إليكم عناوين الصحف المحليّة والعربيّة ليوم الأربعاء 20/7/2022

0

“الجمهــــــــوريــــــــــــة”:

مانشيت – ميقاتي: الكرة في ملعب عون… ودهم سلامة يُثير مضاعفات وإضرابات

تتمة

“نداء الوطن”:

“همروجة” جديدة لغادة عون… إغارة على “الحاكم” توقِف “المركزي”

تتمة

“الاخبار”:

دوكان في لبنان مجدداً: أنجزوا الاتفاق مع صندوق النقد

تتمة

“اللواء”:

اقتحام عوني لمصرف لبنان.. ورياض سلامة يتحوَّل إلى شبح! صمت نيابي وقضائي مُطبق.. والإضرابات تُهدِّد بتأخير الرواتب إلى 15 آب

تتمة

“الأنباء”:

القضاء أمام منعطف خطير.. تحلّل ما تبقّى من الدولة مستمر

تتمة

“النهار”:

قضاء العهد يعطّل “المركزي” ويطارد المطران!

تتمة

“البناء”:

قمّة طهران تنجح بإطلاق مشروعها لنظام إقليميّ انطلاقاً من سورية… وسلة اقتصاديّة دسمة روسيا تضع سلاح الغاز على الطاولة وأوروبا ترتبك… فهل تبدأ تسوية أوكرانيا بالنضوج؟ ليبيد يحاول ردّ التهديدات بالصراخ مؤكداً أن الحل التفاوضيّ السريع هو الحل

تتمة

الصحف العربية:

“الشرق الاوسط”:

لبنان: رؤساء الحكومات السابقون يدعمون ميقاتي لوقف «اجتياح» عون

تتمة

“الأنباء الكويتية”:

ميقاتي: آسف للطريقة الاستعراضية في معالجة الملف.. ورابطة موظفي الدولة تدعو المجتمع الأهلي للاعتصام غداً! المطاردة القضائية لحاكم مصرف لبنان غيَّبت الهمّ الحكومي

تتمة

“الراي الكويتية”:

«لعبة قط وفأر» بين القاضية والحاكم: عون فتّشت عنه في خزائن ومكاتب المصرف المركزي! لبنان «يلهو» بقنابل موقوتة في… الوقت الضائع

أبرز عناوين الصّحف الصادرة اليوم الثلاثاء 19-07-2022

النهار

-“القطيعة” تكرس تفعيلاً واسعا لتصريف الأعمال

-محمد بن زايد يؤكد ماكرون دعم أمن الطاقة في فرنسا

-بوتين في طهران اليوم يلتقي خامنئي ويناقش مع أردوغان سوريا وأوكرانيا

نداء الوطن

-لا مفر من الالمركزية… و”بلدية بيروت” ليست منزلة

-محاولة تركيب ملف للضغط على البطريرك الراعي

-لماذا أوقف المطران موسى الحاج في الناقورة؟

-التعديلات على السرية المصرفية “عصرية”…. وتحد من الابتزاز

-بن زايد وماكرون: لتعزيز التعاونبين الإمارات وفرنسا

-الاتحاد الأوروبي يعزز دعمة لأوكرانيا

ّ

الأخبار

بوتين في إيران: المواجهة تتوسّع

الدولار الجمركي… أولاً: لا التزام بزيادة الرواتب

لجنة المال ألغت حصرية هيئة التحقيق الخاصة: نحو تفكيك امتياز «السرية المصرفية»

«ثورة» صيدا على المولّدات: نموذج قابل للتعميم؟

إضراب المساعدين القضائيين: المحاكم إلى الـ«كوما»

اللواء

-«الانحباس الحكومي» يُهدِّد وحدة السلطة وإبراهيم إلى بغداد لتحريك الفيول والطحين

-دريان يرفض تقسيم بلدية بيروت.. وخلافات بين الموظفين حول «عظمة الرواتب»

-بن زايد في الإليزيه : توقيع اتفاق شراكة استراتيجية لتوفير الطاقة لفرنسا

-قمة روسية تركية إيرانية في طهران اليوم لبحث التطورات في سوريا

الجمهورية

-واشنطن: لبنان مهدد بكارثة

-الإمارات لدعم أمن الطاقة في فرنسا

-فشل بايدن ونجح بن سلمان

-لماذا تعطل القوى الدولية عودة النازحين؟

-ستريدا جعجع لـ«الجمهورية«: ترشيحي للرئاسة »مزحة«

الشرق

-لبنان بين قمة الحياة وقمة الموت

-بري: لم يعد من وقت للمماطلة في الترسيم

الديار

-«الترسيم» يتحرّك على ثلاث جبهات.. «إسرائيل» تتحسّر على الفرصة الضائعة وتخشى التصعيد؟

-«تقسيم» بيروت لن يمرّ في البرلمان.. وميقاتي لن يزور بعبدا قبل تراجع عون عن شروطه!

-«جسّ نبض» رئاسي بين فرنجية وباسيل ولا نتائج حاسمة.. رفع الدعم تدريجياً عن الرغيف

البناء

-قمّة طهران لنظام إقليميّ جديد انطلاقاً من سورية… وتجارة عالميّة خارج السيطرة الأميركيّة

-وفد أميركيّ للتهويل على لبنان قبل زيارة هوكشتاين… ورعد: إذا أرادوا الحرب فنحن لها

-الحكومة لمهدّئات ماليّة بدلاً من توحيد سعر الصرف في الرواتب والرسوم في الموازنة

أسـرار الـصّـحـف الـلـبـنـانـيـة

0

النهار:

– وزير سابق ونائب حالي “ممانع” أمضى وأسرته اسبوعاً على شاطىء منتجع فخم في دولة عربية

– نائب بيروتي تلقى اتصالات من فاعليات اعتذرت منه على عدم انتخابه وشكرته على الخدمات التي يقدمها في العاصمة

– عُلم أن زيارة ناشط سياسي شيعي من بلدة معروفة في جبيل لقائد مؤسسة أمنية بارزة حملت تأكيد وحرص العشائر على دعم هذه المؤسسة وقائدها

– يشكو نواب من زميل بيروتي يجول على جلسات اللجان ويكتفي بالتقاط الصور ولا يشارك في اي مناقشة.

– يُنقل أن جلسة المحاكمات التي كانت مقررة قبل يومين في قصر العدل في بعبدا ألغيت لتعذر نقل المساجين بسبب عدم توفر الآليات والمحروقات

اللواء:

– ينتظر لبنان مجيء الوسيط الأميركي، قبل نهاية الشهر، ليُبنى على الشيء مقتضاه في ما خص الترسيم البحري، واستخراج الغاز

– تنمُّ سياسة حزب بارز عن رغبة قوية بعدم فك الارتباط مع تيّار مسيحي فاعل، في ضوء المتغيّرات الإقليمية والدولية المتدحرجة..

– ارتفعت الأصوات الغاضبة من أداء وزير سيادي، في ما خصَّ مصير استحقاقات مالية، ودفعات موعودة، قبل إضراب الموظفين وخلاله

نداء الوطن:

– كشفت معلومات ان النائب الياس بو صعب التقى عدداً من المسؤولين الإماراتيين محاولاً إقناعهم بدعم ترشيح رئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية.

– على رغم دعوات «القوات اللبنانية» المتكررة للنواب التغييريين والمستقلين للإتفاق على مرشح واحد لرئاسة الجمهورية لم يظهر أن هناك من يقوم بدور الوسيط أو من يطرح الأسماء للإختيار، مع الإشارة إلى أن مواصفات البطريرك الراعي للرئيس الجديد ستقلّص الخيارات.

