17.4 C
Byblos
Saturday, December 20, 2025
بلوق الصفحة 129

كنعان يبحث مع رسامني استكمال وإطلاق مشاريع المتن الشمالي ساحلاً ووسطاً وجرداً: المتن واجهة لبنان وبحاجة لاستكمال هذه المشاريع منذ ٢٠١٩

التقى النائب ابراهيم كنعان وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني وتابع معه حاجات المتن الشمالي الانمائية لمختلف القرى والبلدات، ساحلاً ووسطاً وجرداً، وتطرق البحث الى الملفات التي تم تلزيمها من موازنة العام 2024، والتي لم تنفذ بمجملها بحكم الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، وجرى تفعليها وبدأ تنفيذ بعضها في العيون والمسقى والغابة ومزرعة يشوع، وستستكمل في بعبدات السفيلة ونابيه وجورة البلوط وجل الديب والدكوانة الساحة باتجاه جسر الأشرفية، وعينطورة ودير مار الياس الشويا ومشروع المنصورية كلية الهندسة مار روكز، والقنابة بصاليم، وجل الديب نابيه برمانا، الجديدة الفنار كفرا.

كذلك جرى البحث في مشاريع العام 2025 بقيمة 3 مليون دولار تتعلق بطريق انطلياس بكفيا وصولاً الى مجدل ترشيش التي درست ولزّمت وستحال الى ديوان المحاسبة في اليومين المقبلين.

تنفيذ طريق المكلس عين سعادة

كما جرى البحث بتنفيذ طريق المكلس عين سعادة بعبدات الدوار، وبعبدات ضهر الصوان بكفيا التي تمت دراستها واضافتها على مشاريع التأهيل والتعبيد والانماء في المتن الشمالي، لتكون الموازنة تصرف بالتوازي بين كل البلدات.

استكمال مشاريع بسكنتا

كما تم البحث باستكمال مشروع بسكنتا صنين، صنين زحلة الذي كان بدأ ما قبل العام 2019 وتوقف مع الحرب، وطريق باكيش والزفت في طريق نبع جعفر وانهاء طريق الجريد ووادي الدلب وغيرها من الطرقات المتصلة بهم.

وجرى الاتفاق على متابعة التعاون خاصة في موازنة ٢٠٢٦، لاسيما في ضوء العمل الواعد الذي يقوم به وزير الاشغال في مختلف المناطق اللبنانية.

وقال كنعان بعد اللقاء : “تنفيذ اعادة تأهيل وتعبيد طرقات المتن بدأ والتنسيق والمتابعة مع معالي الوزير رسامني وفريق عمله قائم لتجنب التأخير لاسيما ان المتن بحاجة ماسة لاستكمال مشاريع كبيرة كبيت مسك والطريق الساحلي باتجاه كسروان وبسكنتا – زحلة الذين كنا قد بدأنا بتنفيذهم قبل العام ٢٠١٩ وتوقف العمل بسبب الانهيار “.

أضاف “لا بد من التنويه بتنفيذ مطلبنا المزمن، المتعلق باعادة تأهيل وتعبيد طريق المكلس المنصورية عين سعادة مروراً ببعبدات ووصولا الى الدوار، وهو مطلب مزمن، وتم تلزيمه وسنتابع تتفيده”.

رئيس الرابطة المارونية مارون الحلو يشكر المهنئيين ويحدد أولويات الرابطة في المرحلة المقبلة!

شكر رئيس الرابطة المارونية المهندس مارون الحلو بإسمه وأعضاء المجلس التنفيذي الجديد، الذين شاركوا في حفل تقبل التهاني في قاعة كاتدرائية مار جرجس ــ وسط بيروت، من ممثلين لرئيس الجمهورية وقيادة الجيش، والوزراء والنواب الحاليين والسابقين والمرجعيات الروحية والزمنية من أساقفة وكهنة ورهبان وراهبات، رؤساء المجالس الإنمائية والإعمارية، المدراء العامون، رؤساء النقابات والهيئات الاقتصادية والعمالية، رؤساء بلديات واتحاد بلديات والوفود الشعبية من كافة المناطق، على تهنئتهم لتوليهم المسؤولية في الرابطة المارونية، وهذه المشاركة إنما تدل على ثقتهم بالمجلس الجديد والامل الذي يعولون عليه في قدرته على إحداث نقلة نوعية فيها.

وفي هذه المناسبة، أكد الحلو أن الرابطة مقبلة على مرحلة جديدة عنوانها التجذر والتجدد، بالتزامن مع المستجدات الإيجابية التي يشهدها لبنان على كل الصعد؛ وفي هذا السياق يأمل المجلس الجديد وضع برنامج عمل يخدم آمال المجتمع اللبناني لاسيما المكون المسيحي وتطبيقه في اقرب وقت، خصوصاً وأن المجلس التنفيذي الجديد الذي يضم 17 عضواً هو متضامن ومتكافل للعمل والمثابرة لتحقيق البرنامج المُشار إليه.

ولفت الى ان نظام الرابطة يتضمن وجود 17 لجنة متخصصة تضم كل واحدة منها 15 شخصاً من المنتسبين لها حيث تنتخب كل لجنة رئيس لها بما يشكل مجموع العاملين حوالي 250 شخصاً، ما سيجعل من الرابطة خلية نحل تعمل لخدمة الأهداف على وضعناها في برنامج العمل.

وعن أبرز المواضيع التي ستسعى الرابطة المارونية للعمل عليها لما فيها الخير العام للبنان، قال المهندس الحلو:” كما ذكرت في كلمتي عندما زرنا غبطة البطريرك الراعي، سنطلق ديناميكية مَنبَتُها وأساسُها من الجذور أي الأصالة والصلابة والرؤية المستقبلية؛ لكننا لن نتوقف عند الماضي بل سننطلق منه الى الحداثة والتجدد ووسائلها ولغتها”.

