تشكيلة حكومية من 24 وزيراً من الاخصائيين بيد الرئيس عون…ومهلة ٢٤ ساعة!

كشف رالرئيس المكلّف تشكيل الحكومة سعد الحريري انّه تقدّم لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون  بتشكيلة حكومية من 24 وزيرا من الاخصائيين استنادا إلى المبادرة الفرنسية ومبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وقال الحريري بعد لقائه الرئيس عون: “بإمكان هذه الحكومة برأيي ان تقوم بالبلد في هذه المرحلة وتبدأ بالعمل لوقف الانهيار وتمنيت على الرئيس عون ان يرد الجواب في مهلة 24 ساعة”.

الفرزلي من بيت الوسط: الحريري سيترجم الامور حكوميا في الوقت القريب والقريب جدا

استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بعد ظهر اليوم في “بيت الوسط” نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي الذي قال على الأثر: “اللقاء مع الرئيس الحريري لا يقتصر كالعادة على موضوع واحد، بالرغم من أهمية مسألة تشكيل الحكومة، والتي أصبح هو مدركا لكل أهدافها وأبعادها ومراميها ومغازيها، والتي يحاول قدر الإمكان أن يتعاطى مع هذا الشأن بذاته، والعواطف بشأنها، وفقا للمتيسر بين يديه، وهو سيحاول ترجمة الأمور في الوقت القريب والقريب جدا بإذن الله”.
وأضاف: “كما جرى طرح بعض الأمور المجلسية، حيث وضعته في أجواء المعطى المجلسي برمته، ابتداء بما نطمح إليه، وبشراكة معه بالنسبة للتفكير في كيفية تلبية رغبات أهالي ضحايا جريمة انفجار المرفأ وإرادتهم في تبيان الحقيقة والوصول إليها، ونحن نعتبرها قضية مركزية وأساسية سنتبناها نحن، وسيظهر عندها للرأي العام من الذي يستطيع أن يصل إلى الحقيقة ومن الذي لا يستطيع. وقد كانت وجهات النظر متفقة إلى آخر الخط، ونأمل أن يصار إلى تحقيق الأهداف المرجوة من وراء الحراك الذي سيقوم به، سواء في الداخل إلى الخارج”.
فالنسيانو
ثم استقبل الرئيس الحريري الرئيسة السابقة لبعثة الإتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات السيدة ايلينا فالنسيانو، يرافقها سفير الإتحاد الأوروبي في لبنان رالف طراف، في حضور المستشار للشؤون الدبلوماسية الدكتور باسم الشاب.

الحريري يتصل بعون… وهذا ما طلبه

تلقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون  اتصالا هاتفيا من الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري وطلب تأجيل الاجتماع الذي كان مقررا اليوم الى الغد بسبب التزام طارئ للحريري”.

الحريري: لن أبقى هكذا إلى ما لا نهاية…

أكدت مصادر مواكبة للقاءات ممثل الاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل، أن “الرئيس المكلف سعد الحريري يرفض كل هذه الشروط لأنها غير مقبولة من النواحي العملية والدستورية، وكان الشعب اللبناني قال كلمته في انتفاضته في 17 تشرين الأول 2019”. وقالت إن “بعض القوى سرعان ما انقلبت على ما تعهدت به في اجتماعها بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعادت تطالب بحكومة هي نسخة طبق الأصل عن الحكومات السابقة”.

ورأت المصادر لـ”الشرق الأوسط”، نفسها أن “الحريري يلقي المسؤولية على من لا يريد الإصلاحات التي من دونها لن نحصل على مساعدات مالية لا من صندوق النقد ولا من المجتمع الدولي، وتنقل عنه بأنه لا يزال يضحّي منذ تكليفه بتشكيل الحكومة ويقدّم الحلول، لكن هناك من يقاوم تشكيل حكومة مهمة، ومع ذلك “لن أتوقف عن إعطاء الأولوية لتشكيلها، لكن لن أبقى هكذا إلى ما لا نهاية، وإذا استمرت العراقيل سأقوم بالتشاور مع حلفائي وأولهم رئيس مجلس النواب نبيه بري لنبني على الشيء مقتضاه لننظر في الخيارات البديلة، مع أنه من غير الجائز المساواة بين من يسهّل تشكيل الحكومة ومن يعطّلها ووضعهما في سلة واحدة”.​​

القوات: لن نشارك في أي حل لا يضع الناس أولوية

قالت مصادر مطلعة للديار ان القوات اللبنانية تتمسك باجراء انتخابات نيابية مبكرة لانها ترى التغيير واعادة انتاج السلطة يكمن فقط بزيادة عدد نوابها في البرلمان اللبناني. واشارت الى ان القوات لو كانت تريد حلا فعليا ينقذ لبنان لكانت شاركت في ايجاد حل لمعضلة الحكومة ذلك ان اتخاذها موقع المعارضة في زمن الانهيار الذي يشهده لبنان يضر بالوطن اكثر مما ينفع.