– يتردد أن تمسك «التيار الوطني الحر» بوزارة الطاقة يعود إلى منع حصول أي تدقيق في الملفات والصفقات التي كانت تحصل والكشف عنها وإلى استمرار الإستفادة من الصفقات

الجمهورية:

– دولة مجاورة معنية بالوضع اللبناني واستحقاقاته لا تعطي رايا حاسماً في إنتخابات الرئاسة،بانتظار معرفة موقف حزب بارز على الساحة اللبنانية ،لتبني على الشئ مقتضاه.

– شغلت مصافحة بين زعيمين دولي واقليمي الاوساط السياسية،لانها وضعت حداً لاقاويل عن توتر العلاقات بينهما.

– تقول مصادر جهة سياسية ان هناك مرشحين لرئاسة الجمهورية، واحد قريب من العقل والمنطق فيما الآخر خرب البلد.

التأليف ممكن… بشرط؟

على ما هو معلن، في موازاة هذا الإنسداد، أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف نجيب ميقاتي سيلتقيان من جديد. الّا إذا حالت «جهود المعطّلين» دون عقد هذا اللقاء، ونجحت في ترحيل هذا اللقاء إلى أجل غير مسمّى، وخصوصاً انّ التشويش على هذا اللقاء قد اشتدت وتيرته اعتباراً من اللحظة التي أُعلن فيها عن عقده بين الرئيسين بعد عودة الرئيس المكلّف من سفرته الخارجية.

ويفترض في هذا اللقاء، إن عُقد، أن يقدّم الرئيس المكلّف جوابه عن الملاحظات التي طرحها رئيس الجمهورية على التشكيلة، علماً انّ الاعلان عن لقاء جديد بين عون وميقاتي، ترافق مع إشارة واضحة إلى انّ لدى الرئيس المكلّف أفكاراً جديدة سيطرحها على رئيس الجمهورية.

وعلى ما تؤكّد مصادر سياسية مسؤولة لـ«الجمهورية»، فإنّ تأليف حكومة جديدة ممكن في حالة وحيدة، وهي عندما يُحسم الأمر والقرار الجدّي والمسؤول بتشكيلها، دون التعلّق بأيّ اعتبارات أو النظر إلى أيّ سقوف زمنية لولاية هذه الحكومة أكانت شهراً أو شهرين أو حتى يوماً واحداً. ولكن حتى الآن ليس في أفق هذا الملف ما يؤكّد انّ ثمّة حسماً جدّياً في اتجاه تأليف حكومة.

وقالت المصادر: «جميع من لهم صلة بالملف الحكومي باتوا محشورين في زاوية الوقت القاتل، البلد يزيد اهتراء، والوقت يتآكل، وتضييعه بلقاء فارغ بين الشريكين في تأليف الحكومة، يجرّ لقاء آخر بينهما، هي لعبة لا بل ملهاة ستفاقم هذا الاهتراء أكثر، ومن هنا فإن اللقاء المقبل فرصة للشريكين لجعله لقاءً حاسماً ينهيان من خلاله الوضع الشاذ الذي يمرّ فيه البلد».

رئيس حزب “يائس”!

اسرار الصحف ليوم الاربعاء

النهار

أصدرت الغرفة المختصة في مجلس شورى الدولة قراراً بإبطال إقالة مديرة مؤسسة اعلامية رسمية لمخالفته القانون وهذا يؤدي الى اعادتها الى منصبها تنفيذاً للقرار القضائي.

يُلاحظ غياب الخليجيين في موسم الاصطياف واقتصر وصول أعداد قليلة منهم لتفقد منازلهم وممتلكاتهم لأيام محدودة فقط

يتجنب عدد من النواب في كتل بارزة الظهور الإعلامي أو اتخاذ مواقف سياسية حول بعض الملفات، بانتظار ما سيؤول اليه الاستحقاق الرئاسي وكل ما يحيط به

اللواء

همس

بلغ تدخل سفيرة دولة كبرى في الشؤون اليومية لوزارات الخدمات حدّاً، جعل بعض الوزراء لا يقطعون شعرة، بلا اتصال مع السفيرة المذكورة

غمز

أجرى مسؤول كبير اتصالاً هاتفياً مع وزير نشيط على خط معالجة أزمة العلاقة مع الإدارة العامة، جدد الثقة به، ودعاه لاستئناف دوره.

لغز

يخشى مطلعون على مفاوضات الاستجرار والتبادل في ما خص الفيول العراقي الوصول إلى درجة صفر كهرباء خلال شهري تموز وآب؟

نداء الوطن

خفايا

تعتقد أوساط متابعة أن الدفعة الثانية من المسيّرات التي سيرسلها «حزب الله» باتجاه حقول الغاز الإسرائيلية ستكون أكثر تطوراً من المسيّرات الثلاث التي أرسلها على سبيل التجربة والإستطلاع واستكشاف قدرة الردع الإسرائيلية.

لاحظ مراقبون دوليون أن ثروات عدد من الأثرياء اللبنانيين تفوق مبلغ الثلاثة مليارات دولار الذي ينتظر لبنان الحصول عليه من صندوق النقد الدولي ومن بين هؤلاء رئيس الحكومة الذي يتفاوض مع الصندوق.

تبين أن اصحاب المولدات قد ابتكروا طريقة لزيادة استهلاك الطاقة على المشتركين من خلال التلاعب بالعدادات ووصلها باكثر من مخرج لرفع الفواتير بنسبة تزيد عن ٤٠٪ في ظل غياب وزارتي الطاقة و الاقتصاد، وتغييب دور مؤسسة المقاييس في تحديد مواصفات العدادات.

البناء

خفايا

قال مصدر نيابيّ إن على وزير الخارجيّة إذا كانت خلفية موقفه السلبي من عمل المقاومة حسابات استرضاء لرئيس الحكومة خشية الفيتو على إعادة توزيره أن يضع في حسابه فيتوات أخرى، أما إذا كانت الحسابات رئاسيّة فهو أعلم من سواه بأوزان الناخبين الداخليين والخارجيين

كواليس

تؤكد مصادر فرنسيّة أن رئيس حكومة الكيان طلب من الرئيس الفرنسي التوسّط مع حزب الله لهدنة غير معلنة حول الحدود البحرية وأن العائق هو أن حزب الله يرفض البحث بالحدود إلا من خلال قنوات الدولة اللبنانية مكتفياً بمهمة منع الاستخراج من الحقول المتنازع عليها لحين الاتفاق النهائيّ على الترسيم

 الجمهورية

يواصل فريق عمله بتصرف مؤسسة دولية تتولى تنفيذ مهمة دقيقة في لبنان بعدما تم تعزيز موارده البشرية والمالية.

يرى مسؤول كبير أن استحقاقات كبيرة يواجهها لبنان في توقيت تعطيلي قاتل

تشهد منطقة موجة غربية وبطريقة غير نظامية وينجح البعض في ذلك على رغم العمل الحثيث لمؤسسة معنية لمنع هذه الظاهرة.

خالف بشكل صارخ التعليمات الحزبية وقام بعكسها…باسيل يَفصل زياد أسود من التيّار؟

وجّه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل خلال احتفال “النصر” يوم السبت رسائل إلى داخل “تيّاره” وحلفاء التكتّل السابقين أكثر ممّا وجّه رسائل إلى الخصوم.