أضاف:” أن تكيّف المجتمع الماروني اليوم كما سائر المكونات اللبنانية مع الحداثة ومواكبة التطور العالمي سيدفعنا لإعادة وصله بجذورنا وأصولنا التاريخية ليعود معها لبنان الى التألق، أي لبنان الفكرة التي نشأ على أساسها. وهذه الانطلاقة تتضمن العديد من النشاطات المتنوعة وفق حاجات الموارنة المنتشرين على كامل الأراضي اللبنانية، الى جانب النشاطات التي تقوم بها الرابطة كالعرس الجماعي، والمناسبات الروحية والإجتماعية وعقد الجمعيات العمومية.. كما سنتناول القضايا الوطنية والإجتماعية التي تلمس مكامن الوجع عند اللبنانيين عموماً والموارنة خصوصاً كالمشكلة الصحية للعمل على معالجتها مع المؤسسات المارونية، كما يتضمن برنامج عملنا المرتقب السعي ما أمكن لحل تداعيات المشاكل المالية المتعلقة بالتربية والتعليم لناحية كيفية تسديد الأقساط المدرسية في كافة مراحلها، والعمل على تشجيع الدخول الى الجامعة اللبنانية، مع العلم أن هناك مؤسسات محلية وخارجية تدعم الطلاب في تعليمهم؛ لكن يجب توفير خطة حكومية شاملة ومستدامة بمظلة واسعة لتأمين التعليم لجميع اللبنانيين، فنحن لا نستطيع حل مشاكل كل القطاعات في لبنان إنما سنضع جهدنا على الأقل لمساعدة المكوّن الماروني لتخفيف الأعباء خصوصاً عن الفئات المتواجدة في الجبل والقرى وبلدات الأطراف كي لا يضطروا الى بيع أملاكهم لإكمال تعليم أولادهم”.

وتابع:” لدينا أيضا مشكلة السكن للشباب التي تؤخر زواجهم بخاصة للجيل الجديد، لإفتقاره للإمكانات المالية على الرغم من بدء حلحلة هذا الموضوع مؤخرا عبر إعطاء القروض السكنية؛ وبالإضافة الى المواضيع الإجتماعية هناك قضايا وطنية سنتطرق لها في ظل التغيير الديمغرافي الذي يشهده لبنان، والعمل على تنظيم ندوات تعالج موضوع النظام السياسي واللامركزية.. لاشك أن العمل كثير لكننا نأمل أن يكون الفعلة كثيرون لنحقق الآمال التي قد تكون أكبر من طاقتنا”.

وفيما أشار رئيس الرابطة المارونية مارون الحلو الى أن دورها ليس سياسياً، قال” سنعمل لجعل الرابطة مساحة حوار لكل المكونات سعياً للتعاون في إيجاد حلول للمشاكل اللبنانية المزمنة والمستعصية.

أخيراًُ، شدد المهندس الحلو في كلمته على:” نريد أن نجدد الأمل ونعيد الثقة الى اللبنانيين بوطنهم، وبالتالي إعادة وهجه وتألقه الذي فقده في السنوات الأخيرة بحيث يفتخرون بإنتمائهم للبنان فلا تعود الهجرة ملاذهم المفضل”.

بالصورة-فنانة لبنانية تخلع الحجاب بعد 7 سنوات

فاجأت الفنانة اللبنانية أمل حجازي جمهورها بظهورها بدون حجاب عبر “إنستغرام”، بعد ارتدائه منذ عام 2017. وأرفقت صورتها بتعليق: “Hello life – مرحباً بالحياة”، في خطوة أثارت تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل.

خبر مؤلم لعشاق كرة القدم.. وفاة لاعب شهير بحادث سير

توفي مهاجم ليفربول ديوغو جوتا في حادث سيارة، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الإسبانية.

بالفيديو-طريق المطار مُضاءة للمرّة الأولى منذ سنوات

فيديو يظهر طريق المطار مُضاءة للمرّة الأولى منذ سنوات، وهي ضمن مشروع تأهيل طريق المطار المموّل من MEA.

الطقس غدا قليل الغيوم مع انخفاض طفيف في الحرارة

توقعت دائرة التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية في المديرية العامة للطيران المدني ان يكون الطقس غدا ، قليل الغيوم مع انخفاض بسيط بدرجات الحرارة، واحتمال تكون الضباب على الجبال المتوسطة الارتفاع.

وجاء في النشرة الآتي:

-الحال العامة: طقس صيفي معتدل يسيطر على لبنان والحوض الشرقي للمتوسط خلال الأيام المقبلة ، مع درجات حرارة ضمن معدلاتها الموسمية ورياح ناشطة شرقي البلاد.

ملاحظة : معدل درجات الحرارة لشهر تموز: بيروت بين 24 و 32، طرابلس بين 20 و 31، زحلة بين 18 و 34 درجة.

تحذير: من خطر تجدد الحرائق في المناطق الشرقية والشمالية بسبب الرياح.

-الطقس المتوقع في لبنان:

الخميس:

قليل الغيوم إلى غائم جزئيا أحيانا دون تعديل يذكر بدرجات الحرارة، بينما تبقى الرطوبة مرتفعة مما يزيد الشعور بالحر على الساحل، تنشط الرياح في المناطق الداخلية مع تكون الضباب على الجبال المتوسطة الارتفاع حيث تسوء الرؤية.

الجمعة:

قليل الغيوم مع انخفاض بسيط بدرجات الحرارة، ويحتمل تكون الضباب على الجبال المتوسطة الارتفاع.

السبت:

قليل الغيوم مع ارتفاع بسيط بدرجات الحرارة.

