قبل أن يسقط الرئيس السوري السابق بشار الأسد البالغ من العمر 59 عاماً، ويصبح لاجئاً مع عائلته في موسكو، سلمته إيران عبر وزير خارجيتها عباس عراقجي الذي زار دمشق وتناول العشاء الأخير في أحد شوارعها، قبل نحو أسبوع، رسالة بالغة الأهمية.
فقد أوضح عراقجي للرئيس السوري السابق أن بلاده “لم تعد في وضع يسمح لها بإرسال قوات لدعمه”، وفق ما كشف مصدر إيراني مطلع.
وقال المصدر المقرب من الحكومة الإيرانية: “لقد أصبح الأسد يشكل عبئاً أكثر منه حليفاً”، معتبراً أن “الاستمرار في دعم الأسد كان من شأنه أن يؤدي إلى تكاليف باهظة على إيران”.
وأضاف أن طهران كانت محبطة من الأسد منذ نحو عام، وفق ما نقلت صحيفة “فاينانشيال تايمز”.
وأشار إلى أنه حين زار عراقجي دمشق الأسبوع الماضي، أخبره الأسد أن الانسحاب من حلب كان تكتيكيًا، وأنه لا يزال مسيطراً ولا يحتاج لدعم.
لكن الفصائل المسلحة سرعان ما سيطرت لاحقاً على حماة بعد حمص وحلب، وبدأت فصائل محلية بالتقدم من الجنوب نحو دمشق. وعلى الرغم من تأكيد إيران علناً أنها تدعم الحكومة والجيش السوريين، إلا أنها بدأت بالتخلي عن الأسد.
فقد أكد المصدر أنه خلف الكواليس، بدأ الإيرانيون بالتخلي عن الرئيس السوري، إذ غادر كافة أفراد النخبة في الحرس الثوري، إلى جانب الدبلوماسيين وعائلاتهم، بأعداد كبيرة، متجهين إلى العراق.
من جهتها لعبت تركيا دوراً مهماً أيضاً على الصعيد العسكري، في دعم الفصائل التي أسقطت الرئيس السابق، واستولت على العاصمة دمشق.
فقد أوضح شخص مطلع على الأحداث أن الاستخبارات التركية، التي دعمت فصائل مسلحة عدة وساعدتها في السيطرة على مساحة واسعة من الأراضي جنوب الحدود التركية السورية منذ عام 2016، قدمت دعمًا للهجوم المباغت الذي انطلق قبل أيام.
وأضاف أن الطائرات التركية المسيرة كانت التقطت صورًا ورسمت مسبقًا خرائط للمنشآت العسكرية على الطريق نحو دمشق لأسباب عملياتية خاصة بها، لذا تمكنت لاحقا من تقديم جردة مفصلة للفصائل حول هذه المواقع.
كما أشار إلى أن أنقرة دعمت بعض الفصائل التي تعمل تحت راية الجيش الوطني السوري والتي نسقت خلال الفترة الماضية مع “هيئة تحرير الشام”، بالسلاح، على الرغم من نفيها التورط بهذا الهجوم رسمياً.
في المقابل، حصلت تركيا على ضمانات بأن المسلحين لن ينضموا إلى القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة (قسد)، والتي تسيطر على مناطق واسعة من الأراضي السورية.
أما روسيا التي لم تنخرط قواتها بشكل كبير في المواجهات ضد الفصائل المسلحة، فيبدو أنها بدروها عقدت صفقة ما.
ففيما قدمت تعهدات علنية بدعم النظام السابق، كشف مسؤول سابق في الكرملين أن روسيا كانت عاجزة عن مساعدة الأسد، فقد أدى غزوها لأوكرانيا إلى استنزاف القوات الروسية.
في حين، أوضح مصدر في الكرملين أن الفصائل المسلحة ضمنت سلامة القواعد الروسية والمرافق الدبلوماسية في سوريا، وفق ما أفادت سابقا وكالة “تاس”.