بدورها ، اكدت مصادر القوات اللبنانية ان مطالبتها بانتخابات نيابية مبكرة لا ينطلق من زيادة عدد نوابها علما ان هذا حقها بل من باب انقاذ لبنان وبعد وطني عام لان الانتخابات وسيلة ديمقراطية موجودة في كل الدول الديمقراطية حيث يتم اللجوء اليها عند الوصول الى انسداد سياسي مطلق وكامل. وتابعت ان مفاوضات تاليف الحكومة متعثرة والازمة المالية تتفاقم والشعب اللبناني متروك وهو في حالة ذل بطوابير سياراته في كل الامكنة ولذلك اشارت المصادر القواتية انها تتمسك بطرحها للانتخابات النيابية المبكرة اكثر من اي وقت مضى لانها تريد الحل للبنان. وردا على سؤال حول عدم مشاركة القوات اللبنانية في حل عقدة الوزيرين المتبقية، اعتبرت المصادر القواتية ان ليس العقدة في الوزارتين بما ان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يقول علنا انه لن يمنح الثقة للحكومة المرتقبة ويميز نفسه عن العهد في هذا السياق، علما انه حزب العهد وبالتالي كل هذا الكلام يدل على انه لا يوجد نية لتشكيل حكومة. واضافت المصادر انه بمعزل عن ذلك، تتطلع القوات الى الانقاذ الذي من المستحيل ان يتحقق في ظل هذا الفريق السياسي وعليه لن تشارك القوات في حل مع هذا الفريق بما ان الاخير لا يولي الاولوية للناس وهذا واضح عبر عدم التوصل الى حكومة.

وحملت القوات اللبنانية كل الافرقاء والاحزاب السياسية التي ترفض الانتخابات النيابية المبكرة مسؤولية امام الله والشعب اللبناني بعدم انقاذه من هذا الفراغ ومن هذا الواقع المزري.

الحريري مستعد لحكومة فوراً…

‎عُقد لقاء بعد ظهر امس، بين الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة سعد الحريري والنائب علي حسن خليل في «بيت الوسط»، حيث وضع خليل الرئيس المكلّف في اجواء لقاء امس الاول. والاجواء السابقة لهذا اللقاء في «بيت الوسط»، لم تفد بأنّ الرئيس المكلّف قد تلقّى ما يؤكّد بلوغ ايّ نتائج ايجابية حول اي امر. وقالت مصادر مطلعة: «لو كانت هذه الايجابيات موجودة لكان الرئيس المكلّف اول من يبلّغ بها. وهذا ما لم يحصل».

‎وقالت اوساط «بيت الوسط» لـ«الجمهورية»: «لسنا في هذه الاجواء، فلو كانت هناك ايجابيات كما يُقال لظهرت. دلّونا اين هي هذه الايجابيات لنبني عليها. هذا الوضع يذكّر بما اشيع قصداً عن ايجابيات وهمية حينما كان الرئيس الحريري في سفرته الى دولة الامارات العربية المتحدة، وعندما عاد الى بيروت كان اول سؤال طرحه على سعاة الخير: اين هي هذه الايجابيات؟ .. هذه الايجابيات مثل تلك الايجابيات لا وجود لها».

‎وبحسب اجواء «بيت الوسط»، انّ الرئيس المكلّف يعطي فرصة للاتصالات الجارية، وسبق له ان قدّم اقصى ما لديه من تسهيلات لتشكيل الحكومة في اسرع وقت ممكن، ادراكاً منه انّ وضع البلد كارثي ولم يعد يحتمل اي تباطؤ او تأخير في سلوك طريق الانقاذ، والمرتبط بتشكيل فوري للحكومة. وهو في هذا السبيل متعاون الى اقصى الحدود مع مبادرة الرئيس نبيه بري. ولفتت المصادر الى انّ رفض عون وباسيل ان يسمّي الرئيس الحريري وزراء مسيحيين ليس واقعياً وليس مقبولاً على الاطلاق.

‎واكّدت المصادر، انّ «الرئيس الحريري يدرك تماماً أنّ عدم وجود حكومة سيفاقم المشكلة اكثر ويجعلها اكثر صعوبة وتعقيداً، والضرر الذي ينتج من ذلك صار فادحاً، وصار يهدّد المؤسسات التي بدأت تنهار، والجميع يرى التداعيات الشديدة السلبية على كل المؤسسات، ولاسيما على المؤسسة العسكرية وقوى الامن الداخلي وسائر القوى الامنية. فإلى اين انتم سائرون؟ كل ذلك يعني انّ المطلوب وبإلحاح هو حكومة فوراً، تنصرف الى التصدّي لأزمة البلد. والرئيس الحريري ليس هارباً من تحمّل المسؤولية، بل هو على على جهوزية تامة لتشكيل الحكومة اليوم قبل الغد، لا بل فوراً، لكن ذلك مرهون بتراجعهم عن شروطهم المانعة والمعطلة تشكيل الحكومة. وفي الخلاصة الكرة ليست في ملعب الرئيس المكلّف على الاطلاق بل هي في ملعبهم».

جلسة علنية لمجلس النواب تناقش رسالة عون…بري يدعو للوحدة

انطلقت عند الثانية، جلسة مجلس النواب في الاونيسكو لمناقشة رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى البرلمان حول التأخر الحاصل في عملية تشكيل الحكومة. ونقلت الجلسة مباشرة على الهواء واستهلّت بكلمة لرئيس المجلس نبيه بري سأل فيها أما آن للبنان أن يكون بمستوى أبنائه؟ داعيا الى “الوحدة ثمّ الوحدة وإلا ستذهب ريحنا”.