الأحد:

قليل الغيوم اجمالا مع ارتفاع بدرجات الحرارة في المناطق الداخلية والجبلية، دون تعديل يذكر على الساحل.

-الحرارة على الساحل من 23 الى 30 درجة ، فوق الجبال من 15 الى 28 درجة ، في الداخل من 18 الى 31 درجة.

-الرياح السطحية: جنوبية إلى جنوبية غربية نهارا، جنوبية شرقية ضعيفة ليلا، سرعتها بين 10 و 35 كم/س، تنشط أحيانا شمال شرق البلاد فتصل الى 60 كم/س.

-الانقشاع: جيد إجمالا.

-الرطوبة النسبية على الساحل: بين 45 و 85 %.

-حال البحر: متوسط ارتفاع الموج الى مائج أحيانا,

حرارة سطح الماء: 27 درجة.

-الضغط الجوي: 757 ملم زئبق.

-ساعة شروق الشمس: 5,32

-ساعة غروب الشمس: 19,53

تعيين الدكتور سافيو بركات منسقًا لقضاء جبيل في حزب القوات اللبنانية

تم تعيين الدكتور سافيو بركات، إبن بلدة مزرعة السياد – جبيل، منسقًا لقضاء جبيل في حزب القوات اللبنانية، خلفًا للدكتور بشير الياس.

وتوجه بركات بالشكر للدكتور سمير جعجع على ثقته و قال : أعاهده العمل الدؤوب في سبيل إنجاز المهمة على أكمل وجه ، وأعاهد قوّاتيي بلاد جبيل أن أكون إلى جانبهم أخاً مناضلاً رفيقاً جامعاً ومؤازراً .

وختم قائلاً: لنبقى ونقوى …. ونستمر

توقيف كاتبة عدل

عُلم ان الشرطة القضائية في قوى الأمن الداخلي أوقفت كاتبة العدل ه.ك، بعد صدور قرار ظني من قبل قاضي التحقيق بجرم تزوير في ملف قديم، حيث كان قد أخلي سبيلها سابقا قبل اختتام الملف.
وعُلم أن عملية التوقيف جاءت بسبب عدم حضور كاتبة العدل المذكورة جلسات تحقيق سابقة.

بالصور-جعجع استقبل وفدًا من العاقورة بحضور النائب زياد الحواط

أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أن “إحدى ركائز قوتنا الأساسية، إلى جانب الأرض والكرامة والإرادة والحرية، هي الانتشار اللبناني. ولولا هذا الانتشار، خلال السنوات  الماضية، لكان الكثير من الناس قد اضطروا إلى مغادرة البلد، ولكانت سبل العيش قد انعدمت بالكامل أمامهم. لذا، فإنّ محاولة إبعاد المغتربين عن الشؤون الوطنيّة أمر مرفوض كلّيًّا”، مشدّدًا على أننا “جميعًا معنيّون بهذه المواجهة الكبرى، التي عنوانها بسيط: إما أن نربط الانتشار بلبنان أكثر فأكثر كي يعود تدريجيًّا كلما تحسّنت الأوضاع، أو أن نُقصيه تمامًا ونقول له: “ابقَ في الغربة، لا علاقة لك بلبنان، صوتك يبقى في الخارج ونحن نقرّر عنك شؤونك في الداخل. وهذا مبدأ مرفوض تمامًا”.

ولفت جعجع إلى أننا “في حزب القوات اللبنانية، وفي تكتل الجمهورية القوية، ومع حلفائنا في حزب الكتائب اللبنانيّة، والتغييريين، وحتى في الحزب التقدمي الاشتراكي، وتكتل الاعتدال الوطني، ومجموعة كبيرة من النواب المستقلّين، قرّرنا أن نعمل بكل ما أوتينا من قوّة ووسائل ديمقراطيّة وقانونيّة، كي نعيد الحقّ إلى المغتربين اللبنانيين ليصوّت كلّ واحد منهم في بلدته، في منطقته، في وطنه، ليبقى على صلة بلبنان، وألّا يُفصل عنه”.

كلام جعجع جاء خلال استقباله وفدًا من بلدة العاقورة، ضمّ: رئيس البلديّة بطرس مهنا وأعضاء المجلس البلدي، مختار العاقورة بطرس الهاشم، وحشد من الأهالي بحضور: عضو تكتل “الجمهوريّة القويّة” زياد حواط، رئيس جهاز الشهداء والأسرى والمُصابين في “القوات” المكلّف بمهام منسق منطقة جبيل حاليًّا شربل أبي عقل، رئيس مصلحة الطلاب عبدو عماد، رئيسا مركزي “القوات” في العاقورة فادي الهاشم وطوني عرب.

واعتبر جعجع أنه “تم، بتواطؤ من بعض القوى، العمل على فصل المغتربين، وعزلهم، ومنعهم من التصويت في الداخل اللبناني، في حين أنّ عملنا كلّه، على مدى مئة عام، يقوم على الربط بين المغتربين ولبنان. فلا يوجد مغترب لبناني غادر البلاد من تلقاء نفسه أو حبًّا في السفر، بل أُجبر على مغادرة الوطن بسبب الأوضاع المتردّية أو غير المستقرّة أو لانعدام سبل العيش الكريم. غادر لبنان مكرهًا، ومع ذلك، بقي يحمل الحنين والرغبة بالعودة أو، على الأقل، البقاء على تواصل مع أجواء لبنان. واليوم، حين نمنعه من التصويت في الداخل اللبناني، فإننا نقول له بشكل غير مباشر: “انسَ لبنان نهائيًّا”. فكيف لمغترب أن يهتمّ بشؤون بلدته ومنطقته ووطنه إذا لم يُسمح له بالمشاركة الفعليّة في الانتخابات النيابية؟”.

