كتب الدكتور جيلبير المجبر
كفاكم يا شعب لبنان نفاقاً طال أمده ، كفاكم الحديث عن حضارتكم وثقافتكم التي زرعتموها ، أوقفوا الحديث عن أنفسكم وكأنَّكم ذاك الشعب المفعم بروح التغيير ، القادر على جعل بلده من أرقى دول العالم.
ها أنتم تغرقون في الظلام ، ولا يسعكم سوى استخدام مواقع التواصل للتعبير (غير المضرّ بسمعة الزعيم) عن معاناتكم اليومية ، تنتظرون قدوم المياه مرّة كلّ أسبوع ، تتجوّلون بحثاً عن ليتر بنزين أو مازوت واحد ، بعدما سرق زعيمكم ومن معه آلاف الليترات ، فباع جزء منها وخزّن الباقي لعائلته الشريفة ، وباعكم وطنيات زقّفتم لها لأنكم أذلال وحقراء.
تشتهون كسرة خبزٍ ، فيما تُصرون على الظهور أنّكم من أتباع الحياة التي هزمتكم بسوء أفعالكم ، وضعف وطنيتكم ، وسيركم وراء العصبيات الدينية التي استغّلها كل زعيم ، بعلمكم وإرادتكم ، على قاعدة “الزعيم بخير ، الطايفة بخير”.
كفى يا شعب لبنان ، اعترفوا أنكم مسحوقون ، اعترفوا أنكم بنيتم مزارع دينية لا وطن ، مافيات استحكمت بالبلد وبكم لا زعامات وقامات وطنية.
اعترفوا ، علّى شعور الندم يعيد استيقاظ ضمائركم من جديد.

