‎أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في ٢ تموز ٢٠٢٠

0
  1. ‎النهار

‎لم تثمر حتى الساعة اتصالات تجري بعيداً عن الأضواء من أجل تشكيل جبهة معارضة، بغية التنسيق والتواصل بين قوى أساسية كانت تنضوي في 14 آذار لمواجهة أعباء المرحلة بعدما بات هذا المطلب شعبوياً وملحاً….

‎يقول قيادي يساري مخضرم، إنّ معلوماته تشير إلى أنّ موظفي السلطة الفلسطينية لم يقبضوا رواتبهم حتى الآن لظروف مالية وحصار إسرائيلي، وذلك له تأثيرات سلبية على المخيمات في لبنان….

‎يشكو موظفون في احدى الوزارات من التعامل الفوقي للوزير معهم ومنعهم من التعبير عن آرائهم في الاجتماعات التي يعقدها….

‎الجمهورية

‎نُقل عن مرجع ديني بارز قوله إنه لم يتصوّر أن يعيش لبنان ما يعيشه اليوم دون أن يتحسّس مَن جاء بالحصار بمسؤولياته.

‎رُصدت حركة دبلوماسية صامتة لأحد السفراء البارزين فبدأ جولاته على المسؤولين مساء بعيداً من الإعلام.

‎قال مرجع سياسي إننا انتقلنا الى مرحلة سفينة بلا قبطان وسنشهد تطورات سريعة خلال الأيام المقبلة وسيكون “اليوم بجمعة والجمعة بشهر والشهر بسنة”.

‎اللواء

‎تجري اتصالات دبلوماسية للاتفاق على مبادرة تحرك، تواكب انطلاق مبادرة محلية، لوقف الانهيار الكبير!

‎يُفاجأ زوّار مقر رسمي، بتردد عاملين في شركة تخص أحد الوزراء الذين يداومون هناك، مما يطرح أكثر من علامة استفهام؟

‎تزايد في الآونة الأخيرة إقفال مؤسسات عريقة، ويجري التعامل معها بدم بارد، وكأن شيئاً لم يكن.

‎نداء الوطن

‎تحوّل وزير محسوب على رئيسه إلى حديث الوزارة، بعدما كشف عن طقوس يومية في مكتبه، عبارة عن ساعة من الوقت يمضيها وحده رافعاً صوت الموسيقى، رافضاً استقبال أي ضيف أو الرد على أي اتصال حتى لو كان من رئيسه.

‎أبلغت ادارة مدرسة “الرسل” العريقة في جونية صرف 50 استاذاً بسبب الأزمة الاقتصادية.

‎لم تنعقد الجمعية العمومية الاستثنائية لشركة “تاتش” التي كانت مخصصة لإقرار دفع الرواتب والاعتمادات، بسبب اعتراض أحد المصارف (المساهم الأكبر) على الرغم من تدخل وزير الاتصالات لإقناع المصرف بالحضور.

‎الأنباء

‎يعمد غالبية التجار وأصحاب المحلات الكبرى إلى صرف مبيعهم اليومي من الليرة اللبنانية الى الدولار، وهذا ما يرفع سعر الصرف من بعد ظهر كل يوم وحتى آخر ساعات المساء.

‎ذكر مرجع دبلوماسي في مجلس خاص أن تطورات سلبية مرشّحة للحصول في العراق، وسيكون لها مزيد من التداعيات لبنانياً.

‎البناء

‎قالت مصادر مالية إنها لاحظت تأخير شركات التحويل المالية بسداد التحويلات سواء الآتية من الخارج أو التي تتم في الداخل كتسديد فواتير الهاتف عبرها. وقالت إن فارق التسديد من الخارج وفي الداخل يمتد من خمسة أيام إلى أسبوع يتم خلالها شراء الدولار بالمبالغ المجمّعة ليباع بسعر أعلى بعد أيام ويتم تحويل المستحقات. وقدرت المصادر أرباح العملية بمليار ليرة يوميا إضافة للمساهمة بالمضاربة غير المشروعة على الليرة.

‎قالت مصادر دبلوماسية إن الضغوط والعقوبات الأميركية لم تنجح بجعل واشنطن اللاعب المحوري في العالم. فالملف الليبي في عهدة فرنسية والملف السوري عهدة روسية والملف الكوري عهدة صينية وصفقة القرن تعثرت والانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني صار مصدر مكاسب لإيران باعتراف واشنطن بدلاً من أن يشكل الانسحاب الأميركي سبباً لإضعاف إيران.

مخاوف من تمدد تركيا في لبنان تحت غطاء المساعدات

يتداول مسؤولون لبنانيون بعيداً من الأضواء أخبار دخول تركيا على خط الأزمة اللبنانية من باب تقديم المساعدات الغذائية والطبية والعينية إلى العائلات الأكثر عوزاً، وهذا ما يدعو – بحسب ما قالت مصادر وزارية لـ«الشرق الأوسط» – للوقوف أمام خلفية التحرك التركي للتأكد من أن طابعه اجتماعي أو أنه يأتي في سياق التمدد سياسياً باتجاه لبنان.

وكان موضوع التدخلات الخارجية أُثير في أكثر من اجتماع لمجلس الدفاع الأعلى برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون من دون الدخول في التفاصيل التي بقيت بعيداً من التداول الإعلامي باستثناء مبادرة وزير الداخلية والبلديات العميد محمد فهمي التي أشار إليها في تصريحات أدلى بها الأسبوع الماضي، ما دفع البعض إلى التعامل معها على أن تركيا هي الدولة المقصودة بهذه التدخلات، وذلك استناداً إلى تقارير أمنية رفعها عدد من قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية إلى أركان الدولة والمسؤولين الأمنيين.

ومع أن التدخل التركي لا يزال محصوراً بتقديم المساعدات الغذائية والطبية ولم يأخذ حتى الساعة أي طابع سياسي، فإن الأجهزة الأمنية تراقب هذا التدخل للتأكد من أنه لا يتقاطع أمنياً وسياسياً مع التدخل التركي في سوريا والعراق وليبيا وبلدان أخرى في القارة الأفريقية، علماً بأن بداية الاهتمام التركي بلبنان كان من صيدا بإنشاء مستشفى لطب العيون بتمويل تركي مباشر.

لكن مراقبة التدخل التركي، الذي يتّسم حالياً بطابع إنساني، لا تخفي مخاوف جهات لبنانية رسمية من أن أنقرة تستفيد من حالة الفراغ وتحاول أن تُثبت حضورها على أمل أن تتمدد سياسياً في المدى المتوسط أو البعيد، لتحويل لبنان إلى ساحة تدفع باتجاه تمدد النفوذ التركي إلى الساحة اللبنانية التي تغرق في مسلسل من الاشتباكات السياسية من جهة، وتتموضع في قعر الانهيار الاقتصادي والمالي من جهة أخرى.