وفي السياق، رأى جون فورمان، الملحق الدفاعي البريطاني السابق في موسكو، أن سقوط قاعدة روسيا الجوية في حميميم وقاعدتها البحرية في طرطوس، كان مسألة وقت مع تقدم الفصائل. وأضاف: “لو لم يتمكن الروس من ضمان أمن هاتين القاعدتين، فسيتعين عليهم المغادرة”.
إذ، بدون هاتين القاعدتين سيكون من الصعب على روسيا تحدي البحرية التابعة للناتو أو التصدي لقواتها الجوية في البحر المتوسط والبحر الأحمر، ودعم وجودها في شمال وشبه الصحراء الإفريقية، وفق ما أوضح فورمان. إذا لم يكن من مفر أمام موسكو المشغولة بحربها في أوكرانيا سوى التخلي عن الأسد.
هكذا لم يعد الرئيس السوري السابق “ذي فائدة” سواء بالنسبة إلى إيران أو روسيا، فسقط ليواجه حالياً مستقبلاً غامضاً.
تفاصيل العشاء الأخير… هكذا تخلّت إيران عن الأسد
بالفيديو-العثور على مدير مكتب ماهر الأسد مقتولا في مكتبه
عثر على مدير مكتب ماهر الأسد اللواء علي محمود مقتولا في مكتبه على طريق الصبورة في ريف دمشق، بحسب ما ذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان“.
وسبق أن كلف اللواء علي محمود بقيادة حملات عسكرية في عدد من المحافظات السورية منها درعا في العام 2018 والتي انتهت بسيطرة قوات النظام السابق على المدينة.
بالفيديو: من داخل منزل بشار الأسد
اقتحم سوريّون منزل بشار الأسد بعد الإعلان رسميًّا عن سقوط النّظام وفرار الأسد.
وتُتابعون في الفيديو المرفق، السوريين يفترشون المنزل ويعبثون بمحتوياته ويأخذون بعضها.
بالفيديو: نزع صورة سليماني ونصرالله
مشاهد لإزالة صورة قائد فيلق القدس السابق التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، والأمين العام السابق لحزب الله السيّد حسن نصرالله، عن واجهة السفارة الإيرانية في دمشق.
أين الأسد؟
نقلت “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أمنيين سوريين، قولهم إنّ “الرئيس السوري بشار الأسد غادر البلاد في الساعات الأولى من صباح الأحد إلى وجهة غير معروفة”.
وأضافت أنّ “مغادرة الأسد سوريا جاءت بعد توجّه زوجته وأطفاله إلى روسيا الأسبوع الماضي”.
بالفيديو… مشهدٌ تاريخي: فُتحت أبواب سجن صيدنايا
فُتحت فجر اليوم أبواب سجن صيدنايا العكسري الواقع قرب دمشق والذائع الصيت لتعرّض المساجين فيه للتعذيب وهو من الأكبر في سوريا، كما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان وفصائل معارضة.
وقال المرصد: “فتحت أبواب سجن صيدنايا… أمام آلاف المعتقلين الذين اعتقلتهم الأجهزة الأمنية طوال حقبة حكم النظام، حيث خرج المعتقلون منه بعد معاناتهم الشديدة من شتى أشكال التعذيب الوحش”. وأعلنت فصائل المعارضة عبر موقع “تلغرام”: “نزفّ إلى الشعب السوري نبأ تحرير أسرانا وفك قيودهم، وإعلان نهاية حقبة الظلم في سجن صيدنايا”.
وتُشاهدون في الفيديو المرفق، مشهداً تاريخيًّا مؤثّراً للحظة خروج السجناء من سجن صيدنايا.
دمشق في قبضة “الفصائل”… والجيش يُعلن سقوط النظام!