رعد: بعده، تحدث رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد فقال: معروفة اسباب التعطيل والتعثر في التشكيل من الداخل والخارج ومعروف فقدان الكيمياء بين المعنيين بالتأليف الذي يعتبر اولوية لا نقاش حولها.. وقال “لا يمكن في بلد منكوب كبلدنا إلا أن يرى الناس في غياب الحكومة مؤشراً سلبيًّا يُفاقم المشاكل في البلد وتأخير تشكيل الحكومة فيه هدر لمصالح الوطن والنصّ الدستوري يؤكد أن الاتفاق بين الرئيس المكلّف ورئيس الجمهورية ضروري لتشكيل الحكومة وتوقيعهما هو فعل مسؤولية وطنية”. وتابع “الاتفاق المدخل الحصري للتأليف وهويحتاج مرونة. واضاف “ندعو الى الاتفاق بالحد الادنى لتشكيل حكومة الآن وينبغي ان يكون مفهوما ان كلفة عدم التفاهم اكبر مما نقدّر ونحث على التأليف اليوم قبل الغد ولنتبادل التنازلات”.

السيد: بعده تحدث النائب جميل السيد، فقال ” حل أزمة الحكومة يكمن بين الرئيسين وبالدستور لا يمكننا كمجلس التدخل بينهما ولا يمكننا لعب دور أبو ملحم” مضيفا “فلنهرب من الشعب إلى الشعب قبل ان نهرب منهم ولذلك أقترح على المجلس أن يصدر توصية بإقرار قانون إنتخابي أو اعتماد القانون الحالي وأن يحل المجلس نفسه وتدعو الحكومة إلى انتخابات نيابية بمهلة شهر”.

ابو الحسن: بعده تحدث عضو اللقاء الديموقراطي النائب هادي ابو الحسن فقال “لا حل للخروج من الازمة الا بالواقعية وباعادة النقاش الهادئ بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف فلا يجوز البحث في سحب التكليف ولا يمكن لأحد أن يتجاوز أحداً. والامر يتطلب تسوية وصيغة الـ24 بلا ثلث معطّل تعتبر جيدة وندعو الى المبادرة والاقدام على التسوية لعدم الوقوع في المحظور”.  وراى ان “الرسالة الموجهة إلى المجلس النيابي لن تحلّ الأزمة المستعصية بل ستزيد الأمور تعقيداً”.

اسامة سعد: وتحدث النائب اسامة سعد. فقال “القضية سياسيّة قبل أن تكون دستوريّة أو أيّ شيء آخر وسقوط التفاهمات وخصوصاً التفاهم الرئاسي لا يعني قبول سقوط الدولة وتدفيع الناس أثماناً باهظة وأدعو لحلّ وطني سلمي وآمن وأتطلع إلى مسار إنقاذي يُشرف عليه المجلس يؤسّس لواقع سياسي جديد

عبدالصمد: ثم تحدث النائب جهاد عبد الصمد داعيا كلا من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف الى الاقلاع عن النكد والسفر.

عدوان: بعده، تحدث عضو كتلة القوات اللبنانية النائب جورج عدوان.

وسيتحدث خلال الجلسة الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.

قبل الجلسة، قال النائب هادي أبو الحسن للـmtv: كنّا نسعى دائماً لكي نكون صمام أمان في البلد ولدينا موقف سيادي سنعبّر عنه ويبقى الأساس الخروج بحكومة مهمّة تقوم بالإصلاح والمسألة ليست دستوريّة إنّما سياسيّة بالعمق.

بدوره،  قال النائب أنور الخليل للـmtv: حقّ الناس في الاطلاع على الواقع سيظهر في المجلس وموقفنا يُعلنه الرئيس بري والتفسير الذي جاء مع رسالة الرئيس عون يفسّر أموراً في الدستور بطريقة غير صحيحة.

واكد النائب ألان عون للـmtv ان: الرئيس عون لم يتكلّم عن سحب للتكليف إنما أزمة التأليف ويضع مجلس النواب أمام مسؤولياته ومن الطبيعي أن يحصل تحكيم حين تحصل أي مشاكل بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف.

ولفت النائب فيصل الصايغ للـmtv الى ان رسالة الرئيس عون في المضمون تفتح الباب لسجال لا يُعالج المشاكل الاقتصادية والاجتماعية ولذلك ندعو إلى التسوية وتخفيف السجال.

وافادت معلومات نيابيّة  mtv ان عندما علم الرئيس برّي أن الرئيس عون بصدد إرسال رسالة إلى المجلس أرسل بدوره إلى عون أكثر من رسالة كي لا يقوم بذلك وقد توصّل إلى اتفاق مع الرئيس عون ولكنه تفاجأ بعدها بوصول الرسالة أي ثمة من بدّل موقف عون.

كلمة للحريري …تكشف الكثير مما لم ينشر من قبل

كشفت مصادر ” بيت الوسط ” ، انّه ستكون للرئيس المكلف سعد الحريري كلمة تشرّح رسالة الرئيس ميشال عون بالتفصيل وتكشف الكثير مما لم يُنشر من قبل.

ووصفت المصادر كلمة الحريري بأنّها ستكون شاملة، تحيط بالتطورات كافة وتتحدث عن الكثير من الحقائق التي تجاهلتها الرسالة الرئاسية والوقائع التي يصرّ البعض على تجاهلها او نفيها.

٢٤ ساعة حاسمة…

الكتل النيابية قرّرت ان تبقى على الحياد وانكفأت عن المشاركة مع الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري في الصراع المستمر بينهما منذ تكليف الحريري تشكيل الحكومة، ما يعني انّ الطرفين، وتياريهما السياسيَّين، وحدهما في ميدان اشتباك، يُجمع مختلف القراءات السياسية على ان لا طائل منه سوى اضافة المزيد من التأزّم والتوتر على المشهد السياسي المعتلّ اصلاً بأزمة خانقة.