ولفت مصدر رسمي بارز إلى أن الحديث عن التدخلات الخارجية، في إشارة إلى محاولة تركيا تعزيز حضورها في الساحة السياسية على أمل أن تتحول مع الوقت إلى لاعب إقليمي، لا يراد منه تقديم دفعة على الحساب إلى الدول العربية المناوئة للتمدد التركي بمقدار ما يعكس واقع الحال الذي يصيب لبنان ويهدده مالياً واقتصادياً، والذي يستدعي من الأشقاء العرب نجدته في الوقت المناسب قبل فوات الأوان.

وكشف المصدر نفسه أن أنقرة أوكلت إلى الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا) مهمة الإشراف على توزيع المساعدات من خلال مكاتب استحدثتها في طرابلس وعكار والبقاع وصيدا مستفيدة من وجود لبنانيين من أصول تركمانية، وقال إنها تقيم علاقة مباشرة مع ما يسمى بممثلي قبائل الترك في شمال لبنان.

وأكد أن «تيكا» لا تنشط فقط داخل البيئة السنّية، وإنما أخذت تتمدد باتجاه عدد من الطوائف وفاعليات بلدية وجامعية وطبية، وإن كانت تتمتع بثقل ملحوظ في طرابلس وصولاً إلى عكار وتحديداً بلدة الكواشرة، حيث إن سكانها من أصول تركمانية، وكان سبق للرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن زارها خلال زيارته الرسمية للبنان.

ولاحظ المصدر الرسمي أن لتركيا حضوراً مميزاً في منطقة باب التبانة في طرابلس التي تُرفع فيها الأعلام التركية وصور لإردوغان. وقال إن المسؤول عن «تيكا» في لبنان أورهان إيدن يتواصل مع عدد من الوزارات، وهذا ما يؤكده مصدر مسؤول في السفارة التركية في بيروت، نافياً أن يكون الحضور الإنساني لـ«تيكا» وليد ساعته، وإنما مضت عليه سنوات سبقت تفاقم الأزمة الاجتماعية في لبنان.

٥٥٠ ‎ألف عاطل عن العمل

يرتفع عدد العاطلين عن العمل يوما بعد يوم، وقد وصل معدل البطالة إلى 30 في المئة، وفقًا ‏لاستطلاعات وتقديرات أجرتها شركة‎ InfoPro ‎للأبحاث، كما ان خُمس الشركات توقف عن العمل منذ مطلع ‏عام 2019، نصفها في 2020‏‎.‎

مطلع 2019، قدَّرت ادارة الاحصاء المركزي عدد العاطلين عن العمل بـ 200 ألف شخص، أو 11 في المئة من ‏مجمل القوة العاملة المقدرة بـ 1.8 مليون شخص. ومنذ ذلك التاريخ، أظهرت استطلاعات‎ InfoPro ‎أن ما يقدر ‏بنحو 350 ألف شخص من أصل 1.15 مليون يعملون في القطاع الخاص فقدوا وظائفهم بسبب الركود الاقتصادي ‏والاحتجاجات ووباء كورونا. ويشمل هذا الرقم 130.000 وظيفة فقدت منذ بداية السنة الجارية 2020‏‎.‎‎ ‎

وتمثل الخسائر الإجمالية للوظائف حتى الآن ثلث مجمل وظائف القطاع الخاص التي كانت موجودة قبل عام ‏‏2019، إذ وصل العدد الإجمالي للعاطلين عن العمل إلى 550.000 أو 30 في المئة من مجمل القوى العاملة في ‏القطاعين العام والخاص‎.‎

بدأت هشاشة القطاع الخاص تتجسد على نحو ملحوظ منذ مطلع عام 2019، عندما خفضت الشركات النفقات ‏العامة وعدد الموظفين والرواتب. وبحلول 17 تشرين الأول 2019، كانت معظم الشركات قد استنفدت بالفعل ‏مواردها، وفقد الكثير منها القدرة على مقاومة الأزمة، على عكس الوضع في حالات الطوارئ الأمنية أو ‏الاقتصادية السابقة طوال السنوات الـ25 الاخيرة‎.‎

وقد أجرت مؤسسة‎ InfoPro ‎ثلاثة استطلاعات للرأي (تشرين الثاني 2019 وكانون الأول 2020 وحزيران ‏‏2020) عن تأثير الأزمة على الوظائف وأداء الأعمال. ونفّذ المسح الأخير خلال الأسبوع الثاني من حزيران ‏الجاري على عيّنة من 500 شركة، ممثلة ومثقلة بحسب المنطقة والحجم والقطاع‎.‎

ولم تدخل في هذا الاستطلاع، أوضاع الشركات المتعثرة التي لم تصرف موظفيها بعد، لكنها تعجز عن دفع ‏مستحقاتهم الشهرية، ما يجعل هؤلاء العاملين في بطالة مقنعة على رصيف انتظار قد يطول‎.‎

سفن إيرانية محمّلة بالنفط تنتظر قرار لبنان..فهل تقبل الحكومة وتدفع بالليرة؟

كتبت صحيفة ” الأخبار”: ‎لم يعد بالإمكان غضّ الطرف عن العرض الإيراني لتزويد لبنان بالمحروقات، من النفط الخام إلى المازوت ‏والفيول من دون شرط الدفع بالدولار. فخيار الرّضوخ للقرارات الأميركية، فيما النفط مفقود والكهرباء مقطوعة ‏والجوع في البيوت والفوضى في الشارع، يعني انتحاراً بانتظار رضىً أميركي لن يأتي، إلا بشروط مستحيلة، ‏تحيل البلد ركاماً‎.‎‎ ‎

الكلام الأخير للأمين العام لحزب الله السّيد حسن نصرالله، لم يأت من فراغ، إنّما من وعدٍ واضح من المرشد ‏الأعلى للثورة الإيرانية السيد علي خامنئي، بمساعدة لبنان لتخطّي الأزمة والصمود في وجه الحصار الأميركي، ‏وتحديداً في ما يخصّ الدعم بالمحروقات، الذي يقبل الإيرانيون أن يتمّ تسديد ثمنه إمّا بسلعٍ لبنانية، أو بالليرة ‏اللبنانية، وبمعدّلات أقلّ ممّا يمكن أن يدفعه لبنان في أي عملية شراء من السوق‎.‎‎

ليس هذا فحسب، تقول المعلومات إن السفن الإيرانية التي من الممكن أن تتوجّه إلى لبنان، موجودة في البحار، ‏ومستعدة للتوجّه إلى أي نقطة، من دون أي عائق جغرافي أو سياسي، بعد أن استطاعت أن تصل غيرها على ‏مقربة من الشواطئ الأميركية وكسر الحصار على فنزويلا‎.‎