وشدّد جعجع على أن “وجود بعض الأحزاب التي لديها إجرام في تفكيرها، فلمجرّد أنهم يعلمون بعدم امتلاكهم أكثرية بين أصوات المغتربين، يسعون لإقصائهم عن التصويت في لبنان، لأنهم يعلمون أنّ هذه الأصوات قد لا تصبّ في صالحهم. ولهذا السبب بالتحديد، أدرجوا في القانون الحالي بندًا يفصل المغتربين عن الداخل، ويمنعهم من التصويت فيه، ولا يسمح لهم إلا بالاقتراع في الخارج لمرشّحين مخصّصين للاغتراب، عددهم ستة نوّاب فقط”.

تابع: “هل تعلمون كم لبنانيٍّ سجّل للمشاركة في الانتخابات الماضية وكم عدد المغتربين المدرجين على لوائح الشطب؟ 150 ألفًا سجّلوا، في حين أنّ عدد اللبنانيين المغتربين المسجّلين على لوائح الشطب يقارب المليون. نحن نقول لهؤلاء المليون لبناني: لا تعودوا، لا تفكروا بلبنان، ابقوا في الخارج، اهتموا بشؤونكم هناك، وسنعيّن لكم ستة نواب فقط ليهتموا بقضاياكم”.

وسأل: “هل يُعقل أن يقوم بذلك إنسان يملك ذرّة وطنيّة، أو ذرّة إنسانيّة، أو شعورًا بالمسؤوليّة؟! لقد قاموا بذلك، أو يحاولون القيام به. ونحن تصدّينا لهم، وسنواصل التصدي لهم حتى النهاية. ولكن علينا جميعًا أن نكون متّحدين في هذا المسار”.

ولفت إلى أنّ “ما حدث في الجلسة الأخيرة لمجلس النواب هو التالي: هناك 67 نائبًا وقّعوا على اقتراح قانون معجّل مكرّر بشأن تعديل المادة 112 من قانون الإنتخابات المتعلّقة باقتراع المغتربين. هذا النوع من اقتراحات القوانين يُقدَّم عندما يكون الأمر ملحًّا، ويُفترض أن يُدرَج مباشرة على جدول أعمال أول جلسة نيابيّة بعد تقديمه. ومنذ أربعين عامًا حتى اليوم، لم يحصل أن قُدّم اقتراح قانون معجّل مكرّر ولم يُطرح في أول جلسة، إلا اقتراح القانون هذا فقط، والذي يهدف إلى إعادة حقّ التصويت للمغتربين في الداخل والذي قُدّم في أيار الماضي، ووقّع عليه 67 نائبًا. فلا تصدقوا كل ما يُقال، باعتبار أن هناك الكثير من الغش والكذب. عندما لم يدرج اقتراح القانون على جدول أعمال الجلسة عمدنا إلى إعداد عريضة لمطالبة الرئيس نبيه بري لإدراجه على جدول الأعمال وقد وصل عدد الموقّعين عليها إلى 62 نائبًا حتى الآن، ونحن مستمرّون بالعمل للوصول إلى 65 نائبًا”.

واعتبر جعجع أنّها “مواجهة كبرى، وليست مسألة ربح أو خسارة، بل مسألة موقف مبدئيّ: إمّا أن نُبقي على صلة المغتربين بوطنهم، أو نقول لهم: “ارحلوا، الله معكم، لا شأن لنا بكم، ولا شأن لكم بنا”. هذه المواجهة بدأت في الجلسة الماضية، وستستمر، ولن نستكين، لأنّها مواجهة محقّة. فهل يُعقل أن يكون أكثر من نصف المجلس مع اقتراح قانون ولا يُدرج على جدول الأعمال؟! ولِمَ كل هذا التأخير؟! قد يقولون إنهم سيطرحونه آخر السنة، أو إنّهم يريدون إرساله  إلى اللجان الفرعيّة. كيف يُرسَل إلى لجنة فرعية ووزارتا الداخلية والخارجيّة تحتاجان، من الآن حتى مهلة شهر منه تقريبًا، إلى معرفة القانون الذي ستُجرى بموجبه الانتخابات في الخارج، كي تبدآ التحضير لها؟! فتسجيل المغتربين يبدأ في تشرين الأول أو الثاني، أي بعد ثلاثة أشهر فقط، وإذا لم يُعرف القانون الذي ستُجرى على أساسه الانتخابات، كيف ستتحضّر وزارة الخارجية لتنظيمها في الخارج؟ كلّ هذا يجري من أجل التخلص من أصوات المغتربين، لأنّ بعضهم يظنّ أنّ المغتربين لن يصوّتوا لهم. وها هم يثبتون للمغتربين لماذا يجب ألّا يصوّتوا لهم أصلًا”.

وأكّد جعجع أننا “كلنا معنيّون، وسنواصل نضالنا بكل الوسائل الديمقراطيّة. وقد تلقيت اتصالات كثيرة من الجاليات اللبنانية في الخارج، ومن مجموعات اغترابية بدأت هي أيضًا تتحرك، لأنّ ما يجري غير مقبول على الإطلاق”.

ومن جهة أخرى، اعتبر أن “الأولويّة تبقى أن يكون لدينا دولة فعليّة في لبنان”، وقال: “حتى اللحظة، لم نصل إلى هذه الدولة. وطالما لم نصل إليها لن نتمكن من تحسين أوضاعنا، وكي تقوم هذه الدولة يجب أن يكون لدينا في البلاد سلاح واحد فقط. فالمعادلة واضحة وبسيطة”.