في هذا المجال، تؤكّد مصادر مجلسية مسؤولة لـ»الجمهورية»، انّ الرهان يبقى على فرصة الـ«24 ساعة» الفاصلة عن موعد مناقشة الرسالة الرئاسية في الجزء الثاني من الجلسة المحدّدة في الثانية بعد ظهر اليوم، حيث يقود رئيس المجلس خلال هذه الفرصة ما تُسمّى اتصالات الفرصة الاخيرة للتبريد، وسط اصراره على ضبط ايقاع النقاش بين النقيضين في الاتجاه الذي يعبّر فيه كل طرف عن موقفه، ويحول في الوقت نفسه دون انفلاته الى ما لا تُحمد عقباه. وهو الامر الذي يعني إن انفلت، فتح البلد على توتر قد لا يكون في الإمكان احتواؤه، يُضاف الى الأزمة القاتلة التي تقود لبنان نحو الدمار الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي الشامل.

على انّ الخلاصة الاساس التي يُعمل في اتجاه بلوغها في نهاية جلسة اليوم، كما تشير المصادر، هي ردّ المجلس النيابي الكرة الى ملعب الرئيسين عون والحريري، والتأكيد عليهما عدم الاستمرار في اهدار الوقت، والارتفاع الى مستوى المسؤولية الوطنية التي تمليها حال البلد، والانتقال من موقع التصادم وآثاره السلبية على البلد، الى التفاهم على تشكيل حكومة تباشر ما هو مطلوب منها على طريق اخراج البلد من ازمته.

وبحسب معلومات «الجمهورية»، فإنّ الجهود التبريدية التي يبذلها رئيس المجلس، تلاقت مع «نصائح صديقة» عاجلة الى القادة السياسيين، وعلى وجه الخصوص الى المعنيين بالملف الحكومي، بالحفاظ على الاستقرار في لبنان.

وفي هذا السياق، قال مصدر ديبلوماسي عربي لـ«الجمهورية»: «انّ مصلحة الاشقاء في لبنان اولاً واخيراً تكمن في التفاهم بصورة فورية وعاجلة على تشكيل حكومة، وفي عدم الدخول في توترات تهدّد امن واستقرار لبنان، وتزيد من معاناة الشعب اللبناني».

ما مصير رسالة عون؟

في الجانب المتعلق بالرسالة التي وجّهها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى مجلس النواب، والتي يلقي فيها مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة على الرئيس المكلّف سعد الحريري، ويدعو النواب الى تحمّل مسؤولياتهم، فقد سلكت هذه الرسالة مسارها الطبيعي، وحدّد رئيس المجلس جلسة لتلاوة الرسالة غداً الجمعة في قصر الاونيسكو.

على انّ الثابت في المشهد المرتبط بهذه الرسالة، بحسب “الجمهورية” انّها اربكت الداخل حولها باعتبارها سابقة من نوعها، وراكمت كمّاً هائلاً من علامات الاستفهام والاستهجان حول القصد منها، وخصوصاً انّ مجلس النواب، وان استجاب لها من حيث الشكل وأجرى المقتضى الفوري حيالها بتحديد موعد لجلسة لتلاوتها، فهو لا يملك أن يستجيب لها، ولا أن يماشي الرغبات الشخصية التي صاغتها بمضمون يقفز فوق الدستور والصلاحيات. فما تقرّر في الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس الحكومة، قد تقرّر وانتهى الامر، ولا صلاحية للمجلس ولا لغيره في ان يبدّل او يعدّل في هذا القرار.

على انّ السؤال الكبير دار حول إصرار رئيس الجمهورية على توجيه هذه الرسالة الى مجلس النواب، برغم انه تلقّى في الايام الاخيرة نصائح مباشرة بالعدول عن هذا الامر المحرج للرئاسة قبل اي طرف آخر، وثمة كلام مباشر ابلغ الى الرئاسة مفاده انه من الضروري صرف النظر عن مثل هذه الرسالة، اذ لا طائل من توجيهها على الاطلاق، فضلاً عن انها قد تشعل فتيلاً لاشتباك سياسي يُربك الداخل اكثر مما هو مربَك، وقد تفتح الوضع على منزلقات خطيرة سياسية ومذهبية خصوصاً ان الرسالة تتناول ما تسمّى “المحرمات” المرتبطة بصلاحيات احدى الطوائف الاساسية في لبنان، فهذا الامر يعدّ محاولة فرض اعراف جديدة تتجاوز الدستور وتستفزّ العصب السني، وقد تفتح باباً يصبح من الصعب إغلاقه.

وبحسب مصادر سياسية موثوقة فإنّ رئيس المجلس نبيه بري كان في مقدمة الناصحين، وجرى حديث مطوّل بينه وبين رئيس الجمهورية حول تلك الرسالة قبل إرسالها، الا انّ رأي “مستشاري القصر” كان الغالب في النهاية ووجهت الرسالة، وأوقعت معها رئيس الجمهورية في المحظور… وبالتالي تعاطى الرئيس بري مع الرسالة على قاعدة أن رئيس الجمهورية مارس حقه الدستوري في توجيه رسالة الى مجلس النواب، ولمجلس النواب حقه في ان يمارس دوره الدستوري والقانوني في اجراء المقتضى حيالها، ومن هنا جاء تعيينه لجلسة يوم الجمعة”.