وعلى رغم أن الموقف المصري من احتمال تحرّك السفن الإيرانية باتجاه الشواطئ اللبنانية أو السورية لتزويدها ‏بالمشتقات النفطية، إيجابيّ، لناحية التأكيد للأميركيين بأن قناة السويس ممّر دولي ولا يمكن إغلاقه بوجه أحد، وأن ‏مصر لا توافق على حصار سوريا ولبنان، يصل الإيرانيون حدّ التلويح بأن أي محاولة لعرقلة السفن الإيرانية في ‏قناة السويس، سيقابلها تحرّك إيراني لتعطيل الملاحة في مضيق هرمز‎.‎

وعلى ما علمت “الأخبار”، فإن حزب الله أبلغ جميع المعنيين في الدولة اللبنانية، بمن فيهم رئيس الجمهورية ‏ميشال عون ورئيس الحكومة حسّان دياب، استعداد إيران لهذه الخطوات، وأن الحزب ينتظر موقف الدولة للتحرك ‏باتجاه إيران، في حال الموافقة على قبول العرض‎.‎

لكن ماذا لو لم يجرؤ أحد في الدولة على اتخاذ هذه الخطوة التي ستسبّب حتماً غضباً أميركياً وإجراءات إضافية ‏من ضمن سياسة التجويع والتركيع المتبّعة مع سوريا ولبنان؟ تقول مصادر سياسية رفيعة المستوى لـ”الأخبار”: ‏‏”سيتم تنزيل الحمولات النفطية في سوريا ونقلها إلى لبنان ولن نترك البلد رهينة الحصار الأميركي والخوف من ‏اتخاذ القرارات المصيرية‎”.‎

في غضون ذلك، ليست واضحة بعد آلية الدفع المتوقّع اعتمادها في حال وافقت الدولة. إذ أن الدفع بالليرة وفق سعر ‏الصرف الرسمي، يعني خسارة إيران ملايين الدولارات في كلّ شحنة تبيعها للبنان. وهذا الأمر، في حال استمر ‏لأشهر، يعني مساعدة إيران للبنان بمئات ملايين الدولارات، في مقابل الحصار الأميركي الخانق، رغم كل ‏الضغوط الموضوعة على طهران على أبواب الانتخابات الأميركية‎.

إنفصام حكومي عن الواقع وتوتر بين وزراء الثنائي الشيعي وزملائهم

لأنّ حالة الانفصام عن الواقع والتهرّب من المسؤولية لا تزال تتسيّد أداء الحكومة إلى درجة لم يتوان معها رئيس ‏الحكومة أمس عن تحميل اللبنانيين أنفسهم مسؤولية الأزمة وتوبيخهم بعبارة قالها في مجلس الوزراء واعتبر فيها ‏أنّ “الشعوب في دول أخرى تعرضت عملتها الوطنية لضغوط أمام الدولار باعت الدولارات لتحمي عملتها ‏الوطنية ولتؤكّد التزامها الوطني بينما ما يحصل في لبنان هو العكس”، تبدو الأزمة في ظل الذهنية الحاكمة متجهة ‏نحو مزيد من الآفاق المسدودة تحت وطأة ارتفاع مستوى التوتر المالي بين الحكومة والمجلس النيابي، حيث ‏الانطباع السائد في أروقة ساحة النجمة، وفق ما نقلت مصادر نيابية لـ”نداء الوطن”، يعتبر أنّ “الحكومة صارت ‏في موت سريري ولا أمل يُرتجى منها، فلا التعديل الوزاري يفيد ولا الترقيع” يفيد، واستبدالها لا يزال مرهوناً ‏بجهوزية البديل، وبالتالي لم يعد أمام المجلس سوى محاولة إقناع حكومة دياب “بالنزول عن الشجرة” لإنقاذ ما ‏يمكن إنقاذه في الوقت الضائع من المفاوضات مع صندوق النقد الدولي‎”.‎

‎‎

وتلفت المصادر النيابية في هذا المجال إلى أنّ “صندوق النقد قالها بوضوح إنه لن يقدم على إبرام أي برنامج ‏إنقاذي مع لبنان من دون تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، وعليه فإنّ على الحكومة أن تدرك أنّ الصندوق مستعد ‏ليتحاور مع أي لجنة تعتمدها ومع أي أرقام تقرّها وليس عليها أن تبقى أسيرة هاجس تكبير حجم الخسائر ‏لإرضاء صندوق النقد لأنه بطبيعته المصرفية يفضّل الخسائر الكبيرة ليستحصل مقابل قروضه على ضمانات ‏أكبر”. وشددت المصادر على أنّ “لجنة المال والموازنة لا تتبنى أرقاماً محددة إنما هي تعمل على تقريب ‏المسافات بين الأطراف المعنية”، كاشفةً من هذا المنطلق أنّ رئيس اللجنة النائب ابراهيم كنعان “سيعرض على ‏الحكومة خلال مؤتمره الصحافي في مجلس النواب اليوم أربعة سيناريوات كمخارج للحلول المتاحة في ما يتعلق ‏بالخطة المالية وحسابات الخسائر‎”.‎

‎ ‎

وكانت بوادر التضعضع الحكومي قد بدت علاماتها جلية أمس خلال جلسة مجلس الوزراء التي عقدت برئاسة ‏رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا، حيث خيمت أجواء مشحونة ومشادات كلامية كادت أن تصل إلى ‏حد الاصطدام بين محورين حكوميين، ذلك المحسوب على الرئاستين الأولى والثالثة والآخر المنتمي إلى الرئاسة ‏الثانية على خلفية ملفي التدقيق المالي واستقالة مدير عام المالية آلان بيفاني. وتنقل مصادر مطلعة على أجواء ‏جلسة بعبدا لـ”نداء الوطن” أنّ وزير المالية غازي وزني أبلغ مجلس الوزراء صراحةً بأنّ الفريق السياسي الذي ‏ينتمي إليه (عين التينة) يرفض التعاقد مع شركة “كرول” لإجراء التدقيق الحسابي ربطاً بمعطيات تشير إلى أنّ ‏هذه الشركة لها ارتباطات إسرائيلية، متصدياً صراحةً لرغبة رئيسي الجمهورية والحكومة بانضمام “كرول” إلى ‏شركتي “أوليفر وايمن” و‎”KPMJ” ‎في عملية التدقيق في حسابات مصرف لبنان، الأمر الذي فاقم حدة التوتر ‏بين الجانبين لا سيما وأنّ موقف وزني بدا بمثابة رسالة حازمة إلى الحكومة لا رجعة فيها من رئيس المجلس ‏النيابي نبيه بري بالتنسيق مع “حزب الله” في ظل ما ظهر من اصطفاف واضح إلى جانب وزني من جانب ‏وزيري الحزب عماد حب الله وعباس مرتضى‎.‎‎ ‎

وقرر مجلس الوزراء تعليق البت باستقالة مدير عام وزارة المالية عقب التوتر الذي ساد بين وزني والفريق ‏الوزاري العوني بعدما لمس وزير المالية محاولات لرفض طلب استقالة بيفاني بذريعة أنها ستؤثر سلباً على عملية ‏التفاوض مع صندوق النقد، فأعرب الوزير في المقابل عن إصراره على وجوب قبول استقالة بيفاني في مجلس ‏الوزراء على قاعدة “إما هو أو أنا” في الوزارة‎.‎