واستطرد: “بعضهم يقول إنه يجب ألا نرضخ للضغوط الأميركيّة، في حين أن لا علاقة لنا بضغوط أميركيّة أو غيرها. هذه دولتنا، وهذا بلدنا، وهذا ما يجب أن يتمّ، يقولون: إسرائيل موجودة في الجنوب، في حين أنّ هذا الامر سبب أوّليّ لكي نكون بحاجة لدولة فعليّة، وإن لم يصبح لدينا هكذا دولة فنحن لن نتمكن من التحرّك لا شمالًا ولا يمينًا، لا من ناحية سياديّة أو لناحية المساعدات الخارجيّة، وطالما هناك سلاح خارج إطار الدولة فلن تقوم دولة فعليّة، وبالتالي أكثر موضوع ملح ومطلوب معالجته في الوقت الراهن هو وضع جدول زمني واضح لا يتجاوز بضعة أشهر، تقوم الدولة بموجبه بجمع كل الأسلحة لصالحها”.

وشدّد على أن “هذا الموضوع رئيسي وعلينا جميعًا العمل من أجل أن نوصله إلى خواتيمه المرجوّة، وحتى الآن، هناك بطء شديد لا أعلم سببه، لكن هذا البطء سيؤدّي في النهاية إلى كارثة علينا جميعًا كبلد. فهل يُعقل، بعد كلّ ما مررنا به، وحلمنا الكبير بأن يكون لنا دولة قادرة وقويّة، أن نبقى على الوضع نفسه الذي عشناه لأربعين عامًا؟! طالما لم يُجمع السلاح من جميع الفرقاء في الداخل، إن كان اسمه “حزب الله” أو “منظمات فلسطينيّة” أو أي جهة أخرى، لن يكون لدينا دولة فعلية”.

وكان قد استهل جعجع كلمته بالترحيب بالحضور، وقال: “لقد أضفى بطرس، رئيس البلدية، على المناسبة طابعًا رسميًّا بعض الشيء، بينما في الحقيقة هي ذات طابع عائلي أكثر بكثير. أنتم هنا في بيتكم، وأنا في غاية السرور بوجودكم. يسعدني أنّنا، بعد سنوات وسنوات لم تسنح لنا الفرصة خلالها باللقاء، تمكّنا أخيرًا من ذلك. أهلًا وسهلًا بكم من القلب”.

وتابع: “كما تعلمون، كل هيكل لا بدّ أن يقوم على أعمدة، كذلك هو حال لبنان، فهو أيضًا له أعمدة يقوم عليها، سواء شئنا ذلك أم أبينا. والعاقورة هي واحدة من هذه الأعمدة. لقد عدّد بطرس في كلمته بعضًا من هذه الأعمدة في لبنان، ولا شكّ أنّ هناك أعمدة أخرى أيضًا، إلا أنّ العاقورة من دون أدنى شكّ تُعدّ من أعمدة لبنان. شأنها في ذلك شأن تنورين، إهدن، بشري، دير الأحمر، زحلة، بكفيا، دير القمر، وسائر قرانا الكبيرة. ولاحظوا كيف أنّ التاريخ ينتقل من مكان إلى آخر، كأنّه ضوء كشاف يتحرّك من بقعة إلى أخرى، لكنّه يسلّط نوره دائمًا على العاقورة. ولهذا، تقع على عاتقكم مسؤوليات كبيرة. لا تفرحوا فقط لكون العاقورة من أعمدة لبنان، لأنّ هذا يحمّلكم أعباءً ومسؤوليّات جسيمة، كي تنال هذه البلدة حقوقها، وهي حقوق لم تحصل عليها منذ زمن طويل، وذلك لعدّة أسباب ، منها ما هو خارجي، أي من خارج العاقورة، ومنها ما هو داخلي، أي من داخلها. أسمى تمنياتي أن تزول الأسباب الداخلية تمامًا، وقد زالت إلى حدّ كبير، كي تتمكّن العاقورة من تحمل مسؤولياتها كأحد أعمدة هذا الكيان على أفضل وجه”.

وتوجّه بالتهنئة القلبيّة للمجلس البلدي الجديد، وقال: “الانتخابات التي جرت كانت بالفعل ديمقراطيّة للغاية، بغض النظر عن كيفيّة تقلب نتائجها. العملية برمّتها لم تثر أي اعتراضات أو ملاحظات تُذكر. وأنا، الذي تابعت الانتخابات في العديد من المناطق والبلدات اللبنانيّة، لم أسمع أحدًا يشكّك بمدى ديمقراطيتها، ولا سيما في منطقة متنوعة كالعاقورة. مبارك لكم، مبارك للبلدية، ومبارك للعاقورة. وكما قال رئيس البلدية، المهم أنّ الانتخابات أصبحت وراءنا، والمستقبل أمامنا”.

وتوجّه إلى رئيس البلديّة بالقول: “ريّس بطرس”، أودّ أن أقول لك بكل صراحة: بقدر فرحتي بتوليك رئاسة بلدية العاقورة، بقدر ما أشعر بثقل المسؤولية، لأنّ العاقورة تحتاج إلى الكثير من العمل الجاد. لذلك، لا أكتفي بالأمنيات، بل أطلب منك ألا تكلّ ليلًا أو نهارًا، مع جميع أعضاء المجلس البلدي، كي تعملوا على سدّ كل الثغرات الموجودة في العاقورة. أما نحن، فلا حاجة لأن نُوصى، فنحن من دون شكّ خلفكم. لا يمكننا أن نكون أمامكم على المستوى المحلي، على المستوى الوطني نحن بطبيعة الحال أمامكم، ولكن على المستوى المحلي أنتم مَن يجب أن يكون في المقدمة، ونحن خلفكم، إلى جانبكم، إلى شمالكم ويمينكم، قدر ما تشاؤون، لكن لا بدّ أن تكونوا أنتم في الطليعة. هذا يعني أنّ عليكم وضع خطة عمل واضحة، وتحضير ملفاتكم بإتقان، لكي نتمكن من دعمها ملفًا تلو الآخر”.