شار مصدر عسكري سوري مطلع لوكالة “رويترز” إلى أنّ قيادة الجيش السوري أبلغت الضباط بسقوط النظام بعيد إعلان الفصائل المسلحة إنها دخلت العاصمة دمشق، فيما كشف ضابطان كبيران بالجيش السوري إن الرئيس بشار الأسد غادر البلاد على متن طائرة إلى وجهة غير معلومة.
وأشارت بيانات من موقع “فلايت رادار” إن طائرة تابعة للخطوط الجوية السورية أقلعت من مطار دمشق في نفس الوقت الذي وردت فيه أنباء عن سيطرة مقاتلين على العاصمة. وكانت الطائرة قد حلّقت في البداية باتجاه المنطقة الساحلية السورية وهي معقل للطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد لكنها بعد ذلك غيّرت مسارها فجأة وحلقت في الاتجاه المعاكس لبضع دقائق قبل أن تختفي عن الخريطة. ولم يتسنَّ لـ”رويترز” التأكد على الفور من هوية من كانوا على متن الطائرة.
وقبل ساعات، أعلنت الفصائل السورية سيطرتها الكاملة على مدينة حمص في وقت مبكر اليوم بعد يوم واحد من القتال، لتهدد بذلك حكم الأسد الذي امتد 24 عاما.
وفي المناطق الريفية جنوب غربي العاصمة، استغلّ شبان من السكان المحليين ومقاتلو معارضة سابقون غياب السلطات وخرجوا إلى الشوارع في تحدٍّ لحكم الأسد. وخرج الآلاف من سكان حمص إلى الشوارع بعد انسحاب الجيش من المدينة، ورقصوا وهتفوا “رحل الأسد، حمص حرة” و”تحيا سوريا ويسقط بشار الأسد”.
وأطلق مقاتلو الفصائل أعيرة نارية في الهواء للاحتفال، ومزّق شبان صورا للرئيس السوري الذي انهارت سيطرته على البلاد مع الانسحاب الصادم للجيش على مدى أسبوع.
رئيس الحكومة السورية: مستعدّون للتعاون مع أي قيادة يختارها الشعب
قال رئيس الحكومة السورية محمد الجلالي، إنه «مستعد للتعاون» مع أي قيادة يختارها الشعب ولأي اجراءات «تسليم» للسلطة، مع إعلان فصائل المعارضة دخول العاصمة.
ودعا رئيس الحكومة السورية جميع السوريين للحفاظ على الأملاك العامة للدولة لأنها ملك لجميع السوريين. وقال في كلمة له بثت على مواقع التواصل الاجتماعي: «أيها السوريون الغالين على قلبي والذين أنا منكم وأنتم مني أنا في منزلي ولم أغادره وذلك بسبب انتمائي وعدم معرفتي لأي بلد آخر غيره».
وتابع: «وطننا في هذه الساعات من الإحساس بالقلق والخوف رغم أنهم جميعا حريصون على هذه البلد ومؤسساته ومرافقه فإنني وحرصا على المرافق العامة للدولة والتي ليست ملكا لي وليست ملكا لأي أحد آخر إنما هي ملكا لكلالسوريين فإننا نمد يدنا إلى كل مواطن سوري حريص على مقدرات هذا البلد وذلل للحفاظ على مقدراته».
وأضاف رئيس الوزراء السوري: «أهيب بالأخوة المواطنين جميعا عدم المساس بأي أملاك عامة لأنها في النهاية أملاكهم وأنا هنا في منزلي ولم أغادره ولا أنوي مغادرته إلا بصورة سلمية بحيث أضمن استمرار عمل المؤسسات العامة ومؤسسات مرافق الدولة وإشاعة الأمان والاطمئنان للأخوة المواطنين، وإنني اتمنى على الجميع أن يفكروا بعقلانية في وطنهم وأننا نمد يدنا حتى للمعارضين الذين مدوا يدهم وأنهم تعهدوا بأنهم لن يمدوا يدهم إلى أي إنسان ينتمي إلى هذا الوطن السوري».