عقد مع شركة إسرائيلية! وفي الاطار، ذكرت “الجمهورية” انه بعد كلمتي رئيسي الجمهورية والحكومة في مستهل الجلسة، أجاب وزير المال غازي ‏وزني عن سؤال رئيس الجمهورية عمّا آلت اليه العقود مع الشركات التي ستتولى التدقيق في حسابات مصرف ‏لبنان، فقال: “سأوقّع عقدين مع شركة‎ kpmg ‎والـ “اوليفر وايمان”، امّا شركة “كرول” التي تعنى بالتدقيق المالي ‏الجنائي او التدقيق المركز فلن اوقّع العقد معها لأن لدي معلومات انّ هذه الشركة تتواصل مع اسرائيل ونفضّل ‏استبعادها”. واضاف: “رأينا الشخصي انّ شركة “كرول” هذه تهدّد السلم الداخلي لأنها تتواصل مع اسرائيل، ‏وأرسلنا لها رسالة بهذا الموضوع‎.‎‎ ‎

أما‎ kpmg ‎والـ “اوليفر وايمان” فعقودهما جاهزة للتوقيع، وقريباً سأوقعهما، وهي شركات مصنّفة عالمياً وانا ‏اعتقد انّ هذا التدقيق يكفي ولا داعي للتدقيق الثالث”. فأجابه رئيس الجمهورية: “اذاً من سيجري التدقيق الجنائي ‏المركّز؟ فرد وزني: القوى السياسية التي أنتمي اليها تفضّل في وضوح عدم وضع اي شركة تدقيق جنائي ‏وخصوصاً شركة “كرول”. فلفت رئيس الجمهورية مجدداً الى “انّ قرار مجلس الوزراء ينص على التدقيق ‏الجنائي والمركّز”، فأعاد وزني التأكيد أنه ينتمي الى جهة سياسية يعبّر عن رأيها بعدم القبول بالتدقيق الجنائي ‏والمالي بواسطة شركة “كرول‎”.‎

‎ ‎ودار نقاش حول ما اذا كانت هذه الشركة لها ارتباطات مع اسرائيل او بين اعضائها من ينتمي الى الطائفة ‏اليهودية، فحذّر وزير المال هنا من انّ المعلومات او “الداتا” التي يمكن ان تحصل عليها الشركة ربما تستثمرها ‏لمصلحة اسرائيل. وكرر للمرة الثالثة تأكيد اعتراض الفريق الذي ينتمي اليه تلزيم التدقيق الجنائي لشركة ‏‏”كرول‎”.‎‎ ‎

وهنا، طلب عون التمييز بين “التدقيق المحاسبي‎ accounting audit ‎وهو تدقيق أعتَبرُه سطحياً، وبين التدقيق ‏المركّز او‎ forensic audit ‎الذي يمكننا من خلاله معرفة كيف تمّ انفاق المال ما يسهّل علينا كشف مواقع الفساد ‏ومكامن الخسائر”. واضاف: “اما بالنسبة الى وجود اليهود فهم موجودون في كل شركات التدقيق وفي كل ‏شركات العالم وهناك لبنانيون يهود، ومشكلتنا هي مع اسرائيل وليس مع الطائفة اليهودية”. هنا، قال الوزير عماد ‏حب الله: “لكنّ اعضاء هذه الشركة هم اسرائيليون وليسوا يهوداً، ونحن لدينا معلومات مؤكدة عن هذا الامر‎”.‎‎ ‎

وعلقّت وزيرة العدل ماري كلود نجم فأبدت اعتراضها على عدم التوقيع مع شركة “كرول” خصوصاً انّ قرار ‏مجلس الوزراء اتخذ منذ 3 اشهر ولم يذكر احد انّ هناك مشكلة مع “كرول”. واضافت: “لقد دققنا في هيئة ‏التشريع والاستشارات في العقود مع الشركات الثلاث، واجرينا تعديلات ووضعنا ملاحظات، وكان يفترض ان ‏يتم توقيع العقود معها‎”.‎

“ما بدّي اسمع هل كلمة:” وخاطبت وزني قائلة: “ليس من الطبيعي ان نتخذ قراراً ثم نتراجع عنه !! ثمة قرارات عدة اتخذت ثم تراجعنا ‏عنها ما يجعل ثقة الناس بنا مهتزّة. يجب ان تصدر قرارات ونؤكد التمسّك بالخطة المالية وان نتعاون في ما بيننا. ‏ولا يجوز ان نخالف قراراً في مجلس الوزراء كنا قد اتخذناه”. واضافت: “نحن أتينا لاتخاذ قرارات وإلا ماذا ‏نفعل؟ فلنستقِل”. فأجابها رئيس الحكومة: “ما بدّي اسمع هالكلمة مرة تانية‎”.‎

‎ ‎وطلب وزير الاقتصاد راوول نعمة الكلام، وقال: “علينا تنفيذ القرارات التي نتخذها. مع الاسف ثمّة من يأخذ ‏علينا صدور قرارات ثم التراجع عنها، أتينا لنساعد في نهوض البلاد وليس كرمى لأحد، واذا ما فينا نعمل شي شو ‏عم نعمل هون؟‎”.‎‎ ‎

وردّ حب الله: “أقترح تأجيل الموضوع الى اجتماع لاحق، وعلينا ان نطلب لائحة تظهر الفارق بين التدقيق ‏المحاسبي والتدقيق المركّز الجنائي، وفي ضوء ذلك نأخذ القرار المناسب‎”.‎‎ ‎

وتداخل رئيس الجمهورية مجدداً، فقال: “انّ قرار وقف التوقيع مع “كرول” كان يجب ان يعرض على مجلس ‏الوزراء الذي هو من اتخذ القرار بتكليف هذه الشركة، وهو الذي يبت في شأنها‎”.‎

الخليوي على طريق الكهرباء والشركات الخارجية غير مهتمة بتشغيله

كشف مصدر في احد شركتي الخليوي لـ”اللواء” ان القطاع برحمته مهدد بالتراجع التدريجي عند تقديم الخدمات للمواطنين ‏ومن ثم التوقف النهائي في وقت ليس ببعيد اذا استمرت ادارة القطاع على النحو الجاري حاليا بعدما رفض وزير ‏الاتصالات الموافقة على استمرار الشركتين بتشغيلهما ريثما يتم اعداد دفاتر الشروط وتطرح المناقصة‎.‎

وكشف المصدر ان القطاع يتراجع حاليا مع استمرار التفاوت في المداخيل والمصاريف حيث يتم تقاضي إيرادات ‏المشتركين بالدولار المحدد من قبل الدولة ب 1515، في حين بتطلب الامر شراء معدات ولوازم التشغيل باسعار ‏دولار السوق اومايقاربه، وهذا يكبد القطاع خسائر باهظة ويدخله في العجز المالي الحقق اذا استمرت الأوضاع ‏المالية والاقتصادية بالتراجع على ماهي عليه اليوم‎.‎