ما هو أهمّ أنّ باسيل تقصّد القيام بما يُشبِه عملية تسليم وتسلّم “غير رسمية” بينه وبين رئيس الجمهورية ميشال عون “مباشرة على الهواء”، قائلاً له: “صار حقّك ترتاح ونحنا نكمّل عنك. أنت زرعت فينا القضية وحمّلتنا المسؤولية، ونحن قدّها”.

سيكمل جبران باسيل لكن مع كمّ كبير من الخلاصات التي خرج بها من الاستحقاق الانتخابي ووجّه فيها أصابع الاتّهام إلى أهل بيته أوّلاً.

جاءت أكثر الرسائل وضوحاً على قياس نائب جزّين زياد أسود، الغائب الأكبر عن احتفال التيار الشعبي في “البيال”، وطالت أيضاً بعض نواب التيار الفائزين في الانتخابات لكن بكلفة عالية ليس أقلّها تعميق فجوة الخلاف مع جبران.

مضبطة اتّهامية كاملة أعدّها رئيس التيار مؤكّداً أنّ “كلفة بقاء البعض من دون محاسبة في التيار صارت أكبر بكثير من كلفة خروجهم”، متوعّداً بـ”البهدلة لكلّ من يخرج عن مسار التيار، ولا يلتزم بالمناقبية الحزبية. وانشالله يكونوا تعلّموا يلّلي بعدهم عم يفكروا فيا”.

المقصود الأوّل بـ”المحاسبة” هو زياد أسود المسؤول، برأي باسيل، عن “نكسة” جزّين التي شكّلت الصفعة الكبرى للتيّار البرتقالي بعد فوز القوات بالمقعدين الماروني والكاثوليكي. كان كلام جبران واضحاً: “كنت متخوّف نوصل لهون من ورا التمادي بالأنانية والحصار يللي تعرّضنا له”، مؤكّداً في الوقت نفسه “بعدنا الأوائل في جزين وبتبقى قلعة عونية”، ملوّحاً بتقديم طعن في النتائج.

لا طعن

تشير معطيات “أساس” إلى أن لا “أساس” متيناً استند إليه باسيل في تلويحه بتقديم طعن يمكّن أمل أبو زيد من الفوز بالمقعد الماروني. فالتيار الوطني الحر كان يحتاج إلى 2,412 صوتاً لنيل الحاصل، وإذا حصل على الفارق تسقط نيابة مرشّح القوات سعيد الأسمر ويربح أبو زيد الذي نال “السكور” الأعلى من الأصوات التفضيلية على لائحة التيار (5,184).

حتى التيّاريون أنفسهم يستبعدون هذا السيناريو: “الفارق كبير ويصعب تجاوزه. صحيح أنّ هناك بعض الأقلام لم يكن فيها مندوبون لنا، إضافة إلى بعض الغموض في الأرقام، لكن بشكل عام يصعب تأمين أرضيّة متينة لتقديم طعن في النتائج”.

ما لم يقُله هؤلاء أنّ باسيل حاول التخفيف من وهج الصفعة في جزّين من خلال الإيحاء بتقديم طعن يحفظ ماء وجه تياره.

فصل زياد من التيّار؟

بالمقابل، تفيد المعلومات أنّ “باسيل لن يتهاون بموضوع زياد أسود. وهو يستعدّ لاتّخاذ قرار بحقّ نائب جزّين السابق قد يصل إلى حدّ فصله من التيار أو إصدار عقوبة حزبية بحقّه”. يُذكر أنّ أسود منقطع عن الإعلام ويردّد القريبون منه أنّه “في إجازة”.

يقول مصدر حزبي في التيار الوطني الحر لـ”أساس”: “خالف زياد أسود بشكل صارخ التعليمات الحزبية وقام بعكسها. ووقّع على ميثاق شرف بين مرشّحي التيار لم يلتزم به، واستمرّ في الهجوم على النائب أمل أبو زيد ورئيس اتحاد بلديات جزين خليل حرفوش”، مشيراً إلى أنّها “سلسلة تراكمات أدّت إلى أن يطفح الكيل من أسود بعدما كُسرت الجرّة بينه وبين جبران”.

يؤكّد المصدر أنّ “إصرار أسود على الترشّح أضاع منّا فرصة قيام تحالف مع صيدا وحليف سنّيّ قوي “يرفع” من حظوظ اللائحة، فيما الثنائي الشيعي التزم مع إبراهيم عازار”.

الحقّ على أسود أم باسيل؟

يملك مطّلعون على المشهد الانتخابي والسياسي قراءة أوسع تفيد بالآتي: “هناك خطأ كبير وقاتل مسؤول عنه جبران باسيل تحديداً، وفي إطار توزيع المسؤوليات قد يتحمّل زياد أسود جزءاً بسيطاً من هذه المسؤولية. عام 2009 لم يكن ميشال عون رئيساً للجمهورية، ولم يكن لديه أجهزة أمنيّة تحت تصرّفه، ولم يكن لديه تركيبة بلديّات ومحافظين وقائمقامين يمون عليها، ولا أموال.. واجتاح جزّين. عام 2022 ميشال عون في صورة معاكسة تماماً، وتقريباً لديه كلّ ما يحتاج إليه في معارك من هذا النوع، لكنّ التيار يتراجع بما نسبته 40%. ولذلك من غير المقبول أن “يكبّها” باسيل فقط على زياد أسود”.

يتساءل هؤلاء: “كيف يمكن تفسير أنّ سمير جعجع الذي لم تكن تتقبّله القاعدة المسيحية في جزين، ولم يكن لديه حضور تاريخي وشعبي في جزين، رشّح في العام 2018 عجاج حداد، ابن البيت السياسي في بلدة روم، ولم يتجاوز مجموع الأصوات التي نالها 4,500 صوت. اليوم النائبة غادة أيوب نالت نحو 8 آلاف صوت. فهل هذه مسؤولية زياد أسود أيضاً؟. الموضوع هو وطني ومسيحي لا جزّينيّ فقط، وخلاصته التراجع الدراماتيكي لدى التيار، والأرقام شاهدة على ذلك، بما في ذلك أرقام اقتراع المغتربين”.

تراجع التيّار جزّينيّاً

من أصل نحو 276 ألف مقترع صوّتوا لمرشّحي التيار عام 2018، تراجع العدد في الانتخابات الحالية إلى 120 ألفاً. في جزّين تراجُع التيار كان مدوّياً لمصلحة القوات التي ارتفع رصيد أصواتها من نحو 4,500 صوت إلى أكثر من تسعة آلاف، بينما تراجع التيار من 13 ألفاً إلى عشرة آلاف. ومع ذلك، لا يزال باسيل يردّد “جزّين قلعة عونية”!

يرجِّح خصوم رئيس التيار أنّ “أغلبية الـ 120 ألف مقترع صوّتوا من باب الوفاء الرومانسي والعاطفي لميشال عون، ثمّ يأتي باسيل ليُحمّل المسؤوليّات لأشخاص”.

عكّار لا تعوِّض

في واقع الأمر، لا تعوّض عكّار ولا البقاع الغربي ولا المتن خسارة “التيار” مقعدين في أحد أكبر معاقله، فيما خسر النائب إبراهيم عازار المرشّح المدعوم من قبل حركة أمل وحزب الله.

