تحديد المسؤول الأول أو تعميمها وفق التراتبية السياسية والادارية والمالية.

‎وأمام هذه المعطيات، وعلى الرغم من الأجواء السلبية التي تحكّمت بالسعي الى تشكيل الحكومة الجديدة، فقد اختلط الحابل بالنابل ما بين المسؤولين السياسيين والاقتصاديين، وبات منطق الفصل بينهم ممكناً، وأُلقي اللوم على حاكم مصرف لبنان، الذي واصل تقديم الاقتراحات والمبادرات المالية، رغم حجم الخلافات التي تنامت في ما بينه وبين رئيس الجمهورية، كما مع رئيس الحكومة وأطراف سياسية وحزبية نافذة، الى ان اتُهم بتجاوز حدّ السلطة في بعضها، وباتت حكومة تصريف الاعمال واللجان النيابية وكأنّها مؤسسات يديرها المصرف المركزي، متحكّماً بكل خياراتها.

‎وإن دخل البعض في التفاصيل، لا يمكنه تجاهل انّ خطة مصرف لبنان لإعادة شيء من أموال المودعين تجاوزت سعي اللجان النيابية الى توليد قانون «الكابيتال كونترول»، حتى ظهر انّه، وإن ولد، سيكون لترجمة خطة مصرف لبنان، بدل ان يكون حلاً للأزمة النقدية وتنظيم العلاقة بين المصارف والمودعين. وعليه، فقد اظهرت الوقائع لاحقاً، انّ سلامة يُعدّ احد المنقذين لهم جميعاً. فهو الذي يمتلك مفاتيح لحل بعض الأزمات، وقادر على مدّهم بالاوكسيجين السياسي على الاقل لمواجهة الاستحقاقات المقبلة ومنها الإنتخابات النيابية.

‎وهناك من قرأ قرار مصرف لبنان الاخير على انّه «أول سعر للصوت الانتخابي» الذي يمكن ان تسوّق له احزاب السلطة مبكراً، وبسقف حُدّد سلفاً بـ «400 دولار اميركي» و400» لولار لبناني»، على ان تظهر قريباً قدرات الأطراف الآخرين الذين يستعدون لخوض الانتخابات على أساس تحديد سعر جديد، ما لم يتمكنوا من إقناع الناخبين بقبض سعر الدولة، على انّه حق لهم ومن أموالهم، والتصويت للطرف الآخر.

error: Content is protected !!