ولفت المصدر الى “ان تبريرات وزير الاتصالات لاسترداد القطاع ليست مقنعة لان الظروف غير مؤاتية لتتولى الدولة ‏تشغيله بسبب الازمة الحالية والتلطي وراء تحضير دفاتر الشروط لا يقنع احدا، لانه حتى لو تم انجاز هذه الدفاتر ‏قريبا وهذا امر مستبعد لعدم كفاءة الذين يتولون هذه المهمة فإن اهتمام المستثمرين بهذا القطاع بالخارج ليسوا ‏مهتمين بخوض غمار اي مناقصة تطرح بسبب انعدام الثقة المفقود بالداخل بفعل الممارسات السياسية وتفاعل ‏الازمة المالية والاقتصادية والاجتماعية سلبا على الأوضاع كلها من جهة وتردي الأوضاع الاقتصادية بالعالم ‏جراء تفشي فيروس كورونا‎.‎

وتوقع المصدر جراء الادارة غير السليمة للقطاع حتى الان تراجع الخدمات للمشتركين وتخوف ان يلقى القطاع ‏برحمته مصير الكهرباء في تردي الخدمات والهدر المالي وتحويله من قطاع مربح يغذي خزينة الدولة الى قطاع ‏خاسر‎”.

 

‎أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في ١ تموز ٢٠٢٠

0

‎صحيفة الأنباء

‎*‎تنسيق‎ ‎

تتوخّى قوى سياسية معنيّة أعلى درجات التنسيق لضمان عدم إلباسها مسؤولية القطع ‏المتكرر لطريق رئيسي‎.‎

‎*‎الموقف الصامت‎ ‎

كان لافتاً الموقف الصامت لمرجع رسمي، وذلك بعدم حديثه في جلسة انعقدت مؤخراً ‏رغم أنه كان من الساعين لها‎.‎

‎ ‎

صحيفة البناء

ـ خفايا

قالت مصادر قانونية إنه كان المفترض لدى مناقشة قضيّة تتصل بحدود الحصانة والسيادة في تصرّفات سفير دولة أجنبية أن يمتنع عن المشاركة بالنقاش كل قاضٍ أو وزير يحمل جنسية دولة ثانية، لأن قسم الولاء الذي يؤديه عند نيله الجنسية يلزمه ويحول دون حياده، عدا أن تضارب المصالح لا يحتاج إلى إثبات وهو عامل إبطال قانوني كافٍ.

ـ كواليس

قالت مصادر قانونية إنه كان المفترض لدى مناقشة قضيّة تتصل بحدود الحصانة والسيادة في تصرّفات سفير دولة أجنبية أن يمتنع عن المشاركة بالنقاش كل قاضٍ أو وزير يحمل جنسية دولة ثانية، لأن قسم الولاء الذي يؤديه عند نيله الجنسية يلزمه ويحول دون حياده، عدا أن تضارب المصالح لا يحتاج إلى إثبات وهو عامل إبطال قانوني كافٍ.

صحيفة نداء الوطن

يخشى مسؤول كبير دخول لبنان تدريجياً في العتمة بعدما تبلغ أنّ “جي بي مورغان” لم تفتح ‏اعتمادات جديدة للمصرف المركزي لتمويل المحروقات‎.‎

قدّمت زوجة موظف مستقيل استقالتها من عملها تمهيداً للسفر إلى باريس حيث يُحتمل أن يكون ‏المركز الجديد لعمل زوجها‎.‎

على الرغم من تمنّع شركتي الخلوي عن تسديد أي مستحقات تشغيلية مترتبة على القطاع، إلا أنّ ‏دفعة العام 2020 من ثمن مبنى تاتش والبالغة 15 مليون دولار، قد تمّ تسديدها‎.‎

صحيفة النهار‎

ـ يعمد وزير الزراعة الى الزام الموظفين غير المحسوبين عليه بدوام 8 ساعات فيما يعين القريبين منه في مراكز لا ‏تخضع للمكننة ولا لمراقبة الدوام‎.

ـ ما زالت آليات الحلول المقترحة لمصالحة جرت مؤخراً غير ناضجة، اذ تتحكم بها تدخلات من بعض المتضررين من ‏نتائجها الإيجابية‎.

ـ يقول نائب بارز إنّ أبرز ما يمكن قراءته في حوار بعبدا الأخير هو الصمت المدوي للرئيس نبيه بري الذي يحمل ‏رسائل بالغة الأهمية وعلى الجميع قراءتها‎. ‎

‎.‎

صحيفة الجمهورية‎

ـ يقول قريبون من مرجعية كبيرة إنه اضطر لمسايرة بعض السياسيين في ملفات عدة في السنوات الأخيرة في ‏حين إن هذا البعض ينتقده الآن حول هذه الملفات‎.

ـ طلبت شخصية سياسية موعداً لمقابلة قيادي بارز فجاءه الجواب بالرفض‎.

ـ إتصل مسؤول كبير بأحد السياسيين وقال له: خلال قراءتي لكتابك ذكرتني بـ”مسيلمة الكذاب‎”. ‎

صحيفة اللواء‎

ـ تتحرك أكثر من جهة أوروبية ونقدية، ومحلية لمعرفة الأسباب غير المعلنة لاستقالة موظف مالي رفيع‎.

ـ ينتظر عارفون ردّ فعل يصدر عن القاضي المستقيل، في الإطار المعاكس، بعدما تخلّى عنه رُعاته‎!.

ـ تبلغت جهات حزبية وجنوبية أن معاودة قطع طريق الساحل، كما حدث قبل نهاية الأسبوع الماضي، لن يحصل‎!

كيف أنفقت الدولة القروض وصولاً الى “التعثّر”؟

يُجمع الخبراء على أنّ إدارة الدولة منذ سنوات طويلة هي التي أوصلت البلد الى الافلاس. وفي إحدى الأوراق التي جرى إعدادها لإعطاء فكرة موجزة عن الأزمة، يتمّ التركيز على الاجابة عن السؤال التالي: كيف أنفقت الدولة الاموال التي اقترضتها؟

تقول الدراسة انّ الدولة أنفقت الاموال المُستدانة على مدى سنوات طويلة، على أبواب غير مُنتجة. وإذا استثنَينا الهدر والسرقة، يمكن إيراد الابواب التالية التي شكّلت مصادر إنفاق أساسية للحكومات المتعاقبة:

أولاً- تمويل عجز دائم في مؤسسة كهرباء لبنان، والذي تجاوز مجموعه الـ30 مليار دولار في السنوات العشر الأخيرة.

ثانياً- كلفة تشغيل القطاع العام الذي تضخّم في السنوات الأخيرة بشكل غير مسبوق، وفاقَمته سلسلة الرتب والرواتب، ثم جاء التوظيف العشوائي ليضاعف المشكلة.