وعشية الجلسة، شرحت مصادر مجلسية الرسالة الرئاسية، وسجلت عليها الملاحظات التالية:

– اولاً، من حيث الشكل، هي رسالة تندرج في سياق حق رئيس الجمهورية الدستوري في مراسلة مجلس النواب

– ثانيا، من حيث المضمون، لا تنسجم مع الدستور، ولا مع ما انتهت اليه الاستشارات النيابية الملزمة التي كُلّف الرئيس سعد الحريري بناء عليها.

– ثالثا، مجلس النواب وحتى ولو كان مُجمعاً على تبني مضمون رسالة عون، لا يملك صلاحية ان يبدل في واقع التكليف شيئاً، ولا ان يعلن سحب التكليف من الرئيس المكلف. وحتى ولو انه فعل ذلك وبإجماع اصوات النواب فلا قيمة قانونية او دستورية لذلك. فلا قيود على الرئيس المكلّف، ومصير التكليف يحدده فقط الرئيس المكلف سواء بالتمسك به طالما انه ليس مقيّدا بسقف زمني، او التخلي عنه ساعة يشاء هو بالاعتذار. ومن دون ذلك لا يستقيم ابداً.

– رابعا، اذا كان القصد منها دعوة النواب الى سحب التكليف من الحريري، فهذه هرطقة قانونية ودستورية، من شأنها ان تفتح الباب في المقابل على هرطقة مماثلة بأن تعمد جهات سياسية الى مطالبة النواب الذين انتخبوا رئيس الجمهورية بسحب اصواتهم وانتزاع الرئاسة منه. وبالتالي، لا يستطيع رئيس الجمهورية ان يكرّس سابقة من هذا النوع لم يسبقه اليها اي من رؤساء الجمهورية السابقين.

امّا في السياسة، فإنّ التقييم السياسي للرسالة الرئاسية يتقاطع عند الملاحظات التالية:

– اولا، انّ الرسالة جاءت بمثابة “فاول” رئاسي كبير يعكس جهلاً مُدقعاً لدى مستشاري القصر بالدستور والقانون وصلاحيات الرئاسات.

– ثانيا، ان هذه الرسالة لا تعدو كونها محاولة واضحة من رئيس الجمهورية للنأي بنفسه عن تعطيل تأليف الحكومة، وتحميل الرئيس المكلف وحده مسؤولية التعطيل، فيما كل الوقائع المرتبطة بعملية التأليف منذ تكليف الرئيس الحريري تشكيل الحكومة تظهر بشكل لا يقبل أدنى شك الادوار التعطيلية لكل طرف وتعليق الحكومة على حبل من الشروط التعجيزية ليس اقلها المطالبة بالثلث المعطل وبوازارات معينة.

– ثالثا، ان هذه الرسالة جاءت على طبق من ذهب للرئيس المكلف، اذ ان عدم استجابة المجلس النيابي لها، وهذا امر اكيد، يأتي بمثابة ثقة متجددة بالحريري وتجديداً لتكليفه. بما يعد كسرة معنوية كبيرة لرئيس الجمهورية.

– رابعا، ان الواضح من الاصرار على الرسالة وارسالها الى مجلس النواب، هو الاعلان بصورة مباشرة من قبل رئيس الجمهورية عن رفضه التعايش الحكومي نهائياً مع الرئيس الحريري. وثمة من قرأ في هذا الاصرار محاولة رئاسية لفتح اشتباك سياسي عنيف مع الرئيس المكلف وفريقه السياسي.

كل هذه الاجواء تسبق جلسة الجمعة، فيما انصبّت الجهود في الساعات الماضية على محاولة احتواء تلك الجلسة ومنع انزلاق النقاش فيها الى حد يهدد الاستقرار الداخلي. والرئيس نبيه بري يشد في اتجاه التبريد وعدم جعل المجلس منبراً للقصف السياسي العنيف بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، خصوصاً ان الاجواء المحيطة برئيس الجمهورية وبالرئيس المكلف تَشي باستنفار سياسي من قبل الطرفين واستعدادات للمواجهة المحتملة يوم الجمعة، والتي إن سارت في هذا الاتجاه فستكون جلسة فضائح ونشر غسيل وسخ فوق كل السطوح السياسية، ولن تبقى ارتداداتها محصورة داخل الجلسة بل قد تشمل الشارع مع ما يترتّب على ذلك من احتمالات وتطورات غير محسوبة.

وتحدثت مصادر مواكبة لحركة الاتصالات التي تكثفت أمس عن 3 احتمالات:

– الأول، ان يترك رئيس المجلس الامور في الجلسة تأخذ مداها، وليَقل كل طرف ما يريده بحق الآخر على قاعدة “بطيخ يكسّر بعضو”. لكن هذا الامر لا يحل المشكلة اذ نكون في مشكلة معقدة فنصبح في مشكلة اكثر تعقيداً ومفتوحة على سلبيات خطيرة سياسية وطائفية.

– الثاني، ان يكتفي رئيس مجلس النواب بإطلاع المجلس على مضمون الرسالة، وان يفتح النقاش لعدد محدود جدا من نواب الطرفين، ولا شيء يمنعه من ذلك. مع محاولة احتواء اي تفلت بالكلام وهذا امر صعب، اذ ان كلمة واحدة قد تشعل الاجواء والنفوس المحتقنة.

– الثالث، ان تُتلى رسالة رئيس الجمهورية، ويرجّح الا تتلى لأنها اعلنت عبر وسائل الاعلام، على ان يصار بعدها الى تمرير توصية سريعة تفيد بأن المجلس النيابي أخذ علماً بالرسالة الرئاسية، وتدعو المعنيين بملف التأليف الى التفاهم على تشكيل الحكومة وفق ما هو منصوص عليه في الدستور. وبهذه التوصية يؤكد المجلس انه لا يستطيع ان يتجاوز النص الدستوري الذي يرعى التكليف وآلية تسمية رئيس الحكومة.