حصل ذلك بعدما استعاد التيار التمثيل المسيحي لجزّين عام 2005، ثمّ حصد نوّابه الثلاثة زياد أسود وعصام صوايا وميشال حلو عام 2009 ما نسبته 54% من أصوات المسيحيين، ثمّ خسر التيار مقعداً عام 2018، ثمّ المقاعد الثلاثة دفعة واحدة بعد 17 عاماً.

عَرض لجان عزيز؟

تقول المعلومات إنّ الثنائي أسامة سعد وعبد الرحمن البزري عرضا بداية على المستشار السابق لرئيس الجمهورية جان عزيز الترشّح معهما على اللائحة، لكنّ الأخير فضّل الابتعاد عن المشهد الانتخابي.

من جهة أخرى، قُدّمت نصائح لأمل أبو زيد بأن يكون على لائحة سعد-البزري “حتى يكون مقعده مضموناً، فيما الخسارة محتّمة على لائحة التيار”. بقي ترشيح أبو زيد معلّقاً على لائحة التيار إلى أن تدخّل رئيس الجمهورية شخصيّاً طالباً منه خوض المعركة مع غريمه زياد أسود.

هكذا لم يكن بالخطّة “الذكية” رهان باسيل على أصوات شيعية تُنقِذ لائحته فيما كان إبراهيم عازار “على الحفّة” ويحتاج إلى كلّ صوت شيعي، واتّكاله على أصوات سنّيّة قد تأتي من الجماعة الإسلامية أو البزري أو أصوات متفلّتة. فجزّين ليست البقاع الغربي حيث تحالف على اللائحة نفسها مع الثنائي.

مقعد عازار

أمّا لناحية خسارة الرئيس نبيه بري مقعد النائب إبراهيم عازار، فيقول العارفون إنّ “عازار خسر معظم قاعدته والبعض منها ذهب باتّجاه لائحة القوات. ومجلس الجنوب الذي يصوفر ماليّاً لم يسعفه بالخدمات. والشيعة لم يتمكّنوا من تعويض خسارته للأصوات المسيحية”.

أرقام جزّين

بلغ الحاصل الانتخابي الأوّل في دائرة الجنوب الأولى 12,258 والثاني 6,670. نالت لائحة تحالف البزري-سعد 18,783 صوتاً مكّنت اللائحة من الفوز بثلاثة مقاعد، من ضمنها المقعد الماروني الذي فاز به شربل مسعد (984 صوتاً تفضيلياً).

فازت لائحة القوات (13,948) بمقعدين: كاثوليكي (غادة أيوب التي نالت 7,953 صوتاً تفضيلياً) وماروني (سعيد الأسمر نال 1,102 صوت تفضيلي)، فيما نال المرشّح السنّيّ على اللائحة يوسف النقيب 4,380 صوتاً تفضيلياً.

أمّا لائحة التيار الوطني الحر فنالت 9,846 صوتاً. وجاء ترتيب الخاسرين بالأصوات التفضيلية كالآتي: أمل أبو زيد (5,184)، زياد أسود (3,639)، سليم خوري (447). فيما نال المرشّحان السنّيّان على اللائحة علي الشيخ عمّار 77 صوتاً، ومحمد القواس 165 صوتاً.

لا طحين ولا بنزين… ولا أدوية سرطان!


راحت”سَكرة” الإنتخابات، وعادت “فَكرة” الأزمات الحيوية التي لن تنتهي فصولها على المسرح اللبناني، حيث عاد القيّمون على الرغيف من مخابز وأفران ومحروقات ودواء بعد كسر “الصمت الإنتخابي” إلى التحذير من “شح” في الطحين والبنزين، توازياً مع تخطي الدولار حاجز الـ30 ألف ليرة أمس، فأحدثت تصريحاتهم حالة من الإرباك في صفوف المواطنين الذين هرعوا خلال الساعات الماضية إلى الأفران لشراء الخبز، والى المحطات لتفويل سياراتهم بالبنزين رغم الارتفاع الصاروخي في سعر الصفيحة التي بلغت أمس 542 ألف ليرة، والى السوبرماركات للتموّن قبل ارتفاع أسعار السلع الإستهلاكية على وقع ارتفاع الدولار.

تزامناً، وعلى مستوى أزمة الدواء المدعوم لمرضى الأمراض السرطانية، علا صوت نقابة الصيادلة أمس داعية الى التظاهر بالتزامن مع انعقاد مجلس الوزراء غداً في قصر بعبدا للمطالبة بوضع خطة واضحة لتأمين الدواء للمرضى قبل أن يتحول مجلس الوزراء إلى حكومة تصريف أعمال.

وبالنسبة الى أزمة الرغيف التي عادت ملامحها لتلوح في الأفق غداة إعلان إتحاد المخابز والأفران عدم وجود مخزون قمح بسبب توقف 6 مطاحن عن العمل لأن الكمية الموجودة غير مدعومة وتلك المدعومة لا تكفي لأكثر من يومين، ما ينذر بنفاد الخبز من الأفران. طُرح الموضوع على طاولة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس خلال اجتماع الأمن الغذائي وزراعة القمح محلياً، ليخرج وزير الإقتصاد والتجارة أمين سلام بعد اللقاء مطمئناً إلى أن “آخر دفعة فتحت كاعتماد من مصرف لبنان حرّر منها تقريباً نحو 21 مليون دولار لدعم نحو 45 ألف طن من القمح، والموجود الآن في لبنان يقارب 40 الف طن”.

وهنا لا بدّ من التذكير بأنّ مسألة فتح الإعتمادات لم تعد بيد مصرف لبنان وحده، اذ يتمّ تمويل الدعم من حقوق السحب الخاصة SDR وليس من الإحتياطي الإلزامي، وبذلك تتمّ الموافقة على الإعتماد في مجلس الوزراء ويحوّل الملف الى وزارة المالية التي ترسله بدورها الى مصرف لبنان لفتح الإعتماد، وأوضح مدير عام الحبوب والشمندر السكري في وزارة الاقتصاد جرجس برباري لـ”نداء الوطن” أنه سبق أن جرى “فتح اعتماد بقيمة 15 مليون دولار ثم 21 مليون دولار والآن يجدر فتح اعتماد لدعم القمح الموجود على متن 3 بواخر أخرى”.

أما بالنسبة الى اتفاق الـ150 مليون دولار مع البنك الدولي المخصص للقطاع الغذائي بما يشمل القمح، فقال برباري إنه “بعد بتّه في مجلس الوزراء يتطلب الموضوع إقراره في مجلس النواب، ومن ثم ستستغرق مدة الحصول على القرض فترة شهرين”، ما يعني أنه لن يحلّ أزمة الطحين الراهنة.

وبحسب المعلومات، فإنّ القمح الموجود لدى المطاحن اليوم والذي تبلغ قيمته نحو 8 ملايين دولار ينتظر الدعم، لتباشر المطاحن عملية الطحن وتوزيع الطحين على الأفران التي تتغذى من تلك المطاحن، وبالتالي تحلّ آنياً أزمة الرغيف التي تطلّ على اللبنانيين لتهددهم في لقمة عيشهم كل شهر تقريباً!

بالأرقام: كم يُكلّف “المشوار” الى هذه المناطق للإنتخاب؟

يتوجه الناخبون اللبنانيون يوم الأحد المقبل إلى صناديق الاقتراع وأكثريتهم مقيمون خارج أماكن الاقتراع ما يدفعهم إلى الانتقال وقطع مسافات تتراوح بين عشرات الكيلومترات وصولا إلى المئات. ما قد يرتب عليهم كلفة مرتفعة في ضوء ارتفاع كلفة الكلم الواحد إلى 4085 ليرة، وبالتالي فهم أمام عدة خيارات:

إما تحمّل الكلفة شخصياً وهذا قد يقدم عليه المتحمسون والميسورون والحزبيون.