ثالثاً- التهرّب الجمركي والضريبي، من دون أن تقوم الحكومات المتعاقبة بواجبها في حماية حقوق الدولة، ما حرم الخزينة ايرادات تقدّر بمليارات الدولارات. والنموذج الذي يمكن تقديمه حول حجم التهرّب الضريبي يستند الى توزّع الايرادات الضريبية على مختلف القطاعات. إذ تُبيّن الأرقام الرسمية انّ حصة القطاع المصرفي من الناتج المحلي هي 6%، لكن هذا القطاع يُساهم بنسبة 60% من ضريبة الدخل، و33% من الضريبة على رؤوس الاموال المنقولة، و20% من عائدات الضريبة على الرواتب والاجور. هذه الارقام هي في حد ذاتها مَضبطة اتهام في حق الدولة المقصّرة، والتي ضَيّعت المليارات من الايرادات الضريبية التي كان ينبغي جمعها من كل القطاعات الاخرى، إذ يتبيّن من خلال هذه الارقام انّ المصارف التي كانت تعلن عن أرقامها بشفافية، وتدفع الضرائب مقابل النتائج المالية، كانت الوحيدة تقريباً بين القطاعات التي لم تعتمد أسلوب الدفترين الشهير، الذي اعتمدته معظم المؤسسات للتهرّب من دفع الضرائب.

رابعاً- الهدر في الصفقات العمومية وفي الانفاق عبر المجالس والصناديق.

خامساً- كلفة تمويل عجز الميزان التجاري الذي ارتفع من 11 مليار دولار سنة 2011 الى حوالى 17 مليار دولار سنة 2019، وكان على النظام المالي اللبناني تأمين هذا العجز الكبير بالعملات الأجنبية.

سادساً- تثبيت سعر صرف الليرة، وهي سياسة تَبنّتها جميع الحكومات منذ الطائف واستفادت منها جميع فئات المجتمع اللبناني، لا سيما أصحاب الدخل المحدود، إذ انها حافظت على مستوى مداخيلهم ومعيشتهم. لكنّ كلفة هذا التثبيت كانت مرتفعة، خصوصاً في السنوات الأخيرة، حين ظهرت الحاجة الى رفع إضافي في اسعار الفوائد، لاستقطاب الدولار بُغية استخدامه في دعم الليرة، وتمويل الدولة.

سابعاً- الحرب السورية والتوترات الاقليمية التي حدّت من قدرة لبنان على تصدير إنتاجه، والتي أدّت الى نزوح مليون ونصف مليون سوري الى لبنان، الأمر الذي ساهمَ في استنزاف الاقتصاد، وشَكّل ضغطاً إضافياً على مالية الدولة. بالاضافة الى انّ الانقسام العربي الواضح حيال الحرب في سوريا، ومشاركة أطراف لبنانيين في هذه الحرب، ساهمَ في تراجع الاستثمارات الخليجية في لبنان، وأدّى الى نوع من العزلة المالية تعرّض لها البلد بسبب تداعيات هذه الحرب.

أخيراً، لا بد من الاشارة الى أنّ تلكؤ الحكومات المتعاقبة في القيام بأي خطوة اصلاحية، أو اتخاذ قرار واحد لكبح اندفاعة الانهيار، والاهمال الذي مارَسته الحكومات المتعاقبة، كلّ ذلك لم يساعد في وقف زحف الكارثة المالية والاقتصادية التي دخل فيها البلد اليوم. ومع انّ الخروج من هذا النفق لا يزال متاحاً، إلّا أنّ مؤشرات عدم تغيير أسلوب الدولة في التعاطي مع المشكلة، لا يبشّر بالخير.

لماذا نُقلت جلسة الحكومة من السراي الى قصر بعبد؟

كشفت مراجع وزارية مطّلعة لـ”الجمهورية” انّ اتفاقاً ‏تمّ خلال عطلة نهاية الأسبوع على نقل جلسة مجلس الوزراء المقررة ‏بعد ظهر غد الثلاثاء من السرايا الحكومية الى القصر الجمهوري في ‏بعبدا.‏

‏ ‏وذكرت “الجمهورية” انّ الجلسة مخصّصة للبحث في مجموعة من ‏القضايا الإقتصادية والنقدية والمالية ومصير الإجراءات التي اتخذت ‏لمعالجة الازمة النقدية، وما آلت اليه من نتائج. كما سيتركز البحث مع ‏وزير المال لسؤاله عن مصير القرار الذي اتخذ بإجراء “التدقيق ‏المحاسبي المركّز” في حسابات مصرف لبنان بموجب القرار الصادر ‏عن مجلس الوزراء في 26 آذار 2020، والذي كلّف بموجبه وزير المال ‏غازي وزني والجهات المعنية بالملف القيام بعملية التدقيق ‏المحاسبية التي من شأنها ان تبيّن الاسباب الموجبة التي آلت ‏بالوضعَين المالي ولاقتصادي الى الحال الراهنة، بالاضافة الى تبيان ‏الارقام الدقيقة لموازنة مصرف لبنان وحساب الربح والخسارة ومستوى ‏الاحتياطي المتوافر بالعملات الأجنبية، ورفع تقرير الى مجلس الوزراء ‏في مهلة شهر من تاريخه.‏

وقالت مصادر وزارية لـ”الجمهورية” انه “باتَ من الضروري التثبّت من ‏الإجراءات التي اتخذتها وزارة المال، ولا سيما لجهة صحة الروايات التي ‏تحدثت عن التريّث في توقيع العقود مع الشركات المعنية، بعدما ‏تبيّن انّ لإحداها علاقات بإسرائيل”. وأضافت المصادر: “أمّا وقد نالت ‏وزارة المال موافقة هيئة التشريع والاستشارات على المضيّ في ‏الاتفاقية فإنّ الحسم بات مطلوباً في هذا الشأن، وهو ما سيتّضِح ‏إمكان الوصول اليه في جلسة الثلاثاء (غداً) بعدما ترددت معلومات ‏غير رسمية من انّ التوقيع مع الشركتين بات على قاب قوسين من ‏إتمامه”.‏

‏”‏Kroll‏” تعتذر‏ ‏

وعلمت “الجمهورية” أنّ شركة “‏Kroll‏” العالمية المتخصّصة ‏بالتحقيقات المالية اعتذرت عن التدقيق في حسابات مصرف لبنان.‏

لبنان أمام تحدي إعادة فتح المطار واحتواء الوباء

سيكون لبنان مع بداية شهر تموز المقبل أمام تحدٍّ جديد في مواجهة وباء «كورونا»، بعد إعادة فتح المطار أمام الرحلات وإن بنسبة أقل من المعتاد، وبالتالي احتمال تسجيل المزيد من الإصابات فيما يبقى التعويل الأساسي، إضافةً إلى الإجراءات المتخَذة في البلاد، على المسؤولية الفردية والمجتمعية لتفادي موجة ثانية من الوباء أو انزلاق الوضع إلى مرحلة خطرة.