وتوجّه إلى الحضور بالقول: “أنتم في منطقة جبليّة، ومن منطقة جبيل، ولكم نائب نادر مثيله، نائب يعيش مع شعبه، ليلًا ونهارًا، لا يشغله شيء سوى قضاياهم وهمومهم. وبالتالي، كلّ شيء جاهز ليتحقّق، شرط أن تقوموا بتحضيره أنتم”. وشدّد على أنّ “الملف الذي لا يكون محضّرًا كما يجب، لن يؤدّي إلى نتيجة. فإذا جئتم كبلدية إلى نائبكم، زياد حوّاط، وقلتم له إنّ البلدة تعاني من غياب المياه والصرف الصحي وسواها، فماذا يمكنه أن يفعل؟ لا يمكنكم فقط أن تلقوا عليه مجموعة من الشكاوى من دون تنظيم. أمّا إذا أتيتم إليه بملفّ واضح المعالم، كأن تقولوا إن هناك طريقًا محدّدًا نريد شقّه لأنه يحرر مساحات شاسعة من الأراضي، فسيأخذ الملف، وإن كان فيه ما يحتاج إلى عمل، فسنعمل عليه، وإن لم يتمكن هو من إنجازه، سيتواصل معنا بشأنه، وأنا أعدكم أنني سأتابع كل ملف يصلني حتى النهاية”.

تابع: “لا تنسوا عندكم أيضًا دعم أساسي في اتحاد البلديات من خلال رفيقنا الدكتور بشير إلياس، الذي ناضل طويلًا، ومن خلال نضاله أصبح رئيسًا لبلدية ميفوق، وهو في الوقت عينه نائب رئيس الاتحاد، ويتابع ملفات عدة. وأعتقد أن رفيقنا بشير سيكون على قدر المسؤوليّة. لذلك، يا شباب البلدية، يا عموم أهالي العاقورة – وأحبّ هذا التعبير لأنّ استخدامه نادر – تأكدوا أنّ أمامكم فرصًا كبيرة وكلّ شيء متاح أمامكم. لا تخطئوا الظنّ، فاليوم أصبحت يدنا في الدولة قادرة على الوصول، ليس إلى كلّ شيء، لكن إلى الكثير. عليكم أن تحضّروا ملفاتكم كما يجب، ونحن سندعمكم طالما نحن موجودون”.

ختم: “أهنئكم مجددًا بانتخاب البلدية الجديدة في العاقورة. وأهنئ البلدة على العملية الانتخابية، لأنه رغم حدّتها، كانت من المرّات النادرة التي قبل فيها الجميع النتائج كما هي، من دون اعتراضات أو طعون. هذه بداية ممتازة. وأهم ما في الأمر، أن البلدية الجديدة تعتبر أنّ الانتخابات باتت خلفها، وأنّ الوقت الآن للعمل. علينا جميعًا أن نعمل معًا، لعلّنا نتمكّن، خلال السنوات الخمس المقبلة، من تعويض ما فات العاقورة خلال الخمسين سنة الماضية. في هذا السياق، نائبكم، ومنسّق المنطقة الحاضر معنا الآن، ونحن في حزب “القوات اللبنانية”، وأنا شخصيًّا، بما أكنّه للعاقورة من مشاعر طبيعيّة، نؤكد لكم أننا إلى جانبكم بالكامل. لكن في ما يخصّ شؤون العاقورة، يجب أن تكونوا أنتم في المقدّمة. أتمنى لكم كل النجاح. وإن شاء الله، يكون لنا لقاء قريب عند أول خطوة جدّيّة في العاقورة، لتبقوا دائمًا في قلب الخير”.

مهنا

من جهته ألقى رئيس البلديّة بطرس مهنا كلمته قال في مستهلها: “حكيم، إنّ هذا لأعظم شرف لي في مسيرتي السياسية المتواضعة، أن أكون على هذا المنبر الذي تقف عليه حضرتك. وهذه أول مرّة، في حياتي، يحدث فيها أمران في آنٍ معًا. أولًا، سأقرأ خطابًا مكتوبًا ومقتضبًا، وثانيًا، هي المرّة الأولى التي تتحدّث فيها “القوات اللبنانية” بلسانٍ عاقوري، وليس العكس. مع العلم، وإذا ما عدنا إلى الوجدان واليقين، فأنا أعتقد أنّ كل عاقوري يجب أن يكون قواتيًا، رغم أنّ كثيرين – وللأسف – وضعوا البطاقة في الجيب، ولكن كان في القلب شيء آخر. ومع ذلك، نحن نبقى أبناء العاقورة، ونبقى “قوات لبنانية”.

تابع: ” لقد أتيناك من أولى جبّات الموارنة، من تاريخ المقدمين، من قمم النسور، من أرض الشهادة، من بلدة الإيمان بالله ولبنان. إنّ العاقورة في حضرتك ليست مجلسًا بلديًا فحسب، بل هي رسالة احتضان متبادل، وعهد نضال مشترك من أجل القضية، في لحظة الانتصار اللبناني على كل التحديات. بهذا المعنى، تحضر بشري، إهدن، تنورين، العاقورة، زحلة، دير الأحمر، وسائر بلدات هذا الجبل العصِيّ، التي لم تكن يومًا بحجم حدودها وعدد سكانها، بل كانت في قلب متاريس الكيان، وروحه، وحرية أبنائه، لدى كل الطوائف والمذاهب، وعند من أدرك ذلك، ومن لم يدرك. أيها القائد المناضل، لقد علمتنا أن لا مراتب بين اللبنانيين سوى مراتب النضال والتضحية. وعلّمتنا أيضًا أنّ الانتصار لا تُترجم معانيه إلّا بالمسؤولية. لقد جئناك مقدّرين وشاكرين، ليس فقط على ماضٍ انتصرت فيه على التحديات الشخصية، وفي المعركة الوطنية العامة، بل على حاضرٍ تجتمع فيه كل انتصارات المرحلة، وعلى مستقبلٍ واعد بقيام الدولة، ودوركم الحاسم في هذا الطريق. اسمح لي، باسم من لبّى نداء زيارتكم اليوم من أهل بلدتي، وباسم المجلس البلدي، أن نُفسح أمامكم لنقول إنّنا نقيم رهانًا على رعايتكم، وعلى رعاية حزب القوات اللبنانية لبلدتنا، كما لسائر البلدات التي نَعِمَت بهذه الرعاية. إننا في هذا المجال نطمح أن يُؤخَذ في الحسبان دور بلدتنا في معادلة العمل الوطني والسياسي، من خلال حزب القوات اللبنانية، بقيادتكم الحكيمة”.