إما المقاطعة والبقاء في البيت وعدم تحمّل كلفة الانتقال.

إما قبول المساعدة من المرشحين والأحزاب والانتقال على نفقتهم، وهذه يشرّعها القانون ويعتبرها من النفقات الانتخابية بينما هي في الواقع رشوة انتخابية.

فبعد وصول سعر صفيحة البنزين إلى 507 آلاف ليرة (صباح يوم الثلاثاء في 10 أيار 2022) وارتفاع سعر صرف الدولار إلى 27,000 ليرة ارتفعت كلفة الانتقال بالسيارات الخاصة، وأصبحت كلفة الكيلومتر الواحد 4,085 ليرة لبنانية لسيارة متوسط استهلاكها 170 كلم/ 20 ليتر بنزين. (وترتفع الكلفة كلما زاد استهلاك السيارة وأيضاً كلما كان طرازها قديم وبحاجة إلى صيانة دائمة. وكما تنخفض كلما كان طراز السيارة حديث وتستهلك كميات أقل من البنزين).

وتتوزع هذه الكلفة على البنود التالية:

كلفة البنزين: 2,982 ليرة وتمثل نسبة 73% من الكلفة.

كلفة الزيت والفلتر للمحرك: 118 ليرة.

كلفة البطارية: 61 ليرة.

كلفة الدواليب: 245 ليرة.

كلفة البوجي: 40 ليرة.

كلفة زيت الأتوماتيك: 30 ليرة.

كلفة كوابح أمامية وخلفية: 171 ليرة.

كلفة ماسحات للزجاج: 24 ليرة.

كلفة غسيل السيارة 6 مرات سنوياً: 35 ليرة.

رسوم الميكانيك: 9 ليرات.

تأمين ضد الغير + تأمين الزامي: 370 ليرة.

فمثلاً كلفة الرحلة ذهاباً وإياباً:

طرابلس – بيروت: 655 ألف ليرة لبنانية.

بيروت – جونية: 205 آلاف ليرة لبنانية.

بيروت – صيدا: 368 ألف ليرة لبنانية.

بيروت – زحلة: 450 ألف ليرة لبنانية.

بيروت – بعلبك: 654 ألف ليرة لبنانية.

بيروت – حلبا، عكار: 735 ألف ليرة لبنانية.

بيروت – بنت جبيل: 1 مليون ليرة لبنانية.

بيروت – الناقورة: 815 ألف ليرة لبنانية.

ضمن مناطق بيروت نحو 90 ألف ليرة لبنانية.

ولا تدخل في احتساب هذه الكلفة الأعطال المفاجئة والمحتملة (دينامو-مارش-فيتاس-مروحة-قشاط المروحة-امورتيسور وغيرها).

ملاحظة: اعتمدنا لتحديد كلفة استهلاك البطارية-البوجي-الدواليب وغيرها، أن المسافة التي تقطعها السيارة سنوياً بمعدل 11 ألف كلم، وتم تحديد سعر صرف الدولار بـ 27,000 ليرة وسعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 507 الاف ليرة لبنانية.

المعركة المصيرية بعد الإنتخابات

معركة الإنتخابات النيابية ليست المعركة المصيرية بل محطة مهمة على الطريق إليها بعد الإنتخابات. وليس صحيحاً أن النتائج لا تغير شيئاً. الصحيح أن الرهائن على النتائج شيء، والقدرة على توظيف النتائج شيء آخر. فما أريد له أن ينتهي في لبنان بعد الطائف منذ الوصاية السورية المباشرة ثم الوصاية الإيرانية عبر “حزب الله” هو الوظيفة الأساسية للإنتخابات في الأنظمة الديمقراطية: تداول السلطة. وما صار من الثوابت بالقوة هو بقاء السلطة الفعلية في يد طرف واحد مهما تكن النتائج، وتبديل شيء من الديكور في مناصب السلطة الشكلية. وبداية المعركة المصيرية هي العمل على إنهاء هذا الوضع الشاذ والخطير الذي كرّس نوعاً من السلطوية خلف واجهة ديمقراطية منقوصة. وجوهر هذه المعركة ليس الصراع على السلطة من أجل السلطة بل من أجل إستعادة القرار اللبناني المخطوف، وبناء مشروع الدولة والحفاظ على هوية لبنان ودوره وعلاقاته العربية والدولية.

ذلك أن “حزب الله” يسخر من الدعوات الى “لبننة الحزب”. فهو يكرر القول إنه “لولا المقاومة الإسلامية لما بقي لبنان” وما يريده هو لبنان على صورته ومثاله، وليس أن يصبح هو على صورة لبنان ومثاله. والمسألة ليست “لبننة الحزب” بل “أيرنة لبنان” أو أقله، أن تصبح أهداف “محور الممانعة” بوصلة كل التوجهات في الوطن الصغير. وهو يخوض الإنتخابات على الطريقة العسكرية: الحفاظ على مركز السيطرة والتحكم، وإدارة معركة الحلفاء، وتدمير الخصوم، ومنعهم من الحركة حيث يمكن، وتهديد من يتحالف معهم حيث يجب.

أكثر من ذلك، فإن “حزب الله” يتصرف على أساس أن المقاومة الإسلامية “كيان” قائم بذاته، وجزء من “جبهة المقاومة” في العراق وسوريا وغزة ولبنان بقيادة إيران، والتي وصفتها صحيفة “كيهان” المقربة من المرشد الأعلى علي خامنئي بأنها “أهم إنجاز لثورة الخميني”. “كيان” ثابت في لبنان متحول هو مجرد “قاعدة” للمقاومة ودورها الإقليمي. والفارق كبير بين لبنان على صورة المقاومة الإسلامية وبين مقاومة وطنية على صورة لبنان وتعددية شعبه.

والواقع أن إستراتيجية الإمساك الدائم بالسلطة الفعلية لدى “حزب الله” يرافقها تكتيك إنتخابي قوامه مساعدة حلفائه للبقاء في السلطة الشكلية. والمفارقة أنه يلعب حالياً دور حارس النظام الذي يريد في النهاية تغييره جذرياً، لأن “الستاتيكو” مفيد له، وإن كان مؤذياً للناس، في إنتظار أن تدق ساعة التغيير.

وهنا المعركة المصيرية: إما تغيير لبنان كما يريد “حزب الله”، وإما تغيير الستاتيكو الذي يضمن له السلطة الفعلية ولحلفائه المناصب في الرئاسات، تمهيداً لأن تبدأ كتلة شعبية تاريخية إخراج لبنان من الهوة الإقتصادية، وبناء دولة المواطنة العربية السيدة المستقلة.

يقول المؤرخ بول كينيدي عن الثروة والقوة: “القوة تحمي الثروة، والثروة تموّل القوة”. لكن القوة في لبنان تحمي الفاسدين الذين راكموا الثروات بإفلاس البلد وأوقعوه في انهيار إقتصادي. والثروة التي تموّل القوة من إيران.