كل ذلك يؤكد في رأي المصادر المذكورة ان الرسالة الرئاسية لا تحقق المرتجى منها، وكان في الامكان الاستغناء عنها.

الى ذلك، اكدت مصادر نيابية بارزة لـ”الجمهورية” ان الاتصالات نشطت أمس لتجنيب مجلس النواب اي انقسام داخلي حول مسألة لا دور لمجلس النواب فيها.

وقالت المصادر: انّ الرئيس بري يحرص على عدم نقل الازمة السياسية وتعثر تشكيل الحكومة الى مجلس النواب، لأن الدستور واضح وضوح الشمس في هذا الشأن فهو لن يسجل في ولايته اي تدبير او اجراء يخالف مواد الدستور، ولا سيما في خص المادتين53 و64، الاولى المتعلقة بالاستشارات وصلاحيات رئيس الجمهورية بتكليف رئيس الحكومة، والثانية المتعلقة بصلاحيات الرئيس المكلف تشكيل الحكومة من دون تحديد مهلة زمنية. وطالما الدستور لم يحدد فالمجلس لا صلاحية له بهذا التحديد او بسحب التكليف، والا فليعدّلوا الدستور وهذا الامر غير مطروح حالياً على الاطلاق ولا مصلحة لأحد بالدخول فيه. وبالتالي، فإنّ التوجه حاليا هو لإصدار توصية تعمل على حل توافقي متوازن لا يمس بمبدأ التكليف ويحث على الاسراع بتشكيل الحكومة بالتوافق بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف.

امّا عن مسار الجلسة فأكدت المصادر ان المجلس النيابي هو ملعب الرئيس بري الذي احترف الحفاظ على التوازنات فيه، وبالتأكيد سيجنّبه اي شرخ يمكن ان تمتد تداعياته الى البلد برمته في هذا الظرف الدقيق، والمخرج سيوازي ما بين احترام الطائف والدستور والحَث على إيجاد حل وعدم فتح البلاد على زوبعة جدل لتفسير الدستور والصلاحيات ستزيد الطين بلة وتضيف الى الازمات المتراكمة ازمة دستورية جديدة.

الرئيس عون: ستجدونني دائما بالحقّ أتقدمّكم “التدقيق الجنائي معركة أصعب من تحرير الأرض”

أشار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في رسالة وجهها الى اللبنانيين مساء اليوم، الى انه “عقد أمس اجتماع بين ممثلين عن وزارة المال وحاكمية مصرف لبنان وشركة “ألفاريز ومارسال”، من دون التوصل الى نتيجة ملموسة وتقرر عقد اجتماع آخر يوم الجمعة، وهذه مماطلة وتأكيد أن ما من إرادة لإجراء التدقيق الجنائي”.

وقال:”بعدما انتخبت رئيسا للجمهورية حاولت على مدى 3 سنوات ومن دون نتيجة، أن أفتح باب التدقيق الجنائي لأحمي ودائع الناس وكانت الأزمة المالية والنقدية تتفاقم|، وبدأت في تموز 2019 مؤشرات الانهيار وانكشف الوضع في 17 تشرين الأول من العام نفسه”.

اضاف: “التدقيق الجنائي هو المدخل لمعرفة من تسبب بوقوع جريمة الانهيار المالي في لبنان وهو ليس مطلبا شخصيا لرئيس الجمهورية، بل هو في صلب المبادرة الفرنسية ومطالب صندوق النقد الدولي وهو قبل كل شيء مطلب اللبنانيين جميعا”.

وختم: “أيها اللبنانيون، أقول لكم بإمكانكم أن تختلفوا معي سياسيا، لكن ستجدونني دائما الى جانبكم بالحق وأتقدمكم في معركة كشف أكبر عملية نهب بتاريخ لبنان فكونوا معي”.

وجاء في رسالة الرئيس عون:

“أيها اللبنانيون،

عقد أمس اجتماع بين ممثلي عن وزارة المال وحاكمية مصرف لبنان وشركة ألفاريز ومارسال من دون التوصل الى نتيجة ملموسة وتقرر عقد اجتماع آخر يوم الجمعة.

قبل عودتي الى لبنان عام 2005 كنت مدركاً لخطر الانهيار المالي، وعندما أصبحت نائباً ورئيسا لتكتل نيابي طالبت بإلحاح بإجراء التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان وبإنشاء محكمة خاصة بالجرائم المالية، لكن المطلبين وُضعا في الأدراج

بعدما انتخبت رئيساً للجمهورية، حاولت على مدى ثلاث سنوات ومن دون نتيجة أن أفتح باب التدقيق الجنائي لأحمي ودائع الناس…

كانت الأزمة المالية والنقدية تتفاقم وبدأت في تموز 2019 مؤشرات الانهيار وانكشف الوضع في 17 تشرين أول من العام نفسه.

حكومة الرئيس حسان دياب كلفت في 26 آذار من العام الماضي، وزير المال غازي وزني باتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان بهدف معرفة أسباب التدهور المالي وكشفها.

كانت الشكوك تتأكد يوماً بعد يوم بأنّ حسابات المصرف المركزي غير شفافة ولم يكن يعرف حجم النقص في الاحتياط بالعملات الأجنبية وهو نقص كانت تتم تغطيته من أموال المودعين خلافاً للقانون.