وأكّد أنّ “المجلس البلدي يقف على مسافة واحدة من جميع أبناء العاقورة وعائلاتها، حيث لا انقسام ولا تقسيم. وإنني، من هذا المنبر، أدعو الأعضاء المستقلين إلى العودة عن استقالتهم، والمشاركة الفعلية والنشطة في الإدارة المحلية للبلدة. هذا الإدراك هو إدراك عميق وتأسيسي في تاريخ بلدتنا، ويتصل بوحدتها، ووحدة عائلاتها. ومن يخالف هذا الإيمان، يتنكّر لمعنى وجوده الاجتماعي والتاريخي في بلدتنا الحبيبة، العاقورة”.

ختم: “شكرًا لك. شكرًا للذي لم يحنِ رأسه إلّا لمهابة ربه ولبنان”.

السلاحُ على طاولةِ بارّاك: لبنانُ في امتحانِ الكلمةَ الفصل

لم يكنْ لبنانُ يومًا على هذا القدرِ من الهشاشةِ في ميزانِ الصراعاتِ الكبرى. فبعد أن انطفأت نارُ الحربِ الإسرائيليّة ـ الإيرانيّة، تاركةً وراءها رمادًا ساخنًا في غزّةَ وجنوبِ لبنان، يعودُ الملفُّ الأكثرُ حساسيّةً إلى الواجهة: سلاحُ حزبِ الله، وهذه المرةَ من البوّابةِ الأميركيّةِ مباشرةً، وبيدِ موفدٍ يحملُ تفويضَ الحسمِ لا التفاوض، اسمه طوم بارّاك. فقد تحوّلت هذه القضيّةُ رسميًّا إلى بندٍ رئيسيٍّ في دفاترِ التفاوضِ الإقليميّ، وباتت تتصدّرُ أجندةَ واشنطن في رسمِ خرائطِ ما بعدَ الحربِ بين إسرائيلَ وإيران.

في زيارتهِ الأولى، جاء بارّاك في ذروةِ التصعيد. كانت الصواريخُ تتساقطُ فوقَ تلِّ أبيب، والطائراتُ الإسرائيليّةُ تقصفُ عمقَ إيران، والعالمُ يتأرجحُ على حافةِ مواجهةٍ إقليميّةٍ كبرى. يومها، كانت زيارتُه أشبهَ بجسِّ نبضٍ لدولةٍ تتقلّبُ بين شظايا الانهيارِ الماليِّ ورمالِ الاصطفافِ الإقليميّ. وكانت المهمّةُ الأساسيّةُ منعَ انزلاقِ لبنان إلى قلبِ المعركة، وقد نجح ذلك.

أمّا اليوم، فالوضعُ مختلفٌ تمامًا: الحربُ انتهت، وتوضّحت معالمُ الخريطةِ الجديدة: واشنطن تكتبُ نهايةَ حربٍ كبرى، وتفتحُ دفاترَ ما بعدها. المسائلُ المؤجَّلةُ طفت على السطح، والسلاحُ خارجَ الدولةِ اللبنانيّة في أوّلها. ولذلك، لن تُشبهَ زيارةُ بارّاك المقبلةُ إلى بيروت سابقتَها. إنّها زيارةٌ محمّلةٌ برسائلِ ضغط، ومهلةٍ زمنيّة، ومطالبَ موقَّعة.

لا يعودُ الرجلُ لمجرّدِ الاستطلاع، بل لانتزاعِ التزامٍ واضحٍ ونهائيٍّ من الرؤساء، بمسألةٍ كانت طوالَ العقدين الماضيين خطًّا أحمر: نزعُ سلاحِ حزبِ الله جنوبَ الليطاني كما شمالَه، ووضعُ جدولٍ زمنيٍّ دقيقٍ لحصريّةِ السلاحِ بيدِ الدولة.

في المقابل، لا يأتي بارّاك عاريًا من الضمانات، بل يحملُ تعهّدًا، باسم الإدارةِ الأميركيّة، بالعملِ على تأمينِ انسحابٍ إسرائيليٍّ من النقاطِ الخمسِ المحتلّة، ورعايةِ تثبيتِ الحدودِ مع إسرائيلَ من جهةٍ، ومع سوريا من جهةٍ أخرى، تمهيدًا لترسيمِها، وذلك بعد تبيانِ هويةِ مزارعِ شبعا، وإعادةِ الأسرى، وتوفيرِ الغطاءِ الدوليِّ لإعادةِ الإعمار، وفتحِ الأبوابِ أمام تدفّقِ المساعداتِ الماليّةِ والاستثماريّة. وكلُّ ذلك لا ينفصلُ أبدًا عن ضرورةِ إنجازِ الإصلاحاتِ الجوهريّةِ في بنيةِ النظامِ الاقتصاديِّ والماليِّ والمصرفيّ، خصوصًا تلك الآيلة إلى تجفيفِ المنابعِ الماليّةِ لحزبِ الله، لعدمِ السماحِ له بإعادةِ بناءِ قوّتِه العسكريّة.