الرئيس عون ينفي تدخله في تفاصيل المعركة الانتخابية التي يخوضها التيار…ورئاسة جبران مَهمَّة صعبة

يحرص رئيس الجمهورية ميشال عون على الاستفاقة باكراً كل يوم، كما يوضح لزائره في وقت مبكر. نحو السابعة صباحاً، يبدأ نشاطه في مكتبه في قصر بعبدا حيث يستهله بالاطلاع على ملخّص لأهم التقارير والأخبار الواردة في الصحف. لا يخفي انّ بعض ما يقرأه يزعجه احياناً «لأنه مخالِف للحقيقة، لكنني أمتنع عن إصدار تكذيب او توضيح الا عند الضرورة، تفادياً للخوض في سجالات لا طائل منها، إضافة إلى أنني إذا أردت الرد على المغالطات الكثيرة فهذا يعني أن عليّ إضاعة وقت ثمين كل نهار، بينما من الأفضل أن أستثمره في العمل».

مع انتهاء العملية الانتخابية في دول الاغتراب، يؤكد عون لـ»الجمهورية» انه راض عن مسارها العام، مشيراً الى «انهم كانوا دائماً يسألونني اذا كانت الانتخابات ستحصل وكنت أسمع توقعات بأنها لن تتم لكنني كنت أؤكد دائما انها ستجري في موعدها حرصاً على انتظام الاستحقاقات الدستورية، وانا مرتاح لأن العملية الديموقراطية انطلقت كما هو مرسوم لها».

أخذوا راحتهم

ويشير عون الى انّ ما لفته هو انّ مناصري بعض الاطراف ومندوبيها كانوا «آخذين راحتهم» في إحدى الدول العربية التي حصلوا فيها على تسهيلات، «حيث لم يكن هناك تكافؤ فرص بين المرشحين أو الناخبين الذين تلقّى بعضهم نصائح بضرورة التصويت للوائح محددة​«.

الصوت العقابي

ويعتبر عون «انّ بعض الشبان المتحمسين قد يعتمدون ما يسمّى الصوت العقابي لأنهم أبناء الحاضر ولا يعودون الى التاريخ لمعرفة سيرة ومسيرة كل طرف، انما اظن ان أصوات المغتربين عموماً لن تُحدث تحولات كبيرة في النتائج الإجمالية»​. ويتوقع ان تفرز الانتخابات تغييرات طفيفة، «خصوصا ان قانون الانتخاب يضمن تمثيل الأكثرية والاقلية، كلٌ وفق حجمه الحقيقي»، مشيرا الى ان هذا القانون المعتمد على النسبية هو إنجاز للعهد وللديمرقراطية على رغم كونه ليس مثالياً، «إذ انه يحقق نسبة لا بأس بها من صحة التمثيل وعدالته، وبالتالي يسمح لكل القوى بأن تتمثل في مجلس النواب تبعاً لأحجامها بعدما كان القانون الاكثري كناية عن محدلة تسحق الـ49 في المئة وتعطي الـ51 في المئة حصرية التمثيل». ويشير الى انه خاض معركة من أجل اعتماد النسبية «مع انها لم تكن في مصلحة «التيار الوطني الحر» الذي خسر عددا من المقاعد بفِعل هذا القانون بينما استفاد منه خصومه الذين زادت حصتهم، ولكنني لا أقيس الأمر من زاوية المصلحة الحزبية او الضيقة بل من الزاوية الوطنية الاوسع».

شراء الأصوات

ويتحدث عون عن تقارير تَرده من الاجهزة الامنية حول دفع المال لشراء الاصوات، مشددا على «أن هذا عمل غير أخلاقي يجب عدم التجاوب معه، أما اذا قبل البعض بهذا الأمر نتيجة الازمة الاقتصادية فمن حقه ان يُعامل الراشي بالطريقة التي يستحقها، اي ان يقبض منه ثم يصوّت وفق قناعته».

نصيحة لجعجع

وحين يُسأل عون عن تعليقه عما صدر من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع من مواقف ضده في الآونة الأخيرة، يرد أنه ليس في وارد الدخول في اي جدال معه في ما يدّعيه، لكنه يستذكر نصيحة كان قد أسداها إليه في احدى المقابلات التلفزيونية عام 1990 عندما قال له يومها: «اذا انتصرت سلّمت واذا خسرت سلّمت، بدّك موقف شجاع والّا الأمور رح تكون تعيسة». ويضيف: «تكفي متابعة ما حصل لجعجع بعد ذلك لمعرفة ما اذا كنت مُحقاً يومها في موقفي»..

إنقلابيّو التيار

وينفي عون اي تدخل من قبله في تفاصيل المعركة الانتخابية التي يخوضها التيار، موضحا انه تدخّلَ فقط لتفادي مشكلة في جزين. ويتابع: «أحياناً يستفسر منّي بعض الزوار عما يجب فعله في الانتخابات، فأكتفي بإبداء رأي وطني لا سياسي، وبدعوة الناخبين الى تحكيم ضمائرهم عند التصويت والتدقيق جيدا في خياراتهم قبل وضع اللائحة في صندوق الاقتراع»، منبّهاً الى انّ «تلك الدقائق القليلة التي يمضونها خلف الستارة هي التي ستحدد مصيرهم لأربع سنوات».​

ويُبدي عون أسفه لكَون بعض الشخصيات التي احتضنها التيار وأوصَلها الى مراكز نيابية ووزارية انقلبت عليه لمجرد انه لم يتم تسميتها للانتخابات المقبلة، مشيداً في الوقت نفسه بشخصيات أخرى احترمت قرار قيادة التيار بعدم ترشيحها وأظهرت وفاء وانضباطاً في مقابل مواقف الآخرين.​

الترويج المريب

ويعتبر انّ الأكثرية النيابية التي ستفرزها صناديق الاقتراع ستكون مؤثرة في رسم وجهة الاستحقاق الرئاسي بعد أشهر، مُستغرباً كيف بدأ الترويج المنظّم والمريب منذ الآن لصعوبة تشكيل حكومة جديدة بعد 15 ايار وإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، مشيراً الى «انّ ضَخ مثل هذه التوقعات هو غير بريء لأنه يَشي بأنّ هناك من يريد تحضير المسرح للفراغ».​

سأغادر القصر

ويتابع: «استباقاً لكل هذه الفرضيات المشبوهة، أؤكد انني سأترك قصر بعبدا في 31 تشرين الأول المقبل ولن أبقى لحظة واحدة فيه بعد هذا التاريخ، واذا تعذّر لأي سبب انتخاب رئيس جديد، تتولى الحكومة إدارة البلاد في المرحلة الانتقالية، واذا تعذّر أيضا في أسوأ الاحتمالات تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات النيابية، تُناط الامور بعد 31 تشرين الاول بحكومة تصريف الأعمال ولو انها ستكون مقيّدة الصلاحيات».​

جبران والرئاسة

وحين يُسأل عون عما اذا كان رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل هو مرشحه الضمني لرئاسة الجمهورية، يجيب: «ليس لديّ أي مرشح للرئاسة. اما بالنسبة الى جبران باسيل فهو شخص وطني وآدمي وقد تعرّض لمحاولة اغتيال سياسي نجا منها بفضل صلابته وثباته، لكنني ارى انّ تولّيه رئاسة الجمهورية في هذا الظرف مهمة صعبة ودقيقة، أولاً لأنّ الازمة المتفجرة التي صنعتها التراكمات هي مُحرقة، وثانياً لأنّ سلطة رئيس الجمهورية باتت محدودة بفِعل طبيعة النظام السياسي».​

قصة جهنم

ويستهجن عون «كيف أنّ البعض يمكن أن يصدق أنه هو الذي أخذ البلد الى جهنم»، متسائلاً: «هل انا مَن سرق أموال المودعين؟ هل انا مَن اعتمد الاقتصاد الريعي الذي ضرب الانتاجية وشجّع على الكسل؟ هل انا من وضع الهندسات المالية؟ هل انا من انجرف خلف سياسة الاستدانة؟ هل انا من تورّط في ملفات الفساد؟ هل انا مَن تحمّس لإقرار سلسلة الرتب والرواتب ربطاً باعتبارات شعبوية قبل الانتخابات النيابية العام 2018 ؟ هل انا من أشعلَ الحرب السورية العام 2011 التي أقفلت منافذ لبنان الخارجية ودفعت اكثر من مليون نازح الى ارضنا؟​».