لقد منعت الحجج الواهية مجلس الوزراء من تكليف شركة krol العالمية بإجراء التدقيق الجنائي، وبعد جهود كثيفة وافق مجلس الوزراء على تكليف شركة ألفاريز ومرسال.

وفُوّض وزير المال بتوقيع العقد معها وكان ذلك في 1 أيلول 2020 أي بعد أكثر من خمسة أشهر على صدور قرار مجلس الوزراء.

وجهت ألفاريز ومارسال بواسطة وزير المال 133 سؤالاً لمصرف لبنان الذي أجاب عن 60 منها ورفض الإجابة على البقية إمّا بحجة أنّها مخالفة لقانون النقد والتسليف أو لأن لا جواب لديه.

وفي 20 تشرين الأول من العام الماضي جدّدت الشركة توجيه الأسئلة لمصرف لبنان وبقيت من دون جواب

واجه التدقيق الجنائي عراقيل عدة كنا نفككها تباعاً.

تذرعوا بأن قانون السرية المصرفية يمنع التدقيق فوجهت رسالة الى المجلس النيابي وكان جوابه أن حسابات المصرف المركزي خاضعة للتدقيق الجنائي. ذهبنا أبعد من ذلك، فأقر مجلس النواب قانوناً يقضي بتعليق العمل بقانون السرية المصرفية لمدة سنة.

استمرت العرقلة في تنفيذ التدقيق المالي الجنائي الى أن اعترف وزير المال من بضعة أيام أنّ المصرف المركزي يمتنع عن الإجابة على عدد كبير من أسئلة شركة الفاريز ومارسال.

لقد صار واضحاً أنّ هدف المماطلة في تنفيذ قرار الحكومة هو دفع الشركة الى اليأس لتغادر لبنان وتوقف بالتالي التدقيق الجنائي ويفلت المجرمون من العقاب.

أيها اللبنانيون،

إنّ سقوط التدقيق الجنائي يعني ضرب المبادرة الفرنسية، لأنّ من دونه لا مساعدات دولية ولا مؤتمر سيدر ولا دعم عربي وخليجي ولا صندوق دولي.

إن التدقيق الجنائي هو المدخل لمعرفة من تسبب بوقوع جريمة الانهيار المالي في لبنان.

التدقيق الجنائي ليس مطلباً شخصيا لرئيس الجمهورية بل هو في صلب المبادرة الفرنسية ومطالب صندوق النقد الدولي وهو قبل كل شيء مطلب اللبنانيين جميعاً.

التدقيق الجنائي هو للمودع الذي سُرقت ودائعه من المصرف وتبخّر جنى عمره.

التدقيق الجنائي هو للمريض المنتظر عند باب المستشفى ولا يملك المال لدخولها ويقال له إن أموالك محجوزة.

التدقيق الجنائي هو للطالب الذي سافر لتلقي العلم وانقطع عنه فجأة تحويل الأموال من أهله.

التدقيق الجنائي هو للأهل الذين ما عادوا قادرين على تأمين مصروف العائلة بسبب الانهيار وتدهور قيمة العملة الليرة.

التدقيق الجنائي هو للمتقاعد الذي كان يتكل على تعويضه في البنك ليمضي بقية عمره بكرامة.

أيها اللبنانيون أقول لكم:

بإمكانكم أن تختلفوا معي سياسياً لكن ستجدونني دائماً الى جانبكم بالحق.

أتقدمكم في معركة كشف أكبر عملية نهب بتاريخ لبنان فكونوا معي؛

أيها اللبنانيون،

ضعوا خلافاتكم السياسية جانباً، وثقوا بأننا لن ندعهم يسرقون الشعب ويقهرون أمّاً ويذلون أباً ويهينون مريضاً…

لن ندعهم يسقطون التدقيق الجنائي أو يقضون على الدولة والشعب والتاريخ والمستقبل.

للقيادات السياسية وغير السياسية أقول:

مسؤوليتكم كبيرة أمام الله والشعب والقانون،

وما كان ليحصل ما حصل لو لم توفروا أنتم بالحد الأدنى الغطاء للمصرف المركزي والمصارف الخاصة ووزارة المال

للمصرف المركزي أقول:

أنت تتحمل المسؤولية الأساسية لأنك خالفت قانون النقد والتسليف وكان لزاماً عليك أن تنظم العمل المصرفي وتأخذ التدابير لحماية أموال الناس في المصارف وتفرض معايير الملاءة والسيولة.

للمصارف أقول:

مسؤوليتكم واضحة ولا يمكن لكم أن تهربوا من الحقيقة… الناس أودعوكم أموالهم، وأنتم تصرفتم بها بعدم مسؤولية طمعاً بالربح السريع ومن دون ” توزيع مخاطر” على ما تقتضيه أصول المهنة.

جميع الحكومات والإدارات والوزارات والمجالس والهيئات مسؤولة عن كل قرش أُهدر عبر السنوات، وجميعها يجب أن يشملها التدقيق الجنائي.

للدول التي تدعي التضامن مع اللبنانيين وتطالب بالشفافية في المركزي وسائر القطاع المصرفي وبالإصلاحات المالية والنقدية أقول: ساعدونا على كشف عمليات تحويل أموال أخذت بعد 17 تشرين الأول 2019 طابع التهريب المالي، هذه الأموال هي بالعملات الأجنبية وتحولت من لبنان الى مصارف معروفة بالعالم.