بمعنًى آخر، تعرضُ واشنطن معادلةَ “خطوة مقابل خطوة”، لكن بلا وهم: أيّ تأخيرٍ في بندِ السلاح، يعني تجميدَ كلِّ شيء.

الرئيسُ الأميركيُّ دونالد ترامب، الذي أثنى على طوم بارّاك واصفًا إيّاه بأنّه “صديقي ومن أصولٍ لبنانيّة”، أكّد أنّه سيحاولُ تصحيحَ الوضعِ في لبنان. وأشار إلى أنّ لبنان “مكانٌ رائع، يضمّ أناسًا بارعين، وكان معروفًا بالأساتذةِ والأطبّاءِ، وله تاريخٌ لا يُصدَّق”، معربًا عن أمله في أن “نتمكّن من إعادته كذلك مرّةً أُخرى”… وذلك طبعًا وفق الرؤيةِ الأميركيّةِ للأمور.

يريدُ بارّاك ومن خلفه الإدارة الأميركيّة سماعَ الجوابِ المنتظر، لا بصيغةِ خطابٍ سياسيّ، بل بتوقيعٍ رسميٍّ على جدولٍ زمنيٍّ واضح من قبل الحكومة، مركز القرار والسلطة التنفيذيّة، تتعهّد فيه الدولةُ بإنهاءِ ظاهرةِ السلاحِ غيرِ الشرعيّ على امتداد الأراضي اللبنانيّة.

لقد انتهى زمنُ المواربة، وسقطت الذرائعُ التقليديّة. مزارعُ شبعا؟ فلْتُبَتّ هويتُها. الاحتلالُ الإسرائيليّ؟ فلينسحب. لكنّ المقابلَ يجبُ أن يكون فعليًّا: لا صواريخَ دقيقةٍ في البقاع، ولا ترسانةٍ مخبّأةٍ ما وراء وراء الحدود.

في الداخلِ اللبنانيّ، هناك حوارٌ دائرٌ بين الرؤساء، وتبادلُ أوراق، وذلك أمرٌ إيجابيّ، وربّما يحدثُ للمرّةِ الأولى بهذه الجديّة. لكنّ التمنّي يبقى بألّا يظلَّ هذا الحوارُ في حلقةٍ مفرغة. ففي الوقت الذي يترقّب بارّاكُ الردَّ اللبنانيَّ “الموحَّد”، ينتظرُ الرئيسان عون وسلام موقفَ الرئيس برّي، الذي ينتظرُ بدورِه جوابَ حزبِ الله. أمّا الحزب، فيُواصل إرسالَ إشاراتٍ متباينة، تُضفي مزيدًا من الغموضِ على موقفِه، إلّا أنّها تميلُ إلى السلبيّة أكثرَ منها إلى الإيجابيّة، ما يعكسُ حالةً من التخبّطِ والارتباكِ المتفاقمَين في الآونةِ الأخيرة.

القرارُ لم يُتَّخذ بعد، لكنّه آتٍ لا محالة. الخشيةُ ألاّ يكون على قدر التوقّع. فإسرائيل قد تبادرُ إلى تحويلِ أنظارِ الداخلِ الإسرائيليّ، المنهكِ من الآثارِ التدميريّةِ التي سبّبتها صواريخُ إيران، في اتجاهٍ آخر، عبر خطواتٍ واندفاعاتٍ عسكريّة، خصوصًا في غزّة. والأمرُ نفسه قد ينسحبُ على جبهةِ لبنان، التي تشهدُ تصعيدًا إسرائيليًّا ملحوظًا. ويُخشى من أن تلجأَ إسرائيلُ إلى تسخينٍ أكبر، في وقتٍ ينوءُ فيه لبنان تحت ثقلِ الملفّاتِ الداخليّةِ المتراكمة، والتي يتصدّرُها الملفُّ الخلافيُّ المتعلّقُ بالسلاحِ الفلسطينيّ وسلاحِ حزبِ الله، إضافةً إلى التهديداتِ الإرهابيّة التي بدأت تظهرُ مؤخرًا بتحرّكاتٍ رُصِدت في أكثرَ من منطقة.

واشنطن، التي تغضُّ الطرفَ عن هذه الخروقات، تفعلُ ذلك ضمن استراتيجيّةٍ أوسع. فبرغمِ ردّةِ فعلِ ترامب العنيفةِ ضدّ نتنياهو حين خرقَ وقفَ إطلاقِ النار مع إيران، فإنّ إدارةَ ترامب لا تُمانع استخدامَ التهديدِ بالحرب كورقةِ ضغط، إذا كان من شأنها دفعُ لبنان إلى الحسم.

وهنا مكمنُ الخطر: فإبقاءُ الجبهةِ مفتوحةً على الخروقاتِ اليوميّةِ، يعني وجودَ قرارٍ بعدمِ إقفالِها، واستعدادٍ لإعادةِ استحضارِ اللغةِ الحربيّةِ في أولِ ظرفٍ مناسب. والمقصودُ هنا إنهاءُ التأثيرِ الإيرانيّ على الساحةِ اللبنانيّة، بالتزامنِ مع مفاوضاتٍ أميركيّةٍ ـ إيرانيّةٍ مرتقبة.

السلاحُ على الطاولة. المهلةُ تنفد. والقرارُ، بقدرِ ما هو داخليّ، فإنّه مرآةٌ لميزانِ قوى دوليٍّ لا يرحم.

فهل يملكُ لبنان الجرأةَ ليقولَ الكلمةَ الفصل… قبل أن تُقالَ باسمه، وبالنيابةِ عنه؟

error: Content is protected !!