ومع فتح المطار وتخفيف الإجراءات التي كانت قد وُضعت خلال رحلات إعادة المغتربين في الفترة السابقة، أهمها اقتصار فترة الحجر على ثلاثة أيام، بعدما كانت 14 يوماً، مع التشدد في ضرورة إجراء فحص الـpcr قبل السفر إلى بيروت أو عند وصول المسافرين، حسب توفّر وجودة الفحص في الدول القادمين منها.

وبهدف الحد من انتشار فيروس «كورونا» بين المسافرين في المطار، اتّخذت المديرية العامة للطيران المدني وشركة طيران الشرق الأوسط تدابير استثنائية في مطار رفيق الحريري الدولي من أجل ضمان سلامة المسافرين من مخاطر انتقال الفيروس، بدءاً من الوصول والدخول إلى المطار، وعند مدخل المطار تم تركيب الكاميرات الحرارية الذكية لفحص درجة حرارة جميع الركاب من أجل السلامة، ولا يُسمح بالسفر للركاب الذين يعانون من عوارض فيروس «كورونا» أو ما يشابهه، ووضع إشارات على الأرض لاحترام التباعد الاجتماعي في المطار والتخفيف من التفاعل مع الناس طوال الرحلة.

ويقول مدير مطار رفيق الحريري، فادي الحسن لـ«الشرق الأوسط»: «إن المطار فُتح يوم الأربعاء الماضي للطائرات الخاصة وستبدأ الرحلات التجارية يوم الأربعاء في بداية شهر تموز المقبل بنسبة 10% فقط من حركة الطيران السابقة بحيث إن عدد الرحلات اليومي سيقتصر على نحو عشرين رحلة يومياً، وبالتالي من المتوقع أن تحمل هذه الرحلات ألفي راكب يومياً».

ومع تأكيد الحسن أن الأسعار لا يُفترض أن تكون مرتفعة على خلاف الفترة التي تم فيها إجلاء المغتربين حيث كان معظم الطائرات يأتي بنصف عدد الركاب فيما اليوم سيتم الاكتفاء بضرورة وضع الكمامات، يبدو واضحاً أن تقليص عدد الرحلات انعكس على أسعار البطاقات، وهذا ما لمسه المغتربون اللبنانيون الذين بدأوا بحجز رحلاتهم إلى لبنان في الأسابيع المقبلة.

وأكد الحسن أن إدارة المطار قامت بكل الإجراءات المطلوبة وفق توصيات المنظمات الدولية لجهة التباعد الاجتماعي والإرشادات الصحية وتأمين المعقمات.

وعن المؤشرات التي بدأت تظهر عن وضع قدوم المسافرين إلى لبنان، يقول الحسن إن «عوامل عدة من الممكن أن تنعكس إيجاباً على لبنان في هذه المرحلة وتؤدي إلى قدوم عدد كبير من المسافرين، أهمها أن وضع لبنان جيد لجهة عدد الإصابات وواقع وباء (كورونا) على خلاف الدول الأوروبية التي اعتاد السياح العرب الذهاب إليها، وبالتالي قد يكون لبنان وجهتهم هذا العام، إضافةً إلى المغتربين الذين ينتظرون فتح المطار ليأتوا إلى بلدهم، وهذا كله نأمل أن ينعكس إيجاباً على الوضع الاقتصادي».

المؤسسات السياحية عاجزة عن فتح أبوابها

لا تبدو المؤشرات حتى الآن إيجابية في ما يتعلق بالموسم السياحي الذي يُفترض أن يبدأ رسمياً في 1 تموز مع إعادة فتح مطار بيروت الدولي. ويواجه القطاع عاصفة هوجاء، أدّت حتى الآن الى إقفال حوالى 50 في المئة من مؤسساته.

مع تراجع عدد السيّاح الوافدين إلى لبنان بحوالى 50 في المئة خلال الفصل الأوّل من العام 2020 أي قبل تفشي وباء كورونا وفرض حالة التعبئة العامة وإقفال المطار، فإنّ القطاع السياحي في الفصل الثاني من العام الحالي كان معدوماً بنسبة إشغال بلغت الصفر في بعض القطاعات بسبب إقفال المطار والمطاعم والمؤسسات السياحية على مختلف أنواعها، باستثناء عدد قليل من الفنادق الذي استمر في فتح أبوابه لـ«التهوئة» فقط!

ومع انطلاق موسم الصيف المفترض ان يكون سياحياً، وبعد رفع حالة التعبئة بشكل جزئي وإعادة فتح المطار، توقعت المؤسسات السياحية ان تلتقط بعضاً من أنفاسها بعدما حطّمتها جائحة كورونا وأعدمتها الأزمة الاقتصادية في البلاد. إلّا انّ المفاجأة كانت بتعذّر قدوم السيّاح وحتى المغتربين اللبنانيين الى لبنان نتيجة ارتفاع أسعار تذاكر الطيران بشكل لافت، وعدم تسيير كافة شركات الطيران رحلات من لبنان وإليه.

ومع تَسارع وتيرة ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة بشكل يومي، وجدت المؤسسات السياحية نفسها عاجزة عن تحمّل تلك الاعباء وتغطية الكلفة التشغيلية، وفَضّل معظمها الاقفال.

في هذا السياق، عقد اتحاد نقابات المؤسسات السياحية في لبنان اجتماعاً استثنائياً أمس برئاسة النقيب بيار الاشقر وحضور رؤساء النقابات السياحية كافة، وتمّ البحث في الاوضاع المأساوية التي يرزح تحتها القطاع السياحي.

وقرّر الاتحاد عقد مؤتمر صحافي تحذيري في وجه المسؤولين يوم الجمعة 3 تموز 2020 تحت عنوان: «هل يصحّ لبنان من دون سياحة»؟ سيتحدث فيه كلّ رئيس نقابة عن معاناة قطاعه.

وقد أكد نقيب أصحاب المجمعات السياحية البحرية والأمين العام لاتّحاد المؤسسات السياحية جان بيروتي لـ«الجمهورية»، انّ المؤتمر الذي سيعقده رؤساء النقابات السياحية الاسبوع المقبل يهدف الى رفع الصوت لأنّ القطاع السياحي لم يعد قادراً على الصمود والاستمرار لأنّ أحداً من اصحاب المؤسسات السياحية لا يمكنه اليوم، في ظل الظروف الراهنة، الحفاظ على استثماراته». في المقابل، قال بيروتي انّ الدولة غافلة عن وجود أزمة اقتصادية تضرب القطاع السياحي ولا تسعى الى إيجاد مَخرج له.

وأشار الى انّ رؤساء النقابات السياحية سيشرحون خلال المؤتمر معاناة كل قطاع من القطاعات السياحية، أبرزها ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة في وقت ما زالت المؤسسات السياحية ملتزمة التسعير وفقاً لسعر الصرف الرسمي عند 1500 ليرة نتيجة تراجع القدرة الشرائية للمواطن.