عمليات تحويل الأموال إلى الخارج بعد 17 تشرين لا يمكن أن تُخبأ… واذا توفر القرار، فنحن قادرون على معرفة من حول أموال اللبنانيين الى الخارج، وقادرون على التحقيق والتدقيق لنكشف ما اذا كانت هذه الأموال نظيفة، وكيف حصل عليها أصحابها، وهل من إمكانية لاسترجاعها.

إنّ التدقيق الجنائي هو البداية، ولعل هذه المعركة أصعب من تحرير الأرض لأنّها معركة ضد الفاسد و”الحرامي”، وهما أخطر من المحتل والعميل ..

فمن يسرق أموال الناس يسرق وطناً.

انتبهوا:

إنّ إسقاط التدقيق الجنائي هو ضرب لقرار الحكومة التي أدعوها لعقد جلسة استثنائية واتّخاذ القرار المناسب لحماية ودائع الناس، وكشف أسباب الانهيار وتحديد المسؤوليات تمهيداً للمحاسبة واسترداد الحقوق.

أنا ميشال عون رئيس الجمهورية،

انا ميشال عون الجنرال الذي تعرفونه،

أناديكم،

لا لتكونوا معي،

بل لتكونوا مع أنفسكم ومع مستقبل أولادكم.

فدعونا نكتشف معاً الحقائق لنسترجع الحقوق،

“ولاحقين نختلف بالسياسة”

نعم للتدقيق الجنائي كي تعيشوا ويعيش لبنان”.

“نزوات داخلية” و”مشاريع خارجية” تُعيق التشكيل بوادر استعادة مناخات الاستقطاب بين فريقيْ عون والحريري

أفضت الاتصالات والدعوات التي قام بها البطريرك الماروني بشارة الراعي، إلى تقدم طفيف تم إحرازه في ملف تشكيل الحكومة اللبنانية العالقة منذ أشهر، وذلك إثر “شبه توافق” على عدد الوزراء في حكومة لا يكون فيها لأي طرف ثلث معطل، وفق ما قال النائب فريد هيكل الخازن بعد لقائه الراعي الأحد، فيما لا تزال العُقد الأخرى على حالها.

ولا يزال إعلان تأليف الحكومة مقيّداً بالتجاذبات السياسية والتباينات بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون كما جاء في “الشرق الأوسط”، ويصرّ الحريري على تأليف حكومة لا تتضمن ثلثاً معطلاً لأي طرف، ويدعمه في ذلك المطلب رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، فيما يعارض عون تسمية الحريري للوزراء المسيحيين الذين وردت أسماؤهم في التشكيلة التي رفعها الحريري لرئيس الجمهورية في كانون الأول الماضي.

ولم تتوقف الدعوات لتأليف الحكومة منذ تكليف الحريري في تشرين الأول الماضي، ويكرر البطريرك الماروني نداءاته لتشكيلها، وكان آخرها أمس حيث تحدث عن “نزوات داخلية” و”مشاريع خارجية” تُعيق تشكيل الحكومة.

ويتزامن انتهاءُ عطلة الفصح غدا مع «ثلاثاء النووي» في فيينا، والذي يُنتظر أن يتبلور في ضوئه إذا كان بلوغُ تَفاهُم بين طهران وواشنطن سيتطلّب «وقتاً إضافياً» غير قصير من «السير فوق المسامير» قبل العودة لاتفاق 2015 وهل يكون ذلك وفق معيار «الخطوة الواحدة» كما تريد إيران، أي رفْع كل العقوبات الأميركية، أو «الخطوة مقابل خطوة» واستطراداً هل ستَمْضي طهران بزيادة «جرعاتِ» التصعيد في ساحات نفوذها لفرْض شروطها، فإن بعض الوقائع التي شهدتْها استراحةُ العيد في بيروت لم تحمل إشاراتٍ إلى أن الأزمة الحكومية قابلة للإدارة بمنأى عن البازل الإقليمي المعقّد، لدرجة أن كلاً منهما صار بمثابة مرآة وانعكاس للآخَر.

وبعد ما يشبه «الهدنة» الداخلية في أعقاب انطلاق حركة مشاورات تتمحور حول أفكار بري المتصلة بحكومة من 24 وزيراً اختصاصياً من غير الحزبيين موزّعين وفق صيغة 3 ثمانيات (لا ثلث فيها لأي فريق) بما عَكَسَ تَهَيُّب الأطراف المعنيين تَصَدُّر واجهة تفجير «مشروع المبادرة» الذي تواكبه «قوة ضغط» فرنسية – أوروبية يحرّكها «سيف» العقوبات، حملتْ الساعات الأخيرة بحسب “الراي الكويتية” بوادر استعادة مناخات الاستقطاب بين فريقيْ عون والحريري، وهو ما وُضع في سياق واحد من أمرين:

الأول أنه بداية مسارٍ سيتدحرج لتحسين الشروط وبلوغ مقايضاتٍ تحت سقف تشكيلة الثلاث ثمانيات، عبر «المضايقات» السياسية، بما يعوّض عن ورقة «الثلث المعطّل» التي طبعتْ نماذج الصيغ الحكومية التي اقترحها رئيس الجمهورية على الرئيس المكلف.

والثاني، وهو الذي بدا الأكثر رجحاناً، أنه إشارةٌ بأن طريق مسعى بري لم تصبح سالكة بعد وتحديداً في ما خص «حجر الزاوية» المتمثل بإسقاط «الثلث زائد واحد»، وأن مقتضيات انتظار مآلات المسار النووي تسمح بتمديد وضعية تعليق الملف الحكومي عبر «التعلّق» بحبل التعقيدات الداخلية.