ويتابع: «هذه العوامل مجتمعة تفاعلت مع مرور الوقت وأفضَت الى انفجار الازمة في عهدي، وأتت جائحة كورونا لتزيد الوضع تعقيداً، ثم حصل انفجار مرفأ بيروت وما خَلّفه من خسائر بشرية ومادية. وبالتالي، انّ التنكّر لهذه الحقائق بسبب النكايات والكيديات لا يغيّر شيئاً في جوهرها».​ ويلفت الى انه تمكّن من كشف الفاسدين والسارقين، «لكن المفارقة انّ بعض الاعلام، وبَدل ان يهاجم هؤلاء، يهاجمني».

حَموا سلامة

ويؤكد عون انه اراد منذ بداية العهد تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان خلفاً لرياض سلامة «الا ان هناك في السلطة من تمسّك به آنذاك واقترح تجديد تعيينه، واليوم الفريق نفسه يقف وراء عدم محاسبته».​

النازحون والتحذير

ويشدد عون على أنّ لبنان «لم يعد في مقدوره بتاتاً تحمّل وطأة وجود النازحين السوريين على أرضه»، محذّراً من أنه «أصبح صعباً علينا ضبط تسرّبهم عبر قوارب الهجرة غير الشرعية الى أوروبا، وعلى المجتمع الدولي ان يتحمّل مسؤوليته حيال هذا الملف قبل أن يخرج عن السيطرة».

ويشير الى انه «وعِوضَ تقديم المساعدات المادية للنازحين لكي يبقوا في لبنان، يجب تقديمها لهم في سوريا، «وهكذا ينتفي الحافز لدى كثيرين منهم للبقاء هنا»، منبّهاً الى ان «ليس في إمكاننا انتظار الحل السياسي الذي قد يتأخر، علماً ان ما نطرحه هو العودة إلى المناطق الآمنة».

رسالة للغرب

ويلفت عون الى «انّ قول دول الغرب ​انّ للنازحين مخاوف سياسية وامنية من العودة لا ينطبق مع الواقع، اذ عاد نحو 500 الف منهم الى سوريا من دون تسجيل اي حادث او مضايقات، في حين شارك مئات الآلاف منهم في انتخاب الرئيس بشار الاسد لولاية جديدة في السفارة السورية في لبنان، فكيف يكونون مستهدفين من النظام السوري؟».

الترسيم معلّق

وبالنسبة الى ما يتعلق بملف ترسيم الحدود البحرية يوضح عون انه معلّق حالياً، مشدداً على «انّ الخط 23 يضمن حقوق لبنان النفطية وهو مسجل لدى الامم المتحدة، «امّا خط 29 فإنه خط تفاوضي ونحن لم نتراجع عنه مجاناً بل في مقابل تراجع اسرائيل عن الخط 1، وهذا جزء من قواعد التفاوض وليس خيانة كما يدّعي البعض، ومنهم من كان يجب عليه ان يكون أميناً على حقيقة ما حصل، لا ان يوزّع في الاعلام اتهامات زورا وبهتانا بالخيانة وغيرها من التوصيفات المرفوضة والتي يعاقب عليه القانون».

رئيس بمهمّة اقتصادية سياسية

بعد طول تشكيك، إقتنع اللبنانيون ولو متأخّرين، وعلى بُعد أيام من فتح الصناديق، أنّ الانتخابات النيابية حاصلة لا محال.

ورغم العراقيل المتعددة التي حاول بعض الأطراف الداخلية افتعالها بهدف منع حصول الانتخابات، الاّ أنّه بدا واضحاً أنّ قراراً دولياً كبيراً وحازماً قضى بإجرائها. وهو سيعني انّ مواعيد الاستحقاقات لن تعود الى نغمة التأجيل مستقبلاً، بعد حقبة طويلة دامت عقوداً عدة، وكانت تهدف فعلياً الى نسف روحية الديموقراطية واحترام آليتها، وسط بلدان كثيرة لم تعرف ولا تريد ان تتعرف على مبدأ تداول السلطة.

رغم ذلك، ثمة استثناء آخر وأخير سيظهر مع الانتخابات الرئاسية، والتي من المرجح ان تشهد فراغاً رئاسياً، انما محدوداً هذه المرة. أي فراغ لأسابيع او ربما لأشهر قليلة. ولهذا الامر تفسيره وسنورده لاحقاً. ويأمل البعض في ان تشكّل الانتخابات النيابية بداية نهاية الفصل الأخير من مرحلة الانهيار المرعبة التي عاشها لبنان، على ان يكون موعد اختتام الفصل الاخير مع انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية اللبنانية. وما بين الاستحقاقين النيابي والرئاسي مرحلة لن تقلّ صعوبة عمّا سبق وربما أكثر وجعاً والماً. تسوية سياسية كبرى برعاية دولية من خلال فرنسا، لترتيب أسس المرحلة المقبلة او مرحلة إعادة بناء مؤسسات الدولة. هو ليس كلاماً طوباوياً او تمنيات، بل رؤية دولية تفرضها التبدلات الهائلة التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط، وهو ما بات يُعرف بإعادة رسم الخريطة السياسية فيها. وتكفي الإشارة الى انّ الزلزال الذي ضرب العالم من خلال القارة الاوروبية عبر الحرب الدائرة في اوكرانيا لم يؤدِ الى إعادة وضع الملف اللبناني على الرف. فها هي الانتخابات النيابية بقيت قائمة مع تشديد دولي حيالها.

على سبيل المثال، حين لوّح رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل خلال زيارته الانتخابية إلى عكار باحتمال انسحاب حزبه من الانتخابات وضمناً إلغاء الانتخابات بسبب اعمال الشغب التي واكبت زيارته، حصلت استفسارات سريعة عن الخلفية الحقيقية لكلامه، مع تأكيدات اضافية بأنّ العواصم الغربية لن تقبل بأي تأجيل. وفي اليوم التالي، غاب هذا الموقف عن خطابات باسيل، رغم حصول أعمال مشابهة في منطقة تعلبايا في قضاء زحلة.

القوى السياسية في لبنان، والتي رفعت من سقف خطاباتها لأغراض شدّ العصب الانتخابي ستنتظر بتأنٍ النتائج التي ستظهر في 16 أيار المقبل. ستقرأ كل القوى بتأنٍ الأرقام الفعلية لأحجامها الجديدة في بيئتها، بغض النظر عن عدد المقاعد التي ستنالها، كونها ستخضع لمبدأ تأمين الدعم من قِبل حلفائها، وبالتالي لن تعكس أعداد هذه المقاعد أحجامها الشعبية الحقيقية.