وقال الجلالي: «لقد كنت دائما أعمل ليل نهار في القطاع الخاص وفي القطاع العام وفي الحكومة وأمام عيني وأمام نظري مصلحة هذا الوطن وهذا البلد وأننا نؤمن بسوريا لكل السوريين وبأنها بلد جميع أبنائها وبأن هذا البلد يستطيع أن يكون دولة طبيعية تبني علاقات طيبة مع الجوار والعالم من دون أن تدخل في أي تحالفات وتكتلات إقليمية».
وأضاف «أن هذا الامر متروك لأي قيادة يختارها الشعب السوري ونحن مستعدون التعاون معها نقدم كل التسهيلات الممكنة وبحيث يتم نقل الملفات الحكومية المختلفة بشكل سلس وبشكل منهجي بما يحفظ مرافق الدولة لدينا مؤسسات تربوية وجامعات وصحية وكهرباء ونفط على قلتها غالية على قلوبنا وقد دفع ثمنها من عرق السوريين وتعبهم وجهدهم وإننا لسنا حريصين على أي منصب».
مكان إقامته بلا حراسة… أين الأسد؟
أفادت شبكة “سي إن إن” الإخبارية، السبت، نقلاً عن مصدر مطلع بأن الرئيس بشار الأسد ربما غادر العاصمة دمشق لمكان مجهول.
نقلت الشبكة عن المصدر، الذي لم تكشف عن هويته، القول إن الأسد ليس في أي من الأماكن التي يُتوقع أن يكون متواجداً فيها بدمشق وأن حرس الرئيس غير متواجدين في مكان إقامته المعتاد.
المصدر، الذي لم تكشف الشبكة هويته، أضاف أن حرس الرئيس غير موجودين في مكان إقامته المعتاد، كما هو الحال عندما يكون هناك، مما يعزز التكهنات بأنه ربما غادر دمشق.
وكانت الرئاسة السورية نفت، السبت، أن يكون الأسد قد غادر دمشق، مؤكدة أنه “يتابع عمله” منها، وذلك عقب إعلان فصائل معارضة أنها اقتربت من المدينة وبدأت مرحلة “تطويق” العاصمة.
بالفيديو: شاهدوا لحظة تحطيم تمثال حافظ الاسد
قام سكان من منطقة جرمانا بريف دمشق بتحطيم تمثال الرئيس الراحل حافظ الأسد، والد رئيس النظام السوري الحالي بشار الأسد. وقد وثق تسجيل مصور نشرته صفحات إخبارية عبر منصات “فيس بوك” و”إكس” عملية تحطيم التمثال وسط هتافات من قبل المواطنين، حيث رددوا شعارات “سوريا لينا وما هي لبيت الأسد. عاشت سوريا ويسقط بشار الأسد”.
وتأتي هذه الحادثة في وقت حساس، بالتزامن مع دخول مسلحين من فصائل المعارضة إلى مناطق في ريف دمشق الجنوبي والغربي، مما يسلط الضوء على تصاعد المقاومة ضد النظام في هذه المناطق.
مدينة جرمانا، التي تقع على أطراف العاصمة دمشق من الجنوب الشرقي، قريبة من مناطق مثل الكباس والدويلعة، حيث تبعد عن قلب دمشق حوالي ثلاثة كيلومترات فقط. وقد شهدت الأيام الماضية تحطيم تماثيل عديدة لحافظ الأسد وابنه بشار الأسد في مناطق مختلفة سيطرت عليها فصائل المعارضة، آخرها في مدينة حماة، مما يعكس اتساع نطاق الاحتجاجات ضد النظام.
لكن تحطيم تمثال حافظ الأسد في جرمانا يعد الأول من نوعه في ريف دمشق، ما يعكس تحولات ميدانية كبيرة في المنطقة. وفي ذات السياق، أكد ناشطون أن سكان مدينة السويداء قد اتبعوا نفس الإجراء، حيث قاموا بتحطيم تماثيل للأسد بعد انسحاب قواته من المدينة لصالح تشكيلات محلية.