وذكر بيروتي انّ النقابات السياحية أعدّت ورقة مطالب تساعدها في الصمود خلال تلك الأزمة، وقد تمّ رفعها الى مجلس الوزراء منذ اكثر من 3 أشهر، «ولغاية اليوم لم يصلنا أي ردّ في شأنها، رغم اننا لم نطلب دعماً مالياً بل فقط طَلبنا عدم جباية الرسوم حالياً».

وفيما كشف انّ 50 في المئة من المؤسسات السياحية في مختلف القطاعات أقفلت ابوابها في حين انّ النسبة المتبقية تفتح ابوابها ولكن بنسَب إشغال معدومة، «لأنّ أولوية المواطن اليوم، في ظل ارتفاع الدولار الى 7000 ليرة، هي تأمين حاجاته الغذائية الاساسية فقط»، أعطى بيروتي بعض الامثلة عن معاناة المؤسسات السياحية، حيث يعاني قطاع تأجير السيارات جموداً حاداً اضطرّه الى إقفال معظم مؤسساته، لكنه في المقابل يتحمّل كلفة الرسوم التي تفرضها الدولة عليه كرسوم الميكانيك وغيرها.

وذكر انّ 50 في المئة من الفنادق والمطاعم والمؤسسات البحرية ما زالت مقفلة ولا مصلحة لها في اعادة فتح ابوابها، في حين انّ نسب الإشغال لدى اصحاب الشقق المفروشة أكثر من معدومة.

في الختام، كشف بيروتي ان القطاع السياحي سيُمهل الدولة لغاية اواخر موسم الصيف، «بعدها سننزل الى الشارع، وسنقفل مؤسساتنا».

“النقد الدولي” للوفد اللبناني: الدعم المالي مشروط بالإصلاحات

كشف مصدر نيابي لبناني بارز أن عدم توصُّل الوفد الحكومي المفاوض إلى اتفاق على برنامج مع صندوق النقد الدولي لتمويل خطة التعافي المالي يكمن في أن الوفد لم يطلق أي إشارة تنمّ عن رغبة الحكومة في تحقيق الإصلاحات المالية والإدارية. وقال إن الوفد النيابي المؤلف من إبراهيم كنعان وياسين جابر ونقولا نحاس، التقى ممثّلين عن الصندوق، وتبلغ منهم بأن الاتفاق على البرنامج يرتبط بتحقيق الإصلاحات وإلا لا جدوى من المفاوضات.

ولفت المصدر النيابي لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الوفد النيابي التقى ممثلين عن الصندوق وعلى جدول أعماله بند وحيد يتعلق بحماية أموال المودعين في المصارف اللبنانية وعدم التفريط فيها، وهذا ما أكده عضو الوفد النائب جابر بقوله: “إننا ذهبنا إلى هذا اللقاء كوكلاء دفاع عن المودعين وإن البرلمان يقف بالمرصاد في وجه من يحاول المساس بودائعهم».

وقال جابر لـ«الشرق الأوسط» إن «الوفد النيابي ليس طرفاً في المشكلة القائمة بين الحكومة من جهة وبين مصرف لبنان المركزي وجمعية المصارف من جهة أخرى، ونحن تدخلنا لإصلاح ذات البين بين الفريق الحكومي المفاوض لأن من غير الجائز أن نستمر في الإرباك، وبالتالي نؤخر الوصول إلى اتفاق مع الصندوق الذي تحوّل إلى حَكَم بين الفريق المفاوض بسبب الخلاف على الأرقام المالية، بدلاً من أن نذهب إلى التفاوض برؤية اقتصادية ومالية واضحة».

وأكد أن «المشكلة في الوفد الحكومي المفاوض تكمن في أنه باشر بالتفاوض مع الصندوق من دون أن يتواصل مع الآخرين للتوصل إلى مقاربة موحدة للخسائر المالية».

وفي هذا السياق، قال المصدر النيابي إن الوفد المفاوض بدأ مفاوضاته مع الصندوق في غياب أي قرار سياسي بتحقيق الإصلاحات، ورأى أن ما يهم الحكومة تحميل الخسائر المالية لمصرف لبنان وجمعية المصارف، وهذا ما يؤدي إلى الانقلاب على النظام المصرفي والمالي المعمول به حالياً.

وأضاف: «إن الحكومة تحاول تبرئة ذمتها من الخسائر المالية بخلاف ما تنص عليه المادة 113 من قانون النقد والتسليف الذي يُلزم الحكومة انطلاقاً من الشراكة مع المصرف المركزي بأن تتحمل الخسائر المالية، خصوصاً أنها تستدين باستمرار من أموال المودعين من خلال (المركزي)».

وكشف أن خلية الأزمة المالية التي شكّلها دياب وتضم هذا الحشد من الوزراء والمستشارين، لم تتوصل حتى الساعة، وفي ضوء استمرار المفاوضات مع الصندوق، إلى توحيد موقفها لمخاطبته بلغة واحدة بدلاً من أن ينبري بعض الوزراء إلى تخوين المصارف ومخاطبة القيمين عليها بلهجة غير مألوفة وأحياناً بعبارات لا تليق بالوزراء أنفسهم.

وأكد المصدر النيابي أن الحكومة ما زالت عاجزة عن إعداد رؤية واضحة لا لبس فيها تحدّد موقفها من أموال المودعين رغم أن الحكومات المتعاقبة ومنها الحكومة الحالية هي التي استدانت ودائعهم.

وسأل: كيف تُجيز الحكومة لنفسها بأن تحيل المودعين لتأمين ودائعهم على المصارف مع أنها أودعت أموالها لدى «المركزي» واستدانتهم الحكومات؟ وتابع: هل يُعقل أن تطلب من أصحاب الودائع الانتظار للحصول على ودائعهم إلى حين استرداد الأموال المنهوبة؟

كما سأل: كيف يمكن للمودعين الحصول على سندات من المصارف لضمان ودائعهم رغم أن هذه السندات ورقية بامتياز ولا تغطية مالية لها لأن الدولة هي من استدانت ودائعهم؟

وعليه فإن ما تقترحه الحكومة ينم عن رغبتها في اقتطاع أموال المودعين وإنما بطريقة غير مباشرة، وهذا ما يلقى معارضة من البرلمان الذي يتعامل بلسان رئيسه الرئيس نبيه بري مع الودائع على أنها من «قدس الأقداس»، وأنه لا مجال لوضع اليد على أموال المودعين، بدلاً من أن تقوم الحكومة بتشكيل شركة سيادية تضم الأصول العقارية والمؤسساتية للدولة على أن يصار إلى إيداع المودعين أسهماً في هذه الشركة.

لذلك لا مجال لمواصلة التفاوض مع صندوق النقد ما لم تبادر الحكومة إلى تشكيل وفد مفاوض غير الوفد الحالي الذي تبيّن أنه يفتقد إلى الخبرة وأنه لا هم له سوى تحميل الخسائر لـ«المركزي» والمصارف وكأنه يدفع في اتجاه القضاء على النظام المصرفي.