لكن في هذا الوقت، هناك من بدأ بتحضير المناخ المطلوب لصيف التسوية، والذي سينطلق مع الانتهاء من الانتخابات التشريعية الفرنسية في 19 حزيران المقبل. وخلال الأشهر الماضية، طرحت السفيرة الفرنسية على الأطراف السياسية اللبنانية الأساسية، وفي طليعتهم “حزب الله”، ضرورة أن تتولّى القوى السياسية اللبنانية إيجاد الإطار المطلوب لإنجاز تفاهم بين اللبنانيين، هم وحدهم يقررّون شكله، وأنّ باريس مستعدة للمساعدة في تحقيقه. الدعوة الفرنسية فُهمت بأنّها للتمهيد لعقد مؤتمر تشاوري بين الأطراف والقوى اللبنانية، والتي ستفرزها الانتخابات النيابية، لإنجاز صيغة تفاهم ترتكز عليها المرحلة المقبلة.

صحيح انّ الديبلوماسية الفرنسية، والتي تتشاور في استمرار مع الديبلوماسية الاميركية، حاذرت دوماً ان تُظهر نفسها من موقع المساعد وليس من موقع الطرف، لكن الترجمة اللبنانية كانت واضحة.

التجارب التاريخية أظهرت انّ الأزمات العاصفة التي تهزّ لبنان كانت تنتهي بتفاهمات دستورية وسياسية.

هكذا وُلِدَ “اتفاق الطائف” بعد حرب العام 1989، وهكذا ايضاً ظهرت تسوية الدوحة عام 2008 بعد سنوات ثلاث دامية. حجم الدمار الذي خلّفه الانهيار الاقتصادي المريع يقارب النتائج نفسها التي خلّفتها حربا التحرير والإلغاء عامي 1989 و 1990، وهذا ما دفع البعض إلى الاعتقاد بأنّ الظروف تسمح للذهاب في اتجاه دستور جديد وولادة الجمهورية الثالثة. وتردّد كثيراً أنّ “حزب الله” يطمح للذهاب في اتجاه المثالثة، خصوصاً انّ الرعاية الدولية ستتولاها فرنسا هذه المرة بعد السعودية في “الطائف” وقطر في “الدوحة”.

لكن المناخ الدولي ليس ملائماً للذهاب في هذا الاتجاه، والإشارات عدة، منها على سبيل المثال، إعادة السعودية الى الملعب اللبناني رغماً عنها، وهو ما يفسّر محاذرتها الانزلاق الكامل في زواريب الانتخابات النيابية.

وفي حال انعقاد مؤتمر باريس، سيجري بداية استعراض المصاعب الدستورية التي واجهت حسن تطبيق الدستور، وبالتالي إعادة فتح “اتفاق الطائف” والبنود التي لم تُنفّذ منه كمثل بند اللامركزية، مع إدخال تعديلات على بعض النصوص تضمن سير آلية العمل الدستوري، خصوصاً لجهة تأليف الحكومات ووضع مِهَل زمنية لذلك.

مصر المهتمة بالمساعدة، ستعمل من خلف الكواليس تماماً كما ساهمت في تذليل العقبات أمام ولادة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي. يومها نجحت باريس في تركيز دورها اللبناني بعد تعثر طال بعض الشيء. وهي أيقنت أنّه لا بدّ من رياح اقليمية مساعدة. فتواصلت مع طهران. ووفق ما روته مصادر ديبلوماسية فرنسية، أنّها قالت لها في اللحظة المناسبة اقليمياً، إنّ لبنان على شفير الانفجار الاجتماعي والانهيار الاقتصادي الكامل، وانّ الكارثة اصبحت واقعة. واضافت باريس: “لديكم اصدقاء في لبنان كما نحن لدينا اصدقاء، ويمكنكم مساعدتهم ودعم جهودنا”.

وولدت حكومة ميقاتي التي رأت باريس أنّها نجحت في تحقيق المهمات الثلاث المطلوبة منها:

1- تأمين إجراء الانتخابات النيابية.

2- إعادة التواصل مع دول الخليج.

3- تركيز أسس التواصل والتفاهم مع صندوق النقد الدولي.

وبعد انتهاء الانتخابات النيابية، من المفترض دستورياً تشكيل حكومة جديدة، لكن المهمة تبدو شبه مستحيلة. فباسيل، والذي من المفترض انّه يمثل وجهة نظر رئيس الجمهورية، أعطى اشارات سلبية حيال إعادة تسمية ميقاتي مجدداً، اضافة الى المطالبة بحكومة سياسية، ما يعني ضمناً أنّه يريد العودة الى الحكومة.

الهمس في الكواليس يشير الى نية باسيل تسمية جواد عدرا لتشكيل حكومة سياسية، والهدف إنجاز سلة كبيرة في التعيينات، تتراوح بين إقصاء من برزت اسماؤهم بقوة للاستحقاق الرئاسي المقبل، وبين زرع رجاله في المواقع الأساسية والمهمة داخل الإدارة لإطالة نفوذه اطول مدة ممكنة بعد مغادرة الرئيس ميشال عون قصر بعبدا.

لكن تجاذبات كثيرة ستحصل وسط رضى باريس على ميقاتي وعدم معارضة السعودية، والأهم وسط علاقة “سالكة” وآمنة بين باريس و”حزب الله”. غالب الظن أنّ “حزب الله” سيكون أقرب الى خيار ميقاتي، وهو ما سيعني تشابكاً لبنانياً سينتج منه استمرار الحكومة الحالية، ولكن في إطار تصريف الاعمال.

الجميع محشور في لبنان ولو بنسب متفاوتة. فالانهيار الاقتصادي ـ المالي يكاد يخنق الجميع. وهو ما يعني انّ “التسوية” السياسية ـ الدستورية المنتظرة في باريس لا بدّ من ان تترافق مع خطة اقتصادية وحوافز، لبنان بات بأمسّ الحاجة اليها.

ستتمّ على الأرجح إعادة إحياء مشاريع مؤتمر “سيدر” بعد إدخال تعديلات عليها، والأهم تعبيد الطريق امام مساعدات خليجية واستثمارات تعيد الحياة الى شرايين الاقتصاد اللبناني، ولكن بعد الالتزام بخطة صندوق النقد الدولي وتحت اشرافه الدائم ولمرحلة طويلة مستقبلاً. ولكن ثمة اجواء سياسية لا بدّ من تأمينها، كمثل إعادة تكوين سلطة لبنانية لا تشكّل تحدّياً لأحد. سلطة يأمن لها “حزب الله”، وفي الوقت نفسه لا تشكّل تحدّياً للدول المانحة، ولا سيما منها دول الخليج.

هو شكل من أشكال التحييد الذي ينادي به البطريرك الماروني، على ان يبدأ بناء ذلك مع دخول رئيس جديد الى قصر بعبدا، مهمته رعاية كل هذا المسار وبالتفاهم مع الامم المتحدة من خلال صندوق النقد الدولي، وبالارتكاز على الجيش اللبناني الذي سيتولّى استعادة هيبة الدولة وتأمين حماية إعادة بناء مؤسساتها. وهو ما يعني رئيساً قادراً على التفاهم مع العواصم الغربية والخليجية، ولا يشكّل تحدّياً لـ”حزب الله”، لا بل على العكس يؤمّن حمايته ولكن ضمن اطار الدولة. هو رئيس بمهمة إنقاذ اقتصادي واستعادة الاستقرار المفقود. لكن قبل ذلك، قد تكون اشهر الصيف الفاصلة حرارتها مرتفعة.